حديث
الأصدقاء
حياة
المسيح
دروس
من إنجيل المسيح كما دوّنه لوقا
مدرسة
كلمة الحياة
مقدمــة
عزيزي القارئ
"
ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر
نفسه أو أهلكها "
(لوقا 25:9)
إن الإنسان، بلا أدنى شك، تواق للربح ، ساعٍ
بشغف كبير إلى تحقيق كل ما بوسعه من أجل
النجاح في هذه الحياة . ليس ذلك فحسب ،بل يبذل
قصارى جهده للحفاظ على سلامته من أي خطر
يهدده صحياً أو مادياً أو حتى نفسياً . لكن
السؤال الكبير هو: هل هذا كل ما هنالك ؟ هل
هذه الحياة هي أهم شيء ؟
إن
الهدف من هذا الدرس هو تقديم نظرة شاملة عن
حياة المسيح الذي جاء
إلى العالم لغرض محدد
وهو إنقاذ الإنسان من طريق الهلاك ونقله إلى
الحياة الأبدية.
كيف يتم ذلك ؟ و ماذا يتوجب على الإنسان أن
يفعل حتى لا يخسر نفسه بل يربح الحياة
الأبدية ؟
إن
هذا الدرس سيساعدك في دراسة الإنجيل وفهم
رسالة المسيح . فعندما
تقرأ الإنجيل وتتمعّن في كلمات المسيح التي
لا تتغيّر ستجد الأجوبة الصحيحة على الأسئلة
المطروحة في هذا الدرس.
كلمة "إنجيل" تعني "الأخبار
السارة"
. هذه الكلمة استعملها المسيح القدّوس
وتلاميذه لتعني رسالة النجاة التي ستُنقذ
الإنسان من الذنوب والموت وتُصالحه مع الله.
في
نفس الوقت الذي
أرشد فيه الله الرسل لنشر هذه الرسالة ،
اختار أربعة أشخاص ليّدونوا شهادة الرسل عن
حياة المسيح. وكلّ كاتب اختاره الله أوحى
إليه ليكتب حقيقة الحوادث عن حياة المسيح.
وكتاباتهم أقرّها شهود عيان سمعوا المسيح
القّدوس ورأوه وجها لوجه. كما سمح الله بوجود
شهود كثيرين حتى لا يكون أي شك في حقيقة
رسالة الإنجيل المقدس. وهنا يجدر القول أن
كثيرا من النسخ الأولى من الإنجيل والتي
تؤكد جميعها صحّة رسالة المسيح وتلاميذه، ما
تزال محفوظة إلى يومنا هذا .
لقد
اختار الله أربعة رسل ليدونوا سيرة المسيح
ورسالته لكافة البشر. كان لوقا أحد الأربعة
الذين أوحي إليهم من الروح القدس ليكتبوا
"الخبر السار" أي "الإنجيل"
. كان لوقا طبيباً من أصل يوناني، درس ومارس
الطب. وكان رجل علم وذا ثقافة عالية ومقدرة
أدبية كبيرة. و لقد كتب هذه البشارة حوالي
سنة 60 ميلادية.
عزيزي القارئ قبل أن نبدأ في الدرس نود أن
نلفت انتباهك إلى أن إنجيل لوقا ينقسم إلى 24
فصلاً . و يحتوي كل فصل على عدد من الآيات .
فعندما نقول مثلا انظر إنجيل لوقا 9 : 25 ، نقصد
: إنجيل لوقا ، الفصل التاسع و الآية الخامسة
والعشرين .
كما
نود أن نشير إلى أن هذا الدرس ينقسم إلى
أربعة أجزاء . و كل جزء يتناول عدداً من
الفصول من إنجيل لوقا ،لهذا
نرجو أن تقرأ بتمعن
كل النصوص الكتابية المشار إليها
في كل جزء قبل الشروع في قراءة الدرس، وكذلك
قبل الإجابة على أي سؤال.
الجزء
الأول
النص الكتابي : إنجيل لوقا 1 - 4
الفصل الأول
لاحظ عزيزي القارئ ،أن لوقا كان أمينا فيما
تقصاه من أخبار عن حياة المسيح ، من شهود
عيان عاصروا المسيح و عاشوا معه . و هذا ما
أشار إليه لوقا في الفصل الأول والآية
الثانية و ما بعدها .
ثم
يخبرنا لوقا بولادة يوحنا المعمدان الذي
سيهيء الطريق أمام السيد المسيح . ويوحنا
هذا هو ابن زكريا الكاهن . والكاهن هو أحد
الخدام الذين يعملون في الهيكل أو المعبد
اليهودي . لقد كان عددهم يضاهي العشرين ألفاً
، وكانوا ينقسمون إلى عدة فرق تتناوب على
الخدمة في الهيكل .
لاحظ عزيزي القارئ أن البشارة بميلاد يوحنا
جاءت لزكريا وأليصابات اللذين كانا عاجزين
عن الإنجاب بسبب عقم أليصابات . غير أن الله
الخالق لكل شيء ، قادر على صنع المعجزات .
وأشار لوقا إلى أن هذا حدث في زمن حكم هيرودس
. و هيرودس هذا كان ملكاً على اليهود نصّبه
الاستعمار الروماني . و لعل أبشع عمل قام به
هيرودس أثناء حكمه، هو مذبحة الأطفال دون
السنتين من العمر . و بذلك يكون قد حاول عبثا
قتل الطفل يسوع .
الفصل الثاني
إن
الله هو المسيّر للتاريخ البشري والمهيمن
على الأحداث. لقد جعل أغسطس قيصر إمبراطور
روما يصدر أمراً لإحصاء
عام، ذهب بموجبه
يوسف مع خطيبته مريم إلى بيت لحم في فلسطين.
وهناك ولد الطفل يسوع. وتمت النبوءة التي
التي كانت على لسان ميخا النبي منذ أربعة
قرون. تنبأ ميخا عن مكان ولادة المسيح بقوله:
"
أما أنت يا بيت لحم أفراتة، مع أنك قرية
صغيرة بين ألوف قرى يهوذا، إلا أن منك يخرج
لي من يصبح ملكاً في إسرائيل وأصله منذ
القديم، منذ الأزل، (ميخا 2:5). وهذه النبوءة
التي تحققت هي بمثابة ختم الله على صدق كتابه
المقدس.
لقد
رأينا في هذا الدرس كيف أن ولادة السيد
المسيح تختلف عن
ولادة أي إنسان آخر في التاريخ البشري. فقد
ولد من عذراء بقوة الروح القدس، وأعلنت
الملائكة من السماء ولادته. لاحظ عزيزي
القارئ في نبأ هذه الولادة العجيبة أن
المسيح سيدعى ابن الله ، في إنجيل لوقا 1 : 35
ماذا تعني عبارة
ابن الله ؟
إن
هذه العبارة لا تشير إلى الولادة الطبيعية
أي أن المسيح لم يولد كسائر الناس بالطريقة
البيولوجية التي يخضع لها قانون التناسل .
