اليهودية والمسيحية لم تتخذ أحبارهم ورهبانهم أربابا

الله ليس إله المسيحية واليهودية

اليهودية والمسيحية لم تتخذ أحبارهم ورهبانهم أربابا

لم يحدث فى تاريخ اليهودية أو النصرانية أو المسيحية أن شرع الأحبار أو الرهبان تشريعات أخرى غير المثبته فى الكتاب المقدس كما أن اليهود والنصارى والمسيحيين لم يعبدوا أحبارهم ورهبانهم ولم يجعلوهم أيضاً أربابا والآية (31) من سورة التوبة لقرآنية التالية تتهم اليهودية والنصرانية والمسيحية بإتهامات باطلة لا وجود لها فى العقيدة المسيحية أو اليهودية كما أنه من الثابت أن اليهود لم يعبدوا إلا إلهاً واحداً والمسيحيون أيضاً إلههم واحد

قال تعالى الآية (31) سورة التوبة: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}

أولاً : فى هذه الآية عدة أسماء هى: أحبار ، رهبان ، الله ، المسيح ابن مريم ، هو -

ثانياً : تتكون هذه الآية القرآنية من جزئين يفصلهم "من دون" وجاء فى قواميس اللغة أن "من دون" تقوم بفصل ما قبلها عن ما بعدها لتناقُضهما وعدم تساويهما أو تفصل "من دون" موقف متناقض ويوضع في الجملة قبل "من دون" عن موقف آخر يناقضه يوضع في الجملة بعدها, كما تعنى ْ أَدْنَى مِنْهُ، أَقَلُّ مِنْهُ تَماماً والجزئين هما

الجزء ألأول : إتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً وهو ما يعنى أن اليهود إتخذوا أحبارهم أرباباً والنصارى (النصارى طائفة منشقة أنقرضت وهم غير المسيحيين) إتخذوا رهبانهم أرباباً (أربابا جمع رب ورب بعنى معبود والمعبود هو من يسجد له ويصلى له واليهود والنصارى لم يحدث أنهم صلوا لأحبارهم ورهبانهم ) وينتهى هذا الجزء تماما بعبارة "من دون" والمسيح لا علاقه له بهذا الجزء لأنه لم يكن حبراً يهوديا أو راهباً نصرانيا ليكون من ضمن الأرباب الذين إتخذوا ويحاول المسلمون فى العصر الحديث نقل المسيح من الجزء الثانى للجزء الأول ولكن لا يجوز القول "اتخذوا أحبارهم و رهبانهم و المسيح ابن مريم أربابا من دون الله... " فلا يستقيم المعنى فأحبارهم ورهبانهم جمع تستقيم مع كلمة أرباباً الجمع أما المسيح فهو فرد ولا يستقيم مع كلمة أرباباً الجمع إذا إضيفت إلى هذا الجزء لهذا أضيفت إلى الله كما أنه لماذا لم تنزل هكذا أصلاً

الجزء الثانى : الله والمسيح فلا يجوز وضع المسيح ابن مريم مع جماعة الأحبار والرهبان بل لقد وضعه القرآن في صف واحد مع اسم الجلالة لا لتساويهم بل لوحدانيتهم وعدم انفصالهم كما جاء في بقية الآية: {... و ما أُمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سُبحاَنه عما يشركون} فلو كان هناك أدني شك في فصل الله عن المسيح ابن مريم في و جوب العبادة لقال القرآن " و ما أُمروا إلا ليعبدوا الله وحده..." لكن القرآن يقول عن الله و المسيح عيسي ابن مريم ".... إلها واحدا لا إله إلا هو..."

ثالثاً : بالنسبة لليهود - اليهود لم يتخذوا أحبارهم أرباباً كما أنه لا يوجد فى لغتهم العبرانية أسم الله لهذا فهم أصلاً لا يعبدون الله ولكن عبدوا إله إسمه يهوه ومعناه أنا هو الكائن أى "هو" الذى دلت عليه الجزء من الآية "لا إله إلا هو"

رابعاً : بالنسبة للنصارى - النصارى فئة منشقة عن المسيحية وكانت منتشرة فى الجزيرة العربية أبادها الإسلام ولا يوجد لدينا دليل على أن النصارى إتخذوا رهبانهم أربابا دون الله والمسيح أو أنهم أتخذوا الرهبان والمسيح أربابا دون الله كما أنه من المؤكد انه لا توجد أى مخطوطة أكتشفت حتى الآن عن أى طائفة إنشقت عن المسيحية ذكرت أنها تعبد الله الإله العربى إذا فهذه الآية كما أنها خاطئة بالنسبه لليهود فهى خاطئة بالنسبة للنصارى أيضاً

خامساً : بلا شك أن الله قائل الآية (31) سورة التوبة فلمن إذا قال الله "لا إله إلا هو" هل يوجد إله آخر يقول عنه الله لا إله إلا هو (ومن هو الإله الذى أسمه هو وأشار إليه الله بضمير الغائب) ونذكر أن المسيح فى الكتاب المقدس عندما سأله اليهود من أنت؟ قال أنا هو إذا فالله إله الإسلام أشار إلى إله أسمه هو أى السيد المسيح وإلا فمن هو الإله الذى أسمه هو ؟ وأمر الله المسلمين بعبادة إله ذكره بضمير الغائب وقال لا إله إلا هو

