2 - شبهات شيطانية حول إنجيل مرقس
مقدمة لإنجيل مرقس
قال المعترض : قال إيريناوس إن مرقس، تلميذ بطرس ومترجمه، كتب بعد موت بطرس وبولس الأشياء التي وعظ بها بطرس , وقال لاردنر: أظن أن مرقس لم يكتب إنجيله قبل سنة 63 أو سنة 64 لأنه لا يُتخيَّل وجه معقول لقيام بطرس في الروم قبل هذا , وهو مثل ما قال إيريناوس, وقال باسينج موافقاً لإيريناوس إن مرقس كتب إنجيله في سنة 66, فثبت أن بطرس لم يرَ إنجيل مرقس يقيناً, أما رواية رؤية بطرس لهذا الإنجيل فضعيفة لا يُعتدّ بها ,
وللرد نقول بنعمة الله : أجمعت التقاليد الصحيحة على أن مرقس البشير كان تلميذ بطرس وترجمانه، والإنجيل ناطق بأنه كانت توجد علاقة وثيقة بين الرسول بطرس وبين عائلة البشير مرقس، حتى أنه لما أطلق ملاك الله بطرس من السجن توجَّه إلى بيت مريم أم مرقس، فإن الرسل كانوا مجتمعين في بيتها يقدمون الصلوات والابتهالات لله (أعمال 12: 12), قال بابياس: لما كان مرقس البشير ترجمان بطرس الرسول، كتب ما سمعه منه عند إلقاء عظاته، بدون مراعاة زمن حصول الحوادث في تاريخ المسيح, ولكنه أخذ عن بطرس الأقوال التي يلقيها حسب مقتضيات الأحوال , وقد ذكر يوسابيوس في تاريخه الكنسي شهادة إيريناوس بهذا الصدد، وكذلك شهادة أكليمندس أسقف الإسكندرية وشهادة أوريجانوس, ويوجد غير هذا شهادات ترتليان وجيروم, ومع أنه يوجد بعض اختلاف في أمور جزئية، إلا أنهم أجمعوا على أمرين: (1) إن مرقس كان رفيق بطرس وبينهما علاقة خصوصية، و (2) إن مرقس هو الذي كتب هذا الإنجيل بإلهام الروح القدس، وكان بولس الرسول يثق به (كولوسي 4: 10 و2تيموثاوس 4: 11),
أما من جهة تاريخ تدوين هذا الإنجيل، فأجمع جميع المؤرخين القدماء على أنه كتبه في روما، وأنه كان ترجمان بطرس الرسول وناقل قوله، وأنه أملاه عليه, ومع هذا فذهب البعض إلى أنه دوّنه بعد وفاة بطرس, وعلى كل حال فإن مرقس كان بشيراً ملهماً بالروح القدس، أنه كتب من سنة 56 إلى سنة 65م, ويُفهم من ذات أقوال الإنجيل أنه كُتب بعد تشتت الرسل بين الأمم، فإنه قال في 16: 20 إنهم كرزوا في كل مكان، والرب يعمل معهم ويثبّت الكلام بالآيات التابعة , ولا يخفى أن الرسل لم يتركوا اليهودية قبل سنة 50م، فالأرجح أن تاريخ كتابته هو بين سنة 60 ، 63م، فيكون بطرس الرسول اطلع عليه,
وقد أجمع جميع قدماء المؤرخين على أن بطرس كان يكرز في روما، فطلب المسيحيون من مرقس أن يدوّن كرازته، ففعل ذلك وسلّمه لهم, ومن الأدلة الداخلية المؤيدة أنه كُتب باطلاع بطرس، هو أننا نجد في هذا الإنجيل تواضع بطرس ظاهراً للعيان، فأوضح ضعفه البشري وسقوطه وغضَّ الطرف عن مناقبه، وإذا تكلم عن مرتبته لم يجعل لها أهمية,
اعتراض على مرقس 1: 2
انظر تعليقنا على متى 11: 10
قال المعترض : ورد في مرقس 1: 6 أن يوحنا كان يأكل جراداً وعسلاً برياً، وورد في متى 11: 18 أنه كان لا يأكل ولا يشرب - وهذا تناقض ,
