الموضوع التاسع عشر: التوازن الكوني لجميع العناصر

 

    تقول الآيات القرآنية " وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم " حجر 21.

" وكل شيء عنده بمقدار " الرعد 8 " والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون " الحجر 19.

يقول ع الفتاح طبارة معلقا على هاته الآيات " نعم كل شيء في هذه الدنيا جعله الله بمقدار ، إن نسبة الأوكسجين تحد عادة في الهواء بنسبة 21بالمائة فلو كان الأوكسجين مثلا بنسبة 50 بالمئة فماذا سيحدث؟؟ إن جميع المواد القابلة للإحتراق في العالم تصبح عرضة للإشتعال لدرجة أن أول شرارة من البرق تصيب شجرة لا بد أن تلهب الغابة . وقال أيضا " فإن علماء الكون الأخصائيين في علوم الكيمياء والنبات أثبتوا أن العناصر التي يتكون منها النبات مؤلفة من مقادير معينة من كل نوع من أنواعه بدقة غريبة لا يمكن ضبطها إلا بأدق الموازين وكذلك تختلف نسبة بعضها إلى بعض في كل نبات وهذه مسألة لم يكن شيء منها يخطر ببال بشر قبل هذا العصر " (1)

أقوال المفسرين المسلمين :

1ـ بخصوص الحجر 19 يقول محمد علي الصابوني " أي أنبتنا في الأرض من الزروع والثمار من كل شيء موزون بميزان الحكمة بدقة وإحكام وتقدير " (2) .

2ـ أما عن الحجر 21 فيقول " أي مامن شيء من أرزاق الخلق والعباد ومنافعهم إلا عندنا خزائنه ومستودعاته (وما ننزله إلا بقدر معلوم ) أي ولكن لا ننزله إلا على حسب حاجة الخلق إليه وعلى حسب المصالح كما نشاء ونريد " (3)

3ـ ويقول عن الرعد 8 " أي كل شيء من الأشياء عند الله تعالى بقدر محدود لا يتجاوزه حسب المصلحة والمنفعة " (4)

 

                                             الإعتراضات

 

   ليس لنا على هذا الموضوع أي اعتراض لأن أي مؤمن يعلم أن الله حكيم ينزل كل شيء بمقدار سواء الماء أو الثلج أو الرياح أو البرد ...إلخ فمهما صنع فإنه يظل حكيما ولأسباب وغايات يقوم بتوزيع نعمه.

وفي هذا الموضوع يقول نبي الله أيوب :" الله يفهم طريق الحكمة وهو عالم بمكانها ، ينظر إلى أقاصي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1: روح الدين الإسلامي

2: صفوة التفاسير في تفسيره للحجر

3: نفس المرجع

4: صفوة التفاسير في تفسير سورة الرعد

الأرض ، تحت كل السموات يرى ، ليجعل للريح وزنا ويعاير المياه بمقياس ، لما جعل للمطر فريضة ومذهبا للصواعق " أيوب 23:28ـ26 .

لكن ما نعترضه هو أن يؤولوا قول القرآن إلى ذكر الأوكسجين أو العناصر الكيميائية المكونة للنباتات أو غيرها . فالآيات جاءت معممة ولم تحدد أي نوع من الإكتشافات الحديثة ، وهذا التعميم ليس إعجازا لأنه بإمكان أي إنسان عامي أن يقوله وما عليك إلا أن تسأل أي إنسان عن الله والأرزاق والأمطار قستجدهم يقولون لك أنه سبحانه ينزل كل شيء بمقدار ، رغم أنهم لم يدرسوا لا الكيمياء ولا الفزياء . لذلك نرجو من المسلمين ألا يغالوا في دينهم ويلبسوا كل شيء حلته الحقيقية لا حلة الإعجاز الواهم .

مـــــــــــلآنــــــــــة الأرض من غـــــــــــــناك    مزمور24:104

عودة