شبهات شيطانية حول نبوة إشعياء
قال المعترض : سقط من كتاب إشعياء 27 أصحاحاً ,
وللرد نقول بنعمة الله : لا ندري من أين جاء المعترض بهذا الاعتراض, هل استند على آراء أفاضل العلماء الذين يُركن عليهم، أم على الجهلاء الذين دأبهم المشاغبة والافتراء والتعنّت؟ لم يقل أحد من العلماء المتقدمين ولا المتأخرين مثل هذا القول، فهو من الأقوال الصبيانية التي يجب على الفاضل أن يتنزّه عنها، وهو مثل قولهم إن التوراة والزبور وكتب الأنبياء رُفِعَت إلى السماء، ومثل قولهم إن التوراة والإنجيل في القرآن، والقرآن في البسملة، والبسملة في الباء، والباء في نقطتها، يعني أن الدين هو عدم! فالسكوت عن مثل هذه الأقوال هو الردّ,
قال المعترض : 27 أصحاحاً من كتاب إشعياء ليس إلهامية على قول الفاضل استاهلن الألماني ,
وللرد نقول بنعمة الله : أجمع كل اليهود والمسيحيين على أن كل نبوّات إشعياء هي وحي إلهي, إلى أن قام في أواخر سنة 1800 م بعض الذين لا يؤمنون بوحي ولا إلهام، وينكرون النبوّة, ولمَّا رأوا أن السبعة وعشرين أصحاحاً تتضمن نبوات عن الأمم الوثنية، وعن إنقاذ بني إسرائيل بواسطة كورش وعما يحصل لهم من الفداء بواسطة المسيح، وغير ذلك من الحوادث المستقبلة التي أنجزها الله كما قال النبي، انذهلوا وأنكروا النبوة, فقام معاصروهم ودحضوا أقوالهم,
وبصرف النظر عن ذلك فلغة السبعة وعشرين أصحاحاً هي مثل لغة باقي نبوات إشعياء، فتشبيهاته واستعاراته ومجازاته وعباراته واحدة, فمن الاستعارات من العالم النباتي التشبيه بأشجار السرو والبلوط, ولكن المعترضين غضّوا الطرف عن الأدلة الداخلية وهي وحدة العبارات، وذهبوا إلى أن السبعة وعشرين أصحاحاً من نبواته ليست منه، لأنها تشتمل على نبوات صادقة بهرت عقولهم, ونحن نتعجب من المعترض، وهو يطلق على استاهلن الألماني أنه من الأفاضل، ليوهم أنه من المتّقين، مع أنه من الملحدين!
وماذا يقول هذا المعترض المتعنت إذا أوردنا له قول عيسى بن صبيح، المكني بأبي موسى، المُلَقّب بالمزدار، الذي قال إن الناس قادرون على الإتيان بمثل القرآن فصاحة ونظماً وبلاغة، وهو الذي بالغ في القول بخلق القرآن وكفّر من قال بقِدَمه؟ وماذا يقول في أصحاب ابراهيم بن سيار النظام الذي قال إن العرب كانوا قادرين أن يأتوا بمثل القرآن لكن الله صرفهم، واشتهر بالوقيعة في كبار الصحابة، وقال إن عمراً ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الحسن من بطنها، وكان يصيح: أحرقوها بمن فيها وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين، فهل نقتبس أقوال هؤلاء على أنها أقوال أفاضل؟
اعتراض على إشعياء 1: 11
انظر تعليقنا على لاويين 1: 9
قال المعترض : ورد في إشعياء 7: 8 وفي 65 سنة ينكسر أفرايم حتى لا يكون شعباً , وهذا غلط، لأنّ سلطان أشور تسلّط على أفرايم في السنة السادسة من جلوس حزقيا كما في 2ملوك 17 و18 ففنيت أرام في 21 سنة ,
وللرد نقول بنعمة الله : لا يخفى أن المعترض ذكر شيئاً وترك كعادته أشياء، ولكن الحوادث تقول: بعد أن نطق إشعياء النبي بهذه النبوة بسنة أو سنتين جاء تغلث فلاسر ملك أشور وحارب ملك إسرائيل وقتل وسبى كثيرين (2ملوك 15: 29), وهذا هو السبي الأول, أما السبي الثاني فكان في حكم هوشع ملك إسرائيل، فإنه جاء شلمنأصر ملك أشور بعد النطق بهذه النبوة بعشرين سنة وسبَى ملك إسرائيل ورجالَ دولته (2ملوك 17: 1_6 و18: 9_12), ولكن السبي الثالث الذي أزال مملكة إسرائيل من الوجود كان في أيام أسرحدون ملك أشور، ففي هذه المرة أتى بأجانب إلى السامرة، وأنشأ مستعمرة فيها، وسبى أيضاً منسى ملك يهوذا في السنة الحادية والعشرين من ملكه, فزوال مملكة السامرة من الوجود كان بعد 65 سنة من وقت النطق بهذه النبوة (عزرا 4: 2 و3 و10 و2ملوك 33: 11), فالمعترض اقتصر على سبي واحد من هذه,