وللرد نقول بنعمة الله : لا يوجد تناقض، فقد قضى يوحنا حياة تقشّف وزُهد، فكان يقتصر على أكل الجراد والعسل البري، وهذا ليس أكلاً وشُرباً اعتياديين، فإن المسيح قال عن يوحنا: ماذا خرجتم لتنظروا؟ أإنساناً لابساً ثياباً ناعمة؟ (لوقا 7: 24) يعني أن يوحنا ليس من أصحاب الترف، فصحَّ أن يُطلق عليه إنه لا يأكل ولا يشرب كناية عن التقشّف والزهد، فلا يُعقل أن إنساناً يعيش بدون أكل ولا شرب مطلقاً، فلا نفسّر هذا حرفياً,
قال المعترض : يقول الإنجيل: يأتي بعدي من هو أقوى منّي، الذي لستُ أهلاً أن أنحني وأحل سيور حذائه (مرقس 1: 7), والإنجيل كلام المسيح، وهذه الآية من الإنجيل فهي من كلام المسيح, وعليه يكون المسيح قد أنبأ بمجيء نبي بعده أفضل منه بكثير ,
وللرد نقول بنعمة الله : تقول آية 6 إن صاحب هذه الكلمات هو يوحنا المعمدان لا يسوع, وقال المعمدان في يوحنا 1: 26-34 إن الآتي بعده هو المسيح, وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلاً إليه فقال: هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم, هذا هو الذي قلتُ عنه يأتي بعدي، رجلٌ صار قدامي، لأنه كان قبلي (يوحنا 1: 29 و30 أنظر متى 3: 11-14 ولوقا 3: 16 و17),
فإذا قيل إن يسوع كان معاصراً ليوحنا، فلا يصح أن يقول عنه إنه يأتي بعده، نقول: وإن كان معاصراً له، إلا أن المسيح لم يبدأ خدمته إلا بعد سَجْن يوحنا وانتهاء خدمته، لأن هيرودس ملك اليهود أمر بقطع رأسه (مرقس 1: 14 ومتى 4: 12 و17),
اعتراض على مرقس 1: 11
انظر تعليقنا على متى 3: 17
قال المعترض الغيرمؤمن: جاء في مرقس 1: 12 و13 وللوقت أخرجه الروح إلى البرية, وكان هناك في البرية أربعين يوماً يُجرَّب من الشيطان, وكان مع الوحوش وصارت الملائكة تخدمه , وهذا يعني أن المسيح صرف في البرية أربعين يوماً بعد معموديته, لكن جاء في يوحنا 2: 1 و2 وفي اليوم الثالث كان عرس في قانا الجليل، وكانت أمّ يسوع هناك, ودُعي أيضاً يسوع وتلاميذه إلى العرس , وهذا يعني أنه بعد المعمودية ذهب المسيح مباشرة إلى قانا الجليل ,
وللرد نقول بنعمة الله : لم يقل يوحنا إن المسيح رجع إلى الجليل بعد المعمودية تواً, نعم يوحنا 2: 1 يشير إلى اليوم الثالث، ولكنه اليوم الثالث بعد رجوع المسيح إلى الجليل، لا اليوم الثالث بعد معموديته (لاحظ يوحنا 1: 43)حيث يُقال وفي الغد أراد يسوع أن يخرج إلى الجليل , فواضح إذن أن اليوم الثالث هذا لا دَخْل له بالمعمودية, إن بشارة يوحنا لا تذكر معمودية المسيح ولا تجربته، لأنها لا تكرر ما سبق أن ذكره البشيرون الأولون, وربما قصد يوحنا باليوم الثالث اليوم الثالث من الأسبوع، أي يوم الثلاثاء, وعلى كل حال فإن معمودية المسيح وتجربته كانت قبل الحوادث المشار إليها في يوحنا 1: 29 وما بعده,
قال المعترض : جاء في مرقس 1: 14 وبعد ما أُسلم يوحنا جاء يسوع إلى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله , وجاء في يوحنا 3: 22-24 وبعد هذا جاء يسوع وتلاميذه إلى أرض اليهودية، ومكث معهم هناك وكان يعمد، وكان يوحنا أيضاً يعمد في عين نون بقرب ساليم، لأنه كان هناك مياه كثيرة، وكانوا يأتون ويعتمدون, لأن يوحنا لم يكن قد أُلقي بعد في السجن , مرقس يضع بدء خدمة يسوع بعد سجن يوحنا المعمدان، بينما يوحنا يضعها قبل ذلك ,
