النبي محمد ونساؤه

 

نفهم من أحاديث مبكرة نوعاً ما أن محمداً كان يُكِنُّ ميلاً خاصاً إلى النساء حيث قال: "حُبِّب إليّ من الدنيا النساء والطيب، وجعل قرة عيني في الصلاة". وعن الحسن (البصري) قال: قال رسول الله: "ما أحببت من عيش الدنيا إلا الطيب والنساء". ورد هذا الخبر في وجوه مختلفة: عن عائشة قالت: كان يعجب نبي الله من الدنيا ثلاثة أشياء: الطيب والنساء والطعام، فأصاب الاثنين ولم يصب الطعام . في ضوء هذه الآثار قد نفهم الحديث الآتي أحسن: "كمُل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام". وفي خبر آخر: "ما كان شيء أعجب إلى رسول الله من الخيل". "لم يكن شيء أحب إلى رسول الله بعد النساء من الخيل". مما يفسر الحكمة من وجود الخيل في الجنة . "أربع من سنن المرسلين: الحياء والتعطر والسواك والنكاح". فالمرأة خير متاع الدنيا: "إنما الدنيا متاع، وليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة". أما شروط (أوصاف) المرأة الصالحة فهي أن تُفرح زوجها إذا نظر إليها، وأن تطيع إذا أمرها بشيء . لقد علّل العلماء كثرة زواج محمد وميله إلى النساء بقوته الفائقة على الجماع كما ورد ذلك على لسان النبي نفسه: "كنت من أقل الناس في الجماع حتى أنزل الله عليّ الكفيت . فما أريده من ساعة إلا وجدته". وفي رواية أخرى: "قال رسول الله: لقيني جبريل بقِدْر، فأكلت منها، وأُعطيتُ الكفيت قوة أربعين رجلاً في الجماع". وروت سلمى مولاته: "طاف النبي ليلة على نسائه التسع اللاتي توفي وهن عنده. كلما خرج من عند امرأة قال: صبّي لي غسلاً فيغتسل قبل أن يأتي الأخرى. قلت: يا رسول الله أما يكفيك غسل واحد؟ فقال النبي: "هذا أطهر وأطيب".

نود الآن أن ندرس في الفصول القادمة من كتابنا زوجات محمد وما وقع من حوادث هامة في بيت النبي، وذلك من المصادر المعترف بها لدى عامة المسلمين. رغم أن المصادر تزودنا بمعلومات متضاربة بخصوص عدد زوجات محمد ، يمكننا القول بأنهن كن ثلاث عشرة امرأة إذا أضفنا ماريا القبطية إليهن. لقد تزوج محمد هؤلاء السيدات وعاش معهن مدة معينة. ما عداهن فإن هناك اثنتي عشرة أو ثلاث عشرة امرأة تزوجهن محمد دون أن يقضي معهن مدة من الزمن . ونساء خطبهن ولم يتم نكاحه، بالإضافة إلى من وهبت نفسها له .