شبهات شيطانية ضد سفري عزرا ونحميا
قال المعترض : هناك سفر ثالث لعزرا قال عنه علماء المسيحية إنهليس إلهامياً ,
وللرد نقول بنعمة الله : كان أئمة اليهود يعتبرون سفري عزرا ونحميا سفراًواحداً، ويقولون عنهما سفر عزرا الأول وسفر عزرا الثاني, أما السفر الثالث لعزرا الذي أشار إليه المعترض فهو ذات سفر عزرا، وليس سفراً جديداً, ولنضرب مثالًا يوضّح ذلك فنقول: لا يخفى أنه ذُكر في القرآن قصة آدم وحواء وغيرهما، فإذا أتى إنسان وجمع هذه القصص في كتاب، فهل يُقال عن هذا الكتاب إنه قرآن آخر؟ حاشا وكلا! فالسفر الثالث الذي أشار إليه المعترض هو ذات سفر عزرا، وإنما وضعه إنسان وأخذه من ذات سفر عزرا، وزاده شرحاً, فكما أنه لا يجوز أن نقول إن أقوال المفسرين أو المؤرخين لقصص الأنبياء هي قرآن ثان، كذلك لا يجوز أن نقول إن الكتاب الثالث لسفر عزرا هو سفر آخر، فإنه هو ذات سفر عزرا مُفسَّراً,
قال المعترض : جاء في عزرا 1: 1 أن كورش أصدر أمره بعودة بني إسرائيل لبلادهم سنة 536 ق م, ولكن إرميا 25: 12 يقول إن بني إسرائيل يُسبون 70 سنة، في عهد يهوياكين سنة 599 ق م (2ملوك 24: 13_17) وفي هذا تناقض ,
وللرد نقول بنعمة الله : هناك سبي في عهد يهوياكين، وسبي سبقه في عهد أبيه يوياقيم (2ملوك 24: 1) سنة 606 ق م, وبين عامي 606 ق م و 536 ق م سبعون سنة,
قال المعترض : من يقارن عزرا 2 مع نحميا 7 يجد اختلافاً عظيماً في أكثر المواضع, ومع أنهما اتفقا في حاصل الجمع، فإنهما قالا إن عدد الذين أُطلقوا من سبي بابل بلغ 42360 شخصاً, ولكن إذا جمعنا ما في كلام عزرا كان 29818 وما في كلام نحميا 31089 ,
وللرد نقول بنعمة الله : (1) يذكر هذان الأصحاحان أسماء أعيان اليهود الذين عادوا من سبي بابل إلى أوطانهم، وهما متشابهان في الكليات، وإنما لا يُنكر حصول اختلاف جزئي بينهما، ولو أن المعترض يبالغ بقوله إن هناك اختلافاً عظيماً في أكثر المواضع , غير أنه يعترف أن النصّين متفقان في حاصل جمع عدد الراجعين من السبي, أما الاختلاف الجزئي في الأرقام فلا يقدِّم ولا يؤخِّر في عقيدة أو ممارسة دينية,
وقد يرجع الاختلاف الطفيف في الأرقام إلى خطأ النسّاخ, (انظر تعليقنا على 2ملوك 8: 26), وقد يكون أن أحد الرقمين أغفل عدد الراجعين من الأسباط، واقتصر على ذكر الراجعين من سبطي يهوذا وبنيامين,
(2) لا بد أنه سافر أيضاً غير الذين كتبوا أسماءهم في بابل، فزاد كشف نحميا, ولهذه الأسباب المتقدمة لم يرد في سفر نحميا ذِكر لمغبيش، مع أنه ذُكر في عزرا 2: 30 فإنه ربما كان في نيته السفر إلى أورشليم، ثم عدل عن ذلك بعد أن كتب عزرا اسمه,
(3) وزد على ذلك اختلاف الأسماء، فعادة اليهود وغيرهم أن يكون للشخص اسم ولقب وكنية، مثلًا بنو حاريف المذكور في نحميا 7: 24 تُسمّى في عزرا 2: 18 بني يورة، وفي نحميا 7: 47 بنو سيعا وهو مذكور في عزرا 2: 44 بنو سيعها، وغيره,
اعتراض على عزرا 3: 2
انظر تعليقنا على 1أخبار 3: 19
قال المعترض : ذكر بعض الأئمة المسيحيين أن نحميا 12: 1-26 ليس إلهامياً ,
وللرد نقول بنعمة الله : قال أثناسيوس وأبيفانيوس وذهبي الفم، من أئمة الدين المسيحي إن كان وحياً لعزرا النبي، ولكن ثبت بعد التحقيق أنه كان وحياً لنحميا، كما قال علماء اليهود, وأن ما ورد في 12: 1_26 من تسجيل أسماء بعض مشاهير اليهود دوّنه أحد الأنبياء الذين جاءوا بعد نحميا، لأن بعض هؤلاء الأشخاص كانوا في عصر دارا ملك الفرس، وكان دارا بعد نحميا بمائة سنة, ولكن جرت عادة أنبياء الله أن يدرجوا في كتب من تقدمهم من الأنبياء ما يحدث في عصرهم لتمام الفائدة,
قال المعترض : قال آدم كلارك إنه سقطت من الترجمة اليونانية نحميا 12: 3 إلا لفظة شكنيا، والآيات 4 -6 و9 و37-41 والمترجم في العربية أسقط من آية 1_26 و29 ,
وللرد نقول بنعمة الله : (1) هذه الآيات موجودة في الأصل العبري الذي يجب أن يعوَّل عليه ويُرجع إليه,
(2) هذه الآيات هي أسماء الذين أتوا من السبي، وقد ذُكرت في مواضع أخرى من كتاب الله، فذُكرت في سفر عزرا وفي سفر أخبار الأيام وغيره, فإذا أسقطهما مترجم من مكان فلا يستطيع أن يسقطهما من مكان آخر, ثم أن هذه أسماء أعلام وليست من الكلام الذي يترتب عليه الأحكام,