وللرد نقول بنعمة الله : لا يتعرض مرقس للكلام على أعمال المسيح قبل سجن يوحنا, ولكنه في الوقت نفسه لا ينفي بتاتاً أن يسوع كرز وعلّم كثيراً قبل تلك الحادثة, فمرقس بقوله في 1: 14 بعد ما أُسلم يوحنا جاء يسوع إلى الجليل لا ينفي أن يسوع كان في الجليل قبل ذلك وكان يعلِّم هناك, ولا شك أن خدمة المسيح الجهارية لم تبتدئ إلا بعد أن أُرغم يوحنا بوضعه في السجن على الانسحاب من ميدان العمل، ويترجح أنه بسبب هذا لا يشير البتة أحد البشيرين الثلاثة الأُول إلى شيء من أعمال وأقوال يسوع قبل سَجْن يوحنا, وبشارة يوحنا كُتبت بعد البشائر الأخرى بزمن، بغرض تكميل بقية البشائر، ولهذا ذكرت الحوادث والأقوال التي لم ترد في سواها, فما نراه وارداً في يوحنا لا يناقض البشائر الأخرى بل يكملها,
إن الادّعاء بوجود تناقض في هذه القضية يستلزم الإتيان بعبارة من متى أو مرقس أو لوقا تفيد أن المسيح لم يكرز مطلقاً قبل سَجْن يوحنا, ولكن لا نجد مطلقاً عبارة كهذه, فمن العبث إذاً القول بوجود تناقض في هذه المسألة,
اعتراض على مرقس 1: 16-20
انظر تعليقنا على متى 4: 18-22
قال المعترض : يتضح من مرقس 1: 21 و29 أن بطرس كان يسكن في كفرناحوم، لكن يوحنا 1: 44 يقول إنه كان يسكن في بيت صيدا ,
وللرد نقول بنعمة الله : كان بطرس وأخوه من بيت صيدا، بلدهم الأصلية، لكنهما غيّرا محل سكنهما إلى كفرناحوم بعد ذلك,
قال المعترض : ورد في مرقس 2: 17 قال لهم يسوع: لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى, لم آتِ لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة , وورد كذلك في متى 9: 13 : لأني لم آتِ لأدعو أبراراً بل خطاةً إلى التوبة , فقال آدم كلارك إن بعضهم ذهب إلى أن لفظة إلى التوبة هي ملحقة ,
وللرد نقول بنعمة الله : جاءت هذه اللفظة في نسخ كثيرة معتبرة، وأيّدها كثيرون من أئمة الدين المسيحيين، فأثبتها أوريجانوس وباسيليوس وإيرونيموس وأوغسطينوس وأمبروسيوس وبرنابا وغيرهم, وذكر كلارك أسماء الأفاضل الذين أجمعوا على إثبات هذه اللفظة,
وقرينة الكلام تدل على ورودها، فإن المسيح أتى ليدعو الخطاة إلى التوبة، لا إلى فتح البلاد وشن الغارات، ولم يأت ليدعوهم إلى الولائم الفاخرة والشهوات الحيوانية! ومما يؤيد ذلك ما ورد في إنجيل لوقا 5: 32 لم آت لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة , وبما أن المعترض مسلِّم بصحة هذه العبارة الواردة في إنجيل لوقا، وكانت العبارتان الواردتان في إنجيلي متى ومرقس مثلها، فتكونان صحيحتين,
قال المعترض : كان تلاميذ المسيح وهم سائرون بين الزروع، إذا جاعوا يقطفون السنابل ويأكلون (مرقس 2: 23), وهذا سرقة، لأنهم أخذوا من مال غيرهم دون علمه وإذنه ,
وللرد نقول بنعمة الله : لم يكن ذلك سرقة، لأن الشريعة كانت تصرح به، فيقول سفر التثنية: إذا دخلت كرْم صاحبك، فكُلْ عنباً حسب شهوة نفسك شبعتك، ولكن في وعائك لا تجعل, إذا دخلت زرع صاحبك فاقطف سنابل بيدك, ولكن منجلاً لا ترفع على زرع صاحبك (تثنية 23: 24 و25), إذن كان مصرَّحاً في الشريعة اليهودية وفي العادات اليهودية المألوفة أن السائر إذا جاع يقطف من السنابل، ولكن لا يأخذ معه منها,
