أخطاء إنجيل برنابا

2- الخطايا الرئيسية

إن نظرية إنجيل برنابا في الخطايا الرئيسية وعددها وافتتاحها بالكبرياء والحسد واعتبار الخطايا الرئيسية من الكبائر لم تعم إلا في العصور الوسطى (2) ، فهو يذكر في أصحاح 135 أن هناك سبعة أنواع للخطية يقابلها سبعة أنواع من العذاب وهذه الخطايا السبع هي الكبرياء، الحسد، الطمع، الشهوة ، الكسل ، النهم ، الغضب .

"وتعليم الخطايا السبع الرئيسية وُلد في مراكز الرهبنة المسيحية وهدفه هو تحذير الرهبان ضد أخطر الخطايا على أرواحهم وخاصة الخطايا غير المباشرة والتي تقود إلى خطايا أردأ . ونحن نجد هذا الفكر في كتابات المسيحيين الشرقيين مثل كاسيان Cassien ( توفي سنة 432م) . ولكن في هذا الوقت كان الحديث يدور حول ثمانية خطايا رئيسية، ثم بعد ذلك - سواء في الشرق أو الغرب - اختزل العدد إلى سبعة خطايا . ولقد كان القديس جورج الكبير أول شخص في الغرب ذكر الخطايا السبعة الرئيسية مبتدأً بالكبرياء ، وأصبح العدد ثابتاً ولكن ترتيب الخطايا هو الذي اختلف ماعدا الكبرياء فقد وُضعت على رأس القائمة .

ومنذ بداية القرن الثالث عشر ، أصبح للحسد المكانة الثانية . وهذا ما نجده في إنجيل برنابا. وفي العصور الوسطى اعتبرت هذه الخطايا هي الأكثر خطورة ، وهي التي تهدد الحياة الروحية ، ولكن لم يتحدث أحد عن علاقتها بالجحيم وفكرة أن هذه الخطايا هي خطايا مميتة ولها مكان معين في الجحيم هي فكرة متأخرة بعد أن كتب دانتي (1265 - 1321) الكوميديا الإلهية . مما يؤكد أن إنجيل برنابا كُتب في القرن الرابع عشر(3).

 

------------------------------------------------------------------------------

(2) إنجيل برنابا شهادة زور على القرآن . ص 29

(3) إنجيل برنابا : قيمته الحقيقة . ص 41-42

3- صلاة منتصف الليل

لم تكن هذه الصلاة معروفة في زمن المسيح ولكنها عُرفت في العصور الوسطى وخاصة في دوائر الرهبنة وكون أن الكاتب يذكر أن المسيح وتلاميذه قد مارسوها فهذا دليل على أن إنجيل برنابا يعود للعصور الوسطي (برنابا 83: 24)

2- اليوبيل

في حديث المسيح مع السامرية أخبرها عن مجيء المسيا ثم قال : "وحينئذ يُسجد لله في كل العالم وتنال الرحمة حتى أن سنة اليوبيل التي تجئ الآن كل مئة سنة سيجعلها مسيا كل سنة في كل مكان"(برنابا 82: 18) .

ومرة أخرى بعد يومين من الحديث السابق - قضاها المسيح في السامرة -"وبعد صلاة نصف الليل اقترب التلاميذ من يسوع . فقال لهم: ستكون هذه الليلة في زمن مسيا رسول الله اليوبيل السنوي الذي يجيء الآن كل مئة سنة . لذلك لا أريد أن ننام بل نصلي محنيين رأسنا مئة مرة ساجدين لإلهنا القدير الرحيم المبارك إلى الأبد" ( برنابا 83: 24-26 )

وفيما يلي سوف نوضح :

