الله واحد في ثالوث

 

هذا الكتاب

  

    هذا الكتاب هو الحلقة الثانية من سلسلة "الأرضية المشتركة بين المسيحية والإسلام".

 

     ففي الكتاب الأول الصادر بعنوان "حوار بإذاعة كل العرب بلندن" كان موضوع الحديث بين المؤلف وبين مدير تلك الإذاعة عن بعض المسائل الشائكة حول حقيقة صلب المسيح وموضوع التثليث مسائل أخرى في الإيمان المسيحي.

 

     وفي هذا الكتاب الذي بين يديك نتحدث بالتفصيل عن "التثليث والتوحيد". وقد صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب عام 1960 وقد ترجم حتى الآن إلى 12 لغة، وطبعت منه آلاف النسخ على المستوى العالمي. وها هي طبعة جديدة مزيدة ومنقحة مساهمة في إيضاح الأرضية المشتركة بين المسيحية والإسلام، حتى لا يروج أحد لادعاءات المتطرفين بأن المسيحيين كفرة ومشركين، فها هو إيماننا بالله الواحد الذي لا شريك له والذي له المجد إلى الأبد.       

    

والواقع أنه عندما يكون الإنسان طفلا، تعطى له الحقائق العويصة مبسطة مجملة، ولكن عندما ينضج هذا الطفل ويكمل إدراكه، لا تشبعه المعلومات المجملة المبسطة، وإنما يسعى باحثاً عن دقائق الأمور وتفاصيلها، إذ يضحي عقله مستعداً لتقبلها واستيعابها.

 

       وهذا هو الحال مع البشرية، فعندما كانت في مرحلة الطفولة الفكرية. أعطاها الرب صورة مجملة عن ذاته، على قدر ما تستطيع أن تدرك. ولهذا يقول بولس الرسول "وأنا أيها الأخوة لم أستطيع أن أكلمكم كروحيين بل كجسديين كأطفال في المسيح.سقيتكم لبناً لا طعاماً. لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون". (1كو3: 1و2).

 

       وعندما نمت عقلية المؤمنين، بدأ الرب يعلن عن ذاته بطريقة دقيقة، فكشف عن حقيقة الثالوث في الوحدانية. وقد فسر البعض ذلك بطريقة خاطئة ظانين أن المسيحيين يؤمنون بثلاثة آلهة.

 

       من أجل هذا وضعت هذا الكتاب بنعمة الله لتبسيط وإيضاح هذه العقيدة، حتى يستطيع كل من يقرأه أن يعرف ما تعنيه هذه العقيدة، ويعلم أن هذه العقيدة لا تتعارض مع العقل بل تشبعه، وكذلك لا تتعارض مع ما يشهد به القرآن بل تؤكده.

 

    أضع هذا الكتاب بين يديك أيها القارئ العزيز راجيا أن يقرب مفاهيمنا ويوقفنا على أرضية مشتركة.

 

      وإني أرحب بأي استفسار أو تساؤل عما ورد في هذا الكتاب من مادة.

 

    أتركك في عناية القدير لتبحر عبر صفحاته حتى تصل إلى الميناء سالما.

عودة الى الفهرس