نظام تلبية العرب الوثنيين ظل قائماً فى الإسلام
التلبية
وذكر "محمد بن حبيب" ان طواف أهل الجاهلية بالبيت اسبوعاً، وذكر انهم كانوا
يمسحون الحجر الأسود، ويسعون بين الصفا والمروة. وكانوا يلبّون. وذكر ان نسك
قريش كان لإساف.، وان تلبيتهم:
" لبيك اللهم لبيك،لبيك، لا شريك لك إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك ".
وان تلبية من نسك للعزى: " لبيك اللهم لبيك، لبيلك وسعديك، ما أحبنا اليك ".
وان تلبية من نسك للات: " لبيك اللهم لبيك، لبيك، كفى ببيتنا بنية،ليس بمهجور ولا بلية، لكنه من تربة زكية أربابه من صالحي إلبرية ".
وكانت تلبية من نسك لجهار: " لبيك، اللهم لبيك. لبيك، اجعل ذنوبنا جبار،واهدنا لأوضح المنار، ومتعنا وملنا بجهار".
وكانت تلبية من نسك لشمس: "لبيك، اللهم لبيك، لبيك، ما نهارنا نجره، ادلاجه وحره و قره، لا نتقي شيئاً ولا نضره، حجاً لرب مستقيم بره "،
وكانت تلبية من نسك لمحرق: "لبيك، اللهم لبيك، لبيك حجاً حقاً، تعبداً ورقا "،
وكانت تلبية من نسك لود":"لبيك اللهم لبيك، لبيك، معذرة اليك ".
وكانت تلبية من نسك ذا الخلصة: "لبيك، اللهم لبيك، لبيك، بما هو أحب اليك ".
وكانت تلبية من نسك لمنطبق: " لبيك، اللهم لبيك، لبيك ".
وتلبية عك، أنهم كَانوا اذا بلغوا مكة، يبعثون
غلامين أسودين أمامهم، يسيران على جمل " مملوكين،قد جردا، فهما عريانان، فلا
يزيدان على ان يقولا: " نحن غرابا عك ". واذا نادى الغلامان بذلك صاح من خلفهما
من عك: "عك اليك عانية، عبادك اليمانية، كيما نحج الثانية، على الشداد الناجية
".
وكانت تلبية من نسك مناة: " لبيك اللهم لبيك، لبيك، لولا ان بكراً دونك يبرك
الناس ويهجرونك، ما زال حج عثج يأتونك، إنا على عدوائهم من دونك"،
وتلبية من نسك لسعيدة: " لبيك اللهم لبيك، لبيك لبيك، لم ناًتك للمياحة، و.لا طلباً للرقاحة، ولكن جئناك، للنصاحة "..
وكانت تلبية من نسك ليعوق: " لبيك اللهم لبيك، لبيك، بغض إلينا الشر،وحبب إلينا الخير، ولا تبطرنا فنأشر، ولا تفدحنا بعثار ".
وكانت تلبية من نسك ليغوث:" لبيك، اللهم لبيك، لبيك، أحبنا بما لديك، فنحن عبادك، قد صرنا اليك ".
وكانت تلبية من نسك لنسر: "اللهم لبيك، اللهم لبيك، لبيك، اننا عبيد، وكلنا ميسرة عتيد، وأنت ربنا الحميد، اردد إلينا مُلكنا والصيد".
وكانت تلبية من نسك ذا اللبا: " لبيك اللهم، لبيك، لبيك، رب فاصرفن عنّا مضر، وسلّمن لنا هذا السفر، إن عما فيهم لمزدجر، واكفنا اللهم أرباب هجر ".
وكانت تلبية من نسك لمرحب: " لبيك اللهم لبيك، لبيك، اننا لديك. لبيك، حببنا اليك".
وكانت تلبية من نسك لذريح: " لبيك، اللهم لبيك، لبيك، كلنا كنود، وكلنا لنعمة جحود، فاكفنا كل حية رصود ".
وكانت تلبية من نسك ذا الكفين: " لبيك، اللهم لبيك، لبيك، إن جرهماً عبادك، الناسُ طرف وهم تلادك، ونحن أولى منهم بولائك ".
وتلبية من نسك هبل: " لبيك اللهم لبيك، اننا لقاح، حرمتنا على أسنة الرماح،
يحسدنا الناس على النجاح".
وقد تعرض "اليعقوبي" لموضوع التلبية، فقال: " فكانت العرب، اذا أرادت حج البيت الحرام، وقفت كل قبيلة عند صنمها وصلوا عنده، ثم تلبوا حتى يقدموا مكة، فكانت تلبياتهم مختلفة.
وكانت تلبية قريش: لبيك اللهم لبيك لا شريك لك، تملكه وما ملك.
وكانت تلبية كنانة: لبيك اللهم لبيك، اليوم يوم التعريف، يوم الدعاء والوقوف.
وكانت تلبية بني أسد: لبيك اللهم لبيك، يا رب أقبلت بنو أسد، أهل التواني والوفاء والجلد اليك.
وكانت تلبية بني تميم: لبيك اللهم لبيك، لبيك عن تميم، قد تراها قد أخلقت أثوابها وأثواب من وراءها، وأخلصت لربها دعاءها.
وكانت تليية قيس عيلان: لبيك اللهم لبيك، لبيك أنت الرحمان، أتتك قيس عيلان، راجلها والركبان.
وكانت تلبية ثقيف: لبيك اللهم إن ثقيفاً قد أتوك، وأخلفوا المال وقد رجوك.
