شبهات شيطانية ضد سفر صموئيل الثاني
قال المعترض : يؤخذ من 2صموئيل 5 و6 أن داود جاء بتابوت عهد الله بعد محاربة الفلسطينيين، ويؤخذ من 1أخبار 13 و14 أنه جاء بالتابوت قبل محاربتهم ,
وللرد نقول بنعمة الله : كان الواجب على المعترض أن ينظر في 1أخبار 15 ، لا أن يشطر الكلام فيأتي مبتوراً, فلو اطّلع على ما ورد في هذا الأصحاح لرأى أن داود أصعد تابوت عهد الله بعد أن هزم الفلسطينيين، وحينئذ لا يوجد تقديم ولا تأخير,
لقد أصعد بنو إسرائيل تابوت عهد الله مرّتين، مرّة من بعلة، قبل انهزام الفلسطينيين (2صموئيل 5 و6 و 1أخبار 15 ، وليس من أصحاح 14 كما قال المعترض ), فالنبي صموئيل بعد أن ذكر انتصار داود على الفلسطينيين، ذكر إصعاد التابوت مرتين, أما في سفر الأخبار فذكر إصعاد تابوت الله من بعلة ثم انتصار داود على الفلسطينيين، ثم ذكر إصعاد التابوت من بيت عوبيد, ولا يوجد أدنى تناقض بين الأمرين, فأي حرَج على النبي إذا ذكر تاريخ تابوت عهد الله بجميع تفاصيله مرّة واحدة، وجمع الشيء إلى مثله حتى لا يعود إليه ثانية؟ أما النبي الآخر فذكره بطريقة أخرى، وهنا لا تقديم ولا تأخير,
فإذا اتخذ عدم الترتيب دلالة على الإخلال بالكتب الإلهية، فماذا يقول في سورة البقرة التي ذكر فيها سقوط آدم، ثم أخذ يذكّر بني إسرائيل بمراحم الله عليهم وتغريق فرعون، ثم ذكر موسى واتخاذ بني إسرائيل العجل، ثم ذكر تذمّرهم بسبب الأكل والشرب, ثم ذكر قصة البقرة, وبعد كلام ذكر موسى وعيسى، ثم ذكر موسى واتخاذ بني إسرائيل العجل ثانية، ثم ذكر سليمان ثم ذكر إبراهيم, فأية مناسبة بين موسى وعيسى في الزمن؟ وأية مناسبة بين سليمان وإبراهيم؟ فكان الواجب بعد ذِكر آدم أن يذكر قايين وهابيل ثم أخنوخ ثم نوحاً ثم إبراهيم ولوطاً، ثم إسحق ويعقوب وعيسو، ثم يوسف وبني إسرائيل وموسى، إلى آخِر الترتيب المذكور في التوراة,
وإذا نظرنا إلى سورة القيامة وجدناها كلها وصفاً لأهوال القيامة, وفي أثناء هذا الوصف جاء عددا 16 و17 يقولان: لا تحرك به لسانك لتعْجَل به, إن علينا جمعه وقرآنه وهذا بخصوص القرآن، ثم عاد إلى وصف القيامة, حتى قال بعض الرافضة إنه سقط من السورة شيء (الإتقان جزء 2),
قال المعترض : جاء في 2صموئيل 6: 6 و7 أن عزَّة لما رأى الثيران التي تجر العَجَلة التي تحمل تابوت العهد قد تعثَّرت، خاف على التابوت أن يسقط فمدَّ يده إلى التابوت ليمسكه، فقتله الرب, فهل يجازي الله نيَّة صالحة بالقتل؟ ,
وللرد نقول بنعمة الله : (1) يعلّم الله الناس دروساً عن طريق معاملاته مع أفراد مخصوصين، ليكونوا عبرةً لغيرهم, وقد وقع حكم الموت على عزة إنذاراً لشعب الله حتى يحملوا تابوت الله بالطريقة الخاصة التي أمر الله بها (العدد 4: 15-20), إن طريقة التعامل مع المقدسات يجب أن تكون بطريقة الله, وكان يجب حمل تابوت الله على الأكتاف لا على عَجَلة,
إذاً قصد الله أن يعلّم داود وجميع الشعب احترام وتقديس كل ما يتعلّق بالعبادة, وعلينا نحن اليوم أن نحترم بيت الله وكتابه وكل ما يختص به، كالمعمودية والعشاء الرباني,
(2) كان عزَّة يعرف شريعة موسى، وكان التابوت في بيت أبيه وجدّه مدة سبعين سنة، وكان أبوه مقدساً ومخصصاً لخدمة التابوت, فليس لديه عُذر الجهل بالشريعة الخاصة بالتابوت,
(3) لكل خطية استعداد سابق, ولا بد أن عزَّة كان قد اعتاد الدنوّ من التابوت منذ صغره، فكان يعامله بغير توقير, وربما افتخر بجسارته لما مدّ يده ليسند التابوت أمام الجماعة,
قال المعترض : نقرأ أن عوبيد أدوم جتي كما في 2 صموئيل 6: 10 ولكن في 1أخبار 15: 17 و18 و21 نقرأ أنه لاوي ,