أما ادّعاء المعترض أنه ينقل عن أجِلّاء المسيحيين فهذا في غير محله، فدأبه النقل عن ملحد أو جاهل, وإذا نقل عن فاضل اقتضب كلامه وذكر طرفاً منه، وصرف النظر عن الجزء الذي تتم به الفائدة,
اعتراض على إشعياء 7: 14
انظر تعليقنا على متى 1: 22 و23
قال المعترض : كيف يكون المسيح رئيس السلام (إشعياء 9: 6) ويقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام (متى 21: 12) ويقول: أتظنون أني جئت لأعطي سلاماً على الأرض؟ كلا أقول لكم! بل انقساماً (لوقا 12: 51),
وللرد نقول بنعمة الله : المسيح رئيس السلام لأنه يصالح البشر الخطاة مع الله، ثم يمنحهم السلام القلبي والراحة الروحية (يوحنا 14: 27 وفيلبي 4: 7 وكولوسي 3: 15),
وعندما طرد المسيح التجار والصيارفة من الهيكل كان يساند شريعة الله، ويوسّع مكاناً للعابدين، ويوقف سوء استخدام بيت الله (متى 21: 13, قارن إشعياء 66: 7),
ولقد حذّر المسيح تلاميذه من الاضطهاد الذي سيقع عليهم من أعدائهم، وفي نفس الموقف أكدّ لهم السلام الروحي الذي سيمنحه لهم وسط ضيقتهم (يوحنا 16: 33), كما منع تلاميذه من الإمساك بالسيف دفاعاً عن أنفسهم، لأن الذين يتقلّدون السيف بالسيف يهلكون (متى 26: 52 , قارن لوقا 9: 54_56), لا تناقض إذاً, المسيح يشرح طبيعة ملكوته، وهو السلام, ويشير إلى ما سيلقاه أتباعه من الشدائد والضيقات على الأرض,
قال المعترض : جاء في إشعياء 21: 7 فرأى رُكاباً أزواج فرسانٍ، رُكابَ حميرٍ، رُكابَ جمالٍ وعبارة ركاب حمير نبوة عن المسيح الذي دخل أورشليم راكباً حماراً، وعبارة ركاب جمال نبوة إلى محمد، بدليل أنه كان دائماً يركب الجمال ,
وللرد نقول بنعمة الله : يدل سياق الكلام على أن لا إشارة هنا إلى المسيح ولا إلى محمد، إنما هذا الأصحاح نبوة عن سقوط بابل، كما يظهر من عدد 9, والعبارتان ركاب الحمير وركاب الجمال تدلان على الكيفية التي يتم بها تبليغ هذا الخبر, وقد تم سقوط بابل على عهد داريوس سنة 519 و513 ق,م,
اعتراض على إشعياء 39: 2 و6
انظر تعليقنا على 2ملوك 18: 14-16
قال المعترض : ورد في إشعياء 40: 5 فيُعلَن مجد الرب ويراه كل بشرٍ معاً، لأن فم الرب تكلم , وفي الترجمة اليونانية زيدت لفظة خلاص هكذا فيُعلَن مجد الرب ويرى كل بشر معاً خلاص إلهنا، لأن فم الرب تكلم , فقال آدم كلارك بعدم وجود كلمة خلاص إلهنا في الأصل العبري مطلقاً، مع أن لوقا البشير اقتبسها في (3: 6) من الترجمة اليونانية ,
وللرد نقول بنعمة الله : لوقا البشير لم يقتبسها من إشعياء 40: 5 بل من مزمور 98: 2 وإشعياء 52: 10 ونص الآية أعلن الرب خلاصه لعيون الأمم , وقول كلارك صحيح، ولكن هذا لا ينافي وجودها في آيات أخرى,
قال المعترض : جاء في إشعياء 40: 18 فبمن تشبِّهون الله، وأيَّ شيءٍ تُعادلون به؟ بينما يتحدث مزمور 44: 3 عن يمين الله وذراعه ونور وجهه، كما جاء ذلك في أماكن كثيرة أخرى ,
