فإليكم ما يقوله "الكتاب يتكلم" صفحة 525 (هذه هي الرسالة الأخيرة يبعث بها الله إلى العالم أجمع قبل أن يجيء المسيح ثانية. وتحت هذه الرسالة الأخيرة يتكون طبقتان من الناس، الأولى تحمل إشارة الوحش، والثانية تحفظ وصايا الله وتوسم بختمه الخاص في حفظ الوصية الرابعة).
وإليكم ما تقوله مسز هويت[7] في كتاب شهادات الكنيسة وجه 117 في المجلد الثامن (إن علامة ختم الله تظهر في الذين يحفظون اليوم السابع كذكرى لعمل الخليقة. وعلامة الوحش تظهر في الذين يحفظون الأول من الأسبوع).
وكم يعوزني من الوقت الكافي إذا أردت أن أذكر كل ما قيل عن هذا الموضوع. وأكتفي بما قاله أوريا سمث في كتاب عجيبة الأمم صفحة 183 (إن حفظ الأحد يجب أن يكون علامة الوحش. كل الذين يحفظون الأحد بالضرورة هم من عابدي الوحش وبالتالي من عابدي الأوثان). وفي كتاب التبصر الزائد في أمر المجيء المطبوع سنة 1850 صفحة 174 و175 يقول (إن الذين يحفظون الأحد كيوم للرب هم عباد الوحش وعابدي أصنام ومختومون بختم الوحش ومحكوم عليهم بالعذاب الأبدي. أما الذين يحفظون السبت فهم المختومون إلى المجد الأبدي).
[7]- كتاب أربعون سبب صفحة 39
وبالإضافة إلى هذا يستنكرون وجود سلام مدة الألف سنة. وهاكم بعض ما ورد في كتاب "المجيء الثاني" بقلم كارليل ب. هينز في صفحات 66-71 إذ يقول (وكون الشيطان سيتقيد جعل البعض يستنتجون أن الألف سنة لا بد وأن تكون فترة سعيدة يغمرها السلام ويسودها الوئام بين الأمم. وأن شعوب الأرض طرَّا لا بد أن يؤمنوا بالإنجيل، فيكون من نتيجة ذلك أنهم يسرحون جنودهم ويتلفون أسلحتهم ويهدمون حصونهم ولا يعودون يتعلمون الحرب فيما بعد). ويقول أيضاً (وما هذه النظرية إلا اختراع شيطاني غايتها أن تقود شعب الله إلى الاعتقاد أن المسيح لا يأتي حتى يكون العالم قد تجدد بأسرهِ).
وللرد على هذه الأقوال الباطلة يحسن بالقارئ أن يقرأ ما قيل في (أش 11: 6-10) وفي (ميخا 4: 3 و4) عن توقف الحروب أثناء ملك المسيح.
هذا وإني أعجب بقول مستر هينز: عن رأي بعض الناس بأن المسيح لا يأتي حتى يكون العالم قد تجدد. على أننا من أقوال الروح القدس بفم بولس الرسول في (2تس 2: 3) عن مجيء المسيح "أنه لا يأتي ما لم يأتِ الارتداد أولاً" وهذا ما نراه كأدلة في انتشار تعاليم السبتيين وشهود يهوه والمرمون وغيرهم التي هي بوادر الارتداد بعينها.
ثم نجد مسز هويت في كتاب "المعركة القادمة" صفحة 77 تعلن اتفاقها على آراء مستر هينز بحبس إبليس إذ أنها تصرح (إذ يُحبس في الأرض لا يستطيع أن يذهب إلى العوالم الأخرى التي لم يخطئ سكانها قط ليجربها ويزعجها. بهذا المعنى هو مقيد إذ لا يبقى من يضلهم) وكتاب "المجيء الثاني" صفحة 71 يقول: (هنا في هذه الأرض الموحشة وقد خلت من كل بشر وامتلأت من إنقاص المدن سينحصر الشيطان لمدة ألف سنة مقيداً بسلسلة عظيمة، ومعنى ذلك أنه سيرغم على البقاء في هذا العالم، فلا يسمح له بالخروج منه إلى سواه من العوالم، وسيبقى كذلك مقيداً بالظروف، فليس بوسعهِ أن يخدع الأبرار لأنهم جميعاً في السماء وليسوا في متناول يدهِ. ولا أن يخدع الأشرار لأنهم أموات كلهم فهو لذلك مقيد وسيظل مقيداً حتى يطرأ تغيير على وضع الأبرار والأشرار).
