http://www.alzakera.eu/music/vetenskap/Historia/historia-0141.htm
يتميز
الدين الاسلامي في عبادة إله يسمى "
الله" حصريا، على الرغم من ان القرآن
استخدم اسماء إلهية اخرى.. اللاهوت
الاسلامي يدعي ان الله ماقبل الاسلام
كان هو نفسه الاله التوراتي الذي دعت
اليه رسل اهل الكتاب ، هذا الامر
المثير للاستغراب يحفزنا ان نتساءل:
هل كان " الله" إله توراتي قبل
الاسلام ام انه إله وثني منحدر عن
معبودات الوثنيين في الصحراء العربية
ولم تعرفه ديانات اهل الكتاب؟
اصرار الاسلام على القول ان الله
الاسلامي هو امتداد واستمرار لله
التوراتي يملك اهمية عظمى في محاولة
جعل الاسلام امتداد لما سبقه، وإعطاءه
الشرعية من شرعية الاديان السماوية
واستدراج اتباع الديانات السماوية
ليصبحوا " مسلمين" على إعتبار ان "
الله" هو استمرارية لإله المسيحيين
واليهود ولكونه يقدم لهم اعترافا
مجانيا بسماوية كتبهم ليصبح الامر
رشوة منطقية لقبول الاسلام والاعتراف
به كخطوة اعلى في الديانة المسيحية
واليهودية. ولكن، إذا تحقق ان الله هو
إله وثني، موروث عن ماكان يعبده
الوثنيين فليس من الممكن الادعاء انه
ذات إله اليهود والمسيحيين، ويصبح
تسويق الانتماء الى الاسلام على انه
استمرارية الوهية الاله السماوي او
التعاطي مع الاسلام بإعتباره حجة
للاديان السماوية (لكونه يعترف بهم)
لاقيمة له من هذه الزاوية، بل وخاطئ
اعتقاديا وعلى الاغلب سينطبق عليه
التحذير اليسوعي الذي يقول: احترزوا
من الانبياء الكذبة الذين يأتونكم
بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب
خاطفة (متى7 :15 .
عمليا من الممكن الاستمرار في الادعاء
الى المالانهاية، في حين ان الادلة
الصلبة لايمكن الحصول عليها من مجرد
الادعاءات وانما تتطلب الحفر وقراءة
الاثار. هذه هي الطريقة الوحيدة
لمعرفة اصل مضمون عبادة الله وهو
مايعالجه الموضوع، في حين يمكن مراجعة
كتاب " تاريخ الله" للكاتب جورجي
كنعان، لالقاء نظرة على موضوع اصل
كلمة الله . المثير ان الادلة
التاريخية التي سيجري عرضها تعطي
مايكفي من الادلة التي لايوجد
مايعارضها عن تاريخ جذور وتطور عبادة
الله كإله وثني، إله الوثنيين
القدماءفي مختلف انحاء الجزيرة
العربية وحوض النهرين ، الله هو القمر
المتزوج من الشمس والنجوم بناتهم.
الاركالوجيين عثروا على معابد لعبادة
القمر في جميع انحاء الشرق الاوسط من
جبال تركيا الى شواطئ النيل. لقد ظهر
ان اكثر اعبادات انتشارا في حضارة هذه
المنطقة هي عبادة إله القمر. في
كتابات الحضارة السومرية الاولى
وصلتنا الاف الالواح الطينية التي
يصفون فيها عقيدتهم. من هذه الالواح
نعلم انهم كانوا يعبدون إله القمر (
راجع الحاشية الثانية عشرة) والذي كان
يملك العديد من الاسماء (في البدايات
الاولى كانت اغلب الاسماء هي صفات).
اكثر الاسماء شيوعا كان نانا، سون،
عظيم بابا، نينماه (!) Nanna, Suen,
Asimbabbar.(1) هذا الاله او الربة
كان يرمز له او لها بالهلال. اعتمادا
على الكم الكبير من الوثائق عن عبادة
اله القمر لابد لنا من الاعتقاد ان
هذه الديانة كانت هي الاوسع في سومر.