فالله واحد و لا
شريك أو شركاء له . و لا زوجة و لا ابن له
بمفهوم الطبيعة البشرية . فالمقصود به هنا في
هذه العبارة هو أن السيد المسيح حبل به بروح
الله ليكون بذلك خالياً من أي ذنب أو خطية ،
لأنه قدوس . و بذلك يكون السيد المسيح ابناً
لله لأنه ليس من زرع إنسان كما هو الشأن
بالنسبة لكل مولود في العالم . و خلاصة القول
هي أن عبارة ابن الله خالية من المعنى المادي
الذي تتضمنه الولادة الطبيعية ، فشأنها على
سبيل المثال كشأن
ابن السبيل أو ابن البلاد الفلانية كناية
على انتماء الشخص لمكان معين .
عزيزي القارئ إن مفهوم بنوة المسيح لله
هومفهوم عميق ويستعصي علينا ان ندرك كل
ماهياته. لكن لاحظ معي رد فعل مريم عندما
أخبرها الملاك بهذه الولادة العجيبة. لقد
سلمت أمرها لله بكل وثوق في وعده. لوقا 38:1 (فليس
لدى الله وعد يستحيل عليه إتمامه، هأنا عبدة
الرب، ليكن ما تقول).
الفصل الثالث
لقد كبر يوحنا المعمدان وصار رجل الله بحق،
وكان يكرز (أي ينادي) بالبرّ ويدعو الناس إلى
أن يتوبوا عن خطاياهم ويصنعوا صلاحاً أمام
الرب. وجاء الكثيرون إلى يوحنا واعتمدوا في
الماء ليثبتوا أنهم حقاً تابوا وتركوا
خطاياهم وأنهم سيسلكون في طريق الرب.
لاحظ معي عزيزي القارئ أن السيد المسيح وإن
لم يرتكب أبداً خطيئة فإنه تعمد. وكان هذا
بداية لخدمته على الأرض. وبهذا يكون السيد
المسيح قد شرع في القيام بدوره الذي من أجله
جاء.
الفصل الرابع
نجد
في هذا الفصل أن السيد المسيح ابتدأ
خدمته العلنية عندما بلغ ثلاثين سنة من
العمر تقريباً. "وعاد يسوع إلى منطقة
الجليل بقدرة الروح، وذاع صيته في القرى
المجاورة كلها"
(لوقا 14:4). هذه العبارة هي بمثابة افتتاحية
لعمل يسوع وخدمته العلنية التي استمرت مدة
ثلاث سنوات ونصف. كانت خدمته العاملة خدمة
شفاء وتعليم للأفراد والجموع. ولقد أظهر
قوته للجميع بواسطة المعجزات التي عملها
علنا، وبواسطة تعليمه جهاراً أمام الكل.
رجع
يسوع من نهر الأردن وهو ممتلئ بالروح القدس،
ثم سار أربعين يوماً وأربعين ليلة قضاها في
الصلاة بالبرية وذلك قبل أن يبدأ خدمته. وبعد
ذلك وحينما كان يسوع في هذه الفترة الصعبة من
ضعف الجسد، جاءه الشيطان وامتحنه
ثلاث مرّات. ولنا فائدة عظيمة في طريقة
إجابة يسوع للشيطان، ودروس تساعدنا نحن
أيضاً لنعرف كيف نقاوم تجارب إبليس.
وأرسِل يوحنا المعمدان لكي يعلن للناس مجيء
يسوع . كما تكلّم سمعان التـقيّ وحنّة
النبيّة عن عمله في المستقبل وعن مجده.
ورأينا أيضاً أن الشيطان حاربه ولكن يسوع
انتصر عليه. والدروس القادمة ستساعدك
لتتعلّم الكثير عن أعمال وأقوال يسوع.
والآن
يجب أن تقرأ الفصول المذكورة أعلاه، وتراجع
الآيات المشار
إليها في الإنجيل، قبل أن تجيب على الأسئلة .
أسئلة الجزء الأول
1.
لماذا صار زكريا صامتاً لا يقدر أن يتكلم؟ (لوقا
1)
2.
كيف كان ردّ فعل مريم مختلفاً من رد فعل
زكريا؟ (لوقا 1)
3.
كيف عرف الرعاة مكان ولادة المسيح؟ (لوقا 2)
4.
لماذا كانت كلمات يوحنا للجموع قاسية؟ (لوقا
3)
5.
كيف
أظهر السيد المسيح أنه أقوى من الشيطان؟ (لوقا
4)
6.
من الذي قال هذا الكلام ؟
أ
ـ "فليس لدى الله وعد يستحيل إتمامه "
.
ب
ـ "ها أنا عبدة الرب. ليكن لي كما تقول"
.
ج
ـ "فطوبى للتي آمنت إنه سيتمّ ما قيل لها
من قبل"
.
د
ـ "تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله
مخلصي"
.
ه
ـ "المجد لله في الأعالى، وعلى الأرض
السلام، وفي الناس البهجة"
.
و
ـ "ألم تعلّما أن عليّ أن أكون في ما يخصّ
أبي"
.
ز
ـ "أنت ابني الحبيب، بك سررت كل السرور"
.
الجزء
الثاني
النص الكتابي : لوقا 5 ـ 9
الفصل الخامس
سنرى في الفصل الخامس ماذا يحدث عندما يلتقي
بعض الصيادين بيسوع. سنرى حياتهم التي تغيرت
عمّا كانت عليه سابقاً. ونرى كذلك قوة الله
على الطبيعة. وفي الجزء الأول من هذا الفصل 5:
1-11 نرى معجزة صيد السمك. أما في الجزء
الثاني، فنرى معجزة شفاء الأبرص. البرص أو ما
يسمى بالجذام هو مرض فظيع يفني لحم الإنسان
وعظمه. إلا أن يسوع المسيح أظهر لنا قدرته
على شفاء هذا الداء.
ولقد بيّن يسوع غرضه من المعجزات وهو أن علّم
حقائق مهمة. فإن كان في إمكانه أن يشفي
الجسد، ففي إمكانه أيضاً أن يشفي النفس.
لقد أدان رجال الدين المتكبرون يسوع لأنه
كان يتعامل مع أناس خطاة، وهو عكس ما كانوا
يفعلون إذ كانوا يحتقرون الخطاة ويسعون إلى
كسب احترام الناس لهم. وكانوا يتظاهرون
بالبر بقيامهم بالأعمال الصالحة علناً . لكن
المسيح قال إنه جاء لأجل المرضى لا الأصحاء .