أما الكتاب المقدس فيرد على آراء باطلة كهذه بأن تقييد إبليس معناه عدم إضلالهِ العالم الموجود في الأرض وليس بصحيح قول السبتيين أن الأرض تكون خالية من البشر مدة الألف سنة. ففي (رؤيا ص20) يوضح الوحي ذلك بأن إبليس بعد منعهِ من إضلال الأمم وحلهِ زماناً يسيراً سيجهز جيشاً عظيماً من أربعة أطراف الأرض. فلو لم تكن الأرض عامرة بالسكان لما وجد الجيش الكبير ليحارب الرب.
والمهزلة الكبرى هي في اعتقادهم بوجود عوالم أخرى لم يضلها إبليس لأن مسز هويت في كتابها "المعركة القادمة" صفحة 93 تتحدث عن الذين ينجون من الهلاك ويلتقون بأولئك الذين لم يخطئوا في العوالم الأخرى بقولها (عوالم اعترى سكانها الحزن الشديد إذ شاهدوا ما أصاب البشر من الويلات من الخطية، وقفزوا فرحاًً ورنموا ترنماً إذ سمعوا بخلاص نفس وبابتهاج يفوق الوصف يدخل بنو الأرض في فرح الذين لم يسقطوا قط).الخ
ألا ترون معي أيها الأحباء أن تعابير كهذه تمس كرامة عدل الله لأنه سمح لإبليس أن يضل البشر وفي الوقت نفسه جعله مقيداً لكي لا يضل العوالم الأخرى ويسقطهم بالخطية. أليس الكل خليقته تعالى وهل عنده محاباه فيسلم البعض للضلال ويحفظ البعض الآخر منه.
والآن بعد مرورنا في مواضيع اعتقاداتهم بالاختصار آتي إلى موضوع السبت الذي على أساسه يهاجمون من يحفظ يوم الأحد كيوم للرب. وهم يعلقون آمالهم بنجاح دعواهم وإقناع البسطاء الذين لا يعرفون الكتاب جيداً إذ يتذرعون بحجة باطلة أي أن الملك قسطنطين والبابا غيروا السبت بالأحد.
"فالكتاب يتكلم" في صفحة 469 يقول (إنما السبت هو المركز الدائم بقوة الله المبدعة من العدم كل شيء. ولأجل هذه الغاية وضع السبت من البدء لئلا ينسى الإنسان الإله الحي الحقيقي. انظر إلى سكان الأرض ترَ منهم الثلثين عبدة أوثان لأنهم لا يقدسون اليوم السابع الدال على الله الخالق. يا ليت الناس يصغون إلى الوصية الرابعة ليعملوا بها لأن في حفظها الابتعاد عن عبادة الآلهة الغريبة والركون إلى عبادة الإله الحي). وفي صفحة 459 يقول (لم يجعل السبت لأجل اليهود فقط بل لأجل الإنسان لأن وصية السبت كانت قبل ظهور اليهود بما ينوف عن الألفي سنة).
ولو أتيح لنا مقابلة الكاتب لسألناه عن إحصائهِ بأن ثلثي سكان الأرض، حسب زعمهِ، عبدة أوثان. فهل يؤلف السبتيون واليهود الثلث الباقي من السكان. وهل من اللائق أن يحسب ملايين من البشر عبدة أوثان ومن جملتهم المسيحيين لأنهم لا يحفظون سبته.
فمن الضروري إذاً أن نفند كل ادعاءّاتهم الباطلة بأمر السبت:
أولاً- إن وصية السبت لم تكن لأجل جميع الناس ولو كانت هكذا لأعطيت الوصية به منذ بدء الخليقة، على أننا نعلم أن اليوم السابع لم يصدر أمر بحفظهِ إلا بعد خروج الشعب اليهودي من مصر وبالضبط عند التقاطهم المن في البرية كما ورد في (خر16: 23 و29 و30).
