كتب
الأستاذ الفاضل والكاتب الجليل
الدكتور زغلول النجار مقالا كبيرا
مساحته صفحة كاملة بجريدة الأهرام
الصادرة في2001/4/23 بعنوان من
الآيات الكونية في القرآن الكريم.
وفي البداية يسرني ان أبعث الي
سيادته بباقة من زهور الحب فهو عالم
كبير غني عن التعريف. ونحن اخوان
وان اختلفت ديانتانا. الم يعلن
القرآن الكريم ولو شاء ربك لجعل
الناس امة واحدة فاذا كانت تلك هي
ارادة الله فليس هناك مبرر
للاختلاف؟ بل يجب ان يكون الحب هو
شعارنا.
لقد جاء بالقرآن الكريم: لتجدن
اشد الناس عداوة للذين آمنوا
اليهود والذين اشركوا ولتجدن
أقربهم مودة للذين امنوا الذين
قالوا انا نصاري ذلك بأن منهم
قسيسين ورهبانا وانهم لايستكبرون)
وايضا( واذ قال الله ياعيسي اني
متوفيك ورافعك الي ومطهرك من الذين
كفروا وجاهل الذين اتبعوك فوق
الذين كفروا الي يوم القيامة) و(اليوم
احل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا
الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم)
وأيضا( انما المؤمنون اخوة) و(ياأيها
الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثي
وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان
اكرمكم عند الله أتقاكم)
وجاء بالكتاب المقدس عن المحبة(
كل من يبغض اخاه فهو قاتل نفس وأنتم
تعلمون ان كل قاتل نفس ليس له حياة
أبدية) و(اليس اب واحد لكلنا.
أليس اله واحد خلقنا. فلم يغدر
الرجل بأخيه؟) و(البغضة تهيج
الخصومات والمحبة تستر كل العيوب)
و(احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم.
احسنوا الي مبغضيكم وصلوا لأجل
الذين يسيئون اليكم) و(أكلة
من البقول حيث تكون المحبة خير من
ثور معلوف ومعه بغضه) و(ياأولادي
لانحب بالكلام ولا باللسان بل
بالعمل والحق) و(عيشوا
بالسلام.. اتبعوا السلام مع
الجميع) و(من لايحب لايعرف
الله لأن الله محبة) و(بالمحبة
اخدموا بعضكم بعضا).
ولكن عندي علي كاتبنا الموقر
وعالمنا الجليل عتاب محبة حيث ذكر
سيادته في افتتاحية مقاله مانصه(
تعرضت الكتب السماوية السابقة(
للقرآن الكريم) كلها اما للضياع
التام. أو للتحريف والتبديل
والتغيير. ولذلك فالقرآن الكريم
هو الكتاب الوحيد الذي يتعبد
بتلاوته والذي لاتصلح الصلاة الا
بقراءة فاتحته وعدد من آياته.....
الخ) وليسمح لي كاتبنا الكبير ان
أقول له من حقك ان تكتب ماتشاء عن
القرآن الكريم وتصفه بأروع الأوصاف
وتكتب عنه طوال حياتك( أطال الله
حياتك) وتمتدحه بكل الصور مثلما
افعل انا ايضا بالكتاب المقدس ولكن
ليس حسنا ان تصل الي غايتك عن طريق
الاساءة أو التجريح أو الاقلال من
شأن الكتاب المقدس. لقد امضيت
سنوات عديدة في دراسة مختلف
الأديان واعلم تماما ان القرآن
الكريم قد وصف كتابنا المقدس بأروع
الأوصاف وسأوجز النزر القليل مما
جاء به عن كتابنا المقدس.
