حرية الفكر في الإسلام
بقلم: إبراهيم عرفات، مسلم سابق
عندما ندعي حرية الفكر والأغلال تكبل أعناقنا
باسم
الله والدين
فكلامنا عن حرية الفكر من باب العبارات
الإنشائية.
يسألني كثير من الناس عن سبب تركي للإسلام و
إعتناقي للمسيحية. دائما تنهال أسئلة
يعاملني
فيها المسلم بمنطق الخيانة. إذا لم أقدم على ذكر المسيحية و كل ما أتعرض
لها هو تحفظي على معتقدات الإسلام وبالتالي رفضي لها،
قد ينظر لي البعض أني متفتح
وأني أعملت العقل إعمالا يليق بوظيفته وأني لم أعش حياتي يوما
تلو الآخر دون
التفكير في معتقد موروث أبا عن جد. ولكن بمجرد أن
يعرف هذا الشخص المبهور بطريقة
تحليلي للإسلام أني قد صرت مسيحي أي تنصّــرت والحمد لله، ففي
الحال تجد كمية غضب
رهيبة و شرر يتطاير من العين و تبدأ الأسئلة تنهال على أم
رأسي: هل ارتديت عن
الإسلام؟ إذا أنت مرتد؟ هل تعرف
حكم المرتد في الإسلام؟ أقول لنفسي: ماذا حدث؟ منذ
لحظات كنت أنال التقدير و
الإحترام لأني تجرأت أن أضع الإسلام تحت المجهر والآن أنا
بطـّال لأني تركت الإسلام إلى الدين الخصم "المسيحية"
وليس مثلا إلى الإلحاد أو
اللادينية.
و رداً على سؤال المسلم/المسلمة: هل تعرف ما حكم
المرتد في الإسلام؟
أجيب بشيء من الضيق والدعابة في الوقت نفسه: نعم أعرف،
بيعملوه شربة. هذا الشخص
الذي يريد أن يخوفني بحكم الردة هو نفس الشخص الذي قال
لي من خمس دقائق في أول
تعارف:
لما تحكي عن
الاسلام اللي هو ديني... بحس كلامك عن فكر
واعي ناضج وعلى
اساس علمي
.و
سبحان مقلب القلوب! أسوأ شيء هو أن تترك
الإسلام للمسيحية في نظر البعض؛ فلو تركته للبوذية
لكان أرحم و أهون على مشاعرهم
الطائفية التي طالما وضعت المسيحية في إطار
تناقلوه من أب ل جد.
ثم
يأتي سؤال العمر:
لماذا ارتديت عن الإسلام؟ فيكون جوابي أني رأيت في
الإسلام أشياء بدأت أفطن
لها وأستيقظ من سباتي متيقنا بأنه لا يصلح لإقامة مجتمع
إنساني. نحن نحتاج لمجتمع
يرتقي و يصلح حاله و إله الإسلام بحاجة لمن يغيره و
لمن يصلحه. إنه يخلق الملائكة
لإشباع ذاته المريضة و ليس لها ذنب
إلا أنها مسيرة وليست مخيرة. يقول القرآن في
سورة الذاريات 56:
"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا
لِيَعْبُدُونِ". هنا الملائكة
مسيـّرة و ليس لها أن تختار العبادة، و هي مخلوقة لإشباع تضخم
الأنا
عنده. حقا، إنه إله يحتاج لمن
ينقذه من أمراضه النفسية المتعددة والتي أسقطها محمد
عليه إسقاطاً نفسيا في ضوء التحليل النفسي الحديث.
إنه إله عاجز و خلق البشر للدفاع
عنه دفاعا مستميتا قد يصل إلى حد الحرابة و تقطيع
الأيدي والأرجل. السبب هو أنهم
حاربوا الله ورسوله، والله يرد على الحرب بحرب مثلها و يحدث
اشتباك دامي بين الإله
والبشر تصفه سورة المائدة وصفا صريحا في الآية 55: إِنَّمَا
جَزَاءُ الَّذِينَ
يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ
فَسَادًا أَنْ
يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ
خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ
خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا
وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ. و
إبن كثير يقول في تفسيره: وَقَالَ
عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة
عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله " إِنَّمَا جَزَاء
الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّه وَرَسُوله وَيَسْعَوْنَ
فِي الْأَرْض فَسَادًا "
الْآيَة قَالَ كَانَ قَوْم مِنْ أَهْل الْكِتَاب بَيْنهمْ وَبَيَّنَ النَّبِيّ
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهْد وَمِيثَاق
فَنَقَضُوا الْعَهْد
وَأَفْسَدُوا فِي الْأَرْض فَخَيَّرَ اللَّه رَسُوله
إِنْ شَاءَ أَنْ يَقْتُل
وَإِنْ شَاءَ أَنْ
يَقْطَع أَيْدِيهمْ وَأَرْجُلهمْ مِنْ خِلَاف رَوَاهُ
اِبْن جَرِير .
