شبهات شيطانية ضد سفر أستير

قال المعترض : اختلفوا في النبي الذي كتب سفر أستير ,

 

وللرد نقول بنعمة الله : كان سفر أستير وحياً لعزرا، فالحوادث المذكورة فيه حصلت في عصره, ولهذا السفر منزلة كبرى عند الأمة اليهودية، فهو مثل كتب موسى في الاعتبار, ومن الروايات المتواترة عندهم أنه مهما يحصل لكتب الأنبياء فالله سبحانه يحفظ بعناية خصوصية كتب موسى وأستير, أما كتاب أستير فيشمل على ارتقاء إحدى اليهوديات إلى منزلة رفيعة في مملكة الفرس، وكيف جعلها الله واسطة إنقاذ الأمة اليهودية من سوء مكائد هامان ورفقائه، وردَّ الله كيدهم بأن أسقطهم في الحفرة التي حفروها لشعب الله, والأمة اليهودية تحتفل بهذا العيد إلى يومنا هذا، ولا يتصور أن أمة تحتفل مدة أجيال متتابعة بهذا العيد كل سنة إذا لم يكن للحوادث العجيبة المذكورة في هذا السفر أصل,

والقرآن خلط فجعل هامان وزيراً لفرعون، مع أنه كان وزيراً لأحشويروش ملك الفرس، هذا من أغلاطه الفاضحة، فلم تخبرنا التوراة التي هي أقدم تاريخ في الدنيا (ومنها اقتبس محمد قرآنه) بأنه كان لفرعون وزير اسمه هامان، بل قالت إن هامان هو وزير لأحشويروش,

قال المعترض : عشر آيات في الأصحاح العاشر وستة أصحاحات من (الأصحاح 11 إلى 16) من سفر أستير ليست إلهامية ,

وللرد نقول بنعمة الله : حافظ اليهود على كتبهم بغاية الحرص، ولا يوجد عندهم عشر آيات من (الأصحاح 10) ولا ستة أصحاحات (من 11 إلى 16) ولا شك أنهم هم الذين يُرجَع إليهم ويُعوّل عليهم في حفظ كتبهم المقدسة وتواريخ حوادثهم العجيبة,

ولكن لسفر أستير صيغتان، صيغة قصيرة هي الأصل العبري الذي يُركن إليه، وصيغة طويلة هي الترجمة اليونانية، وهي التي يشير إليها المعترض, كما أن الترجمة اليونانية تشتمل على ملحق يشرح أصل الترجمة اليونانية, وقد ترجم القديس إيرونيموس هذه الإضافات,

الصفحة الرئيسية