معبد المقــــة باليمن إلاه القمر الوثنى
فى تحقيق صحفى
بعنوان " آثارُ مأرب.. بين نار التهريب وجحيم الإهمال " للسيد /
علي الغليسي -مأرب جاء فى صحيفة البلاع الألكترونية بتاريخ 20/12/2005م قال
فيها :
تم الكشف مؤخراً عن نقش أثري هام عثرت عليه بعثة ألمانية في "معبد إلمقه"
بمدينة صرواح، وقد احتوى النقش على معلومات جديدة حول عهد الملك السبئي »يسع
أماروتر بن يكرب« والحملات العسكرية التي قام بها، ويوضح النقش أنه في القرن
الرابع قبل الميلاد قام الملك السبئي »يسع« الذي حكم اليمن في ذلك الوقت بعدة
حملات عسكرية مماثلة للحملات التي قام بها من قبله الملك »كرب إيل وتر بن ذمار
علي«.
ويضيف النقش: إن الملك »يسع« قام بشن حرب على قتبان وردمان ودهسم »يافع« ومناطق
في الجوف منها مدينة »كمنة« ومدينة »كُثل« وقتل منهم الآلاف وشرد الكثير.
وقد أوضحت البعثة الأثرية الألمانية برئاسة الدكتورة/ إيرز جير لاخ بان هذا
النقش الذي عثرت عليه خلال موسمها الأثري الحالي في المعبد الذي بدأ مطلع
نوفمبر ويستمر حتى منتصف يناير القادم يبلغ طوله »7.24 متر« وارتفاعه ٢٧
سنتيمتراً بسُمك »١٥ سنتيمتراً«، ويتكون من قطعة واحدة من الحجر الجيري ويزن
حوالى »٧« أطنان وينتمي للمحاجر القديمة في باطن الجبال على بُعد حوالى »٥
كيلومترات«، وقالت البعثة: إن نص النقش لم يتضح بعد بالكامل نتيجة للوضع الذي
وجد عليه النصب الحجري. مؤكدة: إن النقش الضخم ينتمي لعصر ما قبل الإسلام ولم
يسبق وأن كشفت الحفريات الأثرية العلمية في اليمن مثيلاً له حتى الآن.
ويأتي اكتشافُ هذا النقش لتعزيز الأهمية الأثرية »لمعبد إلمقه« التي جاء
باكتشاف »نقش النصر« في فترة سابقة، حيث وجد النقش على عمود من المرمر في وسط
المعبد وعليه نقوش تشير إلى أن صاحبه هو »كرب إيل وتر«، وأنه قام بفتوحات كبيرة
في البلاد المجاورة.
وتؤكد النقوش القديمة التي أمكن العثورُ عليها في المنطقة أن تأريخَ إنشاء معبد
إلمقه يعود إلى أوائل القرن السابع قبل الميلاد، أما الكتابات المنقوشة في إحدى
دعائم البوابة الخارجية للمعبد والتي تتألف من عدة سطور فيقال إنها لا تنتمي
للمعبد مباشرة إذ أن واضعَها هو يكرب ملك وتر الثاني -ملك سبأ وابن »يدع إيل
بين«- وذلك حوالى عام ٥٤٢ قبل الميلاد، واحتلت مديرية صرواح التي تبعد نحو »٠٤
كيلومتراً« غرب مدينة مأرب موقعاً تأريخياً مهماً في عهد مملكة سبأ القديمة،
حيث كانت تعتبر المركز السياسي والديني الثاني لمملكة سبأ، كما أن هناك
اكتشافات أخرى أشرنا لها في حينها وكان لنا السبق في ذلك وتناقلتها عنا العديد
من الوسائل الإعلامية الخارجية ومنها »معبد أوام« الذي رشحه الخبراءُ ليكون
أعجوبة الدنيا الثامنة، والذي تسعى المؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان لانتشال
ذلك المعبد من بين الرمال وكان يعتبر المعبد مركزاً دينياً وقومياً للجزيرة
العربية بحسب النقوش التي تم الكشفُ عنها، كما سلطت عددٌ منها الضوء على تأريخ
اليمن في الحقب الزمنية الغابرة، وتجري حالياً عمليات المسح والدراسة لبدء
الترميم والتنقيب في ذلك المعبد.
الخبراءُ يشيدون بالإكتشافات
بعد هذه الإكتشافات الأثرية الأخيرة توقع عدد من الخبراء والمهتمين الأثريين
الأجانب واليمنيين أن هذه الإكتشافات الأثرية في مأرب ستغير الخارطة التأريخية
للجزيرة العربية والمنطقة، حيث أن هذه الإكتشافات تشيرُ إلى حواضر إنسانية
عريقة إزدهرت في جنوب الجزيرة العربية وتؤكد أنه كان لهذه الحواضر قدرٌ عالٍ من
الإنجاز البشري الحضاري، فمثلما حولت الصحراء البور إلى حواضر غنـَّاء عامرة
فقد كان لها أهمية قصوى بالنسبة للإقتصاد العالمي القديم الذي ساهمت حضارات
اليمن السعيد في ازدهاره إلى جانب دول وحضارات مصر واليونان وبلاد الرافدين
وروما، وقد كشف الفريق الأثري التابع للمؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان العاملة
في محرم بلقيس »معبد أوام« عن نماذج أولية لمحركات هيدروليكية تعمل على طاقة
المياه في إنجاز علمي وسابقة للحضارة اليمنية القديمة.
