هل الكتاب المقدس هو كلمة الله ؟

كان أول سؤال تردد على شفاهنا ، منذ نعومة أظفارنا ، " لماذا ؟ " . يدل هذا السؤال على أننا ، كلنا ، مولودون فلاسفة . في صغرنا نمزق لعبنا لنكتشف المحرك لدواليبها ، ولا نزال عند البلوغ نستطلع " ألـ لماذا" و " الكيف " في كل شئ ، فنمزق بتحليلنا العقلي هذه اللعبة التي هي الكون ، كأننا نفكك دواليبها .

. نوجه إلى الشمس مراقبنا طالبين منها أن تفشي أسرارها ، ونسأل النجوم أن تقول لنا تاريخ ما يقف في وجه اندفاعنا الجامح إلى اكتشاف ومعرفة حقيقة الأمور ، فلا نحتمل أن يظل شئ خفياً عنا .نسعى دائماً نحو الحقيقة

. ومع أن الحقيقة هي من ضروريات طبيعتنا ، فنحن لا نملكها بتمامها ، لأننا كلما زدنا درساً نقصنا معرفة ، أو بالأحرى قل ادعاؤنا المعرفة . فالدرس يفتح آفاقاً جديدة للمعرفة ، لا نستطيع استقصاءها الواحد بعد الآخر ، طوال حياة كاملة ، ولا تكفيها ألف حياة إنسانية

ومن خلال ما تعلمناه معاً ، تبين لنا وجود إله ، وأن هذا الإله هو شخص . وحيث أننا نقبل فكرة " الله " يمكننا إذاً أن نقبل ، مبدأ الوحي أيضاً ، لماذا ؟

أولا : هنالك إمكانية الإعلان ، فالله القادر على أن يخلق الكون ، يكون أيضا قويا بالقدر الكافي للكشف عن

. نفسه للإنسان

ثانيا : هناك احتمالية الإعلان ، فطبيعة الله التي ظهرت في الخليقة تجعل الإعلان محتملا فالله الخالق ، من

. المحتمل أنه يرغب في أن يعرف ذاته لتلك الخلائق التي خلقها التي ترغب في أن تعرف

ثالثا : هنالك رغبة في الإعلان ، فالناس في كل العصور في كل مكان ترغب في إعلان خارق للطبيعة من

نوع ما – ففي كل حضارة كانت توجد ديانة – إن هذا قد لا يستوجب بأن الله قد خلق الإنسان برغبة

. ، هو لا يقصد إشباعها

رابعا : هنالك ضرورة الإعلان ، إن الضمير والعقل وحدهما ، قد يكفيان ، لإقناع الإنسان بالخطية الشخصية

، ولكن الإعلان ضروري للإنسان كي يخلص من الخطية . فقط نوعا من الإعلان الإلهي لخطة الله

للخلاص هي التي تضمن خلاص ذلك الإنسان من عقاب الخطية ومن قوتها .

. لقد تحدثنا من قبل عن إعلان الله ذاته في شخص يسوع المسيح ولكن أي مصادر أو وثائق توجد لتخبرنا عن حياة وتعاليم يسوع ؟ وهل يمكن الثقة بهذه الوثائق ؟ حسنا . فالكتاب المقدس هو مصدرنا أو كتابنا الذي يتحدث عن المسيح والمسيحية ، يجب أن نقدر هذا الكتاب وذلك يتطلب منا أن نعرف شيئا عن الأرضية التي بنى عليها الكتاب المقدس – وكيفية الثقة به والاعتماد عليه وهذا هو موضوع الدرس

: تخطيــــط الــــدرس

- من أين جاء الكتاب المقدس ؟

-1

- صعوبات في الكتاب المقدس

-2

- سلطان الكتاب المقدس

-3

- كيف نفهم الكتاب المقدس؟

-4

! - تحــــــدى

-5

: أسئلة للتفكيـــــر

ما هو الفرق الرئيسي بين قصة حب ، وبين كتاب نصوص علمية ؟

ما هي بعض العناصر الهامة لإنتاج كتاب لا يسقط ؟

هل الأبحاث العلمية الحديثة والاكتشافات العصرية تساعد أو تضر بمبدأ الكتاب الذي لا يسقط ؟

أي نوع من الأخطاء يمكن أن تتوقع وجودها في الكتاب المقدس ؟

كيف يستخدم المنطق في تقدير سلطان الكتاب المقدس ؟

كيف يمكنك عمل دراسة شخصية عميقة للكتاب المقدس ؟

هل أنت مستعد أن تدرس بعناية بعض أجزاء من العهد الجديد ؟

. هل أنت مستعد أن تقبل الحق أينما تكتشفه ؟

: دراسة المفردات

. المرموز إليه : شي يشار إليه أو ظل له رمز

. الرؤيـــــــا : هو السفر الكتابي المسمى بسفر الرؤيا ، والذي يتحدث عن المصير النهائي للعالم

الآرامية : لغة سامية تعرف منذ القرن التاسع قبل الميلاد وقد تبناها غير الآراميين كلغة حديثة ، بمن

. فيهم اليهود بعد السبي البابلي

النقد العالي : هو دراسة الكتابات المدونة في الكتاب المقدس لتحديد قيمتها التاريخية والأدبية وهدفها

. والمعنى الذي يقصده كاتبها

الفلسفة الإنسانية : فلسفة تؤكد قدرة الإنسان على إدراك نفسه بواسطة العقل وهى غالبا تنكر الإيمان بالأمور

. الخارقة للطبيعة

. العصمـــــة : لا يوجد به خطأ – لا يسقط – محمي ومنزه عن الخطأ

. النبــــــوة : إعلان إرادة الله وقصده

. الرمـــــوز : عقيدة أن الأشياء التي هي المجال المسيحي فقد رمز لها أو شبهت بأشياء في العهد القديم

. رمـــــــز : شي يخدم كممثل لشي سيأتي فيما بعد لكنه لم يأت بعد ولم يظهر إلى الوجود

