الموضوع العاشر: السبع أراضي
رأينا فيما سبق أن القرآن
يذكر سبع سموات ، وهي من الهفوات العظيمة لكن لم يقتصر على هذا بل تعداه إلى ذكر
سبع أراضي أيضا ، وبالطبع تجنب العديد من علماء الإسلام ذكر هذا الموضوع ضمن ما
يرونه من إعجاز ، لكن بما أن التستر على العيوب هو ضرب من الخداع ، سنقوم الآن
بإطلالة موجزة على آراء المسلمين في هذا الموضوع ، وكذا ما صرح به القرآن والحديث
أيضا .
جاء في الآية
12من سورة الطلاق ( الله الذي خلق سبع سموات طباقا ومن الأرض مثلهن) عن هذه الآية
يقول :
ـ محمد علي
الصابوني :"أي الله العظيم الكبير هو الذي خلق سبع أرضين بعضها فوق بعض
، بدون فتوق بخلاف السموات " (1).
2ـ ابن كثير
:"أي سبعا أيضا (من الأراضي) كما ثبت في الصحيحين " من ظلم قيد شبر من
الأرض طوقه من سبع أرضين" وفي صحيح البخاري " خسف به إلى سبع
أرضين"..."ومن حمل ذلك على سبعة أقاليم فقد أبعد النجعة وأغرق في النزع
وخالف القرآن والحديث بلا مستند" وقال أيضا " عن ابن عباس في قوله (سبع
سموات ومن الأرض مثلهن) قال : لو حدثتكم بتفسيرها لكفرتم وكفركم تكذيبكم بها
"..."قال رجل لابن عباس:(الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن)
الآية . فقال ابن عباس: ما يؤمنك إن أخبرتك بها فتكفر؟ " قال عمرو قال
: في كل أرض مثل إبراهيم ونجوما على الأرض من الخلق" وروي عن ابن عباس أنه
قال "(الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن) قال سبع أرضين في كل أرض نبي
كنبيكم وآدم كآدم ونوح كنوح وإبراهيم كإبراهيم وعيسى كعيسى" (2)!!
وفي حديث طويل
أورده ابن كثير في تفسيره لقول القرآن (هو الأول والآخر) الحديد4، نقرأ أن محمدا
قال " هل تدرون ما الذي تحتكم؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال : فإنها الأرض ،
ثم قال : هل تدرون ما الذي تحت ذلك؟ قالوا الله ورسوله أعلم ، قال تحتها أرض أخرى
بينهما مسيرة خمسمائة سنة ، حتى عد سبع أرضين بين كل أرضين مسيرة خمسمائة سنة ، ثم
قال : والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم حبلا إلى الأرض السفلى لهبط
على الله ثم قرأ (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء
عليم)"(3).
الإعتراضات :
إن هذه الآية وكذا
الأحاديث وشروحات المفسرين ، لا تحتاج إلى تعليق ، لأنها تحمل الإبتعاد الكلي عن
الحقائق العلمية ولا تمت للحقيقة بأي صلة ، بل إنها ضرب من الأسطورة والخرافة ،
كما أنها تبين سذاجة الأفكار القرآنية والفكر المحمدي في الحديث ، إذن فما دام خطأ
عظيم كهذا ثبت في القرآن والحديث فهل يطمع الباحث أن يجد إعجازات علمية بهما ،
ولعل علماء الإسلام قد فطنوا لهذه المعضلة وهذه الهفوة العظيمة ، فحاولوا تأويلها
بقولهم إنما التشبيه الوارد في قوله (ومن الأرض مثلهن) هو في
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1: صفوة
التفاسير
2: ابن كثير
3: ابن كثير
الخلق والإبداع ،
لكن تأويلهم يعد استنتاجا واهيا لأنه يعارض التفاسير والأحاديث المذكورة آنفا ،
فلماذا إذن يحاول المسلمون إلصاق الإعجاز بالقرآن ، وفي نفس الوقت يتسترون على
أخطاء جسيمة كهاته؟؟.
إني أرى بأن هذه
الأخطاء كفيلة بإبعاد اسم الإعجاز العلمي عن الآيات القرآنية بعد المشرق عن المغرب
، فكيف إذن سيحل المسلمون معضلاتهم هاته؟ وأنى لهم إنكارها ؟ للأسف لن يقدروا على
ذلك ولن يستطيعوا له سبيلا .
من قدم أسست الأرض والسموات هي عمل يديك مزمور25:102