Copyright © 2008 All rights reserved Good Way
«إنجيل» كلمة يونانية معناها «الخبر الطيب أو البشارة السارة» وصاحب الإنجيل وموضوعه هو ربنا يسوع المسيح الذي تجسد وصنع الفداء للبشر بموته وصعوده إلى السماء.
والذين دونوا هذا الإنجيل المسمى العهد الجديد ثمانية وهم متى ومرقس ولوقا ويوحنا وبولس وبطرس ويعقوب ويهوذا وقد دونوا كل كلمة منه وهم مسوقون من الروح القدس (2 بط 1: 21 مت 10: 20).
وعدد أسفار العهد الجديد سبعة وعشرون سفراً، أولها إنجيل متى وآخرها سفر الرؤيا.
وهو الكتاب الذي تسلّمته واعتمدته الكنيسة من عصر الرسل إلى الآن وقد ختمه الوحي الإلهي بقوله: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَزِيدُ عَلَى هٰذَا يَزِيدُ ٱللّٰهُ عَلَيْهِ ٱلضَّرَبَاتِ ٱلْمَكْتُوبَةَ فِي هٰذَا ٱلْكِتَابِ. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْذِفُ مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ هٰذِهِ ٱلنُّبُّوَةِ يَحْذِفُ ٱللّٰهُ نَصِيبَهُ مِنْ سِفْرِ ٱلْحَيَاةِ، وَمِنَ ٱلْمَدِينَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، وَمِنَ ٱلْمَكْتُوبِ فِي هٰذَا ٱلْكِتَابِ» (رؤيا 22: 18 و19).
و «برنابا» معناه «ابن الوعظ» وهو اسم دعا به الرسل رجلاً اسمه يوسف، وهو لاوي قبرسي الجنس وكان له حقل باعه وأتى بالدراهم ووضعها عند أرجل الرسل (أع 4: 36 و37).
وبرنابا هو أخو مريم أم مرقس البشير صاحبة علية أورشليم التي كان بيتها مكاناً للصلاة واجتماعات الرسل (أع 12: 12، كو 4: 10).
وهو الذي أخذ بولس وأحضره إلى الرسل وحدثهم كيف أبصر الرب في الطريق وأنه كلمه وكيف جاهر في دمشق باسم الرب يسوع (أع 9: 27).
وهو الذي أرسله الرسل من أورشليم إلى أنطاكية حيث «وَعَظَ ٱلْجَمِيعَ أَنْ يَثْبُتُوا فِي ٱلرَّبِّ بِعَزْمِ ٱلْقَلْبِ لأَنَّهُ كَانَ رَجُلاً صَالِحاً وَمُمْتَلِئاً مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَٱلإِيمَانِ» (أع 11: 23-24).
وهو الذي قال عنه الروح القدس: «اَفْرِزُوا لِي بَرْنَابَا وَشَاوُلَ لِلْعَمَلِ ٱلَّذِي دَعَوْتُهُمَا إِلَيْهِ» (أع 13: 2).
وهو الذي قام برحلة تبشيرية مع بولس إلى قبرس وبرجة بمفيلية وأنطاكية بيسيدية وايقونية ولسترة ودربة ثم رجعا إلى أنطاكية (أع 14: 27).
وهو الذي أرسلته كنيسة أنطاكية مع بولس إلى أورشليم من أجل مسئلة الختان (أع 12: 1 و2) وهو الذي حمل مع بولس وسيلا تقرير مجمع أورشليم عن خلاص الأمم بالإيمان لا بالختان (أع 15: 22-30).
وهو الذي سافر مع مرقس إلى قبرس أع 15: 39 حيث استشهد سنة 56م.
والآن بعد أن عرفنا هذا نبدأ بتفنيد الكتاب المسمى «إنجيل برنانا» الذي لم يكتب إلا في سنة 1575 م (1) (مقدمة مترجم إنجيل برنابا دكتور خليل سعادة صفحة ز سطر 11-18 وصفحة د سطر 13-18) والذي ألّفه هو الراهب الإيطالي فرامارينو في أيام البابا سكتس الخامس، مدعياً أنه اختلسه من مكتبة البابا.
ومن أمر هذا الراهب أنه أراد أن يكون كاردينالاً. ولما رأى البابا أنه لا يستحق لأنه راهب شهواني ميال إلى سرقة أعراض الراهبات أسقطه من قائمة المرتقين في الرتب الكنسية وحرمه وطرده طرداً شنيعاً فاغتاظ واعتنق الدين الإسلامي في الحال على يد بعض الدراويش الصوفية المتجولين من أهل الأندلس والمغرب المنتشرين في إيطاليا (2) (كتاب خوذة الخلاص من شرك إنجيل برنابا الفراماريني القناص تأليف الشيخ اسكندر عبد المسيح الباجوري صفحة 63، 86، 87).
وأراد أن يكيد للمسيحيين فلفق كتابه الذي سماه إنجيلاً وهو لا يمت للإنجيل بصلة ثم نسبه لبرنابا وهو لا يمت لبرنابا بصلة!
ومما يدل على زيف هذا المؤلف ادعاؤه أن برنابا من الرسل الاثني عشر، مع أن أسماء الرسل الاثني عشر مشهورة وقد ذكرت في الإنجيل أربعة مرات (مت 10: 1-5، مر 3: 14-19، لو 6: 12-16، أع 1: 12 وبرنابا ليس منهم!
والشواهد التي اقتبسها من العهد القديم ليست من العبرانية ولا من الترجمة السبعينية كما فعل كتبة العهد الجديد بل من الترجمة اللاتينية، والترجمة اللاتينية تمت في فجر القرن الخامس!
ولم يذكر إنجيل برنابا في جدول أسماء الكتب المقدسة التي وضعتها المجامع! ولم يؤمن بإنجيل برنابا أية طائفة مسيحية قديماً أو حديثاً على الإطلاق!
وكذلك اعتقد بتزييف إنجيل برنابا علماء المسلمين المدققين مثل دكتور محمد شفيق غربال الذي كتب عنه في الموسوعة العربية في أخبار اليوم بتاريخ 25/10/1959.
ومن الأدلة الداخلية على تلفيق إنجيل برنابا وأنه لم يكتب أيام الرسل إطلاقاً ما جاء فيه من أقوال القديس أوغسطينوس الذي ظهر في القرن الرابع (سنة 354-430) (1) (اعترافات القديس أغسطينوس النسخة الإنكليزية والنسخة العربية صفحة 6-9) وأقوال الشاعر دانتي الذي ظهر في القرن الرابع عشر، وما جاء فيه من عوائد ومصطلحات غريبة من رواسب العصور الوسطى!
وبما أن المؤلف فرامارينو كان مسيحياً وأسلم جاء كتابه مخالفاً للإسلام لأن المؤلف دخيل على الإسلام!
وجاء كتابه مخالفاً للمسيحية لأن المؤلف مرتد عن المسيحية!
وجاء كتابه مخالفاً لليهودية لأن المؤلف مسيحي أسلم فلا يكترث باليهودية.
وجاء كتابه مخالفاً للعلم لأن المؤلف ليس من أهل العلم فهو يخبط خبط عشواء في الحقائق العلمية والتاريخية والجغرافية!
وجاء كتابه مخالفاً للأخلاق والشيء من معدنه لا يستغرب ويكفي أن المؤلف ادعى أنه وجد كتابه في مكتبة البابا وسرقه في غفلة عنه (1) (مقدمة مترجم إنجيل برنابا دكتور خليل سعادة ص هـ سطر 1وص ز سطر 2).
فادّعى السرقة من مكتبة البابا إمعاناً في التمويه ليكسو مؤلفه ثوباً من القدم ونسي أن كتابه يحمل في طياته أدلة عدم أقدميته! وأدلة كذبه وخداعه!
وإني بنعمة الله سأميط اللثام عن هذا بالتفصيل وما قصدت من وراء هذا الدرس الدقيق والبحث العميق إلا أن ألفت أنظار الناس جميعاً إلى الكتاب المقدس المعصوم الكامل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وأن أحذّر عن بيّنة الذين يجرون وراء كتاب متأخر مزيف ويعتبرونه كتاباً منزلاً ويستشهدون به مع أنه موضوع مدسوس ليكون حرباً عواناً ضد التوراة والإنجيل والقرآن!
وأرجو أن أكون قد أديت بعض ما عليّ لله وللوطن وللحق والعلم؟
يسى منصور
فادعى أن يسوع قال:
«الحق أقول لكم أنه لو لم يمح الحق من كتاب موسى لما أعطى الله داود أبانا الكتاب الثاني. ولو لم يفسد كتاب داود لم يعهد الله بإنجيله إلي، لأن الرب إلهنا غير متغير ولقد نطق رسالة واحدة لكل البشر. فمتى جاء رسول الله (يقصد محمد) يجيء ليطهر كل ما أفسد الفجار من كتابي» (إنجيل برنابا فصل 124: 8-10).
ونحن نقول:
هنا يبدأ الكفر على أتمه. فكاتب إنجيل برنابا يرى أن الله لم يحفظ الحق في كتاب موسى فأرسل داود بكتاب آخر. ومما يؤلم أنه تعالى لم يحفظ كتاب داود أيضاً من الفساد لذلك أ رسل الله المسيح بالإنجيل. ولكنه أيضاً لن يوقف الفجار عن إفساد إنجيله أيضاً. لذلك سيأتي محمد ليطهر الإنجيل من ذلك الفساد المزعوم!
يقول في عدد 9 «لأن الرب إلهنا غير متغير ولقد نطق رسالة واحدة لكل البشر».
ونحن نقول: لماذا إذاً تغيرت هذه الرسالة الإلهية ما دام مؤلفها غير متغير! فبديهي أن الكامل لا يخرج إلا الكمال والحق الذي لا يتغير لا يخرج إلا الحق الذي لا يتغير!
وإذا كان لنا أن نصدق هذا البهتان أن الله لم يحفظ كتابه فلنسأل القرآن رأيه في التوراة والإنجيل والزبور لنرى كيف ومتى أصابها الباطل أو الفساد المزعوم؟!
جاء في القرآن:
«وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ ٱلإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ ٱلإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ ٱللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ ٱللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ» (سورة المائدة 5: 46 و47).
فالقرآن يحكم أن توراة موسى وهي بين يدي المسيح صحيحة تشهد له نبواتها عن مجيئه ثم بعد ذلك يشهد بصحة الإنجيل ويقول إن فيه هدى من الله ومصدقاً للتوراة.
فإذا كان هذا هو حكم القرآن على صحة الكتابين فمتى فسدا كما يدعي صاحب إنجيل برنابا؟ هل قبْل القرآن؟ إذاً كيف يشهد القرآن لهما بالحق هذا صريحاً؟ أو هل بعد القرآن؟ إذاً أرونا أرونا يا قوم الكتاب الصحيح: لنرى صحة مدعياتكم! أما دار في خلدكم أن إنجيل برنابا إنه هو الصحيح؟ إذا فاعلموا أنه شهد بزوال الحق عن توراة موسى وبفساد إنجيل المسيح! وبذلك ناقض ما علمه القرآن من ناحية وادعى أن محمداً مكلف بإصلاح إنجيل المسيح فقط! إذا لماذا عدل محمد عن إصلاح الإنجيل كما زعمتم ونزل عليه القرآن؟ هل أصلح محمد إنجيل برنابا أم تركه كما هو؟ يا قوم قبل أن تقدموا على نشر هذه الخزعبلات الساقطة فكروا فقد يصيب السهم حامله أحياناً!!
وادعى مؤلف إنجيل برنابا أيضاً أن يسوع قال:
«سأطلبن في ذلك اليوم عدلاً بدون حرمة لهؤلاء الذين يحتقرون كلامي. ولا سيما أولئك الذين ينجّسون إنجيلي» (فصلي 28: 21 و22).
ونحن نقول: هل تنجس الإنجيل ولم يبق على المذهب الصحيح إلاّ برنابا المزعوم وحده؟
ومعلوم لدى الخاص والعام أنه ليس القرآن وحده يشهد بصحة التوراة والإنجيل والزبور بل يشهد بذلك مفسري القرآن أيضاً!
قال الإمام الفخر الرازي:
«كيف يمكن التحريف في الكتاب الذي بلغت آحاد حروفه وكلماته مبلغ التواتر المشهور في الشرق والغرب؟» (الرازي جزء 3 صفحة 337).
وقال الأستاذ العقاد:
«إن الرسل «المسيحيين» لم يكذبوا في ما رووه وفيما قالوا أنهم رأوا أو سمعوا ممن رووه» (عبقرية المسيح ص 118).
جاء في إنجيل برنابا فصل 42: 4-10
«لذلك أرسلوا (رؤساء الكهنة) اللاويين وبعض الكتبة يسألونه قائلين: من أنت؟».
فاعترف يسوع وقال: «الحق أني لست المسيا».
فقالوا: «أأنت إيليا أو إرميا أو أحد الأنبياء القدماء؟».
أجاب يسوع: «كلا».
حينئذ قالوا: «من أنت لنشهد للذين أرسلونا؟».
وقال حينئذ يسوع: «أنا صوت صارخ في اليهودية كلها يصرخ أعدوا طريق رسول الرب كما هو مكتوب في إشعياء».
قالوا: «إذا لم تكن المسيح ولا إيليا أو نبياً ما فلماذا تبشر بتعليم جديد وتجعل نفسك أعظم شأناً من مسيا؟».
أجاب يسوع: «إن الآيات التي يفعلها الله على يدي تظهر إني أتكلم بما يريد الله. ولست أحسب نفسي نظير الذي تقولون عنه لأني لست أهلاً أن أحل رباطات جرموق أو سيور حذاء رسول الله الذي تسمونه مسيا. الذي خلق قبلي. وسيأتي بعدي وسيأتي بكلام الحق ولا يكون لدينه نهاية».
وجاء في إنجيل برنابا فصل 97: 13-18
«فقال حينئذ الكاهن: ماذا يسمى مسيا؟ وما هي العلامة التي تعلن عن مجيئه؟ أجاب يسوع: إن اسم مسيا عجيب لأن الله نفسه سماه لما خلق نفسه ووضعها في بهاء سماوي». قال الله: «اصبر يا محمد لأني لأجلك أريد أن أخلق الجنة والعالم وجمعاً غفيراً من الخلائق التي أهبها لك حتى أن من يباركك يكون مباركاً ومن يلعنك يكون ملعوناً. ومتى أرسلتك إلى العالم أجعلك رسولي للخلاص وتكون كلمتك صادقة حتى أن السماء والأرض تهنان ولكن إيمانك لا يهين أبداً. إن اسمه المبارك محمد».
حينئذ رفع الجمهور أصواتهم قائلين: «أيا الله أرسل لنا رسولك، محمد تعال سريعاً لخلاص العالم؟».
وجاء في إنجيل برنابا فصل 96: 1-15
«ولما انتهت الصلاة قال الكاهن بصوت عال: قف يا يسوع لأنه يجب علينا أن نعرف من أنت تسكيتاً لأمتنا».
أجاب يسوع: «أنا يسوع ابن مريم من نسل داود بشر مائت ويخاف الله وأطلب أن لا يعطى الإكرام والمجد إلا لله».
أجاب الكاهن: «إنه مكتوب في كتاب موسى إن إلهنا سيرسل لنا مسيا الذي سيأتي ليخبر بما يريد الله وسيأتي للعالم برحمة الله، لذلك أرجوك أن تقول لنا الحق هل أنت مسيا الله الذي ننتظره؟».
أجاب يسوع: «حقاً أن الله وعد هكذا ولكنني لست هو لأنه خلق قبلي وسيأتي بعدي».
أجاب الكاهن: «أننا نعتقد من كلامك وآياتك على كال حال إنك نبي وقدوس الله. لذلك أرجوك باسم اليهودية كلها وإسرائيل أن تفيدنا حباً في الله بأية كيفية سيأتي مسيا؟».
أجاب يسوع: «لعمر الله الذي تقف بحضرته نفسي إني لست مسيا الذي تنتظره كل قبائل الأرض كما وعد الله أبانا إبراهيم قائلاً بنسلك أبارك كل قبائل الأرض. ولكن عندما يأخذني الله من هذا العالم سيثير الشيطان مرة أخرى هذه الفتنة الملعونة بأن يحمل عادمي التقوى على الاعتقاد بأني الله وابن الله. فيتنجّس بسبب ذلك كلامي وتعليمي حتى لا يكاد يبقى ثلاثون مؤمناً. حينئذ يرحم الله العالم ويرسل رسوله الذي خلق كل الأشياء لأجله. الذي سيأتي من الجنوب بقوة وسيبيد الأصنام وعبدة الأصنام. وسينتزع من الشيطان سلطته على البشر وسيأتي رحمة الله لخلاص الذين يؤمنون به. وسيكون من يؤمن بكلامه مباركاً».
وجاء في إنجيل برنابا فصل 206: 1-5
«ولما جاء النهار صعد يسوع إلى الهيكل مع جم غفير من الشعب فاقترب منه رئيس الكهنة قائلاً: قل لي يا يسوع أنسيت كل ما كنت قد اعترفت به من أنك لست الله ولا ابن الله ولا مسيا؟».
أجاب يسوع: «لا البتة لم أنس. لأن هذا هو الاعتراف الذي أشهد به أمام كرسي دينونة الله في يوم الدينونة. لأن كل ما كتب في كتاب موسى صحيح كل الصحة فإن الله خالقنا أحد وأنا عبد الله وأرغب في خدمة رسول الله الذي تسمونه مسيا».
وجاء في إنجيل برنابا فصل 112: 17، 18
«ولكن متى جاء محمد رسول الله المقدس تزال عني هذه الوصمة. وسيفعل الله ذلك لأني اعترفت بحقيقة مسيا الذي سيعطيني هذا الجزاء أي أن أعرف إني حي وإني بريء من وصمة تلك الميتة».
ونحن نقول:
إنه بعكس جميع هذه الأقوال نجد القرآن يصرح بوضوح أن المسيح هو عيسى ابن مريم لا سواه. وقد ذكر القرآن لقب المسيح لعيسى ابن مريم 11 مرة نذكر منها:
1 - «إِذْ قَالَتِ ٱلْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ ٱسْمُهُ ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ» (سورة آل عمران 3: 45).
2 - «إِنَّمَا ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ» (سورة النساء 4: 171).
والذي لا يجهله أحد من أهل الاطلاع والعلم أنه لا يوجد البتة في القرآن والسنة والحديث والسيرة، ولا عند المفسرين والمتكلمين والصوفيين ولا عند أي مسلم في غضون التاريخ، قديماً وحديثاً، سواء كتب أن تحدث أو فكر في الصميم نفسه، أي أثر لإشارة ولو خاطفة أو عابرة إلى أن السيد المسيح هو غير عيسى ابن مريم. وكذلك عند جميع الشعب في مخلفاتهم الفكرية والتاريخية والفنية.
فالجميع من مسلمين وغير مسلمين، في كل عصر ومصر، يعرفون ويشهدون أن المسيح الذي عبده ويعبده المسيحيون في جميع أقطار الأرض، منذ وجودهم وباسمه يتسمون. والجميع يعرفون ويشهدون أن محمداً بن عبد لله وآمنة هو نبي المسلمين، وأنه لم يدع قط أنه غير ما في حقيقته.
وبإزاء هذه الشهادة الجامعة المانعة ينتصب صاحب إنجيل برنابا ليكذب بكل وقاحة القرآن والإسلام والمسلمين والناس أجمعين مدعياً أن المسيح هو محمد بن عبد الله وآمنة، لا عيسى كلمة الله ابن مريم!!
أ - لقد نسب إنجيل برنابا للمسيح عدم الإخلاص - كما في قوله: -
«أجاب يسوع: عساني أن أنال من الله قصاصاً في هذا العالم لأني لم أخدمه بإخلاص كما يجب علي أن أفعل» (فصل 198: 12).
وهذا يخالف قول القرآن عنه «وَجِيهاً فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ» (سورة آل عمران 3: 45).
وقد قال الإمام فخر الرازي في تفسيره «هي براءة من العيوب في الدنيا وعلو درجته في الآخرة».
ب - ونسب إليه أيضاً الجبن والخوف كقوله:
«ولما دنت الجنود مع يهوذا من المحل الذي كان فيه يسوع سمع يسوع دنو جم غفير. فلذلك انسحب إلى البيت خائفاً» (فضل 215: 1 و2).
