" النبى والمعجزة " 

" فالعصمة كالمعجزة – ضرورة من ضرورات صدق الرسالة , ومن مقتضيات حكمة من أرسل الرسل – عليهم السلام "

                                                              ا.د. / محمد عماره

(حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين – ص317 اشراف و تقديم أ.د. محمود حمدي زقزوق وزير الاوقاف –المجلس الاعلي للشئون الإسلامية -القاهرة 1423هـ - 2002م . رقم الإيداع : 9153/2002 ISBN 977-205-128-1        )

 

 

الفهرس

الموضوع

الصفحة

أهمية المعجزة للنبي أو الرسول

3

عرب مكة يطلبون معجزة

5

ردود القرآن و السنة علي عرب مكة

6

معجزات النبي و بعض العلماء و المفكرين

11

هل القرآ ن هو معجزة النبي التي تحدي بها العرب؟!

14

النبي و بعض مواقف كانت تحتاج معجزة!!

15

من أين جاءت المعجزات إذن ؟!

15

 

 

أهمية المعجزة للنبي أو الرسول

 

مذهب أهل السنة و الجماعة * .. أنه لا يجب علي الخلق شئ إلا بأمر يرد من قبل الله تعالي علي لسان رسول مؤيدا بالمعجزة ، اذ لا طريق في العقل الي معرفة وجوب شئ علي الخلق فالله سبحانه و تعالي يقول  : " و ما كنا معذبين حتي نبعث رسولا ".

(الملل و النحل للامام الشهرستاني (المتوفي 548هـ) – ص 46, 140 - ج (1-3) صححه و علق عليه: أ.د.أحمد فهمي محمد -  دار الكتب العلمية – بيروت لبنان – ص.ب : 9424/11)

 

و من مذهب الأشاعرة ** .. أن إنبعاث الرسل من القضايا الجائزه لا الواجبة و لا المستحيلة. و لكن بعد الابتعاث (صار) تأييدهم بالمعجزات و عصمتهم من الموبقات من جملة الواجبات , اذ لابد من طريق للمستمع يسلكه , فيعرف به صدق المدعي .          (المصدر السابق – ص 89  )

 

 

يعلق الإمام الشهرستاني قائلا : لان معجز النبي شاهد علي صدقه فيما يقوله ,... (المصدر السابق – نفس الصفحة)

و في موضع آخر يقول : " و لن يتصور و ضع الملة و مشرع الشرعة إلا بوضع شارع مخصوصا من عند الله بآيات تدل علي صدقه ".

(مشكلات العقيدة النصرانية – د. سعد الدين السيد صالح- مدرس العقيدة و الفلسفة بجامعة الأزهر- ص 17- طبعه ثانية- مطبعة دار لبنان . رقم الايداع 2227/1983م)

 

          و يقول النسفي : " لابد أن يكون الرسول مؤيدا بالمعجزة "

(أهل السنة شعب الله المختار- صالح الورداني- ص216- مكتبة مدبولي الصغير- الطبعة الأولي 1996. رقم الإيداع 5688/96.الترقيم الدولي: 977-285-007-4 )

 

يقول الشيخ الشعراوى* : " إذن معني المعجزة أن يأتي الله سبحانه و تعالي علي يد رسول من البشر بأمر خارق ليثبت بها صدق بلاغ الرسول عن الله ".

(معجزات الرسول – الشيخ محمد متولي الشعراوي-أخبار اليوم –مكتبة الشعراوي الاسلامية-رقم الإيداع 5863/97-الترقيم الدولي  ISBN 977-08-0338-3)

 

و يقول فضيلة د.عبد المتعال الجبري : " المعجزة أمارة علي تصديق الله "

(شطحات مصطفي محمود- دار الاعتصام – ص 59. رقم الايداع 5580/1976- الترقيم الدولي ISBN 7065-59-0 )

 

و في موضوع آخر يقول عن (الصوفي) : " فان دعواه أن ما تلقاه انما هو عن الله لا دليل عليها.. اذ لا معجزة تثبت ذلك له. فتصديقه و اتباعه دون تصديق و اتباع النبي المؤيد بالمعجزات هو الضلال المبين لكل من له مسحة من عقل "

(المصدر السابق – ص 58)

 

و يقول رفاعي سرور : " المعجزة هي القدر الالهي الذي يتحقق علي أيدي الأنبياء ووسيلة إقناع الناس "

(اصحاب الاخدود –ص 33- دار الفرقان- الطبعة الثالثة 1995م. رقم الايداع 4736/1995م.)

