الروح
القدس أم محمد
س : قرأت فى أنجيل يوحنا من الأصحاح 14 حتى 16 عن الروح القدس الذى هو
الباراقليز وأنا أؤمن أن الروح القدس هو نبى الإسلام الذى أتى بعد المسيح فما هو
ردكم ؟
ج : ورد فى أنجيل يوحنا الأصحاح 14: 16-17 هذه الآيات "
وأنا أطلب من
الأب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الآبد . روح الحق الذى لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا
يعرفه . وأما أنتم فتعرفونه لأنه
ماكث معكم ويكون فيكم ." وعدد 26 " وأما المعزى الروح القدس الذى سيرسله
الأب بإسمى فهو يعلمكم كل شيىء ويذكركم بكل ما قلته لكم .
الأصحاح 16: 7-10 " لكنى أقول لكم الحق إنه خير لكم أن أنطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى . ولكن إن ذهبت أرسله إليكم ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة . أما على خطية لأنهم لا يؤمنون بى وأما على بر لأنى ذاهب إلى أبى ولا تروننى أيضا وأما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين." عدد 13 " وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية ذاك يمجدنى لأنه يأخذ مما لى ويخبركم ."
أنتهت أقوال السيد المسيح عن الروح القدس . الروح القدس الباراقليز الذى وعد المسيح أن يرسله بعد أرتفاعه ويقول أخوتنا المسلمين أنه يشير إلى نبى الإسلام لأن كلمة الباراقليز فى اللغة اليونانية وترجمتها إلى العربية هى أحمد .
يوجد فى اللغة اليونانية كلمة بيرقليس وترجمتها إلى العربية هى المحمود أو المشروع أما الكلمة اليونانية الواردة فى النص السابق وهى باراقليز وترجمتها إلى العربية المعزى وهى تختلف فى الحروف والنطق وبالتالى فى المعنى عن الكلمة الأولى ونحن نعلم أن التشكيل فى اللغة العربية يغير معنى الكلمة الواحدة فمثلا كلمة السلام إذ وضعنا على حرف السين فتحة تكون معناها الصلح أما إذا وضعنا على السين ضمة يكون معناها عظام الأصابع أما إذ وضعنا تحت حرف السين كسرة يكون معناها الحجارة .
إذا كان هذا الإختلاف فى المعنى يحدث من تشكيل الكلمة فكم وكم عندما تختلف حروف الكلمة فهذا بالتأكيد يغير المعنى . وإذ ألقينا نظرة ولو سطحية على الأيات السالف ذكرها والتى أتخذها أخوتنا المسلمين على إنها نبؤة عن مجىء نبيهم لما ورد فيها عن الروح القدس الذى وعد المسيح بإرساله بعد صعوده يجد كل من يلقى نظرة أنه لا يمكن بأية حال من الأحوال أن يكون الروح القدس هو نبى الإسلام وإليكم الدليل :
أن
الروح القدس الموعود به هو روح ولاجسم له أما نبى الإسلام فله جسم .
الروح
القدس الموعود به سيرسله المسيح سيكون معزيا للتلاميذ وهذا لا ينطبق على نبى
الإسلام لأنه جاء بعدما مات التلاميذ بستة قرون .
وعد المسيح التلاميذ أن الروح القدس سيكون معهم إلى الأبد وسيمكث فيهم وهذا لا ينطبق على نبى الإسلام لأن التلاميذ لم يروه ولا مكث معهم ولا فيهم وهو ليس لديه قدره أن يكون فيهم لأن الجسد ليس لديه القدره أن يخترق الأجساد وليس له قوة الحلول فى الناس إذ هذا من شأن الروح إضافة إلى ذلك لم يكن نبى الإسلام أبديا ولم يمكث إلى الأبد بل كانت حياته محدوده ومات .