مع أن القرآن يقول «أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ ٱللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ» (سورة يونس 10: 62).
ويقول القرآن أيضاً «لاَ تَخَفْ إِنِّي لاَ يَخَافُ لَدَيَّ ٱلْمُرْسَلُونَ» (سورة النمل 27: 10).
فكيف يخاف يسوع؟ يسوع الذي لثباته ارتعب أقوى الحكام فتكاً وبطشاً، كما قال الإنجيل عن بيلاطس أنه لما سمع عن يسوع «ازداد خوفاً» (يو 19: 8) وخضعت لسلطانه الزوابع العاتية والأمواج الجبارة (مر 4: 39) وهربت من ضياء وجهه الأرواح الشريرة الهائجة (مر 5: 7) ولم يحرك ساكناً لمناوءة الجماهير (يو 8: 59) ولا لحيل الحكام ومؤامرتهم (لو 13: 31) وإذا كان داود يقول «اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي، مِمَّنْ أَخَافُ؟ ٱلرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي، مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟» (مز 27: 1).
وإذا كان أليشع لم يخف حصار الألوف له (2 مل 6: 14-20) فهل يسوع خالق الكل أقل شجاعة من خليقته؟!
ج - ونسب إليه العجز الكلي كما في قوله:
«فإني وأنا لا طاقة لي أن أخلق ذبابة بل إني زائل وفان لا أقدر أن أعطيكم شيئاً نافعاً لأني أنا نفسي في حاجة إلى كل شيء. فكيف أقدر إذاً أن أعينكم في كل شيء كما هو شأن الله أن يفعل» (فصل 128: 8 و9).
وهكذا يخالف قول القرآن «إِذْ قَالَ ٱللَّهُ يَا عِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ٱذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ تُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ وَٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ ٱلطِّينِ كَهَيْئَةِ ٱلطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ ٱلأَكْمَهَ وَٱلأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ ٱلْمَوْتَى بِإِذْنِي» (سورة المائدة 5: 110).
فأيا من القولين يصدق المسلم؟ القول بزوال المسيح وعدم قدرته حتى على خلق ذبابة؟ أم يصدق القرآن المعترف بقدرة المسيح على خلق الطير وإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى بإذن الله؟
د - ونسب له الحقارة وعدم الصلاح كقوله:
«لأني أنا الطين والتراب خادم خدمك ولم أحسب نفسي قط خادماً صالحاً لك» (فصل 212: 6).
وهذا يخالف قول القرآن «وَيُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ» (سورة آل عمران 3: 46).
والمسيح - الذي يقول في إنجيل برنابا أنه خادم الخدم وغير صالح لخدمة الله - يناقض نفسه في نفس الوقت في إنجيل برنابا - فيقول:
«صدقوني أيها القوم إني جئت إلى العالم بامتياز لم يعط إلى بشر حتى أنه لم يعط لرسول الله (أي محمد)» (فصل 140: 1).
هـ - ومن الغريب أن يقول عن المسيح أنه لم يدخل الجنة كقوله:
«بل أقول لك أنني لو لم أدع إلهاً لكنت حملت إلى الجنة عندما انصرف من العالم أما الآن فلا أذهب إلى هناك حتى الدينونة» (فصل 112: 11)
هذا يخالف القرآن الذي يعتبر أن المسيح ذهب إلى الجنة كقوله: «إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ» (سورة آل عمران 3: 55).
وإن كان الشهداء يذهبون إلى الجنة وهم «أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ» (سورة آل عمران 3: 169).
فهل يكون المسيح كلمة الله وروحه الوجيه في الدنيا والآخرة أقل حظاً منهم فيبقى مطروداً من الجنة حتى يوم الدينونة!! أعوذ بالله من هذا الكفر المبين.
قال إنجيل برنابا:
«ولما بلغ يسوع ثلاثين سنة من العمر كما أخبرني بذلك نفسه صعد إلى جبل الزيتون مع أمه ليجني زيتوناً. وبينما كان يصلي في الظهيرة وبلغ هذه الكلمات: يا رب برحمة... وإذا بنور باهر قد أحاط به وجوق لا يحصى من الملائكة كانوا يقولون: ليتمجد الله. فقدم له الملاك جبريل كتاباً كأنه مرآة براقة. فنزل إلى قلب يسوع الذي عرف ما فعل الله وما قال الله وما يريد حتى أن كل شيء كان عرياناً ومكشوفاً له. ولقد قال لي صدقني يا برنابا إني أعرف كل نبي وكل نبوة وكل ما أقوله إنما قد جاء من ذلك الكتاب».
«ولما تجلت هذه الرؤيا ليسوع وعلم أنه نبي مرسل إلى بيت إسرائيل كاشف مريم أمه بكل ذلك» (فصل 10: 1-6). وهذا يخالف القرآن الذي يعترف أن المسيح أوتي الكتاب والنبوّة منذ مولده وأنه كلم الناس في المهد كقوله:
«فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي ٱلْمَهْدِ صَبِيّاً قَالَ إِنِّي عَبْدُ ٱللَّهِ آتَانِيَ ٱلْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِٱلصَّلاَةِ وَٱلّزَكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً وَٱلسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ ويَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً» (سورة مريم 19: 29-33).
«وَيُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ» (سورة آل عمران 3: 46).
كقوله:
«تمت أيام مريم لتلد. فأحاط العذراء نور شديد التألق. وولدت ابنها بدون ألم» (فصل 3: 8-10).
وهذا يخالف القرآن الذي يقول أن الولادة كانت بألم كقوله: «فَأَجَاءَهَا ٱلْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ ٱلنَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيّاً» (سورة مريم 19: 23).
والولادة بألم شيء طبيعي معترف به في التوراة ووالإنجيل. ففي التوراة قال الله لحواء: «بِٱلْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً» (تك 3: 16).
وفي الإنجيل قال المسيح: «اَلْمَرْأَةُ وَهِيَ تَلِدُ تَحْزَنُ لأَنَّ سَاعَتَهَا قَدْ جَاءَتْ، وَلٰكِنْ مَتَى وَلَدَتِ ٱلطِّفْلَ لاَ تَعُودُ تَذْكُرُ ٱلشِّدَّةَ لِسَبَبِ ٱلْفَرَحِ، لأَنَّهُ قَدْ وُلِدَ إِنْسَانٌ فِي ٱلْعَالَمِ» (يو 16: 21).
كقوله:
«ورجع كل إلى بيته. ومضى الذي يكتب ويوحنا ويعقوب أخوه مع أم يسوع إلى الناصرة. أما التلاميذ الذين لم يخافوا الله فذهبوا ليلاً وسرقوا جسد يهوذا وخبأوه وأشاعو أن يسوع قام» (فصل 218: 1-3).
فإنجيل برنابا المزيف يقسم الرسل الحواريين إلى قسمين: قسم الأمناء الذين اعتقدوا أن الذي صلب لا يهوذا بل المسيح. وذهبوا مع العذراء لمواساتها، وقسم الخونة الذين سرقوا جسد يهوذا وخبأوه وخدعوا العالم بأن المسيح قام!
وهذا يخالف القرآن الذي يشهد للحواريين بأنه موحى إليهم (سورة المائدة 5: 111) وأنهم أصحاب البلاغ المبين (سورة يس 36: 17) وأنهم أنصار الله (سورة الصف 61: 14) وأنهم من الشاهدين (سورة آل عمران 3: 53) وأنهم مرسلون (سورة يس 36: 13-16) وأنهم فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة (سورة آل عمران 3: 55).
فادعى الادعاءات العريضة الآتية:
أ - أن محمداً هو المسيا أي المسيح! كقوله:
«أن اسم مسيا عجيب...»
«أن اسمه المبارك محمد...»
«حينئذ رفع الجمهور أصواتهم قائلين يا الله أرسل لنا رسولك يا محمد تعال سريعاً لخلاص العالم!» (فصل 97: 14-18).
وقوله أيضاً:
«إن اسماعيل هو أب لمسيا واسحق أب لرسول مسيا» (فصل 191: 5)
ونحن نقول:
إن محمداً لم يدع المسيح إطلاقاً لا في التوراة ولا في الإنجيل ولا في القرآن، ولكن هذا اللقب المبارك اختص به يسوع ابن مريم وحده.
ففي التوراة - يقول داود النبي «كُرْسِيُّكَ يَا اَللّٰهُ إِلَى دَهْرِ ٱلدُّهُورِ. قَضِيبُ ٱسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ. أَحْبَبْتَ ٱلْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ ٱلإِثْمَ، مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ مَسَحَكَ ٱللّٰهُ إِلٰهُكَ بِدُهْنِ ٱلٱبْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ رُفَقَائِكَ» (مز 45: 6 و7).
وفي الإنجيل يقول الملاك للرعاة «هَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ ٱلشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ ٱلْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱلرَّبُّ» (لو 2: 10 و11).
والقرآن - يأتي مصدقاً على هذا الاسم فيقول: «إِذْ قَالَتِ ٱلْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ ٱسْمُهُ ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ» (سورة آل عمران 3: 45).
ومعلوم أن المسيح لم يأت قط من نسل إسماعيل بل جاء من نسل اسحاق وارث المواعيد.
كما جاء في التوراة «فَقَالَ ٱللّٰهُ بَلْ سَارَةُ ٱمْرَأَتُكَ تَلِدُ لَكَ ٱبْناً وَتَدْعُو ٱسْمَهُ إِسْحَاقَ. وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْداً أَبَدِيّاً لِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ» (تك 17: 19).
وكما جاء أيضاً: «وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ ٱلأَرْضِ» (تك 22: 18).
وجاء في الإنجيل «وَأَمَّا ٱلْمَوَاعِيدُ فَقِيلَتْ فِي «إِبْرَاهِيمَ وَفِي نَسْلِهِ». لاَ يَقُولُ «وَفِي ٱلأَنْسَالِ» كَأَنَّهُ عَنْ كَثِيرِينَ، بَلْ كَأَنَّهُ عَنْ وَاحِدٍ. وَ«فِي نَسْلِكَ» ٱلَّذِي هُوَ ٱلْمَسِيحُ» (غل 3: 16).
وقد جاء في القرآن الآيات الآتية:
«وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِنَ ٱلصَّالِحِينَ وَبارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلى إِسْحَاقَ» (سورة الصافات 37: 111 و112).
«وَٱمْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ» (سورة هود 11: 71).
«وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ ويَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ ٱلنُّبُّوَةَ وَٱلْكِتَابَ» (سورة العنكبوت 29: 27).
«وَٱذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي ٱلأَيْدِي وَٱلأَبَصَارِ» (سورة ص 38: 45).
«وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحُكْمَ وَٱلنُّبُّوَةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ ٱلطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ» (سورة الجاثية 45: 16).
وبهذه النعم فضل الله نسل إسرائيل ابن اسحق على كل العالم فقال «يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ٱذْكُرُوا نِعْمَتِيَ ٱلَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ» (سورة البقرة 2: 47).
ومن هذه السلالة جاءت مرين العذراء التي قالت لها الملائكة «وَإِذْ قَالَتِ ٱلْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَٱصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ ٱلْعَالَمِينَ» (سورة آل عمران 3: 42).
اصطفاها على نساء العالمين ليولد منها المسيح له المجد
ب - أن محمداً له وجود سابق قبل الكون كقوله:
«لأن الله نفسه سماه لما خلق نفسه ووضعها في بهاء سماوي. قال الله: اصبر يا محمد لأني لأجلك أريد أن أخلق الجنة والعالم وجمعاً غفيراً من الخلائق التي أهبها لك»(فصل 97: 14 و15).
وكقوله ايضاً:
«فلما انتصب آدم على قدميه رأى في الهواء كتابة تتألق كالشمس نصّها «لا إله إلا الله ومحمد رسول الله» ففتح حينئذ آدم فاه وقال اشكرك ايها الرب إلهي. لأنك تفضلت فخلقتني ولكن اضرع إليك أ ن تنبأني ما معنى هذه الكلمات: محمد رسول الله».
فأجاب الله: «مرحبا بك يا عبدي آدم. وإني أقول لك إنك أول إنسان خلقت. وهذا الذي رأيته إنما هو ابنك الذي سيأتي إلى العالم بعد الآن بسنين عديدة. وسيكون رسولي الذي لأجله خلقت كل الأشياء. الذي متى جاء سيعطي نوراً للعالم. الذي كانت نفسه موضوعة في بهاء سماوي ستين ألف سنة قبل أن أخلق شيئاً» (فصل 39: 14-22).
ونحن نقول:
ما معنى وجوده السابق قبل خلق الملائكة والناس وقبل خلق الأرض والجنة؟ وما معنى وجوده في بهاء سماوي؟!
هل يتفق هذا مع قول القرآن «وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى» (سورة الضحى 93: 7).
«أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ ٱلَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ» (سورة الشرح 94: 1-3).
«لِيَغْفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً» (سورة الفتح 48: 2).
«وَٱسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ» (سورة محمد 47: 19).
وهل يتفق وجوده السابق في بهاء سماوي مع قول القرآن «مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا ٱلْكِتَابُ وَلاَ ٱلإِيمَانُ» (سورة الشورى 42: 52).
وهل يتفق وجوده السابق قبل آدم مع قول القرآن «يَا أَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ» (سورة النساء 4: 1).
ومع قوله «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ» (سورة فصلت 41: 6). ومع قوله «وَبَدَأَ خَلْقَ ٱلإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ» (سورة السجدة 32: 7).
وهل يتفق وجوده السابق قبل خلق السماوات والأرض مع قول القرآن «مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ» (سورة الكهف 18: 51).
ج - أن محمداً لأجله خلق الله الكل:
كقوله - كما مر بك - «قال الله اصبر يا محمد لأني لأجلك أريد أن أخلق الجنة والعالم وجمعاً غفيراً من الخلائق التي أهبها لك» (فصل 97: 14 و15).
وكقوله أيضاً «إن موسى قال: أيها الرب إله إسرائيل القدير الرحيم أظهر لعبدك في سناء مجدك». فأراه الله من ثم رسوله على ذراعي إسماعيل وإسماعيل على ذراعي إبراهيم. ووقف على مقربة من إسماعيل إسحق وكان على ذراعيه طفل يشير بإصبعه إلى رسول الله قائلاً: «هذا هو الذي لأجله خلق الله كل شيء».
فصرخ من ثم موسى بفرح: «يا إسماعيل إن في ذراعيك العالم كله والجنة. اذكرني أنا عبد الله لأجد نعمة في الله بسبب ابنك الذي لأجله صنع الله كل شيء» (فصل 191: 6-10).
ونحن نقول:
هل يخلق الله الخليقة كلها لمجد ذاته تعالى أم لأجل خاطر محمد؟
ألا يناقض هذا قول القرآن «وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ» (سورة الذاريات 51: 56).
كما يناقض قول التوراة «هَذَا ٱلشَّعْبُ جَبَلْتُهُ لِنَفْسِي. يُحَدِّثُ بِتَسْبِيحِي» (إشعياء 43: 21) وقوله أيضاً «بكل من دعي باسمي ولمجدي خلقته وجبلته وصنعته».
كما يناقض إنجيل برنابا نفسه بنفسه في قوله «تبارك اسم الله القدوس الذي من جوده ورحمته أراد فخلق خلائقه ليمجدوه» (فصل 12: 6).
د - وأن محمداً عالم بكل شيء:
كقوله «وأما ذلك المجد (أي مجد الجنة بالأكل والشرب) فسيوضحه بأجلى بيان رسول الله الذي هو أدرى بالأشياء من كل مخلوق لأن الله قد خلق كل شيء حباً فيه»(فصل 176: 7).
ونحن نقول:
إن هذا يتناقض تناقضاً صارخاً مع قول القرآن «وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ» (سورة الأحقاف 46: 9).
وقوله «لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ لٱسْتَكْثَرْتُ مِنَ ٱلْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ ٱلسُّوءُ» (سورة الأعراف 7: 188).
وقوله أيضاً «لاَ أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ ٱللَّهِ وَلاَ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ» (سورة الأنعام 6: 50).
هـ - وأن محمداً هو المخلص:
كقوله «لأنه بالإيمان بمسيا (يقصد محمداً) سيعطى الله الخلاص للبشر ولن يخلص أحد بدونه» (فصل 192: 5).
ونحن نقول:
إن هذا لا يتفق مع القرآن إطلاقاً كما في قوله عن محمد:
«مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ» (سورة الأنعام 6: 52).
«وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ» (سورة الأنعام 6: 107).
«إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً» (سورة الإسراء 17: 65).
«ٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ» (سورة التوبة 9: 80).
«لَيْسَ لَكَ مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ» (سورة آل عمران 3: 128).
ونفس إنجيل برنابا يناقض نفسه بنفسه حيث نسب الخلاص لعيسى ابن مريم فأورد قوله «ومن يؤمن بي لا يموت أبداً. لأنهم بواسطة كلمتي يعرفون الله فيهم ولذلك يتممون خلاصهم» (فصل 195: 1 و2).
الخلاص في المفهوم المسيحي هو الندامة على خطايانا مع الإيمان بنوالنا التبرير من جرمها وسلطانها وعقابها. باستحقاق كفارة المسيح الذي بذل نفسه لأجلنا على الصليب وقام لأجل تبريرنا وصعد إلى السماء كسابق لأجلنا.
وفي هذا يقول إشعياء النبي «لَكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَاباً مَضْرُوباً مِنَ ٱللّٰهِ وَمَذْلُولاً. وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا» (إشعياء 53: 4 و5).
ويقول بطرس الرسول «وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ ٱلْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ ٱسْمٌ آخَرُ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ» (أع 4: 12).
و - وأن محمداً سالب لمملكة الشيطان:
كقوله وهو يتخيل يسوع يصلي قائلاً «أيها الرب الإله الذي بعنايتك تقدم كل الضروريات لشعبك إسرائيل. اذكر قبائل الأرض كلها التي وعدت أن تباركها برسولك الذي لأجله خلقت العالم. ارحم العالم وعجل بإرسال رسولك لكي يسلب الشيطان عدوك مملكته» (فصل 212: 17 و18).
ونحن نقول:
إن الحقيقة التي يعلنها القرآن أن محمداً - بالنسبة لبشريته - كان كأي إنسان محاطاً بالضعف يستغيث بالله في صراعه مع الشيطان كما في الآيات التالية:
«وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» (سورة الأعراف 7: 200).
«وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ» (سورة فصلت 41: 36).
«وَإِذَا رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ ٱلشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ ٱلذِّكْرَى مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ» (سورة الأنعام 6: 68).
«وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى ٱلشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ ٱللَّهُ مَا يُلْقِي ٱلشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ ٱللَّهُ آيَاتِهِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي ٱلشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَٱلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ ٱلظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ» (سورة الحج 22: 52 و53).
«قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِنْ شَرِّ ٱلنَّفَّاثَاتِ فِي ٱلْعُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ» (سورة الفلق 113: 1-5).
«وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ ٱللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً» (سورة الجن 72: 19).
«قُلْ أُوحِيَ إِليَّ أَنَّهُ ٱسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ ٱلْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى ٱلرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ» (سورة الجن 72: 1 و2).
«وَأَنَّا مِنَّا ٱلْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا ٱلْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً وَأَمَّا ٱلْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً» (سورة الجن 72: 14 و15).
هذا وأما الانتصار على الشيطان في المفهوم المسيحي فهو أن المسيح له المجد بموته على الصليب نقض أعمال إبليس وكفر عن خطايانا. ونقل النفوس المؤمنة به من الخطية إلى البر ومن الموت إلى الحياة ومن الجحيم إلى النعيم.
ز - وأن محمداً هو الرب:
كقوله وهو يروي هذا الحوار الخيالي بين يسوع واليهود:
«فحينئذ قال يسوع: ومتى جاء رسول الله فمن نسل من يكون؟» أجاب التلاميذ: «من داود». فأجاب يسوع «لا تغشوا أنفسكم. لأن داود يدعوه في الروح رباً قائلاً هكذا: قال الله لربي اجلس عن يمني حتى أجعل أعدائك موطئاً لقدميك. يرسل الرب قضيبك الذي سيكون ذا سلطان في وسط أعدائك. فإذا كان رسول الله الذي تسمونه مسيا ابن داود فكيف يسميه داود رباً؟».
