4. شهادة العهد الجديد عن نفسه
في الواقع أن سلطان المسيح وكذلك سلطة الرسل التي استمدوها من المسيح للتبشير والوعظ والتعليم بقيادة الروح القدس، تشكلان الضمانة الأكيدة على أن العهد الجديد هو كلام الله الموحى به للعالم، ولكن كُتّاب العهد الجديد لا يتوقفون عند سلطان المسيح وسلطانهم ليدِلّوا على وحي كتاباتهم، بل إنهم يصرحون مراراً كثيرة بأن ما كتبوه وعلّموه هو كلام الله، ومن الأمثلة على ذلك:-
1. يقول بولس الرسول بكل وضوح أن ما يعلمه هو من الروح القدس كما ورد في كورنثوس الأولى 12:2-13 "ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله. التي نتكلم بها أيضاً لا بأقوال تعلّمها حكمة إنسانية بل بما يعلّمه الروح القدس قارنين الروحيّات بالروحيّات"، وفي تسالونيكي الأولى 13:2 "...لأنكم إذ تسلَّمتم منَّا كلمة خبرٍ من الله قبلتموها لا ككلمة أُناسٍ بل كما هي بالحقيقة ككلمة الله التي تعمل أيضًا فيكم أنتم المؤمنين. ويعلن بولس الرسول أيضاً بأن الإنجيل الذي يبشر به قد أُعلن له من الرب يسوع المسيح نفسه كما ورد في غلاطية 12:1 "بإعلان يسوع المسيح". ويقول بأن تعاليم العهد الجديد هي إعلانات جديدة أعلنها الله بالروح القدس (أفسس 3:3-5 ).
2. في رسالة يوحنا الأولى 5:1 يؤكد لنا الرسول أن ما كتبه جاء من المسيح نفسه" وهذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به...".
3. ولعل أوضح تعليم عن وحي العهد الجديد هو ما يقوله بطرس الرسول في رسالته الثانية 15:3-16 حيث نجده هنا يضع رسائل بولس مع بقية كتب العهد القديم، مما يدل على أنه زمن كتابة بطرس لرسالته أصبح لرسائل بولس الرسول نفس سلطة كتب العهد القديم، وعلى أنها تقرأ في أماكن العبادة مثل العهد القديم.