1- ما هو المقصود باليوبيل؟

------------------------------------------------------------------------------

2- موعد الاحتفال باليوبيل؟

3- اليوبيل المئوي والدليل على أن إنجيل برنابا كتب في القرن الرابع عشر

4- الاعتراضات المثارة حول هذا الموضوع والرد عليها

* اليوبيل

هو أحد الأعياد اليهودية طويلة المدى والتي جاء الحديث عنها في سفر اللاويين أصحاح 25 " ومعنى كلمة "يوبيل" في الأصل صوت البوق أو هتاف الفرح، وتطلق مجازاً أيضاً على البوق نفسه أو قرن الكبش الذي كان يبوق فيه . وقد دُعيت السنة الخمسون "يوبيلا" لأنهم كانوا يعلنون عنها بالنفخ في الأبواق في جميع أنحاء البلاد ، وذلك في اليوم العاشر من الشهر السابع ( تشرين الأول ) أي في عيد الكفارة بعد الانتهاء من مراسيم العيد ومع أن عام اليوبيل كان يبدأ في اليوم العاشر ، إلا أن اليهود كانوا يستعدون من أول شهر تشرين لاستقبال اليوبيل . فكانوا يقضون العشرة أيام السابقة لليوبيل في فرح.

وقد ذُكر هذا العيد في عدة مواضع أخرى فى الكتاب المقدس ، منها خر 34: 23، لا 27: 17 ، عدد 36: 4 ، وقد دُعى في حز46: 17 سنة العتق.

- وفي اليوبيل كان كل شئ يرد إلى أصله ، فالذين غبنوا أصحابهم في البيع والشراء كانوا يعوضونهم ، وأصحاب الديون كانوا يتركون الديون التي لهم . والعبيد كانوا يعتقون والحقول المباعة والمرهونة ترد إلى أصحابها الأصليين ، وكذلك البيوت إلا ما كان مبنياً داخل المدن التي لها أسوار . والأرض لا تزرع ولا تحصد في سنة اليوبيل (لا 25: 11).

* الاعلان عن اليوبيل

- وبمجرد الانتهاء من مراسيم الكفارة كان الكهنة ينفخون تسع مرات في البوق من خيمة الاجتماع اعلاناً عن حلول سنة اليوبيل مساء اليوم العاشر . وفي نفس الوقت يهتف المكلفون بذلك في كل البلاد . ولأهمية العيد وشدة الفرحة بقدومه كان كل أفراد الشعب تقريباً يهتفون في الأبواق ، يهتف كل واحد تسع مرات بشارة بقدوم اليوبيل الذي يعني التحرير والإبراء ( التحرير من العبودية والإبراء من الديون) .

وكان يُعلن عنه بعد الانتهاء من مراسيم عيد الكفارة . وهو الذي تذلل فيه الشعب وأعلن عن توبته وفيه كفَّر رئيس الكهنة عنهم - وتبدأ الاحتفالات(4) ويتم الاحتفال باليوبيل كل خمسين سنة، "ثم تُعبّر بوق الهتاف في الشهر السابع، في عاشر الشهر في يوم الكفارة تُعبّرون البوق في جميع أرضكم وتقدسون السنة الخمسين وتنادون بالعتق في الأرض لجميع سكانها. تكون لكم يوبيلاً " (لا 25: 9-10)

أي أن اليوبيل اليهودي كان يتم كل خمسين سنة . وقد أخذت بهذا النظام الكنيسة الكاثوليكية، ثم في سنة 1300 أصدر البابا بونيفاس الثامن قراراً بأن يكون الاحتفال باليوبيل كل 100 عام . وهذه هي المناسبة الوحيدة في كل التاريخ التي كانت فيها سنة اليوبيل مرة كل مائة سنة . وبعد موت البابا بونيفاس جاء البابا كليمنت السادس وأصدر أمراً في عام 1343 أن يكون اليوبيل مرة كل 50 عاماً (5) ثم أمر البابا أريان السادس في سنة 1389 أن يُحتفل باليوبيل مرة كل ثلاث وثلاثين سنة تذكاراً لعمر المسيح. ثم جعله البابا بولس الثاني كل خمسة وعشرين سنة، وكان الاحتفال الأخير سنة 1975. إذن عندما يقول كاتب إنجيل برنابا أن اليوبيل الذي يأتي الآن - أي وقت كتابة هذا الإنجيل - كل مائة سنة فهذا يعني أنه كتب إنجيله بعد سنة 1300 م التي صدر فيها الأمر البابوي بالاحتفال باليوبيل كل 100عام.

------------------------------------------------------------------------------

(4) تفسير سفر اللاويين نجيب جرجس . ط1 سنة 1980 . ص 427 - 429

(5) أصول ومصادر إنجيل برنابا. جون جلكرست. ص 7

وأيضا The Christian Witness. pp. 380-381

عودة للصفحة الرئيسية