بمعنى أنه جاء من أجل الذين يتألمون بسبب
الخطية و يريدون النجاة منها، لا لأجل الذين
يعتقدون أنهم أبرار في أعين أنفسهم.
الفصل السادس
نرى هنا أن الرب يسوع يلتقي بأشخاص كثيرين
ويستمر في إظهار ذاته وقوته، ويُعلّم الشعب
مبادئ الحياة الروحية التي ترضي الله. ونراه
يوبّخ المرائين الذين كانوا يحكمون على
الآخرين ويتناسون أن يعملوا الخير.
اتّبع رجال الدين عادات مختلفة رسخت في
الأذهان حتى أصبحت قوانيناً، ركّزوا كثيراً
على اتباع هذه العادات التقليدية أكثر من
التركيز على كون الإنسان طاهراً وباراً أمام
الله. و إحدى العادات التي اتبعوها كانت عدم
القيام بأي عمل في يوم السبت. لقد أوصى الله
في شريعة موسى أن يكون هذا اليوم للراحة.
ولكن رجال الدين فرضوا قوانيناً كثيرة
ليحددوا نسبة العمل الذي يقوم به كل شخص في
يوم السبت.
نجد هنا أن اليهود أتوا من أورشليم، أما
الأمم فقد جاءوا من صور وصيدا. ويسوع لم
يركّز إهتمامه على الأصل الذي انحدر منه
الناس، بل منح الشفاء لكل من يحتاجه دون
استثناء وهذا يدل على أن يسوع أتى لأجل جميع
الناس، لا فرق بين الأسمر والأبيض، بين
الغني والفقير، بين القوي والضعيف.
الفصل السابع
هنا نجد أنه لم تكن ليسوع قوة للشفاء وطرد
الأرواح الشريرة فحسب، بل كانت له قوة أخرى
عظيمة جداً (7: 11ـ17).
كما
نجد حادثة الوليمة التي أقيمت في بيت رجل
فريسي محترم. أنفق الفّريسي الكثير من ماله
على إستضافة المسيح، لكنه وقف منه موقف
المتفرج. فكان تعبه بدون محبة، وعمله بدون
إيمان، وكانت ضيافته تمجيدا لنفسه ومحبة في
التظاهر والتباهي. لم يُرحّب بالمسيح جرياً
على العادة، ولم يُقدم ماء لغسل رجليه،
وزيتاً لمسح رأسه. لذلك أثنى المسيح على عمل
ما فعلته المرأة إذ برهنت عن تقدريها
ومحبتها العميقة له. لقد عرفت من هو المسيح،
وتأكد لها أنها خاطئة، فاتضعت أمامه وبكت.
أما شعور سمعان الفريسي بأنه خاطيء فكاد أن
يكون منعدماً وإحساسه بالحاجة إلى الغفران
ضعيفاً.
لقد
امتلك المسيح السلطة لمغفرة الخطايا. ومن
هذه الحادثة نتأكد من أن ليسوع وحده القدرة
على غفران الخطايا، وقد حصلت المرأة على
الغفران بواسطة إيمانها بالمسيح القدّوس. إن
أعظم شهادة لسلطان المسيح تكمن في قداسته
وقوته التي تقهر المرض والأرواح والموت.
الفصل الثامن
لقد
كلّم السيد المسيح
أتباعه بأمثال كثيرة. و بهذه الطريقة ساعدهم
على اكتشاف حقائق روحية بخصوص تعامل الله مع
الناس. في هذا الفصل نجد يسوع يتكلم عن مثل
الزارع ويفسرّه لتلاميذه .
الأرواح الشريرة التي سكنت رجلاً من بلدة
الجراسيين كانت قوية جداً حتى أنه كلّما
رُبط بالقيود والسلاسل استطاع تحطيمها.
مرة
تلو الأخرى نرى قوة المسيح وسلطته على المرض
والأرواح. وفي هذا الفصل نجده يتحدى الموت.
عندما جاء رجل ليخبر يايرس بموت ابنته، طلب
إليه أيضاً ألا يكلّف المعلّم عناء الحضور
إلى البيت. و بعد حادثة الموت هذه ، ظن الجميع
أن المسيح هو مجرّد إنسان كأي إنسان آخر،
وليست لديه القوة لتقديم أي مساعدة في حالة
الموت. لكن جواب المسيح كان : "آمن فقط"
.
تأكد
يا عزيزي الطالب أن الإيمان بالمسيح القدّوس
هو الطريق الوحيد للانتصار على كل شرّ في هذا
العالم.
الفصل التاسع
في هذا الفصل ، يرسل السيد المسيح الاثني عشر
رسولاً ليعلنوا عن قرب مجيء ملكوت الله،
وهذا يبين لنا أن مملكة المسيح ليست سياسية،
لأنه يريد أن يملك في قلب كلّ إنسان. يولد
الإنسان في هذا العالم الذي تسوده الخطيئة،
لكن المسيح يُقدم له خلاصاً مجانيا من
الخطيئة، ويعطيه الملكوت.
غير
أن كثيراً من الناس حتى في يومنا هذا لا
يعرفون المسيح، وغيرهم
يعتقد أنه مجرد نبي.
كلمة المسيح معناها "الممسوح". و إذا
رجعنا إلى كتب التوراة و الزابور من الكتاب
المقدس، نجد أن العبرانيين عندما
كانوا يختارون ملكاً، كانوا يمسحونه
بالزيت. وتحدثت النبوّات عن مجيء ملك عظيم
سيحكم ويكون مخلّصا للعالم. والملك العظيم
هذا سمّاه أنبياء العهد القديم "المسيح".
في إنجيل لوقا 4: 17ـ20 نجد يسوع يقتبس من إحدى
نبوّات العهد القديم التي تتكلم عن "الممسوح"
.
وبعد
أن رجع الرسل أخذهم المسيح على انفراد
ليكلّمهم. ولكن الجموع الغفيرة لحقت بهم . و
بالرغم من إلحاح التلاميذ
على المسيح لكي يصرف الجموع، إلا أنه
رحب بهم و عطف
عليهم و كشف لهم
عن قدرته وسلطانه.