: تطوير الــــدرس

. قال أحدهم : "منذ بضع سنوات التقيت بأستاذ في علم الإنسان في إحدى الجامعات الكبرى – وكان وقتها قد آمن وصار مسيحيا - بالمعنى الذي سبق مناقشته في الدرس الثالث ، أي صارت له علاقة شخصية مع يسوع المسيح – وكان بصدد عمل بحث مؤداه مدى التوافق بين النظام العلمي لعلم الإنسان ، وبين إيمانه الجديد . وقد كنا نناقش سويا الإصحاحات الأولي من سفر التكوين عن أصل الإنسان ، ومن هو كاتب أسفار الناموس ( أسفار موسى الخمسة في العهد القديم ) وبقليل من الإحساس بالضيق قال :" كنت أرغب فقط لو أن موسى كان قد تحدث أكثر عن أصل الإنسان "

. وأشواق متشابهة ، قد قيلت ، في أوقات كثيرة عن الكتاب المقدس . إلا أنه من المهم أن تعرف منذ البداية بأن الكتاب المقدس ، هو أدب خاص وقد كتب لأجل غرض خاص ، - فلم يقصد به قاعة المحكمة أو المعمل – ومحتوياته ليست كقصة بوليسية ليتعقب من خلال أحداثها الإنسان المسيح بقليل من المفاتيح الهامة

. ولعله من أحسن ما يمكن إن يوصف به الكتاب المقدس ، انه قصة حب ، إنه السجل التاريخي عن الله والإنسان ، وقد أحب أحدهم الآخر في قصة حب وتفاهم . فالكتاب المقدس يعلن حقيقة شخصية الله . فلم يكتب الكتاب المقدس ليعطى تقريرا عن ذخيرة للجدل – لإثبات رأى معين أو ببساطة ليقدم " كتابا مقدسا " لنظام ديني آخر

انه من الجيد كما قال ميكل جرين الخادم الانجليكاني الإنجليزي :" الكتاب المقدس ليس كتابا علميا . بل هو الكتاب الذي يتحدث عن العلاقة الكاملة بين الإنسان وأخيه الإنسان ، والكون ، والله - وإذ يدخل إلى الحقل العلمي ، فهو يفعل ذلك بلغة كل يوم إذ يتحدث عن الشمس بأنها " تشرق " وان السماوات فوق . انه ليس جزأ من امتيازات الإنسان أو الديانة حتى يصف للعلم ما ينبغي أن يعتقد به عن الكون الطبيعي على أساس التفسير الخاص للكتاب المقدس – بل على العكس فالكتاب المقدس يدفعنا للإيمان بأن الله قصد من الإنسان أن يسود هو على الطبيعة ، وان يجد طالبا سبل الخالق في كونه ".

من أين جاء الكتاب المقدس ؟

. نحن نفكر في العادة بأن الكتاب المقدس هو كتاب ذو جزأين – سبق لنا ذكرهما وهما العهد القديم والعهد الجديد - ومن الصواب أيضا بأن نقول إن الكتاب المقدس هو مجموعة أو مكتبة أسفار مختلفة . إنه " أدب حي " ، هو موسوعة من الكنوز الروحية توجد فيه " وحِدة مع تنوع "– ربما يكون هذا تناقض ظاهري إلا أنه يشير إلى المصدر الذي هو فوق الطبيعة – وفى اختصار لاحظ الجوانب الستة الاتية – فيما يتعلق بالكتاب المقدس ( إذ أنه يمكن تخصيص درس مستقل لكل من هذه الموضوعات )

: الوقت

. إنك إذا قرأت الكتاب المقدس بإخلاص سوف تقر بالوحدة العجيبة التي تجمعه . وكم يبدو هذا غريباً إذا عرفت أن المدة التي استغرقت في كتابة الكتاب المقدس ، هي فترة من الزمن تصل إلى 16.. عاما . إذ قد بدأ موسى سنة 1... ق . م وكتب الرسول يوحنا آخر أسفار الكتاب المقدس ( الأخير بتعبير المكان والزمان ) حوالي سنة1.. م

. غير إن الوحدة والتجانس العجيبين في الكتاب المقدس تعلن تأثير الله المستمر في توجيه قطعة أدبية متكاملة الجوانب رغم كل هذه السنين الطويلة

: الكتاب

. حوالي أربعين كاتبا ، أشخاصا مختلفين ، قد اشتركوا في تدوين الكتاب المقدس ، وقد جاء هؤلاء الكتاب من مسالك حياة متعددة .. ومن أشخاص متباينين فقد كان منهم رعاة ( عاموس ) وحكماء ( سليمان ) وملوك ( داود ) وفلاحين ( ميخا ) وصيادين سمك ( بطرس ) وأطباء ( لوقـا ) ودارسين متخصصين ( بولـس ) ورجال دولـة ( دانيال ) وجابي ضرائب ( متى ) وكهنة ( اشعياء ) . وكما ترى فترة طويلة من الزمن قد استغرقتها عملية تدوين الكتاب المقدس وتوجد أيضا خلفيات مختلفة وثقافات متعددة ومفردات لغوية متباينة واختبارات غير متشابهة للذين دونوا ... فبدون قيادة خارقة للطبيعة ، ترى من أين يمكن أن توجد هذه الوحدة ، وهذا التجانس ، الذي يجده أي قارئ لهذه المجموعة المتنوعة تلك … طبعاً ، كان ولابد أن يخرج أي شئ آخر غير الوحدة المترابطة التي تميز الكتاب المقدس

: اللغة

. على الأقل ثلاثة لغات قد استخدمت في كتابة رسالة الله للناس – العبرية وهو اللغة الأولية للعهد القديم – واليونانية وهى اللغة الأساسية للعهد الجديد – ولقد كانت اللغة اليونانية في القرن الأول للميلاد هي اللغة الدولية للعالم القديم

. وقد استخدمت أيضا الآرامية في بعض أجزائه من كلا العهدين القديم والجديد . وقد كانت اللغة الأولية لعالم الكتاب المقدس لمدة حوالي مائتي عام ( 5.. – 3.. ق . م ) والأشخاص الذين كتبوا الكتاب المقدس استخدموا لغات كانت أكثر شيوعا في الاستخدام والتخاطب والفهم في أيامهم ولم تستخدم أية لغة خاصة كما نجد في بعض الديانات