 

و يقول د. محمد أحمد خلف الله : " أن الرسول الذي يأتيه الوحي و تنزل عليه الملائكة لابد له من معجزة تدل علي صدق رسالته و صحة نبوته"

(الفن القصصي في القرآن الكريم ص 139 ,140 – دار سينا للنشر بالقاهره- دارالانتشار العربي ببيروت – الطبعة الرابعة 1999، الترقيم الدولي : ISBN : 1   841170   429)

 

و الشيعة أيضا يقولون : " المعجزة هي الأمر الخارق للعادة المقترن بالتحدي مع عدم المعارضة-لتكون دليلا علي صدق دعواه في أنه رسول من عند الله تعالي" .

(الاسراء و المعراج- للشيخ  حسين بندر العاملي- دار الرسول الأكرم (ص)- دار المحجة البيضاء –الطبعة الأولي 1999-2000 – بيروت –لبنان – ص.ب :8601/11)

 

ويقول العلماء : "و الواجب علي النبي أن يظهر المعجزات و يحيط قومه علما بها من قبيل التدليل علي نبوته"

(دليل المسلم الحزين– حسين أحمد أمين –ص 104- الطبعة الرابعة 1992 – دار سعاد الصباح – الصفاة 13133-الكويت– المقطم القاهرة رقم الايداع :4840/1992.  الترقيم الدولي ISBN : 977-00-3470-3).

 

و الخلاصة .. أن الرسالة لا تثبت إلا بالمعجزة.

 

لذلك كان أمرا طبيعيا أن يطلب عرب مكة معجزة من النبي يثبت بها صدق دعوته! و قد أشار القرآن الي ذلك.

 

عرب مكة يطلبون معجزة...

 

قالوا : " فليأتنا بآية كما أرسل الأولون " (الأنبياء 5)

و قالوا : " لولا أنزل عليه آية من ربه " (العنكبوت 50)

وآيات أخري في هذا الصدد..

و جاء في السنة النبوية : " كلمت رسول الله (ص) قريش , فقالوا يا محمد أن موسي عليه السلام كانت معه عصا ضرب بها الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا , و أن عيسي عليه السلام كان يحيي الموتي , ... فأتنا ببعض تلك الآيات حتي نصدقك "

(أسباب النزول للواحدي النيسابوري (ت 418هـ)- ص183- تحقيق أيمن صالح شعبان- دار الحديث –القاهرة-الطبعة الرابعة1998م. رقم الايداع 5095/98 – الترقيم الدولى ISBN : 977-300-002-8 أنظر أيضا تفسير ابن كثير (3/309) – تفسير سورة الانعام – طبعة دار الشعب (8 مجلدات)- تحقيق (عبد العزيز غنيم – محمد أحمد عاشور-محمد ابراهيم البنا).

 

وأمام إلحاح العرب على الإتيان بمعجزة .. جاءت ردود القرآن متناقضة .. كما أنها غير منطقية فلنتأملها معاً .

 

 

ردود القرآن و السنة علي عرب مكة...

 

مرة.. قال لهم : " إن في خلق السموات و الأرض و إختلاف الليل و النهار لآيات لأولي الألباب " (آل عمران 190).

 

جاء في أسباب نزول هذه الآيه عن ابن عباس قال :

" أتت قريش اليهود فقالوا : بم جاءكم موسي ؟ قالوا : عصاه و يده بيضاء للناظرين. و أتوا النصاري فقالوا : كيف كان عيسي ؟ قالوا كان يبرئ الأكمة (الذي يولد أعمي) و يحيي الموتي. فأتوا النبي (ص) فقالوا : أدع لنا ربك يجعل لنا الصفا ذهبا. فدعا ربه فنزلت هذه الآيه " إن في خلق السموات و الأرض... لآيات لأولي الألباب"  فليتفكروا فيها

(أسباب النزول للواحدي –مصدر سابق –ص 117 . أنظر أيضا    تفسير ابن كثير (2/159,164 ) –مصدر سابق.).

