قسوس مكة - القس ورقة أبن نوفل والقس ساعدة بن الأيادى
قسوس مكة يذكر منهم فى عصر محمد القس ورقة أبن نوفل والقس ساعدة بن الأيادى ويذكر المؤرخون أنهم كانوا من الطائفة النصرانية الذين يطلق عليهم الأبيونيين والنصارى ليسوا المسيحيين وإنما فئة خارجة عن المسيحية .
أنتشرت النصرانية بين العرب حتى قريش كان أكبر أغنيائها نصارى وقساوسة , فقد قال اليعقوبي : وأما من تنصر من أنحاء العرب فقوم من قريش من بني أسد بن عبد العزى منهم عثمان بن الحويرث بن عبد العزى وورقة بن نوفل من أسد ) وقد ساق هذه الحقيقة التاريخية برهان الدين دلو (برهان الدين دلو ، جزيرة العرب قبل الإسلام الجزء الثاني ص224 )
أول من تنصر من ملوك الحيرة النعمان بن المنذر ، قيل على يد الجاثليق عبد يشوع ، وقيل على يد عدي بن زيد العبادي ، ودان بالنصرانية كثير من قبائل العرب النازلين بالحيرة أو بالمنطقة المحيطة بها من بينهم : تغلب من بطون من بكر بن وائل في ديار بكر ، وكانت هند بن النعمان زوجة المنذر بن امرئ القيس مسيحية ، فنشأ ابنها عمرو بن المنذر الذي تولى حكم الحيرة فيما بين عامي 554 / 569 م مسيحياً ، وإلى هند هذه ينسب دير هند الكبرى بالحيرة ) وكانت تنقلات القبائل أو بطونها أو أفخاذها مستمرة بين أطراف الجزيرة ووسطها ، ولذا فإن قبيلة تغلب هذه لم تكن هي الوحيدة التي فشت فيها النصرانية بل الكثير غيرها مثل : إياد قبيلة قس بن ساعدة وتميم وحنيفة وقضاعة وغيرها
القس ساعدة بن الأيادى
قس بن ساعدة بن عمرو بن عدي بن مالك، ت 23 ق. هــ 600م وهو من بني إياد: أحد حكماء العرب، ومن كبار خطبائهم، في الجاهلية. كان أسقف نجران، ويقال: إنه كان أول عربي خطب متوكئا على سيف أو عصا، وأول من قال في كلامه " أما بعد ". وكان يذهب إلى قيصر الروم ، زائرا، فيكرمه ويعظمه . وهو معدود في المعمرين ، طالت حياته وأدركه النبي , قبل الوحى ، ورآه في عكاظ. انظر: الأعلام، الزركلي 5/236.
أشعار قس
بن ساعدة الأيادي
يكاد يجمع المؤرخون على موته قبل البعثة بقليل . وقد ورد أن محمد كان يسمع إليه
في سوق عكاظ وقال عنه " والذي بعثني بالحق ، لقد أمن قس بالبعث " (الجاحظ :
البيان تحقيق عبد السلام هارون ، القاهرة 1948 ، ج1 ص 309 . ) ( المرجع:العرب
قبل الاسلام- سيد القمنى )
والحق لأى أنسان مؤمن بالكتاب المقدس هو
السيد المسيح الذى قال عن نفسه : " أنا هو لاقيامة والحق والحياة "
يا ناعي الموت والأصوات في جدث , عليهم من بقايا برعم خرق , دعهم فان لهم يوما
يصاح بهم , فهم إذا انتبهوا من نومهم فرقوا
حتى يعودوا لحال غير حالهم , خلقا جديدا كما من قبله خلقوا , فيهم عراة ومنهم
في ثيابهم , منها الجديد ومنها المبهج الخلق
ويصف الكون سجعا قائلا:
ليل داج، ونهار ساج، وسماء ذات أبراج، ونجوم تزهر، وبحار تزخر، وأرض مدحاة ،
وانها مجردة ، ان في السماء لخبرا، وان في الارض لعبرا
واورد سيد القمنى فى ( الحزب الهاشمى ) فصل جذور الأيديولوجيا الحنفية نقلا عن
: الألوسي : بلوغ الأرب ، ج2 ، ص 244 هذه الخطبة البليغة لقس بن ساعدة
أيها الناس ؛ اسمعوا وعوا ؛ فإذا وعيتم فانتفعوا ، إنه من عاش مات ، ومن مات
فات ، وكل ما هو آت آت . إن في السماء لخبرا .
