مبالغات عددية في إنجيل برنابا

كان كاتب إنجيل برنابا مبالغاً في الأعداد التي ذكرها وسوف نذكرها بدون تعليق (أو بتعليق مختصر)

1- عدد الأنبياء

برنابا 17: 20-21 " أجاب يسوع أنه في الأنبياء مكتوب أمثال كثيرة لا يجب أن تأخذها بالحرف بل بالمعنى، لأن كل الأنبياء البالغين مئة وأربعة وأربعين ألفاً ، الذين أرسلهم الله إلى العالم قد تكلموا بالمعميات بظلام".

برنابا 35: 8 "علم الشيطان الذي كان بمثابة كاهن ورئيس الملائكة لما كان عليه من الإدراك العظيم أن الله سيأخذ من تلك الكتلة مئة وأربعة وأربعين ألفاً موسومين بسمة النبوة "

2- عدد الملائكة الذين كانوا يحرسون ثياب يسوع

برنابا 13: 9-10 "ولما أتم يسوع هذه الكلمات إذا بالملاك جبريل قد جاء إليه قائلاً : لا تخف يا يسوع لأن ألف ألف من الذين يسكنون السماء يحرسون ثيابك"

وإذا كان مليون ملاك يحرسون ثياب يسوع فكم من الملائكة يحرسون يسوع نفسه ؟ وكم العدد الكلي للملائكة؟

3- عدد الشياطين التي كانت تحل في جسد الشخص الذي جاء من بين القبور وعدد الخنازير

برنابا 21: 3-5 "فصرخت الشياطين من فيه قائلة :" يا قدوس الله لماذا جئت قبل الوقت لتزعجنا وتضرعوا إليه أن لا يخرجهم.

فسألهم يسوع كم عددهم ، فأجابوا: "ستة آلاف وستة مئة وستة وستون (6666)... صرخت الشياطين قائلة: إننا نخرج ولكن اسمح لنا أن ندخل تلك الخنازير، وكان يرعى هناك بجانب البحر نحو عشرة آلاف خنزير للكنعانيين . فقال يسوع اخرجوا وادخلوا في الخنازير" .

جاءت هذه المعجزة في مت 8: 28 - 34 ، مر 5: 1-17 ، ولم يحدد أي إنجيل عدد الخنازير .

4- قصة خلق الإنسان

برنابا 35: 6 "أجاب يسوع : لما خلق الله كتلة من التراب وتركها خمساً وعشرين ألف سنة (93) ، بدون أن يفعل شيئاً آخر ، علم الشيطان الذي كان بمثابة كاهن ورئيس الملائكة لما كان عليه من الادراك العظيم أن الله سيأخذ من تلك الكتلة مئة وأربعة وأربعين ألفاً موسومين بسمة النبوة ورسول الله الذي خلق الله روحه قبل كل شئ آخر بستين ألف سنة".

وهنا نرى مبالغات عددية مثل خمساً وعشرين الف سنة ، مئة وأربعة وأربعين ألفاً، وستين ألف سنة ولسنا ندرى ما هو الهدف منها .

5- عدد الذين قتلوا من بنى إسرائيل بسبب عبادة العجل الذهبى

برنابا 33: 22 "فاذكروا كيف لما صنع أباؤنا العجل وعبدوه يشوع أخذ وسبط لاوي السيف بأمر الله وقتلوا مئة ألف وعشرين ألفاً من أولئك الذين لم يطلبوا رحمة من الله .

وبالرجوع إلى هذا الحدث كما جاء في سفر الخروج أصحاح 32: 26-28 "وقف موسى في باب المحلة . وقال من للرب فإلىَّ فاجتمع إليه بنى لاوي، فقال لهم هكذا قال الرب إله إسرائيل ضعوا كل واحد سيفه على فخذه ومروا وارجعوا من باب إلى باب في المحلة واقتلوا كل واحد أخاه وكل واحد صاحبه وكل واحد قريبه . ففعل بنو لاوى بحسب قول موسى . ووقع من الشعب في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف رجل" .