ثانياً: أنه غير صحيح أن الملك قسطنطين والبابا غيروا السبت إلى الأحد، لأن أول الأسبوع أُعتبر يوماً للرب قبل عهد قسطنطين وقبل أن يوجد باباوات، وحفظ الأحد ابتدأ في الكنيسة الأولى ولو يسمح لنا المجال لذكرنا أسماء الكثيرين من قادة الكنيسة الذين منذ العصر الأول علموا عن حفظ اليوم الأول من الأسبوع كيوم للرب ونبذوا السابع.
ورغبة في الاختصار نذكر شهادة أغناطيوس سنة 70 مسيحية وهي القائلة: (كل من يحب المسيح فليقدس يوم الرب ملك الأيام، يوم القيامة المرتفع على كل الأيام) وشهادته أيضاً حوالي سنة 110 مسيحية القائلة (إن أولئك الذين ساروا الطريق الأول يبلغون جدة الرجاء بحيث لم يعتبروا السبوت بل اعتبروا يوم الرب الذي فيه تقوم حياتنا معه لنكون تلاميذ يسوع معلمنا الوحيد).
ونذكر أيضاَ شهادة جستين مارثر وهو الذي يُقال أنه ولد بينما كان الرسول يوحنا عائشاً. ومن أقواله (يوم الأحد هو اليوم الذي نعقد فيه اجتماع الشركة لأنه اليوم الذي فيه قام يسوع مخلصنا من الأموات). ونظن هذه الأقوال التي قالها رجال الكنيسة في العصر الأول وهي تغنينا عن ذكر ما قاله اكليمندس من الإسكندرية سنة 194 وما قاله ايرونيموس المؤرخ الشهير سنة 187 وقول ترتوليان بهذا الصدد وغيرهم وغيرهم.
ولعل هذه الأقوال الناطقة من الكنيسة الأولى تقنع السبتيين بأن يوم الرب هو الأحد وليس يوم السبت وأن لا صحة لادعائهم بأن قسطنطين والبابا غيروا السبت بالأحد. ألا يليق بجماعة السبتيين أن يقلعوا عن حججهم الهزيلة التي يعتمدون عليها لتمسكهم بالسبت اليهودي.
ثالثاً: إن البطاركة القدماء لم يحفظوا يوم السبت ولم يعرفوا عن وصية خاصة به. فنحن أبناء إبرهيم المدعو في الكتاب أب المؤمنين. فإن كان إبراهيم وابنه وحفيده لم يحفظوا السبت فهل يطلب منا أن نحفظه إكراماً لخاطر السبتيين.
والدليل على عدم وجود وصية للسبت في عهد الآباء هو بقول موسى النبي الذي أخذ الوصايا من الله. ففي (تث 5: 2 و3) يقول "الرب إلهنا قطع معنا عهداً في حوريب. ليس مع آبائنا قطع الرب هذا العهد بل معنا نحن الذين هنا اليوم جميعنا أحياء" وفي عدد 15 يقول "اذكر أنك كنت عبداً في أرض مصر فأخرجك الرب إلهك من هناك بيدٍ شديدة وذراع ممدودة لأجل ذلك أوصاك الرب أن تحفظ يوم السبت". فهل يريد السبتيون أن يهودونا ونحن لم نكن قط في عبودية مصر نظير اليهود الذين أعطوا الوصية لذكرى إطلاق الرب لهم.
رابعاً: إن حفظ السبت كوصية ملزم بها اليهود فقط كشعب ومعهم السبتيون المتهودون.
ثم إن آيات الكتاب تصرح بأن السبت كان علامة عهد بين اليهود وبين الله. ففي (خر 31: 12 و13) نقرأ هكذا "وكلم الرب موسى قائلاً. وأنت تكلم بني إسرائيل قائلاً سبوتي تحفظونها لأنه علامة بيني وبينكم في أجيالكم لتعلموا إني أنا الرب الذي يقدسكم" وفي عددي 16 و17 يقول فيحفظ بنو إسرائيل السبت ليصنعوا السبت في أجيالهم عهداً أبدياً. هو بيني وبين بني إسرائيل علامة إلى الأبد".
