معـــابد الله إلاه القمر الوثنى فى اليمن
معبد أوام كرس لعبادة القمر الأب والشمس الأم
- المعبد الرئيسي للإله المقة :
|
معبد أوام( الصورة
المفابلة ) (1) :يعتبر أكبر المعابد السبئية وأهمها ويرجع
تاريخ بنائه إلي القرن 8ق.م وفقا لما ورد في النقوش
المسندية القديمة
وسمي معبد الشمس وقد كرس لعبادة القمر الأب والشمس الأم
وسور المعبد حجري مزخرف بإفريز علوي يعتبر نموذجا للزخرفة
السبئية علي الجدران الخارجية. عرش بلقيس (الصورة المقابلة لرأس بلقيس ) معبد بران:عرفته النقوش القديمة بأنه بيت الآلهة القمر وقد مر المعبد بمرحلتين الأولي من الألف الثاني قبل الميلاد حتي بداية الألف الأول قبل الميلاد والمرحلة الثانية تبدأ من 850ق.م حتي نهاية الدولة السبئية.المعبد عبارة عن بناء مربع الشكل له ساحة مكشوفة يتوسط الساحة البئر المقدسة مع ملحقاتها.وتطوق الساحة المكشوفة جدران من الجهات الثلاث الجنوبية والغربية والشمالية كما يوجد صف من الكراسي المرمرية الثابتة في الجهة الغربية منها.وكان يوجد في الساحة الخلفية لقدس الأقداس تمثال للثور المقدس محمول علي ستة أرجل بطول 4م وتقف الأعمدة علي قواعد حجرية ثابتة ويزن العمود الواحد 17 طنا و360 كيلو جراما. |
ثالثاً : مديرية أرحب
أ- مـــدر :-
تقع مدر في منطقة أرحب شمال العاصمة صنعاء ، ويطلق عليها أحياناً اسم ( صرواح ـ
أرحب ) ، واسم مدر اسم قديم ورد ذكره في النقوش اليمنية القديمة عرف باسم مدينة
( هـ ج ر ن / م د ر م ) ، أي مدينة مدر ، كما أطلق هذا الاسم ـ أيضاً ـ على
قبيلة كانت تقطن في مدر ( ش ع ب ن / ذ م د ر م ) ، وتنتشر الآن في مدينة مدر
الكثير من الخرائب للمباني التي يعود تاريخها إلى عصور ما قبل الإسلام ، وعرفنا
من خلال النقوش القديمة بأن مدينة مدر كانت مدينة مترامية الأطراف تسكنها عدة
قبائل ، وفيها أقيمت ثلاثة معابد ضخمة هي :
1-
معبد للإله ( عثتر ) والمسمى معبد ( رأس مدر ) : ويقع في رأس جبل
مدر ، ويعود تاريخه إلى (القرن الأول قبل الميلاد )، وقد زاره النمساوي (
إدوارد جلازرـ (Glaser .E، ونقل وصفاً كاملاً له ، فهو عبارة عن مبنى مستطيل
الشكل له مدخلان الأول في الجدار الشرقي والآخر في الجدار الغربي ، وكان سقفه
يستند على عدد من الأعمدة الحجرية ، يبلغ عددها ( ثمانية وعشرون عموداً ) لم
يبق منها سوى ( ثمانية عشر عموداً ) حيث استغل هذا المعبد في العصور الإسلامية
بتحويله إلى مسجد ، حفرت بركته في النصف الجنوبي من المعبد واستخدمت منطقة قدس
الأقداس كمصلى ، وتحويل مبنى المعبد الذي بقيت جدرانه قائمة إلى وقتنا الحاضر
أدى إلى طمس الكثير من معالمه إضافة إلى فقدان القطع الأثرية التي كان يحتويها
، قوامها القرابين والنقوش النذرية التي كانت تقدم للإله ( عثتر ) .
2- معبد الإله ( تألب ريام ) ، والمسمى ( مربض )
: جاء اسم هذا المعبد في كثير من النقوش التي عُثر عليها في خرائب مدينة مدر
القديمة ولكن موقعه الرئيسي لا يمكن تمييزه ؛ وذلك بسبب التخريب الذي تعرضت له
خرائب المدينة القديمة حيث نزعت منه الأحجار المنحوتة واستخدمت في بناء المنازل
الحديثة في القرى المجاورة .
3- معبد الإله ( المقة ) ، والمسمى ( مــدر ) :
جــاء ـ أيضاً ـ اسم هذا المعبد في
كثير من النقوش التي عُثر عليها في خرائب المدينة القديمة ولكن لا نعرف موقعه
بالتحديد بين خرائب المدينة القديمة المندثرة .
ووجود الثلاثة المعابد الآنفة الذكر تعطينا تصوراً كاملاً للحياة الاجتماعية
والقبائل التي كانت تستوطن مدينة مدر ، لقد كانت مدينة مدر تحتضن عدداً من
القبائل يمكن معرفتها من خلال أسماء الآلهة وألقابها فهناك عشائر من قبيلة سبأ
التي كانت تتعبد الإله ( عثتر ) ، وهناك عشائر من قبيلة فيشان المتحالفة مع سبأ
والتي كانت تتعبد الإله ( المقة ) ، وربما إنها قدمت إلى مدينة مدر نتيجة لحركة
الانتقال السبئية في المرتفعات والهضبة التي تقع في غرب حاضرة مملكة سبأ ( مأرب
) ، أما القبيلة الثالثة فهي التي كانت تتعبد للإله ( تألب ريام ) ، وهي
بالتأكيد تنتمي إلى القبيلة الكبيرة " سمعي " التي كانت مدينة مدر إحدى مدنها ،
وقد أدى التعايش السلمي لتلك القبائل الثلاث إلى إطلاق تسمية شاملة لها ، وهي
القبيلة التي تعيش في مدر ( ش ع ب ن / ذ م د ر م )، وليس قبيلة مدر .
وبذلك فمدينة مدر قد جمعت عدة ثقافات ، وعدة ديانات ، وأصبحت بالتالي مجتمعاً
واحداً بثقافات وديانات متباينة تجمعها رقعة أرض واحدة ومصلحة مشتركة ، وهي
تعكس لنا التسامح الديني في اليمن القديم إلى جانب التعايش السلمي بصورة شفافة
، كما عرفت نشاطاً سكانياً واسعاً في مختلف
العصور .
وقد ذكر " الهمداني " مدر في مؤلفاته ففي كتاب " الإكليل الجزء الثامن " قال :
( فأما مدر فأكبر بلاد همــدان ـ مـآثـر ومحافـد ـ بعد ناعط ، وفيها ( أربعة
عشر قصراً ) فمنها ما هو اليوم خراب ، ومنها ما هو اليوم متشعث ، ومنها ما هو
عامر مسكون ، فأما قصرها العامر فقد دخلته ، فهو بوجوه من الحجارة البلاطية
الخارجية ومثلها من داخله ، ثم أجرى عليها المماشق ـ وهي طريقة رص الأحجار ـ لا
ترى فيها فصلاً ما بين الحجرين حتى لو كان داخله كريفاً للماء ما خان ولا نفذ ،
وترى فيها من الأعداد لتلك القصور كرفاً للماء بأعمدة حجارة طوال مضجعة على
أعمدة قيام ( بضع عشرة ذراعاً مربعة ) ، وفي مسجد مدر أساطين مما نزع من تلك
القصور وليس في المسجد الحرام مثلها ، وهي أطول منها وأكثف وأحسن نجراً كأنها
مفرغة في قالب ، وقبالة قصر الملك منها بلاطة ( فيها ) مستقلة للمشرق ، وصورة
الشمس والقمر يقابلانه إذا خرج الملك لم يقع بصره إلا على أول منها فإذا رآها
كفَّر لها لان يضع راحته تحت ذقنه عن وجه يستره ثم يخر بذقنه عليها ) .
