شخصية المسيح
هذه هي النصوص القرآنية فيه : سورة مريم من
15-32 .
وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ
حَيًّا وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ
مَرْيَمَ إِذْ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا
فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ
رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ
وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُنْ بَغِيًّا قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ
وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا
مَقْضِيًّا فَحَمَلَتْهُ
فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا فَأَجَاءَهَا
الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا
وَكُنتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ
جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ
تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا
فَإِمَّا تَرَيْنَ مِنْ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَانِ
صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ
قَالُوا يَامَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا يَاأُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ
أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ
قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا قَالَ إِنِّي عَبْدُ
اللَّهِ آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ
مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ
حَيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا . مريم
15-32.
إِذْ قَالَتْ
الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ
الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنْ
الْمُقَرَّبِينَ وَيُكَلِّمُ
النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنْ الصَّالِحِينَ قَالَتْ رَبِّ أَنَّى
يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ
مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ . العمران 45-38.
وَالَّتِي
أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا
آيَةً لِلْعَالَمِينَ الأنبياء 91.
وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنْ الْقَانِتِينَ. التحريم 12.
تلك هي النصوص القرآنية في البشرى بعيسى
ومولده . يترتب عليها مسائل ومشاكل ، نقتصر منها على ما تيسر .
المسألة الأولى : كان الحبل بالمسيح معجزة أي من غير اب .
واجماع النصوص القرآنية يدفع تخر صات بعض
المفسرين المسلمين الذين زعموا ان جبريل قام مقام الأب في مولد المسيح.
استند هذا البعض من المفسرين الى قوله :
(لاهب لك ) مريم 18 ! وفاتهم قراءة : (ليهب لك ) ، والقرائن القريبة والبعيدة :
فالملاك نفسه يفسر قوله: (قال كذلك ! قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ) مريم
20.
وما حمل بعض المفسرين على الشطط قوله : (
فنفخنا فيها من روحنا ) الأنبياء 91، (فنفخنا فيه من روحنا) التحريم 12 .
لقد فات هؤلاء صريح آية آل عمران : ( قالت :
أنى يكون لي ولد، ولم يمسسني بشر؟ قال : (هو) كذلك : الله يخلق ما يشاء ، إذا قضى
أمرا فإنما يول له : كن فيكون – فكان- !.
فالمسيح كون في مريم بأمر خلاق من دون واسطة
على الإطلاق ، حتى نفخة جبريل في درع مريم ! ويؤيد قوله في
آية النساء (وكلمته ألقاها الى مريم وروح منه) 170 : فالله الملقى مباشرة إلى مريم
كلمته الذي هو روح منه تعالى، بدون واسطة .
وآية النساء : (ورح منه ) تجعل الملقى إلى مريم (روحا منه تعالى
ظ). وهذا يفسر الغموض الذي في آية الأنبياء وآية التحريم: (فنفخنا فيها من
روحنا) ، حيث التعبير قد يكون على
الفاعل او على المفعول : على الفاعل هو جبريل النافخ ، وعلى المفعول هو المسيح،
روح الله الملقى إلى مريم . وبما ان الملقى إلى مريم هو روح منه تعالى ، فيكون
قوله : فنفخنا فيها من روحنا) على المفعول : أي نفخ الله روجه أي كلمته في مريم ،
بدون واسطة جبريل .
وهكذا تنسجم كل القرائن القرآنية ، وتتضح عقيدة القران في الحبل المعجز
بالمسيح ، بدون واسطة مخلوق على الإطلاق : (إذا قضى امر فإنما يقول له . كن فيكون) . ومعجزة تكوين المسيح تشبه
معجزة تكوين ادم : ( ان مثل عيسى
عند الله كمثل ادم ، خلقه من تراب، ثم قال له : كن ! فيكون) ال عمران 59. ففي
الحالين تكوين بلا واسطة .
قال الزمخشري في تفسير (المؤمنون51) ان مريم
ولدت من غير مسيس ؛ وعيسى روح من الله القي اليها.