الجهاد الحق

ما هو الجهاد؟

الادعاء الشائع

سبب الخطأ

المعنى السليم لهذه الآيات واضح من السياق

الجهاد ضد الكفار والمنافقين

الجهاد هو محاولة الإقناع والتشجيع

يقارن الله تعالى المجاهدين بالذين آووا الناس ونصروهم

الجهاد والإيمان

الجهاد بالأموال وبالنفس

الجهاد والهجرة

الجهاد هو الصبر

الجهاد هو الإحسان

المجاهد عكس القاعد

مكافآت من يجاهد في سبيل الله تعالى

الجهاد في الله تعالى

الجهاد هو التقوى

الجهاد في سبيل الله تعالى

هل يتضمن الجهاد القتل؟

من هو العدو؟

كيف كان الشيطان عدواً مذ خلق الإنسان إلى الآن؟

ما عمله الشيطان عند خلق الإنسان

ما عمله الشيطان لآدم وحواء

إثارة العداوة بين الناس أفرادا وجماعات

محاولة إضلال المؤمنين

وسوسة الشيطان للمؤمنين وإغوائه إياهم

تخويف المؤمنين

إضراره المؤمنين ويعذبهم

خداع المؤمنين

ينسي الشيطان المؤمنين

يكذب الشيطان

الخلاصة

كيف ننتصر على الشيطان؟

هل البشر ينتصر على الشيطان الرجيم؟

هل انتصر الأنبياء على الشيطان الرجيم؟

من هو الذي لم يرتكب أي ذنب أو خطيئة؟

ما هي امتيازاته الأخرى؟

هل سبق له أن يغلب الشيطان؟

هل هو قادر على تغلب الشيطان الآن؟

هل لديه القوة الكافية ليغلب الشيطان؟

الفوز الكبير

خلاصة مؤهلات هذا المجاهد

الخلاصة

ما هو الجهاد؟

يختلف تعريف الجهاد من معجم إلى معجم ومن شخص إلى شخص. 

ورد في قاموس محيط المحيط:

الجهاد: القتال محامتة عن دين الحق ومنه{جاهدوا في الله حق جهاده}.

جاهدَ: قابله في تحمل الجهد وبذل كلٌ منهما جهده في دفع صاحبه ثم فلب في الإسلام على قتال الكفار وننحوه وومنه في سورت االفرقان {فلا اطع الكافرين وجاهدهم به} أي بالفرقان أي قابلهم بالغجتهاد في مخالفتهم وإزاحة باطلهم.

وفي قاموس المنجد:

الجهاد: القتال محاماة عن الدين.

جاهدَ: بذل وسعه يقال {جاهدوا في الله حق جهاده} قاتل العدو محاماة عن الدين والأصل بذل كل منهما جهده في دفع صاحبه.

وهناك أيضاً تعريف آخر : محاولة إقامة مجتمعٍ منظم حسب كتاب الله تعالى.

الادعاء الشائع

يقول فريق من الناس أن الإسلام يسمح، بل يشجع، قتل الكفار (حسب تفسيرهم الخاص حول من هم الكفار) ومعاقبة الدول التي تقوم سياستها الخارجية بالانحياز- الكيل بمكيالين (كما يرونه). 

ويشير هؤلاء إلى مثل هذه الكلمات التي جاءت في القرآن الكريم:

1.   {فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} (التوبة 5)

2.   {واقتلوهم حيث ثقفتموهم} (البقرة 191)

3.   {واقتلوهم حيث ثقفتموهم} (النساء 91)

4.   {واقتلوهم حيث وجدتموهم} (النساء 89)

وهل القرآن الكريم يدعم بهذه الكلمات قتل الذين كفروا أو الذين ينتمون إلى جماعات معينة لا توافق فلسفتي أو سياستي؟ 

سبب الخطأ

إن بعض الناس يختارون ما يناسبهم من عبارات وآيات من القرآن الكريم أو الكتب المقدسة الأخرى، تاركين العبارات التي لا توافق رغباتهم .  إنهم ينقبون عما يناسبهم حتى لو كان بعيداً عن الصواب .  هم يفسرون حسب الفكرة التي يرغبون التوصل إليها، حتى لو كانت تعارض المنطق أو سياق الكلام،  فينتهون إلى استنتاجات خاطئة.  إنهم يحرّفون معاني الكلمات الإلهية لأجل مآرب شخصية. 

ومَثَلُهم كمَثَل الذين يقولون، "أنا لا أصلي، لأن القرآن الكريم يمنع الصلاة ، كما جاء في القرآن الكريم:

*{يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة} (النساء 43)." 

هذا الشخص قد حرف معاني القرآن الكريم باقتباسه الجزئيالفكرة الكاملة هي:

*{يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} (النساء 43)

        أليس كذلك يتم تحريف معاني القرآن الكريم في كثير من الأحيان؟  ألايفضل أن نفهم المعنى الصحيح ضمن سياق الكلام بالدرجة الأولى؟

        فسياق الآيات السابقة بعيد كل البعد عن القتل والعنف اللذين يمارسهما البعض في الوقت الحاضر، إلا أن هؤلاء يتذرعون ببعض كلمات تلك الآيات ليشبعوا رغباتهم المرضية في القتل والدمار.

إن مجرد استخدام السلاح تحت أية تسمية يفتح باب العنف المتبادل على مصراعيه فيطول الزمن و يترك وراءه الحقد والكراهية والرغبة في الثأر قد لا يموت مع مرور الزمن،  والتاريخ يحمل شواهد كثيرة على ذلك.  ما زالت البشرية حتى يومنا الحاضر تعاني من آثار كهذه تجلب على المجتمعات الألم والحزن والخسارة.

