8 - شبهات شيطانية حول رسالتي تيموثاوس ورسالة تيطس
قال المعترض : ورد في 1تيموثاوس 2: 3 و4 مخلِّصنا الله، الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يُقبلون ولكن ورد في 2تسالونيكي 2: 11 و12 ولأجل هذا سيرسل إليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب، لكي يُدان جميع الذين لم يصدقوا الحق بل سُرُّوا بالإثم , فيُعلَم من الأول أن الله يريد أن يخلص جميع الناس، ومن الثاني أن الله يرسل إليهم عمل الضلال فيصدقون الكذب ثم يعاقبهم عليه ,
وللرد نقول بنعمة الله : كان الواجب على المعترض أن يذكر أيضاً 2تسالونيكي 2: 10 لتُظهر المعنى، ونصها: لأنهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا، ولأجل هذا سيرسل إليهم الله عمل الضلال , فمن حقائق المسيحية أن الله يود أن جميع الناس يقبلون الحق وتستنير أذهانهم، ولهذه الغاية أرسل الأنبياء والرسل لهداية الناس إلى الحق، فمن أصرّ على العناد أسلمه لقساوة قلبه, وقد أرسل موسى إلى فرعون المرة بعد الأخرى، فخالف وعاند، فأسلمه الله لقساوة قلبه, هذا هو معنى الآيات التي أوردها المعترض,
وإذا استقبح المعترض قول الكتاب المقدس إن الله أرسل إليهم عمل الضلال، نقول إنه ورد في الأعراف 7: 186 من يضلل الله فلا هادي له , وفي عدد 179 ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس، لهم قلوب لا يفقهون بها، ولهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها, أولئك كالأنعام بل هم أضل , وبعض هذه الأقوال مأخوذ من قول إشعياء النبي: تسمعون سمعاً ولا تفهمون، ومبصرين تبصرون ولا تنظرون، وغمضوا عيونهم لئلا يبصروا بعيونهم ويسمعوا بآذانهم ويفهموا بقلوبهم ,
اعتراض على 1تيموثاوس 2: 5
انظر تعليقنا على رومية 8: 26
اعتراض 1تيموثاوس 4: 4
انظر تعليقنا على رومية 14: 14
قال المعترض : كان الرسل إذا تكلموا في أمر الدين، أو كتبوا، يحفظهم الإلهام, ولكنهم كانوا أناساً وذوي عقول، ويكتبون بمقتضى عقولهم بغير الإلهام في الحالات العامة، لذلك كان يمكن لبولس أن يكتب بدون الإلهام إلى تيموثاوس استعمل خمراً قليلاً من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة كما في 1تيموثاوس 5: 23 ,
وللرد نقول بنعمة الله : (1) يرى بعض المعاندين أن كتب الوحي تنقسم إلى أقوال موحى بها وأقوال غير موحى بها، ويحكمون في ذلك حسب أهوائهم, وما دروا أن كل الكتاب موحى به ولكنهم ارتكنوا على حكمتهم غير معتمدين على حكمة الله, وكان الواجب عليهم أن يؤمنوا بكل ما أوحاه الله لأنبيائه، فإنه كله صحيح ومفيد، ويصح أن يُطلق عليه قوله الذي قاله على الخليقة ورأى الله ذلك أنه حسن ,
(2) الروح القدس هو الذي ألهم الرسول إلى كتابة هذه العبارة، والدليل على ذلك قوله في آية 21 (قبل هذه الآية بآيتين) أناشدك أمام الله والرب يسوع المسيح والملائكة المختارين أن تحفظ هذا, لا تضع يداً على أحدٍ بالعَجَلة, احفظ نفسك طاهراً, لا تكن في ما بعد شرَّاب ماء، بل استعمل خمراً قليلاً من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة , فإن الله يريد أن الناس يلتفتون إلى صحتهم، ولا سيما أتقياءه، فإن حياة تيموثاوس كانت مهمة لجماعة الله في كنيسة أفسس حتى أرشد روح الله الرسول بولس إلى هذه النصيحة، لأنه إذا تمكن المرض منه لا يقدر أن يقوم بوعظ المؤمنين وتثبيتهم في الإيمان,
(3) أوضح الرسول بذلك جواز استعمال الخمر للدواء، ولا يخفى أنه يجوز تعاطي السم للتداوي ولكن بقدر قليل جداً، وكذلك الخمر, فالإكثار منه يضر، والقليل منه يقوي جسم المريض، متى رأى الطبيب ذلك, جاء في النحل 16: 67 ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سَكَراً ورزقاً حسناً, إن في ذلك لآية لقوم يعقلون وقال في سورة البقرة 2: 219 يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس، وإثمهما أكبر من نفعهما , وعبارة الرسول بولس صحيحة صادقة لغاية يومنا هذا، لأن القليل منه يفيد، وهو دواء للمعدة,
قال المعترض : جاء في 2تيموثاوس 1: 10 أن المسيح أبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل, ولكن العبرانيين 9: 27 تقول إنه وُضع للناس أن يموتوا ,
وللرد نقول بنعمة الله : المسيح أبطل الموت بمعنى أنه كسر شوكته وأزال رعبه، فلم يعُد الموت موتاً جباراً، بل ملاكاً رقيقاً ينقل المؤمن إلى بيته الأبدي في السماء, فالموت الجسدي موجود، ولكنه ليس موتاً بل انتقال, ثم سيجيء وقت يتوقف فيه الموت عن العمل نهائياً عند مجيء المسيح ثانية,
راجع تعليقنا على تكوين 2: 17
قال المعترض : يكتب بولس لتيموثاوس: الرداء الذي تركته في ترواس عند كاربس، أحضره متى جئت، والكتب أيضاً ولا سيما الرقوق (2تيموثاوس 4: 13) أو أن يكتب أرستس بقي في كورنثوس، وأما تروفيمس فتركتُه في ميليتس مريضاً (2تيموثاوس 4: 20), ويكتب إلى فليمون آية 22 ومع هذا أعدِدْ لي أيضاً منزلاً لأني أرجو أنني بصلواتكم سأُوهب لكم , فكيف تكون هذه الكتابات الشخصية إلهامية؟
وللرد نقول بنعمة الله : يرى الذين يؤمنون بوحي بعض الكتب المقدسة وينكرون البعض الآخر أن طلب الرسول الرداء من تيموثاوس يحطّ بقدر الوحي الإلهي، وهو خطأ جسيم, فإن هذه العبارة ناطقة بأن بولس ترك الدنيا وأمجادها وصيتها وراحتها، وآثر أن يقاسي الأتعاب والشدائد (اقرأ 2كورنثوس 11: 23 - 27), فهذا الرسول الجليل القدر، نراه الآن مع تقدمّه في السن مسجوناً في روما يطلب رداءً,
أما قوله: الكتب فمراده الكتب التي كتبها بإلهام الروح القدس، والمراد بالرق التوراة، فإنه لما رأى بعين النبوة أنه أزف وقت انتقاله، رغب أن يترك هذه الآثار الثمينة للمؤمنين لاستعمال الكنيسة, فانظر إلى اهتمامه بالإيمان اليقين، وهو في سجنه مكبل بالأغلال والسلاسل,
اعتراض على تيطس 1: 15
انظر تعليقنا على رومية 14: 14