: الصورة الأدبية

. كثير من الصور الأدبية والأساليب قد استخدمت في الكتاب المقدس فهناك قوانين مختلفة الأنواع – قانون مدني – قانون جنائي – قانون أخلاقي – قانون طقسي – وأيضاً يوجد شعر وتاريخ وأمثال وفلسفة وتاريخ ورسائل شخصية وعقائد أو تعليم وذكريات ومذكرات يومية – وتوجد الصور الكتابية المتحيزة للنبوة والأدب المتعلق بالآخر

: المكــــان

. في كثير من الأماكن المختلفة ، والتي قد ذكرت ، تمت الكتابة الفعلية للكتاب المقدس ، وغالبا بقدر الأحداث نفسها - فمثلا كتب موسى في صحراء سيناء ، و أملى الرسول بولس رسائل في سجن روما ، وأنشد داود المزامير على تلال فلسطين ، وكتب يوحنا من جزيرة بطمس الصغيرة – التي هي على ساحل أسيا الصغرى ( تعرف الآن بتركيا ) - ويرى دانيال رؤيا المستقبل وهو في السبي ببابل ، ويتنبأ اشعياء في المدينة المقدسة أورشليم .قد كتب الكتاب المقدس في دول لا حصر لها من دول حوض البحر المتوسط القديمة وفى ثلاث قارات – أسيا - وأفريقيا وأوربا

: الموضوعات التي يعالجها الكتاب المقدس

. إن الكتاب المقدس يعطى ثروة موضوعية شاملا جميع تلك المشاعر والعواطف والمشاكل وجوانب الاهتمام التي تعم جميع البشر . وقد لاحظنا من قبل مع ميكل جرين ، بأن – الكتاب المقدس هو الكتاب الذي يتحدث عن العلاقة الكاملة بين الإنسان والإنسان والكون والله ، ولان هذا حقيقي ، فالقارئ يجد عناوين متنوعة كالسلالات – والأخلاقيات والقواعد السليمة للصحة العامة ( جسديا وعقليا ) ونصائح في تربية الأطفال ، وجغرافية وتاريخ ومبادئ قيادة ، معارك ومآسي ، صداقات ، وصلوات . غالبا كل شئ – يمكن أن يتصور أن يكون موضع اهتمام وله أهمية بالنسبة للإنسان ، على الأقل ، قد لمسه الكتاب المقدس إن لم يكن بطريق مباشر فحينئذ بطريق غير مباشر و إن لم يكن تصريحا فتلميحا . و معظم الأسئلة العظمى و الهامة في الحياة قد كتب عنها و عولجت و نوقشت

. والكتاب المقدس " يتناسب مع بعضه " بطريقة عجيبة – و لا يمكن توضيح هذا إلا بأن الكتاب المقدس هو موحى به . و الكلمة التي ترجمت " موحى " في الكتاب المقدس (2 تيموثاوس 3 : 16 ) هي الكلمة اليونانية ??????????? التي معناها الحرفي ( الله يتنفس ) – وهذا يعنى بأن فيه الأصل الإلهي داخله ، معطياً إياه حياة و معنى هذا أن التنفس الإلهي به التوعية التي حفظت و تحفظ الكتاب المقدس من أية ضلالة خطيرة عبر مئات السنين في لغات كثيرة ومتعددة

صعوبات في الكتاب المقدس :

. يوجد رأى شائع اليوم يقول بأن الكتاب المقدس به أغلاط كثيرة و اختلافات و تناقضات ومبالغات و أساطير . هذا وأن تفسيرات الكشوف العلمية و حالات النقد قد أقنعت كثيرين من الناس بأنه لا حاجة لنا ، بل إننا لا نقدر فعلا أن نضع في الكتاب المقدس ثقة كثيرة . إني أعترف في صراحة بأن النص الكتابي – و الأخذ به جزئيا ، يقدم في محتواه بعض المشاكل ، لكن بالمعنى الكلى أو المعنى المتسع للكتاب المقدس تقل وتصغر و لا يمكن أن يكون هناك تحامل على الحق ، على طبيعة الكتاب الإلهية

: هذا وأن العالم الفرنسي رينيه باك قد ناقش هذا الأمر صعوبات في الكتاب – و ما سنقدمه الآن قد بنى على تعليقات و أبحاثه

أولا : توجد صعوبات خيالية : لقد بولغ كثيرا في القول توجد مشاكل في الكتاب المقدس " لا حل لها " و عادة هي سطحية و تكشف عن نقص خطير في الدراسة و التفكير لدى الناقد ، فسؤال كهذا " من أين جاء قايين بزوجته (1) و الكيفية التي من الممكن أن يبتلع بها حوت يونان بجملته ؟ هذان السؤالان هما مثالين لمستوى مثل هذه التساؤلات .

. ثانيا : توجد صعوبات ظاهرة تعالج بمرور الزمن وبزيادة المعلومات الكاملة . إن هذه غلطة خطيرة أن نقول بوجود أخطاء في الكتاب المقدس ببساطة لأنها تبدو مناقضة للمعرفة الحالية فمثلا ، منذ قرن من الزمان قد قام كثيرون يقولون ( بعدم الدقة التاريخية ) للكتاب المقدس . لكن علم الآثار الكتابي قد أزال بطريقة منظمه الكثير من الاعتراضات التي من هذا النوع . ثم أن الحيثيين قد ذكروا كثيرا في الكتاب المقدس وفى العهد القديم ، قد كان شك المؤرخين فيهم عظيما ، هؤلاء الناس القدامى لم يذكروا إلا في الكتاب المقدس وليس في أي مصادر أثرية أخرى – ولهذا فقد زعموا بأن الكتاب المقدس كان مخطئ وأن هؤلاء الناس لم يوجدوا إطلاقا . لكن الحفريات التي أجريت في بوغاز كوى التركي - والتي بدأت عام 1906 - قد أثبتت أنها كانت على موقع عاصمة إمبراطورية الحيثيين القديمة