وللرد نقول بنعمة الله : عوبيد أدوم لاوي، وُلد في مدينة اللاويين جت رمون، وكان يعيش في مورشة جت، ولذلك لُقِّب بالجتي,
قال المعترض : ورد في 2صموئيل 7: 12_16 متى كملت أيامك واضطجعت مع آبائك، أُقيم بعدك نسلك الذي يخرج من أحشائك، وأُثبّت مملكته, هو يبني بيتاً لاسمي، وأنا أُثبّت كرسيّ مملكته إلى الأبد, أنا أكون له أباً وهو يكون لي ابناً, إن تعوّج أؤدّبه بقضيب الناس وبضربات بني آدم، ولكن رحمتي لا تُنزع منه كما نزعتُها من شاول الذي أزلتُه من أمامك، ويأمن بيتك ومملكتك إلى الأبد أمامك, كرسيك يكون ثابتاً إلى الأبد , وهذا الوعد مذكور في 1أخبار 22: 9 و10 هوذا يولد لك ابن يكون صاحب راحة، وأريحه من جميع أعدائه حواليه، لأن اسمه يكون سليمان , فأجعل سلاماً وسكينة في إسرائيل في أيامه, هو يبني بيتاً لاسمي، وهو يكون لي ابناً وأنا له أباً، وأُثبّت كرسيّ مُلْكه على إسرائيل إلى الأبد _ ولكن الله لم يفِ بهذا الوعد لأن مُلك داود زال ,
وللرد نقول بنعمة الله : بل حقّق الله وعده! فأقام سليمان من ذريته وبنى الهيكل, ولكن أهم من هذا مجيء المسيح من ذرية داود حسب الجسد, فقد رَمَزَ الله بالطقوس الموسوية إلى المسيح المخلّص، وتفضّل علينا بطريقة أوضح وهي الوعد لداود بدوام مُلكه إلى الأبد, ولقد أنجز الله ما وعد به بني إسرائيل، فإنه غرسهم وثبّت قدمهم، وجعلهم مملكة عزيزة، ووفّق لداود النبي النصر المُبين، ووسّع مملكته, ولمَّا أتى سليمان تمتعت الأمة الإسرائيلية بالهناء والرخاء والثروة، واستمرّ المُلك في ذرية يهوذا نحو ألف سنة, إلا أن هذا الوعد تمّ بنوع أسمى، بمجيء المسيح من ذريته, وقد أوضح بولس الرسول أن المراد بهذا الوعد هو المسيح (عبرانيين 1: 8), وكثيراً ما ذُكِر هذا العهد في المزامير (89: 3 و4 و35 و36 وغيره),
فهذا الوعد العظيم الصادر من المولى الكريم، هو مثل الوعد الذي وعد به الله إبراهيم، له معنيان: (1) ما يختص بذرية داود الطبيعية ومملكته الأرضية، (2) ما يختصّ بالمسيح وملكوته, فالمعنى الأول وهو تتميم الوعد ووفاؤه فيما يختص بذرية داود ومملكته، كان رمزاً وإشارة إلى المسيح وملكوته، بل كان عربوناً وكفالة على حصول ما يختص بالمعنى الروحي في أوانه, والدليل على أن المراد بهذا الوعد هو ذرية داود الطبيعية تصريح داود بذلك عند ما أوصى ابنه سليمان أن يبني البيت (1أخبار 22: 6_11 و28: 5_8),
وقد وعد الله لسليمان بإظهار الإحسان له وتهديده إياه بقوله: ولكن إن انقلبتم، وتركتم فرائضي ووصاياي التي جعلتها أمامكم، وذهبتم وعبدتم آلهة أخرى وسجدتم لها، فإنّي أقلعهم من أرضي التي أعطيتهم إياها, وهذا البيت الذي قدّسته لاسمي أطرحه من أمامي، وأجعله مثلًا وهزأة في جميع الشعوب , (2أخبار 7: 19 و20) وقد تحقق ذلك في ذرية داود، فإن الله عاقب ملوك يهوذا على آثامهم, ومع تماديهم على المعاصي، إلا أنه أبقاهم لإنجاز وعده لهم (انظر 1ملوك 11: 36 و 2ملوك 8: 19) فكان الوعد فيما يختص بذرية داود معلّقاً على شرط الطاعة، ولمَّا انحرفوا عن وصاياه جرّدهم عن المُلك، وصاروا عِبرة,
أما القسم الثاني المختص بالمسيح، الذي كان لا بدّ أن يأتي من ذرية داود حسب الجسد فتم فعلًا، فإن المسيح أتى وجلس على العرش السماوي (انظر 2صموئيل 23: 5 ورومية 1: 3 و عبرانيين 1: 3), وقال الرسول إن المراد بهذه المواعيد هو المسيح (أعمال2: 25_32) وتأمل في قول النبي إشعياء 9: 6 و7 و11: 1_10 و55: 1_5 وإرميا 23: 5 وحزقيال 34: 23 ودانيال 2: 44 وهوشع 3: 5 ولوقا 1: 31_33 و68_72 وكانت مملكة سليمان تشير إلى مملكته,