يلاحظ من الرواية أن عرب مكة كانوا يطلبون من النبي معجزة لكي يؤمنوا به هو فهم بالفعل يؤمنون بالله " و لئن سألتهم من خلق السموات و الأرض و سخر الشمس و القمر ليقولن الله " (العنكبوت 61).

فكان رد القرآن تحويل أنظارهم إلي آيه كونية تؤول إلي الإيمان بالله مع أنهم يؤمنون به.

 

و مرة... قال لهم : " قل انتظروا إنا منتظرون " (الأنعام 158).

و هذه الآيه تعطي إيحاءاً بأن المعجزات آتية... لكن عليهم أن ينتظروا معه.

 

          و مرة.. قال لهم : " قل إنما الآيات عند الله و إنما انا نذير مبين " (العنكبوت 50)

 

جاء في تفسير المنتخب (*) للآيه : و قال الكفار في جدالهم ولجاجهم : هلا أنزل عليه معجزات حسية كالتي نزلت علي الرسل من قبل. قل لهم إنما المعجزات كلها من عند الله , ينزلها حين يشاء. و إنما أنا مكلف بالإنذار الواضح لا الإتيان بما تقترحون .

(تفسير المنتخب- المجلس الاعلي للشئون الاسلامية- لجنة القرآن  و السنة- ص 598- الطبعة (18) –القاهرة 1416 هـ / 1995م . طبع بتصريح من مجمع البحوث الاسلامية بالأزهر- إدارة المصاحف – مطابع مؤسسة الأهرام –ج.م. ع.)

و يفهم من ذلك أن النبي (ص) مجرد نذير غير مطالب بالمعجزات.

 

و تأكد ذلك في (الرعد 7) : " إنما أنت منذر"  

 

جاء في تفسير الجلالين : (إنما أنت منذز) مخوف الكافرين و ليس عليك إتيان الآيات.

(تفسير الجلالين -(الرعد/7) – ص 206- تحقيق و تعليق د. شعبان محمد اسماعيل – طبع بتصريح صادر برقم 297 بتاريخ 5/5/1977 من مشيخة الأزهر الشريف و مراقبة البحوث الثقافية الاسلامية. مطابع الشمرلي)

 

          و مرة .. قال لهم : " قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا" (الاسراء 93).

 

و معني هذا أن موسي و عيسي و الانبياء الذين أتوا بمعجزات (بحسب ما ذكر في القرآن و السنة) لم يكونوا من البشر!.

 

          و مرة ..قال لهم : " و ما منعنا أن نُرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون .. و ما نرسل بالآيات إلا تخويفا" (الإسراء 59).

 

قال الطبري في تفسيره : " و ما منعنا يا محمد أن نرسل بالآيات التي سألها قومك إلا أن من كان قبلهم من الأمم المكذبة سألوا مثل سؤالهم , فلما أتاهم ما سألوا عنه كذبوا رسلهم فلم يصدقوا مع مجئ الآيات- فلم نرسل إلى قومك بالآيات "

(الاسلام دين الفطرة و الحرية – الشيخ عبد العزيز جاويش –ص 141- كتاب الهلال- العدد (390)- يونيه 1983 . رقم الايداع 3267/1983. الترقيم الدولي ISBN 977-118-033-9).

 

و جاء في تفسير المنتخب : " و كان من حكمة الله ألا يجيب قومك إلي ما طلبوا خشية أن يكفروا بها , .. و الآيات انما نرسل بها تخويفا و إرهابا "

(تفسير المنتخب – ص 418- مصدر سابق).