وهذا ما فعله التلاميذ: لما جاعوا قطفوا وأكلوا (متى 12: 1), ولذلك لم يوجّه الفريسيون إليهم اللوم على ذلك، وإنما على أنهم فعلوا هذا في يوم سبت (متى 12: 2), فوجّهوا إليهم تهمة كسر السبت فقط وليس السرقة,
قال المعترض : جاء في مرقس 2: 25 و26 فقال لهم: أما قرأتم قط ما فعله داود حين احتاج وجاع هو والذين معه؟ كيف دخل بيت الله في أيام أبياثار وأكل خبز التقدمة الذي لا يحل أكله إلا للكهنة، وأعطى الذين كانوا معه أيضاً؟ لكن يُفهم من 1صموئيل 21: 1-5 أن داود كان منفرداً، وكذلك ورد في متى 12: 3 ولوقا 6: 4 مثل ذلك, وجاء اسم رئيس الكهنة في سفر صموئيل أخيمالك بينما جاء في إنجيل مرقس أن اسمه أبياثار ,
وللرد نقول بنعمة الله : (1) لما هرب داود من شاول لم يكن وحده، بل كان معه بعض رجاله (1صموئيل 21: 1-5) والقول الوارد في صموئيل يؤيد قول البشيرين متى ومرقس ولوقا, ويستخدم الاسم واللقب الجديد عن ذات الشخص بعد ذلك,
(2) حصلت هذه الحادثة في أيام أبياثار الذي صار بعد ذلك رئيس كهنة, فإذا تكلمنا مثلاً عن بولس الرسول فلا نسميه باسمه السابق شاول بل نراعي ما سُمِّي به في باقي حياته واشتهر به,
(3) أبياثار هو ابن أخيمالك، وكان مشاركاً لوالده في وظيفته,
(4) تخلى أبياثار عن شاول والتصق بداود، فكان داود ملكاً وأبياثار كاهناً,
اعتراض على مرقس 3: 16-19
انظر تعليقنا على متى 10: 2-4
اعتراض على مرقس 3: 22-30
انظر تعليقنا على متى 12: 31 و32
قال المعترض : يظهر من إنجيل مرقس 4: 35-41 أنه بعد أن علمَّ المسيح الجمع بالأمثلة الباهرة حدث هيجان واضطراب في البحر, ويظهر من متى 8 أنه حدث هيجان البحر بعد وعظ المسيح على الجبل، وضرب الأمثلة في متى 13, فأحد القولين غلط، لأن التقديم والتأخير في توقيت الحوادث ممَّن يدَّعون أنهم يكتبون بالإلهام بمنزلة التناقض ,
وللرد نقول بنعمة الله : ذكر متى البشير معجزات المسيح وجمعها مع بعضها مرة واحدة، فذكر من معجزاته تسكين الأمواج واضطراب البحر، وشفاء المجنونين والمفلوج، وإقامة بنت الرئيس من الموت، وتفتيح أعين الأعميين، وشفاء الأخرس المجنون, ثم شرع في ذكر تعاليمه، وساق الكلام عليها إلى أصحاح 13 ، وذكر فيه الأمثلة والأقوال الإلهية, فأين التناقض؟
أما البشير مرقس فراعى زمان حصول أعمال المسيح,
وإذا كان التقديم والتأخير في سرد الحوادث هو بمنزلة التناقض، فسُوَر القرآن غير مرتّبة بحسب النزول، فأول الوحي (في قولهم) اقرأ باسم ربك الذي خلق ولكنها في سورة العلق، ورقمها 96! وكنا نود لو كان القرآن مرتباً حسب الحوادث التي حصلت لمحمد، فكان يذكر دعوته لقومه أولاً، ثم ما كان منهم من الإعراض والتهكم، ثم ما حصل له من الهجرة والمعراج، وما فعله من الغزوات وغير ذلك, وعلى هذه القاعدة لا يكون موحى به, أما الأناجيل فتبدأ بنسب المسيح حسب الجسد وولادته والحوادث المرتبطة بها، ومعجزاته وتعاليمه الباهرة، ورفض اليهود إياه، وصلبه وقيامته بغاية الترتيب والبساطة, وكذلك التوراة التي ذكرت فيها قصص الأنبياء بحسب التسلسل التاريخي,
اعتراض على مرقس 5: 20
انظر تعليقنا على متى 8: 28
