الموضوع الثالث
والعشرون : مصدر تكون الإنسان
رأينا سلامة التعبير ( ابن
صلبه ) أو التعبير المماثل (من ظهره ) ، وبعدهما معا عما نسب إليهما من الحقائق
العلمية المزعومة وهنا أردت إضافة هذا الموضوع كتكملة لسابقه ، حتى أوضح افعتقاد
البديل الذي حوته الآيات القرآنية وهو يعد ضربة قاضية لكل محاولة أرادت إثبات
إشارة القرآن واهتدائه إلى منبع السائل المنوي للرجل وأقصد بالذات ما ورد بسورة
الطارق الآيات 5ـ7 والتي نجدها تقول فلينظر الإنسان مم خلق خلق من ماء دافق يخرج
من بين الصلب والترائب "
ـ يفسرها ابن كثير بقوله
:" (خلق من ماء دافق ) يعني المني يخرج دفقا من الرجل والمرأة فيتولد منهما
الولد بإذن الله عز وجل ولهذا قال (يخرج من بين الصلب والترائب ) صلب الرجل وترائب المراة وهو صدرها ، وقال
شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس (يخرج من بين الصلب والترائب) صلب الرجل وترائب
المرأة أصفر رقيق لا يكون الولد إلا منهما ، وكذا قال سعيد بن جبير وعكرمة وقتادة
والسدي وغيرهم وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو أسامة عن مسعر
سمعت الحكم ذكر عن ابن عباس (يخرج من بين الصلب والترائب ) قال هذه الترائب ووضع
يديه على صدره . وقال الضحاك وعطية عن ابن عباس : تريبة المرأة موضع القلادة وكذا
عكرمة وسعيد ابن جبير ، وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس الترائب بين ثدييها ،
وعن مجاهد : الترائب ما بين المنكبين إلى الصدر وعنه أيضا الترائب أسفل من التراقي
، وقال سفيان الثوري : فوق الثديين . وعن سعيد بن جبير : الترائب أربعة أضلاع من
هذا الجانب الأسفل ، وعن الضحاك الترائب بين الثديين والرجلين والعينين ، وقال
الليث بن سعد عن معمر بن أبي جبة المدني أنه بلغه في قوله ( يخرج من بين الصلب
والترائب ) فقال هو عصارة القلب من هناك يكون الولد ، وعن قتادة ( يخرج من بين
الصلب والترائب ) من بين صلبه ونحره " (1) .
ـ ويقول الأستاذ محمد علي
الصابوني في شرحه للصُّلب :" فقار الظهر ، ويسمى سلسة الظهر ، والترائب عظام
الصدر " (2)ويفسر الآية بقوله :" أي خُلق ( الإنسان ) من المني المتدفق
الذي ينصب بقوة وشدة يتدفق من الرجل والمرأة فيتكون منه الولد بإذن الله ( يخرج من
بين الصلب والترائب ) أي يخرج من الماء من بين الصلب وعظم الصدر من الرجل والمرأة
" (3)
الإعتراضات
تذكر الآية أن المني (الماء
الدافق) يخرج عند كل من المرأة والرجل من بين الصلب والترائب ، ويظهر من أقوال
المفسرين رغم كثرتها أن الصلب يعني الظهر والترائب تعني الصدر ، فإذن المني بحسب
القرآن يأتي من بين الصدر والظهر ، فهل هذا يتوافق مع العلم؟؟ إن مصنف القرأن
اعتقد بكل وضوح أن المني يأتي من مكان بين الظهر والصدر ( كما قال أحد المفسرين :
عصارة القلب! ) بينما العلم يخبرنا
أن المني يأتي من الخصيتين ومن الأجهزة التناسلية . ومن هنا يظهر جليا معنى
(ظهورهم ) التي ناقشناها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1:ابن كثير في تفسيره لسورة
الطارق.
2و3:صفوة التفاسير في تفسيره
لسورة الطارق .
في الموضوع السابق ، وفي هذا
الموضوع نجد الفهم الخاطئ الذي سقطت فيه الآية القرآنية ولا يمكن لله عز وجل أن
يقع فيه بأي وجه كان ، فلماذا يتستر المسلمون إذن عن هذه الآية في سورة الطارق ولم
يتركوها تتحدث عن علم الأجنة وعلم التشريح ؟؟ لماذا يحبون استغلال غموض بعض
المصطلحات أو ندرة استعمالها عند العرب الأوائل أو عند العامة من الناس الحاليين
ليثيروا ضجة عن إعجاز لا وجود له إلا في الهلوسة الإسلامية ؟؟
أضف إلى هذا أنهم لا يتسترون
فحسب، بل يظهرون الأخطاء العلمية الفظيعة في حلة إعجاز رائع عظيم بتأويلات
بهلوانية لم يفطن لها حتى نبيهم ، ولا حبرهم (ابن عباس) ولا حتى مفسروهم المعتمدين
.
وأختم بقول الكتاب الحق الصادر عن الإله الحق الذي أوحاه بروحه الحق إلى أنبيائه وقديسيه حيث يقول
" توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت " أمثال
25:16