لاحقا قام الاشوريين والبابليين
والاكدين (وحتى الاراميين والفينيقيين
والنبطيين والكنعانيين) بإقتباس هذه
الديانة وحرفوا اسم القمر الرب او
الربة الى سين, Sin, ليكون الاله
المحبوب والرئيسي. وقد اشار
البروفيسور اوستين بوت قائلا:" سين
اسم اله سومري قام الساميون
بإقتباسه"(2) (من المثير ان القرآن
يقسم بتعبير " يسن" وكتب التفاسير
تشير الى ان المقصود بالتسمية هو إله
(راجع الحاشية الرابعة)
تغير اسماء الالهة كان شائعا في
القديم بسبب هجرات القبائل المستمر
والتتداخل بين الجديد والقديم. نانا،
الربة السومرية، اصبح اسمها سين لدى
الاكاديين وكانت عبادتها تجري على
الاخص في اور وحران. وفي مدينة Hazor
الكنعانية الفلسطينية جرى العثور على
مكان من العصر البرونزي يشير الى ان
السكان يعبدون الاله الهلال القمر.
وفي سوريا وكنعان القديمة كان يرمز
للاله سين بهلال .في مصر نجد ان تسمية
سيناء كانت تيمنا بالاله سين. راجع
ماكيزني (3)
مع الوقت اصبح يضاف القمر الكامل الى
الهلال ليبقى الهلال ظاهر الى جانب
القرص الكامل للقمر وليصبح اشارة الى
جميع فترات ظهور القمر. الربة الشمس
كانت زوجة الرب سين في حين كانت
النجوم بناتهم. مثلا كانت عشتار واحدة
من بناتهم والاضاحي اليهم كان يجري
ذكرها وتعدادها في الوثائق التي جرى
العثور عليها في رأس شمرا. في وثائق
اوغاريت نجد ان اله القمر كان يطلق
عليه احيانا اسم كوسوه، Kusuh. في
فارس ومصر نجد ان القمر الرب كان يظهر
بوضوح في المنحوتات الجدارية وعلى رأس
الاصنام، حيث كان قاضي على الرجال
وعلى الالهة.
العهد
القديم كان على الدوام يؤكد على تحريم
عبادة القمر. حذر الرب شعب إسرائيل
فقال: " لا ترفع عينك إلى السماء
وتنظر الشمس و القمر والنجوم وكل جند
السماء .. فتغتر وتسجد لها وتعبدها "
( تثنية 4: 19) وفى 2( ملوك 21: 3-5)
وفى (ارميا 8: 2) وأيضا فى ( أرميا
19: 13 ) وفى ( صفنيا 1: 5) (see:
Deut. 4:19;17:3; II Kngs. 21:3,5;
23:5; Jer. 8:2; 19:13; Zeph. 1:5,
etc.).
بمعنى انه عندما سقطت اسرائيل في
عبادة آلهة الوثنيين كانت عبادة القمر
هي المعنية، إذ انها هي العبادة
الوثنية الشائعة. في القرآن نجد
التحذير ذاته " راجع الحاشية رقم
سبعة".
هذا الامر يؤكده كون الإله القمر شكلا
شائعا في جميع اللقى التعبدية
والطقسية القادمة من الحضارات
القديمة، حيث شائع ان ترسم الشعوب
القديمة صورة آلههتهم على الحلي
والفخار ورسومات الحائط والتماثيل
والاسطوانات واللوحات. في تل العبيد
جرى العثور على رأس عجل من النحاس
وعلى جبينه صورة هلال. من مدينة اور
نجد لوحة Stela Ur-Nammu حيث تحتوي
على قائمة بأسماء الالهة ويعلوها
القمر على إعتبار ان القمر الرب هو
رئيس الالهة، بل ونجد خبز جرى تحضيره
على شكل هلال تقديسا للقمر الرب، في
تل العبيد عثر على رأس ثور من النحاس
على جبهته يظهر رسمة الهلال. حضارة
اور كانت مرتبطة بالقمر الى درجة اننا
نجد بعض الاسطوانات الطينية التي تطلق
اسم نانا على إله القمر من تلك
البدايات المبكرة (بما فيه الحاشية
الثانية عشرة).