عشوائيةُُُ التنقيب أضرمت نارَ
التهريب
بدأ البحثُ عن المخزون الأثري في مأرب والتفتيش عن خفايا الحضارة اليمنية
القديمة منذ النصف الثاني من القرن الثامن عشر، وذلك من خلال تقارير الرحالة
المستكشفين الذين وصلوا إلى مواقع الآثار والنقوش كمغامرة في البداية للتأكد
مما جاء في الكتب السماوية وغيرها عن مملكة سبأ والعربية السعيدة، ولم تتعد
اكتشافاتهم غير الوصف العام لمواقع الاستيطان القديمة وبقايا الأطلال، إلى جانب
نقلهم بعض القطع الأثرية والنقوش وبيعها في الخارج للمتاحف والمعاهد العالمية
وكانت أهم بعثة في تلك الفترة هي بعثة »كارستن نيور« »٧٧١١هـ- ٣٦٧١م التي زارت
مأرب ووصفت بقايا سدها العظيم.
وقد إهتمت تلك البعثات بدراسة حضارة وتأريخ الممالك اليمنية القديمة ولغاتها
ولهجات وعادات البلاد، وأهمُّ تلك البعثات بعثةُ الألماني »فون وريد« ٣٤٨١م،
و»المستر كولان -٥٦٨١م«، وفريق أكاديمية النقوش الفرنسية »هاليفيوم -٠٧٨١م،
وبعثة جلاسير في الفتر ٢٨٨١- ٤٩٨١م، وبعثة الأكاديمية النمساوية.. وتعتبر
البعثة الألمانية أهم بعثة قامت بالتنقيب في اليمن ٨٢٩١م، وفي عام ٨٣٩١ نقب
فريق نسائي من ثلاث بريطانيات حيث كشفن عن معبد إله القمر وطبقاته، إلى جانب
الكشف عن بعض المقابر الكهفية المجاورة للمعبد.
إلا أن الدراسات الأثرية تشير إلى أن بعثة »وندل فيليبس« المؤسسة الأمريكية
لدراسة الإنسان تعد من أكبر البعثات الأثرية التي عملت في البلاد، حيث نفذت
حفرياتها في مدينة تمنع »هجر كحلان« العاصمة القتبانية ومسحت قنوات الري
القديمة والنقوش في مدينة بيحان »١٥٩١- ٢٥٩١م« لتنتقل البعثة إلى مأرب للعمل في
محرم بلقيس.
***********************************************************************************************************
معبد برآن معبد المقة لإله القمر الوثنى
اكتشاف آثارجديدة في اليمن
هذه أطلال مدينة مأرب القديمة تقف منذ أمدٍ سحيق حارسة عرش بلقيس العظيم، وما
تبقى من كنوز مملكة سبأ مما لم يأت عليه عنف الطبيعة أو نبش
الإنسان، وهذا هو معبد برآن أحد عشرات المعابد والقصور التي خلفتها مملكة سبأ،
وقد أعيد افتتاحه بمناسبة مرور نحو ثلاثة آلاف عام على بنائه.
ولا أحداً لا يعرف على وجه الدقة تاريخ بناء هذا المعبد أو سبب إقامته أو
اختيار هذا المكان موقعاً له، إلا أن نقوشاً وأدلة مختلفة أشارت إلى أن معبد
برآن شُيد أكثر من مرة ليصبح مجمعاً فخماً يتسع لإقامة الاحتفالات للمعبود
السبأي (المقه) إله القمر عند اليمنيين القدماء، وظل على مدى عدة قرون قبل
الميلاد متنسكاً يحج إليه الناس من كل مكان.
د. براهارد فوكت (معهد الآثار الألماني):يُقول هذا المكان معبد برآن، وقد كان
معبداً لآله القمر ويُدعى المقه ، وكان الإله الرئيسي للسبأيين ، بُني هذا
المعبد في بداية الألف الأول قبل الميلاد ولم يُستخدم منذ نحو 1500 عام، تعرض
هذا المعبد للدمار عدة مرات، ولكن عمليات التنقيب عنه أجريت بين عام 1988م و
1996 من هذا القرن، الحفريات التي قمنا بها كبيرة جداً وهي الأولى من نوعها
بالنسبة لنا من حيث الحجم، وهذا هو الموقع الأثري
المتكامل الأول الذي اعتنينا به وحافظنا على هيكله وهيأناه حتى الافتتاح لعموم
الناس، وهو واحد من أهم المعالم الأثرية للحضارة السبأية.
كانت هناك حاجة إلى إجراء عمليات تنقيب وترميم دقيقة استغرقت وقتاً أطول، حيث
لابد من إقامة بعض الجدران الساندة لأسوار المعبد الأصلية، إلى جانب الحفاظ على
أكبر قدر من المظهر الخارجي لجدران ونقوش المعبد المختلفة، ومن المؤكد أن أي
شيء يُعمل هنا سيتطلب أوقاتاً إضافية أطول وإمكانات مادية وفنية أكبر، المكان
يستحق الكثير من الجهد والعمل.
اكتشاف آثارجديدة في اليمن
أعمال البحث والتنقيب في معبد برآن استغرقت عشرة أعوام عُثر خلالها على عشرات
القطع المعدنية والفخارية والمرمرية وبعض العملات والمجسمات الحيوانية والنقوش
التي تمثل مفاتيح إلى كشف كنوز وخفايا هذا الموقع الأثري الهام.