ويؤكد لنا " الهمداني " ما جــاء في النقوش اليمنية القديمة بأن مدينة مدر كانت
تضم ثلاثة مـن
أضخم المعابد اليمنية القديمة ، إلا أن كثيراً من المعابد التي أشار إليها لم
تعرف أماكنها بالتحديد حيث فقدت معالمها ولم يعثر على نقوش في منطقة مدر
والمواقع المجاورة لها تدل على أسماء تلك المعابد وأسـماء الآلهة التي عبدت
فيها ولربما البحث والتنقيب الأثري مستقبلاً كفيل بتبيين ذلك .
وقد قدم بصورة أو بأخرى مدى الاعتقادات الدينية والطقسية التي كانت تحظى بها
معابد هذه المدينة وذلك من خلال قصة الملك الذي يخر بذقنه على صورة الهلال
والقرص المعروفان في الحضارة اليمنية القديمة ، واعتبرهما رمزاً من رموز الآلهة
( شمس ) والإلهة ( القمر ) .
ب - أتوة " جبل ريام " :
يقع جبل ريام في أراضٍ منطقة أرحب إلى الشمال من العاصمة صنعاء ، وتقع عليه
مدينة أتوة ، وهو جبل مشهور منذ عصور ما قبل الإسلام ، إضافة إلى المدينة التي
تقع عليه والتي اطلقت عليها النقوش اسم ( هـ ج ر ن / أ ت و ت م ) وقد تأتي بعد
اسم الإله ( تألب ) مباشرة ( ت ا ل ب / ر ي م م ) بمعنى أنه كان مركزاً دينياً
تقام فيه العبادة ، ( تألب ) أقيم له معبداً على جبل ريام يحمل الاسم نفسه ،
أمَّا مدينة أتوة فقد جاء ذكرها في النقوش أيضاً بصيغة ( هـ ج ر ن / ا ت و ت م
) وهجرن هو المصطلح الذي أطلقته النقوش على هذه المدينة بمعنى أنها تحتوي على
كافة مقومات المدينة اليمنية القديمة ، وقد ارتبط اسمه باسم إله قبيلة سُمعي (
تألب ريام ) ، الذي دخل في تركيب الألقاب الأخرى ، ولكن كما يبدو أن الاسم (ريام)
خاص بإله المعبد الكائن في قمة جبل ريام حيث كان له مكان خاص للكاهن المتنبئ ،
بالإضافة إلى أن ريام هذه كانت نقطة الانطلاق لعبادة ( تألب ) إذ أن الإله فيما
بعد سمى ( تألب ريام ) ( ت ا ل ب / ر ي ا م م ) ، وعلى قمة جبل ريام أقيمت عدد
من المعابد لهذا الإله أهمها المعبد المسمى ( ت ر ع ت ) وهذا المكان المقدس
الذي يأتي إليه الناس لأداء الشعائر الدينية فيه للإله ( تألب ) ، كما أقيم له
معبد آخر في المدينة حمل اسم المدينة ( أ ت و ت م ) .
فقد وصل شأن الإله ( القمر) المدعو ( تألب) إلى منزلة رفيعة في ( القرون الأولى
التالية للميلاد ) نتيجة لارتفاع شأن بني همدان أصحاب السيادة في قبيلة حاشد إذ
كان الإله تألب حاميهم ، كما أصبح يمثل مكانة هامة في الكيان الديني في منطقة
التحالف القبلي المسمى ( سمعي ) ، وكان يضم ثلاثة شعوب تحت لوائها ، ( يوسم ،
حاشد ، حملان ) ، وقد انتشرت عبادته في أراضي تلك القبيلة ، والتي كانت تقطن في
الجزء الشرقي من المرتفعات الشمالية الممتد من شمال مدينة صنعاء وحتى المناطق
القريبة من صعدة ، أما بالنسبة لمعابد الإله ( تألب ريام ) فقد انتشرت في معظم
تلك الأراضـي ، ومنها مثلاً :
- معبد ( ش ص ر م ) – ويقع في مدينة حاز شمال غرب مدينة صنعاء .
- معبد ( ق د م ن ) – ويقع بالقرب من حقة همدان شمال مدينة صنعاء .
- معبد ( ح د ث ن ن ) – ويقع في ناعط شمال شرق مدينة عمران .
- معبد ( خ ض ع ت ن ) – ويقع في كانط شمال مدينة صنعاء .
- معبد ( ك ب د م ) – ويقع في شبام الغراس شمال شرق مدينة صنعاء .
- معبد ( ذ م ر م ر ) – ويقع في شبام الغراس أيضاً .
- معبد ( ظ ب ي ن ) – ويقع في بيت دغيش شمال مدينة صنعاء .
- معبد ( م ر ب ض ن ) – ويقع في مدر بالقرب من جبل ريام شمال مدينة صنعاء .
- معبد ( أ ت و ت م ) – ويقع في مدينة أتوة على جبل ريام شمال مدينة صنعاء .
- معبد ( ت ر ع ت ) – ويقع على جبل ريام شمال مدينة صنعاء وهو من أهم معابده .
- معبد ( م خ ل ي م ) – ويقع في برأن شمال شرق مدينة صنعاء .
ويعتبر معبد ( ترعت ) الذي يقع على جبل ريام من أهم معابد الإله ( تألب ريام )
، ـ كما سبق ذكره – وهو المعبد الذي كانت تحج إليه قبيلة سُمعي ويقدم لنا أحد
النقوش التي عُثر عليها على صخرة في ذلك الجبل وصفاً مدهشاً لطقوس هذا الحج ،
وهو النقش الموسوم بـ ( (RES.4176 حيث يذكر هذا النقش الأعمال المحظور القيام
بها أثناء الحج والأعمال المشروعة ، وقد ظهر أول نوع من طقوس الحج ، في مأرب
وكانت تقام للإله السبئي ( المقة ) في معبد ( أ و ا م ) محرم بلقيس في شهر محدد
من السنة وهو شهر ( ذ أ ب هـ ي ) ، وكان يستمر أكثر من (تسعة أيام )، أما
الأشخاص الذين كانوا يؤدون طقوس الحج فقد كان يطلب من الجميع أداء هذه الطقوس ،
الرجال ، النساء ، الأطفال ، وكان يتميز طقس الحج أن له مشروعية ، وله حُكمه
ووقته وكيفية أداء فروضه .
وطقوس حج ( تألب ريام ) حيث ذكر ذلك النقش الذي يحمل توجيه من الإله لعُباده
قبيلة سُمعى ، يقول فيه : ( أمر تألب ريام ( يهرخم ) جلت إرادته بمرسوم في سنة
( أوس إل بن يهسحم ) يقتضي فيه على قبيلة سمعي أن لا يسهو عن الحج إلى معبد
الإله ( المقة ) في مأرب بشهر أبهي في نفس الأيام المقدسة التي يحجون إليه ( أي
إلى الإله تألب ) ، ثم حدد الأعمال المحظورة أثناء الحج إلى معبده ( ترعت ) في
جبل ريام ، والأعمال المشروعة وهي كالتالي :-
الأعمال المحظورة :
- يحظر الإله ( تألب ) على الحجاج دفع الرسوم الضريبية ضمن نطاق أراضيه في أيام
الحج .
- يحظر رعى الماشية تعمداً في أيام الحج إلى ( ترعت ) .
– يحظر صيد الوعول الحوامل والمرضعات في أيام الحج .
- يحظر على أتباعه إخراج ماشيتهم وخاصة الإبل وسوقها بطريقة تسبب لها الأذى ، ـ
بمعنى تحريم ضرب الإبل أو إيذائها في أيام الإحرام ـ .