الباحث المشهور Sir Leonard Woolley
عثر على معبد عبادة القمر في اور، كما
عثر على العديد من الدلائل التي تدل
على عبادة القمر في اور ومعروضة في
المتحف البريطاني. في الخمسينات جرى
التنقيب عن معبد كبير لعبادة القمر في
مدينة هازير Hazer الفلسطينية. إضافة
الى ذلك جرى العثور على منحوتين احدهم
لرجل وعلى صدره صورة هلال. الكتابة
المرفقة بهم توضح انهم كانوا يعبدون
القمر. العديد من المنحوتات الصغيرة
جرى العثور عليها وكان يشار اليهم على
انهم بنات القمر.
ولكن ماذا عن الجزيرة العربية؟
يشير البروفيسور Carleton Stevens
Coon الى ان المسلمين لم يكن لديهم
الرغبة في إبقاء اي اثر للديانات
الوثنية القديمة، وسعوا بقوة لمحي كل
اثر لها، ولم يبقى منها الا مالم يكن
في متناول ايديهم. هذا الامر نجد له
صدى في كتب التراث الاسلامي حيث يقول
احد الاحاديث معترفا بشدة انتشار
الاصنام حتى في منزل الرسول:
حدثنا عبد الرزاق أخبرنا
معمر عن أبي إسحاق عن
مجاهد عن أبي هريرة
أن جبريل عليه السلام جاء
فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم
فعرف صوته فقال ادخل فقال إن في
البيت سترا في الحائط فيه تماثيل
فاقطعوا رءوسها فاجعلوها بساطا أو
وسائد فأوطئوه فإنا لا ندخل بيتا فيه
تماثيل (مسند احمد 7733)
لسنوات عديدة كانت المملكة العربية
السعودية ترفض البحث عن الاثار او
التعاون في مجال الاثار وعلى الرغم
ذلك نجد انه حتى آيات القرآن نفسها
قدمت معاني تتطابق تماما مع المعطيات
التاريخية التي بين ايدينا..
في
القرن الثامن عشر وصل J. T. Arnaud,
J. Halevy and E. Glaser وعثروا في
حفرياتهم في جنوب الجزيرة العربية على
الاف القطع تعود لحضارات قديمة. في
معبد القمر في مأرب، في مملكة
السبأيين جرى العثور على Sabean Moon
ولدى المعنيين والقطبانيين Minaean
and Qatabanian وصل عنهم العديد من
الكتابات عن عبادة القمر. في
الاربعينات من القرن الماضي قام
الاركيولوجيين G. Caton Thompson and
Carleton S. Coon بإكتشافات مذهلة في
الجزيرة. في الخمسينات قام Wendell
Phillips, W.F. Albright, Richard
Bower بالعثور على مواقع اثرية في
مناطق Qataban, Timna, and Marib,
والاخيرة كانت عاصمة سبأ. بنتيجة هذه
الاكتشافات جرى تجميع الاف اللوحات
والتماثيل الحجرية. منحوتات ومزهريات
استخدمت من اجل طقوس تعظيم " بنات
الله" تم العثور عليهم. تشير اللوحات
الى صور " اللات والعزة ومناة" الى
جانب ابوهم الله، الذي هو نفسه القمر
متمثلا بصورة القمر فوقهم. كافة
البراهين تشير الى ان عبادة القمر
كانت شائعة للغاية وعميقة الجذور في
حضارات المنطقة بما فيه الجزيرة
العربية.
العهد
القديم , Nabonidus (555-539 BC),
يسرد لنا ان الملك الاخير لبابل قام
ببناء تاياما في الجزيرة العربية
لتصبح كعبة لعبادة القمر. ذكر سيغال:
" في جنوب الجزيرة العربية كانت
الديانة الرئيسية على الدوام عبادة
القمر، الاله القمر، بمختلف اشكاله".