 

واضح من الآيه أن الله رأي أو علم أن الآيات غير مجدية و لا تأتي بنتائج لذلك قرر أن يبعث النبي (ص) بدون آيات... فالأولون كذبوا بها و مع ذلك كان يبعث بها تخويفا و إرهابا. وهنا أيضاً ظهر مفهوم جديد للمعجزة وهي أنها للتخويف والإرهاب وليست وسيلة إقناع لإثبات الرسالة .

 

و مرة .. قال : " إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين "     

(الشعراء4).

 

جاء في تفسير المنتخب : " إن في قدرتنا أن نأتيهم بمعجزة تلجئهم إلي الإيمان. فيخضعون لأمره . و يتم ما ترجوه , و لم نأتهم بذلك لأن سنتنا تكليف الناس بالإيمان دون الجاء. كي لا تفوت الحكمة في الابتلاء , و ما وراءه من ثواب و عقاب "

(تفسير المنتخب – ص 542- مصدر سابق).

 

وهذا الكلام يمكن أن نفهم منه الآتي :

 

1-  أن الآيات لها جدوي و تأتي بنتائج حيث لها من القوة ما يلجئ الناس إلي الإيمان و هذا عكس ما قيل من قبل في (الإسراء 59).

2-   الله من سنته تكليف الناس بالإيمان دون معجزة تلجئهم إلي هذا الإيمان و مع ذلك خالف سنته عندما أرسل موسي و عيسي و الأنبياء بالآيات البينات (آل عمران 183) أو أنه البداء (*).

3-  ألغى القرآن الهدف من إيتان الرسول بالمعجزة والمتفق عليه من العلماء وبيناه في بداية المبحث وأصبح على الناس أن يؤمنوا دون أن يروا معجزة وإلا ما استحقوا الثواب .

4-   ما اتفق عليه العلماء في الهدف من المعجزة يؤكده حديث ثبت في الصحيحين البخاري و مسلم عن النبي (ص) قوله :" ما من نبي من الأنبياء إلا قد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر"                   (تفسير ابن كثير – (1/89)- مصدر سابق).

 

          و مرة .. قال : " ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون " (الأنبياء 6)

 

جاء في تفسير المنتخب: " لم تؤمن قبلهم أمة من الأمم التي أهلكناها بعد أن كذبت بالمعجزات المادية . فهل يؤمن هؤلاء إذا جاءهم ما يطلبون ؟!"

(تفسير المنتخب – ص 473- مصدر سابق)

 

و قال إبن كثير في تفسيره : " أفهؤلاء يؤمنون بالآيات لو رأوها دون أولئك ؟ كلا ؟!

(تفسير ابن كثير – (5/325) - مصدر سابق.)

 

نفهم من ذلك أن الله يعلم أن العرب إذا جاءتهم الآيات لن يؤمنوا مثلهم مثل من كان قبلهم من القري و هو ما يتعارض أيضا مع ما جاء في (الشعراء 4) و هو أن الآيات سوف تـلجئهم إلي الإيمان لكنه منعها لأنه ليس من سنته ذلك!

من ناحية أخرى التبرير غير منطقي .. إذ كيف سيحاسبون في هذه الحالة ؟! ..

          و مرة .. كان عدم اللإستجابه رحمة من الله بالعرب..

فقد جاء في أسباب النزول للواحدي عن النبي (ص) قوله : " و الذي نفسي بيده لقد أعطاني الله ما سألتم و لو شئت لكان , و لكنه خيرني بين أن تدخلوا من باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم , و بين أن يكلكم إلي ما إخترتم لانفسكم فتضلوا عن باب الرحمة – و أخبرني إن إعطاكم ذلك ثم كفرتم , أنه معذبكم عذابا لا يعذبه أحد من العالمين " فنزلت ( ومنعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون)                      (أسباب النزول للواحدي –ص 229 – مصدر سابق)

 

و في موضع آخر يقول أنه قيل للنبي (ص) : " و إن شئت أن نؤتيهم الذي سألوا , فإن كفروا أهلكوا كما أهلك من قبلهم , قال : لا , بل استأني بهم.. "

(المصدر السابق – ص 242)

 

لذلك يقول الشيخ الشعراوي : لو استجاب لهلكوا !