- يحظر على أفراد قبيلة سمعى نصب شباك صيد الحيوانات في أيام الإحرام ، أو عمل
كمائن الاصطياد في تلك الأيام .
- يحظر في أيام الإحرام الجماع ـ ممارسة الجنس ـ ، وهناك نقش آخر وهو النقش
الموسوم بـ ( CIH.533 ) يذكر أيضاً أن الجماع في الحج خطيئة يستوجب الاعتراف
بها والتكفير عن ذنبها .
– يحظر على الأفراد أن يتباهوا بأبائهم في أيام الإحرام ، بمعنى أن الناس
سواسية فـي تلك الأيام وأنه لا يفضل هذا أو ذلك من أجل منزلة أبائهم .
– تحظر النزاعات بين الأفراد في أيام الحــج .
الأعمال المشروعــة :
- يحل ذبح الماشية ، ولكن أن يكون الذبح في الوادي وليس في المعبد عند القمة ،
وأن يكون الوادي مغلق ، وقد أمر ( تألب ) عن طريق الوحي أن تذبح ( سبعمائة من
الماشية ) في اليوم الواحد ، والماشية التي تذبح لابد وأن تكون صحيحة وسليمة .
- يحل فرض ضريبة العشر فقط على الماشية .
- يتحمل الأقيال وسدنة وكهان المعبد في أيام الحج مراقبة أملاك معبد ( ترعت ) ،
ويجوز لهم القيام بذلك على أساس صيانة أملاك الإله من الانتهاك .
وأخبار هذه الطقوس ظلت صداها فترة طويلة حيث ذكر لنا " الهمداني " عن ريام ،
وعن تلك الطقوس بقوله : ( أما ريام فإنه بيت ( كان متنسكاً ) ينسك عنده ويحج
إليه ، وهو على رأس جبل أتوة من بلد همدان ، ينسب إلى " رئام بن نهفان بن بتع
بن زيد بن عمرو بن همدان " ، وحوله مواضع كانت الوفود ( تحل منه حرمة والرقاب
والموقف ) ، وذكر في كتاب " معجم ما استعجم من أسماء المواضع والبلدان " ، على
لسان " الهمداني " ( كان رئام بيتاً لهمدان تحج إليه العرب وتعظمه ، وقد بقى
منه شئ قائم إلى اليوم ـ وهي سنة ثلاثين وثلثمائة هجرية ـ ) .
ويضيف " الهمداني " في وصف أتوة في كتاب الإكليل الجزء الثامن ، ( وثم قصر
مملكته وقدام باب القصر حائط فيه بلاطة فيها صور الشمس والهلال فإذا خرج الملك
لم يقع بصره إلا على أول منها فإذا رآها كفَّر لها بان يضع راحته تحت ذقنه عن
وجه يستره ثم يخر بذقنه عليها ، ويسأل " الهمداني " فيما إذا كانت ريام هذه
التي ذكرها الأودى في بيت الشعر :
أتى ابنو أود الذي بلوائه منعت رئام وقد غزاها الأجرع
أم لا ؟ ( فإن يكن رئام لهمدان فالبيت لكهلان ) يحجونه ، فسارع ملك من ملوك
حمير ، وهو " تبع الأخير " و " أجرع بن سوران " من ملوك همدان – أيضاً - وفيه
يقول علقمة :
وذا رئام وبين قارس وأجرع القيل أخا يسحما
وطالما أن جبل ريام ومدينته أتوه ، ومعبد ( ترعت ) كانت تستقبل الحجيج في كل
عام فذلك يدل على أنها كانت تشمل مساحة كبيرة من أراضي الجبل لإقامة منشآت
دينية تستطيع أن تستوعب عدداً كبيراً من الحجيج بمقياس ذلك العصر ، وتستدل بأن
عددهم يقدر بأنه كم هائل من خلال أعداد الماشية التي كانت تذبح في كل يوم وهي (
سبعمائة رأس ) حيث تنتشر الآن في جبل ريام ، وفي خرائب مدينة أتوه الكثير من
آثار مخلفات تلك الطقوس الدينية التي تعد شاهدة على ذلك بالإضافة إلى العديد من
خرائب المنشآت التي كانت تستخدم لإقامة الطقوس الدينية ، أو تلك التي كانت تخصص
أثناء مهرجان طقوس الحج .
ومن الجانب الاقتصادي من الواضح بأن تلك المنطقة كانت تجني مبالغ طائلة في أيام
الحج ، وأن أملاك معبد ( ترعت ) كانت ضخمة وهائلة لدرجة أن الأقيال يشاركون
سدنة وكهان المعبد في مراقبة أراضي وممتلكات الإله ( تألب ) في أيام الحج التي
كانت تعد رافداً أساسياً من روافد ريع المعبد .
وقد قدم لنا المستشرق النمساوي ( إدوارد جلازر ــ ( Glaser.E ، وصفاً لما شاهده
لتلك الخرائب ، ومعلومات هامة عن المدينة ( أتوتم ) ، وجبلها ريام بقوله : (
كانت ريام مركزاً دينياً ، وهي مستوطنة نشأت في الأصل من ذلك المعبد فقد رأى
بنائيين كبيرين أحدهما وكأنه قصر وهو معبد ( تألب ) ، أما الآخر فيصفه مستخدماً
عبارة قبة ، وقد عُثر في ذلك المعبد على الألواح الحجرية المنصوبة التي عليها
كتابات بخط المسند والتي يعود تاريخها إلى فترة ازدهار الهمدانيين في ( القرون
الميلادية الأولى ) ، وتنبئ تلك الكتابات عن نجاحاتهم الخارجية ، خاصة وأن
واحداً منهم وصل إلى سدة العرش السبئي في منتصف ( القرن الثاني الميلادي ) ،
وهو " وهب إل يحوز" ملك سبأ .
****************************
ثانياً : مديرية همدان
يقع " وادي ضهر
" في شمال غرب العاصمة صنعاء ويبعد عنها بحوالي ( 14 كيلومتراً ) تقريباً ، وهو
وادٍ كبير اشتهر منذ عصور ما قبل الإسلام - إن لم نقل بأنه استوطن من قبل
الإنسان في عصور ما قبل التاريخ – فقد شهد النشاط الإنساني والاستيطان الحفري
لعصور ما قبل التأريخ وتشهد على ذلك المخربشات الصخرية التي تنتشر على صخوره ،
إن هذا الوادي قد استوطن في عصور ما قبل التاريخ وأول ذكر لوادي ضهر كان في (
القرن السابع قبل الميلاد ) في نقش النصر الموسوم بــ RES.3945 ) ) الذي دونه "
كرب إل وتر بن ذمار علي " مكرب سبأ حيث ذكر أن الوادي كان يقع ضمن ممتلكات ملك
" نشن " ـ مدينة السوداء في معين ـ ، وفي ظل ازدهار دولة سبأ ظهر الوادي ضمن
نطاق أراضي قبيلة " ذي مأذن " التي كانت تتخذ من مدينة " شعوب " شمال مدينة
صنعاء القديمة - أدخلت حالياً ضمن العاصمة صنعاء - حاضرة لها ، وكانت تقوم عليه
بالتأكيد مدن تابعة لتلك القبيلة ، وذلك لكونه وادياً كان يجري فيه غيل غزير ،
وأراضيه خصبة جـداً ، وبالفعل وجدنا " الهمداني " يضم وادي ضهر إلى مخلاف "
مأذن " ، وقد قدم وصفاً متكاملاً للوادي قصوره والفواكه التي كانت تزرع فيه ،
وطريقة ري الأراضي ، ومقابره الصخرية ، وقد جاء بالنص : ( ومن مآثر اليمن ضهر ،
وهو موضع فيه وادٍ وقلعة ومصنعة منسوب كل ذلك إلى " ضهر بن سعد " ، وهو على بعد
ساعتين من صنعاء أو أقل ، وفي هذا الوادي نهر عظيم يسقي جنتي الوادي ، وفيه
ألوان من الأعناب وغراسه من البياض والسواد - ويذكر عدد أنواع الأعناب التي تصل
إلى عشرين نوعاً - والأحمر الملاحي والأطراف والنواسي والزيادي والفارسي
والجرشي والعيون والضروع والقوارير والسيسبان والرومي والنشائي والدوالي
والأمعر والدربج والرازقي وغير ذلك ، وبه من أصناف الخوخ : الحميري ، والفارسي
، والخلاسي ، وبه التين والبلس ، والكمثرى الذي ليس في أرض مثله ، يقول ذلك من
يفد إلى صنعاء من الغرباء والإجاص والبرقوق والتفاح الحلو ، والتفاح الحامض
واللوز والجوز والسفرجل والدارياج والرمان والورد والشقائق والرتم ) .