. ثـم أن الطب النفسي الحديث قد ابتدأ يكتشف أشياء عن الشخصية الإنسانية وقد تحدث عنها الكتاب المقدس ، منذ قرون ، فعالم النفس أ . هوبارت مورر الذي له مكانة مرموقة تشير إلى كلمات الرب يسوع لكي تعطى مثلا لمبدأ في علم النفس الحديث فيقول ( إن فكرة كشف خطايا إنسان أو المناداة بها على السطوح تأتى من إنجيل لوقا ( 2 ) ثم يستطرد الأستاذ مورر بعد اقتباسه من إنجيل لوقا فيقول : تظهر هذه العبارة تقديرا جميلا لحقيقة أن الذنب الذي يصور قلب ( الاضطراب العصبي والوظيفي سيعترف بها بطريقة ليست تطوعية وعرضية إن لم تكن قد أعلنت من قبل إراديا ، على الأقل لبعض الأشخاص وكفر عنها في الضمير بقصد التحرر منها ) وبناءا على هذه الأسئلة وغيرها يستنتج دكتور مورر بأن يسوع كان طبيب عيادة ثاقب الفكر

. ثالثا : هناك بعض صعوبات ظاهريه أكثر من كونها حقيقية فان الدراسة الدقيقة تكشف بأن العبارات التي تبدو وكأنها متناقضة في الكتاب المقدس ما هي في الحقيقة إلا ، إيضاح مفسر ، بعضها بعض لأنه يقول " بأنه لمبدأ أولي في العلم التاريخي إن أي حل يقدم قاعدة ممكنة للتوفيق بين عبارتين يشار إليهما انهما متناقضتان أو غير صحيحتين أو خاطئتين – سواء وجدنا هاتين العبارتين لدى كاتب واحد أو كتاب مختلفين و لكي يعمل على أي أساس آخر يصير من الواضح انه افتراض و ليس إثبات أخطاء "

فمثلا قيل بأنه يوجد تناقض بين سجلات الخليقة بسفر التكوين الإصحاح الأول و الثاني فقد زعم البعض أن اللغة تختلف وأن التصورات الفكرية تختلف و تتنوع وأن هناك طريقتان مختلفتان لأدراك الله .لكن عندما ننظر عن قرب ، فيما يبدو أنه مشكلة ، هو في الحقيقة اختلاف في نصوصه – إذ أن هدف الإصحاحين مختلف – لذلك يصير من المقبول منطقياً أن تستخدم طريقة تعبير في كل منهما تختلف عن الآخر .

. فالإصحاح الأول من سفر التكوين هو سجل خليقة الكون ومكانه شاملا الإنسان كجزء من الطبيعة ، ولكن الإصحاح الثاني من سفر التكوين يقدم تفصيلات أوسع كوصف ما يحيط بالإنسان ، امتحان الطاعة و تفاصيل عن خلقه حواء – لهذا فالهدف الأساسي للإصحاح الثاني من سفر التكوين هو وصف طبائع الأشياء حتى السقوط – و أما الإصحاح الأول فهو ببساطة سجل لأعمال الله الخالق

. فالإصحاحين غير متناقضين و لا هما ببساطة تكرار لشيء واحد . وأكثر من هذا يصير من الغباء أن يضع كاتب سفر التكوين هذين السجلين جنبا لجنب لو أنهما في الحقيقة لا يعنيان أن يكون بهذه الطريقة . و الخطأ هنا هو في منطق حكم التناقض و ليس في الكتاب المقدس نفسه

. رابعا : من المؤكد إدراك أن هناك أسئلة لم يجد لها دارسو الكتاب الإجابات المرضية الكافية بعد . و من حسن الطالع أن هذه الجماعة قليلة العدد و تابعوها قلة – فمثلا يوجد هناك تنوع بين مختلف المخطوطات القديمة – و التساؤل في هذا أنه قليل العدد و عديم الخطر بالنسبة للرسالة الشاملة – غير أن ناقدي النصوص الكتابية يبذلون جهدهم باستمرار ليكتشفوا بحق ماذا يقول الكتاب المقدس

. في القرون التي سبقت فن الطباعة وجدت بعض الأخطاء التي وقع فيها الكتاب أو النساخ – وهذه عادة تظهر في حرف واحد أو كلمة واحدة ، ومن الجائز في بعض الأحيان عبارة أو نص قصير من الكتاب المقدس ولكن مرة أخرى – يبقى نتاج مثل هذه الأخطاء صغير

. مشكلة أخرى هي أنه ليس من السهل دائما استخراج المعنى الدقيق التام المنصوص عليه في الأصول العبرية والآرامية أو اليونانية . لذلك قد تكون هناك كلمة استخدمت في اللغة المترجم إليها الكتاب قد لا تكون هي الكلمة الصحيحة التي تحمل المعنى المقصود أصلا . وأيضا هو صحيح أنه في بعض العبارات من الصعب تحديد المعنى – التام للسلالات أو الأحداث المتتابعة . غير أن صعوبات كهذه لا تؤثر على المبادئ الأساسية للتعاليم الكتابية الكبرى

. والحقيقة القائلة بأن بعض الأخطاء قد وجدت طريقها إلى المخطوطات هي إثبات قوى لأساسها الإلهي وحفظها – وهذا – واضح بحكم طول الزمن واختلاف الحضارات والكتاب والموضوعات الواسعة التي كتبه فيها . واكثر من هذا حقيقة أن حوالي 2... سنة على الكنيسة والتاريخ الكنسي خلالها ترجم الكتاب المقدس عشرات المرات للغات مختلفة وغالبا مرات عدة في لغة واحدة ، غير أنه بقى أساسا هو بذاته برغم سعة انتشاره وتوزيعه