ومملكة المسيح روحية، قال عنها: مملكتي ليست من هذا العالم (يوحنا 18: 36) فلذا تُسمَّى ملكوت السماء، أو ملكوت الله، دلالة على أن أصلها وامتيازاتها وأعمالها وخصائصها هي روحية سماوية، والمسيح ملكها ليس ملكاً دنيوياً (متى 20: 28 وزكريا 9: 9) وعرشه ليس أرضياً، فإن عرش مجده وعظمته هو في السماء، وعرش نعمته ومحبته هو في الكنيسة، يعني يملك على قلوب المسيحيين بالمحبة, وعرش دينونته هو في اليوم الأخير، وصولجانه روحي (مزمور 110: 2) وشرائعه روحية (رومية 7: 12 وعبرانيين 4: 12) وعبادته روحية (يوحنا 4: 24 ورومية 12: 1 و 1بطرس 2: 8 وفيلبي 3: 3) ورعاياه روحيون (أفسس 4: 23 ويوحنا 2: 13) وسفراؤه روحيون، يُرْسَلون في مأموريات روحية (2كورنثوس 5: 20) وأسلحته روحية (أفسس 6: 10 و 2كورنثوس 10: 4) وعقابه وثوابه روحيان (2تسالونيكي 1: 4) ونواياه وغايته روحية (يوحنا 3: 8 وأعمال 26: 18) وملكوته عمومي يشمل جميع الناس من كل صنف وأمة وشعب ولغة تحت السماء, وهي أبدية,
ويقوم ملكوت المسيح الروحي بالقداسة والمحبة والوداعة والتقوى والإيمان، والمسيح مالِك على الأفئدة بالمحبة لا بالسيف والقسوة والجاه الدنيوي,
ولمَّا كانت مملكة المسيح روحية تنازل الله وشبّهها بمملكة داود، ليقرِّبها لعقولنا القاصرة, فكانت مملكة سليمان رمزاً إلى هذا الملكوت، وكان سليمان رمزاً إليه، فإن السلام مدَّ أطنابه في عصره، والمسيح هو ملك السلام الحقيقي,
فيُرى مما تقدم أن الله أنجز ما وعد به داود، فإنه أقام من ذريته مَنْ بنى الهيكل, وأنجز الله ما في هذا الوعد من الأمور الروحية، وهو إرسال الفادي من ذرية داود، وبقاء هذه المملكة الروحية إلى الأبد,
قال المعترض : هناك اختلاف بين الأسماء الواردة في 2صموئيل 8 والواردة في 1أخبار 18 ,
وللرد نقول بنعمة الله : (1) نقدم جدولًا بالأسماء في الأصحاحين:
2صموئيل 8: 1 1أخبار 18: 1
وبعد ذلك ضرب داود الفلسطينيين وبعد ذلك ضرب داود الفلسطينيين
وأذلهم وأخذ زمام القصبة من يد وأذلهم وأخذ جت وقراها من يد
الفلسطينيين, الفلسطينيين,
(آية 3) هدد عزر (آية 3) هدر عزر
(4) 1700 فارس (4) ألف مركبة وسبعة آلاف فارس
(8) ومن باطح ومن بيروثاي مدينتي (8) ومن طبحة وخون مدينتي هدر عزر
هدد عزر أخذ داود نحاساً أخذ داود نحاساً كثيراً جداً
كثيراً جداً,
(9) وسمع توعي ملك حماة (9) وسمع توعو ملك حماة
(10) يورام (10) هدورام
(12) من أرام (11) أدوم
(13) أرام (13) وجعل في أدوم محافظين
(17)أخيمالك وسرايا كاتباً (16) أبيمالك وشوشا كاتباً
فيُرى بمجرد النظر عدم وجود أدنى تناقض بين 2صموئيل 8: 1 و1أخبار 18: 1, فذُكر في صموئيل أن داود ضرب الفلسطينيين وأذلّهم وأخذ العاصمة, وفي سفر الأخبار قال: أخذ جت وقُراها, ولا يخفى أن جت هي العاصمة, فلا تناقض, فيجوز أن نسمّي العاصمة باسمها، أو نقتصر على إطلاق عاصمة عليها، فإنه لا يوجد في أي مملكة عاصمتان,
(2) أما هدد عزر وهدر عزر، فان الاسم الواحد كثيراً ما يُقرأ بأوجه شتّى، مثل إبراهيم وإبراهام وإبراهم وإسماعيل وإسماعين، والياس وإلياسين, (راجع تعليقنا على 2صموئيل 10: 16 ، 19),
(3) ورد 1700 فارس، وفي مكان آخر ألف مركبة و 7000 فارس, والمراد بسبعمائة فارس 700 صف من الفرسان، وكل صفّ يشتمل على عشرة، فيكون سبعة آلاف فارس, ففي محل ذكر عدد الفرسان، وفي المحلّ الآخر ذكر عدد الصفوف، لأن النصرة كانت عظيمة, أما الألف فهي ألف مركبة,