تلك هـي أهـم الأنواع من الأعناب والفاكهة التي كانت تزرع في ( القرن الثالث
الهجري ) ، وقد انقرضت بعض منها الآن ، ثم يقدم لنا " الهمداني " الطريقة التي
كانت تروى بها أراضي الوادي ، حيث كانت تسقى أو تروى البساتين من أسفل الوادي
حتى أعلاه الأول فالأول ، وكانت تسقى الأراضي الزراعية والبساتين بتلك الطريقة
حتى ولو كان أصحابها مهاجرين ، أو حتى كانت الأراضي غير مزروعة ، وكان القائم
على سقاية بساتين وأراضي الوادي يلقب بـ ( الدائيل ) ، وهو الذي كان يقوم بخلع
غروس البساتين التي يخالف أصحابها الطريقة المتبعة في ري أراضي وبساتين الوادي
.
ويضيف " الهمداني عن " نهر الوادي ، بأنه كان ضعيفاً في أيام الجاهلية ولكن
وقعت زلازل أدت إلى غزارة مياهه ، ويروى عن بعض أهل الوادي : ( أن منابع هذا
النهر تقع في جبل حضور ويخرج من أسفل ريعان وأعلى ضهر ـ أي أن منابعه تأتي من
جبل حضور شعيب ـ ، ويظهر في أسفل ريعان وهو وادٍ وقرى تـقـع شمال غرب العاصمة
صنعاء ، ويظهر بغزارة بعد ذلك في أعلى الوادي ـ وادي ضهر ـ ) ، ويروي "
الهمداني " عن " محمد بن أحمد الأوساني " قوله : ( إنما أتى نقصانه لمّا هدم سد
ريعان ، وكان ماؤه " لذوي جهيف بن ذي مأذن " ، يحبس الماء فيغزر هذا الغيل ،
وقد نقص من زروعه وكرومه لمّا نقص الغيل ما كان بعلمان – أي لم يعد يصل إلى
علمان – وهي قرية وجبل في أسفل وادي ضهر ، ونقصت عشرة أنواع من الكروم – أي
انقرضت ولم تعد تزرع - ) ، ويصل " الهمداني " إلى وصف قلعة وادي ضهر ، فيقول :
( وأما قلعته فهي حصن يسمى " دورم " واسعة الرأس مطلة على هذا الوادي ، وكان في
هذه القلعة ( قصور ) الملك منها قصر يسمى " ريدان " أيضاً غير " ريدان - ظفار "
، وقصور لحاشيته ، فرأيت في قصر منها ساحة مربعة يدور بها دكاكين من البلاط
تكون البلاطة طول ( عشرة أذرع ) فيها قطوع لمقاعد الأقيال إذا طلبوا الوصول
بالملك ، وعلى جانبي كل مقعد قطعتان أرفع من المقعد لمقام الرجلين اللذين
يقومان على رأس القيل مصلطي سيفهما ، كل واحد قائم على فرد رجل ، وكان في مثل
ذلك كثير في قصور اليمن ، وفي وسط الساحة بلاطة ( عشرة أذرع ) طولاً في ( سبعة
أذرع ) عرضاً يقال لها ( الرخامة ) محمولة من بلدٍ ناءٍ ، لأنها لا تشاكل حجارة
ذلك الموضع ، فإذا أراد الملك أن يضرب إنساناً أكبه عليها ويضربه بالعود فيقطعه
، وهي الآن عبارة عن مجموعة من الخرائب لمستوطنة يعود تاريخها إلى عصور ما قبل
الإسلام ، ويحتمل أن حصن " دورم " أو قصر الملك الذي ذكره " الهمداني " سابقاً
هي أحد المعابد القديمة لآلهة قبيلة " مأذن " الإله ( ود ) ، ويؤكد احتمال أن
يكون القصر أحد معابد الآلهة وجود بقايا آثاره التي تدل على ذلك إضافـة إلى
المقابر التي نحتت في الصخور أسفل القصر ، وهي حالة تشابه حالة " شبام الغراس "
التي يحتوي جبلها في قمته على المعبد ، وأسفل المعبد على الصخور نحتت فيها
المقابر الصخرية.
ومقابر وادي ضهر الصخرية تشابه تماماً مقابر " شبام الغراس " ولكنها تعرضت
للنهب والتخريب من قبل الأهالي ، وقد ذكرها " الهمداني " بقوله : ( وفيه من
البيوت المنحوتة في الصخر في جوانب القلعة ما ليس في بلد ، وكأن هذه البيوت
خروق : نواويس لموتاهم ، وهم فيها إلى اليــوم ، وقد رأيت جثثهم فيها ما يزيد
على أهل عصرنا وما هو مثلها ، وأكثرهم قد صاروا عظاماً متناصلة ، إلا أنها صلاب
فما كان منها حديث فعظمهُ ودك ، وما كان قديماً فعظمهُ أبيض ، وقد بقي من
أكفانهم ما كان من جليل الكتان ) ، ويدل قول " الهمداني " أن تلك المقابر كانت
قد تعرضت للتخريب والنهب منذ نهاية ( القرن الثالث الهجري ) ، ووجود أكفان على
الجثث يؤكد ـ أيضاً ـ أنها كانت محنطـة ؛ مما يعني أن أهل وادي ضهر قد عرفوا
التحنيط مثلهم مثل أهل " شبام الغراس " وغيرهم من أهل بعض المناطق اليمنية
القديمة .
ويذكر لنا " الهمداني " أن في وادي ضهر تلة جبل عالية صلدة ، معلقة ، لا ترتقى
إليها تسمى " فدة " و" الفدة " التي ذكرها " الهمداني " تقع على فوهة مدخل وادي
ضهر من الطريق العليا ، وقد لعبت أدواراً هامة في الصراعات التي كانت تحدث في
الوادي في عصور مختلفة .
ويشتهر وادي ضهر ـ حالياً ـ " بدار الحجر " إلى جانب بساتينه ومقابره الصخرية
وخرائب قلعتـه ، وينقسم وادي ضهر إلى أربع مناطق هي كالتالي :
- منطقة أعالي الوادي : وتتصل هذه المنطقة ببيت نعم من الغرب ، وأشهر ما فيها
سوق الوادي .
- منطقة وسط الوادي : وهي المنطقة التي يوجد فيها دار الحجر إضافة إلى المسجد
وتعودان إلى همدان .
- قرية القابل : وتسمى ـ أيضاً ـ الروض ، وتعود إلى مديرية بني الحارث .
- منطقة أسفل الوادي : وتقع فيها علمان ، وتعود إلى مديرية بني الحارث .