الاسم القديم للاله القمر كان سين
(نلاحظ ان عند المصريين ايضا كان
لديهم إله سين ولكنه الشمس، ونراه في
تسمية الصحراء " سيناء"). وعلى مايبدو
هو المعني بالاية الكريمة التي تقول:
"يسن والقرآن الحكيم" (راجع الحاشية
الرابعة).
عندما تخلت الشعوب المجاورة عن عبادة
القمر بقى العرب في صحراءهم مخلصين
لإعتقادهم ان القمر هو الله الاكبر
والاعظم بين الالهة . وعلى الرغم من
إمتلاكهم 360 إلها آخر، جميعهم لهم
مواقعهم في الكعبة وخارجها نجد ان
الله (القمر) بقي سيد الالهة واكبرهم.
الكعبة كانت بيت الالهة، جميع الالهة،
الامر الذي جعلها تجذب احترام جميع
العرب على إعتبار ان كل منهم، مهما
كان الرب الذي يعبده، سيجد ربه له
موضعا في كعبة قريش، وهو امر كانت
تفتقده بقية كعبات العرب وعدد ماوصل
منها لعلمنا حوالي 23 كعبة.
عام 1944 اشارت الباحثة G. Caton
Thompson في كتابها الى العثور على
معبدا لعبادة الإله القمر The Tombs
and Moon Temple of Hureidha, ويقع في
جنوب الجزيرة. في هذا المعبد كانت
تنتشر صور القمر (الهلال) وليس اقل من
21 كتابة تذكر اسم سين، إضافة الى
منحوتة اخرى يعتقد انها لله القمر
نفسه . هذه الامر جرى تأكيده لاحقا من
المزيد من الاركيولوجيين لاحقا.
الادلة
تؤكد ان عبادة القمر كانت في كامل
نشاطها في العصر المسيحي . والادلة
المجموعة من شمال وجنوب الجزيرة
العربية تدل على ان عبادة القمر كانت
ايضا وبكل وضوح في قمة نشاطها حتى في
فترة محمد، حيث كانت لاتزال هي
الديانة الاوسع انتشارا. حسب العديد
من الكتابات القديمة فإنه وعلى الرغم
من ان " سين" كان اسم إله القمر، الا
ان اسمه كان يسبقه تعبير " الاله"
الامر الذي كان يعبر عن رفعة منزلته
بين الالهة، وكانوا يرفعونه الى رتبة
رب الارباب، وهو الامر الذي لازال
موجودا انعكاسه حتى اليوم في تعبير "
الله اكبر". وتعبير " اقرآ وربك
الاكرم"، وتعبير "احسن الخالقين" وهي
تعابير تفاضل ومقارنة ولابد ان تكون
بين الله وآلهة اخرى.
في شعر أوس بن حجر:
وباللات والعزى ومن دان
دينها وبالله، إن الله منهن أكبر
وكما اشار الباحث Coon فإن "ايله او
إله" كانت احدى المراحل في الطريق الى
اسم الله الاسلامي الحالي، وإذا
انصتنا الى نطق الكلمة بالصوت الارامي
(الكلداني) سنجد القرب الكبير بين إله
والله.. " الاله القمر كان يطلق عليه
" ال إله" ليجري دمجه واختصاره لاحقا
الى تعبير واحد " الله" وهو امر جرى
قبل قدوم الاسلام، ولازال الجبل
المحيط بمكة يحافظ على اسمه القديم
"جبل إل" على الرغم من محاولة تغييره
الى جبل الرحمة". وفي لسان العرب:"
يقول ابن اثير ان الله مأخوذ من إله
وقال ابو الهيثم الله اصله إلاه."
ويقول لسان العرب: "وقد سمت العرب
الشمس لما عبدوها إلاهَة. والألهة:
الشمس الحارة. حكي عن ثعلب ،
والأليهةُ و الالاهةُ واللإلاهةُ
وأُلاهةُ كُله: الشمس اسم لها".