وفي القرآن كثير من حذف المضافين، مثال حذف مضافين فإنها من تقوى القلوب أي فإن تعظيمها من أفعال ذوي القلوب, فقبضت قبضة من أثر الرسول أي من أثر حافر فرس الرسول, وتجعلون رزقكم أي بدل شكر رزقكم, ومثال حذف ثلاث مضافات: فكان قاب قوسين أي فكان مقدار مسافة قربه مثل قاب, وحذف المضاف كثير جداً في القرآن، حتى قال ابن جني: في القرآن منه زهاء ألف موضع , وقد سردها الشيخ عز الدين في كتابه المجاز على ترتيب السور والآيات,
(4) باطح وبيروثاي مدينتا هدر عزر هما ذات طبحة وخون, طبحة وخون اسماهما باللغة الأشورية، وطابح وبيروثاي اسماهما بالعبرية, واختلاف الأسماء لتنوّع اللغات معهود، فمصر اسمها باللغة الأجنبية إجِبت وبالعربية مصر, وعكا اسمها باللغة الأجنبية أكر ,
(5) توعي ملك حماة هو ذات توعو ملك حماة، فلا يوجد أدنى اختلاف, (راجع تعليقنا تحت رقم 2),
(6) يورام هو ذات هدورام (راجع تعليقنا تحت رقم 2),
(7) قوله أرام وأدوم، فلا تناقض لأن أرام عامة تشمل أدوم، وهو كإطلاقنا مصر على القاهرة, فمصر كلمة عامة تشمل الوجهين البحري والقبلي في مصر، ومع ذلك فكثيراً ما نطلق لفظة مصر على القاهرة من إطلاق الكل على الجزء، لأنه لمَّا كان هذا الجزء من الأركان المهمة أُطلق عليه الكل,
(8) إدّعى المعترض أنه يوجد تناقض بين قوله من أرام وقوله وجعل في أدوم محافظين , وكأنه لم يعرف أنه يلزم لتحقيق التناقض اتحاد الموضوع والمحمول والزمان والمكان, وهنا لا يوجد شيء من ذلك, فقد ورد في 1أخبار 18: 13 وجعل في أدوم محافظين وفي 2صموئيل 8: 14 ووضع محافظين في أدوم كلها ,
(9) بخصوص أخيمالك وسرايا الكاتب هما ذات أبيمالك وشوشا الكاتب, (راجع تعليقنا تحت رقم 2),
اعتراض على 2صموئيل 8: 18
انظر تعليقنا على العدد 3: 10
قال المعترض : نجد في 2صموئيل 10: 6 ولما رأى بنو عمون أنهم أنتنوا عند داود استأجروا أرام بيت رحوب 20 ألف راجل، ومن ملك ألف رجل، ورجال طوب 12 ألف رجل , ولكن 1أخبار 19: 6 و7 يقدم أرقاماً أخرى، فيقول: لكي يستأجروا لأنفسهم من أرام النهرين ومن أرام معكة ومن صوبة مركبات وفرساناً, فاستأجروا لأنفسهم 32 ألف مركبة، وملك معكة وشعبه , وهذا تناقض ,
وللرد نقول بنعمة الله : كانت بيت رحوب مملكة صغيرة في بلاد مابين النهرين، وكانت معكة وصوبة وطوب ممالك صغيرة تابعة لأرام, وتتضح سلامة الآيات من الجدول الآتي:
أراميون من بيت رحوب
ومن صوبة 000ر20 أراميون من صوبة ,, الخ 000ر32
أراميون من طوب 000ر12 أراميون من معكة
أراميون من معكة 000ر1 (لا يذكر عددهم) 000ر1
000ر33 000ر33
وكلمة مركبة في أخبار أول يمكن ترجمتها راكب مركبة أو جندي, وكان الجندي مدرّباً على الحرب في مركبة أو راجلًا أو على حصان,
قال المعترض : ورد في 2صموئيل 10: 16 و19 في ثلاثة مواضع، وفي 1أخبار 18: 3 - 10 في سبعة مواضع لفظة هدر عزر، والصحيح لفظة هدد عزر بالدال ,
وللرد نقول بنعمة الله : وردت في ذات اللغة ألفاظ بالدال والراء, قال القالي: عكدة اللسان وعكرته، أصله ومعظمه, ودجن بالمكان رجن ثبت وأقام، فهو داجن وراجن , وفي الصحاح: الصمارخ الخالص من كل شيء، ويُروى عن أبي عمرو الصمادخ بالدال, ومادهم يميدهم لغة في مارهم من الميرة, وفي الجمهرة الرجانة والدجانة الإبِل التي يُحمَل عليها المتاع من منزل إلى منزل، وغير ذلك كثير جدّا, وقد ورد في القرآن وتخلقون افكا وخرقوا له بنين وبنات بغير علم , ومستطير ومستطيل واحد، يقال استطار الشق في الحائط واستطال, وفي القرآن: كان شره مستطيراً, فإذا جاء في ذات اللغة العربية، وهي قريبة من العبرية، ألفاظ بالدال والراء فلماذا لا يجوز أن نقول هدد عزر و هدر عزر وهو اسم علم، واختلاف الأسماء يختلف باختلاف اللغات؟