ومن معالم وادي ضهر " دار الحجر " و " حصن دروم " :-
1- دار الحجر : هي دار جميلة ، مشهورة أقيمت على تلة من صخور الجرانيت في وادي
ضهر في شمال غرب العاصمة صنعاء ، وسميت دار الحجر نسبة إلى الصخرة ـ الحجرة ـ
التي بنيت عليها ، بناها في أواخر ( القرن الثامن عشر الميلادي ) العالم
والشاعر " علي بن صالح العماري " (( 1149 - 1213 هجرية ) ـ ( 1736 - 1798
ميلادية )) ، فقد كان عالماً وأديباً وبليغاً شاعراً ، واسع المعرفة ، متعدد
المواهب ، وقد كان متفرداً بعلم الهندسة والفلك استوزره " المهدي عباس " ، ثم
عمل مع ابنه " المنصور علي " الذي حكم في الفترة (( 1189 - 1224 هجرية ) ـ (
1775 - 1809 ميلادية )) وقد أوكل إليه مهمة الولاية في ريمة والمخا ومناطق أخرى
، وقد اشتهر بالهندسة المعمارية في كونه قد صمم للإمام " المنصور " ولغيره
كثيراً من البيوت والدور ، وبعدها أصبح مسئولاً عن عمارات " المنصور " ، وأهم
المباني التي اشتهر بتصميمها ، هي دار الحجر في وادي ضهر ، والتي بقيت شامخة
على مر العصور ، وشهدت إضافات أهمها المفرج الحالي الذي أضافه الإمام " يحيى بن
محمد بن حميد الدين " ، وتستخدم حالياً كمعلم سياحي ، حيث فتحت أبوابها للزوار
الذين يرغبون في مشاهدة هندستها المعمارية من الداخل .
2- حصن دروم : " حصن دروم " أو " قلعة دروم " وهي قلعة واسعة الرأس تطل على
الوادي ـ وادي ضهر ـ كانت بها قصور الملك وقصور لحاشيته ، وتوجد ساحة في قصر
الملك مربعة الشكل طولها ( عشرة أذرع ) لاستقبال الأقيال وفيها مقاعد لكل قيل
بحيث يكون خلف كل قيل رجلان يقوم على رأس القيل مصلطان سيفيهما وكل منهما يقف
على رجل واحدة ، كما توجد ساحة مستطيلة الشكل بطولي ( عشرة أذرع ) في ( سبعة
أذرع ) ، ويرجح بأن بين تلك القصور كان يوجد معبداً لوجود بقايا آثـار إلى جانب
المقابر التي نحتت فـي الصخور أسفل القصر وتشابه مقابر " شبام الغراس" تماماً
حيث " المعبد " بأعلى الجبل والمقابر نحتت في الصخور بأسفل الجبل .
ب -حـاز :
تقع " حاز " في شمال غرب العاصمة صنعاء وتبعد عنها بحوالي ( 45 كيلومتراً )
تقريباً ، وفيها خرائب لمستوطنة يعود تاريخها إلى عصور ما قبل الإسلام ، وهي
قرية - الآن - مليئة بالخرائب والأطلال والنقوش اليمنية القديمة ، ويبدو من
بقايا خرائبها أنها كانت محاطة بسور لم يبق منه سوى الأساسات ، أشهر معالمها
ذلك المبنى الضخم الذي يطلق عليه الأهالي مصطلح ( القصر ) ، فقد ذكر " الهمداني
" عن حاز في كتابه " صفة جزيرة العرب " ، ( وحاز قرية عظيمة وبها آثار جاهليـة
) ، ولكنه لم يذكر شيئاً عن قصرها ، واسمه .. وقصر حاز هو أحد معابد الإله (
تألب ريام ) ، وكان اسمه ، كما جاء في النقوش ( ش ص ر م ) ، ويعني وجود معبد
للإله ( تألب ريام ) في حاز أن مدينة حاز كانت الحدود الجنوبية الغربية لاتحاد
قبيلة " سمعي " ، وتعتبر " شبام كـوكبان " التي تقع إلى جوارها تابعة لقبيلة أو
مقولة " شبام أقيان " .
وتنتشر الآن في جدران منازل قرية حاز الحالية الكثير من النقوش الحجرية ، والتي
نزعت من جدران معبد ( تألب ريام ) الذي لازالت أجزاء كثيرة منه قائمة إلى الآن
.
ج- الرحبـة :
" الرحبة " هو اسم المدينة القديمة التي كانت تقع شمال مدينة صنعاء القديمة إلى
جانب مدينة " شعوب " ، وقد ظهرتا تلكما المدينتان في وقت واحد ، ولكن "
الهمداني " أطلق تسمية الرحبة على القاع ، وهو نفسه القاع الذي في شمال مدينة
صنعاء القديمة ، حيث ذكر عدداً من قراه " الجراف وذهبان ، وعشر وعلمان " ، وقد
أقيمت مدينة صنعاء في بقعة تكاد أن تكون مأذنية صرفة ـ تتبع قبيلة مأذن ـ إلى
جوار مدينة شعوب حاضرة قبيلة " مأذن " وعلى مشارف الرحبة التي اقترن اسمها بعد
ذلك بمدينة صنعاء في النقوش ، وارتبط مصيرها بها ثم انتهت بأن نسبت إليها فقيل
( رحبة صنعاء ) .
لقد بدأ ظهور مدينة الرحبة القديمة عقب استيطان السبئيين فيها ذلك الاستيطان
الذي اتبعه السبئيون في مناطق مختلفة من نجد اليمن والجوف في أراضٍ كانت تابعة
لقبائل أخرى ، بعضها قد اتخذ شكل المملكة ، وقد بدأ انتقال الاستيطان يظهر منذ
( القرن السابع قبل الميلاد ) ، حيث كان يتم عقب الاستيلاء على المدن طرد أهلها
منها أو أن يدخلوا على تركيبتها السكانية تعديلات تجعلهم قادرين على تحقيق
الهدف الذي يسعون إليه ، وهو توسيع رقعة دولتهم وتثبيت أركانها وتأمين حدودها
لفرض الهيمنة السبئية في مناطق نجد اليمن وفي مقدمتها الرحبة ، والرحبة واحدة
من ( خولان ) ، وقد ذكرها النقش الموسوم بـ ( RES . 3951 ) ، وهو مما يدل بأن
الرحبة قد كانت قائمة قبل ( القرن الأول الميلادي ) وبالذات في فترة مكربي سبأ
، وقد نعمت الرحبة بالاستقرار في ظل ما يمكن تسميته بالسلام السبئي – كما رآه
الدكتور " بافقيه " – طيلة الفترة العتيقة ، وهي فترة الازدهار الاقتصادي
الذائع الصيت ، وكانت الشعوب في قاع الرحبة مقسمة إلى مقولات تتمتع بالاستقلال
الداخلي ضمن صيغة اتحادية يجمعها الولاء لملوك سبأ ولكن في فترة الحروب الدامية
في ( القرون الثلاثة الميلادية الأولى ) ، أصبحت الرحبة وصنعاء هما الخطوط
الدفاعية الأولى لمملكة سبأ ، خاصة بعد استيلاء الحميريين ـ الريدانيين ـ على
قاع جهـران ، وهكذا على مدار ( القرنين الثاني والثالث ) تردد اسم صنعاء
والرحبة في النقوش مقترنين في كثير من الأحوال ، خاصة في ( القرن الثالث
الميلادي ) ، حيث كان الملكان السبئيان " إل شرح يحضب " وأخيه " يأزل " بين
ملكي سبأ وذي ريدان يترددان كثيراً على الرحبة وصنعاء .
وهكذا انتهت بعد ذلك مدينة الرحبة بأن اندرجت ضمن مدينة صنعاء ليصبح بعد ذلك
اسم الرحبة في ( القرن الثالث الهجري ـ التاسع الميلاد ) اسما للقاع الفسيح
الذي يقع شمال صنعاء كما جاء عند " الهمداني " .