«صدقوني لأني أقول لكم الحق أن العهد صنع بإسماعيل لا بإسحق» (فصل 43: 25-31).
ونحن نقول:
إن نص الآية في الزبور هو «قَالَ ٱلرَّبُّ لِرَبِّي: ٱجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ. يُرْسِلُ ٱلرَّبُّ قَضِيبَ عِّزِكَ مِنْ صِهْيَوْنَ. تَسَلَّطْ فِي وَسَطِ أَعْدَائِكَ» (مز 110: 1 و2).
فأين محمد من هذه النبوة؟ فمتى دعي محمد رباً؟! وهل يقبل المسلمون هذا؟! ومتى جلس محمد عن يمين الله، وقبره لليوم في المدينة؟! ومتى أرسل قضيب عزه من صهيون وهو من مكة في بلاد العرب؟!
إن هذه التي قالها داود النبي اعتبرها المسيح ورسله نبوة عن المسيح خاصة بصعوده إلى السماء وبسلطانه الإلهي! (مت 22: 44، مر 12: 36، لو 20: 42 و43، أع 2: 34-36، عب 1: 13).
ح - أن محمداً هو الفادي الذي تحدث عنه إشعياء:
كقوله «ويقول (أي إشعياء) عن رسول الله (أي محمد) كيف خلقه الله: وأما جيله فمن يصفه» (فصل 167: 9).
ونحن نقول:
إن هذه الآية اقتبسها إنجيل برنابا من سفر إشعياء: «ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ، كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى ٱلذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. مِنَ ٱلضُّغْطَةِ وَمِنَ ٱلدَّيْنُونَةِ أُخِذَ. وَفِي جِيلِهِ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ قُطِعَ مِنْ أَرْضِ ٱلأَحْيَاءِ، أَنَّهُ ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِي» (إشعياء 53: 7 و8).
فيا للعجب العجاب!! هل سيق محمد إلى الذبح؟ وهل الإسلام والقرآن يقران بذلك؟ وهل كان صامتاً أمام مقاوميه أم قاومهم بشدة كما تشهد بذلك غزواته؟ وهل ضرب من أجل ذنب شعب الله؟ إن الإسلام لم يحمل محمداً أن يقوم بفداء البشر. إنما الذي قام بعملية الفداء هو المسيح الذي تمت فيه كل الأوصاف التي فاه بها إشعياء في أصحاح 53.
ط - وأن محمداً هو الشفيع:
كقوله «فحينئذ يقول رسول الله (أي محمد): يا رب يوجد من المؤمنين من لبث سبعين ألف سنة . أين رحمتك يا رب، إني أضرع إليك أن تعتقهم من هذه العقوبات المرة».
«فيأمر الله حينئذ الملائكة الأربعة المقربين لله أن يذهبوا إلى الجحيم ويخرجوا كل من على دين رسوله ويقودوه إلى الجنة. وهذا ما سيفعلونه ويكون من مبلغ جدوى دين رسول الله إن كل من آمن به يذهب إلى الجنة بعد العقوبة التي تكلمت عنها حتى ولو لم يعمل عملاً صالحاً لأنه مات على دينه» (فصل 137: 1-6).
ونحن نقول:
وهل هذا يوافق قول القرآن الذي يقول صريحاً «يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ» (سورة البقرة 2: 254).
«قُلْ لِلَّهِ ٱلشَّفَاعَةُ جَمِيعاً» (سورة الزمر 39: 44).
«ٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ» (سورة التوبة 9: 80).
ي - أن محمداً هو قمر الجنة:
كقوله «لأني أنا إلهكم هو شمس الجنة ورسولي (أي محمد) هو القمر الذي يستمد مني كل شيء» (فصل 177: 6).
ونحن نقول:
ومعلوم أن الشمس والقمر من الأجرام السماوية. ولكن الشمس رغم أنها جرم مثيل للقمر إلا أنها تمتاز عليه.
والمعنى الذي يتبادر للذهن أن الله ومحمد نجمان في سماء المجد امتاز أولهما عن ثانيهما امتيازاً لا يخرجه خارج المجموعة الفلكية ولا يسمو به عن جوهر الثاني.
والتعليم الإسلامي يفيد أن الله «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ» (سورة الشورى 42: 11).
والمسلم أول من يعترف أن الشمس لم تخلق القمر. فما رأيه في هذا التأليه الذي أسبغه صاحب إنجيل برنابا على نبي الإسلام؟ الذي جاء عنه في القرآن «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ» (سورة فصلت 41: 6).
كقوله:
«فأقول لكم إذا أن السموات تسع وإنها بعضها يبعد عن بعض كما تبعد السماء الأولى عن الأرض سفر خمسمائة سنة. وعليه فإن الإرض تبعد عن أعلى سماء مسيرة أربعة آلاف وخمسمائة سنة. فبناء على ذلك أقول لكم إنها بالنسبة للسماء الأولى كرأس إبرة. ومثلها السماء الأولى بالنسبة إلى الثانية وعلى هذا النمط كل السماوات الواحد منها أسفل مما يليها. ولكن كل حجم الأرض مع حجم كل السماوات بالنسبة إلى الجنة كنقطة بل كحبة رمل» (فصل 105: 3-7).
ونحن نقول:
إن هذا الوصف منقول عن وصف دانتي للسماء كما جاء في الكوميديا الإلهية، مما يدل على أن الراهب الذي كتب إنجيل برنابا سرق أقواله من رجال العصور الوسطى (2) (راجع صفحة 15 من كتاب جحيم دانتي ترجمة أمين أبو الشعر المحامي المطبوع بمطابع الأرض المقدسة سنة 1938 م).
وإن قوله أن السموات تسع يخالف القرآن الذي يقول أن السماوات سبع وهذا نصه:
«ثُمَّ ٱسْتَوَى إِلَى ٱلسَّماءِ فَسَّوَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ» (سورة البقرة 2: 29).
«تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَاوَاتُ ٱلسَّبْعُ» (سورة الإسراء 17: 44).
«رَبُّ ٱلسَّمَاوَاتِ ٱلسَّبْعِ وَرَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ» (سورة المؤمنون 23: 86).
«فَقَضَاهُّنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ» (سورة فصلت 41: 12).
«ٱللَّهُ آلَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ ٱلأَرْضِ مِثْلَهُنَّ» (سورة الطلاق 65: 12).
ومن الغرابة بمكان، أن يتخيل واهماً أن المسيح يسوع نفسه يتمنى أن يحسب بين العرب يوم الدين كقوله:
«أيها الرب الجواد والغني في الرحمة امنح خادمك (أي يسوع المسيح) أن يكون بين أمّة رسولك (أي محمد) يوم الدين» (فصل 212: 14).
ونحن نقول:
إن محمداً ذاته يرد على هذه الفكرة بقوله «لا فخر لقرشي على أعجمي إلا بالتقوى».
فما الداعي لكاتب كتاب برنابا المزيف أن يصبغ المسيح باللون القرشي؟ وقد جاء في القرآن نفسه «إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ ٱللَّهِ أَتْقَاكُمْ» (سورة الحجرات 49: 13).
وهل المسيح الذي يعترف به القرآن أنه كلمة الله وأنه بعث حياً ورفع إلى الله! يحتاج لكرامة أو رفعة بانتسابه للعرب! إن المسيح تشرفت به كل الشعوب لتجسده وموته وقيامته من أجلهم جميعاً «وَإِذْ وُجِدَ فِي ٱلْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى ٱلْمَوْتَ مَوْتَ ٱلصَّلِيبِ. لِذٰلِكَ رَفَّعَهُ ٱللّٰهُ أَيْضاً، وَأَعْطَاهُ ٱسْماً فَوْقَ كُلِّ ٱسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِٱسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي ٱلسَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى ٱلأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ ٱلأَرْضِ» (في 2: 8-10).
وكل إنسان مطالب ألا يفتخر بالناس1كو 3: 21 ولكن الفخر كله بالرب يسوع وحده «وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ» (غل 6: 14).
لأن مؤلف إنجيل برنابا قد أسلم، فقد دس فيه أموراً إسلامية كثيرة منها:
كقوله: «فلما انتصب آدم على قدميه رأى في الهواء كتابة تتألق كالشمس نصها: لا إله إلا الله ومحمد رسول الله» (فصل 39: 14)
وقوله: «فمنح الله الإنسان الأول تلك الكتابة على إبهاميه، على ظفر إبهام اليد اليمنى ما نصه «لا إله إلا الله»، وعلى ظفر إبهام اليد اليسرى ما نصه: «ومحمد رسول الله»(فصل 39: 24-26).
وقوله أيضاً: «فلما التفت آدم رأى مكتوباً فوق الباب، لا إله إلا الله محمد رسول الله» (فصل 41: 30).
كقوله: «ولما قال يسوع هذا اغتسل هو وتلاميذه طبقاً لشريعة الله المكتوبة في كتاب موسى ثم صلوا» (فصل 61: 1 و2).
وقوله: «وفي اليوم الثالث وجدوه وقت الظهيرة إذ كان يتطهر هو وتلاميذه للصلاة حسب كتاب موسى» (فصل 92: 13).
وهي صلاة الليل (فصل 131: 1)
وصلاة العشاء (فصل 61: 3)
وصلاة نصف الليل (فصل 83: 24)
وصلاة الفجر (فصل 106: 1)
وصلاة المساء (فصل 133: 2).
فهي صلوات خمس كالصلوات الإسلامية أن اختلفت قليلاً في مواعيدها.
ومن أمثلة ذلك:
أ - قصة آدم وسجود الملائكة له إلا إبليس
كقوله: «ومن ثم قال الله يوماً لما التأمت الملائكة كلهم. فسجد له الذين أحبوا الله أما الشيطان والذين على شاكلته فقالوا: يا رب إننا روح ولذلك ليس من العدل أن نسجد لهذه الطينة» (فصل 35: 12-14).
وهذه القصة واردة في سبع سور وهي:
سورة الحجر 15: 29-43، سورة ص 38: 70-80، سورة البقرة 2: 34، سورة الأعراف 7: 10-17، سورة طه 20: 116، سورة الكهف 18: 50، سورة الإسراء 17: 61-65.
ب - قصة إبراهيم والأصنام
كقوله «أجاب إبراهيم... أن الذي قتلها إنما هو الإله الكبير. ألا ترون الفأس التي له عند قدميه. إنه لا يبتغي له أنداداً».
فوصل حينئذ أبو إبراهيم الذي ذكر أحاديث في آلهتهم، وعرف الفأس التي حطم بها إبراهيم الأصنام. فصرخ: «إنما قتل آلهتنا ابني الخائن هذا لأن هذه الفأس فأسي...»
فجمع القوم مقداراً كبيراً من الحطب، وربطوا يدي إبراهيم ورجليه ووضعوه على الحطب ووضعوا ناراً تحته...
فإذا الله قد أمر النار بواسطة ملاكه جبريل أن لا تحرق عبده إبراهيم...
«وهكذا نجا إبراهيم من الموت» (فصل 28: 7-22).
وهذه القصة واردة في سورة الأنبياء 21: 57-68.
ج - القول عن الإنسان ما أكفره
كقوله «تأملوا إذاً ما أعظم ما وهب الله الإنسان فتروا إذا ما أكفره» (فصل 22: 9).
وهذا وارد في سورة عبس 80: 17 «قُتِلَ ٱلإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ».
د - كلام المسيح في المهد
كقوله «وبينما كانوا نياماً حذرهم الطفل من الذهاب إلى هيرودس» (فصل 7: 10).
وهذا يوافق - إلى حد ما - قول القرآن «وَيُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْمَهْدِ» (سورة آل عمران 3: 46).
فيرى القارئ من مخالفة إنجيل برنابا للعقيدة الإسلامية مرة ومصادقة للعقيدة الإسلامية مرى أخرى، أن مؤلف إنجيل برنابا رجل قليل التحصيل مذبذب بين بين، ولا يعتبر كلامه حجة يركن إليها!
إن مؤلف الكتاب المنسوب إلى برنابا كان مسيحياً فأسلم، ولذلك نرى أن ماضيه كمسيحي وحاضره وقت التأليف كمسلم ترك أثره في مؤلفه فحوى مخالفات كثيرة للمسيحية ومصادقات كثيرة للمسيحية، وإليك البيان:
كقوله «الحق أقول لكم أنه لو لم يمح الحق من كتاب موسى لما أعطى الله دواد أبانا الكتاب الثاني. ولولم يفسد كتاب داود لم يعهد الله بإنجيله إلىّ. لأن إلهنا غير متغير. ولقد نطق رسالة واحدة لكل البشر. فمتى جاء رسول الله يجيء ليطهر كل ما أفسد الفجار من كتابي» (فصل 1324: 8-10).
وادعى أن الرسل الحواريين كتبة الإنجيل مخدوعون وهم مضللون كقوله «وآخرون بشروا بأنه مات بالحقيقة ثم قام وأخرون بشروا ولا يزالون يبشرون بأن يسوع هو ابن الله وقد خدع في عدادهم بولس» (فصل 222: 4 و5).
وقوله «الذين ضل في عدادهم أيضاً بولس الذي لا أتكلم عنه إلا مع الأسى» (مقدمة 7).
كقوله «أجاب يسوع: وما قولكم فيّ؟ أجاب بطرس: إنك المسيح ابن الله». فغضب حينئذ يسوع وانتهره بغضب قائلاً: «اذهب وانصرف عني لأنك أنت الشيطان وتحاول أن تسيء إلي».
ثم هدد الأحد عشر قائلاً: «ويل لكم إن صدقتم هذا لأني ظفرت بلعنة كبيرة من الله على كل من يصدق هذا» (فصل 70: 4-7).
وكقوله ادعاء أن العشرة البرص قالوا ليسوع: «إننا نعلم أنك إنسان نظيرنا. ولكنك قدوس لله ونبي الرب فصلّ لله ليشفينا» (فصل 19: 18).
وقوله ادعاء أيضاً «وسمعوا صوتاً قائلاً: انظروا خادمي الذي به سررت. اسمعوا له» (فصل 42: 28 و29)
كقوله «وانتخب اثني عشر سماهم رسلاً منهم يهوذا الذي صلب» (فصل 14: 10).
وقوله أيضاً «وبينما كان يقول هذا دخلت الجنود وألقوا أيديهم على يهوذا لأنه كان شبيهاً بيسوع من كل وجه» (فصل 216: 9)
وقوله أ يضاً «وأسلم (أي الوالي) يهوذا للكتبة والفريسيين كأنه مجرم يستحق الموت. وحكموا بالصلب على لصين معه. فقادوه إلى جبل الجمجمة حيث اعتادوا شنق المجرمين وهناك صلبوه عرياناً مبالغة في تحقيره».
ولم يفعل يهوذا شيئاً سوى الصراخ: «يا الله لماذا تركتني! فإن المجرم (أي يسوع) قد نجا، أما أنا فأموت ظلماً» (فصل 217: 76-79).
كقوله «صدقوني أيها القوم إني جئت إلى العالم بامتياز لم يعط لبشر حتى أنه لم يعط لرسول الله» (فصل 140: 1).
كقوله «لأعمل بحسب مشيئة رأسي» (فصل 207: 12)
كقوله «فستلد العذراء ابناً» (فصل 2: 7).
كقوله «وبعد أن ربطته بأقمطة وضعته في المذود» (فصل 3: 12).
كقول الملاك «ها أنا أبشركم بفرح عظيم» (فصل 4: 5).
كقوله «فختنا الطفل وسمياه يسوع كما قال الملاك قبل أن حبل به في الرحم» (فصل 5: 2).
كقوله «ولما دخلوا المنزل وجدوا الطفل مع أمه. فانحنوا وسجدوا له. وقدم له المجوس طيوباً مع فضة وذهب» (فصل 7: 6-8).
كقوله «إنهض عاجلاً وخذ الطفل وأمه واذهب إلى مصر لأن هيرودس يريد أن يقتله. فنهض يوسف بخوف عظيم وأخذ مريم والطفل وذهبوا إلى مصر» (فصل 8: 4 و5).
«فجاء الجنود وقتلوا كل الأطفال الذين كانوا هناك كما أمرهم هيرودس» (فصل 8: 8).
كقوله «وذهبوا ليسكنوا في الناصرة ونما الصبي في النعمة والحكمة أمام الله والناس» (فصل 9: 5 و6).
كقوله «وفي اليوم الثالث وجدوا الصبي في الهيكل وسط العلماء يحاجهم في أمر الناموس. وأعجب كل أحد بأسئلته وأجوبته قائلاً كيف أوتي مثل هذا العلم وهو حدث لم يتعلم القراءة» (فصل 9: 11 و12).
كقوله «فلما بلغوا أورشليم سألوا: أين وُلد ملك اليهود؟ فلما سمع هيرودس ذلك ارتاع واضطربت المدينة كلها. فجمع هيرودس الكهنة والكتبة قائلاً: أين يولد المسيح؟ فأجابوا أنه يولد في بيت لحم لأنه مكتوب في النبي هكذا وأنت يا بيت لحم لست صغيرة بين رؤساء يهوذا لأنه سيخرج منك مدبر يرعى شعبي إسرائيل» (فصل 6: 3-5).
كقوله «وبينما كانوا (أي المجوس) نياماً حذرهم من الذهاب إلى هيرودس» (فصل 7: 10).
كقوله «لا تخف يا يسوع لأن ألف ألف من الذين يسكنون فوق السماء يحرصون لك ثيابك (1) (وكم نتعجب من مؤلف إنجيل برنابا الذي يقر أن الله سخر مليون ملاك لحفظ ثياب المسيح التي ستبلى بالطبيعة بعد حين، ولم يقدر قيمة إنجيل المسيح الذي يحوي خلاص البشر ويدعي أن الله يغفل عنه فيتعرض للفساد والتغيير والتحريف!!)»(فصل 13: 10).
كقوله «وصارت ثيابه بيضاء كالثلج. ولمع وجهه كالشمس فتكلم بطرس قائلاً: يا رب حسن أن نكون ههنا. فإذا أردت نصنع ثلاث مظال لك واحدة ولموسى واحدة والأخرى لإيليا» (فصل 42: 22-25).
شفى المقعد فصل 65
وشفى الأكمه فصل 156
وأقام ابن أرملة نايين يوم موته فصل 47
وأقام لعازر بعد موته بأربعة أيام فصل 193
كقوله: «ولما وصل يسوع إلى القبر حيث كان كل أحد يبكي قال: لا تبكوا لأن لعازر راقد وقد أتيت لأوقظه».
فقال القريسيون فيما بينهم: «ليتك ترقد أنت هذا الرقاد!».
«حينئذ قال يسوع أن ساعتي لم تأت. ولكن متى جاءت أرقد كذلك ثم أوقظ سريعاً» (فصل 193: 10-22).
كقوله «أجاب يسوع: إنكم لتجلسون يوم الدينونة بجانبي لتشهدوا على أسباط إسرائيل الاثني عشر» (فصل 19: 2).
كقوله «من يؤمن بي لا يموت أبدياً» (فصل 195: 1).
كقوله «لأن ماء البحر لا يطهر من لا يصدقني» (فصل 213: 21).
أ - محبة الأعداء كقوله «لا تجازوا شراً بشر لأن ذلك ما تفعله شر الحيوانات كلها. ولكن جازوا الشر بالخير، وصلوا لله لأجل الذين يبعضونكم» (فصل 18: 20 و21).
ب - الزواج بواحدة كقوله «فليقنع الرجل إذ1ً بالمرأة التي أعطاه إياها خالقه وليس كل امرأة أخرى» (فصل 115: 18).
كقوله «صدقوني لأني أقول لكم الحق أن هذا العالم يرهبكم إذا حفظتم كلامي. لأنه لو لم يخش فضيحة فجوره لما أبغضكم ولكنه يخشى فضيحته ولذلك يبغضكم ويضطهدكم. فإذا رأيتم العالم يستهين، بكلامكم فلا تحزنوا بل تأملوا كيف أن الله وهو أعظم منكم قد استهان به أيضاً العالم حتى حسبت حكمته جهالة» (فصل 18: 14-16).
