شخصية المسيح

 

للمسيح ثلاثة أوصاف : 

عبد الله ، نبي الله ، رسول الله .

 

تلك الأوصاف تأتى مترادفة وان جملت في ذاتها معنى خاصا .

1) (عبد الله ) هذا هو اللقب الذي ينطق به عيسى منذ مولده ، (قال: أني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا) مريم 31؛

(إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل ) الزخرف 59 ؛ لذلك  (لن يستنكف المسيح ان يكون عبدا لله ) النساء 171 . وفي تلك الآيات الثلاثة معنى (العبودية) المقصودة لله  : بالنبوة ، وطاعة الله ، والقدوة للناس . وهو لقب خاص بالمسيح عند اشعياء (53) حيث (عبد يهوه) أي (عبد الله) هو الضحية عن شعب الله ، كما فهمه أيضا دعاة الإنجيل (أعمال الرسل 3 : 26).

 

2)  (النبي) هو أيضا اللقب الذي نطق به في مولده : ( أتاني الكتاب وجعلني نبيا) مريم 31. وفيه صفة النبي ، من أوتى كتاب الله ؛ وهو وحده ولد نبيا. ونبوة المسيح في القران تسمو على كل نبوة ، لأنه خاتم الذرية النبوية المصطفاة على العالمين ، جيلا بعد جيل ( ال عمران 33) ، ولأنه خاتم النبوة والكتاب ، قفى به الله على الرسل ، ولم يقف عليه بأحد : (لقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب ، فمنهم مهتد ، وكثير منهم فاسقون . ثم قفينا على آثارهم برسلنا، وقفينا بعيسى ابن مريم ، وآتيناه الإنجيل) الحديد 27. فهو خاتمة الأنبياء ، بينما محمد (خاتم النبيين) بمعنى (مصدق) لهم ، كما هو المتواتر في القران.

3) والمسيح هو ( الرسول ) ، وهو من تعريفات القرآنية : ( إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله) النساء 170.  

كذلك صرح لبني إسرائيل : ( اني رسول الله إليكم ) الصف 6 ، فقد كان رسولا إلى ني إسرائيل) قبل غيرهم (ال عمران 49 ؛ المائدة 78). وكان اليهود يتبجحون : ( إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله ) النساء 156.

بينما أوحى الله إلى الحوارين (أن آمنوا بي وبرسولي) المائدة 114.  فهو (الرسول) على الإطلاق ، قال الحواريون : (ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول ) آل عمران 53 .

 

فالأوصاف الثلاثة يفسر بعضها بعضا ، وتجعل نبوة المسيح ورسالته فوق النبوات والرسالات كلها ، لأنه بها قفى عليها جميعا: (وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل ) ؛ ولم يقف عليه بأحد ، بحلاف (التقفية) المختص .

Home عودة للصفحة الرئيسية