وعندما
أعلن المسيح لتلاميذه أنه يجب أن يتألم
ويموت، أخبرهم أنّ عليهم أن ينكروا أنفسهم،
ويحملوا الصليب ويتبعوه. إلا أن المسيح كان
يعرف حق المعرفة أنه سيتحمل الآلام فوق
الصليب، و أنه سيموت . لم يكن ذلك مفاجأة أو
حدثاً لم يتوقعه . و لقد أخبر المسيح تلاميذه
مرة أخرى بموته و قيامته في الفصل 18 : 31-34 . كما
ذكّرهم بعد موته و قيامته، بما قاله لهم من
قبل. ( انظر الفصل 24 ) وبالرغم من أن التلاميذ
آمنوا بأن يسوع هو المسيح الذي وعد به الله،
إلا أنهم لم يفهموا النبوّات التي أخبرت عن
الآلام التي سيتألمها. في تلك الأيام، أثناء
الحكم الروماني، كان الصليب وسيلة العقاب
لمن يرتكب أقبح الجرائم. وكان يسبق الصلب
تعذيب الضحية بالجلد. وكان الصليب علامة
الذل والعار، وكان حمله يعني حمل الإهانة.
ولكن بعد أن تألم المسيح، صار أتباعه ينظرون
إلى الصليب بفخر واعتزاز. وعندما طلب المسيح
من أتباعه حمل الصليب، لم يعن تعليقه في
العنق، بل قصد أنه على كل مؤمن أن يكون
مستعداً لتحمّل الآلام والإهانة و الرفض من
الآخرين بسبب إيمانه بالمسيح
في 9 : 28ـ36 نقرأ عن الوقت الذي فيه تغيّرت هيئة
يسوع أمام تلاميذه. كما ظهر معه النبيّان
موسى وإيليا. وعندما رأى بطرس مجد المسيح
اقترح على يسوع، وبدون تفكير، أن يصنعوا
ثلاث خيام.
في قراءتك للقسم الباقي من هذا الفصل، لاحظ
اختلاف تعليم المسيح عن الفكر السائد في
العالم واختلاف الطريقة التي فكّر بها
التلاميذ.
-
إن أردت أن تكون عظيماً تمثّل بالطفل.
-
لا تغضب من اولئك الذين يرفضونك.
-
اتّباعك للمسيح الذي له القوة والسلطان
فوق رئاسات هذا العالم، والذي مملكته ليست
من هذه العالم، سيكلّفك ثمنا غالياً.
-
اتّباعك للمسيح يتطلّب منك ان تنكر رغباتك
الدنيوية، لأنك بالمقابل ستربح ملكوت
الله الأبدي .
أسئلة الجزء الثاني
-
ما
هي السلطة التي أعلن يسوع أنه يمتلكها
عندما شفى المشلول؟ (لوقا
5)
-
ما هي وصية السيد المسيح للتلاميذ بشأن
معاملة الأعداء؟ (لوقا 6)
-
كيف أظهر السيد المسيح أنه أقوى من الموت؟
(لوقا 7)
-
من خلال الفصلين التاليين (لوقا 4 و لوقا 8)،
يتبين أن الأرواح تعرف من هو يسوع و تخافه .
لماذا؟
-
ما
هو العامل المشترك بين قائد المئة والمرأة
الخاطئة والمرأة ذات النزيف الدموي في
موقفهم من المسيح؟ (لوقا 7و8)
-
ماذا
كان المسيح يقصد عندما قال : " إن أراد
أحد أن يسير ورائي، فلينكر نفسه ويحمل
صليبه كل يوم ويتبعني"
(لوقا 9)
* تذكر عزيزي القارئ أن تقرأ كل فصل بتمعن قبل
الإجابة على الأسئلة
الجزء
الثالث
النص الكتابي : لوقا 10ـ18
الفصل العاشر
يخبرنا لوقا في هذا الفصل أن السيد المسيح
أرسل تلاميذه كرجال سلام ليبشّروا العالم
بأخبار ملكوت الله و تعليم المسيح . أما لب
هذا التعليمة فهو محبة الله و محبة القريب .
لقد حكى المسيح قصة عن سامري مسافر وجد في
طريقه يهودياً مجروحاً قد تعدّى عليه
اللصوص، فساعده وضمّد جراحه. ولكن رجال
الدين اليهود الذين عبروا من نفس الطريق،
وكان يجب عليهم مساعدة ابن بلدهم، تجاهلوا
الأمر ولم يُطبّقوا تعاليم ديانتهم في حالة
كهذه.
"
أحبّ الرب إلهك بكل قلبك وكل نفسك وكل قدرتك
وكل فكرك، وأحبّ قريبك كنفسك"
(27:10). هذه أعظم الوصايا. ونحن نريد أن نحبّ
الله، ولكننا نجد صعوبة في محبة الآخرين (أي
محبة القريب).
فكر جيداً أيها القاريء العزيز، من يريدك
الله تُحب ؟
تتوفر
لدينا في الحياة نشاطات كثيرة ومفيدة لكنّها
تأخذ كثيراً من وقتنا وطاقتنا. في نهاية
الفصل
نجد مرثا تعمل أعمالا جيدة. كانت مشغولة
بأمور كثيرة، ولم تُسرّ بعدم مساعدة أختها
لها. كذلك نحن أيضا لا نقضي الوقت الكافي مع
الله في قراءة كلمته والتفكير فيها بسبب
انشغالنا في هذه الحياة. إنه حسن أن نعمل
أعمالاً حسنة، ولكن علينا ألاّ نهمل الغذاء
الروحي الذي نحتاج إليه يومياً.
الفصل الحادي عشر
وفي
بداية الفصل الحادي عشر، يُعلّم المسيح
أتباعه الصلاة . فهو لا يريدنا أن نكرر هذه
الكلمات دوماً، ولكن يريدنا أن نحتذي بهذا
النموذج عندما
نصلي . ثم يخبرنا عن رغبة الله في أن نتقدم
إليه بطلباتنا. وهو يشجّعنا لنأتي إليه
طالبين العون منه، لنحصل على أجوبةلأسئلتنا
الكثيرة. و من هنا نستنتج من أن الصلاة هي
بمثابة التنفس الروحي للمؤمن كما سنرى ذلك
في درس لاحق خاص بالصلاة . فعندما نصلي فإننا
نخاطب الله مباشرة بلغة قلوبنا مهما كان
الدافع للصلاة.
لقد استمر المسيح في عمل المعجزات، لكن
كثيرا من الناس انقلبوا ضده ظانّين أن قوته
هذه هي من إبليس. فنقض المسيح بجوابه
افتراءهم وقدّم جواباً مُقنعاً وحكيماً.
ونجد
أيضا في هذا الفصل أن
المسيح يدين الفريسيين و معلّمي الشريعة
بسبب خطاياهم الكثيرة. ومع أنهم كانوا
يظهرون أبراراً أمام الناس، إلا أنه
شّبههم بالقبور المبيضة من الخارج،
والفاسدة من الداخل. ووبّخهم على كبريائهم
وبرّهم الذاتي وسوء معاملتهم للآخرين .