والوثنيين العرب اطلقوا اسم الله على
ابناءهم، تماما كما كان الامر مع اسم
والد محمد " عبد الله" (هناك مصادر
تشير الى ان اسمه كان عبد اللات)، على
الرغم من ان الله ليس اسما من اسماء
اهل الكتاب وبالتالي ليس منحدرا عن
مصدر سماوي، ومع ذلك كان موجودا بين
وثنيي الجزيرة مما يدل على انه اسم من
اسماء احد آلهة الوثنيين . هذه الامر
يرجح انه كان الاسم الذي يطلق على
القمر في عهد محمد، على إعتباره رب
الارباب او المشار اليه بأنه
"الاكبر". يؤكد Coon على انه في عهد
محمد وتحت رعايته اصبح الله شخصية
منفصلة عن القمر واصبح التعريف إل جزء
لايتجزء من كامل اسمه ليصبح لاينفصل
عن اسمه السابق إله والذي كان مخصصا
للقمر سين، هنا اصبح اسما لخالق اعظم
منتزعاً عنه صفاته الاسبق.
هذه الوقائع تفسر لنا التساؤلات
التالية: لماذا لم يحتاج القرآن الى
تقديم تعريف لله ابداً؟
لماذا انطلق محمد من بديهية ان العرب
الوثنيين يعرفون من هو الله الذي
يعنيه؟
ولماذا كان العرب الوثنيين هم الذين
يعرفون الله في حين ان ابناء اهل
الكتب السماوية لايعرفونه في كتبهم؟
محمد رفع من شأن الإله القمر الوثني
تماما كما العرب الوثنيين، ولكنه
تجاوز الوثنيين بخطوة. في الوقت الذي
كان العرب يقدسون الله على انه الاكبر
بين الارباب، اشار محمد الى انه ليس
فقط الاله الاكبر والاكرم والاحسن
ولكنه ايضا الاوحد. بمعنى اخر كان
يقول لهم:" لازال الله الذي تعبدون هو
الهنا الاكبر، ولكني استبعد فقط زوجته
وبناته وبقية الالهة من العبادة، وهو
امر يدل على انه ابقى لهم احد الهتهم
التي يعرفونها ، إلههم الاكبر بين
بقية الالهة المعلومة لهم، الإله
القمر الذي يعرفوه جيدا، معترفا بأن "
الله اكبر" من البقية، ولكن هذا الاله
ليس إله اهل الكتاب". منه نتفهم كيف
ان الله يوصف في الاسلام ليس بالله
الكبير وانما الاكبر (
الله اكبر)، والاحسن "فتبارك الله
احسن الخالقين" والاكرم " اقرآ وربك
الاكرم " ويقول (وقل رب أنزلني منزلا
مباركا وأنت خير المنزلين (29) .
مثل هذا التفاضل لايمكن الا ان يكون
بين آلهة، وبالتالي على خلفية تعدد
الالهة السابقة، ليصبح الله افضلهم،
في مسيار محاولة اقناع الناس المتعددي
الالهة. بل ان القرآن يقدم لنا آية
مفاضلة مباشرة بين الله وبعل، فيقول:
" آتدعون بعل وتذرون احسن الخالقين"
(الصافات 125). وبعل هو الاله
الذي عبده الفينيقيين وكان الاله
الشمس (الاب)، على عكس مفهوم العرب
الذي كانوا يعتبرون الشمس زوجة الاله
القمر، وبالتالي فالاله الفينيقي كان
منافسا قويا ، منذ الاصطدام بين ديانة
الفينيقيين وبين الوهيم العبرانيين،
ولهذا لم يمكن استيعابه ضمن اسماء
الله الحسنى كما جرى الامر مع اسماء
آلهة وثنية اخرى مثل إيل (إلا)
كيف
وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا
ولا ذمة (سورة
التوبة، 8) " وسين والرب واللهم
والرحمن (الرحمن كان اله اليمن ولم
يكن يعرفه العرب، وهو ربة الخصب، إذ
كانت الكلمة تنقسم الى " رحم آن"،
واندمجت لاحقا. راجع الحاشية رقم
عشرة).