وكانت تلبية هذيل: لبيك عن هذيل قد أدلجوا بليل، في إبل وخيل.
وكانت تلبية ربيعة: لبيك ربنا لبيك، لبيك إن قصدنا اليك. وبعضهم يقول: لبيك عن ربيعة، سامعة لربها مطيعة.
وكانت حمير وهمدان يقولون: لبيك عن حمير وهمدان والحليفين من حاشد والهان.
وكانت تلبية الأزد: لبيك رب الأرباب، تعلم فصل الخطاب، لملك كل مثاب.
وكانت تلبية مذحج: لبيك رب الشعرى، ورب اللات والعزى.
وكانت تلبية كندة وحضرموت: لبيك لا شريك لك، تملكه، أو تهلكه،أنت حكيم فاتركه.
وكانت تلبية غسان: لبيك رب غسان، راجلها والفرسان.
وكانت تلبية بجيلة: لببك عن بجيلة في بارق ومخيلة،
وكانت تلبية قضاعة: لبيك من قضاعة، لربها دفاعة، سمعاً وطاعة.
وكانت تلبية جذام: لبيك من جذام، ذوي النهي والأحلام،
وكانت تلبية عك والأشعريبن: نحج للرحمان بيتاً عجبا مستتراً مضبباً محجبا
و "التلبية" اجابة المنادي، أي اجابة الملبي ربه. وقولهم: لبيك آللهم لبيك،
معناه اجابتي لك يا رب، واخلاصي لك. وقد كان الجاهليون يلبون لأصنامهم تلبيات
مختلفة.
وقد ذكر "أبو العلاء المعري"، ان تلبيات العرب جاءت طما ثلاثة أنواع: مسجوع
لا وزن له، ومنهوك، ومشطور. فالمسجوع كقولهم: لبيك ربنا لـبـيك والخير كله
بيديك
والمنهوك على نوعين: أحدهما من الرجز، والآخر من المنسرح. فالذي من الرجز
كقولهم: لبيك إنّ الحمد لـك والملك لاشريك لك
إلا شريك هـولـك تملكه وما مـلـك
أبو بنات بفدك و كقو لهم: لبيك يامعطي الأمـر لبيك عن بني النمـر
جئناك في العام الزمر نأمل غيثاً ينهـمـر
يطرقُ بالسيل الخَمر والذي من المنسرح جنسان: أجدها في آخره ساكنان كقولهم:
لبيك رب هـمـدان من شاحط ومن دان
جئناك نبغي الإحسان بكل حرف مذعان
نطوي اليك الغيطان ناًمل فضل الغفران
والآخر لا يجتمع فيه ساكنان كقولهم: لبيك عن بجيله الفخمة الرجيله
ونعمت القبيلـه جاءتك بالوسيله
تؤمل الفضيله وربما جاءوا على قوافٍ مختلفه، من ذلك تليبة بكر بن وائل: لبيك
حقاً حقـا تعبـداً ورقـا
جئناك للنصاحة لم نأت للرقاحه
وروي في تلبية "تميم" قولها: لبيك لولا أن بكراً دونكـا يشكرك الناس ويكفرونكا
ما زال منا عثج يأتونكا ورووا أن من تلبيات همدان: لبيك مع كـل قـبـيل لـبـيك
همدان أبناء الملوك تـدعـوك
قد تركوا أصنامهم وانتـابـوك فاسمع دعاءً في جميع الأملوك
ومن تلبياتهم قولهم: لبيك عن سعد وعن بنيها وعن نساء خلفها تعنيها
سارت إلى الرحمة تجتنيها وختم "أبو العلاء المعريَ" رأيه عن التلبية بقوله: "والموزون
من التلبية، يجب أن يكون كله من الرجز عند العرب، ولم تأت التلبية بالقصيد.
ولعلهم قد لبّوا به ولم تنقله الرواة ".
والتلبية هي من الشعائر الدينية التي أبقاها الإسلام، غير أنه غير صيغتها
القديمة بما يتفق مع عقيدة التوحيد. فصارت على هذا النحو: "لبيك اللهم لبيك، لا
شريك لك لبيك،، إن الحمد والنعمة لك، والملك لا شريك لك". كما جعلها جزاً من حج
مكة، بعد أن كانت تتم خارج مكة، إذ كانت كل قبيلة تقف عند صنمها، وتصلي عنده ثم
تلبي، قبل أن تقدم مكة. وذلك بالنسبة لمن كان يحج مكة. فاًبطل ذلك الإسلام،
وألغى ما كان من ذلك من حج أهل الجاهلية. وقد رأينا صيغ التلبيات، وكيف كانت
تلبيات القبائل خاصة بها، تلبى كل قبيلة لصنمها، وتوجه نداءها اليه.
وتردد جمل التلبية بصوت مرتفع، ولعل ذلك لاعتقاد الجاهلين أن في رفع الصوت
إفهاماً للصنم الذي يطافْ له بأن الطائف قد لبى داعيه، وأنه استجاب أمره وحرص
على طاعته. وقد أشار بعض الكتاب "الكلاسيكيين" إلى الصخب والضجيج الذي كان
يرتفع في مواضع الحج بسبب هذه التلبية.
*********************************************************************************************************
الجزء التالى للمؤرخ العلامة جــــواد عــلى فى موضع
آخر من كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام دار العلم للملايين ، بيروت ،
الطبعة الثانية الجزء الثالث 1980م الفصل الثاني والسبعون - الحج والعمرة -
نقلنا هذه الصفحة بدون تغيير ولكننا وضعنا لكل فقرة عنوان
**********************************************************************************************************