في العهد القديم كان قصد الله من مراسيم
الغسل قبل الأكل هو النظافة والتعبير عن
الطهارة القلبية. لكن الفريسيين ابتعدوا عن
المعنى الحقيقي واندهشوا جدا عندما لم يقُم
المسيح بطقوس الغسل قبل الأكل. فوبّخهم
المسيح على السطحية التي يمارسون بها دينهم.
الفصل
الثاني عشر والثالث عشر
وفي هذين الفصلين قام السيد المسيح بتعليم
الجموع التي احتشدت لسماعه، وكانت كلماته
معبّرة ومؤثرة في قلوبهم. وتكلّم عن الطمع،
والهرطقة، والخوف، وشوق الإنسان للبحث، و عن
الكنز الحقيقي.
لاحظ كيف غضب رئيس المجمع لأنه كان يهتم
بالعادات الدينية أكثر من اهتمامه بعمل
الخير.
في الفصل الثالث عشر والآيات 22ـ30 نجد أنه
علينا أن نكون شديدي الحرص لنحصل على الخلاص
الحقيقي. كلمات يسوع هذه تخبرنا بوضوح أن
ليست كلّ الطرق تقود إلى الله. بل علينا أن
نبحث ونفحص لنتأكد من أننا في الطريق الصحيح.
ثم لاحظ في هذين الفصلين كيف نبه السيد
المسيح الجموع إلى ضرورية التوبة وكيف وعد
تلاميذه بتلبية حاجياتهم إذا ما هم بحثوا عن
الملكوت في المقام الأول.
الفصل
الرابع عشر
نجد
يسوع في هذا الفصل
يجتمع مع الشعب في بيت رجل من رؤساء الدين. و
المسيح في كلامه يوضّح للسامعين أنانية
الإنسان، ويكشف لهم عن السرّ الذي بواسطته
يرفع الله من شأن الإنسان.
في الفقرة الأخرى يقارن المسيح الدعوة إلى
عشاء عظيم بالدعوة إلى دخول ملكوت الله.
المدعوون إلى العشاء اعتذروا عن عدم تلبية
الدعوة. و في آخر المطاف، دعى صاحب العشاء
أشخاصاً لم يكن حضورهم متوقعاً.
و
في النهاية يتكلم المسيح إلى الجموع الكثيرة
التي تسير معه، ويخبرهم عن حاجة كل تلميذ
لحمل الصليب. وكان قصده أن على كل من يريد
اتباعه أن يكون مستعداً ليتألم ويموت من أجل
المسيح. ثم يخبرهم
أن يهجروا ممتلكاتهم. وبهذا يعني المسيح أنه
علينا أن نضع بين يديه كل ما نملكه، لأن له
كامل السلطان في التصرف بممتلكاتنا كما يريد
ليحقق أهدافه الصالحة في حياتنا.
الفصل الخامس عشر
بعد
أن تكلم المسيح في الفصل السابق عن التضحية
بكل شيء ليصير الانسان تلميذاً حقيقياً،
يكشف لنا في هذا
الفصل كيف يصبح الشخص تلميذاً. ثم يخبرنا عن
رحمة الله العظيمة التي تبحث عن الخاطئ.
من
مثل الخروف الضائع نستنتج أن الله يهتم
بالإنسان كفرد بعينه و ليس كجماعة أو قبيلة
أو شعب فحسب. إن الله يبحث عن كل شخص و يريد
منه أن يرجع إليه. وعندما يجده يفرح به.
فالعثور على الخروف الضائع هنا يدل على رجوع
الإنسان إلى الله بعد ضياعه. و هذا ما أشار
إليه سيدنا يسوع المسيح في الفصل التاسع
عشر و الآية
العاشرة عندما قال : " فإن ابن الإنسان قد
جاء ليبحث عن الهالكين و يخلصهم".
وفي مثل الدرهم الضائع كانسيدنا يسوع المسيح
يعرف حق المعرفة ما أراد قوله. لقد كان
الدرهم بالنسبة للمرأة الفلسطينية في ذلك
الوقت بمثابة خاتم الزواج في يومنا هذا.
وكانت المرأة تحصل على عشرة دراهم في تلك
الآونة، كهدية عند زواجها. لذلك كانت لتلك
الدراهم قيمة كبيرة بالنسبة لها.
لاحظ كيف بحثت المرأة باجتهاد عن درهمها
المفقود لتجده، وكم بالحريّ يبحث الله عن
البشر الخاطئين التائهين في هذا العالم
ليرجعهم إليه. بل كم يكون عظيما لو فرحت
ملائكة السماء برجوع كل منا إلى الله لأنه
يحبنا ويهتم بنا كابناء له!!
أما
في مثل الابن الضال فإن أول شيء نلاحظه في
هذه القصة هو كون الابن يسأل أباه حقه في
الميراث، الأمر الذي لم يكن سائداً في ذلك
الوقت. ما كان جاريا العمل به هو أن الابن
يحصل على قسطه من الميراث بعد وفاة الأب لا
قبله. وفي هذه الحالة يحصل الابن لكونه
الأصغر على الثلث من الميراث، وذلك طبقاً
لما جاء في شريعة موسى. وهنا يجدر القول أنه
كان ممكناً أن يقسم الأب الميراث على
الأبناء بمحض اختياره وهوعلى قيد الحياة.
لكن كان هذا الأمر نادراً. إلا أن الابن في
هذه القصة تجرأ على طلب حقه في الميراث مما
يعتبر تمردا على الأب. وحسب شريعة موسى التي
جاءت في التوراة، يرجم هذا الابن بسبب تمرده
.
إقرأ هذه القصة بتمعّن ولاحظ أفكار الابن
الأصغر عندما وصل إلى بؤس تام بسبب تمرّده
على والده. قرر أن يعود الى والده ويطلب إليه
أن يجعله كأحد أجراه. لقد عرف تماماً أنه خسر
كل حقوقه. هذا هو موقف الخاطئ، أنت وأنا أمام
الله. ولكن تمعّن في تصرّف الوالد، إذ كان
منتظراً وراجياً عودة ابنه. وعندما رآه من
بعيد، تحنّن وركض إليه وعانقه. هذا رمز لعظمة
محبة الله. أما رجوع الابن فدليل على توبته
وندمه على تصرفاته السيئة، وثقته في محبة
أبيه.
عزيزي القاريء: تذكر أن الله يحبنا جميعاً،
وهو ينتظرنا أن نأتي إليه تائبين وطالبين
الغفران.
الفصل السادس عشر
نقرأ
هنا عن مثل وكيل الظلم. إن الله يوضّح لنا في
كلمته المقدسة في آية 10 "أن الأمين في
القليل أمين أيضا في الكثير، والخائن في
القليل خائن أيضاً في الكثير". وفي آية 13
نتعلم أنه ليس ممكناً أن نرضي
سيّدين: الله والمال. ولك أيها القاريء
العزيز أن تختار لنفسك أحدهما، وتقرر ماذا
تريد...!