قال المعترض : هناك اختلافات وتناقضات في 2صموئيل 10: 18 حيث يقول: وقتل داود من أرام سبع مئة مركبة وأربعين ألف فارس, وضرب شوبك رئيس جيشه فمات هناك , ولكن 1أخبار 19: 17 و18 يقول: وقتل داود من أرام 7 آلاف مركبة و40 ألف راجل, وقَتَل شوبك رئيس الجيش ,
وللرد نقول بنعمة الله : من دقق النظر رأى أن مراد النبي بكلمة المركبة في العبارة الأولى هو الذين فيها، وفي كل مركبة عشرة جنود, والذي يعيّن هذا المقدار العدد المذكور في سفر الأخبار، فإن الكتاب يُفسَّر ببعضه، فيكون سبعة آلاف جندي, وهو يقول وقتل داود 700 مركبة فإن المركبة لا تُقتَل، بل يُقتَل من فيها, والمراد بعبارة النبي في المحل الثاني هو الرجال، فلا تناقض ولا خلاف, وقوله فارس في محل وفي محل آخر راجل يُظهر أنهم كانوا يحاربون تارة مشاة وأخرى على الخيل, فمن نظر إلى أنهم كانوا على الخيل أطلق عليهم لفظة فرسان من باب التغليب، ومن نظر إلى أنهم كانوا مشاة أطلق عليهم كلمة مشاة من باب التغليب أيضاً,
وتوهّم المعترض أن لفظة إليهم تنافي حيلام وهو من الغرائب, فإذا قال النبي صموئيل إن داود توجّه إلى حيلام لمحاربة أعدائه، ثم قال نبي آخر في سفر الأخبار إنه توجه إليهم لمحاربتهم، فما الفرق بين الأمرين؟ وهدد عزر هو عين هدر عزر كما تقدم في تعليقنا على 2صموئيل 10: 16 و19 ، وشوبك هو عين شوبك، ورئيس الجيش هو ذات رئيس الجيش؟ فغاية المعترض أن يوهم الناس وجود اختلافات كثيرة,
قال المعترض : ورد في 2صموئيل 11: 3 بثشبع بنت أليعام ويناقضه ما ورد في 1أخبار 3: 5 بتشوع بنت عميئيل ,
وللرد نقول بنعمة الله : بتشوع هي بثشبع، ولا يخفى ما يوجد بين هاتين اللفظتين من تشابه, وقد كان أبوها يسمى تارة عميئيل وأخرى أليعام، فإنه يجوز تسمية الإنسان تارة باسمه وأخرى بلقبه أو كنيته، كما هو المعهود في كل لغة, وتقدم أنه كثيراً ما يتغير اسم الإنسان عند حدوث حادثة مهمة، بأن ارتفع بعد ضعة أو خمول، كالحالة هنا,
قال المعترض : بين 2صموئيل 12: 31 وبين 1أخبار 20: 3 اختلاف، فإن كانت عبارة صموئيل صحيحة فلتُجعَل عبارة سفر الأخبار مثلها ,
وللرد نقول بنعمة الله : لنورد الآيتين: قال صموئيل النبي: وأخرج الشعب الذي فيها ووضعهم تحت مناشير ونوارج حديد وفؤوس حديد، وأمرّهم في أتون الأجرّ, وهكذا صنع بجميع مدن بني عمون, ثم رجع داود وجميع الشعب إلى أورشليم , وفي الأخبار : وأخرج الشعب الذين بها ونشرهم بمناشير ونوارج حديد وفؤوس، وهكذا صنع داود لكل مدن بني عمون, ثم رجع داود وكل الشعب إلى أورشليم ,
فما هو الفرق بين الآيتين؟ ألا ترىأنهما توضحان إذلال داود لبني عمون حتى عاشوا في الذل مدة حياتهم؟
وجرت العادة أن يكنوا عن الشيء لبيان حال الموصوف، أو مقدار حاله، أو القصد إلى المدح أو الذم، أو اختصار أو استزادة الصياغة أو التعمية والألغاز، أو التعبير عن الصعب بالسهل أو عن القبيح باللفظ الحسن, فهنا عبر عن إذلالهم، فإن وضع الشيء تحت المنشار والنورج يدل على منتهى الانكسار والانسحاق، ويعني أنهم صاروا أذلّاء, وكلمة وضعهم هي بمنزلة نشرهم,
قال المعترض : ورد في 2صموئيل 15: 7 لفظ الأربعين، وفي الآية 8 لفظ أرام, وكلاهما غلطان، والصحيح لفظ الأربع بدل الأربعين، ولفظ أدوم بدل من أرام، وحرّف مترجمو العربية فكتبوا لفظ الأربع ,