إن الذين يتبنون هذه الادعاء قد نسوا أن الله تعالى هو الله المنتقم.  ألا يقدر الله الجبار المتكبر على الانتقام للمضطهدين من ظالمميهم؟

 

المعنى السليم لهذه الآيات واضح من السياق

وبهذه الحالة ، لا نستطيع أن نفهم المعنى السليم إلا إذا قرأنا الأفكار بكاملها

1.   تتعلق الآية المذكورة سابقاً من سورة التوبة بمشركين معينين، أي بالذين عاهدهم المسلمون في السنة التاسعة، تقريباً، من الهجرة. 

كما جاء في القرآن الكريم :

*{براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين  فسيحوا في الأرض أربعة أشهر} (التوبة 1)

*{إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا} (التوبة 4)

*{فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} (التوبة 5)

من الواضح الجلي أن هذه الآيات تخص مشركين تعاهدوا المسلمين وتخص المهلة التي أعطيت لهم.  وطبعاً لا تنطبق هذه الآيات على عالم القرن الخامس عشر من الهجرة. 

2.   في سورة البقرة ، نجد أن السياق أيضاً يوضح المعنى الحقيقي.  جاء في القرآن الكريم في الآية التي تسبق الآية المذكورة أعلاه:

*{قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين} (البقرة 190). 

جاء في القرآن الكريم عن هؤلاء أنفسهم:

*{اقتلوهم حيث ثقفتموهم} (البقرة 191)

هم أناس اعتدوا على المسلمين وليس الناس عامةً أو حتى الكافرين عامةً والآية الكاملة التي جاءت في القرآن الكريم هي:

*{واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين} (البقرة 191)

بالخلاصة موضوع هذه الآية هو الدفاع عن الذات، القتال ضد الذين يعتدون ويأخذون المبادرة في القتال. 

3.   - 4) الموضوع في هاتين الآيتين من سورة النساء هو أناس حاربوا المسلمين في السنة الرابعة للهجرة تقريباً وليس الناس بشكلٍ عام.  لقد تجاهل الفريق المذكور أعلاه سياق الآيتين، أي الآية بين الآيتين المذكورتين أعلاه ، التي جاء فيها:

*{فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلام فما جعل الله لكم عليهم سبيلاً} (النساء 90).

 أي أن الله تعالى قد منع مقاتلة الناس إلا الذين لا يزالون يحاربون الإسلام (وذلك في السنة الرابعة من الهجرة تقريباً). 

فنرى أن لا آية من هذه الآيات (التي يزعم ذلك الفريق أنها تسمح بقتل غير المسلمين) تدعم أفكارهم الخاطئة

جاء في القرآن الكريم :

*{وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوفَّ  إليكم وأنتم لا تظلمون } (الأنفال 60 )

هل ما زالت التدابير المطلوب اتخاذها في هذه الآية سارية المفعول في هذا الزمن؟  كلا.  تلك الحالة زالت. وما الذي جاء في القرآن الكريم عن الجهاد قد ينطبق علينا اليوم؟

 

الجهاد ضد الكفار والمنافقين

*{فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا } (الفرقان 52)

*{يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير } (التوبة 73)

*{يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير } (التحريم 9)  هنا

قد وعد الله تعالى الكافرين بالنار جزاءً لهم، لكنه لم يطلب من النبي أن يقتلهم.   نلاحظ أيضاً أن الجهاد هنا ضد الكفار، وليس ضد النصارى واليهود.  وماذا جاء في القرآن الكريم عن هؤلاء النصارى واليهود ؟  جاء في القرآن الكريم :

*{إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون} (المائدة 69)

*{إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} (البقرة 62)

والقرآن الكريم واضح جلي أن من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا ، وينتمي إلى أية من الديانات السماوية، لن يخاف يوم الدين، وليسوا أصحاب النار كالكافرين المار ذكرهم سابقاً. 

ما معنى هاتين الآيتين؟  هو أن الذين يؤمنون والمسيحيين واليهود والصابئين الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر ويعملون صالحاً، هم أصحاب الجنة، فلن يخافون يوم القيامة.  فهل يعقل أن الجهاد الحق هو ضد هؤلاء المؤمنين؟  كلا.  بل ضد الكافرين والمنافقين. 

وهل نحن أحسن من الكافرين؟  جاء في القرآن الكريم :

*{إن الإنسان لظلوم كفار} (إبراهيم 34)

*{إن الإنسان لكفور} (الحج 66)

*{قُتِلَ الإنسانُ ما أكفره} (عبس 17)

*{إن الإنسان لكفور مبين} (الزخرف 15)

*{فإن الإنسان كفور} (الشورى 48)

*{وكان الإنسان كفوراً} (الإسراء 67)

تخبرنا هذه الآيات أن جميع الناس كافرون.  فعلينا أن نخاف الله ، ويل لنا إذا كنا ندين الآخرين بأنهم كافرون وقد وصفنا القرآن الكريم بنفس الصفة! 
 

الجهاد هو محاولة الإقناع والتشجيع

الجهاد الحق محاولة الإقناع وليس القتل.

لقد جاء في القرآن الكريم :

*{ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعلمون } (العنكبوت 8)

هل المقصود هنا أن الوالدين قد قتلا ابنهما المخاطب؟؟؟ كلا.  المعنى هنا "إن حاولا أن يقنعاك لتشرك" وليس "إن قتلاك".  فبالطبع، إن كان مقتولا، لماذا يوجه له رب العالمين أوامر ونصائح؟؟؟

إذاً، الجهاد هو التكلم مع الآخرين ليقنعهم عن الحق، وذلك بلطف، كما جاء أيضاً في القرآن الكريم :

*{لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن} (العنكبوت 46)

 

يقارن الله تعالى المجاهدين بالذين آووا الناس ونصروهم

يشبه القرآن الكريم المجاهدين بأناس كرماء وليس بالقاتلين. جاء في القرآن الكريم:

*{إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض المؤمنون حقاً لهم مغفرة ورزق كريم} (الأنفال 72)

في هذه الآية ، يحدد القرآن الكريم كيف جاهدوا، {بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله} أي بحسناتهم وصالحاتهم وصدقاتهم وتضحيتهم بأنفسهم.  فهم ضحوا بأنفسهم، وهذا عكس قتلهم للآخرين.