كقوله «الحق أقول لكم أنه لو لم يمح الحق من كتاب موسى لما أعطى الله داود أبانا الكتاب الثاني. ولو لم يفسد كتاب داود لم يعهد الله بإنجيله إلي» (فصل 124: 8 و9).
كقوله «بأي ضرب موعد مسيا لابينا إبراهيم؟ أبإسحق أم بإسماعيل؟» (فصل 190: 1).
وقوله «ففيه مكتوب أن إسماعيل هو أب لمسيا، وإسحق أب لرسول مسيا» (فصل 191: 5).
ونحن نقول: إن هذا يخالف قول الله في سفر التكوين / «وَلٰكِنْ عَهْدِي أُقِيمُهُ مَعَ إِسْحَاقَ ٱلَّذِي تَلِدُهُ لَكَ سَارَةُ» (تك 17: 21).
وقوله أيضاً «لأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ» (تك 21: 12).
كقوله «إن إبراهيم أحب الله بحيث أنه لم يكتف بتحطيم الأصنام الباطلة تحطيماً ولا بهجر أبيه وأمه، ولكنه كان يريد أن يذبح ابنه طاعة لله».
أجاب رئيس الكهنة: «إنما أسألك هذا ولا أطلب قتلك فقل لنا من كان ابن إبراهيم هذا؟».
أجاب يسوع: ... «إن ابن إبراهيم هو إسماعيل الذي يجب أن يأتي من سلالته مسيا الموعود به لإبراهيم أن به تتبارك كل قبائل الأرض» (فصل 208: 4-7).
ونحن نقول إن هذا يخالف قول الله في سفر التكوين «خُذِ ٱبْنَكَ وَحِيدَكَ ٱلَّذِي تُحِبُّهُ إِسْحَاقَ وَٱذْهَبْ إِلَى أَرْضِ ٱلْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ ٱلْجِبَالِ ٱلَّذِي أَقُولُ لَكَ»(تك 22: 2).
قال شاعر النيل حافظ إبراهيم:
وكم أزرت بنا الايام حتى
فديت بالكبش اسحق الذبيحا
وباعت يوسف بيع الموالي
وألقت في يد القوم المسيحا
(مجلة أبو للو لدكتور أحمد زكي أبو شادي. عدد 11 من المجلد الاول يوليو سنة 1933 سفحة 1401)
أ - فنسب ما قاله سليمان لداود
فقال «من المؤكد أن إلهنا يقول على لسان نبيه داود: إن الصديق يسقط سبع مرات في اليوم» (فصل 181: 11).
والحقيقة أن هذه الجملة منقولة عن سليمان لا داود. كما أنها منقولة محرفة فلم يذكر في الأصل كلمة «اليوم».
ولم يقصد بالسقوط الخطية بل التجربة. والآية هكذا: «لأَنَّ ٱلصِّدِّيقَ يَسْقُطُ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَيَقُومُ» (أم 24: 16).
ب - نسب ما قاله ياهو بن حناني لدانيال النبي
فقال «إن دانيال النبي لما وصف تاريخ ملوك إسرائيل وطغيانهم كتب هكذا: اتخد ملك إسرائيل مع ملك يهوذا ليحاربا بني بلعال.. ولما كان يهوشافاط ملك يهوذا وآخاب ملك إسرائيل جالسين كلاهما على عرش في السامرة وقف أمامهم أربعمائة نبي كذاب... حينئذ قال يهوشافاط: هل يوجد نبي هنا لإله آبائنا؟».
أجاب آخاب: «يوجد واحد فقط وهو شرير لأنه دائماً يتنبأ بالشر علي...».
حينئذ قال يهوشافاط: «أحضره إلى هنا ولنر ما يقول». لذلك أمر آخاب أن يحضر ميخا إلى هنا... الخ (فصل 160: 1-30).
ونحن نقول: إن هذه القصة - قصة الملك يهوشافاط والملك آخاب والنبي ميخا - التي ذكرها كاتب إنجيل برنابا، وقال أن الذي كتبها هو دانيال النبي، هذه القصة لم ترد في دانيال ولكنها وردت في سفر الملوك الأول (1 مل 22: 3-31).
والذي كتب سفر ملوك الأول هو ياهو بن حناني كقول الكتاب المقدس «وبقية أمور يهوشافاط الأولى والأخيرة ها هي مكتوبة في أخبار ياهو بن حناني المذكور في سفر ملوك إسرائيل» (2 أخبار 20: 34).
ج - نسب ما قاله حزقيال النبي ليوئيل النبي
فقال «ولكن اسمعوا ما يقول الله على لسان يوئيل النبي: لعمري يقول إلهكم أني لا أريد موت الخاطئ بل أود أن يتحول إلى التوبة» (فصل 165: 1).
ونحن نقول:
أن هذه الآية لم ترد على لسان يوئيل النبي، ولكنها وردت على لسان حزقيال النبي حيث قال «هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ ٱلشِّرِّيرِ يَقُولُ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟» (حزقيال 18: 23).
أ - فادعى أن قول داود النبي «قَالَ ٱلرَّبُّ لِرَبِّي» (مز 110: 1 و2) هو نبوة عن محمد (فصل 43: 25-31).
والواقع أنه نبوة عن المسيح (مت 22: 41-46 كما مر بك في باب إنجيل برنابا والعقيدة الإسلامية.
ب - وادعى أن قول إشعياء «جيله من يخبر به» (إش 53: 7 و8) هو نبوة عن محمد (فصل 167: 9).
والواقع أنه نبوة عن المسيح أع 8: 32-35 كما مر بك في باب إنجيل برنابا والعقيدة الإسلامية.
ج - وادعى أن قول داود النبي «كَرَا جُبّاً. حَفَرَهُ، فَسَقَطَ فِي ٱلْهُوَّةِ ٱلَّتِي صَنَعَ» (مز 7: 15) هونبوة عن يهوذا فقال «ولكن ويل له لأنه سيتم كل ما قاله داود أبونا عنه أن سيسقط في الهوة التي أعدها للآخرين» (فصل 213: 25).
والواقع أن هذه الآية هي وصف لحالة أعداء داود، فجليات صنع سيفاً أراد قتل داود به فقتله به داود (1 صم 31: 1-10).
فآيات الكتاب المقدس بعضها أخبار. وبعضها شرح وبعضها عظات وبعضها توجيهات، وبعضها اعترفات. وبعضها رموز، وبعضها نبوات فيجب على المتعلم أن يميز الورقة من الثمرة، وأن يعرف السين من الشين.
أما الآية الواردة في سفر المزامير المشيرة لنهاية يهوذا الاسخريوطي بشنقه لنفسه فهي ما أشار إليها بطرس الرسول بالوحي الإلهي قائلاً «ٱلَّذِي سَبَقَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ فَقَالَهُ بِفَمِ دَاوُدَ، عَنْ يَهُوذَا ٱلَّذِي صَارَ دَلِيلاً لِلَّذِينَ قَبَضُوا عَلَى يَسُوعَ... لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ ٱلْمَزَامِيرِ: لِتَصِرْ دَارُهُ خَرَاباً وَلاَ يَكُنْ فِيهَا سَاكِنٌ، وَلْيَأْخُذْ وَظِيفَتَهُ آَخَرُ» (أع 1: 16-20، مز 69: 25، 109: 8).
د - يستنتج من حروب موسى ويشوع غير واقعها.
فقال: «فليحذر العالم أن ينبذه لأنه سيفتك بعبدة الأصنام. فإن موسى عبد الله قتل أكثر من ذلك كثيراً ولم يبق يشوع على المدن التي أحرقوها وقتلوا الأطفال لأن القرحة المزمنة يستعمل لها الكي» (فصل 72: 19-21).
ونحن نقول:
إن موسى ويشوع كانت حروبهما مدنية لا دينية.
وأول الأمر جاء إبراهيم من أور الكلدانيين إلى أرض كنعان متغرباً لا محارباً. وقد وعده الله أن يعطي نسله أرض كنعان (تك 12: 7) وقال له «فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ ٱسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً. وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلأَرْضِ» (تك 12: 2 و3) وعاهده قائلاً: «أَمَّا أَنَا فَهُوَذَا عَهْدِي مَعَكَ، وَتَكُونُ أَباً لِجُمْهُورٍ مِنَ ٱلأُمَمِ» (تك 17: 4).
وقد أوضح بولس الرسول أن نسل إبراهيم الذي فيه تتبارك جميع قبائل الأرض هو المسيح (غل 3: 16) فإبراهيم الذي معه وفي نسله تتبارك جميع الشهوب هو أب لجميعنا (رو 4: 16) «لأَنَّ كُلَّكُمُ ٱلَّذِينَ ٱعْتَمَدْتُمْ بِٱلْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ ٱلْمَسِيحَ. لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعاً وَاحِدٌ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ. فَإِنْ كُنْتُمْ لِلْمَسِيحِ فَأَنْتُمْ إِذاً نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ، وَحَسَبَ ٱلْمَوْعِدِ وَرَثَةٌ» (غل 3: 27-29).
فالميراث الذي وعد الله به إبراهيم ليس قبائل محددة بل هو شعوب كل العالم المباركة بالإيمان بالمسيح نسل إبراهيم «فَإِنَّهُ لَيْسَ بِٱلنَّامُوسِ كَانَ ٱلْوَعْدُ لإِبْرَاهِيمَ أَوْ لِنَسْلِهِ أَنْ يَكُونَ وَارِثاً لِلْعَالَمِ، بَلْ بِبِرِّ ٱلإِيمَانِ» (رو 4: 13).
وقد كرر الله وعده لإبراهيم (تك 17: 8 و24: 7) ثم لابنه اسحق (تك 26: 4) ولحفيده إسحق (تك 18: 14).
وحدث جوع في أرض كنعان فجاء بنو إسرائيل إلى مصر فاستعبدهم فرعون. وكان يسخرهم وكان يطرح أولادهم في النهر فتدخل الله وضرب مصر بعشر ضربات قاسية. فانطلق شعب إسرائيل من مصر بغير حرب. وقال موسى «ٱلرَّبُّ يُقَاتِلُ عَنْكُمْ وَأَنْتُمْ تَصْمُتُونَ» (خر 14: 14) وقال المصريون «نَهْرُبُ مِنْ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّ ٱلرَّبَّ يُقَاتِلُ ٱلْمِصْرِيِّينَ عَنْهُمْ» (خر 14: 25).
ولما عبر بنو إسرائيل البحر الأحمر وساروا في البرية وجاءوا إلى قرب أرض كنعان، ثارت عدة حروب لم يكن البادئ فيها بنو إسرائيل. وذلك واضح من حروب موسى ويشوع.
وهذه حروب موسى:
1 - مع عماليق
«وَأَتَى عَمَالِيقُ وَحَارَبَ إِسْرَائِيلَ فِي رَفِيدِيمَ. فَقَالَ مُوسَى لِيَشُوعَ: ٱنْتَخِبْ لَنَا رِجَالاً وَٱخْرُجْ حَارِبْ عَمَالِيقَ... فَهَزَمَ يَشُوعُ عَمَالِيقَ وَقَوْمَهُ بِحَدِّ ٱلسَّيْفِ» (خر 17: 8-13).
«اُذْكُرْ مَا فَعَلَهُ بِكَ عَمَالِيقُ فِي ٱلطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِكَ مِنْ مِصْرَ. كَيْفَ لاَقَاكَ فِي ٱلطَّرِيقِ وَقَطَعَ مِنْ مُؤَخَّرِكَ كُلَّ ٱلْمُسْتَضْعِفِينَ وَرَاءَكَ، وَأَنْتَ كَلِيلٌ وَمُتْعَبٌ، وَلَمْ يَخَفِ ٱللّٰهَ. فَمَتَى أَرَاحَكَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِكَ حَوْلَكَ فِي ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي يُعْطِيكَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ نَصِيباً لِتَمْتَلِكَهَا، تَمْحُو ذِكْرَ عَمَالِيقَ مِنْ تَحْتِ ٱلسَّمَاءِ» (تث 25: 17-19).
2 - مع الكنعاني ملك عراد
«وَلَمَّا سَمِعَ ٱلْكَنْعَانِيُّ مَلِكُ عَرَادَ ٱلسَّاكِنُ فِي ٱلْجَنُوبِ أَنَّ إِسْرَائِيلَ جَاءَ فِي طَرِيقِ أَتَارِيمَ، حَارَبَ إِسْرَائِيلَ وَسَبَى مِنْهُمْ سَبْياً. فَنَذَرَ إِسْرَائِيلُ نَذْراً لِلرَّبِّ وَقَالَ: إِنْ دَفَعْتَ هٰؤُلاَءِ ٱلْقَوْمَ إِلَى يَدِي أُحَرِّمُ مُدُنَهُمْ. فَسَمِعَ ٱلرَّبُّ لِقَوْلِ إِسْرَائِيلَ، وَدَفَعَ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ، فَحَرَّمُوهُمْ وَمُدُنَهُمْ. فَدُعِيَ ٱسْمُ ٱلْمَكَانِ «حُرْمَةَ» (عد 21: 1-3).
3 - مع سيحون ملك الأموريين
«وَأَرْسَلَ إِسْرَائِيلُ رُسُلاً إِلَى سِيحُونَ مَلِكِ ٱلأَمُورِيِّينَ قَائِلاً: دَعْنِي أَمُرَّ فِي أَرْضِكَ. لاَ نَمِيلُ إِلَى حَقْلٍ وَلاَ إِلَى كَرْمٍ وَلاَ نَشْرَبُ مَاءَ بِئْرٍ. فِي طَرِيقِ ٱلْمَلِكِ نَمْشِي حَتَّى نَتَجَاوَزَ تُخُومَكَ. فَلَمْ يَسْمَحْ سِيحُونُ لإِسْرَائِيلَ بِٱلْمُرُورِ فِي تُخُومِهِ، بَلْ جَمَعَ سِيحُونُ جَمِيعَ قَوْمِهِ وَخَرَجَ لِلِقَاءِ إِسْرَائِيلَ إِلَى ٱلْبَرِّيَّةِ، فَأَتَى إِلَى يَاهَصَ وَحَارَبَ إِسْرَائِيلَ. فَضَرَبَهُ إِسْرَائِيلُ بِحَدِّ ٱلسَّيْفِ وَمَلَكَ أَرْضَهُ مِنْ أَرْنُونَ إِلَى يَبُّوقَ إِلَى بَنِي عَمُّونَ» (عد 21: 21-24).
«فَأَرْسَلْتُ رُسُلاً مِنْ بَرِّيَّةِ قَدِيمُوتَ إِلَى سِيحُونَ مَلِكِ حَشْبُونَ بِكَلاَمِ سَلاَمٍ قَائِلاً: أَمُرُّ فِي أَرْضِكَ. أَسْلُكُ ٱلطَّرِيقَ ٱلطَّرِيقَ. لاَ أَمِيلُ يَمِيناً وَلاَ شِمَالاً. طَعَاماً بِٱلْفِضَّةِ تَبِيعُنِي لِآكُلَ، وَمَاءً بِٱلْفِضَّةِ تُعْطِينِي لأَشْرَبَ. أَمُرُّ بِرِجْلَيَّ فَقَطْ. كَمَا فَعَلَ بِي بَنُو عِيسُو ٱلسَّاكِنُونَ فِي سَعِيرَ وَٱلْمُوآبِيُّونَ ٱلسَّاكِنُونَ فِي عَارَ، إِلَى أَنْ أَعْبُرَ ٱلأُرْدُنَّ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي أَعْطَانَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُنَا. لٰكِنْ لَمْ يَشَأْ سِيحُونُ مَلِكُ حَشْبُونَ أَنْ يَدَعَنَا نَمُرَّ بِهِ، لأَنَّ ٱلرَّبَّ إِلٰهَكَ قَسَّى رُوحَهُ وَقَوَّى قَلْبَهُ لِيَدْفَعَهُ إِلَى يَدِكَ كَمَا فِي هٰذَا ٱلْيَوْمِ. وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِي: اُنْظُرْ! قَدِ ٱبْتَدَأْتُ أَدْفَعُ أَمَامَكَ سِيحُونَ وَأَرْضَهُ. ٱبْتَدِئْ تَمَلَّكْ حَتَّى تَمْتَلِكَ أَرْضَهُ. فَخَرَجَ سِيحُونُ لِلِقَائِنَا هُوَ وَجَمِيعُ قَوْمِهِ لِلْحَرْبِ إِلَى يَاهَصَ، فَدَفَعَهُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُنَا أَمَامَنَا، فَضَرَبْنَاهُ وَبَنِيهِ وَجَمِيعَ قَوْمِهِ. وَأَخَذْنَا كُلَّ مُدُنِهِ» (تث 2: 26-34).
4 - مع عوج ملك باشان
«ثُمَّ تَحَوَّلُوا وَصَعِدُوا فِي طَرِيقِ بَاشَانَ. فَخَرَجَ عُوجُ مَلِكُ بَاشَانَ لِلِقَائِهِمْ هُوَ وَجَمِيعُ قَوْمِهِ إِلَى ٱلْحَرْبِ فِي إِذْرَعِي. فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: «لاَ تَخَفْ مِنْهُ لأَنِّي قَدْ دَفَعْتُهُ إِلَى يَدِكَ مَعَ جَمِيعِ قَوْمِهِ وَأَرْضِهِ، فَتَفْعَلُ بِهِ كَمَا فَعَلْتَ بِسِيحُونَ مَلِكِ ٱلأَمُورِيِّينَ ٱلسَّاكِنِ فِي حَشْبُونَ». فَضَرَبُوهُ وَبَنِيهِ وَجَمِيعَ قَوْمِهِ حَتَّى لَمْ يَبْقَ لَهُ شَارِدٌ، وَمَلَكُوا أَرْضَهُ» (عد 21: 33-35، مت 3: 1-7).
5 - مع المديانيين
«ضَايِقُوا ٱلْمِدْيَانِيِّينَ وَٱضْرِبُوهُمْ لأَنَّهُمْ ضَايَقُوكُمْ بِمَكَايِدِهِمِ ٱلَّتِي كَادُوكُمْ بِهَا فِي أَمْرِ فَغُورَ وَأَمْرِ كُزْبِي أُخْتِهِمْ بِنْتِ رَئِيسٍ لِمِدْيَانَ ٱلَّتِي قُتِلَتْ يَوْمَ ٱلْوَبَإِ بِسَبَبِ فَغُورَ» (عد 25: 17 و18).
«فَتَجَنَّدُوا عَلَى مِدْيَانَ كَمَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ وَقَتَلُوا كُلَّ ذَكَرٍ. وَمُلُوكُ مِدْيَانَ قَتَلُوهُمْ فَوْقَ قَتْلاَهُمْ. أَوِيَ وَرَاقِمَ وَصُورَ وَحُورَ وَرَابِعَ. خَمْسَةَ مُلُوكِ مِدْيَانَ. وَبَلْعَامَ بْنَ بَعُورَ قَتَلُوهُ بِٱلسَّيْفِ» (عد 31: 7 و8).
هذا، ومن عادة موسى قبل الحرب أن يتكلم بالسلام ويدعو للصلح.
«حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِتُحَارِبَهَا ٱسْتَدْعِهَا لِلصُّلْحِ» (تث 20: 10).