 


(93) يرى اليزيديون " في البدء كان الله، ولم يكن في الوجود غير الله ، وقد صنع الله لنفسه زورقاً يتنزه به فوق البحار . ثم صنع درة سيطر عليها أربعين ألف سنة ، ثم غضب منها فرماها ، فإذا بها تنفجر فتكون من دخانها السماوات، وتكوّن من أجزائها النجوم والأرض والجبال". اليزيدية بقايا دين قديم . جورج حبيب . دار بترا للطباعة والنشر. دمشق سوريا. ص 13

6- بكاء آدم وزوجته

برنابا 34: 14-17 قول يسوع " الحق أقول لكم إذا عرف إنسان شقاءه فإنه يبكى هنا على الأرض دائماً . ويحسب نفسه أصغر من كل شئ آخر . ولا سبب آخر وراء هذا لبكاء الإنسان الأول وامرأته مئة سنة بدون انقطاع طالبين رحمة من الله ، لأنهما علما يقيناً أين سقطا بكبريائهما".

(For no other cause did the first man with his wife, weep for a hundred years without ceasing, craving mercy of God)

ولست أدرى كيف بكى آدم وحواء مئة سنة بدون انقطاع بكاءً مستمرا"ً .

7- خلق روح محمد قبل الخليقة

برنابا 35: 8 "ورسول الله الذي خلق الله روحه قبل كل شئ آخر بستين آلف سنة"

(And the messenger of God, the soul of which messenger he had created sixty thousand years befor ougth else).

برنابا 39: 13-22 قول الله لآدم "فأجاب الله: مرحبا بك يا عبدي آدم، وإني أقول لك إنك أول إنسان خلقت وهذا الذي رأيته إنما هو ابنك الذي سيأتي إلى العالم بعد الآن بسنين عديدة، وسيكون رسولي الذي لأجله خلقت كل الاشياء . الذي متى جاء سيعطى نوراً للعالم الذي نفسه موضوعة في بهاء سماوي ستين ألف سنة قبل أن أخلق شيئاً".

8 - الماء الذي يجرى من عيون الشيطان والذين معه المنبوذين يوم الدينونة .

برنابا 55: 14 "الحق أقول لكم إن الشياطين والمنبوذين مع الشيطان يبكون حينئذ حتى أنه ليجرى من الماء من عين الواحد منهم أكثر مما في الأردن"

Verily, I say unto you, the demons and reprobates with Satan, shall then weep so that more water shall flow from the eyes of one of them than in the river of Jordan.

فكم ياترى كمية مياه نهر الأردن التي تجرى من عين واحدة، ولو ضاعفنا الكمية وضربناها في عدد الناس مضافا إليها عدد الشياطين ، فاعتقد أن هذا سيؤدى إلى غرق الأرض والسماء .

وليس هذا فقط بل أنه يقول: " لأن ماء الأردن أقل من الدموع التي ستجرى كل دقيقة من عيونهم " (برنابا 60: 19). فلو ضربنا هذه الكمية في 60 فكم يا ترى كمية الماء التي سوف تجرى في الساعة .

9- عدد الملوك الذين هزمهم بنى إسرائيل

برنابا 68: 19 "حتى أنه لأجل شعب إسرائيل ضرب مصر وأغرق فرعون وهزم مئة وعشرين ملكاً من الكنعانيين والمديانيين" ، وبالرجوع إلى سفر يشوع نرى "جميع الملوك واحد وثلاثون"(يش 12: 24).

10 - عدد الذين نجوا من الطوفان

برنابا 115: 6 "وما أكثر الذين هلكوا بسبب الشهوة فبسبب الشهوة أتى الطوفان حتى أن العالم هلك أمام رحمة الله ولم ينج إلا نوح وثمانون شخصاً بشرياً فقط وبالرجوع إلى الكتاب المقدس نجد: في تكوين 6: 18 "ولكن أقيم عهدي معك . فتدخل الفلك أنت وبنوك وامرأتك ونساء بنيك معك " (وأيضاً تك 7: 7 ، 8: 15).

