تاملات اسلامية في التحريف
حجة تزوير الانجيل والتوراة , حجة تطيح بمسلمات قرآنيةاساسية, لا يمكن ان يتشبث بها سوى الجاهل بعقيدة القرآن , او المتجاهل لها عمدا , سعيا الى كسب معركة في نقاش هنا , او نقاش هناك, حيث تكون حجة التزوير محاولة في الظاهر لالغاء صحة الوحي المسيحي , ولكن في الجوهر يعرف كل عالم في فلسفة القرآن حول الوحي الآلهي , ان هذه المحاولة تؤدي الى الغاء الوحي القرآني ذاته.
الآيات التالية تؤكد ان محمد او القرآن بمعنى آخر , كان يعترف بصحة الكتب الموجودة بين يدي اهل الكتاب في عصره, بدليل الآيات التالية :
"والذي اوحينا اليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه (فاطر31)
""ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين "(يونس 37)
وفي المدينة تزداد نظرية تصديق القران للكتاب وضوحا وتوكيدا:طيا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم , وآمنوا بما انزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا اول كافر به"(البقرة 42)
اذا يعترف القرآن بصحة التوراة والانجيل الموجودين في عصره , قالتصديق تعني المطابقة بين الاصل ونسخته , والقرآن هو نسخة الاصل .
اذا لو سلمنا جدلا , بأن الكتاب المقدس الحالي بعهديه القديم والجديد , هما مزوران , هذا يعني ان التزوير لم يحصل قبل الدعوة المحمدية, والوثائق التاريخية الاثرية التي اكتشفت والتي يرجع تاريخها منذ قبل المسيح حتى عصر محمد , لا يوجد بينها ما يؤيد الدعوة المحمدية , فكلها تدور في محور الاناجيل الرسمية , مهما كان مبتعدة عنها .
اذا الانجيل المزعوم بأنه مفقود , لا يمكن ان يكون قد اخفاه اليهود
والمسيحيون لعدة اسباب:
1- لا يمكن ان يتفق الفريقان على اخفاءه , وهما عدوان لدودان ,والتاريخ اخبرنا عن تحالفات بين طوائف او مجموعات مسيحية وبين المسلمين , او عن تحالفات بين اليهود والمسلمين , ولكن لم يخبرنا التاريخ قبل العصر الصناعي الحديث عن تحالفات مسيحية يهودية , او اي صداقات بين الطرفين.
2-الفتوحات الاسلامية حصلت بسرعة فاجأت العالم القديم , بحيث اجتاحت الجيوش الأسلامية منطقة سورية المسيحية ,فدخلت هذه الجيوش الكنائس والأديرة , قبل ان تدخلها نسخ القرآن , الذي لم يزل في صدور حفاظ الوحي, فوصلت سيوف المسلمين الى رقاب المسيحيين السوريين قبل ان يسمعوا
بالنبي محمد وبدعوته, فهل يعقل بأنه لم تقع يد تلك الجيوش الجرارة ولو على نسخة واحدة من ذلك الانجيل المفقود؟؟؟
3- لم يكن عند الفتح الاسلامي يوجد دولة مسيحية تسيطر على كل المسيحيين في ذلك الوقت , فالاقباط كانوا على نزاع مع الروم ,
والسريان الشرقيون تحت حكم الفرس و والسريان الغربيون ايضا في بعض طوائفهم كانوا على خلاف مع دولة الروم , والمسيحيون العرب انضموا مع السريان الى جانب الجيوش العربية في المعارك ضد الروم,اذا من المستحيل ان توجد قوة في ذلك الوقت قادرة على اخفاء الكتاب المقدس في ذلك الوقت.
أمر آخر , يجب أخذه بعين الاعتبار , وهو ان تهمة تزوير الكتاب المقدس , هي تهمة لا تطال المسيحيين , بل تطال صحة القرآن بحسب ايمان
المسلمين به, بأن الله حفظه و يحفظه من اي محاولة لتزويره , فيصبح بذلك الله قادرا على حفظ احد كتبه المقدسة , وفاشلا في الحفاظ على ما سبقه من الكتب, فهل يجوز ذلك ؟؟؟!!!
اذا تزوير الكتاب المقدس هو أمر لا يمكن ان يكون قد حدث لا في المنطق ولا في الحقائق التاريخية , ولا في الحقائق الايمانية .......... الامر الأقرب الى العقل والمنطق والى حقيقة التاريخ ,وحقيقة الايمان , هو ان القرآن الذي كان مفترضا ان يكون قراءة من الكتاب المقدس ومترجما عن فصول منه و مصدقا للأنجيل والتوراة , قد زور او بتعبير أصح , قد حورت دعوته , فكيف حصل ذلك ؟؟؟؟ للاسف ان التاريخ وواقع الرسالة المحمدية وسيرة محمد وسيرة قرآنه تثبت أن محمد , في بداية دعوته كان على طريق المسيح , الى حد ما , ومن ثم اضاع تلك الطريق, فكلمة قرآن , هي كلمة سريانية , في الاصل "قريانا" , والمسيحيون لا يزالون الى عصرنا هذا , عندما يقومون بقراءة الانجيل في الكنائس , يقراون مثلا :"قراءة من انجيل لوقا الفصل كذا ...."وفي السريانية كلمة قراءة تتحول الى كلمة :"قريان "وفي العربية اصبحت :"قرآن"
والقرآن نفسه يؤكد بانه ليس الا ترجمة لبعض الكتاب المقدس :"تنزيل من الرحمن الرحيم , كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون وبشيرا ونذيرا "(فصلت 1-3) وكلمة تفصيل تعني في لغة القرآن ترجمة كما يظهر في الىية التالية :"ولولا جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا :لولا فصلت اياته .." فالتفصيل هنا يعني النقل من الاصل الاعجمي الى العربي.