يحاول البعض تتدارك هذا الامر من خلال
الادعاء بأن المقصود هو المقارنة بين
مخلوقات الله ومخلوقات الانسان
(اليوم)، ويعنون بذلك الانجازات
الحديثة للانسان في علم البيلوجيا
والتكنيك، يغيب عن ذهنهم ان الامر
لازال يتضمن اهانة، بل والاهانة اصبحت
مهانة، من حيث ان العظيم يقارن
بالمهين، فالاعلى لايمكن مقارنته
بالادنى الا في معرض الاستهزاء. مثلا
عندما نقول ان الاستاذ احسن من
تلاميذه فهذا يكون في معرض الاهانة
للاستاذ، في حين ان نقول انه افضل
واحسن واكرم من بقية زملائه الاساتذة
فهذا يكون في معرض المديح، وهي
المقارنة الوحيدة الممكنة، فالمقارنة
تكون من جنس المُقارن، اما مقارنة
الاسلاميين فهي كمن يقارن الانسان
بالنملة.
من هنا لايمكن ان تكون مقارنة لله مع
البشر الا في معرض الذم وهو امر
لايجوز حكما. ومن المعلوم ان الوثنيين
العرب لم يتهموا محمد بانه يطالبهم
بعبادة اله من خارج منظومة الالهة
التي يعبدونها، في حين انهم لم يكونوا
يعبدون إله اهل الكتاب، فمن اين جاء
إلههم؟. على هذه الخلفية يكون محمد قد
حاول ان يكسب رضا الطرفين. من جهة قال
للوثنيين انه لازال يؤمن بربهم إله
القمر، في ذات الوقت يقول لليهود
والنصارى ان الله هو نفسه ربهم ايضا.
غير ان النصارى واليهود لم يقنعهم
بهذا المنطق ورفضوا مثل هذه
الالتفافات واعتبروا الله الاسلامي
إلها مزوراَ في احسن الاحوال.
الكندي،
وهو احد المسيحيين في العهد الاسلامي،
انتبه الى هذه المسألة حيث اشار الى
ان الله الاسلامي ليس مصدره الكتب
السماوية لاهل الكتاب وانما جاء عن
طريق الوثنيين السبأيين القادمين من
اليمن. بناء على ذلك تكون طقوس
المسلمين موجهة ليس الى اله اهل
الكتاب وانما الى إله القمر، ابو
اللات والعزة ومناة. يكتب الدكتور
نيومان في كتابه:" لقد ظهر ان الاسلام
دين منفصل، نمى مباشرة عن عبادة
القمر". يقول قيصر فرح:" لهذا السبب
لايوجد اي سبب لقبول فكرة ان الله
الاسلامي قد جاء للمسلمين عن طريق
النصارى واليهود". العرب عبدوا إله
القمر على انه رب الارباب، ولكن هذا
الرب لم يكن رب اليهود. وفي الوقت
الذي كان هذا الاله هو الاعظم كان
لايزال واحد من عشرات في مملكة الالهة
التي جرى تصويرها على شاكلة ممالك
الانسان. ولذلك فعندما يقوم الانسان
بعبادة القمر بإعتباره الاله الاكبر
والاكرم والاحسن تنعدم الامكانية
للعودة الى القول ان هذا الاله ليس
اله وثني قبل الاسلام لمجرد انهم
كانوا يعتبرونه الاكبر بين آلهتهم
المتعددة. على العكس نجد ان الاسلام،
وعلى الرغم من اعتباره ان الاله القمر
هو الاله الاوحد الا انه ابقى على
مملكة هذا الاله، تماما على صورتها
القديمة التي يسوقها الوثنيين
الاوائل، فتظهر لنا وثنية على شاكلة
ممالك الانسان، وليبقى العديل الوحيد
هو الغاء تعدد مراكز السلطة في هذه
المملكة حتى لاتختلف الالهة على
العرش،الذي عليه استوى، تماما على ذات
نمط ممالك الرومان والفرس المركزية،
وبذات العقلية التي كانت لملوك ذلك
العصر، حيث الله يستخدم ذات الطرق
البيروقراطية وله ذات الاهداف : السعي
للسلطة والتسلط والمحافظة على العرش
وابقاء الرعية عبيدا..
