الله واحد في ثالوث
الباب الخامس
إشراقة النعمة
*برهان الـروح
*تخبط في الظلام
*نعمة الإعـلان
*جاذبية حنـان
*نـور الإيمـان
*أعظم برهـان
الفصل الرابع
قال فيلسوف مشهور "أن الإنسان لا يملك أن يبلغ بقوته الطبيعية إلى طبيعة الله ولكن الله هو الذي يجذب إليه الإنسان ويرفعه إلى بهاء لا يدركه عقل" (تاريخ الفلسفة الأوربية فى العصر الوسيط ص 54).
حقيقة لا يمكن أن يقبل أحد إلى الله إن لم يجتذبه هو كما قال السيد المسيح له المجد "لا يقدر أحد أن يقبل إلى إن لم يجتذبه الآب" (يو6: 44) ولهذا ينبغي للإنسان أن يطلب من الله قائلا:"اجذبني وراءك فنجري" (نش1: 4)
والرب يجذبنا إليه بحبه وحنانه ولهذا قال بوحنا الرسول "نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً " (1يو4: 19).
ألا تدري ما فعلته محبة الله من أجلك؟ يقول بولس الرسول "الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا" (رو5: 8) معنى هذا أن البشرية عندما أخطأت صدر ضدها عقوبة الموت لأن أجرة (أي عقوبة الخطية" موت (رو6:23) ولهذا جاء المسيح لكي يأخذ العقوبة عوضا عنا ولهذا صلب ليفدينا من موت الخطية وعقوبة النار الأبدية. هذه هي جاذبية الحنان التي يجذبنا بها إليه إذ أظهر لنا حبه بهذا الفداء العظيم.
إيه أيتها المحبة الإلهية أي امتياز أعطي لنا . وأية كرامة وهبت لنا وبأي حنان جذبت نفوسنا . . .
أخي أنه عن غير طريق الحب لن تعرف الله . فالعبادة ليست مجرد تعاليم وعقائد ونظريات وفرائض وإنما هي الحب في أسمى درجاته. ولقد قال يوحنا الرسول "الله محبة، ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه"
(1يو4: 16).
فهل ارتبط قلبك بمحبة الله؟ . . لا ترتبك يا عزيزي بالنظريات والمناقشات، ولكن يكفي أن تعمل كما قال القديس أوغسطينس "حب واصنع ما شئت لأن محبة المسيح تحصر نفسك".