أولا: شهادة القرآن الكريم
لتنزيل التوراة( العهد القديم):
سورة الأنعام: قل من انزل الكتاب
الذي جاء به موسي نورا وهدي للناس
وفي سورة الأنبياء:( ولقد آتينا
موسي وهارون الفرقان وضياء وذكرا
للمتقين) وقد قال الرازي في
تفسيره( الفرقان اي الكتاب
الجامع لكونه فارقا بين الحق
والباطل وضياء يستضاء به من ظلمات
الحيرة والجهالة وذكرا يتعظ به
المتقون او ذكر مايحتاجون اليه من
شرائع)
ثانيا: شهادة القرآن الكريم
لتنزيل المزامير( الزابور):
سورة الأنبياء:( ولقد كتبنا في
الزبور من بعد الذكر ان الأرض يرثها
عبادي الصالحون)
سورة الاسراء:( ولقد فضلنا بعض
النبيين عن بعض وآتينا داود زبورا)
ثالثا: شهادة القرآن الكريم
لتنزيل الانجيل:
سورة المائدة:( وليحكم اهل
الانجيل بما انزل الله فيه)
في سورة الحديد:( ثم قفينا علي
آثارهم برسلنا وقفينا بعيسي بن
مريم وآتيناه الانجيل)
وفي سورة المائدة أوضح القرآن
الكريم ان الانجيل موحي به
للحواريين( تلاميذ السيد المسيح)(
وإد أوحيت إلي الحوار بين)
وفي سورة يس يعلن خروجهم للتبشير(
قالوا ربنا يعلم انا اليكم لمرسلون
وما علينا الا البلاغ المبين)
رابعا: شهادة القرآن الكريم
لتنزيل الكتاب المقدس بعهديه
القديم والجديد
سورة الشوري:( وقل آمنت بما انزل
الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم)
سورة آل عمران( وأنزلنا التوراة
والانجيل من قبل هدي للناس)
سورة النحل:( وما أرسلنا من قبلك
الا رجالا نوحي اليهم فاسألوا اهل
الذكر ان كنتم لاتعلمون)
خامسا: وصف القرآن الكريم
الكتاب المقدس بأوصاف رائعة مثل:
فيه هدي ونور..( موعظة للمتقين)(
سورة المائدة) ـ( الكتاب
المستبين)( سورة الصافات) ـ(
اماما ورحمة)( سورة هود) ـ(
الكتاب المنير)( سورة آل عمران)
ـ( تماما علي الذي احسن وتفصيلا
لكل شئ وهدي ورحمة) سورة الانعام
ـ الذكر( سورتي الأنبياء والحجر)
وقد اطلق هذا الاسم علي القرآن
الكريم ايضا.
سادسا: يرفع القرآن الكريم الشك
عن الكتاب المقدس فيقول:
في سورة السجدة) ولقد آتينا موسي
الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه)
سورة يونس( فان كنت في شك مما
أنزلنا اليك فاسال الذين يقرأون
الكتاب من قبلك)
سورة الأعراف:( نزل عليك الكتاب
بالحق مصدقا لما بين يديه)
سورة فاطر:( والذي أوحينا اليك
من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين
يديه)
سورة النساء:( ياأيها الذين
أوتوا الكتاب آمنوا بما انزلنا
مصدقا لما معكم)
سورة الانعام( ولامبدل لكلمات
الله)
سورة الكهف:( لامبدل لكلماته)
سورة الفتح:( ولن تجد لسنة الله
تبديلا)
سورة يونس:( لاتبديل لكلمات الله)
سورة الحجر( انا نحن نزلنا الذكر
وإنا له لحافظون) وقد جاء في
تفسير الجلالين( انه يحفظ
ماانزله من التبديل والتحريف أو
الزيادة أو النقص)
ان القول بضياع الكتاب المقدس(
الكتب السابقة للقرآن الكريم)
أو تحريفها هو قول جارح لمشاعر
الملايين من المسيحيين في العالم
كله. ونحن لانقبل ان يسئ احد من
المسيحيين الي الاسلام وأيضا
لانقبل ان يسئ احد من المسلمين الي
المسيحية. ومن يرد الحديث في هذه
الموضوعات غير المقبولة فليكن ذلك
في الكليات المتخصصة في دراسة
الأديان المقارنة لقد اعلن السيد
المسيح ان السماء والأرض تزولان
وحرف من كتابنا المقدس لايزول.
وتشهد لذلك الآثار المنتشرة في كل
مكان وايضا المخطوطات الأثرية
القديمة للكتاب المقدس والتي ترجع
للقرون الأولي والتي تسبق مجيئ
الاسلام وهي موجودة بوفرة في متاحف
العالم ولاتختلف اطلاقا عن النسخ
التي بين ايدينا. ليتنا نسعي الي
التقارب وليس الي التباعد فنحن
اخوان ومرة اخري أرسل باقة حب
لكاتبنا الكبير.