مكة ظلت خالية من الحجر الأسود 23 سنة بعد أن أستولى عليه القرامطة
القرامطــة يستولون على الحجر الأسود ويكسروه ويأخذوه بعيداً عن مكــة
لا يختلف مسلم مع غير المسلم على أعتبار أن الحجر الأسود مجرد حجر وكان يعبده العرب فى الوثنية إلا أنه دارت حول هذا الحجر اساطير فى الإسلام ربما اخذت من الخلفية الوثنية التى كانت موجودة قبل الإسلام
تعرَّض الحجر الأسود مرات عدة لانتهاكات كثيرة منها تدميره أو إنتزاعه ،
فى سنة 317هـ : وفي سنة317 فعل أبو طاهر ما هو أشنع وأدهى وذلك أنه سار بجنده إلى مكة فوافاها يوم التروية ، بل نهب هو وأصحابه أموال الحجاج وقتلوهم حتى في المسجد الحرام وفي البيت نفسه وقلع الحجر الأسود وأنفذه إلى هجر فخرج إليه أمير مكة في جماعة من الأشراف فسألوه في أموالهم فلم يشفعهم فقاتلوه فقتلهم أجمعين وقلع باب البيت وطرح القتلى في بئر زمزم ودفن الباقين في المسجد الحرام حيث قتلوا بغير غسل ولا كفن ولا صلى على أحد منهم وأخذ
كسوة البيت فقسمها بين أصحابه ونهب دور أهل مكة.
ثمّ كسروا الحجر الأسود وحملوه معهم إلى موطنهم في هجر تمكن القرامطة من قلع الحجر الأسود
القرامطة عدما أستولوا على الحجر الأسود كسروة
وأخذوه وظل بعيداً عن مكة 22 سنة وقالوا : " لم
ترمينا طير أبابيل ولا حجارة السجيل " راجع أبن كثير
كتاب الحادى عشر ص161 .
أبو
الطاهر القرمطي سرق الحجر الأسود وقال :أنا الله وبالله أنا يخلق الناس وأفنيهم
أنا "
وجاء على لسان قبائل البدو القرامطة عندما غزو الكعبة في
مكة وحملوا الحجر الأسود خارج مكة : " لو كان هذا البيت لله ربنا ** لصب علينا
النار من فوقنا صبا
والقرامطة
عندما أخذوا الحجر الأسود من مكة وحملوه على عدة جمال إلى الشام لأنه من ثقله
كان سنمه الجمل تنجرح وتتقيح فكانوا يغيرون الجمل بجمل آخر
, وعندما أعادوه بعد 22 سنة
أعادوه على جمل واحد فهل أعادوا الحجر الحقيقى أم أنهم أعطوا المسلمين حجراً
أخر
وذكر معظم المؤرخين إستيلاء القرامطة على الحجر الأسود ومنهم مرجع النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي حيث قال : " سير المقتدر ركب الحاج مع منصور الديلمي فوصلوا إلى مكة سالمين فوافاهم يوم التروية عدو الله أبو طاهر القرمطي فقتل الحجيج قتلا ذريعا في فجاج مكة وفي داخل البيت الحرام لعنه الله وقتل ابن محارب أمير مكة وعرى البيت وقلع باب البيت وآقتلع الحجر الأسود وأخذه وطرح القتلى في بئر زمزم وفعل أفعالا لا يفعلها النصارى ولا اليهود بمكة ثم عاد إلى هجر ومعه الحجر الأسود فدام الحجر الأسود عندهم إلى أن رد إلى مكانه في خلافة المطيع على ما سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى وجلس أبو طاهر على باب الكعبة والرجال أنا لله وبالله أنا يخلق الخلق وأفنيهم أنا ودخل رجل من القرامطة إلى حاشية الطواف وهو راكب سكران فبال فرسه عند البيت ثم ضرب الحجر الأسود بدبوس فكسره ثم اقتلعه وكانت إقامة القرمطي بمكة أحد عشر يومًا "
لم يحج أحد منذ سنة سبع عشرة وثلاثمائة إلى
سنة ست وعشرين وثلاثمائة خوفا من القرامطة ".