سلطان الكتاب المقدس

. قال ت . هـ . دود العالم الإنجليزي العظيم بأن الكتاب المقدس قد أعتبر من المسيحيين أكثر من مجرد مجموعة آداب دينيه أو مادة طقسية كنيسة - بل قد أعتبر كالسلطة العليا للعقيدة صاحبة السلطان في الإيمان والسلوك ، مصدره إلهي بالتبعية فهو لا يسقط أبدا والمسيحية – التاريخية كانت ديانة إعلان - هذا يعنى بأن الحق المطلق للمسيحية لا يمكن أن يكتشفه العقل البشرى وحده لكن يجب أن يشترك الله في إعلانه بالروح القدس - شهادة لصدق كلمة الله – هذه هي المسألة التي لا شك فيها بالنسبة للمسيحية حتى القرن الثامن عشر – ومنذ ذلك صار سلطان الكتاب المقدس تحت هجوم عنيف بظهور حركة في القارة الأوروبية تسمى " النقد العالي " وقد كتب الكثير من الكتب التي تحاول وضع العقل البشرى بدلا من الكتاب المقدس موضع السيادة والسلطان - وقد قاس المجتمع المسيحي الأهوال من اللاهوتيين الذين حاولوا تخريب المسيحية التاريخية ومكانتها فيما يتعلق باعتباره للكتاب المقدس ومكانته

. ولكنني مع جماهير المؤمنين المسيحيين تتثبت ثقتي في الكتاب المقدس وفى حقيقة انه يمكنني الارتكان إليه

وان أولئك الذين هاجموا الكتاب المقدس عبر السنين قد عملوا فقط على تقوية مكانته إذ لم يتمكنوا من تحطيم رسالته أو زعزعة الثقة به .

. سنناقش ثلاثة مبادئ في سبيل إثبات عصمة الكتاب المقدس

: طريقة الاعتراف

. هي الطريقة التي بها يعترف .. الكتاب المقدس هو كلمة الله بالإيمان وحده وليس هناك دفاع منطقي على أساس أن العقل لا يمكن استخدامه ليثبته ومن فوائد هذا انه ساعد على استخدام الوسائل العلمية الحديثة للدراسات الكتابية مع بقاء الثقة التي لا تتزعزع في الكتاب المقدس – ومن الطبيعي إن هذا المبدأ – لم يرض كل إنسان ولكنه جيد بالنسبة لأولئك الذين يصلون للإيمان والتصديق . وهذه الطريقة تترك مجالا للشخص الكثير التساؤل

: طريقة الافتراض مقدما

. وهو الذي يبدأ من أن الله الثالوث – الآب والابن والروح القدس – يتحدث للإنسان بسلطان مطلق في الكتاب المقدس ، والكتاب المقدس على هذا القياس هو " إقرار شخصي "

ومبدأ التفكير يظهر في الطريقة الآتية :-

. الفرض " أ " الكتاب المقدس هو كلمة الله التي لا تسقط

. الفرض " ب " الكتاب المقدس دليل على ثبوته وعدم سقوطه

. الفرض " جـ " الدليل الذاتي الذي للكتاب المقدس لهو دليل لا يسقط

: النتيجـــة

. الكتاب المقدس هو كلمة الله التي لا تسقط

. وكما نلاحظ فان النتيجة قد تقررت في المقدمة الأولى أو الفرض ( أ ) تسمى هذه القضايا في المنطق " القضية الدائرية "" لأنها تدور حول المسألة لتثبيت سلطان الكتاب المقدس ، لأنها تجعل التصريح واضحا – وعندئذ يصير تصديق هذا التصريح لأنه موحى به لا يبدو أنه قضية جيدة حسب الظاهر – لكنها كلية داخل حدود المنطق في إجراء كهذا

. إنها افتراضية تامة أن تبدأ بالتأكيد بأن الكتاب المقدس يدعى لنفسه وحيا إلهيا – والعمليات المنطقية تتطلب بأن حقيقة النتيجة يجب أن تعتمد على حقيقة المقدمة والكتاب المقدس يؤكد مرارا بأنه بحق ، ما قصد الله أن يتحدث به للإنسان ، وفى الحقيقة أكثر من 38.. مرة في العهد القديم وحده ، قد توضحت الفكرة بأنه " كلمة الله "

الطريقة التقليديــة :

هي الطريقة التي تهتم بالدليل المزدوج الداخلي والخارجي فهي تبدأ بالفرض بأن الكتاب المقدس يمكن أن يكون موثوقا به ويستخلص خاتمة أو نتيجة تبلغنا بأن الكتاب المقدس معصوم – ويمكن ترتيب القضية كالآتي :-

. افتــراض (أ) الكتاب المقدس هو كتاب معتمد موثوق فيه

افتــراض (ب) على أساس هذا المستند المعتمد لنا دليل كاف بأن يسوع المسيح هو ابن الله .

. افتــراض (ج) لكون المسيح يسوع ابن الله ، فهذا سلطان معصوم من الخطأ

. افتــراض (د) أن المسيح يسوع يعلم بأن الكتاب المقدس هو كلمة الله الحقيقية

. افتــراض (هـ) بما أن الكلمة تأتي من الله ، فهي تستحق ثقة مطلقة لأن الله يستحق ثقة مطلقة

: النتيجـــــة

. على أساس ـأن يسوع المسيح سلطان معصوم ،يؤمن المؤمنون بالكتاب المقدس أنه يستحق الثقة وأنه معصوم لاحظ أن المبدأ التقليدي لا يستخدم " القضية الدائرية " إلا أن كل مقدمة تشتمل على تفكير استقرائي ، واستدلالي ، فهو لا يشتمل على افتراض مقدماً إلا على قفزة الإيمان الموضوعية . ولكنه يسير على تحريات تاريخية دقيقة ، كما يشتمل على استدلال منطقي ، إذ لنا الزمن التاريخي ، والمستندات الكتابية ، وحياة يسوع الناصري . فالقضية تبنى على كمال شخصية يسوع المسيح

. لقد قال مارتن كاهلر اللاهوتي الألماني في القرن التاسع عشر " نحن لا نؤمن بالمسيح لأننا نؤمن بالكتاب المقدس ، لكننا نؤمن بالكتاب المقدس لأننا نؤمن بالمسيح