(معجزات الرسول- ص 98 - مصدر سابق)

 

و في موضع آخر يقول : لو أن الله استجاب إليهم و لم يؤمنوا لأبادهم .. و لكن رسول الله (ص) أرسل رحمة للعالمين .. فقد وقاهم الله من الإبادة في اللحظة التي طلبوا فيها هذه الآيات

(المصدر السابق – ص 107,106)

 

و مرة ..قال : " ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون و لو جاءتهم كل آيه حتي يروا العذاب الأليم " (*) (يونس 96, 97)

 

قال الشيخ الشعراوي : " لأن قلوبهم ختم عليها بالكفر فهي غير صالحه لاستقبال الإيمان لأن الكفر يملؤها " (المصدر السابق – ص 105.)

 

 

نفهم من ذلك :

1-    أن الآيه تتعارض أيضا مع (الشعراء 4) التي تقول أن الآية سوف تلجئهم إلي الإيمان .

2-     أن الإنسان ليس له من الأمر شئ و هذه جبريه تتعارض مع قوله : " فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر "

 

و مرة...كان عدم الاستحابة هو أن الله أنعم على النبى (ص) بأشياء أخرى...

 

ففى أسباب النزول  للواحدى عن ابن عباس قول النبى (ص)  : [سألت ربى مسألة و وددت أنى لم أكن سألته , قلت : يارب إنه قد كانت الأنبياء قبلي: منهم من سخرت له الريح , و ذكر سليمان إبن داود , منهم من كان يحيي الموتي , و ذكر عيسى بن مريم , و منهم و منهم , قال : فقال :

 

ألم أجدك يتيما فأويتك ؟  قال : قلت : بلي يارب  , قال :

ألم أجدك ضالا فهديتك ؟ قال : قلت : بلي يارب , قال :

ألم أجدك عائلا فأغنيتك ؟ قال : قلت : بلي يارب , قال :

ألم أشرح لك صدرك و رفعت عنك وزرك ؟ قال : قلت : بلي يارب]

(أسباب النزول للواحدي – ص 395 – مصدر سابق)

 

و هنا نقول أنه ليست ثمة علاقة بين هذه النعم و بين أن يأتي بمعجزه فالمعجزة للناس للتدليل علي صدق دعوي الرسول و قد سبق قول العلماء ذلك (أنظر عنوان أهميه المعجزة للنبي أو الرسول) و ليست المعجزة كي يفرح بها النبي أو هي نعمة من نعم الله عليه.

 

تأكد إذا من القرآن و السنة أن عرب مكة لم يروا معجزة مادية علي أيدي النبي!!

و قد وعي ذلك كثيرون من العلماء و المفكرين.

 

المعجزات و بعض العلماء و المفكرين..

د. محمد أحمد خلف الله : " إن الله لم يجعل الرسالة متوقفة علي المعجزات "

(الفن القصصي في القرآن الكريم – ص 312 –مصدر سابق)

الشيخ عبد العزيز جاويش (*) : " ظل النبي (ص) كلما طلبوا منه المعجزات يدعوهم إلي العمل بمقتضيات الفطرة و يرشدهم إلي كنه و ظيفته النبوية , و ما هي سوي الهداية إلي السبيل القويم"

(الاسلام دين الفطرة و الحرية – ص 138 – مصدر سابق)

 

حسين أحمد أمين : " أن نبي الإسلام لم يدع لنفسه القدرة علي خرق قوانين الطبيعة                    (أي المعجزات) , و لا أدعي علم الغيب , و لا كان القدماء ينسبون إليه من المعجزات غير ما نص عليه القرآن "                 (دليل المسلم الحزين –ص 101 – مصدر سابق)

د. هشام جعيط .. أنكر أن تكون للنبي معجزات و قال : و قصة علاقة النبوة بين كتفيه و نبوءه بحيره الراهب و تظليله بالسحابة  كل هذا مختلق و لا اساس له في التاريخ إنما يدخل في المخيال الديني الشعبي الذي أخذ يتنامي في آخر العهد الأموي