السنة الخامسة من ولاية أنوجور بن الإخشيد على مصر وهي سنة تسع وثلاثين
وثلاثمائة:
وفيها رد الحجر الأسود إلى موضعه بعث به القرمطي مع أبي محمد بن سنبر إلى
الخليفة المطيع للة وكان بجكم قد دفع فيه قبل تاريخه خمسين ألف دينار وما
أجابوا وقالوا أخذناه بأمر وما نرده إلا بأمر فلما ردوه في هذه السنة قالوا:
رددناه بأمر من أخذناه بأمره وكذبوا فأن الله تعالى قال: " وإذا فعلوا
فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء
" وان عنوا بالأمر القدر فليس ذلك حجة لهم فالله تعالى قدر عليهم الضلال
والمروق من الدين وقدر عليهم أن يدخلهم النار فلا ينفعهم قوله أخذناه بأمر ولما
أتوا بالحجر الأسود أعطاهم المطيع مالا له جرم وكان الحجر الأسود قد بقي أثنتين
وعشرين سنة وقال المسبحي وفيها وافى سنبربن الحسن إلى مكة ومعه الحجر الأسود
وأمير مكة معه فلما صار بفناء البيت أظهر الحجر وعليه ضباب فضة قد عملت من طوله
وعرضه تضبط شقوقا قد حدثت عليه بعد أنقلاعه وأحضر له صانعا معه جص يشده به فوضع
سنبربن الحسن بن سنبر الحجر الأسود بيده وشده الصانع بالجص وقال: لما رده
أخذناه بقدرة الله ورددناه بمشيئته.
قال أبو الحسن محمد بن نافع الخزاعي: دخلت الكعبة فيمن دخلها فتأملت الحجر فإذا السواد في رأسه دون سائره وسائره أبيض وكان طوله فيما حزرت مقدار عظم الذراع قال: ومبلغ ما عليه من الفضة فيما قيل ثلاثة آلاف وسبعمائة وسبعة وتسعون درهمًا ونصف.
كتاب اتعاظ الحنفا - أحمد بن علي المقريزي ج 1 ص 6 فلما كان
في سنة تسع وثلاثين أرادوا أن يستميلوا الناس فحملوا ( القرامطة ) الحجر الأسود
إلى الكوفة ونصبوه فيها على الاسطوانة بالجامع.
وكان قد جاء عن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الملقب زين العابدين
: أن الحجر الأسود يعلق في مسجد الجامع بالكوفة في آخر الزمان.
ثم قدم به سنبر بن الحسن بن سنبر إلى مكة وأمير مكة معه فلما صار بفناء البيت
أظهر الحجر من سفط كان به مصونا وعلى الحجر ضباب فضة قد عملت عليه تأخذه طولا
وعرضا تضبط شقوقاً حدثت فيه بعد انقلاعه وكان قد أحضر له صانع معه جص يشد به
الحجر وحضر جماعة من حجبة البيت فوضع سنبر بن الحسن بن سنبر الحجر بيده في
موضعه ومعه الحجبة وشده الصانع الجص بعد وضعه وقال لما رده: أخذناه بقدرة
الله ورددناه بمشيئته.
ونظر الناس إليه وقبلوه والتمسوه وطاف سنبر بالبيت.
وكان قلع الحجر من ركن البيت يوم الإثنين لأربع عشرة خلت من ذي القعدة سنة سبع
عشرة وكان رده يوم الثلاثاء لعشر خلون من ذي الحجة يوم النحر سنة تسع وثلاثين
وثلاثمائة.
فكانت مدة كينونته عند الجنابي وأصحابه اثنين وعشرين سنة إلا أربعة أيام.