. لقد كان لجون وميلى مؤسس الميثودست برهانا طريفا لوحي الكتاب المقدس . قال فيه بأن الكتاب المقدس هو اختراع مؤلف واحد من ثلاثة ، أناس أخيار ( أو ملائكة ) أناس أشرار ( أو شياطين ) أو الله

. فالناس الأخيار ( أو الملائكة ) لا يمكنهم اختراعه ، لأنهم لا يريدوا ولا يمكنهم عمل كتاب ويقولون أكاذيب كل الوقت الذي كانوا يكتبون فيه فيقولون هكذا قال الرب أو نحو ذلك بينما هي اختراعهم – ولا يمكن للناس الأشرار ( أو الشياطين ) اختراعه لأنه لا يمكنهم عمل كتاب يأمر بالعدل ويدين الخطية ويحكم على الأفعال الشريرة . وهكذا تكون النتيجة أو الخاتمة هي أن الكتاب المقدس لا بد وأنه كتب تحت توجيه ووحي الله – كما يعلن الكتاب حقيقة

كيف نفهم الكتاب المقدس ؟

. حيث أن الكتاب المقدس هو كلمة الله وأن تعليمه يتفق مباشرة مع الحق ، فهذا يستتبع أن يقرأ بطريقة خاصة لا يجب أن نقرأ الكتاب المقدس كقراءتنا للجرائد أو مؤلفات شكسبير أو مجلة علمية ، فيجب أن يقرأ بدقة وتأمل وتكريس

. يجب أن نتحفظ من أن نفسر أو نفهم الكتاب المقدس بحسب أهوائنا وميولنا . فإنه من السهل أن نأتي بميولنا الشخصية إلى فهمنا للكتاب المقدس ، وهكذا ، يتوافق مع طريقة حياتنا ، ومع ما نريد أن نؤمن به ، أو ما نكون قد تعلمناه من قبل . فإن كنا نفعل ذلك ، فنحن نسئ استخدام الكتاب المقدس ، ونبطل تأثيره . لذا ، فلنسمح للكتاب المقدس أن يؤثر فينا ، وليسود على طريقة تفكيرنا ، وطريقة حياتنا الشخصية

. وأنت ترى أن غرض الإعلان الكتابي ( الإلهي ) لا أن يوجد ببساطة شكل عادي ، بل في أن يواجه شخصاً ، وهذا الشخص هو يسوع المسيح ، كالله الظاهر في الجسد ، هو الذي يقدم في الكتاب المقدس ، وهو الذي يعطي لموضوع الكتاب المقدس معناه وعمقه . إنه لحقيقي أن العهد الجديد وحده الذي يتحدث مباشرة عن يسوع ، غير أن العهد القديم تحدث عن مجيء المسيح . لهذا كله ، فيسوع المسيح هو " الخيط الذهبي "الذي يجتاز الكتاب المقدس معطياً إياه هدفاً واستمرارية

: لاحظ الجدول الآتي كمثال للعلاقة بين العهدين القديم والجديد

العهد القديــــم العهد الجديد

يبدأ بالله يبدأ بالمسيح

موسى والأنبياء المسيح والرسل

المظهر الخارجي يتطور من المبادئ الداخلية المبادئ الداخلية تشكل المظهر الخارجي

رمــوز ونبـــوات المرموز إليه والإتمام

الجديد في القديم كامن القديم في الجديد معلن

الموعـــــــد التحقيـــق

يبدأ : أين أنت ؟ يبدأ : أين هــو ؟

الإنسان – تكوين 9:3 المسيح – متى 2:2

. إن العهدين القديم والجديد هما كرجلين يحملان عنقود كبير على قضيب خشبي أحدهما في الأمام وهو العهد القديم يأخذ لمحة للعنب كما يحمل حمله ويقود الطريق وأما الخلفي الذي هو العهد الجديد فله رؤيا تامة لمن يسير أمامه ، وأيضا للثمر العجيب الموجود هناك – فالفداء كثمار للكتاب المقدس قد تحدث عنه العهد القديم وتم في الأناجيل الأربعة وطبق وأكمل في الرسائل وسفر الرؤيا . ومبادئ فهم الكتاب المقدس يمكن إنجازها في سبيل التبسيط تحت ثلاثة نقاط – يمكن أن نسميهم أ ، ب ، ج تفسير الكتاب المقدس : الاتفاق ، الخلفية ، والفطرة السليمة

: الاتفـــاق

. يجب أن نعرف الأشخاص ، والأماكن ، والحوادث ، والموضوعات ، والكلمات – تعريفا دقيقا – ومحددة في موضعها في الجزء الكتابي من النص . والمهم أن تعرف من المتكلم ومن المستمع وما يقال ، وينبغي أن تجمع قدر الإمكان الحقائق المتعلقة بالجزء الكتابي

: الخلفيـــة

. يجب أن يفسر الكتاب المقدس دائما في ضوء خلفيته ، والقرينة ، فلا آية ، أو عبارة ، يمكن أن تفسر كنص منعزل عن الكتاب المقدس ككل

. ومن المفيد أيضاً أن نذكر ، بأن أفضل تفسير للكتاب المقدس هو الكتاب المقدس نفسه ، وأعني بهذا أن نأخذ دائماً في الاعتبار بأن ما يقدمه كاتب في مكان ما من الكتاب المقدس ، ثم يقوم كاتب آخر بالإضافة إليه ، ثم يقوم كاتب ثالث من كتبة الكتاب المقدس بإعطاء المعنى الشامل له ، كل هذا يكون حلقة متكاملة في تفسير الكتاب المقدس . إذ لا يوجد انفصال بين الأفكار ، أو التعليم ، لكن من المهم أن نفهم القرينة التي للعبارة حتى ما يتثنى لنا الفهم الكامل للكتاب المقدس

كما يجب ألا نغفل أهمية ملاحظة العادات ، والمواقع الجغرافية في النص الكتابي ، إذ هي تضفي على النص الكثير من الفهم ، وتزيده إيضاحاً .