وقد قال يفتاح في رسالته إلى ملك بني عمون، التي كتبها بعد موسى بثلاثمائة سنة:
«مَا لِي وَلَكَ أَنَّكَ أَتَيْتَ إِلَيَّ لِلْمُحَارَبَةِ فِي أَرْضِي؟» فَقَالَ مَلِكُ بَنِي عَمُّونَ لِرُسُلِ يَفْتَاحَ: «لأَنَّ إِسْرَائِيلَ قَدْ أَخَذَ أَرْضِي عِنْدَ صُعُودِهِ مِنْ مِصْرَ مِنْ أَرْنُونَ إِلَى ٱلْيَبُّوقِ وَإِلَى ٱلأُرْدُنِّ. فَٱلآنَ رُدَّهَا بِسَلاَمٍ». وَعَادَ أَيْضاً يَفْتَاحُ وَأَرْسَلَ رُسُلاً إِلَى مَلِكِ بَنِي عَمُّونَ وَقَالَ لَهُ: «هٰكَذَا يَقُولُ يَفْتَاحُ: لَمْ يَأْخُذْ إِسْرَائِيلُ أَرْضَ مُوآبَ وَلاَ أَرْضَ بَنِي عَمُّونَ، لأَنَّهُ عِنْدَ صُعُودِ إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ سَارَ فِي ٱلْقَفْرِ إِلَى بَحْرِ سُوفٍ وَأَتَى إِلَى قَادِشَ. وَأَرْسَلَ إِسْرَائِيلُ رُسُلاً إِلَى مَلِكِ أَدُومَ قَائِلاً: دَعْنِي أَعْبُرْ فِي أَرْضِكَ. فَلَمْ يَسْمَعْ مَلِكُ أَدُومَ. فَأَرْسَلَ أَيْضاً إِلَى مَلِكِ مُوآبَ فَلَمْ يَرْضَ. فَأَقَامَ إِسْرَائِيلُ فِي قَادِشَ. وَسَارَ فِي ٱلْقَفْرِ وَدَارَ بِأَرْضِ أَدُومَ وَأَرْضِ مُوآبَ وَأَتَى مِنْ مَشْرِقِ ٱلشَّمْسِ إِلَى أَرْضِ مُوآبَ وَنَزَلَ فِي عَبْرِ أَرْنُونَ، وَلَمْ يَأْتُوا إِلَى تُخُمِ مُوآبَ لأَنَّ أَرْنُونَ تُخُمُ مُوآبَ. ثُمَّ أَرْسَلَ إِسْرَائِيلُ رُسُلاً إِلَى سِيحُونَ مَلِكِ ٱلأَمُورِيِّينَ مَلِكِ حَشْبُونَ، وَقَالَ لَهُ إِسْرَائِيلُ: دَعْنِي أَعْبُرْ فِي أَرْضِكَ إِلَى مَكَانِي. وَلَمْ يَأْمَنْ سِيحُونُ لإِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْبُرَ فِي تُخُمِهِ، بَلْ جَمَعَ سِيحُونُ كُلَّ شَعْبِهِ وَنَزَلُوا فِي يَاهَصَ وَحَارَبُوا إِسْرَائِيلَ. فَدَفَعَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ سِيحُونَ وَكُلَّ شَعْبِهِ لِيَدِ إِسْرَائِيلَ فَضَرَبُوهُمْ، وَٱمْتَلَكَ إِسْرَائِيلُ كُلَّ أَرْضِ ٱلأَمُورِيِّينَ... مِنْ أَرْنُونَ إِلَى ٱلْيَبُّوقِ... فَأَنَا لَمْ أُخْطِئْ إِلَيْكَ. وَأَمَّا أَنْتَ فَإِنَّكَ تَفْعَلُ بِي شَرّاً بِمُحَارَبَتِي» (قض 11: 12-17).
وقد بين النبي أن الله إنما أعلن غضبه على سكان كنعان لسبب شرورهم كقوله لبني إسرائيل «لَيْسَ لأَجْلِ بِرِّكَ وَعَدَالَةِ قَلْبِكَ تَدْخُلُ لِتَمْتَلِكَ أَرْضَهُمْ، بَلْ لأَجْلِ إِثْمِ أُولٰئِكَ ٱلشُّعُوبِ يَطْرُدُهُمُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ مِنْ أَمَامِكَ، وَلِيَفِيَ بِٱلْكَلاَمِ ٱلَّذِي أَقْسَمَ ٱلرَّبُّ عَلَيْهِ لِآبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ» (تث 9: 5).
وفي الوقت ذاته إنما أعلن رحمته لشعبه إسرائيل بإنقاذهم من هؤلاء الأعداء كقول داود النبي.
«وَدَفَعَ فِرْعَوْنَ وَقُوَّتَهُ فِي بَحْرِ سُوفٍ، لأَنَّ إِلَى ٱلأَبَدِ رَحْمَتَهُ. ٱلَّذِي سَارَ بِشَعْبِهِ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ، لأَنَّ إِلَى ٱلأَبَدِ رَحْمَتَهُ. ٱلَّذِي ضَرَبَ مُلُوكاً عُظَمَاءَ، لأَنَّ إِلَى ٱلأَبَدِ رَحْمَتَهُ. وَقَتَلَ مُلُوكاً أَعِّزَاءَ، لأَنَّ إِلَى ٱلأَبَدِ رَحْمَتَهُ: سِيحُونَ مَلِكَ ٱلأَمُورِيِّينَ، لأَنَّ إِلَى ٱلأَبَدِ رَحْمَتَهُ وَعُوجَ مَلِكَ بَاشَانَ، لأَنَّ إِلَى ٱلأَبَدِ رَحْمَتَهُ. وَأَعْطَى أَرْضَهُمْ مِيرَاثاً، لأَنَّ إِلَى ٱلأَبَدِ رَحْمَتَهُ مِيرَاثاً لإِسْرَائِيلَ عَبْدِهِ، لأَنَّ إِلَى ٱلأَبَدِ رَحْمَتَهُ. ٱلَّذِي فِي مَذَلَّتِنَا ذَكَرَنَا، لأَنَّ إِلَى ٱلأَبَدِ رَحْمَتَهُ. وَنَجَّانَا مِنْ أَعْدَائِنَا، لأَنَّ إِلَى ٱلأَبَدِ رَحْمَتَهُ» (مز 136: 15-24).
وهذه هي حروب يشوع:
1 - مع أريحا
«ثُمَّ عَبَرْتُمُ ٱلأُرْدُنَّ وَأَتَيْتُمْ إِلَى أَرِيحَا. فَحَارَبَكُمْ أَصْحَابُ أَرِيحَا: ٱلأَمُورِيُّونَ وَٱلْفِرِّزِيُّونَ وَٱلْكَنْعَانِيُّونَ وَٱلْحِثِّيُّونَ وَٱلْجِرْجَاشِيُّونَ وَٱلْحِّوِيُّونَ وَٱلْيَبُوسِيُّونَ، فَدَفَعْتُهُمْ بِيَدِكُمْ» (يش 24: 11).
وقد شهد الإنجيل نفسه بإيمان رجال الحرب الذين طافوا حول إريحا، وبإيمان راحاب التي رحبت بالجاسوسين.
«بِٱلإِيمَانِ سَقَطَتْ أَسْوَارُ أَرِيحَا بَعْدَمَا طِيفَ حَوْلَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. بِٱلإِيمَانِ رَاحَابُ ٱلزَّانِيَةُ لَمْ تَهْلِكْ مَعَ ٱلْعُصَاةِ، إِذْ قَبِلَتِ ٱلْجَاسُوسَيْنِ بِسَلاَمٍ» (عب 11: 30 و31).
«كَذٰلِكَ رَاحَابُ ٱلزَّانِيَةُ أَيْضاً، أَمَا تَبَرَّرَتْ بِٱلأَعْمَالِ، إِذْ قَبِلَتِ ٱلرُّسُلَ وَأَخْرَجَتْهُمْ فِي طَرِيقٍ آخَرَ؟» (يع 2: 25).
«إِلٰهُ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ هٰذَا ٱخْتَارَ آبَاءَنَا... ثُمَّ أَهْلَكَ سَبْعَ أُمَمٍ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ وَقَسَمَ لَهُمْ أَرْضَهُمْ بِٱلْقُرْعَةِ» (أع 13: 17 و19).
2 - مع عاي
«فَبَكَّرَ يَشُوعُ فِي ٱلْغَدِ وَعَدَّ ٱلشَّعْبَ، وَصَعِدَ هُوَ وَشُيُوخُ إِسْرَائِيلَ قُدَّامَ ٱلشَّعْبِ إِلَى عَايٍ. وَجَمِيعُ رِجَالِ ٱلْحَرْبِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ صَعِدُوا وَتَقَدَّمُوا وَأَتُوا إِلَى مُقَابِلِ ٱلْمَدِينَةِ. وَنَزَلُوا شِمَالِيَّ عَايٍ، وَٱلْوَادِي بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَايٍ. فَأَخَذَ نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُلٍ وَجَعَلَهُمْ كَمِيناً بَيْنَ بَيْتِ إِيلَ وَعَايٍ غَرْبِيَّ ٱلْمَدِينَةِ...»
«وَلَمَّا رَأَى يَشُوعُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ أَنَّ ٱلْكَمِينَ قَدْ أَخَذَ ٱلْمَدِينَةَ، وَأَنَّ دُخَانَ ٱلْمَدِينَةِ قَدْ صَعِدَ، ٱنْثَنَوْا وَضَرَبُوا رِجَالَ عَايٍ. وَهٰؤُلاَءِ خَرَجُوا مِنَ ٱلْمَدِينَةِ لِلِقَائِهِمْ، فَكَانُوا فِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ، هٰؤُلاَءِ مِنْ هُنَا وَأُولٰئِكَ مِنْ هُنَاكَ. وَضَرَبُوهُمْ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ شَارِدٌ وَلاَ مُنْفَلِتٌ» (يش 8: 10-12 و21 و22).
«لَمْ تَكُنْ مَدِينَةٌ صَالَحَتْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ ٱلْحِّوِيِّينَ سُكَّانَ جِبْعُونَ، بَلْ أَخَذُوا ٱلْجَمِيعَ بِٱلْحَرْبِ. لأَنَّهُ كَانَ مِنْ قِبَلِ ٱلرَّبِّ أَنْ يُشَدِّدَ قُلُوبَهُمْ حَتَّى يُلاَقُوا إِسْرَائِيلَ لِلْمُحَارَبَةِ فَيُحَرَّمُوا، فَلاَ تَكُونُ عَلَيْهِمْ رَأْفَةٌ، بَلْ يُبَادُونَ كَمَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى» (يش 11: 19 و20).
3 - مع ملك أورشليم وحلفائه
«وَلَمَّا سَمِعَ جَمِيعُ ٱلْمُلُوكِ ٱلَّذِينَ فِي عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ فِي ٱلْجَبَلِ وَفِي ٱلسَّهْلِ وَفِي كُلِّ سَاحِلِ ٱلْبَحْرِ ٱلْكَبِيرِ إِلَى جِهَةِ لُبْنَانَ، ٱلْحِثِّيُّونَ وَٱلأَمُورِيُّونَ وَٱلْكَنْعَانِيُّونَ وَٱلْفِرِّزِيُّونَ وَٱلْحِّوِيُّونَ وَٱلْيَبُوسِيُّونَ، ٱجْتَمَعُوا مَعاً لِمُحَارَبَةِ يَشُوعَ وَإِسْرَائِيلَ بِصَوْتٍ وَاحِدٍ» (يش 9: 1 و2).
«فَأَرْسَلَ أَدُونِي صَادِقَ مَلِكُ أُورُشَلِيمَ إِلَى هُوهَامَ مَلِكِ حَبْرُونَ، وَفِرْآمَ مَلِكِ يَرْمُوتَ، وَيَافِيعَ مَلِكِ لَخِيشَ، وَدَبِيرَ مَلِكِ عَجْلُونَ يَقُولُ: ٱصْعَدُوا إِلَيَّ وَأَعِينُونِي، فَنَضْرِبَ جِبْعُونَ لأَنَّهَا صَالَحَتْ يَشُوعَ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ» (يش 10: 3 و4).
«فَأَرْسَلَ أَهْلُ جِبْعُونَ إِلَى يَشُوعَ إِلَى ٱلْمَحَلَّةِ فِي ٱلْجِلْجَالِ يَقُولُونَ: لاَ تُرْخِ يَدَيْكَ عَنْ عَبِيدِكَ. ٱصْعَدْ إِلَيْنَا عَاجِلاً وَخَلِّصْنَا وَأَعِنَّا، لأَنَّهُ قَدِ ٱجْتَمَعَ عَلَيْنَا جَمِيعُ مُلُوكِ ٱلأَمُورِيِّينَ ٱلسَّاكِنِينَ فِي ٱلْجَبَلِ. فَصَعِدَ يَشُوعُ مِنَ ٱلْجِلْجَالِ هُوَ وَجَمِيعُ رِجَالِ ٱلْحَرْبِ مَعَهُ وَكُلُّ جَبَابِرَةِ ٱلْبَأْسِ» (يش 10: 6 و7).
«وضربهم ضربة عظيمة في جبعون وطردهم في طريق عقبة بيت حورون».
4 - مع ملك حاصور وحلفائه
«فَلَمَّا سَمِعَ يَابِينُ مَلِكُ حَاصُورَ، أَرْسَلَ إِلَى يُوبَابَ مَلِكِ مَادُونَ وَإِلَى مَلِكِ شِمْرُونَ وَإِلَى مَلِكِ أَكْشَافَ، وَإِلَى ٱلْمُلُوكِ ٱلَّذِينَ إِلَى ٱلشِّمَالِ فِي ٱلْجَبَلِ، وَفِي ٱلْعَرَبَةِ...» (يش 11: 1 و2).
«فَخَرَجُوا هُمْ وَكُلُّ جُيُوشِهِمْ مَعَهُمْ، شَعْباً غَفِيراً كَٱلرَّمْلِ ٱلَّذِي عَلَى شَاطِئِ ٱلْبَحْرِ فِي ٱلْكَثْرَةِ، بِخَيْلٍ وَمَرْكَبَاتٍ كَثِيرَةٍ جِدّاً. فَٱجْتَمَعَ جَمِيعُ هٰؤُلاَءِ ٱلْمُلُوكِ بِمِيعَادٍ وَجَاءُوا وَنَزَلُوا مَعاً عَلَى مِيَاهِ مَيْرُومَ لِيُحَارِبُوا إِسْرَائِيلَ» (يش 11: 4 و5).
«فَجَاءَ يَشُوعُ وَجَمِيعُ رِجَالِ ٱلْحَرْبِ مَعَهُ عَلَيْهِمْ عِنْدَ مِيَاهِ مَيْرُومَ بَغْتَةً وَسَقَطُوا عَلَيْهِمْ. فَدَفَعَهُمُ ٱلرَّبُّ بِيَدِ إِسْرَائِيلَ، فَضَرَبُوهُمْ وَطَرَدُوهُمْ» (يش 11: 7 و8).
«فَضَرَبُوهُمْ حَتَّى لَمْ يَبْقَ لَهُمْ شَارِدٌ» (يش 11: 8).
وقد ضرب الإنجيل صفحاً عن أرض كنعان، ووجه أنظارنا إلى ما هو أفضل إلى راحتنا في المسيح الذي «أَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي ٱلسَّمَاوِيَّاتِ» (أف 2: 6).
فقال:
«لأَنَّهُ لَوْ كَانَ يَشُوعُ قَدْ أَرَاحَهُمْ لَمَا تَكَلَّمَ بَعْدَ ذٰلِكَ عَنْ يَوْمٍ آخَرَ. إِذاً بَقِيَتْ رَاحَةٌ لِشَعْبِ ٱللّٰهِ... فَلْنَجْتَهِدْ أَنْ نَدْخُلَ تِلْكَ ٱلرَّاحَةَ، لِئَلاَّ يَسْقُطَ أَحَدٌ فِي عِبْرَةِ ٱلْعِصْيَانِ هٰذِهِ عَيْنِهَا... فَإِذْ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ ٱجْتَازَ ٱلسَّمَاوَاتِ، يَسُوعُ ٱبْنُ ٱللّٰهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بِٱلإِقْرَارِ» (عب 4: 8-14).
وقد ضرب الإنجيل صفحاً عن أورشليم الارضية ووجه أنظارنا إلى ما هو أفضل إلى أورشليم السماوية فقال:
«بَلْ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإِلَى مَدِينَةِ ٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ: أُورُشَلِيمَ ٱلسَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ، وَكَنِيسَةِ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ، وَإِلَى ٱللّٰهِ دَيَّانِ ٱلْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ، وَإِلَى وَسِيطِ ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ: يَسُوعَ، وَإِلَى دَمِ رَشٍّ يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ» (عب 12: 22-24).
وقد ضرب الإنجيل صفحاً عن المملكة الأرضية المزعزة إلى الملكوت السماوي الذي لا يتزعزع.
فقال:
«لِذٰلِكَ وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتاً لاَ يَتَزَعْزَعُ لِيَكُنْ عِنْدَنَا شُكْرٌ بِهِ نَخْدِمُ ٱللّٰهَ خِدْمَةً مَرْضِيَّةً، بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى» (عب 12: 28).
وقد ضرب الإنجيل صفحاً عن الوطن الكلداني والكنعاني ووجه أنظارنا إلى الوطن الأفضل الوكن السماوي.
فقال:
«وَلٰكِنِ ٱلآنَ يَبْتَغُونَ وَطَناً أَفْضَلَ، أَيْ سَمَاوِيّاً» (عب 11: 16).
وإليك بعض الأمثلة:
أ - عيشة إيليا والعشب!
قال:
«إن إيليا خادم الله لم ير خبزاً مدة اضطهاد آخاب له ثلاث سنين مغتذياً بالبقول والثمار البرية فقط» (فصل 138: 4).
والحال إن الكتاب المقدس يقول أنه في هذه المدة كان يأكل الخبز واللحم وهو مختبئ عند نهر كريت (1 مل 17: 1-7).
ثم كانت تعوله بالخبز أرملة في صرفة صيدا (1 مل 17: 8-16).
ب - عدد الركب التي لم تجث لبعل!
قال:
«لعمر الله كان في زمن إيليا خليل الله ونبيه اثنا عشر جبلاً يقطنها سبعة عشر ألف فريسي. ولم يكن بين هذا العدد الغفير منبوذ واحد بل كانوا جميعاً مختاري الله» (فصل 145: 1 و2).
أما الكتاب المقدس فيقول «وَقَدْ أَبْقَيْتُ فِي إِسْرَائِيلَ سَبْعَةَ آلاَفٍ، كُلَّ ٱلرُّكَبِ ٱلَّتِي لَمْ تَجْثُ لِلْبَعْلِ وَكُلَّ فَمٍ لَمْ يُقَبِّلْهُ» (1 مل 19: 18).
ج - عيشة داود وثمار البرية
قال:
«وعاش داود أبونا نبي الله عدة سنين على الثمار البرية والبقول إذ اضطهده شاول حتى أنه لم يذق الخبز سوى مرتين» (فصل 138: 5).
وأما الكتاب المقدس فيقول أنه لما كان داود في البرية جاءت له إبيجايل «اِئَتَيْ رَغِيفِ خُبْزٍ وَزِقَّيْ خَمْرٍ وَخَمْسَةَ خِرْفَانٍ مُهَيَّأَةً وَخَمْسَ كَيْلاَتٍ مِنَ ٱلْفَرِيكِ وَمِئَتَيْ عُنْقُودٍ مِنَ ٱلّزَبِيبِ وَمِئَتَيْ قُرْصٍ مِنَ ٱلتِّينِ» (1 صم 25: 18).
وبعد ذلك سكن داود ورجاله مع الملك أخيش في جت وفي صقلع (1 صم 27: 1-7) بل كان داود يوزع غنائم كثيرة على بلاد عديدة (1 صم 30: 26-31) وأعطى خبزاً وماء وتيناً وزبيباً لرجل مصري (1 صم 30: 11 و12).
د - سن داود وقت ملكه
قال:
«ولما كان داود ابن خمس عشرة سنة وهو أصغر إخوته الستة انتخبه إسرائيل ملكاً وصار نبي الله ربنا» (فصل 150: 24).
أما الكتاب المقدس فيقول أن إخوة داود سبعة وهو الثامن (1 صم 16: 10 و11) وان داود ملك في سن الثلاثين وهذا هو النص «كَانَ دَاوُدُ ٱبْنَ ثَلاَثِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. فِي حَبْرُونَ مَلَكَ عَلَى يَهُوذَا سَبْعَ سِنِينٍ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ. وَفِي أُورُشَلِيمَ مَلَكَ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ سَنَةً عَلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا» (2 صم 5: 4 و5).
هـ - من هما رفائيل وأوريل
قال:
«لم يكن في استطاعتها (أي مريم العذراء) أن تراه أيضاً (أي المسيح يسوع) في هذا العالم إلا بعد ذلك العار إذ أحضره إليها بأمر الله الملاك جبريل مع الملائكة ميخائيل ورفائيل وأوريل» (فصل 209: 4).