وللرد نقول بنعمة الله : (1)التساؤل في إشعياء 40: 18 هو تساؤل إن كان هناك ندٌّ لله أو معادل له، يفعل مثلما يفعل سبحانه، وهو الذي كال الماء بيده، وقاس السماوات بالشبر، ووزن الجبال بالقبَّان والآكام بالميزان (آيات 12-17), ولذلك لا يجب على المعترض أن يتساءل حول من يشبه الله في ملامحه وتقاطيع وجهه وغير ذلك من الصفات الجمسية، فتساؤل إشعياء يدور حول من يشبه الله في قدرته وعظمته,
(2) راجع تعليقنا على تكوين 6: 6 و7,
قال المعترض : جاء في إشعياء 42: 1_4 هوذا عبدي الذي أعضده، مختاري الذي سُرّت به نفسي, وضعتُ روحي عليه، فيُخرج الحق للأمم, لا يصيح ولا يرفع ولا يُسمِع في الشارع صوته, قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة خامدة لا يطفئ, إلى الأمان يُخرج الحق, لا يكلّ ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض، وتنتظر الجزائر شريعته , وهذه نبوة عن محمد ,
وللرد نقول بنعمة الله : إذا اعتبرنا صحة ما رواه ابن هشام والطبري وابن الأثير والخطيب والواقدي وغيرهم من كتبة المسلمين عن محمد، لا يسعنا أن نصدّق أن الموصوف بالسلام والوداعة في الآيات المذكورة هو النبي المتقلّد بالسيف, ومع ذلك فقد جاء في متى 12: 15_21 أن الموصوف بالسلام هو المسيح، وقد تمت فيه كل النبوة المشار إليها,
قال المعترض : جاء في إشعياء 42: 10_12 غنّوا للرب أغنية جديدة، تسبيحه من أقصى الأرض، أيها المنحدرون في البحر وملؤه، والجزائر وسكانها, لترفع البرية ومدنُها صوتَها، الديارُ التي سكنها قيدار, لتترنم سكان سالع, من رؤوس الجبال ليهتفوا, ليعطوا الرب مجداً ويخبروا بتسبيحه في الجزائر , وكلمة قيدار اسم قبيلة من قبائل العرب، فهذه نبوة عن محمد، والترانيم الجديدة ترمز لاعتناق قبائل العرب دين الإسلام ,
وللرد نقول بنعمة الله : لا يمكن أن الترانيم تشير إلى شيء في الإسلام ولا هي معروفة عند المسلمين، كما أن قيدار ليست من المحتّم أن تشير إلى الإسلام، وإن كانت من قبائل العرب، لأن من المؤكد أن كثيراً من قبائل العرب كانت تدين بالدين المسيحي، مثل قبيلة حِمير وغسان وربيع ونجران إلخ, ولمَّا قويت شوكة المسلمين أكرهوهم على اعتناق دينهم، أو نفوهم من بلادهم,
ولكن هذه الآيات تتمة لآيات 1_4 التي تشير إلى انتشار الديانة المسيحية حتى في بلاد العرب نفسها كما تنتشر في جزائر البحر (عدد 10), أما قوله عبدي (عدد 1) فمشروح في إشعياء 49: 3 حيث يظهر أن المراد به هو إسرائيل، وهو لا شك إسرائيل الله، أي الذي يؤمنون بالمسيح (غلاطية 6: 16) والمسيح رأسهم لأنه قيل عنه إنه رأس الجسد الكنيسة (كولوسي 1: 18) لهذا فسّر قدماء اليهود كلمة عبدي في إشعياء 52: 3 بالمسيّا المنتظَر, وعلى كل حال فالمسيح من إسرائيل جاء، وإياه يمثل، أما محمد فلا هذا ولا ذاك,
اعتراض على إشعياء 45: 5
انظر تعليقنا على مزمور 82: 6
قال المعترض : جاء في إشعياء 45: 7 أن الله خالق الشر, وهذا يناقض ما جاء في عاموس 5: 15 من أمر الله للبشر أن يبغضوا الشر ,
وللرد نقول بنعمة الله : انظر تعليقنا على التثنية 32: 4,
قال المعترض : إشعياء 53 نبوة عن محمد، بدليل (1) لأنه وُلد في بلاد العرب وكان كعِرْقٍ من أرض يابسة , (2) لأنه دُفن في المدينة فجُعل مع الأشرار قبره , (3) لأنه رأى ثمرة أتعابه, وعليه تمت النبوة القائلة من تعب نفسه يرى ويشبع , (4) قيل في هذا الأصحاح مع العظماء يقسم غنيمة وقسم محمد الغنيمة مع أنصاره, (5) تمت فيه هذه الكلمات: سكب للموت نفسه في حين أن المسيح لم يمت بل ارتفع إلى السماء حياً ,