الفطرة السليمـــة :

. لكي تستخدم الفطرة السليمة في قراءة الكتاب المقدس – فهذا يعنى ما يقوله ويجب الأخذ به من وجهة تقديرية لكن عليك أن تدرك ذهنيا بأن المجازيات واللغة الشعرية يجب أن تؤخذ في الاعتبار – فمثلا أربعة أطراف الأرض استخدمت كتعبير مجازى ، لغة كهذه لا يجب أن تفهم حرفيا ذلك لأنه بهذا يصير الكتاب المقدس خارج ما نعرفه أنه حقيقي بالنسبة لكروية الأرض وعدم محدودية الكون . ولنذكر أن الكتاب المقدس يستخدم تعبيرات عامة معروفة أو مفهومة بأناس عصر ، أكثر من أن يقدم تعبيرات علمية متقدمة وهي التي يمكن أن تفسر المعنى المقصود للكتاب

. في مناسبات عدة كانت لي فرص أتحدث فيها مع أناس لا يؤمنون بالكتاب المقدس وما يقوله عن الله وقد قامت اعتراضات مخلصة بعد معالجة أسئلتهم المنطقية وصعوباتها الفعلية ، غالبا ما تكون لي فرصة في بساطة اللغة اليومية أن اعبر لهم عن إيماني الشخصي في عبارات اختبارية وجها لوجه ، وفى العادة يستجيب الشخص الذي أتحدث إليه بقوله قولا كهذا – لكنني لم أسمع من قبل " أو" لو أن لي هذا الإيمان البسيط فقط وأثق فيما تتحدث عنه " أنت ترى أن الأمر ليس مجرد أسباب عقلية بل هو متعلق بالإرادة والقلب – بالشعور والعواطف – الإيمان ليس هو تصديق كتاب لكنه مواجهة شخص

لذا فإني أقترح عليك الآتي :-

. خذ الوقت والقدرة المطلوبة أن تتصرف في القراءة للعهد الجديد – وحاول تنظيم جدول تفصيلي للدراسة النظامية واتبعه – وليكن بجانبك ورقة وقلم لكتابة مذكرات وملاحظات عن قراءتك الكتابية . أكتب أي سؤال أو مشكلة أو استشارة أو فكرة لكي تتابعها فيما بعد ، أو تتحدث عنها مع صديق . وإذ تدنو من الكتاب المقدس افعل ذلك سائلا الروح القدس ، روح الله ، أن يساعدك لتفهم العمق والمعنى والحق فيما تقرأ مطبقا هذا على أسئلتك وعلى حياتك

. واسمح لي أن أؤكد لك بأن أي جهد تصنع ليس مضيعة للوقت أو استنزاف للطاقة – واذكر أنك إذ ترى النور – حتى ولو كان غير واضح في البداية أفضل من أن تستمر متعثرا حول ما أنت عليه من الظلام – وإذ تقترب من النور فأنت ترى وستكتشفه جيدا مقتربا إليك . وإذ تتقابل أنت والنور معا ، عندئذ تكون هذه هي المواجهة ، وهذه هي غاية هذا الدروس ، أو لتسمها مقالات

. قال الرسول يوحنا عن يسوع: " فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس " ( يوحنا 4:1)

تحـــــدى :

: إن كنا لا نستطيع أن نثق في الكتاب المقدس ، حينئذ ، كيف يمكننا أن نتأكد من صحة الحقائق التي يعطيها إيانا عن يسوع ؟ إن الله يعرف أن هذه المسألة ستظهر – لهذا السبب فهو لم يرسل ابنه ( الحي ) يسوع فقط إلى العالم ، بل هو أيضا يحفظ لنا بحق ودقة كلمته المكتوبة ( الكتاب المقدس ) ، وإذ نجد الكثيرين يؤكدون ، اليوم أنه لا يوجد شئ مطلق في العالم ، فنحن نحتاج أن نعيد التأكيد بأن الله يمكن أن يوثق فيه ، وكذلك ابنه وكلمته ، فهم لا يقدمون صورة كاذبة أو شيئا لا هدف له في الحياة . إن كنت قد بلغت هذا الحد من الدراسة فإني أعتقد أنك على استعداد لأن تتابع بعض الاقتراحات التي سبق تقديمها – والسؤال التالي بعد ذلك هو من أين تبدأ ؟ إن كنت صادقا تريد أن تسمع صوت الله متحدثاً في الكتاب المقدس يجب عليك أن تكون مستعدا لا لمجرد أن تقرأه ، بل أن تدرسه بجدية وبتفصيل. وهذا ما يقترحه لويس كاسيلس

. "في العادة إن الاقتراب الصحيح من كتاب هو أن تبدأ من البداية ، وتقرأ على التوالي – ولكنك تذكر بأن الكتاب المقدس هو مكتبة من الكتب ، ومن الجائز أن تفهمه بطريقة أفضل إن كنت لا تبدأ بالتكوين ولكن بالعهد الجديد . ابدأ بإنجيل لوقا ، ثم استمر في أعمال الرسل ، فكلاهما كتب بنفس الكاتب وهما معا يقولان قصة واحدة غير منفصلة – ( قارن لوقا 1: 1-4 ) و( أعمال 1 : 1-5) ولاحظ استمرار الحوادث الهامة لثاوفيلس ) ففي الإنجيل يسجل لوقا حياة يسوع المسيح – ميلاده – خدمته – موته وقيامه – ولقد كتب لغير اليهود بواسطة رجل ليس يهوديا – وقد كان لوقا طبيبا وكاتبا مدققا مسجلا لحوادث حياة المسيح – وكان له أيضا عينا يلحظ بها التفاصيل الهامة – أما في سفر الأعمال فيكتب لوقا ، من بداية الكنيسة المسيحية ، بعد قيام وصعود يسوع – فيتتبع بداية الكنيسة وانتشارها من أورشليم إلى الأطراف القديمة للإمبراطورية الرومانية – ويعطى انتباها خاصا لرحلات الرسول بولس المثيرة ، ومن سافروا معه فعلا ، بعد قراءة إنجيل لوقا وسفر الأعمال يجب أن تقرأ بعد ذلك إنجيل يوحنا – ويوحنا يؤكد على كلمات يسوع أكثر من أعماله أو حوادث حياته ، مع أن بعض الأحداث الهامة قد ذكرها كما أنه ذكر أيضا بعض معجزاته – وما سجله يوحنا له أهمية خاصة ذلك لأنه هو الصديق الشخصي المقرب ليسوع – ثم بعد ذلك يجب أن تقرأ رسائل بولس والأسفار التي كتبها بولس إما أن تكون معنونة باسم الشخص المرسلة إليه، أو الكنيسة التي كتب إليها – وهى رسالة روميه وغلاطية و كرونثوس وهذه الرسائل قصد أن تكون للكنائس الناشئة والمؤمنين الأحداث ليساعدهم على تطبيق إيمان المسيحيين على مشاكل وأوضاع حياتهم اليومية ، وبالتالي فهي مساعدة لنا جدا اليوم ، في ملاحظة أعظم نقاط المسيحية وتطبيق إيماننا على الحضارة التي نعيشها

