الأقليات الدينية في فكر الحركات الاسلامية
هداية الحيارى في جواز قتل الأسارى
الحمد
لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله المبعوث رحمة للعالمين وعلى
أصحابه وآله ومن اتبعه إلى يوم الدين
لقد نفذنا ولله الحمد ما تعهدنا به من إعدام الأسرى
التسعة إذا لم تستجب الحكومة الروسية لمطلبنا وهو تسليم أحد المجرمين المغتصبين
لديها ، ولكن الذي حزنا له ليس لأنهم لم يسلّموا المجرم لنعدمه ، إنما الذي أدمى
قلوبنا عندما وصلتنا رسائل من بعض المسلمين تستنكر ما قمنا به ، وتغلظ علينا القول
في ذلك ، ويحتجون لنا بآية انتزعوها من كتاب الله وهم لا يعلمون معناها وهي قول
الله ( فإما من بعد وإما فداءً ) وقول الله تعلى ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) ،
وبعضهم احتج علينا بأنه يجب علينا أن نلتزم بالمواثيق والعهود الدولية التي تحرم
قتل الأسير ، ووجوب مراعاة حقوق الإنسان ، إلى غير ذلك مما ورد علينا .
و نكتب هذا الإيضاح لنبين فيه مستندنا
الشرعي الذي استجزنا به ما فعلناه تجاه هؤلاء الأسرى ، ونسأل الله أن نكون ممن
اجتهد فأصاب ، ولطول ما سنعرضه فقد قسمنا الإيضاح إلى مبحثين ، الأول: رد قول من
قال يحرم قتل الأسير لقول الله ( فإما من بعد وإما فداءً ) ، والمبحث الثاني : رد
قول من قال إنه يجب علينا أن نلتزم بالمواثيق والعهود الدولية التي تحرم قتل الأسير
وأنه يجب علينا أن نحترم حقوق الإنسان .
المبحث
الأول : وفيه أربع مسائل ، المسألة الأولى : في جواز قتل الأسير و الرد على من
أنكر علينا بقول الله ( فإما من بعد وإما فداء ) وقوله تعالى ( ولا تزر وازرة وزر
أخرى ) ، والمسألة الثانية : في جواز فداء أسرى المسلمين بمن عندنا من الكافرين ،
والمسألة الثالثة : في جواز مبادلة جيف الكافرين بأسرى المسلمين أو بجثث المسلمين
، والمسألة الرابعة : في جواز نقل جثث أو أعضاء الكافرين .