أكذوبة إنجيل برنابا
الباب الثالث
شهادة علماء المسلمين على بطلان إنجيل برنابا
الفصل الأول
الأستاذ محمد شفيق غربال
جاء بخصوص (إنجيل برنابا) في دائرة المعارف العربية المعروفة باسم (الموسوعة العربية الميسرة) تحت إشراف الأستاذ العلامة محمد شفيق غربال، واشتراك الكثيرين من رجال الفكر والقلم منهم: الشيخ محمد أبو زهرة، والدكتور إبراهيم مدكور، والدكتور زكي نجيب محفوظ، والدكتور محمد مصطفى حلمي، والدكتورة سهير القلماوي، والدكتور حسن الساعاتي وغيرهم. وقد صدرت بالقاهرة سنة 1965 عن دار القلم للطباعة والنشر.
وقد جاء في كلمة مدير المؤسسة الناشرة لهذه الموسوعة الأستاذ حسن جلال العروسي: [لكل عمل جليل إنسان يعتني به، ويرعاه، ويشجع القائمين به على إنجازه. وهذه الموسوعة العربية الميسرة تدين حقا إلى السيد جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة، فقد تفضل سيادته بالموافقة على مشروع إصدارها في 11 يونيو 1959، فكانت موافقة الرئيس نقطة الانطلاق إلى العمل].
أقول أنه ما أسهل أن نرد على موضوع إنجيل برنابا هذا، ببرهان قوي لا يحتاج إلى تعليق وهو ما جاء بخصوصه في هذه الموسوعة العربية الميسرة صفحة (354) وهو الآتي:
[ إنجيل برنابا كتاب مزيف وضعه أوربي في القرن (15)
وفي وصفه للوسط السياسي والديني في القدس ـ أيـام
المسيح ـ أخطاء جسيمة. ويصرح على لسان عيسى أنه
ليس المسيح، وإنما جاء مبشرا بمحمد الذي سيكون المسيح]
هذه العبارة يكمن سر قوتِها في أنها وردت في كتاب علمي حرره كما يقول الأستاذ حسن جلال العروسي مدير المؤسسة الناشرة، بالحرف الواحد:
[يرجع الفضل في تحقيق هذا المشروع المفيد إلى
مجلس مديري الموسوعة الذي تألف من كبار العلماء
العرب، وقد ساعدهم على ذلك عدد كبير من الخبراء
والمتخصصين، فبذلوا جهدا كبيرا في صب فيض
معرفتهم وطاقاتهم العلمية في الموسوعة العربية
الميسرة]
هذه العبارة بالرغم من قصرها الشديد ينطبق عليها القول: [خير الكلام ما قل ودل] ونستطيع أن نستخلص منها الحقائق التالية:
1ـ أن ما يُدعى إنجيل برنابا ما هو إلا كتاب مزيف.
2ـ وأن كاتبَه ليس تلميذا من تلاميذ المسيح كما يدعي هو كذبا في إنجيله المزيف، وإنما هو شخص أوربي.
3ـ وأن الكتابَ لا يرجع إلى زمن المسيح حسبما يدَّعي المفتري، وإنما كتب في القرن الخامس عشر!!!
4ـ وأن الكتاب به أخطاء سياسية جسيمة.
5ـ وكذلك به أخطاء دينية جسيمة.
6ـ ويدعي أن المسيح نفى أن يكون هو المسيح.
7ـ ويدعي أيضا بأن المسيح قال أنه جاء ليبشر بمحمد الذي سيكون هو المسيح !!!
فهل يقبل أي مسلم عاقل هذا الكلام؟؟؟ هل يقبل أي مسلم أن يكون محمد هو المسيح؟؟؟
إذن فمن يؤمن بإنجيل برنابا إنما يطعن في نبي الإسلام، وفي القرآن الكريم الذي يؤكد أن عيسى هو المسيح، وأن محمدا ليس المسيح!!!
الفصل الثاني
الأستاذ عباس محمود العقاد
كتب (جريدة الأخبار بتاريخ 26/10/1959) قائلا:
1. إن الكثير من عبارات الإنجيل المذكور كتبت بصيغة لم تكن معروفة قبل شيوع اللغة العربية في الأندلس ما جاورها.
2. وإن وصف الجحيم في إنجيل برنابا يستند إلى معلومات متأخرة لم تكن شائعة بين اليهود في عصر المسيح
3. إن بعض العبارات الواردة به كانت قد تسربت إلى القارة الأوربية نقلا عن مصادر عربية.
4. ليس من المألوف أن يكون السيد المسيح قد أعلن البشارة أمام الألوف باسم "محمد رسول الله".
5. تتكرر في هذا الإنجيل بعض أخطاء لا يجهلها اليهودي المطلع على كتب قومه، ولا يرددها المسيحي المؤمن بالأناجيل المعتمدة، ولا يتورط فيها المسلم الذي يفهم ما في إنجيل برنابا من المناقضة بينه وبين نصوص القرآن، مثل القول عن محمد أنه المسيا أو المسيح.
الفصل الثالث
الأستاذ خليل سعادة
الذي ترجم إنجيل برنابا المزور إلى اللغة العربية سنة 1908م، كتب في المقدمة التي وضعها لهذا الكتاب المزور قائلا:
[إن الثُّقاة مجمعون على أن إنجيل برنابا كتب في العصور الوسطى]
الفصل الرابع
جميع المؤرخين المسلمين
ويشهد علماء المسلمين أيضا أن إنجيل برنابا هذا المزور لم يكن موجودا حتى القرن الرابع عشر الميلادي، يتضح ذلك مما يلي:
أن جميع المؤرخين المسلمين حتى آخر القرن الرابع عشر الميلادي سجلوا أن إنجيل المسيحيين هو الإنجيل المكتوب بواسطة متى ومرقس ولوقا ويوحنا (مروج الذهب لأبي الحسن المسعودي الجزء 1 ص161) وكتاب (البداية والنهاية للإمام عماد الدين الجزء الثاني ص100) وكتاب (القول الإبريزي للعلامة أحمد المقريزي ص18) وكتاب (التاريخ الكامل لأبن الأثير الجزء الأول ص 128)
الفصل الخامس
الدكتورة فاطمة محمد
ويؤيد ذلك المراجع العلمية الحديثة التي تشهد أن الأناجيل أربعة ولم تذكر إنجيل برنابا (دائرة معارف الناشئين، تأليف الدكتورة فاطمة محمد، ومراجعة الدكتور محمد خليفة بركات) وجاء فيها ما يلي:
[الأناجيل هي الكتب الأربعة الأولى من العهد الجديد،
وهي كتب منفصلة عن بعضها، كل منها يحكي قصة
حياة السيد المسيح، كما رواها متى ومرقس ولوقا ويوحنا]
ويلاحظ أنها لم تذكر هذا الكتاب المزور المسمى إنجيل برنابا.
تساؤل هام
لماذا لم تقم أية هيئة إسلامية بطبع إنجيل برنابا هذا، ونشره، طوال هذه السنين إن كان هو بحسب ظنهم هو الإنجيل الصحيح؟؟؟ ومن يعرف الإجابة فليخبرني لأستزيد علما!!!
أعتقد أنه بعد كل هذا الإيضاح والأدلة الدامغة لا يجرؤ عاقل أن يدعي بأن إنجيل برنابا هو الإنجيل الصحيح، اللهم إلا الجهلة وغير العارفين الذين ينطبق عليهم قول الكتاب المقدس: "هلك شعبي من عدم المعرفة" (اش5: 13)
نطلب من الرب أيها الأحباء أن يحمينا وإياهم من الجهل والهلاك. اللهم آمين.