وللرد نقول بنعمة الله : نورد النص الأصلي ليظهر الحق، فورد: وفي نهاية أربعين سنة قال أبشالوم للملك: دعني فأذهب , فقوله أربعين سنة هي مطلقة غير مقيّدة بشيء، فلم يقل بعد أربعين من ثورة أبشالوم أو ما شاكل ذلك, فيحتمل أن يكون المراد منها بعد أربعين سنة من مسح صموئيل النبي لداود ملكاً، وليس من وقت فتنة أبشالوم, فإن مَسْح داود ملكاً هو من الحوادث المهمة التي تُدوّن وتُؤرَّخ منها التواريخ، وحينئذ فلا وجه للاعتراض,
وقال يوسيفوس المؤرخ الشهير إن القراءة هي أربع سنين فيكون أربع سنين من عصيان أبشالوم، والقراءتان في غاية الصحة, فقوله: حرّف مترجمو العربية فكتبوا أربعة، قلنا: إن الترجمة في الأمور الثانوية ما دام الأصل المأخوذ عنه الترجمة موجوداً، فهو الذي يُعوّل عليه,
أما قوله إن لفظة أرام غلط وصوابه أدوم قلنا: إن لفظة أرام هي عامة، تشمل أدوم وغيرها (انظر تعليقنا على 2صموئيل 8: 1 تحت رقم 7),
قال المعترض : جاء في 2صموئيل 17: 25 أن عماسا ابن رجل اسمه يثرا الإسرائيلي، ولكن 1أخبار 2: 17 يقول إن يثرا إسماعيلي ,
وللرد نقول بنعمة الله : يثرا إسماعيلي بالميلاد، لكنه صار يهودياً, وكان اسمه الإسمعيلييثر، صار يثرا,
قال المعترض : جاء في 2صموئيل 19: 29 أن داود قسم ممتلكات مفيبوشث مع خادمه صيبا، مع أن مفيبوشث كان بريئاً، وكان صيبا كاذباً, ألا يدلّ هذا على أن داود كافأ الكذب وظلم الأمانة؟ ,
وللرد نقول بنعمة الله : (1) كان صيبا واسطة تعريف داود بمفيبوشث، فردَّ داود ممتلكات عائلة مفيبوشث له, ولما كان مفيبوشث أعرج الرجلين فقد أمر داود صيبا بالإشراف على تلك الأراضي, ودخل الطمع صيبا، فخدع داود عندما كان أبشالوم بن داود يقوم بانقلابه الفاشل على أبيه, ولم تكن حالة داود النفسية طبيعية بسبب ظروفه السياسية، فأصدر حكمه أن يأخذ صيبا ممتلكات مفيبوشث، دون أن يحقق داود في القضية, وداود في ذلك أظهر الضعف وعدم العدالة,
(2) على أن الذين يوجّهون اللوم لداود يجب أن يرجعوا إلى الاتفاق الأصلي في 2صموئيل 9: 10 حيث كلَّف داود صيبا بزراعة الأرض لحساب مفيبوشث الأعرج، وبناءً على هذا يستحق صيبا نصف المحصول, فحصول صيبا على نصف الأرض يعني أنه سيزرع نصف الأرض الآخر كله لحساب مفيبوشث, وليس في هذا شيء من عدم الإنصاف,
قال المعترض : ورد في 2صموئيل 23: 8 يوشَيْب بشَّبث التحكموني رئيس الثلاثة هو هزَّ رمحه على ثمانمائة قتلهم دفعة واحدة وورد في 1أخبار 11: 11 يشبعام ابن حكموني رئيس الثوالث هو هزَّ رمحه على ثلثمائة قتلهم دفعة واحدة , هنا ثلاثة أخطاء ,
وللرد نقول بنعمة الله : يجوز أن يكون الاسم العَلَم مركباً من اسم فاعل وجار ومجرور، فإن معنى بشّبث الرابض أي الجالس في مكانه ,
(1) هذا جائز في كل لغة، فالعَلم يكون مركّباً من مضاف ومضاف إليه مثل عبد الله ، ومن فعل وفاعل مثل جاد الحق ، ومن اسم فاعل وغيره مثل الحاكم بأمر الله و المعتصم بالله ,
(2) ظن أن كلمة هزّ رمحه هي علَم فقال إنها خطأ,
(3) العدد، فأحد النبيين اقتصر على ذكر الذين قتلهم فسقطوا صرعى، أما النبي الآخر فنظر إلى الذين قتلهم وجرحهم وولّوا الأدبار، فإنه إذا قتل 300 لابد أن يكون جرح وهرب 500 أيضاً, وكل منهما صادق ومصيب فيما قال, هذا إذا كانت الوقعة واحدة, فإذا كان كل نبي ذكر واقعةً غير الأخرى، فتكون هاتان الحادثتان مختلفتين، لا يَصْدق عليهما تعريف التناقض، لاختلاف الموضوع والزمان والمكان,
قال المعترض : ورد في 2صموئيل 24: 1 أن الله ألقى في قلب داود أن يعد بني إسرائيل، ويُؤخذ من 1أخبار 21: 1 أن الشيطان أغوى داود على ذلك, ولمَّا لم يكن الله خالق الشر عندهم لزم الاختلاف ,