*{والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقاً لهم مغفرة ورزق كريم} (الأنفال 74) 

في هذه الآية ، يشبه القرآن الكريم الذين جاهدوا بالذين آووا ونصروا، ويسميهم {المؤمنون حقاً}.

فمن هذه الآيات نفهم أن الجهاد هو مد يد العون للمحتاج في قضاء حاجته، (أو إيواء الناس ونصرهم).  فكيف يقول البعض أن الجهاد هو قتل؟

 

الجهاد والإيمان

        جاء في القرآن الكريم آيات كثيرة تشبه المجاهد والمؤمن:

*{والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم} (البقرة 218)

*{إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض المؤمنون حقاً لهم مغفرة ورزق كريم} (الأنفال 72) 

*{والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقاً لهم مغفرة ورزق كريم} (الأنفال 74)

*{والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولوا الأرحام بعضهم  أولى ببعض في كتاب الله} (الأنفال 75)

*{أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين} ( التوبة 19)

*{الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون} (التوبة 20)

*{لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين} (التوبة 44)

*{لكن الرسول والذين آمنوا معه وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون} (التوبة 88)

*{إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون} (الحجرات 15)

*{تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون} (الصف 11)

 *{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم زمت أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل } (الممتحنة 1)

        فالجهاد عكس الارتياب، فالجهاد هو الثقة بالله تعالى ونوع من الإيمان للذين{أولي الأرحام} وليس نوعاً من العصيان، كالقتل.

 

الجهاد بالأموال وبالنفس

في هذه الآيات يوضح القرآن الكريم أن الجهاد هو تضحية بالأموال والنفس في سبيل الله تعالى لإنقاذ الآخرين، وليس إهلاكهم أن قتلهم، كما هو تضحية الأموال لخدمة الآخرين وليس لسلبهم.  فهذا الجهاد أيضاً يعني تضحية الذات والتبرع وليس القتل. 

        قد جاء في القرآن الكريم :

*{لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم  على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين  أجرا عظيما} (النساء 95)

*{إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض المؤمنون حقاً لهم مغفرة ورزق كريم} (الأنفال 72)

*{الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون} (التوبة 20)

*{انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون} (التوبة 41)

*{لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين}(التوبة 44)

*{فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون } (التوبة 81)

*{إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون} (الحجرات 15)

*{تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون} (الصف 11)

فبالخلاصة، الجهاد هو التضحية والتبرع وليس النهب والقتل.

 

الجهاد والهجرة

        جاء في القرآن الكريم عن الجهاد والهجرة:

*{والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم} (البقرة 218)

هل قتلوا؟؟  كلا، بل هم هاجروا لكيلا يقتلوا،  لأن الذين آمنوا ليسوا بقتلة.

*{والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولوا الأرحام بعضهم  أولى ببعض في كتاب الله} (الأنفال 75)

*{الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون} (التوبة 20)

*{ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم} (النحل 110)

*{إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض المؤمنون حقاً لهم مغفرة ورزق كريم} (الأنفال 72)

*{والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقاً لهم مغفرة ورزق كريم} (الأنفال 74)  

*{فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون } (التوبة 81)

في هذه الآيات ، يحدد القرآن الكريم أن الذين جاهدوا، جاهدوا {بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله} وتركوا سكنهم،  وضحوا بأموالهم لكيلا يقتلوا، وهذا عكس قتلهم للآخرين. هنا يقارن الذين جاهدوا بالذين نفروا، وليس بقاتلين.  كانت هجرتهم لكي يهربوا، لا لكي يقاتلوا ويقتلوا.

الجهاد هو الصبر

        جاء في القرآن الكريم عن الجهاد والصبر:

*{أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} ( آل عمران 142) 

*{ونبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم} (محمد 31)

يعلم الله تعالى فريقين من الناس ويشبههما ببعضهما: {الذين جاهدوا} و {الصابرينفالذي يجاهد كالصابر، وليس كالقاتل. 

*{ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم} (النحل 110)

من الواضح أن الجهاد هنا هو التكيّف مع الظروف الصعبة والتلاؤم والتعايش معها لتطوير قدرة تحمل المحن.  ومن يصبر ينتظر من الله أن يعمل حسب إرادته في الوقت الملائم، والقاتل عكسه، فلا ينتظر الله تعالى لكنه يتدخل في أمور لا تخص إلا رب العالمين.
 

الجهاد هو الإحسان

يصف القرآن الكريم الجهاد الحق بالإحسان.

لقد جاء في القرآن الكريم :

*{إن الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين} (العنكبوت 69)       

المعنى هنا هو أن الذين جاهدوا  هم المحسنون لأنهم جاهدوا في الله تعالى. ونفهم هنا أن الجهاد في الله هو اكتساب المعرفة الدينية والروحانية التي تقودنا إلى علاقة حميمة مع الله تعالى ونحن نتعرف عليه أكثر فأكثر.  فمن يجاهد هكذا في الله تعالى يهديه الله إلى سبله.

فكيف يقول البعض أن الجهاد قتل؟  هل يريدون قتل الله تعالى؟؟  هم قد ضلوا ضلالاً بعيداً. 

 

المجاهد عكس القاعد

        جاء في القرآن الكريم عن القاعدين:

*{لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم  على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين  أجرا عظيما} (النساء 95)

*{وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استأذنك أولو الطول منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين} (التوبة 86)

*{فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون } (التوبة 81)

        نرى أن الجهاد هو عمل وليس قعود.  فهو يضحي بالأموال والنفس، وليس فقط التأمل كناسك.