(فترة التكوين في حياة الصادق الأمين – الشيخ خليل عبد الكريم – ص 338 – الطبعة الأولي 2001- دار ميريت للنشر – رقم الايداع 2047 / 2001. الترقيم الدولي ISBN 977-5938-55-4 . و الكلام نقل من السيرة النبويه لـ  د. هشام جعيط –ج1 – الوحي و القرآن و النبوية – ص 125 – الطبعة الأولي 1991- دار الطليعة – بيروت – لبنان)

 

د. محمود علي مراد : " .. ذلك أن هذه الأعاجيب و الارهاصات لو كانت صحيحة لكان المفروض أن يكون أول من عرفها أفراد قبيلة رسول الله (ص) و لكان المفروض أن هؤلاء الأقارب , الذين كانوا علي علم بها , أول من يؤمن برسالته. فإذا كانوا لم يؤمنوا فمعني ذلك أنه لم يكن هناك ثمة أعاجيب أو ارهاصات , و أن الحديث المتعلق بها محض اختلاق "

(سيرة رسول الله (صلعم) – د. محمود علي مراد  - ص 109 – دار الهلال –  رقم الايداع 17942/ 2000. الترقيم الدولي   ISBN 977-07-0742-2 )

[ بلال فضل : " في يوم ميلاد النبي .. لم ينشق القمر و لم يسقط إيوان كسري و النبي (ص) ليس في حاجه للخرافات لكي نؤمن به "

الشيخ محمد الغزالي : " هذه الروايات تخيلات .. و شق الصدر لم يحدث "

 

عباس العقاد : المعجزات المزعومة يمكن أن ينسبها من أراد لمن ولد مع النبي في اليوم نفسه

 

و إبن خلدون و الغزالي يحذران من طللب اليقين بنبوة محمد من المعجزات و الخوارق]

(جريدة الدستور - 16/7/ 1997م)

 

و يقول محمود عفيفي : " روايات المعجزات ضعيفة " و قد ذكر بعض الأسباب(*)

(هذا قرآني – محمود عبد الرازق عفيفي – ص 19 – رقم الايداع بدار الكتب 7372 /1995)

 

د. طه حسين : " ولا يكرهون أن يقال لهم : أن من دلائل صدق النبي في رسالته أنه كان منتظر قبل أن يجئ بدهر طويل , تحدثت بهذا الانتظار شياطين الجن و الكهان الإنس (الوثنيون) و أحبار اليهود , ورهبان النصارى "

(في الأدب الجاهلي – ص 135 – الطبعة (12) - دار المعارف- رقم الايداع 3109/1977. ISBN 977-246-791-7)

د.حسين مؤنس : " لأن الشجر و الحجارة اذا كانت تناديه قبل مشهد الغار بأنه رسول الله  فما معني فزعه و خوفه علي نفسه بعد أن نزل عليه الملك أول مرة ؟

(طريق النبوة و الرسالة – د.حسين مؤنس – ص 33 – دار الرشاد للنشر . رقم الايداع 3539/97. الترقيم الدوليISBN 977-5324-34-3 )

د. محمد حسين هيكل أنكر معجزة العنكبوت و قال أنها لم ترد في أشهر سيرة للنبي و هي " السيرة لابن هشام "(**)

(حياة محمد – ص 225 – الهيئة المصرية العامة للكتاب – مكتبة الاسرة 2001. رقم الايداع 9363/2001 . الترقيم الدولي ISBN 977-01-7234-0 )

ليس هذا فقط فقد أنكر د.هيكل في كتابه "حياة محمد" أية معجزة للنبي غير القرآن أنظر الصفحات 61-80 , 160 , 207 من الكتاب المذكور. كما ذكر إختلافات بين الكتب في المعجزات في ص 72 , 73.