الروح القدس الموعود به فى أنجيل يوحنا مكتوب عنه أن العالم لم يراه ولا يعرفه أما نبى الإسلام فقد رآه الناس وعرفوه وقابلوه وتعامل معهم وأختلط بالناس وتزوج وحارب وهاجر .
الروح القدس الموعود به قيل عنه أن التلاميذ يعرفه أما نبى الإسلام فلم تقع عين التلاميذ عليه لآنه جاء بعد موتهم بستمائة عام .
الروح القدس الموعود به قيل عنه إنه يعلم التلاميذ كل شيىء ويذكرهم بكل ما قاله المسيح ونبى الإسلام لم يكن معاصرا للتلاميذ فلم يعلمهم شيىء ولا ذكرهم بشيىء الا إذ كان إخوتنا المسلمون يعتقدون بأزلية نبيهم وإنه كائن قبل أن يولد ويظهر للعالم .
الروح القدس الموعود به قيل عنه أنه روح الحق المنبثق من الآب وهذا لا ينطبق على نبى الإسلام لإنه مولود من عبد الله وليس منبثق من الله الآب فهو كما قال عن نفسه ما أنا الا عبد ورسول .
الروح القدس الموعود به قيل عنه أنه يشهد للمسيح ويمجد المسيح ويذكر التلاميذ بكل ما قاله المسيح ويأخذ مما للمسيح ويخبر وهذا لا ينطبق على نبى الإسلام لأنه لم يشهد للمسيح أنه أبن الله بل أنكر لاهوته ولم يمجده بل جعله مجرد عبد ورسول كباقى الأنبياء .
قيل عن الروح القدس أنه يبكت العالم على خطية وهى عدم الإيمان بالمسيح وعلى بر المسيح الذى فات الناس الذين لم يؤمنوا به كإله وعلى دينونة لم يفهموها حين دان المسيح الشيطان الذى هو رئيس هذا العالم وهذا لا ينطبق على نبى الإسلام لأنه فعل العكس حين وبخ الناس الذين قالوا أن المسيح إله البر والخلاص من عبودية الشيطان .
إن المسيح أوصى التلاميذ قائلا لا تبرحوا أورشليم بل أنتظروا موعد الآب الذى سمعتموه منى لأن يوحنا عمد بالماء أما أنتم فستعمدون بالروح القدس ليس بعد هذه الأيام بكثير . فكيف يكون نبى الإسلام هو الروح القدس ويتأخر ستة قرون فى حين قال المسيح للتلاميذ ستعمدون بالروح القدس ليس بعد هذه الآيام بكثير وكيف ينطلق التلاميذى من أورشليم قبل مجىء نبى الإسلام ويبشروا بالمسيح وحين يجىء نبى الإسلام يجد المسيحية قد أنتشرت فى العالم كله . وهل عمد المسيحيون أو المسلمون بأسم نبى الإسلام فمنطوق الوعد الذى وعد به المسيح وأما أنتم فستعمدون بالروح القدس وهل تعرف المعمودية فى الإسلام ؟
أن
المسلمون أنفسهم لا يرضوا بتطبيق الأيات الواردة عن الروح القدس على نبيهم لأن
الآيات تقول أن المسيح هو الذى سيرسل الروح القدس وأن الروح القدس لا يتكلم من
ذاته بل يأخذ مما للمسيح ويتكلم فإذا وافقوا على ذلك يعترفون أن نبيهم رسول للمسيح
مع أنهم يقولوا أن محمد رسول لله فيكون فى هذه الحالة أن المسيح يكون هو الله وهو
الذى أرسل محمد وأن ما يوحى إلى محمد هى أقوال المسيح فبهذا يعترف أخوتنا المسلمين
بإن المسيح إله وأن محمد هو رسوله ،
إما يتنازلوا عن الإستشهاد بهذه الآيات لإِنها ليست فى مصلحتهم إذ كانوا
يصرون على عدم الإعتراف بلاهوت المسيح .