اعتراض على مرقس 5: 23
انظر تعليقنا على متى 9: 18
اعتراض على مرقس 6: 8
انظر تعليقنا على متى 10: 10
قال المعترض : يظهر من مرقس 6: 17 أن هيرودس كان يعتقد بصلاح يوحنا، وكان راضياً عنه ويسمع وعظه، ولم يقتله إلا لإرضاء هيروديا, ويظهر من لوقا 3: 19 أنه لم يظلم يوحنا لإرضاء هيروديا بل لإرضاء نفسه، لأنه لم يكن راضياً عن الشرور التي كان يفعلها, وهذا تناقض ,
وللرد نقول بنعمة الله : لنورد عبارات الأصل:
ورد في مرقس 6: 17 لأن هيرودس نفسه كان قد أرسل وأمسك يوحنا وأوثقه في السجن من أجل هيروديا امرأة فيلبس أخيه، إذ كان قد تزوّج بها, لأن يوحنا كان يقول لهيرودس: لا يحل أن تكون لك امرأة أخيك! فحنقت هيروديا عليه وأرادت أن تقتله ولم تقدر , ولكن في يوم مولد هيرودس رقصت إبنة هيروديا، فانشرح الملك، ووعد أن يعطيها كل ما طلبت، فأغرَتْها والدتُها على أن تطلب رأس يوحنا,
وعبارة لوقا 3: 19 أما هيرودس فإذ توبخ من يوحنا لسبب هيروديا امرأة فيلبس أخيه، ولسبب جميع الشرور التي كان هيرودس يفعلها، زاد هذا أيضاً على الجميع أنه حبس يوحنا في السجن ,
فالبشيران يشهدان بفسق هيرودس، وأن يوحنا كان أعظم موبّخ له على شرّه، لأنه كان يوضح له عدم جواز أخذ امرأة أخيه, أما تظاهره بمراعاة يوحنا فقال الرسل إنه كان يخشى حدوث فتنة في الأمة، لأن يوحنا كان صاحب منزلة عظيمة, فتظاهره كان مراوغةً، أو كما يقولون سياسة , وقد قال المسيح (له المجد) عنه: قولوا لهذا الثعلب (لوقا 13: 32), ولو كان هيرودس يحترم يوحنا ويسمع له (كما قال المعترض ) لكان يُقلع عن الفسق، ولَماَ قتله,
قال المؤرخ يوسيفوس إن هيرودس أخذ هيروديا لما كان مسافراً إلى روما، ونزل في بيت أخيه، فعشق امرأته، واتفق معها على أن يترك زوجته إبنة أرتياس ملك بترية، واتفقت هيروديا معه على ترك قرينها, فيظهر من هذا أنه كان عائشاً معها في الفسق، فأظهر يوحنا بسالةً في زجره وتوبيخه, وأجمع المؤرخون على أنه كان منغمساً في الفجور، ومنهمكاً في الخلاعة,
قال المعترض : الذي يقارن مرقس 6: 32 و45 و53 يجد أن بيت صيدا تقع في مكان يختلف عما نقرأ عنه في لوقا 9: 10 - 17 ,
وللرد نقول بنعمة الله : هناك مدينتان تحملان اسم بيت صيدا إحداهما شرق بحر الجليل والأخرى غربه, صَدَق كل من مرقس ولوقا,
اعتراض على مرقس 7: 26
انظر تعليقنا على متى 15: 22
اعتراض على مرقس 9: 1
انظر تعليقنا على متى 16: 27 و28
قال المعترض : جاء في مرقس 10: 25 مرور جمل من ثقب إبرة، أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله , فهل من المعقول أن يصعب دخول الأغنياء ويسهل دخول الفقراء؟ ,
وللرد نقول بنعمة الله : لا تتحدث الآية عن كل الأغنياء، فهناك أغنياء قديسون، لكن المسيح قال هذه الآية تعليقاً على تصرف الشاب الغني، الذي عاقه المال عن أن يتبع الرب، ومضى حزيناً لأنه كان ذا أموال كثيرة, ولم يقل الرب إن دخول الأغنياء إلى الملكوت أمر مستحيل، وإنما أمر عسير, ولم يذكر الرب كل الأغنياء، إنما قال: ما أعسر دخول المتكلين على الأموال إلى ملكوت الله (مرقس 10: 24) لأن هناك عيباً معيناً، وهو الاتكال على المال، وليس على الله، ويتطور الأمر من الاتكال على المال، إلى محبة المال وعبادته، بحيث يصير منافساً لله, وهكذا قال الرب: لا يقدر أحد أن يخدم سيدين, لا تقدرون أن تخدموا الله والمال (متى 6: 24) فالذين يجعلون المال منافساً لله في قلوبهم يصعب دخولهم الملكوت, وهذا ما حدث مع الشاب الغني, كان يستطيع أن ينفذ كل الوصايا منذ حداثته، ما عدا المال، إذ كان لا يستغني عنه,