 

مكافآت من يجاهد في سبيل الله تعالى

جاء في القرآن الكريم عن مكافآت المجاهدين:

*{لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم  على درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين  أجرا عظيما} (النساء 95)

*{ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين} (العنكبوت 6)

*{يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون  لومة لائم ذلك فضل الله  يؤتيه من يشاء والله واسع عليم } (المائدة 54)

*{إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض المؤمنون حقاً لهم مغفرة ورزق كريم} (الأنفال 72)

*{والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقاً لهم مغفرة ورزق كريم} (الأنفال 74)

*{أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين} ( التوبة 19)

*{الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون} (التوبة 20)

*{انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون} (التوبة 41)

*{لكن الرسول والذين آمنوا معه وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون} (التوبة 88)

*{ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم} (النحل 110)

*{تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون} (الصف 11)

*{والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم} (البقرة 218)

فمكافآت المجاهدين كثيرة.  نلاحظ في الآية الأخيرة أن المعنى الحقيقي للجهاد وهو الرجاء بالحصول على رحمت الله.  وهذا أيضاً المكافأة الكبرى – معرفة الله عز وجل.

الجهاد في الله تعالى

لقد جاء في القرآن الكريم عن هذا الموضوع:

*{وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلوة وآتوا الزكوة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير } (الحج 78)

*{إن الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين} (العنكبوت 69)

الذين جاهدوا في الله تعالى هم المحسنون في أعمالهم وتقواهم. ونفهم هنا أن الجهاد في الله هو اكتساب المعرفة الدينية والروحانية التي تقودنا إلى علاقة حميمة مع الله تعالى.

 

الجهاد هو التقوى

        جاء في القرآن الكريم عن الجهاد والتقوى"

*{لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين} (التوبة 44)

وهنا أيضاً يتضح معنى الجهاد الحقيقي وهو التقوى، ويشبه القرآن الكريم المجاهدين بالمتقين.  ومن هو التقي إلا الذي يخاف الله تعالى ويطلب وجهه؟


 

الجهاد في سبيل الله تعالى

        لقد جاء في القرآن الكريم عن الجهاد في سبيل الله تعالى :

*{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل } (الممتحنة 1)

إن هذه الآية هي أوضح جميع آيات القرآن الكريم حول موضوع ما هو الجهاد.  هنا الجهاد في سبيل الله تعالى مقارن مع  ابتغاء مرضاة الله تعالى.  وبالفعل هذا هو الجهاد الأسمى: ابتغاء مرضاة الله تعالى.  ومن يجاهد في سبيل الله تعالى بالحق يطلب معرفة الله وإرضاءه أولاً وفوق الكل.  

*{والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم} (البقرة 218) .

تفيدنا هذه الآية أن من يجاهد في سبيل الله يرجو {رحمت الله } تعالى.  وبالطبع الذي يرغب معرفة الله تعالى يريد أن يتعرف على الله تعالى.

وتساعدنا هاتان الآيتان أن نفهم سليماً باقي الآيات في القرآن الكريم التي تخص هذا الموضوع: 

*{لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم  على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين  أجرا عظيما} (النساء 95)

*{يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون  لومة لائم ذلك فضل الله  يؤتيه من يشاء والله واسع عليم } (المائدة 54)

*{إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض المؤمنون حقاً لهم مغفرة ورزق كريم} (الأنفال 72)

*{والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقاً لهم مغفرة ورزق كريم} (الأنفال 74)

*{أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين} ( التوبة 19)

*{الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون} (التوبة 20)

*{قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم واخوتكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين} (التوبة 24)

*{انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون} (التوبة 41)

*{إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون} (الحجرات 15)

*{تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون} (الصف 11)

        إذاً، الجهاد في سبيل الله تعالى هو ابتغاء مرضاة الله ورجاء رحمت الله. 

 

هل يتضمن الجهاد القتل؟

        جاء في القرآن الكريم :

*{والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم} (البقرة 218)

هل قتلوا؟؟  كلا، بل هم هاجروا لكيلا يقتلوا،  لأن الذين آمنوا ليسوا بقتلة.

*{أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} ( آل عمران 142) 

يعلم الله تعالى فريقين من الناس ويشبههما ببعضهما: {الذين جاهدوا} و {الصابرينفالذي يجاهد كالصابر، وليس كالقاتل

*{يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون  لومة لائم ذلك فضل الله  يؤتيه من يشاء والله واسع عليم } (المائدة 54) 

في هذه الآية يحب المجاهدون الله تعالى ولا يخافون من الناس، بالتالي الجهاد لا يتضمن القتل، لأن القاتل يخاف لومة الناس. 

*{إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض المؤمنون حقاً لهم مغفرة ورزق كريم} (الأنفال 72) 

في هذه الآية ، يحدد القرآن الكريم كيف جاهدوا، {بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله} أي بحسناتهم وصالحاتهم وصدقاتهم وتضحيتهم بأنفسهم.  فهم ضحوا بأنفسهم، وهذا عكس قتلهم للآخرين.

*{والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقاً لهم مغفرة ورزق كريم} (الأنفال 74) 

في هذه الآية ، يشبه القرآن الكريم الذين جاهدوا بالذين آووا ونصروا، وليس بالقاتلين.

*{والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولوا الأرحام بعضهم  أولى ببعض في كتاب الله} (الأنفال 75)

في هذه الآية المجاهدون هم أولوا الأرحام، وليس قاتلين.

*{لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين} (التوبة 44) 

هنا المجاهد مقارن بالتقي، وهل يقتل التقي؟

*{ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعلمون } (العنكبوت 8)

*{وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعلمون } (لقمان 15)

هل المقصود هنا أن الوالدين قتلوا المخاطب؟؟؟ كلا.

*{إن الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين} (العنكبوت 69)

الذين جاهدوا  هم المحسنون وهل القتل إحسان؟

*{إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون} (الحجرات 15)

في هذه الآية الجهاد عكس الارتياب، فالجهاد هو الثقة بالله تعالى.