ونحن نقول:
إن قصة إحضار الملائكة السيد المسيح للسيدة العذراء خرافة، ومما يزيد هذه الخرافة سخفاً ذكر إنجيل برنابا أربعة أسماء ادعى أنها كلها أسماء ملائكة، بينما نتعلم من الكتاب المقدس أن جبرائيل (لو 1: 9) وميخائيل (يه 9) هما ملاكان معروفان، أما رفائيل (اي 26: 7) وإرئيل (عز 8: 16) فليسا من الملائكة بل هما رجلان من رؤساء بني إسرائيل!
و - اقتباس محرف للمزمور الثاني
قال:
«وقد عمل هذا لتتم نبوة داود الذي أنبأ بيسوع نبي إسرائيل قائلاً اتحد أمراء الأرض وملوكها على قدوس إسرائيل لأنه نادى بخلاص العالم» (فصل 210: 30).
وأما نص الكتاب المقدس فهو «قَامَ مُلُوكُ ٱلأَرْضِ وَتَآمَرَ ٱلرُّؤَسَاءُ مَعاً عَلَى ٱلرَّبِّ وَعَلَى مَسِيحِهِ» (مز 2: 2).
فمؤلف إنجيل برنابا في قوله «قدوس إسرائيل» (خلع وهو لا يدري) صفة من صفات الله على يسوع المسيح إذ دعاه «قدوس إسرائيل» ونسب إليه أعظم عمل فدائي وهو«خلاص العالم» ومع أن المؤلف حاول أن يمسخ الآية ولكنه مع مسخها بقيت تحمل معاني سامية ليسوع له المجد.
فإن كان يسوع هو «مسيح الرب» بشهادة نص الآية الواردة في العهد القديم فلماذا يتعمد إنجيل برنابا أن ينكر أن «مسيح الرب» هو يسوع، فيرفع كلمة «مسيح الرب»ويضع بدلها «قدوس إسرائيل»؟!!
أ - إعالة الله لبني إسرائيل في البرية
قال:
«الذي أنزل المن من السماء على شعبه إسرائيل في البرية أربعين سنة وحفظ أثوابهم من أن تعتق أو تبلى» (فصل 16: 24).
ونص هذا العبارة في التوراة هو «فَأَذَلَّكَ وَأَجَاعَكَ وَأَطْعَمَكَ ٱلْمَنَّ ٱلَّذِي لَمْ تَكُنْ تَعْرِفُهُ وَلاَ عَرَفَهُ آبَاؤُكَ، لِيُعَلِّمَكَ أَنَّهُ لَيْسَ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا ٱلإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ مَا يَخْرُجُ مِنْ فَمِ ٱلرَّبِّ يَحْيَا ٱلإِنْسَانُ. ثِيَابُكَ لَمْ تَبْلَ عَلَيْكَ وَرِجْلُكَ، لَمْ تَتَوَرَّمْ هٰذِهِ ٱلأَرْبَعِينَ سَنَةً» (تث 8: 3 و4).
ب - محبة الله لإسرائيل
قال:
«الحق أقول لكم أن الله غيور على كرامته ويحب إسرائيل كعاشق» (فصل 99: 3).
ونص هذه العبارة في التوراة هو «لَكِنْ هَئَنَذَا أَتَمَلَّقُهَا وَأَذْهَبُ بِهَا إِلَى ٱلْبَرِّيَّةِ وَأُلاَطِفُهَا، وَأُعْطِيهَا كُرُومَهَا مِنْ هُنَاكَ... وَهِيَ تُغَنِّي هُنَاكَ كَأَيَّامِ صِبَاهَا، وَكَيَوْمِ صُعُودِهَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ يَقُولُ ٱلرَّبُّ أَنَّكِ تَدْعِينَنِي «رَجُلِي» (هو 2: 14-16).
ج - ميلاد المسيح في بيت لحم
قال:
«فأجابوا: إنه يولد في بيت لحم لأنه مكتوب في النبي هكذا - وأنت يا بيت لحم لست صغيرة بين رؤساء يهوذا لأنه سيخرج منك مدبر يرعى شعبي إسرائيل» (فصل 6: 5).
ونص هذه العبارة في التوراة هو «أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمَِ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي ٱلَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطاً عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ ٱلْقَدِيمِ مُنْذُ أَيَّامِ ٱلأَزَلِ» (مي 5: 2).
قال:
«فلذلك يجب أن أعلمكم الآن كما قلت وسط كل إسرائيل لتبشروا بالتوبة ليرحم الله خطية إسرائيل» (فصل 113: 5).
وهذا يوافق قول إشعياء النبي «ٱخْتِمِ ٱلشَّرِيعَةَ بِتَلاَمِيذِي» (إش 8: 16).
«أجاب يسوع الحق أقول لكم أن الكلب أفضل من رجل غير مختون» (فصل 22: 2).
«ثم قال يسوع: دعوا الخوف للذي لم يقطع غرلته لأنه محروم من الفردوس» (فصل 23: 17).
ونحن نقول: مع أن الله أعلن لبني إسرائيل في العهد القديم أن يحبوا حتى غير الإسرائيلين. فقال: «لاَ تَكْرَهْ مِصْرِيّاً لأَنَّكَ كُنْتَ نَزِيلاً فِي أَرْضِهِ» (تث 23: 7).
ومع ذلك كان بنو إسرائيل يحتقرون غير الإسرائيليين لأنهم غلف فقال داود النبي «مَنْ هُوَ هٰذَا ٱلْفِلِسْطِينِيُّ ٱلأَغْلَفُ حَتَّى يُعَيِّرَ صُفُوفَ ٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ؟» (1 صم 17: 26).
وقال في المزامير «قَدْ أَحَاطَتْ بِي كِلاَبٌ. جَمَاعَةٌ مِنَ ٱلأَشْرَارِ ٱكْتَنَفَتْنِي» (مز 22: 16).
قال: «قولوا لي لماذا لا يمكن الحجر أن يستقر على سطح الماء مع أن الأرض برمتها مستقرة على سطح الماء؟» -فصل 167: 2).
ونحن نقول.
إن الحقيقة العلمية هي أن الأرض كوكب يسير في الفضاء وغير مستقر على شيء كقول الكتاب المقدس «يُعَلِّقُ ٱلأَرْضَ عَلَى لاَ شَيْءٍ» (أي 26: 7).
قال:
«وفي اليوم الخامس يبكي كل نبات وعشب دماً» (فصل 53: 19).
ونحن نقول:
هل للنبات عقل حتى يبكي بدل الدمع دماً؟
قال:
«لقد صح مثل الجمل أنه لا يرغب أن يشرب من الماء الصافي لأنه لا يريد أن ينظر وجهه القبيح» (فصل 77: 15).
ونحن نقول:
هل للجمل عقل يميز القبح والجمال؟ وإذا كان به عقل ألا يفضل شرب الماء الصافي عن الماء العكر صيانة لصحته؟
قال:
«وبصق الشيطان أثناء انصرافه على كتلة التراب. فرفع جبريل ذلك البصاق مع شيء من التراب فكان للإنسان بسبب ذلك سرة في بطنه» (فصل 35: 26).
إن الحقيقة أن الشيطان روح ليس له بصاق. والسرة ناتجة عن قطع الحبل السري بعد الولادة. وآدم ليس في حاجة إلى سرة لأنه ليس له أم.
قال:
«فأخذت حينئذ حواء وأكلت من هذه الثمار. ولما استيقظ زوجها أخبرته بكل ما قال الشيطان. فتناول منها ما قدمته له وأكل. وبينما كان الطعان نازلاً ذكر كلام الله. فلذلك أراد أن يوقف الطعام فوضع يده في حلقه حيث كل إنسان له علامة» (فصل 40: 24-28).
ونحن نقول:
إن هذه العلامة التي يقال بوجودها في رقبة الرجل وحده تسمى عند العامة «تفاحة آدم» مشتركة بين الرجل والمرأة. وكل ما في الأمر أنها تغطيها عند المرأة طبقة من الدهن. ولو فرضنا جدلاً أن العلامة المذكورة تكونت في آدم عندما أراد أن يوقف نزول الطعام إلى جوفه (كما يقال) لما ورثها عنه البشر لأن البشر لا يرثون عن والديهم الأعراض أو العلل الجسمية التي تحل بهم.
قال:
«وإنه لما أكل آدم الإنسان الاول الطعام الذي نهاه الله عنه في الفردوس مخدوعاً من الشيطان عصى جسده الروح. فأقسم قائلاً: تالله لأقطعنك فكسر شظية من صخر وأمسك جسده ليقطعه بحد الشظية. فوبخه الملاك جبريل على ذلك. فأجاب: لقد أقسمت بالله أن أقطعه فلا أكون حانثاً، حينئذ أراه الملاك زائدة جسده فقطعها فتسلسلت سنة الختان من جيل إلى جيل» (فصل 23: 3-11).
ونحن نقول:
أن آدم الذي خُلق على صورة الله ومثاله لم يكن مجنوناً لينتحر ويقطع أحليله. والختان لم يبدأ إلا في عهد إبراهيم ختماً لبر إيمانه (تك 17: 1-27، 21: 4، رو 4: 11).
قال:
«ألا تعلمون أن الله في زمن موسى مسخ ناساً كثيرين في مصر حيوانات مخوفة لأنهم ضحكوا واستهزأوا بالآخرين» (فصل 27: 5 و6).
ونحن نقول:
إن الحقيقة العلمية هي أن الناس لا يتحولون إلى حيوانات لأن هذا لا يتفق والناموس الطبيعي الثابت في كل الكائنات. وإنما مثل هذه القصص هي خرافة من خرافات السحرة الوثنيين.
قال:
«لأني أنا يهوذا الاسخريوطي لا يسوع الذي هو ساحر فحولني هكذا بسحره» (فصل 217: 45).
وقال أيضاً: «ويقول يسوع الجليلي قد حوله هكذا بسحره» (فصل 217: 49).
وقال أيضاً «الحق أقول لكم أن صوت يهوذا ووجهه وشخصه بلغت من الشبه بيسوع أن اعتقد تلاميذه والمؤمنون به كافة أنه هو يسوع. لذلك خرج بعضهم من تعليم يسوع معتقدين أن يسوع كان نبياً كاذباً وأنه إنما فعل الآيات التي فعلها بصناعة السحر» (فصل 217: 80 و81).
ونحن نقول:
إن الواقع التاريخي أن المسيح لم يكن ساحراً وأن يهوذا لم يتغير.
قال:
«لما طرد الله الشيطان. وطهر الملاك جبريل تلك الكتلة من التراب التي بصق عليها الشيطان. خلق الله كل شيء حي من الحيوانات التي تطير ومن التي تدب وتسبح. وزين العالم بكل ما فيه: فاقترب الشيطان يوماً من أبواب الجنة. فلما رأى الخيل تأكل العشب أخبرها أنه إذا تأتى لتلك الكتلة من التراب أن يصير لها نفس أصابها ضنك. ولذلك كان من مصلحتها أن تدوس تلك القطعة من التراب على طريقة لا تكون بعدها صالحة لشيء. فثارت الخيل وأخذت تعدو بشدة على تلك القطعة من التراب التي بين الزنابق والورود. فأعطى الله من ثم روحاً لذلك الجزء ا لنجس من التراب الذي وقع عليه بصاق الشيطان الذي كان أخذه جبريل من الكتلة. وأنشأ الكلب فأخذ ينبح فروّع الخيل فهربت» (فصل 39: 3-12).
ونحن نقول:
إن الله لم يخلق الكلب نجساً، كقول الكتاب المقدس «وَرَأَى ٱللّٰهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدّاً» (تك 1: 31).
وكيف يعمل الكلب النجس الخير فينبح ويطرد الخيل عن أن تدوس التراب الذي ينشأ عنه آدم؟
فالواقع أن كتلة التراب خرافة والبصاق عليها خرافة، والكلب النجس خرافة والخيل خرافة!
قال:
«ليكف كل ليلة ساعتان نوم» (فصل 145: 43).
ونحن نقول:
إن هذا القول لا يتفق في شيء مع مبادئ الصحة البدنية.
قال:
«وكل قملة كانت على إنسان حباً في الله تتحول لؤلؤة» (فصل 57: 14).
ونحن نقول:
ما معنى وجود قملة على إنسان حباً في الله؟
هل يقصد بهذا التعبير جماعة الكسالى القذرين من المتهوسين الذين لا يستحمون ولا يهتمون بالنظافة تمسحاً في الدين حتى تجري على ثيابهم؟
إن الله لا يحب الكسالى القذرين!
قال:
«فلما طلع النهار نزل من الجبل وانتخب اثني عشر سماهم رسلاً منهم يهوذا الذي صلب. أما أسماؤهم فهي. اندراوس وأخوه بطرس الصياد. وبرنابا الذي كتب هذا مع متى العشار الذي كان يجلس للجباية. يوحنا ويعقوب ابنا زبدي تداوس ويهوذا برتولوماوس وفيلبس، يعقوب ويهوذا الاسخريوطي الخائن» (فصل 14: 10-17).
ونحن نقول:
إن هذا تزوير واضح في التاريخ فأسماء الرسل مدونة في الإنجيل وليس منهم برنابا إطلاقاً!
قلا متى البشير: «وَأَمَّا أَسْمَاءُ ٱلٱثْنَيْ عَشَرَ رَسُولاً فَهِيَ هٰذِهِ: اَلأَوَّلُ سِمْعَانُ ٱلَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ، وَأَنْدَرَاوُسُ أَخُوهُ. يَعْقُوبُ بْنُ زَبْدِي، وَيُوحَنَّا أَخُوهُ. فِيلُبُّسُ، وَبَرْثُولَمَاوُسُ. تُومَا، وَمَتَّى ٱلْعَشَّارُ. يَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى، وَلَبَّاوُسُ ٱلْمُلَقَّبُ تَدَّاوُسَ. سِمْعَانُ ٱلْقَانَوِيُّ، وَيَهُوذَا ٱلإِسْخَرْيُوطِيُّ ٱلَّذِي أَسْلَمَهُ» (مت 10: 2-4).
قال مرقس البشير «وَأَقَامَ ٱثْنَيْ عَشَرَ لِيَكُونُوا مَعَهُ، وَلْيُرْسِلَهُمْ لِيَكْرِزُوا، وَيَكُونَ لَهُمْ سُلْطَانٌ عَلَى شِفَاءِ ٱلأَمْرَاضِ وَإِخْرَاجِ ٱلشَّيَاطِينِ. وَجَعَلَ لِسِمْعَانَ ٱسْمَ بُطْرُسَ. وَيَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَا يَعْقُوبَ، وَجَعَلَ لَهُمَا ٱسْمَ بُوَانَرْجِسَ (أَيِ ٱبْنَيِ ٱلرَّعْدِ). وَأَنْدَرَاوُسَ، وَفِيلُبُّسَ، وَبَرْثُولَمَاوُسَ، وَمَتَّى، وَتُومَا، وَيَعْقُوبَ بْنَ حَلْفَى، وَتَدَّاوُسَ، وَسِمْعَانَ ٱلْقَانَوِيَّ، وَيَهُوذَا ٱلإِسْخَرْيُوطِيَّ ٱلَّذِي أَسْلَمَهُ» (مر 3: 14-19).
قال لوقا البشير: «وَلَمَّا كَانَ ٱلنَّهَارُ دَعَا تَلاَمِيذَهُ، وَٱخْتَارَ مِنْهُمُ ٱثْنَيْ عَشَرَ، ٱلَّذِينَ سَمَّاهُمْ أَيْضاً «رُسُلاً»: سِمْعَانَ ٱلَّذِي سَمَّاهُ أَيْضاً بُطْرُسَ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ. يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا. فِيلُبُّسَ وَبَرْثُولَمَاوُسَ. مَتَّى وَتُومَا. يَعْقُوبَ بْنَ حَلْفَى وَسِمْعَانَ ٱلَّذِي يُدْعَى ٱلْغَيُورَ. يَهُوذَا بْنَ يَعْقُوبَ، وَيَهُوذَا ٱلإِسْخَرْيُوطِيَّ ٱلَّذِي صَارَ مُسَلِّماً أَيْضاً» (لو 6: 13-16).
وقال في أعمال الرسل: «وَلَمَّا دَخَلُوا صَعِدُوا إِلَى ٱلْعِلِّيَّةِ ٱلَّتِي كَانُوا يُقِيمُونَ فِيهَا: بُطْرُسُ وَيَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا وَأَنْدَرَاوُسُ وَفِيلُبُّسُ وَتُومَا وَبَرْثُولَمَاوُسُ وَمَتَّى وَيَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى وَسِمْعَانُ ٱلْغَيُورُ وَيَهُوذَا بْنُ يَعْقُوبَ» (أع 1: 13).
قال:
«بسبب الشهوة أتى الطوفان حتى أن العالم هلك أمام رحمة الله ولم ينج إلا نوح وثلاثة وثمانون شخصاً بشرياً فقط» (فصل 115: 7).
ونحن نقول:
إن هذا خطأ لأن عدد الذين نجوا من الطوفان ثمانية فقط. نوح وامرأته وثلاث بنين ونساؤهم (تك 7: 13) وقال الإنجيل «وَلَمْ يُشْفِقْ عَلَى ٱلْعَالَمِ ٱلْقَدِيمِ، بَلْ إِنَّمَا حَفِظَ نُوحاً ثَامِناً كَارِزاً لِلْبِرِّ إِذْ جَلَبَ طُوفَاناً عَلَى عَالَمِ ٱلْفُجَّارِ» (2 بط 2: 5).
قال: «لقد كان في زمن إيليا خليل الله ونبيه اثنا عشر جيلاً يقطنها سبعة عشر ألف فريسي. ولم يكن بين هذا العدد الغفير منبوذ واحد بل كانوا جميعاً مختاري الله. أما الآن وفي إسرائيل نيف ومائة الف فريسي قسى إن شاء الله أن يوجد بين كل ألف مختار واحد» (فصل 145: 1-3).
ونحن نقول:
إن كان مؤلف إنجيل برنابا قدعاصر المسيح وعرف بيئته لا يمكن أن يقع في مثل هذه الأغلاط التاريخية الفظيعة. فحركة الفريسيين وليدة الغيرة على الشريعة اليهودية ولم تظهر إلا عقب الجلاء البابلي فتطورت وأصبحت حزباً دينياً قبل القرن الثاني قبل الميلاد.
وأما زمن النبي إيليا فقد كان في القرن التاسع قبل الميلاد ولم يذكر التاريخ أنهم كانوا يسكنون اثني عشر جبلاً.
ومن الغريب أن يصور إنجيل برنابا المسيح يوبخ الفريسيين والفقهاء والكتبة والكهنة قائلاً «إنكم لراغبون في الألبسة الجميلة كالنساء، ولكنكم لا ترغبون في الغزل وتربية الأطفال... إنكم لراغبون في المجد كالجمهوريين ولكنكم لا ترغبون في عبء الجمهورية» (فصل 69: 5-9).
وليس من المعقول أن يحلم أحد في فلسطين آنئذ بكلمة الجمهورية! وهل عرف الفريسيون والكتبة أو الكهنة ركوب الخيل كالفوارس؟ وهل يعقل أن يدعو المسيح اليهود إلى حرب ضد الرومان، وهو ا لذي جاء ليصلح الجميع بالروح والحب؟
فكلمة الجمهورية، وركوب الخيل وإضرام نار الحرب والاقطاعية أولى بفرسان العصور الوسطى في أوربا منها بالكهنة والفريسيين على عهد المسيح في فلسطين!
هذه إذاً مواضيع لا تفهم إلا إذا وضعت في إطار القرون الوسطى.
قال:
«أما مريم فإذ كانت عالمة مشيئة الله وموجسة خيفة أن يغضب الشعب عليها لأنها حبلى ليرجمها كأنها ارتكبت الزنا اتخذت لها عشيراً من عشيرتها قويم السيرة يدعى يوسف» (فصل 2: 1).
ونحن نقول:
إن الواقع التاريخي هو غير ذلك. فاتخاذ البنت عشيراً لها عادة غربية لا شرقية. ومريم العذارء كانت مخطوبة لما وجدت حبلى بالروح القدس (مت (1: 18) وقد بشرها الملاك وهي عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف (لو 1: 26-28).