وهناك عيب يمنع دخول الأغنياء إلى الملكوت وهو: البخل في إنفاق المال، وبالتالي قسوة القلب على الفقراء، ومثال ذلك الغني الذي عاصر لعازر المسكين، الذي كان يشتهي الفتات الساقط من مائدة الغني, وكان الغني لا يشفق على هذا المسكين، وفي قسوته ترك الكلاب تلحس قروح المسكين (لوقا 16: 19-21),
ومع ذلك يمكن للغني أن يَخْلص ويدخل الملكوت، إن كان يملك المال ولا يسمح للمال أن يملكه، ولا يجعل محبة المال تدخل إلى قلبه، لتمنعه عن محبة الله ومحبة القريب, وهكذا ينفق المال في أعمال الخير,
ويعطينا الكتاب المقدس أمثلة لأغنياء قديسين، مثل أيوب، الذي كان أغنى بني المشرق في أيامه، وقد شرح الكتاب غناه بالتفصيل، سواء قبل التجربة (أيوب 1: 2 و3) أو بعدها (أيوب 42: 12), ومع ذلك شهد له الرب نفسه أنه ليس مثله في الأرض, رجل كامل ومستقيم، يتقي الله ويحيد عن الشر (أيوب 1: 8 و2: 3), وكان أباً للفقراء، وعيوناً للعمي وأرجلاً للعرج، أنقذ المسكين والمستغيث، واليتيم ولا معين له, وجعل قلب الأرملة يُسر (أيوب 29: 12-16),
ليس الغِنى عائقاً أمام الملكوت، إنما العائق هو القلب, والمشكلة هي: هل القلب يخضع لمحبة الغنى، ويصبح ثقيلاً عليه أن يدفع من أمواله، حتى العشور، ويكنز المال بلا هدف، فيصير المال صنماً أمامه يعوقه عن محبة الله؟ أما الغني الذي يستخدم ماله لأعمال البر في محبةٍ، فليس هو النوع الذي يقصده المسيح,
قال المعترض : ورد في مرقس 10: 29 و30 الحق أقول لكم، ليس أحد ترك بيتاً أو إخوة أو أباً أو أولاداً أو حقولًا لأجلي و لأجل الإنجيل، إلا و يأخذ مائة ضعف، الآن في هذا الزمان: بيوتاً وإخوة وأخوات وأمهات وأولاداً وحقولًا، مع اضطهادات، وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية وورد في لوقا 18: 29 و30 ليس أحد ترك بيتاً أو والدين (إلى آخره) إلا و يأخذ في هذا الزمان أضعافاً كثيرة، وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية , وهو غلط، لأنه إذا ترك الإنسان امرأة فلا يحصل على مائة امرأة في هذا الزمان، لأن المسيحية لا تسمح بالتزوج بأزيد من واحدة, وإن كان المراد بها المؤمنات بدون زواج، يكون الأمر أفحش وأفسد, على أن لا معنى لقوله : أو حقولاً مع اضطهادات ,
وللرد نقول بنعمة الله : علَّم المسيح بهذه الأقوال ليوضح أن الله يكلأ تلاميذه بعنايته ويقيهم من شر من يتآمر عليهم للإضرار بهم، فكأنه قال لهم: لو تآمر اليهود والأمم للإضرار بكم، فعنايتي الشاملة تحيط بكم بحيث لا يعوزكم شيء ضروري, فمن ترك شيئاً لأجل المسيح يجد بين المسيحيين الحقيقيين اقرباء روحيين، يحبونه كمحبة الآباء و الأمهات والأخوات, ولكن لم يقل الإنجيل: إذا ترك امرأة يجد امرأة أخرى، فالإنجيل كتاب طهارة وقداسة,