وقد تكرر ذكر هذا العهد إلى أجيال لاحقة كما نقرأ في (حز 20: 12) "وأعطيتهم أيضاً سبوتي لتكون علامة بيني وبينهم ليعلموا إني أنا الرب مقدسهم" وفي عدد 20 أيضاً يقول "قدسوا سبوتي فتكون علامة بيني وبينكم لتعلموا أني أنا الرب إلهكم".
خامساً: إن اليوم السابع الذي فيه استراح الله من جميع أعماله لم يرد ذكره ليحفظ كوصية على مدى الأجيال لكل الشعوب. ولو كان ذلك كذلك لصرح به موسى كاتب الأسفار الخمسة. ثم إن اليوم السابع المذكور في (تك 2: 2 و3) لم يكن كبقية الأيام التي كان لها صباح ومساء. ولا ريب أن اليوم السابع هذا كان رمزاً لراحة الرب في خلقه الخليقة الجديدة للمؤمنين بالمسيح والذي بقيامته أصبح عربوناً للأبدية الدائمة مع الرب, إذ أنه وهبنا بالفداء التحرير من عبودية الخطية.
سادساً: أن اليوم المذكور في (رؤ 1: 10) هو يوم قيامة الرب يسوع. وفي الكتاب كله لم يقل قط عن يوم السبت، يوم الرب بذات اللفظ. ولا شك أن يوحنا عنى به يوم قيامة الرب. ثم في (عب 4: 8-10) يخبرنا الوحي المقدس عن يوم آخر للراحة لشعب الله حيث يقول: "لأنه لو كان يشوع قد أراحهم لما تكلم بعد ذلك عن يوم آخر. إذا بقيت راحة لشعب الله. لأن الذي دخل راحته استراح هو أيضاً من أعماله كما الله من أعماله".
سابعاً: إن مجمع الرسل الأول الذي انعقد في أورشليم، كما ينص سفر الأعمال في (ص 15) نرى أن الرسل لم يفرضوا على المنتصرين حفظ يوم السبت مما يد على أن الرسل أنفسهم لم يحسبوه وصية للمسيحيين.
ثامناً: إن المسيح والرسل لم يتقيدوا بالسبت لحفظه. والادعاء بذلك باطل لأننا نقرأ ما قاله الفريسيون عن الرب يسوع. "هذا الإنسان ليس من الله لأنه لا يحفظ السبت" (يو 9: 16) ونقرأ في الإنجيل المقدس أن أعمالاً كثيرة عملها الرب في يوم السبت، وقد دافع عن تلاميذه مبرراً كسرهم لوصية السبت.
وقد نبّه اليهود إلى أن وصية الختان أعظم من وصية السبت، لأنهم كانوا يكسرون السبت من أجل إتمام فريضتها. وبما أن وصية الختان أعظم من السبت بنظر الرب، فلماذا لا يدعو السبتيون أنفسهم ختانيين ويتمموا فريضة الختان.
تاسعاً: إن المجمع المسكوني المسيحي رفض إدخال السبتيين في عضويته لأن اعتقاداتهم لا تتفق مع الاعتقادات المسيحية الأساسية.
عاشراً: أننا لسنا بعد تحت فرائض ووصايا ناموسية لأننا "بالنعمة خلصنا" والرسول بولس في (كو 2: 26) يقول " لا يحكم عليكم أحد في أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت".
وفي الختام نرجو الله أن يعمل بروحه القدوس في أذهانكم أيها السبتيون الأعزاء، ويكشف عن بصيرتكم حتى تروا أخطاءكم العقائدية وتقلعوا عنها.
وطالما أنكم تدعون بأنكم مسيحيون وإنجيليون، وتزعمون أن كنيستكم هي مركز "الإشعاع والثقافة" فباسم الرب ولمجده وبمحبة صادقة ندعوكم للتخلي عن الإشعاع الخادع، وترجعوا لكلمة الحق بالإنجيل، ولا تجعلوا اعتمادكم على الناموس الذي لا يخلص البتة، بل أن تقبلوا الخلاص الكامل بالنعمة، لأن كلمة الله تقول لكم: "قد تبطلتم عن المسيح أيها الذين تتبررون بالناموس سقطتم من النعمة" (غل 5: 4)
وبعودتكم إلى الإيمان الحي بالرب يسوع يمكننا أن نتعاون معاً لتفنيد كل تعليم خارج عن دائرة كلمة الله.