الـــعـزى هو حجر أبيض كان العرب يعبده
وإسم العزى مشتق من العزة وهو مؤنث الاعز
فكانت لقريش وبني كنانة العزى أبن هشام <84> بنخلة وكان سدنتها وحجابها بنو شيبان ، من سليم حلفاء بني هاشم .
صنم العزى
ثم اتخذوا العزى . وهي أحدث من اللات . وكانت بوادي نخلة . فوق ذات عرق <48> وبثوا عليها بيتا . وكانوا يسمعون منها الصوت . وكانت قريش تعظمها . فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ، بعث خالد بن الوليد فأتاها فعضدها ، وكانت ثلاث سمرات . فلما عضد الثالثة فإذا بحبشية نافشة شعرها ، واضعة يدها على عاتقها ، تضرب بأنيابها . وخلفها سادنها . فقال خالد
يا عز كفرانك لا سبحانك = إني رأيت الله قد أهانك
ثم ضربها ففلق رأسها ، فإذا هي حممة . ثم قتل السادن .
قال ابن هشام : حلفاء ( بني ) أبي طالب خاصة وسليم سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان . قال ابن إسحاق : فقال شاعر من العرب :
لقد أنكحت أسماء رأس بقيرة = من الأدم أهداها امرؤ من بني غنم
رأى قدعا في عينها إذ يسوقها = إلى غبغب العزى فوسع في القسم
وكذلك كانوا يصنعون إذا نحروا هديا قسموه في من حضرهم . والغبغب المنحر ومهراق الدماء .
قال ابن هشام <85>: وهذان البيتان لأبي خراش الهذلي واسمه خويلد بن مرة في أبيات له.
وفى تفسير سورة النجم آية 19 قال القرطبى
وقال ابن جبير: العزى حجر أبيض كانوا يعبدونه
اتخذها ظالم بن أسعد, وكانت بوادي نخلة الشامية فوق ذات عرق, فبنوا عليها بيتا وكانوا يسمعون منها الصوت. قال ابن هشام: وحدثني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كانت العزى شيطانة تأتي ثلاث سمرات ببطن نخلة .. وقال. قتادة: نبت كان ببطن نخلة
العزى: فكانت نخلات في الطريق بين مكة والعراق؟ وكانوا قد بنوا عليها بيتاً يطوفون حوله ويسمعون الصوت (هواتف الجان) وقد عبد العرب العزى وتسمّوا باسمها مثل عبد العزى بن عبد المطلب , وقد أقسم العرب بالعزى؟ ولها يقول درهم بن زيد الأوسي:
إني ورب العزى السعيدة -- والله الذي دون بيته سرف
وقد كانت قريش وبني كنانة أكثر العرب تعظيماً للعزى؟ وكان سدنتها وحجابها من بني شيبان من سليم؟ حلفاء بني هاشم (المفصل - جواد علي - ج 6 ص 242),
ويقولون أن عبد العزى وهو ظالم بن سعد هو الذى بنى لها بسا ( بيتاً) فى موضع حراض من وادى النخلة الشامية على يمين الطريق الصاعد من مكة إلى العراق
**********************************************************
مسير خالد بن الوليد لهدم العزى
الجزء التالى من
كتاب السيرة النبوية - تأليف: عبد الملك بن هشام المعافري - المجلد الخامس - 95
/ 116
خالد يهدم العزى : ثم بعث رسول الله صلى اله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى
العزى ، وكانت بنخلة ، وكانت بيتا يعظمه هذا الحي من قريش وكنانة ومضر كلها ،
وكانت سدنتها وحجابها بني شيبان من بني سليم حلفاء بني هاشم ، فلما سمع صاحبها
السلمي بمسير خالد إليها ، علق عليها سيفه ، وأسند في الجبل الذي هي فيه وهو
يقول :
أيا عز شدي لا شوى لها * على خالد ألقى القناع وشمري
يا عز إن لم تقتلي المرء خالداً * فبوئي بإثم عاجل أو تنصري
فلما انتهى إليها خالد هدمها ، ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ابن إسحاق : وحدثني ابن شهاب الزهري ، عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة
بن مسعود ، قال : أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة بعد فتحها خمس عشرة
ليلة يقصر الصلاة .
قال ابن إسحاق : وكان فتح مكة لعشر ليال بقين من شهر رمضان سنة ثمان .
***********************************************************
الفقرة التالية للمؤرخ العلامة جــــواد عــلى فى موضع آخر من كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام دار العلم للملايين ، بيروت ، الطبعة الثانية الجزء الثالث 1980م الفصل السبعون أَصنام الكتابات ص 738
والعزى من الأصنام المعروفة عند أهل الأخبار. وقد بقيت عبادته معروفة إلى
الإسلام. وقد أشير اليه في القرآن. وقد ذكر اسمه في كتابات عثر عليها في
"العلا". وتعبد له النبط كذلك، وصنعت له معبداً في "بصرى" دعي "بيت ايل". وعبر
عنه ب "كوكبتا"، أي "الكواكب"، وهو أنثى، أي إلهة.
وقد ورد اسم "العزى" على هذه الصورة: "هنعزى" في كتابة لحيانية، دوّنها رجل
اسمه "أوس بن حجر". ويظن بعض الباحثين، أن العزى تمثل كوكب الصباح. ويظهر أن
اللحيانيين قد أخذوا عبادتها من نبط بلاد الشام. وأنها لم تكن من آلهة
اللحْيانيين في الأصل، بدليل عدم ورود اسمها كورود "ذو غابة" أو الالهة
اللحيانية الأخرى فيَ النصوص اللحيانية.
وورد اسم العزُى في الأعلام المركبة، مثل: "بل عزيني" "بال عزيني" و "ب ايل
عزينى "، أي ب "العزينى"، وذلك في الكتابات الثمودية. و "تيم العزى" و "عبد
العزى" و "امت العزى"، وفي كتابات أخرى تعود إلى ما بين القرن الخامس قبل
الميلاد، والقرن الرابع بعد الميلاد.
ويظهر من بعض الأعلام اللحيانية المركبة، مثل "اوس يه" "اوس يهو"، و "عزريه"
"عزر يهو"، أن القسم الثاني من الاسم، وهو "يه" "يهو"، قريب من "يهوه"، وهو
الإله الكبير المعروف عند العبرانيين. ف "يه" "يهو" هو اسم إِلهَ من آلهة
اللحيانيين.