اعتراض على مرقس 10: 35
انظر تعليقنا على متى 20: 20
اعتراض على مرقس 10: 46
انظر تعليقنا على متى 20: 30
اعتراض على مرقس 11: 1-11
انظر تعليقنا على متى 21: 2
اعتراض على مرقس 11: 13-15
انظر تعليقنا على متى 21: 19 و20
قال المعترض : ورد في مرقس 11 أن مباحثة اليهود والمسيح كانت في اليوم الثالث من وصوله إلى أورشليم، وفي متى 21 أنها كانت في اليوم الثاني، فأحدهما غلط ,
وللرد نقول بنعمة الله : لم يرد في مرقس لفظة اليوم الثالث مطلقاً, وكذلك لم يرد في متى لفظة اليوم الثاني , وعبارة متى تحتمل أن المسيح تناظر مع اليهود في اليوم الثالث، فإنها عامة غير مقيَّدة بشيء,
قال المعترض : ورد في مرقس 11: 23 لأني الحق أقول لكم: إن من قال لهذا الجبل: انتقل وانطرح في البحر، ولايشك في قلبه بل يؤمن أن مايقول يكون، فمهما قال يكون له , وورد في مرقس 16: 17 و18 وهذه الآيات تتبع المؤمنين: يُخرجون الشياطين باسمه، ويتكلّمون بألسنة جديدة, يحملون حيات، وإن شربوا شيئاً مميتاً لا يضرّهم، ويضعون أيديهم على المرضى فيبرأون , وورد في يوحنا 14: 12 الحق الحق أقول لكم: من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضاً، ويعمل أعظم منها، لأني ماضٍ إلى أبي , وقوله: من قال لهذا الجبل عام لا يختص بشخص دون شخص وزمان دون زمان، بل لا يختص بالمؤمن بالمسيح أيضاً, وكذا قوله تتبع المؤمنين عام لا يختص بالرسل ولا بالطبقة الأولى، وكذا قوله من يؤمن بي عام لا يختص بشخص وبزمان، وتخصيص هذه الأمور بالطبقة الأولى لا دليل عليه غير الادّعاء البحت ,
وللرد نقول بنعمة الله : خاطب المسيح تلاميذه بهذه العبارة لأن بطرس لما رأى التينة يبست تعجب من قوة المسيح القادرة، فقال المسيح (له المجد) له: إذا كان لكم إيمان , وورد في إنجيل متى 17: 19 و20 أنه لما تعذر على التلاميذ إخراج شيطان من رجل، سألوه: لماذا لم نقدر نحن أن نخرجه؟ فأجاب: لعدم إيمانكم , ثم قال لهم: لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل: انتقل فينتقل , يعني أن الأمور التي تظهر لكم متعذّرة ومستحيلة تكون سهلة بالإيمان, فمن هنا نرى أن الخطاب كان موجّهاً إلى التلاميذ خاصة، وليس إلى عموم المؤمنين, ولا شك أن التلاميذ اختُصُّوا بامتيازات عظمى، كالوحي الإلهي، وعمل المعجزات:
(1) أخرجوا الشياطين، فورد في إنجيل لوقا 10: 17 أن الشياطين كانت تخضع لهم باسم المسيح، وورد في أعمال 5: 12-16 أنه جرت على أيديهم آيات وعجائب كثيرة، فكان الناس يحملون المرضى خارجاً في الشوارع ويضعونهم على فُرُش وأسرَّة، حتى إذا جاء بطرس يخيّم ولو ظله على أحد منهم، وكان الناس يأتون حاملين مرضى ومعذّبين من أرواح نجسة فيبرأون جميعهم, وورد في أعمال 8: 7 أن الرسل كانوا يُخرجون الأرواح النجسة من الناس، وشفوا المفلوجين والعُرج, وورد في أعمال 16: 18 أن بولس الرسول أخرج روحاً نجسة من امرأة, وفي أعمال 19: 11 و12 وكان الله يصنع على يدي بولس قوات غير المعتادة، حتى كان يؤتى عن جسده بمناديل أو مآزر إلى المرضى فتزول عنهم الأمراض، وتخرج الأرواح الشريرة منهم , وأقام الموتى أيضاً,