فنرى أن ما جاء في القرآن الكريم لا يدعم أبداً الإدعاء أن الجهاد هو القتل ولا أن الجهاد يتضمن القتل. 

لكي نعلم أكثر عن الجهاد، علينا أن نبحث أكثر عن من هو العدو.

من هو العدو؟

من هو عدو الله ؟   كما جاء في القرآن الكريم : 

*{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء } (الممتحنة 1)

هل هو شخص أو كائن مجهول نحتاج لعون الله تعالى لاكتشافه؟

هل هو عدو مرحلي عُرف في بداية الإسلام ولم يعد له وجود في يومنا الحاضر؟

إن كان الشر منتشراً في جميع أنحاء العالم وبأشكال متعددة، من أين أتى الشر؟ 

كيف نحارب ونجاهد ضد الشر الذي نراه في العالم اليوم؟ 

لقد جاء في القرآن الكريم :

*{قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين}(القصص 15)

*{ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين}(البقرة 168)

*{ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين}(البقرة 208)

*{ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين}(الأنعام 142)

*{وأقل لكما أن الشيطان إنه لكم عدو مبين}(الأعراف 22)

*{إن الشيطان للإنسان عدو مبين}(يوسف 5)

*{إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً}(فاطر 6)

*{ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين}(يس 60)

*{ولا يصدنكم الشيطان إنه لكم عدو مبين}(الزخرف 62)

*{إن الشيطان كان  للإنسان عدوا مبينا}(الإسراء 53)

*{إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء}(المائدة  91)

إن الشيطان هو العدو الذي يضل الناس، وهو الذي يشجع الدول على سياسات ظالمة، وهو الذي يعمي أبصار الناس لكي يقتلوا أناساً أبرياء، وهو الذي يحث الناس على الانتقام والقتل. 

أما أتى جميع أنواع الشر هذه من الشرير وهو الشيطان الرجيم؟  هو الذي يؤثر على الناس ويجعلهم يختارون الشر والظلم والقتل.  جاء في جميع الكتب المقدسة أن الشيطان هو عدو البشر.

من هو عدو الله ؟  هل هو شخص أو كائن مجهول نحتاج لعون الله تعالى لاكتشافه؟  كلا.  لقد أخبرنا الله تعالى بكل وضوح في جميع كتبه المقدسة أن هذا العدو الكبير هو أيضاً الشيطان الرجيم.  هو عدو البشر وعدو الله تعالى في الوقت نفسه. وكان الشيطان عدواً من أول التاريخ حتى اليوم.

للإجابة على هذه الأسئلة، نحدد طبيعة عدو الله تعالى ومواصفاته الوارد ذكرها في القرآن الكريم.  إن العدو ليس إرهابياً معيّناً ولا دولةً ظالمة بل العدو الحقيقي هو الشيطان الرجيم الذي يعمل وراءها.

فكيف نحارب ونجاهد ضد الشر الذي نراه في العالم اليوم؟  نحارب الشر بمحاربة مصدر الشر وهو الشيطان الرجيم.

 

كيف كان الشيطان عدواً مذ خلق الإنسان إلى الآن؟

كان الشيطان ينشر الشر ويغوي الناس من الأول وإلى الآن.

نرى في ما جاء في القرآن الكريم  :

ما عمله الشيطان عند خلق الإنسان

*{وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى} (طه 116)

*{وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق من أمر ربه} (الكهف 50)

*{وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس } (الإسراء أو بني إسرائيل 61)

*{ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين} (الأعراف 11)

*{وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين} (البقرة 34)

*{وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى} (طه 116)

نرى هنا أن الشيطان كافر ومتكبر ومتمرد، ولم يسجد لأنه يريد السيطرة الكاملة على البشر.

 

ما عمله الشيطان لآدم وحواء

لقد جاء في القرآن الكريم  كيف أغوى الشيطان آدم وحواء اللذين انهزما أمامه :

*{فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة  فتشقى} (طه 117)

*{فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى فأكلا منها فبدت لهما سوأتهما }(طه 120 - 121 )

*{وعصى آدم ربه فغوى}(طه 121)

*{قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو} (طه 123)

*{يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوأتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونه} (الأعراف 27)

*{فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو} (البقرة 36)

        كان الشيطان سبب طرد آدم وحواء من الجنة لأنهما أصغيا إلى وسوسته.

إثارة العداوة بين الناس أفرادا وجماعات

لقد جاء في القرآن الكريم:

*{إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر } (المائدة  91)

*{نزغ الشيطان يني وبين اخوتي } (يوسف 100)

*{فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان } (القصص 15)

*{إن الشيطان ينزغ بينهم} (الإسراء أو بني إسرائيل 53)

فالشيطان أيضاً مصدر العداوة والكراهية.

 

محاولة إضلال المؤمنين

لقد جاء في القرآن الكريم:

*{إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا} (آل عمران 155)

*{وزين لهم الشيطان أعمالهم وصدهم عن السبيل} (النمل 24)

*{وزين لهم الشيطان أعمالهم وصدهم عن السبيل} (العنكبوت 38)

*{ويريد الشيطان أن يضلكم ضلالاً بعيداً} (النساء 60)

*{ولا يصدنكم الشيطان } (الزخرف 62)

*{الشيطان إذ قال للإنسان اكفر} (الزخرف 62)

*{لقد أضلني عن الذكر} (الفرقان 29)

ويضل الشيطان المؤمنين ويصدهم عن الصراط المستقيم.