و قد أشار أ. أحمد بهجت إلي إنكار هيكل للمعجزات في مقالاته بالأهرام

(جريدة الاهرام – 16/ 11/2002 م)

 

و يقول د. محمد عمارة ( عضو مجمع البحوث الإسلاميه) : "و نحن مع الذين يرون أن القرآن هو معجزة الرسول التي لم يتحد قومه بمعجزة سواها , و أنه في حياته و سلوكه كان بعيدا عن إدعاء الغيب"

(الخلافة و نشأة الأحزاب الاسلامية – الاسلام و فلسفة الحكم (1) –  د. محمد عمارة – ص 129 ,130 - المؤسسة العربية للدراسات و النشر – بيروت – لبنان – ص.ب 195119- الطبعة الأولي: آب (أغسطس) 1977م)

 

فـ هل القرآن هو معجزة النبي التي تحدي بها العرب؟! ..

جاء في الحديث النبوي : " ما من نبي من الانبياء إلا قد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر , و إنما كان الذي اوتيته و حيا  أوحاه الله إلي"

(تفسير ابن كثير – (1/89) – مصدر سابق)

 

للرد علي هذة النقطه مبحث خاص –لكننا هنا نود أن نوضح بعض النقاط المنطقية:

1-    إذا كان الوحي معجزة لماذا لم يكتف الأنبياء قبله بالوحي و جاءوا بمعجزات إلي جانب الوحي؟! 

 ففي (النساء 163) : "إنا اوحينا إليك كما اوحينا الي نوح و النبيين من بعده"

 وفي (يوسف 109 , النحل 43, الأنبياء 7) : " و ما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي اليهم"

و في (يونس 96 ,97) : "هذا ذكر من معي و ذكر من قبلي"

و ذكر من معي هو القرإن و ذكر من قبلي هو الكتب السماوية المتقدمه بحسب التفاسير.

 

2-  من الذي يستطيع أن يحكم كون هذا القرآن معجزة أم لا غير عرب قريش؟! قالوا انه أساطير الاولين و لذلك الحوا في طلب معجزه مادية. و لو انهم رأوه معجزه لما آمن به في خلال 13 سنه مكثهم في مكة حوالي 90 فرد فقط منهم أطفال و عبيد غير ضالعين في اللغه.

 

3-   لو أحد الشعراء كتب قصيدة و تحدي أن يؤتي بمثلها .. فمن اتي بمثلها من السهل أن يقول له صاحب القصيده انه قد نسخها.

و إن إنحرف عنها و لو قليلا فمن السهل أن يقال له ليست مثلها..

     إذن التحدي ليس في محله و غير منطقي!

     وما أدرانا جاءوا بمثله أم لا فالمنتصر هو الذي يدون التاريخ !

 

4-   و أخيرا و بفرض أن معجزة النبي هي القرآن- أي أن المعجزن لُغويه –فما حُجته علي غير العرب الذين لا يفهمون اللسان العربي؟! مصريين و شوام و فُرس و فرنجه          و غيرهم!! ليس له عليهم حُجه و لا يجب عليهم إتّباعه!!

 

ألم يقل أهل السنة و الجماعة (مصدر رقم 2) : أنه لا يجب علي الخلق شئ الا بأمر يرد من قبل الله تعالي علي لسان رسول مؤيدا بالمعجزة فكيف يُطلب من غير العرب الايمان بمعجزة لغوية لا يفهمونها؟!..

 

النبي و بعض مواقف كانت تحتاج معجزات !! ..

1-  روي الإمام مسلم عن جابر بن عبد الله قال : " لدغت رجلا منا عقرب و نحن جلوس مع رسول الله(صلعم) فقال رجل يا رسول الله أرُقي؟ قال : من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل"

(بغية كل مسلم من صحيح الامام مسلم – ص 180 ,181 – لجامعها السيد محمد بن محمد بن عبد الله المراكشي – مؤسسة الحلبي و شركاه – طبعة 1969م)

2-  عن أبي هريره (رض) قال : جاءت امرأة إلي النبي (صلعم) و بها طيف فقالت : يا رسول الله , أدع الله أن يشفيني . فقال : إن شئت دعوت لك فشفاك , و ان شئت فأصبري و لا حساب عليك. فقالت : بل أصبر و لا حساب علي"