قال
يسوع للفريسيين المحبين للمال: "إنكم
تبررون أنفسكم أمام الناس، ولكن الله يعرف
قلوبكم. فما يعتبره الناس رفيع القدر، هو رجس
عند الله"
(لوقا 15:16).وفي هذا الفصل أيضاً نقرأ قصة
لعازر والرجل الغني
الفصل السابع عشر
يخبرنا
لوقا هنا أن الخطيئة حاضرة بكل تأكيد، فنحن
كثيراً ما نرد الإساءة بمثلها، ونحب أن
ننتقم ممن يضايقوننا. ولكننا نجد هنا محبة
الله ورحمته الفائقتين لنا، وبالتالي كم
يعتني بنا ويقبلنا. وبهذا يعلّمنا كيف ينبغي
أن نكون مع إخوتنا في هذا العالم .
لقد شُفي عشرة أشخاص من البرص لكن واحدا فقط
رجع ليقدّم الشكر للرب يسوع. نجد هنا أن
الإنسان بطبيعته ليس شكورا، بل يريد أن يحصل
على كل شيء يطلبه من الله وبعد ذلك ينسى أن
يشكره على الاستجابة لطلبه . كم مرّة نعطي
الشكر لله لما يقدّمه لنا من بركات وخيرات
عديدة... ؟!
و في 17 : 20 ـ 37 نجد أن هذه الآيات هي جزء مهم
جداً من كلمة الله لأن يسوع يتنبأ فيها عن
مجيئه الثاني إلى الأرض، كما يتحدث فيها
أيضا عن الإهانة التي كانت ستلحق به قريبا
والآلام التي كان سيعانيها.
سأل
الفريسيون يسوع المسيح عن وقت إقامة مملكة
الله على الأرض، فأجاب المسيح على هذا
السؤال بقوله: "إن ملكوت الله في داخلكم"
حسب الآية 21 من الفصل 17 ، أي أنه لا يأتي
بعلامة منظورة. وبذلك جاء جوابه ليخيّب آمال
الفريسيين لأنهم مالوا إلى الاعتقاد بأنه
سيكون عليهم ملكا وحاكما. وكان الفريسيون
يتوقعون ملْك السيف والقوة، و ملْكا مبنيا
على الغنى والثروة وإشباع البطون، ملكا
يحررهم من عبودية القوة الرومانية الحاكمة
أنذاك. غير أن ملكوت الله الذي تكلّم عنه
المسيح هو ملكوت يتجاوز التاريخ والوقت
والمكان، لأنه بعيد عن كل تحزّب وتعصّب
ووطنية ضّيقه. إنه ملكوت تسود فيه إرادة
الله، وتؤلّفه القلوب التي ملأها الإيمان
بالمسيح. هذا هو الملكوت الذي تكلم عنه
المسيح. ملكوت الله أي سلطان الله وحكمه.
وهذا هو سبب المجيء الأول للمسيح، حيث أتى
ليفسح المجال ويهيء الطريق ويعطي فرصة أخيرة
لمن يريد أن يقبل ملكوت الله.
الفصل
الثامن عشر
يشجّع السيد المسيح القدوس تلاميذه ليصلّوا
بدون انقطاع. كذلك ضرب لهم مثلاً مشيراً إلى
صلاة رجلين مختلفين. وهنا نكتشف السرّ التي
يستجيبها الله.
ركزّ المسيح على قيمة التواضع طالباً منا أن
نتمثل بالأطفال لنحصل على ملكوت الله. وفي
الفقرة التي تشمل الآيات 18 الى 30 نرى أن
الرجل الغني اهتم بالمال أكثر من اهتمامه
باتباع يسوع والحصول على الحياة الأبدية،
لاحظ كيف مضى من محضر يسوع. ليس معنى ذلك أن
جميع الأغنياء لا يدخلون ملكوت السموات
لأنهم أغنياء. لكن الذي ينشغل بالمال أكثر من
اتباع السيد المسيح، هذا هو الذي ليس أهلاً
لملكوت الله.
هنا نجد يسوع يُحضّر تلاميذه بإخبارهم أنه
سوف يتألم ويموت ويقوم من بين الأموات. إلاّ
أن تلاميذه لم يتوقعوا ذلك. لقد كانوا
ينتظرون منه أن يبدأ أو يؤسس مملكة عظيمة على
هذه الأرض. ولكن هدف مجيء يسوع المسيح إلى
العالم كان يختلف تماماً عن ذلك.
من
أجل الدخول في ملكوت السموات، كان لابد من
معالجة مشكلة خطيئة الإنسان. والحل الإلهي
لذلك تنبأ عنه إشعياء النبي قبل مجيء المسيح
بسبعة قرون إذ قال عن الفادي المسيح: "
إلاّ أنه مجروحاً من أجل آثامنا، ومسحوقاً
من أجل معاصينا، حلّ به تأديب سلامنا،
وبجراحه برئنا. كلنا كغنم شردنا ملنا كل واحد
إلى سبيله، فأثقل الرب كاهله بإثم جميعنا"
(إشعياء 53 : 5ـ6).
أسئلة الجزء الثالث
1.
ما هي أعظم وصية أصى بها السيد المسيح؟ (لوقا
10)
2.
قد يكون سبب عدم طاعة هذه الوصية، أن الانسان
لا يستطيع أن يخدم سيدين كما قال السيد
المسيح، من هما هذان السيدان؟ ولماذا لا
يستطيع الانسان أن يخدمهما معاً؟ (لوقا 16)
3.
كان المسيح في صراع دائم مع الفريسيين و رجال
الدين ،لماذا ؟ انظر الشواهد التالية: لوقا 5
:27 -32 ،6 :6-11 ، 11 : 37 - 54
4.
من خلال قصة الابن الضال الواردة في لوقا 15:
11-32، هل كانت توبة الابن ضرورية لقبوله من
طرف أبيه؟ ولماذا؟
5.
حسب لوقا 17 : 20-37 ماهو المقصود بملكوت الله ؟
6.
حسب
لوقا 18 : 9 -14 لماذا قبلت صلاة جابي الضرائب
ورفضت صلاة
الفريسي ؟
7.
من
الذي قال هذا الكلام؟
أ
- "ماذا أفعل لأرث الحياة الأبدية"
ب
- "يايسوع إبن داود إرحمني"
ج
- "دعوا الصغار يأتون إلي، ولا تمنعوهم:
لأن لمثل هؤلاء ملكوت الله"
.
