شبهات شيطانية ضد سفر راعوث
قال المعترض : كتاب راعوث فيه اختلاف، فقال بعضهم إنه من كتابة حزقيا، وقال البعض الآخر إنه لعزرا، وقال اليهود وجمهور المسيحيين إنه لصموئيل ,
وللرد نقول بنعمة الله : إن المرجع في هذه الأمور إلى اليهود، فكلامهم هو المعوَّل عليه, وقد قرر اليهود وجمهور المسيحيين أن كاتبه صموئيل النبي, وهذا السفر يشتمل على ما اشتهرت به راعوث من التقوى الحقيقية، وتعلّقها بشعب الله، وتَرْك وطنها وأصحابها وأقربائها وأنسبائها حباً في الإله الحي وديانته القويمة، ويتضمن مجازاة الله لها، فإنه وفَّق لها بالسعة والرخاء بعد الضيق والشدة، ورقّاها إلى أوج المجد فصار داود الملك من نسلها، بل المسيح الفادي الكريم، ليوضح لنا أنه لا يخيب من يعتمد عليه، وأنه ليس عنده محاباة، وأنه باسط يديه لليهودي والوثني,
وتحديد اسم كاتب أي سفر ليست مسألة جوهرية في تقرير قانونية السفر، ولا في أنه وحي من عند الله, راجع تعليقنا على تثنية 1: 1_5,
قال المعترض : كتاب راعوث قصة بيت، وكتاب يونس حكاية, وهذا يعني أنها قصة غير معتبرة، وحكاية غير صحيحة ,
وللرد ونقول: هاتان القصتان هما مما يهذب النفوس ويربي العقول والعائلات، ويوضح فوائد التقوى الحقيقية والاتكال على الله، وأنه لا يتخلى عن المتقين بل يحفظهم ويحرسهم ويغنيهم ويكفيهم وغير ذلك,
ومثلها عنده حكاية يونس، وكأنه لم يدر أن القرآن اقتبس حكاية يونس التي ادّعى أنها قصة غير صحيحة، فورد في الأنبياء 21: 87 ، 88 : وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه، فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت، سبحانك إني كنت من الظالمين, فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين , قال البيضاوي وغيره من المفسرين إن ذا النون صاحب الحوت هو يونس بن متى,
فالمعترض في هجومه على قصة الكتاب المقدس هاجم قرآنه وهو لا يدري، كما هاجم السنّة، فقد قال محمد: لا تفضلوني على يونس , أي أن يونس أفضل منه (الحديث),
اعتراض على راعوث 4: 20
انظر تعليقنا على العدد 1: 7