********************
من هم القرامطة ؟
قامت ثورة القرامطة لتفويض دعائم الدولة العباسية والقرامطة تنسب الي رجل اسمه حمدان قرمط لاحمرار عينيه الدائم كما يقول الطبري ولما كان العباسيين مركزهم الدينى مكة فكان هذا الرجل يحمل لأتباعه ترك الفرائض الدينية وأن يتخذوا بيت المقدس قبلتهم ويحجوا إليه وقد حلل هذا الرجل الخمر والصوم عنده يومان في السنة: يوم عيد المهرجان ويوم عيد النيروز!! وقد أنتشرت دعوة حمدان قرمط وتسلط على الكوفة والبصرة واليمن، وجنوب إيران وبعده حمل لواء هذه الدعوة ارجل اسمه (زكرويه) الذى أمتد نفوذه في العراق وسوريا غير أن أبن زكويه قتل علي أبواب دمشق فخلفه أخاه الحسين الذي زاد نفوذه ثم سرعان ما أنتشرت هذه الدعوة وذاعت في منطقة الاحساء والبحرين علي يد أبي سعيد الحسن إبن بهرام الجنابي، الذي كان من كبار دعاة حمدان قرمط وحدثت حروب دموية بين الخلافة العباسية والقرامطة وكثيراً ماهزمت جيوش الخلافة العباسية امام القرامطة.
وبدأ أبو سعيد الحسن بن بهران الجنابي في البحرين والأحساء دعا أهلهما إلى مذهب
السبعية في عهد الخليفة المعتضد _ ويسمى أيضاً الباطنية _ ف وقوي أمره ولما
استحكم شأنه هناك أخذ يقطع الطرق ويغير على النواحي والأطراف واستمر على هذا
المنوال شطرا من الزمن إلى أن اغتاله أحد الخدم
وكان أخطر من تولي أمر هذه الجماعة أبو طاهر سليمان بن الحسن الجنابي، فقد هاجم
البصرة وعاد إلي مهاجمتها سنة 311 هـ ودخلها مرة ثانية 311ه في ألف وسبعمائة من
أتباعه، وكفلوا الوالي، وأحرقوا المربد وأخذ يتعرض للحجاج الذاهبين لمكة وهم في
طريقهم إلي الحج..
ولكن أخطر ماقام به هو مهاجمة بيت الله الحرام نفسه وقتل
الحجيج.. وتولى بعد أبي سعيد ابن له كان يكنى بأبي طاهر الذي أخذ نفسه
بالصلاح حينا وكان يعرف شيئا من مقالة السبعية.
أرسل أبو طاهر فدعا كل من كان في البحرين والأحساء من الشباب وعشاق السلاح
هلموا إلي فإن لي بكم حاجة وكان ذلك قبيل موسم الحج فتجمع حوله خلق لا يحصون
عدا فمضى بهم إلى مكة ووصل في وقت أداء الفريضة وقد كان الحجيج محرمين فأمر
رجاله أن اشرعوا سيوفكم واقتلوا كل من تصادفونه وأطلقوا أيديكم بالمكيين
والمجاورين واستلوا علي سيوفهم وأعملوها في الناس قتلا فلما رأت الخلائق هذا
فزعت إلى داخل الحرم ووضعت المصاحف أمامها أما المكيون فهرعوا إلى السلاح وتأزر
كل من كان لديه سلاح به ومضى إلى ساحة الوغى فلما رأى أبو طاهر الأمر على هذه
الحال أخرج إلى وسط ساحة القتال رسولا يقول لقد جئنا للحج لا للقتال وكان الذنب
ذنبكم إذ أفسدتم علينا إحرامنا وقتلتم واحدا منا دون ذنب فاضطررتمونا إلى حمل
السلاح وإذا ما ذاع في العالم أن المكيين يتأبطون الأسلحة ويعبثون في الحجيج
قتلا فسيعزف الناس عن الحج وتؤصد طريقه وتسوء سمعتكم لا تفسدوا علينا حجنا بل
دعونا نؤدي الفريضة وخيل للمكيين صدق قوله ولم يستبعدوا أن أحدا قد تحرش بهم
فشهر سلاحه عليهم وقتل واحدا منهم _ وهذا من جهلهم وعدم معرفتهم بأحوال تلك
الفرقة الخبيثة _ واتفقوا على أن يعيد الجانبان السيوف إلى أغمادها وأقسما
بالقرآن الكريم يمينا لا رجعة فيها بأن لا يعودا إلى القتال ثانية وأن يتراجع
المكيون ويعيدوا المصاحف إلى أمكنتها في الحرم حتى يتمكن الجانبان من زيارة
الكعبة وتأدية مناسك الحج وأقسم المسلمون من المكيين والحجاج كما أقسم أبو طاهر
ورجاله وفق إرادتهم ثم تراجعوا وألقوا السلاح وعاد المكيون ثم أعادوا المصاحف
إلى أماكنها _ كل ذلك ودار الخلافة في عالم آخر _ واستأنف الحجيج تأدية مناسكهم
وطوافهم .