د
- "لا تستطيعون أن تكونوا عبيدا لله والمال
معاً"
ه
- "هذا الانسان يرحب بالخاطئين ويأكل معهم"
و
- "إنج بنفسك! إهرب من هنا، فإن هيرودس عازم
على قتلك"
ز
- "يارب، حتى الشياطين تخضع لنا بإسمك"
الجزء
الرابع
النص
الكتابي : لوقا 19 – 24
الفصل
التاسع عشر
كان زكا رئيساً لجباة الضرائب. فكان يجمع
الضرائب من شعبه، ويسلّمها للدولة
الرومانية التي كانت تحكم بلده في ذلك
الوقت. وأصبح زكا غنياً لأنه كان يجمع مالاً
إضافياً من دافعي الضرائب. ولذا كان مكروها
من الناس هو والذين مثله، لأنهم استغلوا
شعبهم. وهنا نجد اهتمام يسوع الفائق بزكا.
والآن نأتي إلى واحد من أهم الأعمال التي
قام بها المسيح. يتعلق هذا الدرس بعمل يسوع
الفدائي الذي به يخلّص الناس من عقاب
الخطيئة ويمنحهم نعمة الغفران الإلهي.
لقد
تنبأ النبي زكريا عن دخول المسيح إلى
أورشليم قائلاً: "ابتهجي جداً يا ابنة
صهيون واهتفي يا ابنة أورشليم. لأنه هوذا
مَلكك مقبل إليك. هو عادل ظافر، ولكنه وديع
وراكب على أتان، على جحش ابن أتان"
(زكريا 9: 9 ) .
معظم
الناس الذين شاهدوا معجزات المسيح وسمعوا
تعاليمه، آمنوا أنه هو المسيح الملك الآتي،
واعتقدوا أن المسيح سيقيم مملكة أرضية.
وكان رجال الدين خائفين أن يخسروا مراكزهم
الدينية، ولذلك عارضوا المسيح. وعند دخول
المسيح إلى أورشليم هتفت جماعة من تلاميذه
مسبّحين الله واستعملت في هذه المناسبة
الكلمات الموجودة في آية 38 "سلام في
السماء، ومجد في
الأعالي"
وهي تشبه الكلمات التي أنشدتها الملائكة
عند ميلاد المسيح.
وفي
الآيات 41ـ44 تنبّأ يسوع عن خراب أورشليم
الذي تم بعد أربعين سنة من موته حين جاء
الجيش الروماني تحت قيادة تيطس وخرّب
أورشليم وهدم الهيكل. وفي الآيات 41 ـ 45 نجد
ميّزتين لشخصية المسيح. الأولى هي الرحمة،
والثانية هي
القوة الجبّارة والسلطان.
و
في نهاية الفصل 19
يبدأ تصادم واضح بين المسيح والكهنة (رؤساء
الدين). لقد أنّبهم المسيح لأنهم جعلوا بيت
الله سوقاً للبيع والشراء
وهو مكان العبادة. ونجد في آية 47 أنهم في تلك
اللحظة بدأوا يسعون إلى قتله
الفصل
العشرون
ويستمر هذا التصادم في الفصل العشرين،
حينما يوجه الكتبة ثلاثة أسئلة للسيد
المسيح حول سلطته ودفع الجزية والقيامة.
لقد كان الغرض من هذه الأسئلة كالعادة،
إيقاع السيد المسيح في موقف حرج او مأزق،
لكنه كان دائماً يعطيهم الجواب الوافي لكل
سؤال. ثم نجده في نهاية هذا الفصل يسألهم عن
هويته، لكنهم بقو عاجزين عن الإجابة.
الفصل الحادي والعشرون
في
هذا الفصل كان
التلاميذ ينظرون إلى جمال الهيكل وعظمة
بنائه ويخبرون يسوع عن
ذلك. أجابهم يسوع: "إن هذا الذي ترونه،
ستأتي أيّام لا يبقى حجر منه فوق حجر إلا
ويهدم" فسألوه "متى
يحدث هذا ؟"
فبدأ يخبرهم عن نهاية العالم والعلامات
الأخيرة لذلك.
لقد
تنبأ يسوع عن خراب أورشليم (لوقا 21: 20ـ24) وقد
تمّ ذلك فعلاً في سنة 70 ميلادية. كذلك تكلم
المسيح عن نهاية العالم وعن مجيئه الثاني،
فأخبر عن الرعب الذي سيجتاح المسكونة.
الفصل
الثاني و العشرون
في
هذا الفصل ، نقرأ
عن اللحظة الحاسمة في حياة المسيح القدوس
على الأرض. لقد كانت المناسبة عيد الفصح وهو
عيد يحتفل به اليهود تذكاراً لتحريرهم من
عبودية مصر. وهنا نجد أن السيد المسيح يعرف
أنه سيتألم، فحاول أن يُخبر تلاميذه بذلك
ليجعلهم يذكرون هذا الحدث في المستقبل.
فأخذ طعاماً وشراباً. كان الناس عادة
يتناولوهما في ذلك العصر، وهما الخبز
والنبيذ، وناولهما لتلاميذه رمزا إلى جسده
المكسور ودمه المسفوك لأجل البشر. ثم طلب
منهم أن يعملوا هذا تذكاراً له.
وحتى
بعد أن شاركهم المسيح هذا العشاء العظيم،
أخذ التلاميذ يتجادلون فيما بينهم
متسائلين عمن هو الأعظم بينهم. لقد أظهر
التلاميذ عبر هذا الفصل
ضعفهم البشري، حتى في هذه اللحظات الحاسمة
عندما كان المسيح يعد نفسه للآلام العظيمة
التي سيواجهها.
ثم
جاء الجمع
الذي يتقدمه يهوذا، حاملين السلاح ليلقوا
القبض على يسوع. فخاف التلاميذ وانزعجوا
ولم يعرفوا كيف يتصرفون. لكن المسيح بقي
حازماً في هدفه ولم يقاومهم أبداً، بل شفى
أذن عبد رئيس الكهنة عندما تعدى عليه أحد
التلاميذ .
عندما
أحضروا المسيح لمحاكمته أمام الشيوخ،
أرادوا أن يجدوا تهمه ضده. وقد جرت العادة
في تلك الأيام أنه عندما يوجه السؤال إلى
شخص ما، فمن أدب الكلام وللإجابة على
السؤال بنعم، كان يقال: "أنت قلت".
وتعني "الذي قلته هو صواب". بعد نهاية
استجوابهم للمسيح القدوس، كانت التهمة
الوحيدة التي وجدوها عليه هي قولـه أنه "ابن
الله"
.
الفصل الثالث والعشرون
بعدما استجاب شيوخ اليهود يسوع، قادوه إلى
بيلاطس الحاكم الروماني الذي كان له وحده
السلطة ليحكم عليه بالموت. و في الوقت الذي
اتّهم اليهود يسوع، لم يجد بيلاطس أي ذنب
فيه.