وللرد نقول بنعمة الله : نعتقد أن الله هو الفاعل الحقيقي، ونسبة الإغواء والإغراء والتضليل إلى الشيطان مجاز عقلي، فإننا نعتقد أنه لا يحدث شيء إلا بإذن الله, وقد ورد صريحاً أن الله هو فاعل الخير بإرادته، وفاعل الشر بإذنه والسماح منه, وقد ورد في رسالة يعقوب 1: 13: لا يقُلْ أحدٌ إذا جُرِّب إني أُجرَّب من قِبَل الله، لأن الله غير مجرَّب بالشرور، وهو لا يجرِّب أحداً, ولكن كل واحد يُجرَّب إذا انجذب وانخدع من شهوته , وهذا يعني أن الإنسان يُعاقب ويُثاب بالنظر إلى ما يختار, ومع ذلك يقول الله إنه خالق الخير والشر (إشعياء 45: 7), فالإغواء والإغراء يُنسَب إلى الشيطان مجازاً عقلياً لعلاقته السببية، فإنه لمَّا كان هو السبب في الشر والخطايا، نُسب إليه الإغواء، وإلا فالفاعل الحقيقي هو الله, فإذا قال النبي مرة إن الله ألقى في قلب داود أن يعدّ بني إسرائيل كان جارياً على الحقيقة، وإذا نُسب ذلك في محل آخر إلى الشيطان كان مجازاً عقلياً,
وأجمع علماء الإسلام على أنه لا مؤثر مع الله في فعل من الأفعال، بل هو الموجِد لأفعال العباد, ورد في القرآن والله خلقكم وما تعملون (الصافات 37: 96) فأفعال العباد كلها بإرادته ومشيئته وحكمه وقضائه وتقديره, وورد أيضاً قوله: بل طبع الله عليها بكفرهم (النساء 4: 155) وقوله: ختم الله على قلوبهم (البقرة 2: 7) وقوله: وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه (الأنعام 6: 25) وقوله: أم على قلوب أقفالها (محمد 47: 24), ومع ذلك فللعباد أفعال اختيارية يُثابون بها إن كانت طاعة، ويُعاقبون عليها إن كانت معصية، كقوله جزاء بما كانوا يعملون (السجدة 32: 17), وكقوله: ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر (الكهف 18: 29), والحسن من أفعال العباد برضا الله تعالى (أي بإرادته) والقبيح منها ليس برضائه، ولا يرضى لعباده الكفر, ومع أنه ورد قوله والله تعالى يُضلّ من يشاء ويهدي من يشاء (إبراهيم 14: 4), إلا أنه قد تُضاف الهداية إلى النبي مجازاً بطريق التسبُّب, وقد يُسند الإضلال إلى الشيطان مجازاً، كما يُسند إلى الأصنام, ونُسب الإغواء والإضلال إلى الشيطان في القرآن,
فالله سبحانه موجد الأفعال كلها، غير أن اللائق أن ننسب له الخير، وننسب الشر للنفس تأدُّباً,
قال المعترض : ورد في 2صموئيل 24: 9 فدفع يوآب جملة عدد الشعب إلى الملك، فكان إسرائيل 800 ألف رجل ذي بأس مستل السيف، ورجال يهوذا 500 ألف رجل , وهو ينافي ما ورد في 1أخبار 21: 5 فدفع يوآب جملة عدد الشعب إلى داود، فكان كل إسرائيل مليون ومائة ألف رجل مستلي السيف، ويهوذا 470 ألف رجل مستلي السيف , فيوجد اختلاف بحسب الظاهر في نحو 330 ألف رجل ,
وللرد نقول بنعمة الله : (1) من طالع 1أخبار 27 يرى أنه كان يوجد 12 ضابطاً، يترأس كل ضابط على الجيش شهراً كاملًا، وكان تحت رئاسة كل منهم ألف جندي, فمجموع عدد الجيش الذي كان تحت رئاسة أولئك القواد هو 288 ألف جندي, وذكر في هذا الأصحاح أيضاً أنه كان يوجد غير ذلك 24 ألف جندي لأمراء أسباط بني إسرائيل، فالمجموع هو ألف جندي، وهو الفرق بين الإحصائين, فصموئيل النبي لم يلتفت إلى الثلثمائة ألف جندي لأنهم كانوا معروفين عند الملك، فهم الجيش الذي كان تحت السلاح، ولم يكن داعٍ إلى إحصائهم, وأما في سفر أخبار الأيام فضمهم إلى الإحصاء، والدليل على ذلك تعبيره عن الإحصاء الكامل بما فيه الجيش، بقوله ما معناه أن كل إسرائيل مليون ومائة ألف، أما صموئيل النبي فلم يقل كل إسرائيل، بل قال: كان إسرائيل ,
