الله واحد في ثالوث
ألقاب الثالوث الأقدس
*الآب
*الإبن
*الروح القدس
مما سبق عرفنا أن المسيحية تؤمن بإله واحد في ثالوث: ذات الله. كلمته . وروحه. ويطلق على هذا الثالوث أسماء أخرى هي:
الآب (ذات الله)
الإبن (كلمة الله)
الروح القدس (روح الله)
وتقوم في وجه هذه التسمية اعتراضات من غير الفاهمين، إذ يظنون أنها تعني التوالد التناسلي والعلاقات الجسدية. وحاشا للمسيحية من هذا المفهوم، ولذلك سنوضح القصد من هذه التسمية فيما يلي:
الفصل الأول
إننا نحن المسيحيين لا نقصد بهذا اللفظ المعنى الجسدي، بل هناك معان أخرى كثيرة منها:
أولاً: المعنى المجازي:
فالله هو مصدر كل الكائنات وخالقها فيسمى أبا المخلوقات جميعها لا سيما العاقلة ، كما يقول النبي موسى: "أليس هو أباك ومقتنيك. هو عملك وأنشأك" (تثنيه32: 6) أو كما قال النبي أشعياء: "يا رب أنت أبونا" (اش64: 8).
وفي العهد الجديد ، أعلن الرسول بولس: "لنا إله واحد، الآب الذي منه جميع الأشياء ونحن له" (1كو8: 6).
وبهذا المعنى، ترد لفظة (الآب) في اللغة مثل أبو الخير، أبو البركات، وأبو الفضل … وغيرها، حيث لا يؤخذ بمعنى التوالد أو التناسل الجسدي،بل بالمعنى المجازى.
ثانياً: المعنى الشرعي:
ففي حالة التبني، لا تعنى لفظة "الأب" أنه قد أنجب الابن المتبني، بل انه قبله في محل ابن، ومنحه كامل الحقوق الشرعية. واعتبر نفسه مسؤولاً عنه، ملتزماً به كأب حقيقي. ويقول الرسول بولس في هذا ". . . أخذتم روح التبني الذي به نصرخُ: يا أبَا الآب" (رومية 8: 15) أو "لننال التبني" (غلاطية 4: 5) فأبوة الله لنا مبنية على حقوق شرعية إلهية.
ثالثاً: المعنى الروحي:
بعد أن سكب الله روحه القدوس في قلوب جميع المؤمنين، ولدوا ثانية بالمعمودية ولادة روحية، متجددين بفعل هذا الروح الإلهي القدوس، وبهذا يتم في المؤمنين القول أنهم مولودين من الله: "الذين ولدوا …. من الله" (يوحنا1: 13)
وقد علمنا يسوع المسيح أن نصلي قائلين : "أبانا الذي فى السموات، ليتقدس اسمك" وبناء عليه لا يحق لأي إنسان عادي أن يدعي بأنه ابن لله، وأن الله أبوه، ما لم يحصل على التبني الروحي ومسحة الروح القدس.
رابعاً: المعنى الجوهري:
كعلاقة النار والنور، فالنار تلد النور الذي هو من طبيعتها ذاتها. ولهذا نقول في قانون الإيمان المسيحي عن الكلمة "أنه نور من نور". ونقول أيضا أنه "واحد مع الآب في الجوهر".
وهذا نفس ما قرره الكتاب المقدس بقوله: أنه"بهاء مجده ورسم جوهره" (الرسالة إلى العبرانيين 1: 3).
وبهذا المعنى ينتفي ما يتهمنا به البعض بأن هناك علاقة جسدية أو مادية في تعبيرنا عن الآب والابن، وإنما هي علاقة لاهوتية جوهرية.
مما سبق إيضاحه ترى إذن أننا لا نؤمن بأبوة الله بطريقة جسدية، أو تناسلية بل بطريقة أخرى مثل:
- أبوة مجازية: كأب للخليقة.
- أبوة شرعية: كأب للبشر.
- أبوة روحية : كأب للمؤمنين.
- أبوة جوهرية: في علاقته بالكلمة المتجسد في المسيح.