وسوسة الشيطان للمؤمنين وإغوائه إياهم

لقد جاء في القرآن الكريم:

*{يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوأتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونه} (الأعراف 27)

*{فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين} (الأعراف 175)

*{إذا مسهم طائف من الشيطان } (الأعراف 201)

*{الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر } (النور 21)

*{وما يعدهم الشيطان إلا غروراً} (النساء 120)

*{وما يعدكم الشيطان إلا غرورا} (الإسراء أو بني إسرائيل 64)

*{فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى فأكلا منها فبدت لهما سوأتهما }(طه 120 - 121 )

*{فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وري عنهما سوأتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة  إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين }(الأعراف 20 )

*{الشيطان يعدكم بالفقر ويأمركم بالفحشاء} (البقرة 268)

*{إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان } (المائدة 90)

فيفتن الشيطان المؤمنين ويغويهم

 

تخويف المؤمنين

لقد جاء في القرآن الكريم:

*{إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} (آل عمران 175)

فيخوفهم أيضاً

إضراره المؤمنين ويعذبهم

لقد جاء في القرآن الكريم:

*{يتخبطه الشيطان من المس } (البقرة 275)

*{واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أنى مسني الشيطان بنصب وعذاب } (ص 41)

*{وإما ينزغنك من الشيطان نزغ } (الأعراف 200)

*{وإما ينزغنك من الشيطان نزغ } (فصلت 36)

        إن الشيطان يضر المؤمنين ويعذبهم

خداع المؤمنين

لقد جاء في القرآن الكريم:

*{وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون } (الأنعام 43)

*{وإذا زين لهم الشيطان أعمالهم } (الأنفال 48)

*{فزين لهم الشيطان أعمالهم } (النحل 63)

*{وزين لهم الشيطان أعمالهم وصدهم عن السبيل} (العنكبوت 38)

*{وزين لهم الشيطان أعمالهم وصدهم عن السبيل} (النمل 24)

*{وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته } (الحج 52)

ويخدع الشيطان المؤمنين

 

ينسي الشيطان المؤمنين

لقد جاء في القرآن الكريم:

*{وإما ينسينك الشيطان } (الأنعام 68)

*{استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله } (المجادلة 19)

*{فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره} (الكهف 63)

*{فأنساه الشيطان ذكر ربه} (يوسف 42)

فينسي المؤمنين عما يجب ذكره

 

يكذب الشيطان

لقد جاء في القرآن الكريم:

*{ووعدتكم وأخلفتكم} (إبراهيم 22)

*{فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وري عنهما سوأتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة  إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين }(الأعراف 20 )

الشيطان كذاب

الخلاصة

بالخلاصة، قد وجدنا أن الشيطان كافر ومتكبر ومتمرد وكذاب، ويريد السيطرة الكاملة على البشر. كان سبب طرد آدم وحواء من الجنة لأنهما أصغيا إلى وسوسته ، وهو مصدر العداوة والكراهية. يصد المؤمنين عن الصراط المستقيم ويضلهم ويفتنهم ويغويهم ويخوفهم ويضرهم ويعذبهم ويخدعهم وينسيهم.

 

كيف ننتصر على الشيطان؟

هل نحن الضعفاء قادرون على تغلب الشيطان لوحدنا (بقوتنا الخاصة)؟ 

ألن نخسر وننهزم أمامه لوحدنا؟

إن كان أبوينا آدم وحواء قد انهزما للشيطان،  أنحن أحسن منهما؟

من أين نحصل على القدرة لنغلبه ؟ 

ألا نحتاج إلى من هو أقوى من الشيطان ليغلبه عنا؟

 

هل البشر ينتصر على الشيطان الرجيم؟

        بالطبع الله أكبر من الشيطان ومن أي شيء آخر.  لا يغلبه أحد.  لكن هل من البشر أحد غلبه؟  جاء في القرآن الكريم :

*{إن الإنسان لظلوم كفار} (إبراهيم 34)

*{إن الإنسان لكفور} (الحج 66)

*{إن الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون} (يونس 44)

*{ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة} (النحل 61)

*{قُتِلَ الإنسانُ ما أكفره} (عبس 17)

*{إنه كان ظلوماً جهولاً }(الأحزاب 72)

*{إن النفس لأمّارة بالسوء} (يوسف 53)

*{إن الإنسان لكفور مبين} (الزخرف 15)

*{فإن الإنسان كفور} (الشورى 48)

*{وكان الإنسان كفوراً} (الإسراء 67)

من الواضح مما جاء في القرآن الكريم أن البشر جميعا خطّاءون ومذنبون، وأن الشيطان قد غلبهم جميعاً وأوقعهم في الكفر والظلم والخطيئة.

 

هل انتصر الأنبياء على الشيطان الرجيم؟  

نلاحظ أن القرآن الكريم لا يستثني الأنبياء أبداً عندما يذكر الذنوب.  وبالفعل، نجد أن ليس فقط الناس العاديون ينهزمون أمام الشيطان، لكن الأنبياء (عدا واحد منهم) أيضاً انهزموا، كما جاء في القرآن الكريم :

عن آدم و حواء:

*{ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} ( الأعراف 23)

*{ وعصى آدم ربه فغوى} ( طه 121). 

عن نوح:

*{و إلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين} (هود  47)

*{ رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات} ( نوح 28). 

عن إبراهيم:

*{ والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين} (الشعراء 82)

*{ رب اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب} (إبراهيم 41). 

عن موسى:

*{ فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان ... قال رب ظلمت نفسي فاغفر لي} (القصص 15-16)

عن هارون:

*{ ألا تتّبعن أفعصيتَ أمري} (طه 93)

عن موسى وهارون معا:

*{ قال رب اغفر لي ولأخي} (الأعراف 151)

*{إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا} (الشعراء 51)

عن داود:

*{فاستغفرَ ربه} (صاد 24)

عن سليمان:

*{ إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي ...قال ربي اغفر لي} (صاد 32،35)

عن يونس:

*{ إني كنت من الظالمين } (الأنبياء 87)

*{ فالتقمه الحوت وهو مليم} (الصافات 142)

عن محمد (ص):

*{ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر}(الفتح 2) 

*{ واستغفرْ لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات} (محمد 19)

*{ واستغفرْ لذنبك وسبح بحمد ربك} (المؤمن أو غافر 55)

*{ واستغفرْ الله} (النساء 106)

*{ عبس وتولى إذ جاءه الأعمى} (عبس 1-2)

*{ فسبح بحمد ربك واستغفرْه} (النصر 3)

*{ وضعنا عنك وزرك}(الانشراح 2)

*{ وقل رب اغفر وارحم}(المؤمنين 118)

بالخلاصة، نعم بكل تأكيد، جميع هؤلاء الأنبياء والرسل قد انهزموا للشيطان. 