سادسا : الجزء من الآية {من دون الله والمسيح بن مريم} الواو حرف عطف على ما قبله وتأتى بعدهاعباره {وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا} فلا بد إذا أن يكون الله والمسيح إلهاً واحداً كما يقول المسيحيين
سابعاً : مع أن الآية (31) سورة التوبة واضحة فى إتخاذ اليهود الأحبار أربابا وإتخاذ النصارى الرهبان اربابا إلا أن المفسرين فسروا الآيه تفسيرا آخرا فقالوا أنه ليس بالمعنى التقليدي للعبادة ، أنهم لم يكونوا يعتقدوا إطلاقا أن الأحبار والرهبان آلهة مع الله أو آلهة من دون الله، ولم يؤثر عنهم أنهم فعلوا ذلك إطلاقا ، وإنما ذكر الله ذلك عنهم لأن الأحبار والرهبان كانوا يشرعون لهم تشريعات دينية ينسبونها إلى الله وهي في الأصل تشريعات ما أنزل الله بها من سلطان ، وهناك الكثير من آيات القرآن التي تدلل على أن من شرع تشريعا دينيا لم يأذن به الله فقد نصب نفسه شريكا لله في التشريع الديني

ونرد على تفسيرهم بالقول : أن هذا لم يحدث إطلاقا فى التاريخ اليهودى او المسيحيى أو فى الطوائف التى إنشقت عن المسيحية
 

*****************

المراجع

(رب) فنقول: الرب هو المربي مأخوذة من ربَّى وأصل الفعل ربا بمعنى زكا ونما وكما تقول ربا الزرع أي: نما وتشدِّد الباء

مالك الدار: رب الدار ويطلق على السيد، ومنه قوله تعالى: اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّك [يوسف:42]، : وفي الحديث: أن تلد الأمة ربتها أي سيدتها، كما يقال لمالك الدار رب الدار، ويطلق على المصلح والمدبر والقائم . قال الهروي وغيره: يقال لمن قام بإصلاح شيء وإتمامه: قد ربه يربه فهو رب له، ومنه سمي الربانيون لقيامهم بالكتب. وفي الحديث: هل لك من نعمة تربُّها عليه. أي تقوم بها وتصلحها.

وغالبا يقصد بكلمة الرب (المعرفة بالألف واللام) بما يعنى الإله

الأحبار جمع حبر ، وهو الذي يحسن القول وينظمه ويتقنه بحسن البيان عنه . ومنه ثوب محبر أي : جمع الزينة . وقد قيل في واحد الأحبار : حبر بكسر الحاء ، والدليل على ذلك أنهم قالوا : مداد حبر يريدون مداد عالم ، ثم كثر الاستعمال حتى قالوا للمداد حبر . قال الفراء : الكسر والفتح لغتان . وقال ابن السكيت : الحبر بالكسر المداد ، والحبر بالفتح العالم

والرهبان جمع راهب مأخوذ من الرهبة ، وهو الذي حمله خوف الله تعالى على أن يخلص له النية دون الناس ، ويجعل زمانه له وعمله معه وأنسه به . - وجاء ذكر كعب الأحبار اليهودى الذى له كثير من الأحاديث

***********

معنى كلمة دون فى المعجم الوسيط

أ - ظرف مكان منصوب و هو بحسب ما يضاف إليه فيكون بمعنى تحت كقولك دون قدمك بساط و بمعنى فوق نحو السماء دونك و بمعنى خلف نحو جلس الوزير دون الأمير و بمعنى أمام نحو سار الرائد دون الجماعة و بمعنى غير نحو) ويغفر ما دون ذلك (و بمعنى قبل نحو دون قتل الأسد أهوال و اسم فعل بمعنى خذ و توصل بكاف الخطاب فيقال دونك الدراهم و بمعنى الوعيد كقول السيد لخادمه دونك عصياني

ب - كونُ ظَرْفَ مَكانٍ مُعْرَباً. وَمِنْ مَعانِيها: أ."مَشَى دُونَهُ" : أَيْ أَمامَهُ. "اُدْنُ دونَكَ". ب."قَعَدَ دونَهُ": وَراءَهُ، خَلْفَهُ. ج."السَّماءُ دونَكَ" : فَوْقَكَ. د."دونَ قَدَمِكَ بِساطٌ" : تَحْتَكَ. هـ."مَشَى دونَ أَنْ يَتَوَقَّفَ" : مِنْ غَيْرِ. "عَمَلٌ مِنْ دُونِ فائِدَةٍ" وَمَالَكُمْ مِنْ دونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ نَصير (قرآن) "لا يَسْتَطيعُ العَيْشَ دونَ أَهْلِهِ وَأَقْرِبائِهِ". 2."شَتَمَهُ دونَ سَبَبٍ" : أَيْ بِلا سَبَبٍ، بِغَيْرِ سَبَبٍ. 3."هُوَ دونَهُ" : أَيْ أَدْنَى مِنْهُ، أَقَلُّ مِنْهُ تَماماً، لَمْ يَصِلْ إلى مُسْتَواهُ. "هُوَ دونَ سِنِّ الرُّشْدِ". 4."الأَشِعَّة دونَ الحَمْراءِ" : أَيْ هِيَ أَقَلُّ مِنَ الحَمْراءِ. 5."حالُوا دونَ هَدَفِهِ" : أَي اعْتَرَضُوا بَيْنَهُ وبَيْنَ هَدَفِهِ. 6."وَصَلَ دونَهُمْ إلى هَدَفِهِ" : أَيْ وَصَلَ هُوَ -لا هُمْ- إلى هَدَفِهِ. 7."أَشاحَتْ وَجْهَها دونَهُ" : أَيْ عَنْهُ. 8."اِذْهَبْ بِدونِي" : اِذْهَبْ وَحْدَكَ. 9."دونَكَ ما تُريدُ" : اِسْمُ فِعْلِ أَمْرٍ، اِفْعَلْ ما تُريدُ، خُذْ ما تُريدُ. "دونَكَ الكِتابَ

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=77512

الصفحة الرئيسية