وإن في الأرض لعبرا ، جهاد موضوع ، وسقف مرفوع ، ونجوم تمور ، وبحار لن تغور ،
ليل داج ، وسماء ذات أبراج ، أقسم قس قسما حتما ، لئن كان في الأرض رضي ليكونن
بعده سخطا ، وإن لله دينا هو أحب إليه من دينكم
والقس بن ساعدة
الذى قال أن الله ليس بمولود ولا والد وكان فى هذا أقدر منالتعبير القرآنى الله
لم يلد ولم يولد :
كلا ، بل هو الله المعبود الواحد ، ليس بمولود ولا والد ، أعاد وأبدي ، وإليه
المآب غداً
(الشهر ستاني : الملل والنحل ، المطبعة الأزهرية ، القاهرة ، 1951 ، ص 96 .)
وعن حقيقة الموت يقول
فـــــــي الذاهبين الأوليــــــــــن ** في الشــــعــــــــوب لنا بصــــائر
لمـــــــا رأيت مــــواردا للمــوت ** لــــــيس لهــــا مصادر
ورأيـــت قومــي نحــــــوها ** تسعي الأصــــــاغـــــر والأكـــــابر
لا يـرجــــعن قــــومــــي إلي ** ولا مــــن البــاقين غــــــــــــابـــــر
أيقنت أنـــي لا مـــــحــــالة ** حـــيث صـــــار القـــــوم صـــائر
( سيد القمنى فى ( الحزب الهاشمى ) فصل جذور الأيديولوجيا الحنفية نقلا عن عبد
القادر البغدادي ، خزانة الأدب ، تحقيق عبد السلام هارون ، دار الكتاب العربي
1967 ، ج2 ، ص 264 .)
ومن أمثلة ما كُتب قبل محمد ما
قاله قس بن ساعدة، فكان يقول: " أين من بغى وطغى وجمع فأوعى " وقال: " أنا ربكم
الأعلى. ألم يكونوا أكثر منكم أموالاً وأطول منكم آجالاً. طحنهم الثرى بكلكلهِ
ومزّقهم بتطاولهِ. فتلك عظامهم بالية. وبيوتهم خاوية. عمَّرتها الذئاب العاوية
"(1). وذكر ابن كثير أن أبا بكر هو قائل هذا الكلام وهو يتحدث في حضور محمد مع
وفد أياد عن قس بن ساعدة
*************************
القس
ورقة بن نوفل أسقف مكــة
يقول عنه سيد القمنى فى ( الحزب الهاشمى ) فصل جذور الأيديولوجيا الحنفية :
ومنهم أيضاً ورقة بن نوفل الذي قال عنه الألوسي أنه ممن وحد الله ، وترك
الأوثان وسائر أنواع الشرك ، واجتهد في طلب الحنيفية دين إبراهيم ، ثم تنصر ،
لكنه لم يتبع النصاري في التبديل ، وظل موحداً (ابن هشام : السيرة ج1 ، ص 511
و512 .) وقد سأل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عن ورقة فقالت له خديجة (
رضي الله عنها ) : إنه كان صدقك وإنه مات قبل أن تظهر ؛ فقال رسول الله
( صلى الله عليه وسلم ) : رأيته في المنام وعليه ثياب بيض ، ولو كان من أهل
النار لكان عليه لباس غير ذلك (الألوسي : بلوغ الأرب ، ج2 ، ص 272 .) .
كان ينادي الناس ناصحاً :
لا تعـبـــدون إلهـــا غـــير خالقكم ** فــــإن دعـوكم فقــــــولوا بيننا حدد
سبحان ذي العرش سبحانا نعوذ به ** وقــبل قد ســـبح الجودي والجمد
مسـخر كل ما تحت السمـــاء لــــــه ** لا ينبــــغي أن يناوي ملكــــه أحـد
لاشيء مما نري تبقي بشــاشــتـــه ** يبـقي الإله ويودي المال والولد
وهو الذي قال في ( زيد بن عمرو بن نفيل ) رفيقه على درب الحنيفية بعد موته :
رشدت وأنعمـت بن عمرو وإنمـا ** تجنبت تنورا من النار حــاميا
بدينك ربا ليـس رب كــمــــثله ** وتركك أوثان الطواغي كما هيــا
وإدراكك الدين الذي قد طلبته ** ولم تك عن توحيد ربك ســاهيا
فأصبحت في دار كريم مقامها ** تعلل فــيها بالــكرامـــة لاهيــــا
تلاقي خليل الله فيها ولم تكن ** من الناس جبارا إلى النار هاويا
وقد تدرك الإنسان رحمة ربه ولو ** كان تحت الأرض سبعين واديا
(الأب لويس شيخو : شعراء النصرانية في الجاهلية ، مكتبة الآداب ، الحلمية
الجديدة القاهرة ، 1982 ، ج4 ، ص 617 ، 618 .)
=============
المــــــــــــراجع
(1) (البداية والنهاية ابن كثير ترجمة قس بن ساعدة)