وَرَوَى شُعْبَة عَنْ مَنْصُور عَنْ هِلَال بْن حَافِظ عَنْ مُصْعَب بْن
سَعْد عَنْ أَبِيهِ قَالَ :
نَزَلَتْ فِي الْحَرُورِيَّة " إِنَّمَا جَزَاء
الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّه وَرَسُوله وَيَسْعَوْنَ
فِي الْأَرْض فَسَادًا "
و هنا أعود وأسأل كل صاحب ضمير حي: هل أنت اخترت
الإسلام أم أنك مثلي ولدت فيه
و هو موروث ثقافي تأخذه أبا عن جد؟ هل هناك حرية اعتقاد في
الإسلام؟ هل يختار
الإنسان دينه في الإسلام؟ كمسلم
سابق أرى أنه لا حرية فكر في الإسلام و إنما "قبلية
فكر"؛ فيفرض المجتمع الرعوي البدوي عاداته و تقاليده
على أسس الاعتقاد. و بما أن
الخروج على القبيلة هو تمرد و غدر، فهكذا يكون الخروج
على الإسلام و رفضه. أيضا
الخروج من القبيلة أو الخروج على القبيلة قد يؤدي لتفككها
وأيضا الخروج من الإسلام
قد يؤدي لتفككه و حدوث ما يسمى باسم "الفتنة" أو ما يسميه
الكاتب السوري إبراهيم
محمود "الفتنة المقدسة" لارتباط الفتنة بالدين.
ولمنع الفتنة التي قد تشتت كيان
الدين أو "الله" شخصيا في الإسلام، لابد من قتال
المرتد و في الوقت نفسه يتشدقون
أنه توجد حرية و لا إكراه في الدين. نعم،
لا حرية اعتقاد في الإسلام كما أن إسلام و
حرية إنسان لا يلتقيان. الحرية هي أن يفعل الإنسان كل
شيء و يتحمل النتائج سلبا أو
إيجابا. إن أراد الله سلب حريتي في اختيار المعتقد أو
حريتي في الإرادة، فإني
يشرفني أن أكفر بهذا الإله.
سؤال
أريد أن نجيب عليه بأمانة: هل أنت اخترت أن
تكون مسلم؟
هل أنت اخترت أن تكوني مسلمة؟ من اختار الإسلام
بمحض إرادته المطلقة
و لا يخشى القتل إن تركه؟
ل ربما هي صرخة من أعماق القلب: دعوني
أختـــــار! لا
تفرضوا دينا علي و تكبلوني به ثم تقولوا لي لا إكراه
في الدين. إن أسوأ شيء في
الوجود أن يفقد الإنسان حق
الاختيار. ما قيمة الحياة وأنت لا تملك حق اختيار
أقدس شيء يمس
ضميرك الإنساني؟
قال القرآن "كنتم خير أمة أخرجت للناس" قال البخاري:
حدثنا محمد بن يوسف عن سفيان بن ميسرة عن أبي حازم عن
أبي هريرة رضي الله عنه "كنتم
خير أمة أخرجت للناس" قال: خير الناس للناس تأتون بهم في
السلاسل في أعناقهم حتى
يدخلوا في الإسلام وهكذا قال ابن عباس ومجاهد وعطية
العوفي وعكرمة وعطاء والربيع بن
أنس "كنتم خير أمة أخرجت للناس" يعني خير الناس للناس:
والمعنى أنهم خير الأمم
وأنفع الناس للناس ولهذا قال "تأمرون بالمعروف وتنهون عن
المنكر وتؤمنون
بالله.
ماأبشعها
من عبارة قالها أبو هريرة و لكن ما أدقها و هي تذكرنا
بالقضاء المكتوب علينا كشباب و شابات مولودين في ربوع
الإسلام:
"كنتم خير أمة
أخرجت للناس" قال: خير الناس للناس تأتون بهم في
السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في
الإسلام
إنها صرخة الشرفاء والشريفات في زماننا هذا:
دعــــونـي
أخــــتار...........
دعــــونـي أخــــتار...........
دعــــونـي
أخــــتار...........
دعــــونـي أخــــتار...........
دعــــونـي
أخــــتار...........
_______________________
يمكن أن نواصل الحوار على
الماسنجر:
timothyabraham@hotmail.com
استمع الى قصتي الجزء الاول الجزء الثاني اقرا قصتي هنا