ولما رأى أبو طاهر أن حملة السلاح قد تفرقوا أمر أعوانه أن هبوا إلى السلاح
واندفعوا إلى الحرم واقتلوا كل من تلقونه في داخله وخارجه فاندفعوا بسيوفهم
ورماحهم إلى الحرم بغتة وأخذوا يقتلون كل من يجدونه في طريقهم إلى أن قتلوا
المجاورين جميعا وخلقا كثيرين غيرهم وجعل الناس يلقون بأنفسهم في الآبار ويفرون
إلى رؤوس الجبال خوفا من السيف فما شعروا إلا بالقرمطي قد خرج عليهم في جماعته
يوم التروية فانتهب أموالهم واستباح قتالهم فقتل الناس في رحاب مكة وشعابها حتى
في المسجد الحرام وفي جوف الكعبة، وجلس أميرهم أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد
الجنابي - لعنه الله - على باب الكعبة، والرجال تصرع حوله في المسجد الحرام في
الشهر الحرام ثم في يوم التروية، الذي هو من أشرف الأيام،
ويصف لنا الدكتور شوقي ضيف هذا الحدث الخطير، بعد أن يشرح لنا في كتابه (العصر
العباسي الثاني). هذه الطائفة وتاريخها يقول:
.... وتوجه إلي الدفة فأخذها، وتفاقم أمره وكثر أتباعه.
حتي إذا كان موسم الحج لسنة 317 ه حدثت الطامة الكبري، إذ وافي أبو طاهر الحاج
يوم التروية، و هم يهللون ويلبون، وقتل الحجاج قتلا ذريعا في فجاج مكة وداخل
البيت الحرام وهم متعلقون بإستاره ويقال أنه قتل منهم نحو عشرة الاف، طرح
كثيرمنهم في بئر زمزم!!
وعري البيت من كسوته، وقلع بابه، وإقتلع الحجر الاسود وأخذه معه إلي (هجر)..
وظل هناك حتي رد إلي وصفه في عهد الخليفة المطيع سنة 339ه.
ونهب جميع التحف التي زين بها الخلفاء الكعبة علي مز الازمنة.. وما كانوا
وضعوها من الجواهر النفسية.
ويقال أنه كان يجلس علي باب الكعبة والحجيج يصرعون حوله في المسجد الحرام وهو
ينشد مثل قوله:
أنا لله وبالله أنا .. يخلق الخلق وأفنيهم أنا!!