هل يصبح بعد ذلك من الغريب ان نفهم
لماذا يكون شعار الاسلام والمسلمين
الذي يرتفع على منارات المساجد هو
الهلال تحديدا؟
لماذا يكون مقبولا ان الاله الهلال
يرفرف على اعلام الدول الاسلامية
واحيانا الى جانبه احدى بناته من
النجوم؟
لماذا يكون التقويم الاسلامي قمري،
والطقوس المقدسة اعتمادا على القمر؟
الخلاصة
من
هنا نرى ان العرب الوثنيين كانوا
يعبدون الإله القمر (الله)، من خلال
الدعاء اليه موجهين وجههم الى الكعبة،
وبالحج السنوي والدوران حول الكعبة.
وتقبيل الحجر الاسود وتقديسه والتضحية
الى الله وقذف الجمرات والصيام شهر
رمضان وتحريم الحرب في الاشهر الحرم
وتقديم الصدقات الى الفقراء. هذه
الطقوس ابقاها الاسلام من عبادة الاله
القمر، وابقى اسم الاله الذي تتوجه
الطقوس اليه. بهذا يكون الاسلام عبارة
عن إعادة بناء الموروث الميثالوجي
وتقديمه بصورة جديدة. القول انه
امتداد لدين اهل الكتاب، امر لاتدعمه
الوقائع، على الرغم من ان عملية إعادة
البناء استفادت من معتقدات اهل الكتاب
(بما فيهم الزرادشتية والصابئة) وورثت
عنهم بضعة من اساطيرهم، غير انه كان
عملية احياء رائعة للتراث التاريخي
الوثني للعرب، من اجل صهر مكوناته
للاستفادة منه في ولادة الامة
الجديدة، وإبرازه بصورة مقبولة وقادرة
على منافسة ديانات القوى العظمى..
حاشية اولى
هناك العديد من الدلائل الاخرى على
بقاء اثار التعدد في الديانة
الاسلامية، احد هذه الدلائل هو تعبير
" بسم الله الرحمن الرحيم"، وهو امر
سيثير الاستغراب لدى العديدين. رسائل
البطاركة الانطاكيين السريانيين تبدأ
بهذه البسملة قبل الاسلام بستمئة عام.
غير انهم يكتبونها بتغييرات طفيفة حيث
تكون بالسريانية بالتعبير التالي: "
بشم ألوهة رحمانو رحيمو".
وترجمتها من السريانية الى العربية
تعطي معاني مختلفة. بشم هي ذاتها بسم،
حيث تكون السين شين في السريانية. غير
ان ألوهة هي اسم الاله العبري وتقترب
من التعبير العربي اللهم.
رحمانو؟ رحمو تعني بيت الرحم او رحم
المراة وتشير الى التجسد كما قال
يوحنا في انجيله " وصارت الكلمة جسدا"
في حين ان النون هي حرف التعريف في
اليمن.
رحيمو هو الروح القدس.
فهل تكون " بسم الله الرحمن الرحيم"
هي ذاتها التي تستخدم لتمجيد الثالوث
المقدس لدى المسيحيين!!. في ذات الوقت
كان الرحمن هو اله اليمن " رحمن
اليمامة" وهي كلمة عبرانية كما قال
الرازي في حين ان الرحيم عربية.