. بدراسة الأسفار التي سبق ذكرها فبالتأكيد تكون قد حصلت على معرفة تعاليم يسوع المسيح وممارسة الكنيسة الأولى – ومن هناك يمكن قراءة بقية أسفار العهد الجديد بأي نظام تراه – ولكن هل أقترح عليك بأن تستبقى سفر الرؤيا للنهاية هذا وان كاتب الإنجيل يوحنا هو أيضا كاتب الرؤيا – انه سفر نبوي وقد كتب بصفة رمزية لدرجة قصوى ولذا أمد الدارسين بمادة للدراسة والجدل لقرون عدة ، انه قراءة شيقة ، لكنه ليس نوع القراءة التي يجب أن تقرأه أولا، ومن الطبيعي أن تقول أنه لا يجب أن ينس العهد القديم ، ولكن يجب أن تتخذ طريقك إليه بعد قراءة العهد الجديد ، ويجب أن تبدأ بسفر المزامير ، لأنه أعظم مكتبة جامعة عن الشعر التعبدي عرفه العالم – وقد تجد الأمثال شيقة عند هذه النقطة

. ثم حاول قراءة بعض الأنبياء نظير اشعياء وارميا و حزقيال ثم اذهب بعد ذلك إلى سفر التكوين وسفر الخروج وابدأ في تتبع السجل الهام لتعامل الله في حياة شعبه وشئونهم ، ومع أنى اقترحت بعض أسفار الكتاب المقدس أساسية وأولية في قائمة قراءتك فهذا لا يعنى بأن الأسفار الأخرى ليست لها أهمية – كما أنه لا يعنى بأن القراءة النظامية لم تكن لهذا بديلا – فان كان لك أية رغبة في وضع قسم آخر أولا فالكتاب المقدس كله نافع ، لكن هناك بعض الأجزاء يمكن أن تقرأ ان كنت تملك لها الخلفية التي سبق أن اقترحناها

. هنالك شئ عن الكتاب المقدس تأخذ بمجامع القلب البشرى ، وتجعل الفرد يفكر ويتأثر ويعمل – ليكن هذا – اكتشافك كما كان هو اكتشافي أنا وكثيرين غيري

دراســة شخصيــــة

- اقرأ سفر الأعمال 1 : 1-5 ، ثم اكتب عبارة وجيزة عما يقوله لنا الكاتب لوقا عن يسوع المسيح ..................................…

-1

........................................

. - كتاب إنجيل يوحنا يقول لنا بأنه سجل بعض المعجزات التي أجراها يسوع لكي يؤمن القارئون بأن يسوع هو ابن الله ( انظر يوحنا 2. : 3.-31 ) أشر إلى اثنين أو ثلاثة من هذه المعجزات أو الآيات في هذا الإنجيل وتحدث عن كيف تقود إلى الإيمان بلاهوت يسوع

-2

... أ - .........................................

... ب‌- .......................................

... ج - ........................................

- ماذا تعرف عن هدف الكتاب المقدس من القراءة الدقيقة لرسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 3 : 16 و 17 ؟

-3

....................................

...........................................

- اقرأ عبرانيين 1 : 1-4 و 1 بطرس 1 : 1.-12 و 1 يوحنا 1: 1-4

-4

. وبعد قراءة هذه العبارات اكتب انطباعاتك العامة عن العلاقة بين الكلمة الحي يسوع والكلمة المكتوبة ( الكتاب المقدس )

....................................

– هل أنت مستعد لأن تدرس الكتاب المقدس متتبعا بعض الاقتراحات التي ذكرناها في نهاية هذا الدرس ؟

–5

. إن كان كذلك رقم من الأسفار الآتية من 1-3 في الفراغ المتروك جانب كل حسب رغبتك في قراءتها بالترتيب الذي تريد

........ لوقا والأعمال ....... يوحنا

........ روميه وغلاطيه 0000000 1و2 كورنثوس

........ مزامير ....... اشعياء وارميا

........ التكوين ....... غيره

يعتقد بعض العلماء بان قايين قد تزوج شقيقته ، لكن هذا لا يعني انه قد تزوج من المحارم أو الممنوع الزواج ذلك لأنه لن يوجد شئ كهذا في ذلك الوقت المبكر ومع وجود كائنات بشرية قليلة العدد ( تكوين 4 : 17 ) أما بالنسبة للحوت فالكتاب المقدس يوضح انه " سمكة كبيرة " يونان 1 : 17 والكلمة اليونانية التي استخدمت في متى 12 : 40 وترجمت حوت لها معنى خاص ثابت والمعنى هو ( جبار بحر ) و ( سمكه ضخمة ) ونحن نجد اليوم بعض سمك القرش ( كلاب البحر ) التي تعيش في البحار قادرة على ابتلاع جسد إنسان بأكمله .

(1)

. يشير مورر إلى ( لوقا 12 : 1 – 4 ) حيث يتحدث المسيح عن رياء الفريسيين – وقد اجتمع حوله عدد كبير ليستمع إليه ثم يتجه يسوع ليخاطب تلاميذه وهذه الأعداد الأربعة هي جزء من تعليقاته لهم

الصفحة الرئيسية