اذا لم يكن القرآن يعني في بداية الدعوة سوى ترجمة للكتاب المقدس, كما يثبت التاريخ في قصة مرشد النبي الروحي القس ورقة بن نوفل , الذي قالت عنه كتب السيرة بانه كان يترجم من الأنجيل العبراني الى العربية , فما دام القرآن ترجمة للانجيل , كان هذا القرآن ينقل دعوة المسيح بصدق وامانة , الا انه يبدو بأن محمد , وبسبب طموحاته السياسية والشخصية , حور الوحي , وجعل من نفسه هو محور هذا الوحي وغايته , فبدا عصر الظلام في القرآن , واصبحت شخصية المسيح ثانوية مهمشة , بعد ان كانت في بداية الدعوة هي محور القرآن
يثق المسلم أن التوراة والانجيل محرفتين
لماذا
سأجيب عن هذا السؤال لاحقا
كيف
تختلف الاجابات
فالذي يستخدم علم النقد الغربي الملحد يحيب بأن التوراة في أيام عذرا الكاتب ليست هي الموجودة أيام وعصر المسيح .. وبالتالي يرجع
التحريف الى وقت مبكر جدا..
أما الانجيل فهو نزل على عيسى بن مريم
ولذلك ليس هو الموجود بين أيدينا المتمثل في العهد الجديد
وإذا سألنا
وأينا إنجيل عيسى بن مريم ؟ تكون الاجابة في بعض الاحيان
صعد معي عيسى والبعض الآخر يقول
أخفاه علماء اليهودي والمسيحيون
فإذا تساءلنا
ولكن نبي الاسلام أشار الى وجود التوراة في عهده وأيضا الى الانجيل في عهده ؟ !!!
يقولون أنه يتحدث عن تلك التي نزلت على موسى وعلى عيسى
نقول
ولكن القرآن أشار أن اليهود والنصارى يستخدمونها
وأيضا عرف اليهود والنصارى أنهم أهل كتاب
في بعض التفسيرات يسمي القرآن التوراة والانجيل بالذكر
ووعد الهي في القرآن (انا له لحافظون )
ولكن المسلم يرفض هذا التفسير
إذا كيف حرف؟ متى حرف؟ لماذا حرف؟ من حرفة؟ هذه أسئلة ليس بها إجابة محددة عند المسلم ولكنه متأكد فقط أنه حرف
ما هو دليل تحرفة ؟ .
600 سنة
إن ما بين الإسلام و المسيحية حوالى 600 سنة و معنى تحريف الإنجيل او اختفاء النسخة الاصلية آن الناس ظلت600 سنة بدون رسالة سليمة سماوية من الله للبشر ... هل ممكن ان يترك الله البشر 600 سنة برسالة مزيفة؟؟؟ ستة قرون كاملة ولد ومات الملايين ليدخلوا جهنم لانة لايوجد وحى صحيح سليم على الارض؟ والله صامت وتارك الارض فى ضلال مبين.. كم شخص دخل جهنم لأنة لم ياتى لله لانة لاتوجد رسالة صحيحة ؟ هذا ضد عدل الله .. آذن الله يستحيل آن يترك البشر بإنجيل محرف أكيد كان سليم ..
وان قلنا ان الانجيل فى هذة الفترة بعض منة فقط هو السليم والبعض مزيف لظل نفس الوضع قائم بان البشر فى ضلال 600 سنة لانة ان كان الانجيل كلة سليم ولكن توجد اية واحدة فقط بة هى المحرفة واتبعها الناس لقادتهم لمخالفة اللة والهلاك الاكيد فى جهنم. ويبقى السؤال وهو لماذا اجل اللة القران 600 سنة ان كان الانجيل قد حرف ؟؟؟؟؟
لماذا يترك الله البشر 600 سنة وهم يمتلكون كتاب محرف ؟؟ لماذا لم ينزل الله القران عقب تحريف الانجيل مباشرة حتى لايعيش الناس فى ضلال ويكون بين ايديهم هداية الله لهم
ان قضية ال600 سنة تؤكد على استحالة تحريف الانجيل .. فاستحالة ان يترك الله البشر 600 سنة وهم عائشون فى خرافات كاذبة كما يقول البعض
ان الله لم يترك البشر يوما واحدا بدون ان يكون على الارض رسالة سليمة صحيحة منة للبشر..
هاهو القران الكريم بعد 600 سنة من نزول الانجيل يقول للمسيحيين ( وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْأِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (المائدة:47)
ولو كان القران يشتم رائحة تحريف فى اية واحدة من ايات الانجيل ماكان ذكر هذا الكلام .. فكيف يدعو القران المسيحيين لكتاب محرف ليحكموا بة
(لاحظ ان الاية لاتوجة كلاما فى الماضى بل اسلوب امر للمسيحيين فى وقت نزول هذة الاية) كما قال ايضا
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (البقرة:121) فكيف يتلونة حق تلاوة وهو محرف؟؟؟ استحالة هذا .