2. شهادة العهد الجديد للعهد القديم
أشار كتاب العهد الجديد إلى العهد القديم على أنه كلمة الله وذو سلطان، فلا يوجد في العهد الجديد أي نقاش حول وحي وسلطة العهد القديم، بل يوجد موافقة وقبول وتسليم تام بأن العهد القديم هو فعلاً كلمة الله. فلم يكن العهد القديم بالنسبة لهم مجرد سلسلة من القصص ومجموعة من الشرائع، بل كان رسالة الله الموجَّهة للعالم بلغة بشرية، ومن الأمثلة الكثيرة على ذلك نورد ما يلي:-
1. في 2بطرس 20:1-21 يؤكد لنا بطرس الرسول أن نبوات العهد القديم ليست من أصل بشري، وأنه لم يتم كتابتها بناء على مشيئة بشر، بل أن أناس الله القديسون تكلَّموا وهم مسوقين أو محمولين من الروح القدس .
2. في 2تيمو 16:3 يقول بولس الرسول أن تيموثاوس يعرف الكتب المقدسة التي ذكرها في الآية رقم 15، ولذلك يطلب منه أن يستمر في استخدامها لأنها جميعاً من وحي الله.
3. في أعمال الرسل 16:1 نجد أن الكنيسة الأولى ومنذ بداية تكوينها قد فهمت وقبلت العهد القديم على أنه من وحي الله، وأن ما ورد فيه من نبوات يجب أن تتم لأنها قيلت وكتبت بوحي الروح القدس على فم داود حيث نقرأ:"...كان ينبغي أن يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقاله بفم داود..." ونفس الفكرة بأن الله تكلم واستخدم ألسنة الأنبياء موجودة في أعمال 18:3، 21؛ 25:4؛ 25:28، أي أن ما كُتِبَ في العهد القديم هو ما قاله الله.
4. في كتابات بولس الرسول نجد أنه يقول عبارة "يقول الكتاب" قاصداً بها "يقول الله" كما ورد في رومية 17:9، وغلاطية 8:3.
5. يقول بطرس الرسول أن الأنبياء أحياناً لم يفهموا ما عَلَّموه للناس لأن ما قالوه كان من خارج أنفسهم. فالمصدر في الحقيقة كان الروح القدس أو روح المسيح الذي فيهم (بطرس الأولى 10:1-12 ).