وقد كان بعض أهل الحديث يومئذ يطوف، فلما قضى طوافه أخذته السيوف، فلما وجب أنشد وهو كذلك: تـرى المحـبين صـرعى في ديارهم ** كفتيـة الكـهف لا يـدرون كـم لبثوا
ثم أمر بأن يقلع الحجر الأسود، وجاءه رجل فضرب الحجر بمثقل في يده وقال: أين
الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل؟ ثم قلع الحجر الأسود، شرفه الله وكرمه
وعظمه، وأخذوه معهم حين راحوا إلى بلادهم، فكان عندهم ثنتين وعشرين سنة حتى
ردوه في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة. فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ويقول الدكتور شوقي ضيف أيضا:
ولم يحج أحد منذ هذا التاريخ حتي سنة 326 هـ خوفا من شره وشر أتباعه من
القرامطة غير أن شره لم ينحسر عن العراق، إذ هاجم الكوفة سنة 325 ، ونازلته
جنود الخلافة في سنة 333 هـ ، وبات في شهر رمضان لسنة 332 بالجدري، بعد أن
تقطعت بسببه أوصاله وأطرافه وهو ينظر إليها.. وبعد أن طال عذابه ورأي في جسده
العبر وخلفه أخوه سعيد بن الحسن الجنابي وهو الذي رد الحجر الاسود الي مكانه
بالكعبة، وكان العراق قد دخل في حكم البويهيين، فضعف شأن قرامطة البحرين
والاحساء، واضطروا إلي الدخول في طاعة الخلافة العباسية ونبذ عقيدتهم
القرمطية.'
***************************
وروى إبن الأثير عن بعضهم أنه قال: كنت في المسجد الحرام يوم اقتلع الحجر
الأسود إذ دخل رجل وهو سكران راكب على فرسه، فصفر لها حتى بالت في المسجد
الحرام في مكان الطواف، ثم حمل على رجل كان إلى جانبي فقتله ثم نادى بأعلى
صوته: يا حمير، أليس قلتم في بيتكم هذا وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا فأين
الأمن؟ قال: فقلت له: أتسمع جوابا؟ قال: نعم. قلت: إنما أراد الله: فأمنوه.
قال: فثنى رأس فرسه وانصرف.
وكان أبو طاهر قد ضرب الحجر الأسود بدبوس فكسره ثم اقتلعه بعد صلاة العصر من
يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من ذي الحجة ،وأقام بمكة أحد عشر يوما ثم
انصرف إلى بلده هجر ( البحرين والمنطقة الشرقية للسعودية الآن) وحمله معه وبقي
الحجر الأسود عندهم أكثر من عشرين سنة واحتفظ القرامطة بالحجر الأسود بعد أن
بنو له كعبة جديدة في دولتهم طوال 22 سنة . وبقى مكان الحجر خالياً يلتمس
الحجاج والمعتمرين فجوته بأيديهم وهم يبكون ويتوسلون إلى الله أن يعيد لهم
الركن إلى مكانه .هلك أبو طاهر القرمطي سنة 332هـ .ومع هلاك سليمان القرمطيّ
عام 331هـ وانقسام الحكم بين أبنائه، خفّت قوّة القرامطة واقتصرت أعمالهم على
قطع الطريق وبعض الهجمات الخفيفة لتأمين مصدرٍ لعيشهم. وقد كان الزمن كفيلاً
بزيادة ضعفهم وحاجتهم إلى المال، فما أتى عام 339هـ حتّى استبدلوا الحجر الأسود
بخمسين ألف دينار أعطاهم إيّاها الخليفة المطيع،
عودة الحجر الأسود
وفي يوم النحر ( عيد الأضحى ) الموافق ليوم الثلاثاء من سنة 339هـ بزعيم
القرامطة سنبر بن الحسن القرمطي يوافي مكة بالحجر الأسود ـ قيل أن الحجر الأسود
عاد على ظهر قعود (جمل) ضعيف! ـ فأظهره بفناء الكعبة ومعه أمير مكة . وكان على
الحجر ضبات فضة قد عملت عليه من طوله وعرضه ، تضبط شقوقاً حدثت عليه بعد قلعه ،
وأحضر معه جصاً يشد به ، فوضع سنبر القرمطي الحجر بيده ، وشد الصانع بالجص ،
وقال سنبر لما رده " أخذناه بقدرة الله ، ورددناه بمشيئة الله " ونظر الناس إلى
الحجر الأسود فتبينوه وقبلوه وحمدوا الله تعالى . ويقال أن القرامطة حاولوا غش
المسلمين فيه ، فجاءوا بحجر مماثل له ، إلا أن المفاجأة كانت لهم حين قبل رئيس
وفد مكة اختبار مادة أصل الحجر