الله واحد في ثالوث

 

الباب الخامس

 إشراقة النعمة

  

*برهان الـروح

*تخبط في الظلام

*نعمة الإعـلان

*جاذبية حنـان

*نـور الإيمـان

*أعظم  برهـان

الفصل الأول

برهان الروح

      قد تمشيت معك يا عزيزي القارئ خلال هذا البحث إلى الآن مظهراً صحة إيماننا في الثالوث والوحدانية بأدلة عقلية ومنطقية أو بمعنى آخر بالحكمة الإنسانية. ولكن بولس الرسول يرينا أن الإيمان لا يأتي بحكمة بشرية بل ببرهان الروح والقوة فيقول "فكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المقنع بل ببرهان الروح والقوة لكي لا يكون إيمانكم بحكمة الناس بل بقوة الله"(1كو2: 4و5) فسامحني يا عزيزي في التجائي إلى كلام الحكمة الإنسانية ودعني أتكلم معك عن برهان الروح والقوة.

     برهان الروح يكون في القلب لا في العقل: إذ يقول الكتاب "لان القلب يؤمن به للبر والفم يعترف به للخلاص (رو10: 10) [والمقصود هنا بالبر أي ينال بر المسيح أي البراءة من حكم الموت الصادر على الخاطئ. والمقصود بكلمة الخلاص هو النجاة من جهنم النار الأبدية، والحصول على هبة الله بالحياة الأبدية].

 

    ويأتي الإيمان القلبي نتيجة إشراقة النعمة داخل الإنسان لتظهرله سر الإيمان وتكشف له عن محبة الله وعمله العجيب من أجله حتى ارتضى أن يظهر في صورة إنسان ويسير في طريق الموت حاملاً صليب العار ليفدي الخطاة.

    واعلم يا أخي أن الرب مستعد أن يشرق في قلبك لإنارة معرفة مجده، لأنه يحبك شخصياً برغم خطاياك وشرورك وتجديفك عليه، هو مستعد أن يغفر ويصفح وينسى  آثامك، فقط أقبل إليه في ندامة وفي خضوع وسلم حياتك وقلبك له. وثق تماماً إنه لا يرفضك فقد قال بوعده الصادق "من يقبل إلي لا أخرجه خارجاً" (يو6:37).

     فأقبل إليه الآن ، والق بخطاياك أمامه وهو مستعد أن يطـهـرك من كل خطية (لأن دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية  1يو1: 7) وقل له بدد يارب ظلمة قلبي، اشرق بنورك أمامي عرفني طريقك، احفظني من الشر حتى لا يتعبني.

     وفى الحديث الآتي أضع أمامك يا عزيزي بعض الحقائق الروحية التي أرجو من الرب أن يستخدمها لخلاص نفسك وبركة لحياتك آمين.

 

عودة الى الفهرس