=======================================================================
المراجع
(1) في أطلال
"محرم الملكة بلقيس"معبد "أوام" المعروف باسم «محرم بلقيس»
أكتششفت مجموعة نقوش بالخط المسند وأعمال لملوك سبقوا الملكة بلقيس بنحو 600
سنة، من بينها بوابة من الجهة الشمالية للمعبد أنشأها الملك السبئي كرب إيل وتر،
الى جانب بعض الملحقات التي تحدد اسماء ملوك سبقوا بلقيس ملكة سبأ. وفي خلال
العقود الماضية، عثر المنقبون على مجموعة كبيرة من النقوش القديمة وصل عددها
الى نحو 300 نقشة بالخط المسند.
ونقلت صحيفة «النهار» اللبنانية عن رئيسة بعثة المؤسسة الامريكية لدراسات
الانسان ميرلين فيليبس قولها «ان مجموع هذه النقوش وغيرها كانت جزءاً من مكتبة
المعبد الذي يرجح انها كانت من اهم المعابد، ليس على مستوى جنوب الجزيرة
العربية فحسب بل على مستوى العالم القديم. وكانت المعلومات المتفق عليها لدى
علماء الآثار تفيد أن تاريخ ظهور المعبد يعود الى الفترة بين 1300-1400 قبل
الميلاد، غير أن نتائج المسوحات والتنقيبات الاخيرة ترجح أن تاريخ ظهوره سجل في
الألف الاول قبل الميلاد وتحديدا الى ما قبل 600 سنة من التاريخ المسجل. ولهذا
التاريخ أهمية كبيرة لدى الخبراء، كونه يكشف عن حلقات جديدة في حضارة دولة سبأ
الواردة في القرآن الكريم الذي يؤكد انها كانت قائمة في عصر النبي سليمان بقوله
تعالى: «وجئتك من سبأ بنبأ يقين، إني وجدت امرأة تملكهم واوتيت من كل شيء ولها
عرش عظيم».
وتقول الباحثة فيليبس، وهي شقيقة الباحث ويندل فيليبس الذي بدأ البحث عن أطلال
المعبد في مطلع الخمسينات، «إن الحفريات التي أجريت داخل السور الداخلي للمعبد
لاحقاً، كشفت عن دلائل علمية لأعمال كثيرة تعود إلى بداية الالف الاول قبل
الميلاد».
وعثر ايضاً على نقوش تشير للمرة الاولى الى ممر خاص بالملوك كان يربط بين
المعبد ومدينة مارب القديمة، ويقود إلى اماكن مخصصة لتقديم القرابين
للإله المقة، إله القمر عند اليمنيين
القدامى. وتوضح فيليبس «أن التنقيبات اللاحقة أظهرت اماكن جديدة ضمن
مكونات المعبد لم تكن معروفة من قبل، تبين أن المعبد كان مركزاً وطنياً ودينياً
كبيراً لممارسة شعائر وعبادات وطقوس التقرب من آلهة القمر، كما تظهر انه كان
مركزاً توثيقياً ايضاً لدولة سبأ.
و معبد أوام هو المعبد الرئيسي للإله
المقة ، إله الدولة السبئية. واطلق عليه منذ القدم اسم «محرم الملكة
بلقيس». بني على تلة صخرية في مارب عاصمة مملكة سبأ، فوق مساحة تقدر بنحو
600متر مربع، على شكل بيضاوي تحوطه المئات من النوافذ. وقد جاء الكشف عنه في
مطلع الخمسينات عن طريق الباحث ويندل فيليبس من المؤسسة الامريكية لدراسات
الانسان، والذي كان وصل الى مارب في مطلع الخمسينات وعثر على نقوش سبئية قديمة،
قادته تالياً الى المعبد الذي كان مدفوناً تحت الرمال لمسافة راوحت بين 15
و16متراً، النقوش التي وجدت في ارجاء المعبد تؤكد احتلاله مكانة مميزة بين بقية
معابد الآلة المقة، سواءً تلك المشيدة في مارب او المنتشرة في اماكن بعيد عن
الدولة السبئية. ولقرون عدة ظل المعبد رمزاً للسلطة الدينية في سبأ، والزمت
الشعوب والقبائل التي انضمت الى الدولة السبئية، زيارته وتقديم القرابين
والنذور للإله المقة سيد أوام تعبيراً عن الخضوع والولاء لتلك الدولة.
***********************************
اكتشاف
450 نقشاً أثرياً في معبد أوام «محرم بلقيس» مارب
الأربعاء - 7 - يونيو - 2006 - مارب/أحمد نصف الليل
تتواصل الاكتشافات الأثرية الجديدة التي تحكي المزيد عن عظمة وعراقة الحضارة
السبئية التي نشأت منذ آلاف السنين في شبه جنوب الجزيرة العربية، وما كان لنا
أن نكتشف هذا التاريخ العريق لولا جهود واهتمام فخامة الأخ/علي عبدالله صالح-
رئيس الجمهورية وتعاون بعض الدول الصديقة في الحفريات الاستكشافية، ومن أهم هذه
المواقع الأثرية معبد أوام «محرم بلقيس» بمارب، وبحسب معلومات المؤسسة
الأمريكية لدراسة الإنسان والتي تقوم بعمليات الحفر والتنقيب بأن المعبد شكل
الارشيف الوطني للحضارة اليمنية للفترة ما قبل الاسلام، ولمعرفة المزيد من
المعلومات الجديدة التقت «الثورة» خبير النقوش اليمنية القديمة الدكتور/محمد
مرقطن- عضو فريق الحفريات بالمؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان- استاذ بجامعة
ماربوغ الألمانية والذي قال:
> تقوم بعثة الحفريات الأثرية للمؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان منذ عام 1998م
وحتى اليوم بحفريات واستكشافات وترميمات أثرية بمعبد أوام أو ما يطلق عليه منذ
بداية الفترة الاسلامية بمحرم بلقيس، وأنتم تعلمون بأن المؤسسة قد قامت
بالحفريات في المعبد في بداية الخمسينيات «1951م-1952م» على يد السيد/وندر
فيليبس- مدير المؤسسة في ذلك العهد وهو شقيق المديرة الحالية السيدة/مارلين
فيليبس وما جمعنا في هذا اللقاء هي المعثورات التي تم الكشف عنها خلال المواسم
السابقة بوجه عام وفي هذا الموسم التابع بوجه خاص، في البداية دعني أقول بأننا
محظوظون جداً من إعادة كشفنا على قاعدة مدخل المعبد في عام 2004م، إضافة الى ما
اكتشفناه خلال عملنا منذ البداية على 450 نقشاً منها 100 نقش معروفة لديكم وقد
نشرت في السابق.
أما عن النقوش «المسلات» المكتشفة حديثاً فمعظمها تحتوي على نقوش مكونة من
خمسين سطراً محفورة بالخط المسند بجميع مراحلها التاريخية «الخط القديم
والمتوسط والحديث» والذي يرجع تاريخها الى ما قبل القرن الرابع قبل الميلاد وأن
معظم هذه المسلات معمولة من حجر البلق «جبل يوجد بجوار سد مارب» وقد وجدنا
معظمها موضوعة على قواعدها وفي أماكنها الأصلية، وأنها تحتوي على معلومات ذي
قيمة عالية من الأهمية التاريخية في الحضارة اليمنية القديمة تحمل نصوصاً
قانونية واقتصادية وسياسية واجتماعية وتاريخية، وقال: نحن لازلنا في بداية
المشوار، وأن هناك كثيراً من المعارف والمعلومات لا زالت مطمورة تحت الرمال
تنتظر الكشف عنها والبعض قيد الدراسة تنتظر نشرها.