2 بط 2: 5 "ولم يشفق على العالم القديم بل إنما حفظ نوحا ثامناً كارزاً للبر إذا جلب طوفاناً على عالم الفجار".

أى أن عدد الذين نجوا من الطوفان هم نوح وزوجته وأولاده حام ، وسام، ويافث وزوجاتهم، أي ثمانية أشخاص وليس 81 كما يقول كاتب إنجيل برنابا .

11- عدد آلهة الرومان

برنابا 152: 4 قول الجنود الرومان ليسوع : "أفتريد إذاً أن تحولنا إلى دينك أو تريد أن نترك جم الآلهة (فإن لرومية وحدها ثمانية وعشرين ألف إله منظور ) وأن نتبع إلهك الأحد".

وقد سبق وذكر "كانت عادة الرومان أن يدعوا كل من فعل شيئاً جديداً فيه نفع للشعب إلهاً ويعبدوه" (برنابا48: 3).

وبالرجوع إلى أي مصدر تاريخي للديانة في الدولة الرومانية نجد أن الشعب الروماني كان شعباً ذا حضارة، ولا يمكن أن يدعو كل من يفعل شيئاً جديداً فيه نفع للشعب إلهاً ، ومن المستحيل بل من غير المتخيل أن يصل عدد آلهة روما إلى 28.000 إله.

12 - عدد الذين قتلتهم الحيات من بنى إسرائيل

برنابا 154: 7-8: "لأن آباءنا بسبب تذمرهم لم يدخلوا أرض الموعد بل أبناؤهم ، ولهذه الخطيئة قتلت الأفاعي نحو سبعين ألفا من شعبنا"، وبالرجوع إلى سفر العدد " فأرسل الرب على الشعب الحيات المحرقة فلدغت الشعب فمات قوم كثيرون من إسرائيل" (21: 6).

إنجيل برنابا يرى أن الذين ماتوا بسبب عبادة العجل 120.000 والذين قتلهم الحيات 70.000 والمجموع 190.000، ويذكر في 16: 25 أن عدد بنى اسرائيل الذين خرجوا في البرية 640.000 رجل وهكذا بسبب هذين الحادثين مات أقل من ثلث عددهم.

13 - عدد ضربات الملاك ميخائيل للشيطان

برنابا 57 :2-4 في يوم الدينونة

"حينئذ ينادى الله الملاك ميخائيل فيضربه بسيف الله مئة ألف ضربة، وتكون كل ضربة يُضرب بها الشيطان بثقل عشر جحيمات ويكون الأول الذي يُقذف به في الهاوية ". مع برنابا 59: 6 "الله القادر على كل شئ سيجعل بقوته وبعدله الشيطان يكابد عذاباً كأنه في ألف ألف جحيم والباقين كلا على قدر إثمه ".

14 - موت ألف رجل في الهيكل

برنابا 208: 9 "فأخذ من ثم كل من الكتبة والفريسيين مع شيوخ الشعب حجارة ليرجموا يسوع، فاختفى عن أعينهم وخرج من الهيكل . ثم أنهم بسبب شدة رغبتهم في قتل يسوع أعماهم الحنق والبغضاء فضرب بعضهم بعضاً حتى مات ألف رجل ودنسوا الهيكل المقدس"

ولم يذكر لا التاريخ الكتابي ولا أي مؤرخ حدوث مثل هذا الأمر.

15 - المسيح يجثو في بستان جثسيماني

برنابا 214: 1 "وخرج يسوع من البيت ومال إلى البستان ليصلى فجثا على ركبتيه مئة مرة معفراً وجهه كعادته في الصلاة"

والكتاب يسجل لنا في إنجيل متى 26: 38 - 45 أن المسيح صلى ثلاثة مرات. ولم يذكر بالمرة أن يسوع كان يعفر وجهه بالتراب ولست أدرى ما الحكمة من هذا، أن هذا الأمر قد أُخفى عنا وُأعلن لكاتب إنجيل برنابا ، ولكنه لم يكن كريماً معنا ليفصح لنا عن سبب هذا .