قال:
«لأن هيرودس كان من الأمم وعبدة الآلهة الباطلة الكذابة عائشاً بحسب عوائد الأمم النجسة» (فصل 217: 61).
ونحن نقول:
إن الواقع التاريخي هو غير ذلك. فهيرودس الكبير وإن كان أدومياً ولكنه تهوّد. وكان ملكاً على اليهودية. وقد ولد المسيح في أيامه. وهو الذي بدأ ببناء الهيكل وزخرفه ولم يكمل فمات واستمر العمل في أيام ابنه هيرودس أنتيباس ملك الجليل الجديد وأكمل البناء في ستة وأربعين سنة (يو 2: 20) وكان هيرودس ملك الجليل بصفته يهودياً يحضر إلى أورشليم في الأعياد (لو 23: 7) فكيف يقول إنجيل برنابا عن هيرودس ملك الجليل هذا إنه من عبدة الأصنام؟
قال:
«كان هيرودس في ذلك الوقت ملكاً على اليهودية بأمر قيصر أوغسطس. وكان بيلاطس حاكماً في زمن الرياسة الكهنوتية لحنان وقيافا وقدموا نفوسهم بحسب أسباطهم لكي يكتتبوا. فسافر يوسف من الناصرة إحدى مدن الجليل مع امرأته وهي حبلى ذاهباً إلى بيت لحم» (لأنها كانت مدينته وهو من عشيرة داود ليكتتب عملاً بأمر قيصر) (فصل 3: 1-5).
ونحن نقول:
إن صاحب إنجيل برنابا قد وضع مولد المسيح في عهد بيلاطس البنطي حين كان حنان وقيافا رئيس الكهنة، وهذا خطأ تاريخي ظاهر. فنحن نعلم أن المسيح لم يولد في أيام بيلاطس ولا في أيام حنان ولا في أيام قيافا كما أنه لم يولد في أيام هيرودس أنتيباس الذي عاصر بيلاطس ولكن ولد المسيح أيام هيرودس الكبير عندما كان ملكاً على اليهودية.
ومعلوم أن ولادية بيلاطس على اليهودية من سنة 26 م إلى سنة 36 م وأن رئاسة حنان كانت من نسة 6 م إلى سنة 15 م ورئاسة قيافا من سنة 18 م إلى سنة 36 م.
وأن مولد المسيح كان في أيام هيرودس الكبير لا في أيام ابنه أنتيباس.
قال:
«أجاب يسوع: وما قولكم أنتم في؟».
أجاب بطرس: «إنك المسيح ابن الله».
فغضب حينئذ يسوع وانتهره بغضب قائلاً: «اذهب وانصرف عنّي لأنك أنت شيطان وتحاول أن تسيء إلي» (فصل 70: 4-6).
ونحن نقول:
إن هذا محض اختلاق ولا يمت للواقع التاريخي بصلة فالإنجيل يقول «قَالَ لَهُمْ: وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟ فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: أَنْتَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لٰكِنَّ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ. وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هٰذِهِ ٱلصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ ٱلْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا» (مت 16: 15-18).
فشتان الفارق بين الدم والمدح وبين إغراء الشيطان وإلهام الله!
قال:
«فقال الفريسيون فيما بينهم: لماذا سمح هذا الرجل الذي أحيا الأرملة في نايين أن يموت هذا الرجل بعد أن قال أنه لا يموت؟» (فصل 193: 19).
ونحن نقول:
إن هذا خطا في التاريخ لأن لم يحي أرملة نايين بل أحيا ابنها بقوله «أَيُّهَا ٱلشَّابُّ، لَكَ أَقُولُ قُمْ. فَجَلَسَ ٱلْمَيْتُ وَٱبْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ، فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ» (لو 7: 14 و15).
ونفس إنجيل برنابا يذكر أن المسيح أحيا ابن الأرملة لا الأرملة (فصل 47: 2-18) وبهذا ناقض نفسه بنفسه!
قال:
«أجابت مريم: بيت عنيا هو بيت أختى وأخي لأن سكني أنا المجدل، فأخي في بيت عنيا» (فصل 192: 11).
«فتشاور الكتبة الفريسيون مع رئيس الكهنة ليقتلوا لعازر لأن كثيرين رفضوا تقاليدهم وآمنوا بكلمة يسوع لأن آية لعازر كانت عظيمة إذ أن لعازر حدث الشعب وأكل وشرب. ولكن لما كان قوياً وله أتباع في أورشليم وممتلكاً مع أختيه المجدل وبيت عنيا لم يعرفوا ماذا يفعلون» (فصل 194: 1-3).
ونحن نقول:
«إن هذه الإشارة لامتلاك أشخاص قرى برمتها. هي غلطة تاريخية تظهر حالة الناس في القرون الوسطى لأوروبا لا في القرن الأول من فلسطين».
كما أن نسبة مريم أخت لعازر ومرثا إلى بيت عنيا كقوله «وَكَانَ إِنْسَانٌ مَرِيضاً وَهُوَ لِعَازَرُ، مِنْ بَيْتِ عَنْيَا مِنْ قَرْيَةِ مَرْيَمَ وَمَرْثَا أُخْتِهَا» (يو 11: 1).
فإذاً مريم أخت لعازر غير مريم المجدلية.
فالأولى من بيت عنيا والثانية من مجدل.
الاولى مشهورة بأنها اختارت النصيب الصالح (لو 10: 41 و42) وهي التي دهنت قدمي المسيح بالطيب في بيت لعازر أخيها (يو 12: 31).
والثانية مشهورة بأن المسيح أخرج منها سبعة شياطين فتبعته (لو 8: 2 و3) فثبتت إلى المنتهى وكانت معه وقت الصلب (يو 19: 25) والدفن (مر 16: 47) وكانت من جملة اللواتي أتين إلى القبر ليحنطنه (مر 16: 1) وكانت من الأوليات عند القبر مع مريم أم يعقوب (مر 16: 9) وقد شرفها المسيح بحديثه معها بعد القيامة (يو 20: 11-18).
قال:
«أجاب فيلبس يا سيدي أن مائتي قطعة من الذهب لا تكفي لشراء ما يتبلغون به من الخبز. حيئنذ قال اندراوس هنا غلام معه خمس أرغفة وسمكتان ولكن ما عسى أن تكون بين هذا العدد الجم» (فصل 98: 8 و9).
ونحن نقول:
إن القول بمائتي قطعة من الذهب خطأ فالواقع أن فيلبس قال لا يكفيهم خبز بمائتي دينار (يو 6: 7) وهي عملة من الفضة. فقطع الذهب قيمتها أضعاف أضعاف قطع الفضة!
قال:
«أجاب رئيس الكهنة: كم تطلب؟ قال يهوذا ثلاثين قطعة من الذهب» (فصل 214: 5 و6).
«أجاب رئيس الكهنة: إذا سلمته ليدنا نعطيك ثلاثين قطعة من الذهب سترى كيف أعاملك بالحسنى» (فصل 205: 18).
ونحن نقول:
إن القول بالثلاثين قطعة ذهب خطأ. فالواقع أن رؤساء الكهنة جعلوا ليهوذا ثلاثين من الفضة لا من الذهب كقول الإنجيل «وَقَالَ: مَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تُعْطُونِي وَأَنَا أُسَلِّمُهُ إِلَيْكُمْ؟ فَجَعَلُوا لَهُ ثَلاَثِينَ مِنَ ٱلْفِضَّةِ» (مت 26: 15).
قال:
«فأخذ من ثم كل من الكتبة والفريسيين مع شيوخ الشعب حجارة ليرجموا يسوع فاختفى عن أعينهم وخرج من الهيكل. ثم أنهم بسبب شدة رغبتهم في قتل يسوع أعماهم الحنق والبغضاء فضرب بعضهم بعضاً حتى مات ألف رجل ودنسوا الهيكل المقدس» (فصل 208: 9 و10).
«ولما هدأ الاضطراب في الهيكل بانصراف يسوع، صعد رئيس الكهنة وأومأ بيديه للصمت قال...» (فصل 210: 1 و2).
ونحن نقول:
إن هذه التخيلات والشطحات لا تتفق مع الواقع التاريخي! فكيف يضربون بعضهم بعضاً دون أن يتبيّنوا المضروب حتى تنتهي المعركة المخيفة داخل الهيكل بقتل ألف رجل! ألف رجل يقتلون في الهيكل!! إذا فكم كان عدد المجتمعين؟ وعدد المتظاهرين؟ وأين جنود الرومان؟ ولماذا لم يحاولوا قمع هذه الفتنة؟ أين هذه الترهات من جلال الوحي إلهي؟
وكيف يقف رئيس الكهنة في الهيكل بعد انصراف يسوع وبعد قتل الألف شخص خطيباً أمام الشعب - ويزعم مؤلف إنجيل برنابا أن الهدوء قد عمّ المكان! فأي هدوء ذلك؟
تأمل هيكلاً لعبادة الله قد أقيم، يسقط فيه ألف قتيل ثم يقف رئيس الكهنة يخطب في الجمع ولا يسعفك التفكير في كيف كان حال هذه الأجساد؟! هل وجدت من يبكيها؟ ويرثيها؟ إذا لامتلأ المكان بصوت البكاء والعويل وليس الهدوء المدعى!
أم ترى بعضهم جاء ونقلها ثم دفنت دون أن تتحرى السلطات الرومانية جلية الأمر، بل يصيبها البكم والطرش والعمى في وقت واحد. فلم تحرك ساكناً وتركت رئيس الكهنة يخطب ويملأ الهيكل تهويلاً بلا حساب؟!!
قال:
«لذلك وجب عليكم أن تسيروا في اليهودية وإسرائيل مبشرين بالحق أسباط إسرائيل الاثني عشر حتى ينكشف الخداع عنهم» (فصل 100: 2).
وقال أيضاً «أما أنتم فجوبوا بلاد السامرة واليهودية وإسرائيل كلها مبشرين بالتوبة لأن الفأس موضوعة على مقربة من الشجرة لتقطعها» (فصل 100: 7).
ونحن نقول:
إن هذا التقسيم خطأ جغرافي لأن أرض فلسطين أيام السيد المسيح كانت منقسمة إلى اليهودية في الجنوب والسامرة في الوسط والجليل في الشمال كقول الإنجيل«تَرَكَ ٱلْيَهُودِيَّةَ وَمَضَى أَيْضاً إِلَى ٱلْجَلِيلِ. وَكَانَ لاَ بُدَّ لَهُ أَنْ يَجْتَازَ ٱلسَّامِرَةَ» (يو 4: 3 و4). وقوله أيضاً «وَأَمَّا ٱلْكَنَائِسُ فِي جَمِيعِ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَٱلْجَلِيلِ وَٱلسَّامِرَةِ فَكَانَ لَهَا سَلاَمٌ، وَكَانَتْ تُبْنَى وَتَسِيرُ فِي خَوْفِ ٱلرَّبِّ، وَبِتَعْزِيَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ كَانَتْ تَتَكَاثَرُ» (أع 9: 31).
وأما تقسيمها إلى يهوذا وإسرائيل فكان في عهد رحبعام بن سليمان سنة 975 ق م واستمرت مملكة إسرائيل إلى سنة 721 ق م أي دامت 254 سنة ثم سبوا إلى أشور. واستمرت مملكة يهوذا إلى سنة 586 ق م أي دامت 389 سنة ثم سبوا إلى بابل وكثيراً ما ذكرت مملكة يهوذا وإسرائيل معاً في أقوال الأنبياء. فقال إشعياء النبي«إِنَّ كَرْمَ رَبِّ ٱلْجُنُودِ هُوَ بَيْتُ إِسْرَائِيلَ، وَغَرْسَ لَذَّتِهِ رِجَالُ يَهُوذَا» (إش 5: 7) وقال عاموس النبي «أَقْوَالُ عَامُوسَ ٱلَّذِي كَانَ بَيْنَ ٱلرُّعَاةِ مِنْ تَقُوعَ ٱلَّتِي رَآهَا عَنْ إِسْرَائِيلَ، فِي أَيَّامِ عُزِّيَّا مَلِكِ يَهُوذَا، وَفِي أَيَّامِ يَرُبْعَامَ بْنِ يُوآشَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ» (عا 5: 7) وبعد الرجوع من السبي واستيطان الراجعين قسمت البلاد اليهودية والسامرة والجليل كما ذكرنا.
وأما مؤلف إنجيل برنابا فخبط خبط عشواء، فوضع التقسيم الذي كان قبل السبي موضع التقسيم الذي كان بعد السبي!
قال:
«وجاء في اليوم التالي ستة وثلاثون تلميذاً من تلاميذ يسوع مثنى مثنى. ومكث في دمشق ينتظر الباقين» (فصل 139: 12 و13).
وقال أيضاً «وجاء حينئذ بمشيئة الله كل التلاميذ إلى دمشق» (فصل 143: 1).
ونحن نقول:
إن هروب المسيح إلى دمشق هو خرافة لا تتفق مع الواقع. فإن عزم أهل نايين أن يقيموا المسيح عليهم ملكاً حتى يهرب منهم غير معقول. لأن نايين قرية صغيرة والملوك يقامون على مجموعة بلاد لا على قرية! كما أن دمشق هي في سوريا وليست هي إحدى مدن فلسطين.
ولم يذهب المسيح إلى دمشق قط وهي خارج البلاد!
كما أن جعل المسيح دمشق مركز تجمع تلاميذه والذهاب معهم منها إلى الناصرة هو أمر أكثر غرابة!
قال:
«اذكروا أن الله عزم على إهلاك نينوى لأنه لم يجد أحداً يخاف الله في تلك المدينة التي بلغ من شرها أن دعا الله يونان ليرسله إلى تلك المدينة، فحاول الهرب إلى طرسوس خوفاً من الشعب، فطرحه الله في البحر. فابتلعته سمكة وقذفته على مقربة من نينوى. فلما بشّر هناك تحول الشعب إلى التوبة» (فصل 63: 4-8).
ونحن نقول:
إن قوله «قذفته على مقربة من نينوى» خطأ جغرافي فظيع. فيونان كان في بطن الحوت في البحر الأبيض المتوسط لأنه أبحر من يافا (يون 1: 3) ومدينة نينوى ليست ميناء على البحر الأبيض ولكنها مدينة على نهر الدجلة في العراق (تك 10: 11، إش 37: 37، صف 2: 13) والكتاب المقدس يقول «وَلَكِنَّ ٱلرِّجَالَ جَذَّفُوا لِيُرَجِّعُوا ٱلسَّفِينَةَ إِلَى ٱلْبَرِّ فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا، لأَنَّ ٱلْبَحْرَ كَانَ يَزْدَادُ ٱضْطِرَاباً عَلَيْهِمْ» (يون 1: 13).
ولكن لما طرحوا يونان في البحر وابتلعه الحوت أبحر الركاب بسلام. وأما يونان فلم يسر به الحوت في وجهة الركاب إلى ترشيش بل عاد به إلى يافا إلى البر «وَأَمَرَ ٱلرَّبُّ ٱلْحُوتَ فَقَذَفَ يُونَانَ إِلَى ٱلْبَرِّ» (يون 2: 10).
وكما أمره الله في المرة الأولى وهو في بلاده قائلاً: «قُمِ ٱذْهَبْ إِلَى نِينَوَى ٱلْمَدِينَةِ ٱلْعَظِيمَةِ وَنَادِ عَلَيْهَا، لأَنَّهُ قَدْ صَعِدَ شَرُّهُمْ أَمَامِي» (يون 1: 2) هكذا أمره ثانية وهو في بلاده قائلاً «قُمِ ٱذْهَبْ إِلَى نِينَوَى ٱلْمَدِينَةِ ٱلْعَظِيمَةِ، وَنَادِ لَهَا ٱلْمُنَادَاةَ ٱلَّتِي أَنَا مُكَلِّمُكَ بِهَا» (يون 3: 2).
فقام يونان وذهب إلى نينوى حسب قول الرب (يون 3: 3) ذهب عن طريق البر من فلسطين إلى العراق حيث نادى لأهل نينوى الذين آمنوا بمناداته (يون 3: 5، مت 12: 41، لو 11: 32) وهو الطريق المطلوب السير فيه قبل هروبه.
قال:
«وذهب يسوع إلى بحر الجليل ونزل في مركب مسافراً إلى الناصرة مدينته. فحدث نوء عظيم في البحر حتى أشرف المركب على الغرق. وكان يسوع نائماً في مقدم المركب. فدنا منه تلاميذه وأيقظوه قائلين: يا سيد خلص نفسك فإننا هالكون. واحاط بهم خوف عظيم بسبب الريح الشديدة التي كانت مضادة وعجيج البحر. فنهض يسوع ورفع عينيه نحو السماء وقال يا إلوهيم الصباؤت ارحم عبيدك. ولما قال يسوع هذا سكنت الريح حالاً وهدأ البحر فجزع النوتية قائلين: ومن هو هذا حتى أن البحر والريح يطيعانه ولما بلغ مدينة الناصرة أذاع النوتية كل ما فعله يسوع...»
«فحنق أهل المدينة وأمسكوه واحتملوه إلى شفا جرف ليرموه ولكن يسوع مشى في وسطهم وانصرف» (فصل 20: 1-9 و13).
ونحن نقول:
«وشفا جرف» أي حرف أو حافة ما جرفته المياه فصار رخواً هشاً هائراً، والمعنى أنهم قصدوا طرحه من على الجرف إلى البحر!
ومعلوم أن الناصرة هي مدينة على جبل وليست ميناء على بحر.
قال الإنجيل «فَقَامُوا وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ ٱلْمَدِينَةِ، وَجَاءُوا بِهِ إِلَى حَافَّةَ ٱلْجَبَلِ ٱلَّذِي كَانَتْ مَدِينَتُهُمْ مَبْنِيَّةً عَلَيْهِ حَتَّى يَطْرَحُوهُ إِلَى أَسْفَلُ. أَمَّا هُوَ فَجَازَ فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى» (لو 4: 29 و30).
قال:
«صعد يسوع إلى كفرناحوم ودنا من المدينة» (فصل 21: 1).
ونحن نقول:
إن هذا التغيير غير صحيح جغرافياً. فليست كفرناحوم مرتفعة بالنسبة للناصرة بل أنها منخفضة لأنها ميناء على بحر طبرية.
قال الإنجيل «وَٱنْحَدَرَ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ، مَدِينَةٍ مِنَ ٱلْجَلِيلِ» (لو 4: 31).
والفرق بين القول «صعد إلى كفرناحوم» و «انحدر إلى كفرناحوم» واضح.
وهذا يدل على أن الناصرة مرتفعة على جبل، وكفرناحوم منخفضة على بحر. فالنازل من الناصرة ينحدر إلى كفرناحوم ولا يصعد إليها كما يدعي دعي الوحي وهو يجهل جغرافية البلاد!!
قال:
«فجاء من ثم نيقوديموس إلى هناك وأشار على يسوع أن يخرج من أورشليم إلى ما وراء جدول قدرون قائلاً: يا سيد إن لي بستاناً وبيتاً وراء جدول قدرون. فأضرع إليك إذاً أن تذهب إلى هناك مع بعض تلاميذك. وأن تبقى هناك إلى أن يزول حقد الكهنة. لأني أقدم لك كل ما يلزم وأنتم ياجمهور التلاميذ امكثوا هنا في بيت سمعان وفي بيتي لأن الله يعول الجميع» (فصل 208: 12-16).
وقال أيضاً «ولما كان يسوع في بيت نيقوديموس وراء جدول قدرون عزى تلاميذه قائلاً...» (فصل 211: 1).
ونحن نقول:
إن وادي قدرون يبعد عن أورشليم بميلين شمالاً وعشرين ميلاً جنوباً حتى ينتهي بالبحر الميت وهو على الغالب جاف مدة تسعة شهور في السنة وفي الثلاثة أشهر الباقية يكون منهلاً صغيراً عليه جسر يؤدي إلى بستان على الصفة اليمنى حافل بأشجار زيتون عتيقة. فهذا هو بستان جثسيماني الذي دخله فادينا ليجاهد في الصلاة الحارة.
فمؤلف إنجيل برنابا أورد ذكر «جدول» وهو لا يعلم شيئاً من تفاصيل جغرافية أو وصف ذلك المكان.