لم
يبد
يسوع أية مقاومة، خلال التعذيب والآلام
التي تعرّض لها، بل على عكس ذلك كان رحوما
مع الذين كانوا حولـه. وعندما حان الوقت
انشق ستار الهيكل من الوسط. فلما رأى قائد
المئة والجموع الذين احتشدوا حولـه
ليشاهدوا عملية الصلب ما حدث عند موت
المسيح، اندهشوا ومجّدوا الله وأكّدوا أن
هذا الإنسان بالحقيقة كان بارّاً.
قام يوسف، وهو قائد ديني في المجلس الأعلى،
بدفن جثمان المسيح في قبر منحوت في الصخر لم
يُدفن فيه أحد من قبل. وعادت النساء وهيأن
حنوطاً وطيباً. ثم استراح الجميع في يوم
السبت حيث لا يستطيع أحد القيام بأي عمل. هل
يمكنك يا أخي أن تتخيل معي مقدار يأس
التلاميذ ومدى حيرتهم إزاء هذه الأحداث
كلّها ؟ كانوا حتى ذلك الوقت غير فاهمين كل
الأمور التي حدثت.
الفصل الرابع والعشرون
و في اليوم الثالث لموت المسيح، و بعد أن
مرّ يوم السبت، جاءت النساء ليضعن طيبا على
جثمان المسيح ولكن لم يجدنه ، و أمام حيرتهن
أخبرهن الملاكان بأن المسيح قد قام من بين
الأموات .
إن
قيامة السيد المسيح حدث من أهم أحداث
التاريخ، يثبت لنا أن يسوع
المسيح عاش حياة كاملة بلا عيب، وأن
الذبيحة التي قدّمها الله عن خطايا البشر
مقبولة تماما عند الله. وفي القيامة دليل
على أن جميع البشر سيقومون، البعض للحياة
الأبدية، وهم الذين آمنوا بالمسيح و قبلوه
كمخلص.
والبعض للهلاك الأبدي وهم الذين رفضوه.
وقيامة المسيح هي الدليل و الضمان لمن يؤمن
به بأنه سيقوم يوما ما ليقف أمام الله بلا
خوف.
و
ختاما نرجع مرة أخرى إلى كلمات سيدنا
المسيح نفسها التي بدأنا بها هذا الدرس :
" ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم
كلّه وخسر نفسه أو أهلكها "
لقد خاطب سيدنا المسيح الجموع في تلك
الأيام، كما يخاطبنا نحن أيضا اليوم
بالكلمات نفسها: ماذا نجني من ربح
العالم إن خسرنا أنفسنا؟ إن الرغبة الجشعة
قد تتلف حياة الإنسان و تقضي على الشعور
بحاجته لله . و الحياة الحقيقية لن تتحقق من
خلال تكديس الأشياء، لأن ما تملك داخل ذاتك
هو أغلى ما تملك. إن المسيح لم يأت بقوانين
أو أنظمة أو طقوس دينية للمؤمنين به، بل وضع
لهم مقياساً أعلى و أظهر لهم أن السلوك
الطيب هو ثمر القلب المستقيم . وإخلاصنا لله
يظهر في تصرفنا اليومي. أما المحبة فهي أعظم
مبادئ الشريعة إذ نحب
الله و القريب
كأنفسنا. وسيدنا يسوع المسيح يدعونا إلى
محبة أفضل : إنها محبة الأعداء.
والأمانة ينبغي أن تكون في كل شيء حتى
في أصغر الأشياء. والكرم هو شيمة المؤمن
بالمسيح الذي يعطي قبل السؤال و فوق ما يسأل.
كل هذا و غيره من تعاليم السيد المسيح،
يجعلنا
ندرك أن هذا المقياس أعلى من أن نبلغه دون
معونة الله.
قد يكون اتباعنا للمسيح غير سهل، بل قد
يكلفنا ثمناً غالياً، قد يكلفنا الحياة
بعينها؟ لكن في نهاية المطاف لن نخسر، لأن
المسيح سيقيمنا للحياة الأبدية.
أسئلة الجزء الرابع
-
بماذا أخبر السيد المسيح أتباعه بشأن
الضيقات التي ستحدث لهم في المستقبل؟ (لوقا
21)
-
اكتب ثلاثة أشياء ستحدث قبل نهاية
العالم؟ (لوقا 21)
-
كان السيد المسيح على علم مسبق بكل ما
سيحدث له فكيف استعمل مثال الخبز والكأس
لتفسير موته؟ (لوقا 22)
-
كم من الناس شاهدوا صلب المسيح وموته؟ (لوقا
23)
-
اكتب ثلاثة أدله تدل على أن يسوع المسيح
قام من الأموات؟ (لوقا24)
-
قال
المسيح لتلاميذه أنهم سيكونون شهوداً
له، وسيخبرون بمغفرة الخطايا. لمن
سيخبرون بهذا؟
(لوقا 24)
والآن ، هل تؤمن أن المسيح هو كلمة الله
الأزلي، و أنه القدوس المعصوم من الخطأ،
والذي عاش بدون ذنب، والكامل في ذاته
وصفاته؟ هل تؤمن بالذي أظهر قوته الخارقة
وسلطته العجيبة على الإنسان والنبات
والحيوان والطبيعة و الروح، وعلى الأحياء
والأموات كذلك؟ هل تؤمن بالذي ذاق الموت
ليكفّر عن ذنوبك وبالذي قهر الموت ليقوم
حيا ويحكم إلى الأبد؟
تستطيع أنت شخصياً أن تصلي وتقول له إنك
تؤمن به وترغب في الحصول على غفرانه
لخطاياك، وتعده أن ترجع عن ذنوبك. هو يقبل
صلاتك المتواضعة الصادقة أينما كنت، وهو
قادر أن يحررك ويجعلك إنساناً جديداً .
نرجو أن تتفضل وترسل إلينا أي سؤال لديك حول
موضوع المسيح وإنجيله . ونحن بدورنا سنخصص
وقتا كافياً وعناية خاصة للإجابة على كل
سؤال.
وأخيراً نود أن تجيبنا على هذين السؤالين :
بهذا
تكون قد أنهيت هذا الدرس الأول و الذي يتكون
من أربعة أجزاء . عندما نتسلّم منك الأجوبة
على الأسئلة ، سنقوم بتصحيحها
و نرسلها لك مع هدية
بسيطة و التي هي عبارة عن كتيب تشجيعاً و
تقديراً للمجهودات التي بذلتها .
أرسل
اجوبتك الى:
malaga@domini.org
الصفحة الرئيسية