ونحن نعلم انه كانت تأتيه كتب من
السريان لابد انها كانت تبدأ
بالبسملة: يقول الحديث:
إنه تأتيني كتب من أناس لا أحب أن
يقرأها كل أحد ، فهل تستطيع أن تعلم
كتاب السريانية ؟ قال : قلت : نعم ،
قال : فتعلمتها في سبع عشرة . فكنت
أكتب له إذا كتب ، وأقرأ له إذا كتب
إليه
الراوي: زيد بن ثابت المحدث: عبد الحق
الإشبيلي - المصدر: الأحكام الصغرى -
الصفحة أو الرقم: 97
خلاصة الدرجة: [أشار في المقدمة أنه
صحيح الإسناد]
نقش زيد
زيد أسم لخربة تقع بين قسرين
ونهر الفرات وفيها تم العثور على
جدارية عليها هذا النقش المكتوب بثلاث
لغات ، اليونانية والسريانية والعربية
وتاريخ نقشه سنة 512 م والنص يحتوي
على اسم الاله السماوي في ذلك الوقت
اضافة الى أسماء رجال إجتهدوا فى بناء
كنيسة، حسب مانراه في الصورة وترجمته.
المصدر : الفنون الإسلامية جامعة
قاربونس - كلية ألاداب - قسم آثار -
إعداد أ . إيناس محمد بوبطانة -
المحاضرة الثانية ص 12 من 33
يرمز الهلال في العبادات الوثنية التي كانت منتشرة في الجزيرة العربية إلى (سين) أو ما يعرف بإله القمر والذي عرف في عموم الجزيرة العربية بأسماء عدة. كان إله القمر (مذكر) يعتبر أبو الإلهة الوثنية في الجزيرة العربية والشمس (مؤنث) هي أمها، كما تدل اللقى الاثارية والنصوص التي وجد
ت في الجزيرة العربية عموماً. كان العرب الأولون يستدلون في سفرهم بالنجوم والكواكب السبعة المعروفة في ذلك الوقت، وخصصوا كل يوم من أيام الأسبوع السبعة لعبادة واحد من هذه الكواكب أو الإله الذي يمثله، وكان يوم الجمعة عند العرب مخصصاً لعبادة إله القمر. أما السبب الذي جعل إله القمر بهذه الأهمية فهو تغير شكل القمر المستمر على مدار
الأشهر و الأعوام مما جعل هذا الجرم متميزاً عن باقي المعبودات السماوية. كانت معابد إله القمر تسمى بالمقات وهي بنايات مكعبة الشكل خصصت لعبادة إله القمر. ويوجد منها 23 مقة في عموم الجزيرة العربية وفي كل منها كان يوجد حجر أسود،
لكن أشهر المقات في ذلك الزمان وحتى الآن هي مقة قريش (مكة حالياً) وذلك لأن قريش كانت أكبر القبائل وأغناها في ذلك الوقت.
إن ما يثير الاهتمام في كل ذلك هو التطابق الغريب بين عادات الإسلام وطقوسه والطقوس الوثنية المرتبطة بعبادة إله القمر، حاله في ذلك حال باقي الديانات كالمسيحية واليهودية و غيرها من العبادات والتي بمجملها تستند على الخرافة والعادات الوثنية. ولمن يريد التبحر والتدقيق في هذا الموضوع ، إليكم بعض المصادر:
مصادر ذات صلة أو لقى أثارية:
- اللقى الاثارية لبعثة وليام فوكسويل البرايت William F. Albright بين عامي 1950 و 1952 في اليمن والجزيرة العربية.
- النقوش الاثارية بخط المسند الموجودة في بقايا حرم بلقيس أو معبد أوام – معبد الشمس، وكذلك في معبد بران أو ما يعرف حالياً باسم عرش بلقيس وهو معبد إله المقة (القمر).
- جي. كاتون ثومبسون G. Caton Thompson : مقابر ومعابد إله القمر في حضرموتTombs and moon temples of Hureidha . (طبعة أكسفورد 1944).
- المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام - د. جواد علي.
- في تاريخ العرب قبل الإسلام - د. سعد زغلول عبد الحميد (طبعة بيروت).
- دائرة المعارف البريطانية ، ج1 : ص 1045 و 1057 / طبعة 1979.http://www.bible.ca/islam/library/islam-quotes-britannica.htm
- http://concise.britannica.com/ebc/article-9355653/ancient-Arabian-religions
- http://www.islameyat.com/pal/aldalil/godofmoon.htm