معبد أوام يشكل الارشيف الوطني للحضارة اليمنية قبل الاسلام
> وأضاف الدكتور/ مرقطن قائلاً: إذا ما فكرنا في مسألة محتويات هذه النقوش
والمسلات الحجرية وهي في معظمها نقوش أثرية يمنية، قدمت من قبل ملوك وكهنة
وقبائل وأناس عاديين ضمن دولة مملكة سبأ، كانوا يزورون المعبد في ذلك العهد،
وهي معظمها وبالدرجة الأولى مقدمة لهذا المعبد الرئيسي الذي كانت تكرس به
لعبادة «المقا» الإله القومي للدولة السبئية، وأن هذه النقوش لها أهمية خاصة
حيث أننا نستطيع من خلالها أن نعيد البناء للسلالات الملكية السبئية والعلاقة
بدولة قتبان وحضرموت والدولة الحميرية لاحقاً، والمعارك الطاحنة التي دارت بين
هذه الدول، وفي تهامة ضد الأحباش في القرن الثالث الميلادي، كما تذكر هذه
النقوش النذرية عن مئات من أسماء القبائل والعائلات اليمنية القديمة وعشرات من
أسماء المواقع والمدن اليمنية القديمة، وأن اسم مدينة صنعاء ومارب وشبوة ومعظم
المدن اليمنية الكبيرة مذكورة في هذه النقوش، ودعني أقولها لك بصراحة أن معبد
أوام يشكل الارشيف الوطني تاريخياً لليمن قبل الاسلام.
نصوص قانونية
> واستطرد محمد مرقطين قائلاً: أن هذه النقوش ذات المعلومات الحديثة التي عثرنا
عليها في مجملها هامة في جانب معين من الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية
ومن أهمها النقوش القانونية التي تحتوي على فقرات من القوانين يمكننا أن نشبهها
بقوانين بلادنا ما بين النهرين، ويمكننا أن نقول بأنها لا تقل أهمية بقوانين
حمورابي في مهنة بالنسبة للحياة في اليمن وشبه الجزيرة العربية وتعتبر أهم
قوانين اكتشفت في الجزيرة العربية لتنظيم جانب الحياة في الدولة السبئية، وأهم
هذه النصوص هي- مثل القاتل يقتل والسن بالسن والعين بالعين والسرقة وحقوق
الملكية ونصوص وقوانين عديدة وطويلة لا نستطيع الحديث عنها وتغطيتها في هذا
اللقاء القصير .
اكتشافات ومعلومات هامة
> وهناك نقشاً يتحدث عن وجود بئر داخل المعبد أي في و سط المعبد، وهذا ما سوف
تكشف عنه في الحفريات في المواسم القادمة، كما أن هناك نقوشاً تتحدث عن مقدمة
من النساء وحياتهن في اليمن قبل الاسلام، وأن هناك كاهنة في معبد «هرونم» والذي
يتوقع العلماء بأنه يوجد تحت مسجد سليمان «ذو الأعمدة الثمانية» بالقرب من
مدينة مارب القديمة، وأن هذه الكاهنة قدمت نذوراً وفاءً للإله «المقا» بمعبد
أوام «محرم بلقيس» بمناسبة ارتزاقها بطفل و كان بصحة جيدة، وأن هذا النذر
المقدم عبارة عن تقدمه من تمثال برونزي، كما أن هناك نقشاً يتحدث عن امرأة
وابنها قدما تمثالين برونزيين لسلامتهما، وامرأة أخرى قدمت نذوراً عن شفائها من
مرض، و هذا كنموذج عن بعض النصوص المتعلقة بحياة النساء في ذلك العهد.
العلاقات اليمنية بالعالم الخارجي
> وقال الدكتور مرقطن: أن اليمن في العصور القديمة لم تكن مغلقة على العالم
الخارجي كما يعتقد البعض، فهناك نصوص تؤكد بأن لليمن سفارات دبلوماسية في الألف
الأول قبل الميلاد في الهند ومصر، كما أن هناك نصوصاً تذكر عن علاقة اليمن
ببلاد الشام، وتحكي النصوص بأن قافلة جاءت من سبأ من تيماء من شمال الجزيرة وأن
هذه القافلة التي تحتوي على مائتي جمل وعليها بضاعة تجارية مكونة من التوابل
والرخام واللبان والحرير ونهبت وهي بالقرب من منطقة تدعي أبو كمال على الحدود
العراقية السورية، وذلك في أواسط الألف الثامن قبل الميلاد، وقال: أن هذه
القافلة تدل على تقاليد أقدم منها بالتأكيد، والذي نعرفها من قصة الملكة بلقيس
وزيارتها للنبي سليمان وأنه يوجد طريق تجاري وعلاقة قوية بين اليمن والشام في
النصف الثاني من الألف الثاني قبل الميلاد.
وهذا له علاقة تعرف بالتأثير في أخذ الأبجدية الكنعانية، ويبدو أنها جاءت الى
اليمن في النصف الثاني من الألف الثاني قبل الميلاد، وأن الخط المسند والسبئي
هو انتاج محلي «من خصوصيات الحضارة اليمنية القديمة»، وهذه مسألة هامة في ما
يخص العلاقات اليمنية ببلاد الشام في الألف الثاني قبل الميلاد، أما بالنسبة
للعلاقة مع مصر كانت في الألف الأول قبل الميلاد وكانت قوية خصوصاً عن طريق
التجارة المعينية.
علم الفلك في اليمن القديم
> قال الدكتو محمد- خبير النقوش اليمنية القديمة: أن الديانة كانت هنا، أعني في
اليمن كانت بشكل عام فلكية وأن الإله «عفتر» «نجمة الزهرة» أي نجمة الصباح، كما
أن الإله القمر تمثل الإله «المقا» وهو الإله القومي لسبأ، والشمس كانت تمثل
بإله الخصب، وهذا الثالوث له علاقة بالفلك والنجوم، كما هو الحال في بعض
الحضارات القديمة مثل الحضارة العراقية القديمة والذي كانت الشمس تدعي الإله «شماش»
وهو يمثل كإله للعدالة، «الإله الذي سلم القوانين لحمورابي».. وإله الشمس في
الجزيرة العربية بشكل عام وخاصة في اليمن يصفون الشمس كإلة مؤنثة والقمر بإله
مذكر كما هو الحال في بلاد النهرين بأن القمر مذكر كإله الأرض في البداية ثم
مؤنث كإله «عشنار» وأن إله الخصب في اليمن القديم «عفتر» مذكر أما في بلاد
الشام فهي مؤنث.
المعثورات في هذا الموسم «التاسع»
> أوضح الدكتور محمد مرقطن بأنه ورغم قصر فترة هذا الموسم، إلا أننا كشفنا عن
حوالي 85 نقشاً وهذه النقوش «المسلات» بشكل عام هي من نفس الفئات التي عرفناها
سابقاً، وهي عبارة عن نقوش نذرية ولكن بعض النقوش تعطينا بعض المعلومات
المتعلقة بالمعبد، ومنها نقوش تتحدث عن «بئر» في وسط المعبد ولم نعثر عليه حتى
الآن، كما عثرنا على لوحة برونزية مثبتة في موقعها الأصلي على الجدران، وأن
كثيراً منها اختفت في العصور القديمة، كما عثرنا على تمثالين صغيرين وأربع نقوش
تحمل طابعاً قانونياً، كما عثرنا على ثلاثة نقوش تعبر عن دور النساء في المجتمع
اليمني القديم، ونقوش تتحدث عن مسائل الحياة اليومية.