وللرد نقول بنعمة الله : (1) الأعداد (5_8) من هذا الأصحاح لا تشير إلا للمسيح، وهاك نصها: مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا، تأديب سلامنا عليه، وبحُبُره شُفينا, كلنا كغنم ضللنا، مِلنا كل واحد إلى طريقه، والرب وضع عليه إثم جميعنا, ظُلِمَ أما هو فتذلل ولم يفتح فاه، كشاةٍ تُساق إلى الذبح وكنعجةٍ صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه, من الضُّغطة ومن الدينونة أُخذ، وفي جيله من كان يظن أنه قُطع من أرض الأحياء، أنه ضُرب من أجل ذنب شعبي ,
(2) إن نصفي عددي 9 و12 لا يناسبان محمداً,
(3) أما من حيث كونه يقسم غنيمة فالآية تقول إن ذلك يتم بعد موته، وتم ذلك فعلًا للمسيح بمعنى روحي أكمل وأعظم، لأن بعد موته وصعوده حالًا ابتدأ الناس من كافة الأمم والشعوب أن يؤمنوا به ويحبوه كفاديهم وإلههم, وليست غنيمة كهذه,
(4) أما أن محمداً دُفن في المدينة وليس في مكة ومن أجل ذلك جُعل مع الأشرار قبره، فلا ندري لأي سبب اعتبروا المدينة شريرة مع أن أهلها من الأنصار الذين دافعوا عنه جهد استطاعتهم، في حين أن أهل مكة رفضوه وناصبوه العدوان,
(5) كل جزئيات هذه النبوة تمت في المسيح، ما هو حرفي فحرفي، وما هو روحي فروحي، عدا ما فيها مما لا يمكن إسناده لغير المسيح، أو على الأقل لا يمكن إسناده إلى مقاتلٍ كمحمد,
وخلاف ذلك فقد أجمع اليهود الأولون أن هذا الأصحاح نبوة عن المسِيّا المُنتَظَر، وكذلك كتبة أسفار العهد الجديد المُلهَمين اقتبسوا كثيراً من أقوال هذا الأصحاح كنبوات عن المسيح التي عاينوا إتمامها فيه, ومثل هذا الأصحاح (مزمور 22) الذي قد تم أيضاً في المسيح لا سواه,
قال المعترض : لا يمكن أن القول مجروح لأجل معاصينا (إشعياء 53: 5) ينطبق على المسيح، ولا بد أنه يشير إلى نبي سبق كاتب هذه النبوَّة، أي سابق لإشعياء النبي ,
وللرد نقول بنعمة الله : حتى لو افترضنا هنا ما افترضه المعترض في مزمور 22 أن صيغة الماضي تتحدث عن نبي سبق النبي الذي ألقى النبوة (سواء كان داود أو إشعياء) فإننا نجد أن العهدين القديم والجديد يتفقان على أنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة (عبرانيين 9: 22),
ولا يمكن أن يكون الافتراض صحيحاً، لأنه لا التوراة ولا الإنجيل ولا القرآن ذكروا من هو النبي الذي تحققت فيه نبوّتا داود وإشعياء، مما يبرهن أنه لا يقدر إنسان أن يكفّر عن خطايا كل البشر,
وكل من له دراية باللغة العبرية (والعربية أيضاً) يعرف أن الفعل الماضي قد يعني المستقبل أيضاً، إن كانت الحادثةُ القادمةُ قادمةً لا ريب فيها, عندها يتحدثون عنها في صيغة الماضي, وهذا ما نجده مثلًا في سورة القمر عند وصف اليوم الآخِر وانشقَّ القمر فيستخدم الماضي عن حادثة لا بد آتية,
وليس لدى الله ماضٍ وحاضر ومستقبل، فالكل عنده حاضر, وفي العبرية يُستخدم الفعل الماضي للتعريف بحالة ثابتة مستمرة, وقد فهم علماء الدين اليهود إشعياء 53 كنبوَّة عن المسيح الآتي, فيوضح الترجوم أن كلمة عبدي الواردة في إشعياء 52: 11 تعني المسيا, وقال سليمان يارحي: فسّر آباؤنا هذه الكلمة بأنها تشير للمسيا، لأن المسيا مضروب كما هو مكتوب: لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحمَّلها , وقال الربي موسى الشيخ إنها تشير للمسيا الملك,
