بسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين

تقديم

شاءت الإرادة الإلهية أن أعيش في بيئة إسلامية وأن يكون أغلب أصدقائي مسلمي الديانة ، وهذا ما وفر لي أن أعرف الكثير عن الإسلام وعن ذلك الكتاب الرائع " القرآن " وبدافع من حب المعرفة صرت دوما أفتش عن المزيد من الحقائق والأسرار التي حوتها تلك الآيات العجيبة ، وبالطبع دفعني كل هذا إلى خلق فرص كثيرة للمناقشات مع أقراني من الطلبة والعموم ، وأثناء هذه المحادثات لا حظت أن موضوع "إعجاز القرآن " يُطرح ضمن الموضوعات الرئيسية ، مما جعلني أستنتج أن الشباب يتعلق بهذا الموضوع أكثر من أشياء أخرى ويعتبره دليلا قاطعا في حسم مصدر النبوءات والكتب ولكني كنت دائما أعتبر هذا الموضوع ثانويا وجانبيا لأسباب متعددة (سيأتي الكلام عنها فيما بعد) وإثر هذا تجنبت فحص القرآن على ضوء العلم ولكن مع توالي الأيام رأيت أن كل شاب ألتقي به ودون استثناء إلا ويحاول إقناعي بكون القرآن وحيا إلهيا مستدلا بالإعجاز العلمي الذي تحمله الآيات القرآنية (حسب اعتقادهم) فصار من المحتم علي أن أخوض في هذه الدراسة رغم معرفتي المتواضعة بالحقائق العلمية، فقررت البحث بكل ما لدي من وسائل حتى أرى حقيقة الأمر بنفسي ، وأتوصل إلى حكم عادل تجاه "إعجاز القرآن العلمي" .

وهناك أيضا ثمة سؤال طالما طرحه علي الكثير من الأصدقاء ويتلخص في الكلمات الآتية : ..وماذا عن الكتاب المقدس ؟ هل يحتوي على إعجاز علمي؟ .. كان هذا السؤال مصدر قلقي في بعض الأحيان لأننا كمسيحيين لا نعتمد كثيرا على براهين من هذا النوع كوسيلة وحجة للإقناع ، بخلاف ما رأيته كمنهجية للتعليل معتمدة عند العديد من الكتاب المسلمين ، وفي الحقيقة كنت أجهل تماما احتواء الكتاب المقدس لمعطيات علمية رائعة حديثة الإكتشاف ، وهذا الجهل سبب لي الإحراج في مواقف شتى ، فكان بذلك سببا آخر يدفعني إلى البحث والإستطلاع ، ويعتبر هذا الكتاب حصيلة ونتيجة مختصرة لما توصلت له ، فكتبتها للمولعين ببحث الكتب المقدسة على ضوء المعطيات العلمية ، وهدفي من هذا إعلان الحق وليس الحط من القرآن وشأنه ولا الطعن في الديانة الإسلامية لأن واجبي نحو الآخرين يحتم علي احترام الإسلام والمسلمين ، وهذا ما أوصانا به أيضا سيدنا ومخلصنا يسوع المسيح ، له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين. آمين.

عودة