من هو الذي لم يرتكب أي ذنب أو خطيئة؟ 

هناك واحد، هو المسيح عيسى بن مريم، ما جاء في القرآن الكريم أبداً  أنه ارتكب ذنباً أو خطيئة أو أنه استغفر ربه .  وهو مميز في القرآن الكريم ليس فقط لعدم انتساب القرآن الكريم أي ذنب أو إثم أو عصيان له.

        وفوق ذلك، إنه جاء في القرآن الكريم عن عصمة المسيح عيسى من أي ذنب، لوم، ظلم، خطيئة أو عصيان التي تميز بها الأنبياء المذكورون أعلاه.  جاء في القرآن الكريم عن المسيح عيسى بن مريم:

*{قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً} (أي طاهراً وبدون أي خطيئة - مريم 19) ولا يصف القرآن الكريم أحداً غير المسيح عيسى بن مريم بأنه {زكي}.

        فامتاز المسيح عيسى بن مريم بأنه الزكي الوحيد بين الأنبياء والبشر – الوحيد الذي لم يغلبه الشيطان.

 

ما هي امتيازاته الأخرى؟

وامتاز المسيح عيسى بن مريم أيضاً بأنه الوجيه الوحيد في الدنيا والآخرة.  لم تجئ كلمة "وجيها" في القرآن الكريم إلا مرتان فقط، في هاتين الآيتين :

*{إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين} (آل عمران 45)

*{يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين أذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها} (الأحزاب 69)

        فتفرد المسيح أيضاً بأنه الوجيه الوحيد في الدنيا والآخرة.  لكن كما رأينا سابقاً، قد غلب الشيطان موسى، كما جاء في القرآن الكريم :

*{ فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان ... قال رب ظلمت نفسي فاغفر لي} (القصص 15-16)

        فغلب الشيطان موسى، لكنه لم يقدر على المسيح عيسى بن مريم.

هل سبق له أن يغلب الشيطان؟

إضافة إلى ما سبق، فإن المسيح عيسى بن مريم الوحيد بين جميع الأنبياء والرسل جاء في القرآن الكريم أنه أحيى الموتى، وبذلك قهر الشيطان الذي يعمل لموت الإنسان، كما جاء في القرآن الكريم :

*{ فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان ... قال رب ظلمت نفسي فاغفر لي} (القصص 15-16)

من كان المسيح عيسى بن مريم قاهرا عليه وأحيى الموتى كما جاء في القرآن الكريم:  

*{إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحي الموتى بإذن الله} (آل عمران 49)

*{ وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيراً بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني} (المائدة 110)

        فبإحيائه الموتى، وإخراجه إياهم، قد انتصر المسيح عيسى بن مريم انتصاراً تاماً على الشيطان.  وبالطبع كان المسيح عيسى بن مريم الوحيد الذي أحيى الموتى وأخرجهم وبذلك تغلب على الشيطان.
 

هل هو قادر على تغلب الشيطان الآن؟

هل الميت يغلب أحداً؟  كلا، فقد خسر أمامه.  والمسيح عيسى بن مريم هو الحي الوحيد من بين جميع الرسل والأنبياء .

كما جاء في القرآن الكريم :

*{وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم، فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم} (المائدة 117)

 في هذه الآية ، يتكلم المسيح عيسى مع الله تعالى ، فالمتكلم هو حي .   وبما إنه حي ، هو قادر على تغلب الشيطان.

 

هل لديه القوة الكافية ليغلب الشيطان؟

وأخيراً ، لم يكن لسيدنا المسيح عيسى بن مريم فقط قوة بشرية، بل لديه أيضاً قوة

إلهية، مستمدة من روح الله .  لأن المسيح عيسى له طبيعة بشرية من أمه مريم، وله أيضاً طبيعة من روح الله، كما جاء في القرآن الكريم : 

*{ والتي أحصنت فرجها ونفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين} (الأنبياء 91) *{ ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا} (التحريم 12)

        لذلك له قوة الله الجبار ليغلب الشيطان الرجيم. دون هذه القوة، لا أحد يغلبه.  لا يقدر الشيطان على روح الله. 
 

الفوز الكبير

لقد ذكرنا سابقاً كيف انتصر المسيح عيسى بن مريم على الشيطان عند إحيائه الموتى.  وبالفعل، هناك فوز أكبر من إحياء الموتى. 

لقد جاء في القرآن الكريم :

{السلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا} (مريم 33)

{وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم، فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم} (المائدة 117)

نلاحظ أولاً أن المسيح عيسى بن مريم تفرد بإلقائه السلام على نفسه!  لماذا؟  كان له السلطة في ذلك.  وماذا يعنى العبارة {أبعث حيا}؟  إنه بُعِثَ من الموت إلى الحياة. ومتى حدث هذا البعث؟  بعد يوم موته ، كما جاء، {ويوم أموت ويوم أبعث حيا}.  وماذا يعني تكلم السيد المسيح عيسى بن مريم مع الله تعالى في الآية الثانية ؟

كما جاء في القرآن الكريم :

{وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم، فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم}

        هذا الحديث يعني أولاً أن المسيح عيسى كان حياً عند الله عندما تكلم بهذا الكلام، لأن الميت لا يتكلم.  ثانياً، دار هذا الحديث في الماضي، كما جاء في القرآن الكريم :

{وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم، فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم}

هنا جاء في القرآن الكريم أربعة أفعال ماضية، فمن المؤكد كان هذا الحدث في الماضي.  إذا، كان المسيح حياً ويكلم الله تعالى قبل نزول القرآن الكريم .  ثالثاً، كلم المسيح الله تعالى بعد وفاته، كما جاء {وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم، فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم}.  ففي القرآن الكريم تعني كلمة "توفى" إما الموت (22 مرة) أو النوم (مرتان فقط)، فمن الواضح أن المعنى هنا الموت.  إذاً، كان المسيح حياً بعد موته.  وماذا يعني هذا؟  كما جاء في القرآن الكريم:

{السلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا} (مريم 33)

فيؤكد القرآن الكريم صحة هذه النقطة لأنه جاء في هذه الآية أولاً الولادة، ثم الموت، وأخيرا البعث. 