فالبستان ليس لنيقوديموس بل لمرقس. والمسيح لم يهرب ولم يختبئ. ولم يأكل خروف الفصح في بستان جثسيماني ولكنه أكله مع تلاميذه في علية أورشليم.
فلا يوجد في جغرافية الأرض المقدسة جدول قدرون ولا يوجد بيت لنيقوديموس في ذلك الوادي. بل يوجد في ذلك الوادي بستان جثسيماني الذي دخله المخلص قبل إلقاء القبض عليه لا بدافع الهرب بل دخل البستان كعادته ليجاهد في الصلاة.
قال:
«فقال حينئذ يسوع: وأنا أقول حاشا لله أن يكون قد أخطأ ذلك الملاك الذي خدع أنبياء آخاب الكذبة بالكذب. لأنه كما أن الله يقبل قتل الناس ذبيحة فهكذا قبل الكذب حمداً» (فصل 161: 9 و10).
ونحن نقول:
يا للعجب العجاب! أيتفق الله المنزّه عن الكذب (تي 1: 2) مع الكذب؟ أيتفق الله العظيم القدوس مع الخداع والنفاق والتضليل؟
وأي إله هذا الذي يعتبر جثث الناس قرباناً يرضيه؟ والذي يقبل الأكاذيب حمداً وتسبيحاً؟!
قال الإنجيل «لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَٱلإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ ٱلظُّلْمَةِ؟ وَأَيُّ ٱتِّفَاقٍ لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِ؟» (2 كو 6: 14 و15).
يقول مؤلف إنجيل برنابا «إن الله قبل قتل الناس ذبيحة» بينما يقول الله على فم إشعياء النبي «لَسْتُ أُطِيقُ ٱلإِثْمَ وَٱلٱِعْتِكَافَ. رُؤُوسُ شُهُورِكُمْ وَأَعْيَادُكُمْ بَغَضَتْهَا نَفْسِي. صَارَتْ عَلَيَّ ثِقْلاً. مَلِلْتُ حِمْلَهَا. فَحِينَ تَبْسُطُونَ أَيْدِيكُمْ أَسْتُرُ عَيْنَيَّ عَنْكُمْ، وَإِنْ كَثَّرْتُمُ ٱلصَّلاَةَ لاَ أَسْمَعُ. أَيْدِيكُمْ مَلآنَةٌ دَماً. اِغْتَسِلُوا. تَنَقُّوا. ٱعْزِلُوا شَرَّ أَفْعَالِكُمْ مِنْ أَمَامِ عَيْنَيَّ. كُفُّوا عَنْ فِعْلِ ٱلشَّرِّ. تَعَلَّمُوا فِعْلَ ٱلْخَيْرِ. ٱطْلُبُوا ٱلْحَقَّ. ٱنْصِفُوا ٱلْمَظْلُومَ» (إش 1: 13-17).
ويقول مؤلف إنجيل برنابا «الله يقبل الكذب حمداً»؟! ولكن من الواضح الذي لا يحتاج إلى إيضاح أن حمد الله لا يصاغ من الأكاذيب بل من الحق والاستقامة.
قال داود النبي «أَحْمَدُكَ بِٱسْتِقَامَةِ قَلْبٍ» (مز 119: 7).
وقال المسيح له المجد «ٱلسَّاجِدُونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِٱلرُّوحِ وَٱلْحَقِّ» (يو 4: 23).
وقال يوحنا الرسول «كُلَّ كَذِبٍ لَيْسَ مِنَ ٱلْحَقِّ» (1 يو 2: 21).
يقول مؤلف إنجيل برنابا «حاشا لله أن يكون قد أخطأ الملاك الذي خدع أنبياء آخاب الكذبة بالكذب»!
فهو إذ يقول أنه لا خطأ في الخداع والكذب كمن ينكر طبيعة الأشياء فيقول لا برودة في الثلج ولا حرارة في النار!
فالخداع دائماً أبداً هو شر ومن عمل إبليس الحية القديمة. وقال بولس الرسول «وَلٰكِنَّنِي أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ ٱلْحَيَّةُ حَّوَاءَ بِمَكْرِهَا، هٰكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ ٱلْبَسَاطَةِ ٱلَّتِي فِي ٱلْمَسِيحِ» (2 كو 11: 2).
والمخادعون لا يخدمون المسيح في شيء. قال الرسول بولس / «لأَنَّ مِثْلَ هٰؤُلاَءِ لاَ يَخْدِمُونَ رَبَّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ بَلْ بُطُونَهُمْ، وَبِٱلْكَلاَمِ ٱلطَّيِّبِ وَٱلأَقْوَالِ ٱلْحَسَنَةِ يَخْدَعُونَ قُلُوبَ ٱلسُّلَمَاءِ» (رو 16: 18).
وقد وصف النبي الكذاب المخادع الكذاب بالاثيم، ووصف علمه بخديعة الإثم. فقال «وَحِينَئِذٍ سَيُسْتَعْلَنُ ٱلأَثِيمُ، ٱلَّذِي ٱلرَّبُّ يُبِيدُهُ بِنَفْخَةِ فَمِهِ، وَيُبْطِلُهُ بِظُهُورِ مَجِيئِهِ. ٱلَّذِي مَجِيئُهُ بِعَمَلِ ٱلشَّيْطَانِ، بِكُلِّ قُّوَةٍ، وَبِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ كَاذِبَةٍ، وَبِكُلِّ خَدِيعَةِ ٱلإِثْمِ، فِي ٱلْهَالِكِينَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَقْبَلُوا مَحَبَّةَ ٱلْحَقِّ حَتَّى يَخْلُصُوا» (2 تس 2: 8-10).
وقد وصف إرميا النبي الخداع بالنجاسة فقال «اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ، مَنْ يَعْرِفُهُ!» (إر 17: 9).
إن مؤلف إنجيل برنابا - لسوء فهمه الكتاب المقدس - ظن أن الروح - في قصة ميخا - الذي خدع أنبياء آخاب الكذبة بالكذب هو ملاك، وفي الحقيقة أنه الشيطان.
وقد وردت هذه القصة مرتين في الملوك الاول أصحاح 22 وفي سفر أخبار الأيام الثاني أصحاح 18.
وهي تكشف عما يقوم به إبليس في العالم غير المنظور.
والمناسبة للقصة هي أن آخاب ملك إسرائيل ويهوشافاط ملك يهوذا عزما أن يحاربا ملك آرام لاسترداد مدينة راموت جلعاد.
«فَجَمَعَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ ٱلأَنْبِيَاءَ، نَحْوَ أَرْبَعِ مِئَةِ رَجُلٍ وَسَأَلَهُمْ: أَأَذْهَبُ إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ لِلْقِتَالِ أَمْ أَمْتَنِعُ؟ فَقَالُوا: ٱصْعَدْ فَيَدْفَعَهَا ٱلسَّيِّدُ لِيَدِ ٱلْمَلِكِ. فَسَأَلَ يَهُوشَافَاطُ: أَمَا يُوجَدُ هُنَا بَعْدُ نَبِيٌّ لِلرَّبِّ فَنَسْأَلَ مِنْهُ؟... فاستدعي ميخا فَقَالَ: رَأَيْتُ كُلَّ إِسْرَائِيلَ مُشَتَّتِينَ عَلَى ٱلْجِبَالِ كَخِرَافٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا».
«فَقَالَ ٱلرَّبُّ: لَيْسَ لِهٰؤُلاَءِ أَصْحَابٌ، فَلْيَرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ بِسَلاَمٍ. فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لِيَهُوشَافَاطَ: أَمَا قُلْتُ لَكَ إِنَّهُ لاَ يَتَنَبَّأُ عَلَيَّ خَيْراً بَلْ شَرّاً؟»
«وَقَالَ: فَٱسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ ٱلرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ ٱلرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ ٱلسَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. فَقَالَ ٱلرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هٰذَا هٰكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هٰكَذَا. ثُمَّ خَرَجَ ٱلرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ ٱلرَّبُّ: بِمَاذَا؟ فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَٱخْرُجْ وَٱفْعَلْ هٰكَذَا. وَٱلآنَ هُوَذَا قَدْ جَعَلَ ٱلرَّبُّ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِكَ هٰؤُلاَءِ، وَٱلرَّبُّ تَكَلَّمَ عَلَيْكَ بِشَرٍّ» (1 مل 22: 1-23).
وقد جاء في سفر أيوب «وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو ٱللّٰهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ ٱلرَّبِّ، وَجَاءَ ٱلشَّيْطَانُ أَيْضَاً فِي وَسَطِهِمْ. فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ فَأَجَابَ ٱلشَّيْطَانُ: مِنْ ٱلْجَوَلاَنِ فِي ٱلأَرْضِ وَمِنَ ٱلتَّمَشِّي فِيهَا. فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟ لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي ٱلأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ يَتَّقِي ٱللّٰهَ وَيَحِيدُ عَنِ ٱلشَّرِّ. فَأَجَابَ ٱلشَّيْطَانُ: هَلْ مَجَّاناً يَتَّقِي أَيُّوبُ ٱللّٰهَ؟ أَلَيْسَ أَنَّكَ سَيَّجْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ؟ بَارَكْتَ أَعْمَالَ يَدَيْهِ فَٱنْتَشَرَتْ مَوَاشِيهِ فِي ٱلأَرْضِ! وَلٰكِنِ ٱبْسِطْ يَدَكَ ٱلآنَ وَمَسَّ كُلَّ مَا لَهُ، فَإِنَّهُ فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ عَلَيْكَ. فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ، وَإِنَّمَا إِلَيهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ. ثمَّ خَرَجَ ٱلشَّيْطَانُ مِنْ أَمَامِ وَجْهِ ٱلرَّبِّ» (أي 1: 6-12).
وجاء في سفر زكريا «وَأَرَانِي يَهُوشَعَ ٱلْكَاهِنَ ٱلْعَظِيمَ قَائِماً قُدَّامَ مَلاَكِ ٱلرَّبِّ، وَٱلشَّيْطَانُ قَائِمٌ عَنْ يَمِينِهِ لِيُقَاوِمَهُ» (زك 3: 1).
فالروح الذي طلب أن يغوي آخاب، والذي طلب أن يجرب أيوب والذي كان ضد يهوشع هو هو الشيطان وأعماله كلها خاطئة، وإن كانت تلك الأعمال تقع تحت علم الله وسلطانه. لأن الناس الذي لم يحبوا الحق تركوا لحريتهم ليصدقوا الكذب. «لأَنَّهُمْ لَمْ يَقْبَلُوا مَحَبَّةَ ٱلْحَقِّ حَتَّى يَخْلُصُوا. وَلأَجْلِ هٰذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ ٱللّٰهُ عَمَلَ ٱلضَّلاَلِ، حَتَّى يُصَدِّقُوا ٱلْكَذِبَ» (2 تس 2: 10 و11).
والشيطان خاطئ مسؤول عن كذبه، والذين صدقوا الكذب خطاة مسؤولين عن تصديقهم للكذب.
قال السيد المسيح لليهود «أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ ٱلْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي ٱلْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِٱلْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو ٱلْكَذَّابِ» (يو 8: 44).
قال:
«وأنتم تعملون أنه متى كلف شاب بامرأة لا تحبه بل تحب آخر ثار حنقه وقتل نده. إني أقول لكم هكذا يفعل الله» (فصل 99: 4 و5).
وقوله أيضاً «فالرجل الذي له شرف وحياة ومال إذا سرقت أمواله شنق السارق. وإذا أخذت حياته قطع رأس القاتل. وهو عدل لأن الله أمر بذلك. ولكن متى أخذ شرف قريب فلماذا لا يصلب السارق؟ المال أفضل من الشرف؟ أأمر الله مثلاً إن من يقاص بأخذ المال ومن يأخذ الحياة مع المال يقاص ولكن من يأخذ الشرف يسرق؟ لا لا البتة» (فصل 154: 1-6).
«إن من يسرق الشرف يستحق عقوبة أعظم ممن يسرق رجلاً ماله وحياته، ومن يصغي إلى المتذمر فهو مذنب أيضاً لأن أحدهما يقبل الشيطان لسانه والآخر من أذنيه»(فصل 145: 9 و10).
ونحن نقول:
إن هذه الأقوال تبيح قتل العشيق لنده في سبيل عشيقته! والكتاب المقدس يحرم العشق كما في قوله:
«عَهْداً قَطَعْتُ لِعَيْنَيَّ، فَكَيْفَ أَتَطَلَّعُ فِي عَذْرَاءَ!» (أي 31: 1).
وفي قوله «لاَ تَشْتَهِ ٱمْرَأَةَ قَرِيبِكَ» (خر 20: 17).
ويحرم القتل لأن حد الزاني والزانية في القصاص هو الطلاق كقول المسيح له المجد «وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ ٱمْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ ٱلّزِنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي، وَمَنْ يَتَزَّوَجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي» (مت 5: 32).
وهذه الأقوال الواردة في إنجيل برنابا تبيح أيضاً شنق المسروق منه للسارق! وقطع رأس القاتل بيد ولي أمر المقتول وبصلب النمام والشتام ا لذي يسلب شرف قريبه في سمعته!
والكتاب المقدس لا يحلل قتل السارق، ولا صلب النمام، ولا حتى قتل القاتل بيد ولي أمر المقتول.
فعن السارق يقول «لاَ يَسْرِقِ ٱلسَّارِقُ فِي مَا بَعْدُ، بَلْ بِٱلْحَرِيِّ يَتْعَبُ عَامِلاً ٱلصَّالِحَ بِيَدَيْهِ، لِيَكُونَ لَهُ أَنْ يُعْطِيَ مَنْ لَهُ ٱحْتِيَاجٌ» (أف 4: 28).
وعن النمام والشتام يقول «غَيْرَ مُجَازِينَ عَنْ شَرٍّ بِشَرٍّ أَوْ عَنْ شَتِيمَةٍ بِشَتِيمَةٍ، بَلْ بِٱلْعَكْسِ مُبَارِكِينَ، عَالِمِينَ أَنَّكُمْ لِهٰذَا دُعِيتُمْ لِكَيْ تَرِثُوا بَرَكَةً» (1 بط 3: 9).
ويقول أيضاً «نُشْتَمُ فَنُبَارِكُ» (1 كو 4: 12).
وعن القاتل يقول استفانوس وهو يرجم «يَا رَبُّ، لاَ تُقِمْ لَهُمْ هٰذِهِ ٱلْخَطِيَّةَ» (أع 7: 60) ويقول بولس الرسول «لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا ٱلأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَاناً لِلْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِيَ ٱلنَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ ٱلرَّبُّ» (رو 12: 19).
أوضح صاحب إنجيل برنابا كيفية معاملة أصحاب الأديان لغيرهم المخالفين لهم.
1 - قال عن محمد
«وسيأتي بقوة عظيمة على الفجار ويبيد عبادة الاصنام من العالم» (فصل 72: 15).
2 - وقال عن موسى
«لأن موسى قتل الناس ليبيد عبادة الأصنام وليبقي على عبادة الإله الحقيقي... لذلك تحول قتل موسى للناس ضحية (لقد مر بك أن حروب موسى كانت دفاعية سياسية ولم تكن حروباً دينية)» (فصل 159: 16 و18).
3 - وقال يحكى عن المسيح وهو يفسر مثل الحنطة والزوان
«فيصرخ الأطهار والأنبياء: يا سيد ألم تعط تعليماً صالحاً للبشر فمن أين إذاً الأضاليل الكثيرة؟».
فيجيب الله: «إني أعطيت البشر تعليماً صالحاً ولكن بينما كان البشر منقطعين إلى الباطل زرع الشيطان ضلالاً يبطل شريعتي».
«فيقول الله: لا تفعلوا هذا لأن المؤمنين متحدون بالكافرين اتحاداً شديداً بالقرابة حتى أن المؤمنين يهلكون مع الكافرين. ولكن تمهّلوا إلى الدينونة. لأنه في ذلك الوقت ستجمع ملائكتي الكفار فيقعون مع الشيطان في الجحيم والمؤمنون يأتون إلى مملكتي» (فصل 123: 19-24).
4 - وقال عن عبدة الأصنام
«لأن أبا إبراهيم كان صانع تماثيل يصنع ويعبد آلهة كاذبة. لذلك بلغ العداء بينهما حدّاً أراد الأب أن يحرق ابنه» (فصل 26: 21 و22).
فغضب الشيح وقال: «إن العالم بأسره يقول أنه إله وأنت أيها الغلام الغبي تقول كلا؟ فوآلهتي لو كنت رجلاً لقتلتك» (فصل 26: 67 و68).
ونحن لنا على هذه الأقوال السابقة الخاصة بمعاملة الأديان لغيرهم بعض الملحوظات:
1 - فالوثنية لسبب تشبعها بالجهل والهمجية ولبعدها عن الإيمان والحق والرحمة يستبيح أتباعها رجم من يقيم مذبحاً في أرضهم لمن يعبد الرب ولا يعبد آلهتهم. كما جاء في سفر الخروج «فَدَعَا فِرْعَوْنُ مُوسَى وَهَارُونَ وَقَالَ: ٱذْهَبُوا ٱذْبَحُوا لإِلٰهِكُمْ فِي هٰذِهِ ٱلأَرْضِ. فَقَالَ مُوسَى: لاَ يَصْلُحُ أَنْ نَفْعَلَ هٰكَذَا، لأَنَّنَا إِنَّمَا نَذْبَحُ رِجْسَ ٱلْمِصْرِيِّينَ لِلرَّبِّ إِلٰهِنَا. إِنْ ذَبَحْنَا رِجْسَ ٱلْمِصْرِيِّينَ أَمَامَ عُيُونِهِمْ أَفَلاَ يَرْجُمُونَنَا؟ نَذْهَبُ سَفَرَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ وَنَذْبَحُ لِلرَّبِّ إِلٰهِنَا كَمَا يَقُولُ لَنَا» (خر 8: 25-27).
وكذلك طرح نبوخذ نصر الثلاثة فتية في آتون النار لأنهم لم يسجدوا لتمثال الذهب الذي صنعه (دا 3: 1-30).
2 - أما الإسلام فقد قيل عنه «سيبيد الأصنام وعبدة الأصنام» (فصل 96: 12).
«ويبيد عبادة الأصنام من العالم» (فصل 72: 15).
3 - أما المسيحية فقد جاءت بالمحبة ونفت السيف نفياً باتاً.
كما شهد بذلك أيضاً مؤلف إنجيل برنابا في قوله:
«فيقول الأطهار يا سيد إننا نبدد هذه الأضاليل بإهلاك البشر. فيجيب الله لا تفعلوا هذا لأن المؤمنين يهلكون مع الكافرين. ولكن تمهلوا إلى الدينونة» (فصل 133: 21-23).
إذاً المسيحية إنما تبشر بالإنجيل وتدعوا للإيمان بالمسيح، والذين لا يؤمنون لا يكرههم المسيحيون بل يصلون من أجلهم ويتركونهم وشأنهم وإن لم يؤمنوا بدينهم سيحاسبون يوم القيامة! ومثلهم الأعلى في ذلك المسيح له المجد الذي قال:
«لأَنَّ ٱبْنَ ٱلإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُهْلِكَ أَنْفُسَ ٱلنَّاسِ، بَلْ لِيُخَلِّصَ» (لو 9: 56).
بعد الاطلاع على جميع حيثيات هذا النقد السليم، نرجو من حضرات جميع المسلمين والمسيحيين واليهود والمؤرخين والجغرافيين والعلماء النفسيين وكل من يدعو إلى مكارم الأخلاق، أن ينبذوا كتاب «إنجيل برنابا» هذا المفتعل نبذ النواة، ويحسبوه من سقط المتاع، وأن يحذروا الذين يقعون في حبائله لينجوا من اشراكه.
والمجد لله أولاً وأخيراً!
ان كان لديك أي أسئلة أو استفسارات عن هذا الكتيب، يمكنك الكتابة إلينا مباشرة عن طريق استمارة الاتصال الموجودة على الموقع.
الرجاء استخدام الاستمارة الخاصة بالموقع للاتصال بنا:
www.the-good-way.com/ar/contact
او يمكنك ارسال رسالة عادية الى:
The Good Way
P.O. BOX 66
CH-8486
Rikon
Switzerland