1. شهادة العهد القديم عن نفسه
في أكثر من 3800 مناسبة في العهد القديم يعلن كُتّابَهُ أن ما قالوه وكتبوه هو كلام الله. وكثيراً ما نقرأ أن كلامهم قد ابتدأ بأقوالٍ مثل "هكذا يقول السيد الرب" (إشعياء 24:10)، "كانت كلمة الرب إليَّ قائلاً" (إرميا 4:1). ويستخدم حزقيال النبي كثيراً عبارة "فقال لي يا ابن آدم" (حزقيال 1:2،3،6،8) وفي هوشع 1:1: "قول الرب الذي صار إلى هوشع بن بئيري..."، ويوئيل 1:1: "قول الرب الذي صار إلى يوئيل بن فنوئيل". كذلكفي أسفار موسى كثيراً ما نقرأ كلام الله للآباء الأولين مثل إبراهيم وإسحق ويعقوب، وكلامه أيضا إلى موسى ويشوع وغيرهم. كذلك نقرأ في الأسفار التاريخية عن كلام الله مع الملوك والكهنة والأنبياء، وكيف أن وعظهم وخُطَبَهُم وأحاديثهم مع الشعب كانت مستمدة من الله.
نقرأ أيضاً في العهد القديم أن أنبياء مثل إيليا وإرميا وعاموس قد دفعهم الله حتى يخبروا بكلمته للشعب، رغم أن ذلك قد جلب عليهم الملاحقة والإضطهاد. في أرميا 9:20 نقرأ أن إرميا النبي أراد أن يبقى صامتاً بسبب تعرضه للسخرية والاضطهاد إثر مناداته بكلمة الله، ولكنه لم يستطع ذلك فيقول: "فمللتُ من الإمساك ولم أستطع". وفي عاموس 7:3-8 نقرأ "أن السيد الرب لا يصنع أمراً إلا وهو يعلن سرَّه لعبيده الأنبياء. الأسد قد زمجرَ فمن لا يخاف. السيد الرب قد تكلم فمن لا يتنبأ"، (أنظر أيضاً ميخا 4:4؛ إرميا 4:30؛ إشعياء 11:8؛ صموئيل الثاني 21:7-22؛...إلخ). وفي ملوك الأول 14:22 نقرأ قول نبيّ الله ميخا: "إنّ ما يقوله ليَ الربُّ به أتكلّم".