اللوحة البرونزية
> وعن محتويات اللوحة البرونزية قال:
لدينا بعض النقوش من هذا النوع وأيضاً النقش عن كفارة عن رجل أخطأ خطأً لا نعرف
ماهو الخطأ لأنه غير مذكور في النقش بحق الإله المقا فقدم هذا النقش نفسه يعني
اللوحة كما نسميها للتكفير عن ذنبه صغيرة الحجم لا أذكر حالياً بالضبط مساحتها
هي تقريباً 30 سم-20سم صغيرة جداً لكن المهم أن هذه اللوحة كثير منها موجود في
المعبد وأهميتها كما قلنا في البداية أنها موجودة في مكانها الأصلي، والموسم
الماضي عثرنا على لوحة أكبر وأضخم منها وهذه اللوحة الجديدة تعود الى القرن
الثالث الميلادي والعام الماضي كشفنا على لوحات تعود الى القرن السادس قبل
الميلاد، فهذا النموذج من اللوحات هامة وموجودة أما بالنسبة للنقوش هناك كثير
منها مبنية في الأرضية و أعيد استخدامها في أرضية الملحق ما بين الثمانية
الأعمدة ومدخل المعبد.
وهذه النقوش تحتوي على أكثر من 40 سطراً وكثير منها في مكانها الأصلي وبشكل
أشبه بأعمدة «مسلات».
النقوش من عدة طبقات أو أصناف من الكهنة والاداريين ونعرف منهم «القين» وكان من
كبار الموظفين الاداريين في المعبد.
كما كان هناك كاهن يسمى «الرشو» «مصطلح سبئي» وكان مسئولاً عن الطقوس الدينية،
كما علمنا بأن هناك أراضي تتبع المعبد وكانت تجمع منها العشر للمعبد، وبالتالي
لا بد من مجموعة أناس كانوا يديرون المسائل الاقتصادية للمعبد وعلى ما أظن بأن
هناك العشرات إذا ما كان المئات يديرون المعبد تحت وظائف ومسئوليات مختلفة،
وخاصة في زمن تأدية فريضة الحج للإله «المقا» والذين يأتون من كافة أنحاء اليمن
وخاصة من منطقة الهضبة اليمنية وهذه المسألة تحتاج الى ترتيب، وكان لا بد أن
يكون عدد الموظفين في المعبد المئات كما أنه لا بد أن تكون مساكن كثيرة مخصصة
لإقامة الحجاج القادمين من مختلف المناطق، أماكن تحفظ بها الحيوانات والأمتعة،
كما أن هناك أماكن مخصصة بحسب مكانتهم ومستواهم ومناصبهم، وكل هذه دلائل معقدة
أو دلالة ومسائل معقدة في الثقافة اليمنية القديمة وعلينا أن ننتظر لكي نعثر
على معلومات جديدة قد تساعدنا لحل هذه المسائل.
مساحة المعبد
> وعن حجم ومساحة المعبد قال: لا نعرف حدود المعبد بالضبط حتى الآن مساحته ضخمة
جداً أكثر من 6000 متر مربع «6 دنمات» والمبنى الرئيسي هو ما يوجد داخل السور
الدائري والله يعلم أكيد مباني كثيرة منها مباني طقوسية، لكن الموسم الماضي
حفرنا جزءا ً منها فظهرت عدة مباني ويبدو أنها من الفترة المبكرة للمعبد، وهناك
مبانٍ ملحقة للمعبد وهذا ما نسميه البورشال هول أو المدخل وله ملحق ما بين
الأعمدة الثامنة والبورشال هول وهناك مبانٍ مختلفة لانعرف وظيفتها بالضبط حتى
الآن في الجهة الغربية للمعبد، وهناك كثير من ورش العمل وبيوت الكاهنة وآخرين
مثلاً وهذه كلها مغطاة تحت التراب «تحت الرمل» وبحاجة الى عمل كبير.
المقبرة
> أما عن المقبرة فقال:
المعهد الألماني قام بالحفر فيها لعدة مواسم وهي ملحقة وتابعة للمعبد لكن
المقبرة تقريباً من نفس تاريخ المعبد ويبدو فيها جزء من المقبرة على الأقل كانت
عليه القوم للكاهنة والآخرين لكن بشكل عام كانوا الناس من الناس المهيمنيين
مدفونيين فيها وبالدرجة الأولى والذي نتوقعه أن في الداخل أو السور الدائرية
هناك مبانٍ من الفترة المبكرة وهذه مسألة نتوقع في المواسم القادمة أن نظهرها
في نفس الوقت أحد النقوش الذي يذكر بئر نتوقع أن يكون في وسط المعبد ونقوم
بالكشف عنه، إضافة الى ذلك وفي خارج المعبد خاصة في الجهة الشرقية والشمالية
ستظهر لنا المواسم القادمة عن كثير من ملحقات المعبد ولكن
ما نتوقعه أن نكشفه في كل يوم نقوم بالحفر فيه نكتشف فيه مواد أثرية جديدة
ونكتشف نقوش و...الخ
المعبد
> وعن علاقة المعبد بمدينة مارب القديمة قال: أن المعبد مرتبط بمدينة مارب
القديمة ويبدو لنا عن طريق شارع يسمى بشارع الاحتفالات وأشبه ببلادنا ما بين
النهرين ومصر، وكشفنا عن نقش يتحدث أو يذكر لنا طريق يربط معبد حارونوم ويوجد
في المدينة القديمة تحت مسجد سليمان ومعبد أوام وهناك نقش يذكر لنا طريق، وأن
هذا الطريق بالتأكيد هو الطريق الذي كان يسير به أهل مارب أو من أتى الى مارب
لتأدية فريضة الحج للإله المقا في معبد أوام بالتأكيد كان يسير في هذا الطريق
أثرياء القوم لا نعرف عنهم شيئاً، وهناك نقوش تذكر لنا عدة معابد في مارب وفي
مدينة مارب القديمة بالذات، كما أن النقوش تذكر لنا عن وجود عدة معابد في مارب
وكانت تكرس بها عبادة الإله «المقا».
أما التماثيل المكتشفة قال المرقطن: لم نعثر إلا على القليل ولكن بالدرجة
الأولى هي النقوش التي عثرنا عليها ويتم دراستها حالياً.
رمز الحضارة اليمنية
> وفي الأخير قال الدكتور محمد المرقطن: أن معبد أوام «محرم بلقيس» يمثل رمزاً
من رموز الحضارة اليمنية في جنوب الجزيرة العربية وهوية ومفخرة لليمنيين، ولابد
من الحفاظ عليه حيث أنه يحتوي على الارشيف الوطني اليمني ويرجع تاريخه الى
ماقبل الاسلام كما يذكر هذا الارشيف الى معظم قبائل وشعوب اليمن ومماليك اليمن
والحفاظ على هذا المعبد يعني الحفاظ على الهوية اليمنية وفي نفس الوقت أتمنى أن
يكون مفتوحاً أمام الزوار وأن تقام فيه الحفلات الفنية والفنون الشعبية مثلما
هو الحال في جرش «الأردن» والاهرامات«مصر» وفي سوريا وبعض بلدان حوض البحر
الأبيض المتوسط، وقبل أن أنهي كلامي أود أن أطرح وجهة نظري في تقييمي لهذا
المعبد مقارنة بالمعابد الموجودة في الجزيرة العربية ليس هناك شك بأنه أكبر
معبد من حيث الهندسة المعمارية ومركزه كمؤسسة دينية مرموقة واقتصادية وسياسية
ضخمة ورمزاً للدولة السبئية، كما كانت له إدارة تقوم بإدارة شئون المواطنين
وقضاياهم القانونية، وأن الحضارة اليمنية القديمة تمتاز بمسألة التوثيق كما هو
في بلاد ما بين النهرين ومصر، وهذا ينفي ما كان يقال بأن العرب جاهلية قبل
الاسلام وأن هذه المسألة ليس لها علاقة إلافي مسألة الجهل بالدين الحنيف، وليس
لها علاقة بالجهل في الثقافة والسياسة والاقتصاد والتدوين والكتابة و...الخ