مقدمة

 

لم أكن أفكر أن أكتب عن إنجيل برنابا كتاباً بهذا الحجم ، ولكن أثناء دراستي للكثير من الكتب حول المسيحية ، رأيت كثير من الكتَّاب يكتبون ما بين مؤيد يبني عليه كثير من الآمال ورافض يثبت بالأدلة القاطعة أنه كتاب مزور . فقررت أن أدرس أدلة المؤيدين وأدلة الرافضين بحيدة تامة- رغم صعوبة هذا - وذلك من خلال عرض لبعض هذه الكتابات .

وسوف أصطحبك معي عزيزي القارئ بين وجهات النظر المختلفة لتكتشف الحقيقة معي .

وأني أشكر الإخوة الذين قدموا لي المراجع التي احتجت إليها في هذا البحث ، سواء ، الكتب المطبوعة أو معلومات من خلال شبكة الإنترنت ، وأيضاً أقدم شكري لمن قاموا بالمراجعة اللغوية ، الإخوة العاملين في خدمة الرب . لهم جميعاً خالص الشكر والتقدير . وشكري الخاص لك عزيزي القارئ علي تشجيعك أرجو أن أكون عند حسن ظنك دائماً . والله الموافق

 

المؤلف

الدكتور ف.صموئيل

 

 

تمهيد

إن إنجيل برنابا يوجد الآن في مخطوطة وحيدة باللغة الإيطالية محفوظة في المكتبة القومية بالنمسا وهي تعود للقرن السادس عشر كما أكد الدارسون وذلك من خلال نوع الورق المستخدم فهو مصنوع من ألياف قطنية وعليه علامة مائية على هيئة مرساة سفينة ، وهو الورق الذي كان يستخدم في إيطاليا، وتتضح فيه لهجتان ( الفينيسية والتوسكانية ) اللتان كانتا منتشرتين في إيطاليا في القرن السادس عشر

ويعود أسلوب الكتاب الإنشائي ، ونظرياته في النفس والحس إلى العصور الوسطي. وقد بدأ الكاتب كتابه بالقول إنه الإنجيل الصحيح (1) وليس في تاريخ الأناجيل الصحيحة المتواترة أو حتى المنحولة ، من إنجيل ادّعى أنه " الصحيح " من دون سواه إلا إنجيل برنابا ، وهذا الادَّعاء دليل على أنه مزور، لأن الأناجيل الحقيقية لا تحتاج إلى أن تؤكد ذلك، فحقيقتها واضحة . ولكن المبتدع يقول إنه إنجيل حقيقي لشعوره بالذنب.

- يتكون هذا الإنجيل من 222 أصحاحاً بينما لا يزيد إنجيل متى عن 28 إصحاحاً.

- إن أسلوبه الجدلي وتعابيره وحججه وأدلته الفلسفية لم ترد على لسان يسوع الذي كان يخاطب الشعب بأبسط وأوضح الأساليب مستخدماً كل تشبيهاته من البيئة الشعبية في فلسطين .

- يذكر الكاتب في المقدمة أن السبب الذي من أجله يكتب هذا الإنجيل أن بعض الناس ومنهم بولس ضلوا بادعائهم أن يسوع هو ابن الله ، وأن الختان غير ضروري ثم ينسى ما كتبه في المقدمة ويكتب في الأصحاح قبل الأخير ( 221: 1-2) " والتفت يسوع إلى الذي يكتب، وقال : يا برنابا عليك أن تكتب إنجيلي حتماً وما حدث في شأني مدة وجودي في العالم وأكتب أيضاً ما حل بيهوذا ليزول انخداع المؤمنين ويصدق كل أحد الحق"

- هناك بعض التعليقات باللغة العربية على الهوامش ، بها كثير من الأخطاء وأسلوبها يدل على أن كاتبها ليس عربياً ( اللغة العربية بالنسبة له أجنبية) أو ربما مسلم تركي كما ذكر أحد الدارسين.

- يظهر فيه تأثير:

1-اللغة اللاتينية (الفولجاتا)

2- الكوميديا الإلهية لدانتي

3- اصطلاحات عصر النهضة الأوروبية

 


(1) يقول الأستاذ محمد جبريل في جريدة المساء 19/1/1970

" إن هذا الإنجيل برغم اتفاقه في الأغلب مع وجهة النظر الإسلامية ، لم يجد رأياً إسلاميا مسئولاً يؤكد صحته أو يدافع عنه

الصفحة الرئيسية