وفي تعليق سليمان يارحي على زكريا 4: 7 اقتبس إشعياء 52: 13 وقال إنهما تشيران للمسيا,
قال المعترض : جاء في إشعياء 54: 1 ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد, أشيدي بالترنم أيتها التي لم تتمخض، لأن بني المستوحشة أكثر من بني ذات البعل، قال الرب , وهذه نبوة عن محمد ,
وللرد نقول بنعمة الله : ظن المسلمون أن هذه الآية نبوة عن محمد لأنه من ذرية اسمعيل، وأن أتباعه يزدادون عن أتباع أنبياء إسرائيل, ولكن لهذه الآية معنيان: معنى حرفي ومعنى روحي، فالحرفي هو أن بني إسرائيل سيُعتَقون من أسر بابل ويُردّون إلى أورشليم, وتمت هذه النبوة بالمعنى الحرفي المذكور في أيام كورش ملك فارس سنة 536 ق,م (انظر عزرا 1), والمعنى الروحي شرَحه بولس الرسول (انظر غلاطية 4: 21_31) حيث تمّ عندما رجعت الأمم عن عبادة الأصنام التي دانوا لها من قديم الزمان إلى عبادة الله، وقبلوا إنجيل المسيح, ومن غريب الاتفاق أن بولس قرر في هذا الأصحاح عدم أفضلية بني هاجر على بني سارة الروحيين، عدا حرمانهم من الميراث,
قال المعترض : ما جاء في إشعياء 63: 1_6 نبوة عن محمد بدليل أنه من حَمَلة السيف، كما أن بصرة المذكورة هنا هي مدينة بصرة الشهيرة ,
وللرد نقول بنعمة الله : نجد في العدد الأول أن بصرة من بلاد أدوم، وتُدعى اليوم البصيرة وتقع على مسافة قصيرة من جنوب البحر الميت,
ثم إذا قارنّا آية 5 من هذا الأصحاح مع إشعياء 59: 15 و16 نجد المحارب المشار إليه هو رب الجنود، الذي انتقم من أدوم على خطاياه, وورد مثل هذا الوصف في رؤيا 19: 11-16, حيث يظهر أن المحارب هو كلمة الله الذي سيعاقب الفجار ويهزمهم نهائياً ويضع كل أعدائه تحت قدميه (1 كورنثوس 15: 25),
قال المعترض : جاء في إشعياء 63: 17 سؤال النبي لله: لماذا أضللتنا يارب عن طرقك؟ فهل هذا معقول؟ ,
وللرد نقول بنعمة الله : انظر تعليقنا على التثنية 32: 4
قال المعترض : قال آدم كلارك: بما أن معنى إشعياء 64: 5 غير واضح، فلابد أن يكون قد حصل فيها تحريف من نقل الناسخ ,
وللرد نقول بنعمة الله : معنى هذه الآية ظاهر لا يحتاج إلى إعمال فكر ونظر، ونصها: ها أنت سخطت إذ أخطأنا, هي إلى الأبد فنخلص يعني رحمتك إلى الأبد فنخلص, وبما أن الكتاب المقدس يفسر بعضه بعضاً فنقول ورد في مزمور 103: 17 أما رحمة الرب فإلى الدهر والأبد على خائفيه , وورد في إشعياء 54: 7 و8 لحيظة تركتُك، وبمراحم عظيمة سأجمعك, بفيضان الغضب حجبتُ وجهي عنك لحظة، وبإحسانٍ أبديٍّ أرحمك، قال وليُّك الرب , ومما يؤيد ذلك ما ورد في مزمور 30: 5 و103: 9, على أن هذه العبارة هي كقوله عن الروح: إذا بلغت التراقي وقوله عن الشمس: حتى توارت بالحجاب مع أنه لم يذكر في الكلام السابق الروح ولا الشمس, فالكلام الواضح لا يحتاج لتوضيح,
قال المعترض : الآيات الواردة في إشعياء 65: 1_6 نبوة عن اهتداء العرب إلى الإسلام، والآيات التي بعدها تنبئ عن خطايا اليهود والنصارى التي بسببها رفضهم الله ,
وللرد نقول بنعمة الله : (عدد 1) نبوة عن اهتداء كثير من الأمم إلى المسيح، ولو أن من (عدد 2_6) تُذكر خطايا اليهود, لكن من (عدد 8_10) يصرّح أن الله لا يرفض شعبه المحبوب رفضاً نهائياً، بل يعود ويقبلهم (انظر رومية 11) ولم يرِدْ هنا شيء بخصوص المسيحيين ولا عن محمد,