(2) كان الجيش الذي تحت السلاح نحو 30 ألف جندي كما في 2صموئيل 6: 1 محافظين على حدود فلسطين، وقد أدرجهم النبي صموئيل في الخمسمائة ألف جندي رجال يهوذا, أما في سفر الأخبار فلم يدرجهم، بل اقتصر على ذكر 470 ألف جندي, وسببه أنه لم يكن جميع الثلاثين ألف جندي من سبط يهوذا، ولذا لم يعبر في إحصاء هذا السبط بلفظة كل يهوذا كما فعل في إسرائيل بقوله كل إسرائيل ، بل كانوا من عدة أسباط, وعليه فلا يوجد اختلاف ولا تناقض,
(3) وليس هذا الحل تلفيقاً من عندنا، فإن هذه الأرقام جميعها مذكورة في التوراة, فذكر عدد الجيش الذي تحت السلاح وقواده المعتبرين، وذكر عدد الذين كانوا على الحدود, ولو لم يذكر النبي ذلك في الكتاب، لما رأى البعض هذا الاختلاف، ولما قالوا إنه يوجد تناقض واختلاف أو غلط,
قال المعترض : ورد في 2صموئيل 24: 13 فأتى جاد إلى داود وقال له: أتأتي عليك سبع سني جوع في أرضك؟ وفي سفر 1أخبار 21: 12 ثلاث سنين جوع ,
وللرد نقول بنعمة الله : راعى النبي في سفر الأخبار شدة الجوع والقحط وهي 3سنين، أما صموئيل النبي فأضاف إليها الطرفين، فأضاف إلى كلٍ منهما سنتين أخريين, فإنه لا بد أن يسبق شدة القحط سنتان يكون فيهما القحط خفيفاً نوعاً، ثم يشتد 3 سنين، وبعد هذه المدة يأخذ في التناقص شيئاً فشيئاً، ولا ينتهي إلا بعد الزرع والقلع، ويلزم لذلك نحو سنتين,
وإذا قيل ما هي الحكمة في اقتصاره على ذكر ثلاث سنين، قلنا إن الحكمة في ذلك هي المشاكلة، فإنه قال: ثلاثة أنا عارض عليك، فاختر لنفسك واحداً, إما ثلاث سنين جوع، أو ثلاثة أشهر هلاك أمام مضايقيك، وسيف أعدائك يدركك، أو ثلاثة أيام يكون فيها سيف الرب وبأ في الأرض , فذكره الثلاثة في كل المواضع هو من باب المشاكلة، وهو ذِكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته تحقيقاً أو تقديراً,
فالأول كقول القرآن: تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك (المائدة 5: 116) و مكروا مكر الله (آل عمران 3: 54), فإن إطلاق النفس والمكر في جانب الله لمشاكلة ما معه، وكذا قوله وجزاء سيئة سيئة مثلها (الشورى 42: 40) لأن الجزاء حق لا يوصف بأنه سيئة, فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه (البقرة 2: 194) فاليوم ننساهم كما نسوا (الأعراف 7: 51) و فيسخرون منهم سخر الله منهم (التوبة 9: 79), إنما نحن مستهزئون الله يستهزىء بهم (البقرة 2: 15),
والتقديري كقوله صبغة الله (البقرة 2: 138) أي تطهير الله لأن الإيمان يطهّر النفوس، وهو مأخوذ من معمودية المسيحيين، فعبَّر عن الإيمان بصبغة الله للمشاكلة,
قال المعترض : جاء في 2صموئيل 24: 24 فقال الملك لأرونة: لا بل أشتري منك بثمن، ولا أُصعد للرب إلهي محرقات مجانية, فاشترى داود البيدر والبقر بخمسين شاقلًا من الفضة , ولكن جاء في 1أخبار 21: 25 ودفع داود لأرنان عن المكان ذهباً وزنه 600 شاقل , وفي هذا تناقض ,
وللرد نقول بنعمة الله : من يقرأ هاتين العبارتين قراءة سطحية يبدو له فيهما تناقض، ولكن عندما يدقق النظر فيهما يتضح له العكس, فالآية الواردة في 2صموئيل تفيد أن داود اشترى من أرونة البيدر والبقر، بينما ما جاء في 1أخبار يفيد مبايعتين, فداود اشترى أولًا البيدر والبقر بخمسين شاقلًا من الفضة، أي بنحو ستة جنيهات ذهبية ونصف، ثم عاد فاشترى من أرنان الحقل بجملته بستمائة شاقل من الذهب، أي 1320 جنيهاً ذهبياً وفي هذا الموضع بُني الهيكل فيما بعد, وبديهي أن الهيكل قد استلزم قطعة أرض أكبر من البيدر, فليس من المعقول اتهام الكتاب بوجود تناقض فيه من جهة هذه القضية,