(رواه غير واحد من أهل السنن , و أخرجه الحاكم في مستدركه و قال صحيح علي شرط مسلم . انظر تفسير ابن كثير (3 / 539) _ مصدر سابق)

3-     روي البخاري عن عائشة (رض) أن النبي سُحر حتي كان يخيل اليه انه صنع شيئا و لم يصنعه"

(لبانة القاري من صحيح الإمام البخاري – ص 167 – لجامعها السيد محمد بن محمد بن عبد الله المراكشي – مؤسسة الحلبي و شركاه – طبعة 1969م)

و الروايات عن عائشة في تفسير ابن كثير تذكر أن السحر استمر ستة اشهر .

(تفسير ابن كثير – (المعوذتين) – (8/557) – مصدر سابق)

 

من أين جاءت المعجزات إذن؟!...

 

يقول أحمد بهجت نقلا عن د. هيكل : " الكتب القديمة أقل رواية للخوارق عن متأخرها. وهذه سيرة ابن هشام أقدم السير المعروفة اليوم تغفل كثيرا مما ذكره أبو الفداء في تاريخه و مما ذكره القاضي عياض في كتاب الشفاء , و مما ذكره المتأخرين جميعا ، وكذلك الشأن في كتب الحديث و اختلافها , فبعضها يروي قصة من القصص و بعضها يغفلها و بعضها يضعفها "                                      (جريده الاهرام – 18/11/2002م)

 

من ناحيه اخري يقول محمد بن عقيل العلوي : " و من المشهور أن بعض أصحاب الأهواء يستحل الشهادة زورا.. و يزعمون انهم كذبوا له (ص) و لم يكذبوا عليه "

(العتب الجميل علي أهل الجرح و التعديل – ص 33 – الهدف للإعلام و النشر – رقم الايداع 13633/97م. الترقيم الدولي ISBN 977-5751-10-1)

 

و قد ذكر ذلك أيضا كل من حسين أحمد أمين و المستشار محمد سعيد العشماوي .. و هو أن بعض العلماء أباحوا الكذب إذا كان يخدم الدين و لما واجهوهم قالوا : " نحن نكذب له و لا نكذب عليه "

(دليل المسلم الحزين – ص 64 – مصدر سابق. انظر ايضا كتاب أصول الشريعة للمستشار العشماوي –ص 57 – مكتبة مدبولي الصغير –رقم الايداع 9339/95 – الطبعة الرابعة 1996م)

يقول طه حسين : " انما هو ارضاء حاجات العامة الذين يريدون المعجزة في كل شئ .

(النص الكامل لكتاب في الشعر الجاهلي – القاهرة – مجلة الفكر و الفن المعاصر – العدد (149) – أبريل 1995 م – الهيئة المصرية العامة للكتاب).


 

* أهل السنة والجماعة .. هم جمهرة الأمة من الصحابة والتابعين وأئمة الدين المشاهير (أنظر كتاب الشفاعة – لفضيلة د.  يوسف القرضاوي-نهضة مصر للنشر بالفجالة-القاهرة-أغسطس1999-ص 12- رقم الايداع 11066/1999).

** هم المتكلمين من أهل السنة.

* إمام الدعاة في القرن العشرين .

(*) هو تفسير المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالأزهر

(*) البداء باختصار هو الجهل بعواقب الأمور .

(*) حيث مكث في مكة مدة 13 سنة لم يؤمن به خلالها سوى 90 فرد تقريباً منهم أطفال من أقاربه وأرقاء .

(*) وهو من كبار علماء أهل السنة .

(*) ارجع إلى المصدر

(**) من ناحية أخرى هناك اختلاف بين السنة والشيعة في شخص من كان معه في الغار. أنظر كتاب مع الشيعة الأثنى عشرية في الأصول والفروع تأليف أ.د. على أحمد السالوس – أستاذ الفقه والأصول – كلية الشريعة – جامعة قطر – ص 245 – دار التقوى للنشر – الجزء الثاني – طبعة 1997 . رقم الإيداع 5573/1997. الترقيم الدولي X-977-5242-24 ISBN

الصفحة الرئيسية