ولعل أحداً يناقش هذا الأمر الواضح بكلام فارغ، مدعياً أن البعث المقصود هنا البعث هو في يوم القيامة، دعنا نتذكر أن المسيح كان حياً بعد موته، أي بُعِثَ من الموت إلى الحياة.  و جاء في القرآن الكريم أيضاً حول هذا الموضوع:

{ يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة} (آل عمران 55)

أولا كان الموت ثم الرفع ثم تطهيره من الكفار ثم جعل أتباعه فوق الكفار وأخيراً، يوم القيامة.  فكان البعث بعد الموت وقبل الرفع، كما جاء في القرآن الكريم {أبعث حيا}، وذلك قبل عصر القرآن الكريم، كما جاء، {فلما توفيتني } ( أي في الماضي عند نزول القرآن الكريم ). 

لقد قلنا سابقاً أن الشيطان لا يقدر أن يغلب روح الله، وعندما حاول الشيطان أن يغلب المسيح عيسى بن مريم الذي تكوّن من نفخة روح الله، قد فشل تماماً، لأن الله بعثه من الموت إلى الحياة.  وبذلك، المسيح عيسى قد غلبه عند بعثه من الموت.  ولا عجب، لأن من تكوّن من نفخة روح الله في أمه، له قوة هذا الروح وسلطان على الموت بروح الله الحي المحيي.  ومن أحيى الموتى بذلك القوة،  قد غلب الشيطان أيضاً عند بعثه من الموت إلى الحياة، وذلك هو الفوز العظيم.  

فلماذا ألقى المسيح عيسى بن مريم السلام على نفسه ؟  لأنه كان له السلطة في ذلك لأنه كان له سلطان على الموت والحياة أيضاً. 

 

خلاصة مؤهلات هذا المجاهد

        بالخلاصة، المسيح عيسى بن مريم هو الطريق الوحيد للتغلب على الشيطان الرجيم.

1.   هو وحده زكي لم يرتكب أي ذنب،

2.   *هو وحده وجيه في الدنيا والآخرة،

3.   هو وحده قادر على إحياء الموتى،

4.   هو وحده له القوة روح الله الجبارة للتغلب على الشيطان الرجيم. 

5.   هو فعلاً ليس فقط قادراً على التغلب على الشيطان، بل قد غلبه فعلاً. المسيح عيسى بن مريم ، قاهر الشيطان، هو المجاهد الأمثل. هو سر التغلب على الشيطان الرجيم .

 

الخلاصة

هل تبتغي للجهاد الحق - مرضاة الله تعالى من كل نفسك وقلبك وبكل ما لك؟

هل تعرف أنك مذنب وخاطئ بحاجة إلى غفران الله تعالى؟

هل أنت مستعد للتعايش الظروف الصعبة؟

هل تريد علاقة حميمة مع الله تعالى؟

هل ترى نفسك غير قادر على مجابهة العدو المبين الشيطان الرجيم، ذلك الكافر المتكبر المتمرد الكذاب، الذي يريد السيطرة الكاملة على البشر، والذي كان سبب طرد آدم وحواء من الجنة لأنهما أصغيا إلى وسوسته ، وهو مصدر العداوة والكراهية، ويصد المؤمنين عن الصراط المستقيم ويضلهم ويفتنهم ويغويهم ويخوفهم ويضرهم ويعذبهم ويخدعهم وينسيهم؟

        هل تدرك استحالة التغلب على الشيطان بنفسك؟

        هل تريد عون المسيح الذي سبق وغلبه؟

هل تعلم أن المسيح عيسى بن مريم وحده معصوم عن الذنوب؟

        هل تريد عون من هو وجيه في الدنيا والآخرة؟

        هل تريد عون من هو حي وليس ميتاً؟

        هل تريد قوة الله الجبار الذي نفخ فيه لمقاومة هجمات الشيطان؟

إن أردت مرضاة الله بكل قلبك، وإقامة علاقة حميمة معه تعالى، وإذا وجدت نفسك خطاء بحاجة للعون الإلهي والغفران للتغلب على ذلك الشيطان والتخلص من عاداتك السيئة وخطاياك الباطنة والظاهرة، ادع الله بمثل هذا الدعاء:

ربي، لست أهلاً أن أقترب إليك بنفسي أيها القدوس النور

ربي، أنني إنسان خطاء أثيم فأنت العدل البار

ربي، أتوب عن ذنوبي من كل قلبي أيها التواب الرؤوف

فارحمني واغفر سيئاتي، أيها الغفور الرحيم

ربي، أريد علاقة حميمة معك أيها القريب الودود

ولا أرغب بعد الانهزام أمام الشيطان، فأنت القدير القهار

ربي، أريد عونك من خلال المسيح عيسى ، أيها الجبار العزيز

أدعوك يا من بعثت المسيح عيسى من الموت إلى الحياة، أيها الباعث الرافع

فجدد نفسي أيها المصور البارئ

وأعطني حياة طاهرة كالمسيح عيسى بن مريم، أيها الحي المحيي

هبني انتصار المسيح عيسى أيها الوكيل الملك

ربي، دع روحك الذي نفخته فيه يأتيني ويملأني، أيها الوهاب الفتاح

بشفاعة المسيح عيسى بن مريم استجب لي، أيها السميع المجيب

آمين

سورة الذاريات الآية 56

الصفحة الرئيسية