16 - عدد الفريسيين وعدد الذين قتلتهم إيزابل

برنابا 18: 5 "كما حدث في أيام إيليا إذا قتلت إيزابل عشرة آلاف نبي حتى بالجهد نجا إيليا المسكين وسبعة آلاف من أبناء الأنبياء الذين خبأهم رئيس جيش آخاب " مع برنابا 148: 7.

برنابا 145: 1 ، 3 "لقد كان في زمن إيليا خليل الله ونبيه اثنا عشر جبلاً يقطنها سبعة عشر ألف فريسى ولم يكن في هذا العدد الغفير منبوذ واحد بل كانوا جميعاً مختاري الله . أما الآن وفى إسرائيل نيف ومئه ألف فريسى فعسى إن شاء الله أن يوجد بين كل ألف مختار واحد" .

وهنا نرى مبالغات عددية هائلة ، فسفر الملوك لم يحدد عدد من قتلتهم إيزابل ( 1مل 17: 21).

والذين خبأهم عوبديا هم مئة وليسوا سبعة آلاف وبالطبع ليس من السهل تخبئة 7000 شخص.

والفريسيون لم يكن لهم وجود في زمن إيليا ، فالقول بأنهم 17000 كذبة واضحة، وعدد الفريسيين في زمن المسيح ليس نيف ومائة ألف ، بل لم يتجاوز عددهم على أقصى تقدير 6000 شخص .

هذه مبالغات عددية جاءت في إنجيل برنابا وهناك بعض الخرافات والسخافات ، نتغاضى عنها للاختصار .

 

 

 

خاتمةالكتاب

إن التاريخ علم وثائق ، فلا يُحكم عليه أو له إلا بموجب وثائق ثابتة، معروفة معترف بها ، وبديهي أن من يتكلم باسم تاريخ ما يجب عليه أن يستند إلى ما يبرر أحكامه واستنتاجاته وإن الحديث عن المسيحية يجب أن يشمل :

1- مؤسس المسيحية : إنساناً وداعية

2- العقيدة المسيحية : كتاباً ومبادئ

3- مهد المسيحية : أرضاً ومؤسسات وحضارات (94)

وعندما وضعنا هذه الأمور بين كتاب برنابا والتاريخ ، رأينا أن إنجيل برنابا قد ناقض التاريخ ، وسقط في كثير من الأخطاء التاريخية والجغرافية ، وما يتعلق بمؤسس المسيحية حياة ودعوة وتعليماً . وخالف العقيدة المسيحية كتاباً ومبادئ . وجاء خلال كتابه جهلاً واضحاً بالحياة السياسية والدينية في زمن المسيح ، وتأكيداً واضحاً بأنه كُتب في العصور الوسطى ولا يمكن أن يُنسب إلى برنابا المذكور في الكتاب المقدس .

فهو كتاب مزور ملئ بالتجاديف والأكاذيب والمبالغات . ولهذا لا نستطيع أن نكون من مؤيدي هذا الكتاب ، بل إننا نرفضه ونعلن أنه :

كتاب مزور .. كتاب مزور. كتاب مزور.

 

 


(94) حول الإنجيل وإنجيل برنابا .ص 78 - 90

الصفحة الرئيسية

للمؤلف

 

1- موت المسيح حقيقة أم افتراء

2- موت أم إغماء

3- قيامة المسيح حقيقة أم خدعة

4- السنوات المجهولة من حياة المسيح

5- من هو المصلوب

6- إنجيل برنابا بين الرافضين والمؤيدين

7- قبر المسيح في كشمير (تحت الطبع)

8- دعوة المسيح هل كانت عنصرية ( تحت الطبع)