(2) كانوا يتكلمون بلغات متنوعة فورد في أعمال 2: 4 أن الروح القدس حل على الجميع فتكلموا بألسنة أخرى، وفي أعمال 10: 46 أنهم كانوا يتكلمون بجملة لغات، وفي أعمال 19: 6 أنه لما وضع بولس يديه عليهم ابتدأوا يتكلمون بلغات متنوعة,
(3) لما وصل بولس إلى مالطة أوقد أهلها ناراً لبولس ليستدفيء، فنشبت أفعى في يده، فنفضها إلى النار ولم يصبه أدنى ضرر، فانذهل سكان الجزيرة (أعمال 28: 1-6),
(4) قال المسيح (له المجد): وإن شربوا شيئاً مميتاً لا يضرهم , وقد تحقق ذلك، فلم يَرْوِ أحدٌ من المتقدّمين ولا من المتأخرين بأن السم أثّر في أحد من الرسل,
أما قوله: ويعمل أعمالاً أعظم منها فنقول إنها كانت أعظم بالنظر إلى آثارها، فإنها أثرت في البشر تأثيراً عظيماً، فغيَّرت الأخلاق والطباع والعادات، وكانت سبباً في هداية النفوس من الضلالة, وكانت أعمال المسيح قاصرة على اليهودية، ولم يرها إلا القليل، أما أعمال الرسل فشهدتها الأمم الكثيرة، ونشأ عن وعظهم ومعجزاتهم أن اهتدى ألوف اليهود والوثنيين إلى المسيحية، فانتشرت دعوتهم في أنحاء الممالك، وفي يوم واحد آمن بواسطتهم نحو ثلاثة آلاف نفس (أعمال 2: 41), ولا ينكر أحد أن ذلك كان بقوة المسيح، فهو الذي أرسل إليهم الروح القدس، وجعل كلامهم مؤثراً في النفوس والقلوب,
اعتراض على مرقس 12: 1-11
انظر تعليقنا على متى 21: 43 و44
اعتراض على مرقس 13: 11
انظر تعليقنا على متى 10: 19 و20
قال المعترض : قال المسيح (له المجد) في مرقس 13: 32 وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد، ولا الملائكة الذين في السماء، ولا الابن، إلا الآب , ولكن جاء في يوحنا 21: 17 قال له ثالثة: يا سمعان بن يونا، أتحبني؟ فحزن بطرس لأنه قال له ثالثة: أتحبني؟ فقال له: يا رب، أنت تعلم كل شيء, أنت تعرف أني أحبك, قال له يسوع ارع غنمي , تنسب الآية الثانية إلى المسيح العلم المطلق، لكن الأولى تفيد أنه لم يعرف يوم وساعة مجيئه في مجده ,
وللرد نقول بنعمة الله : على القارئ أن يلاحظ الوقت الذي فيه قيلت كل من العبارتين, لما قال بطرس للمسيح يا رب، أنت تعلم كل شيء كان المسيح قد اجتاز الموت والدفن والقيامة, أما قول المسيح عن نفسه إنه لا يعرف وقت مجيئه الثاني فهذا كان في خلال مدة اتضاعه، أي قبل موته ونصرة قيامته, وهذا هو مفتاح القضية, فالكتاب يفرِّق بين حالتي المسيح قبل قيامته وبعدها, ففي الحالة الأولى، حالة اتضاعه قد أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، ووُجد في الهيئة كإنسان، ووضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب (انظر فيلبي 2: 7 و8), أما بعد قيامته فقد تغيَّرت حالته إذ رفعه الله أيضاً وأعطاه اسماً فوق كل اسم (فيلبي 2: ),
وعند درس كل الفصول المختصة بهذا الموضوع يتضح أن المسيح، مع أنه في أثناء اتضاعه كانت له كل الخواص والصفات الإلهية، قد تخلّى طوعاً عن حقوقه وامتيازاته ككونه الله، ولم يكن يستعملها إلا في أحوال مخصوصة, فكان له العلم المطلق، ولكن إذ كان قد أخلى نفسه وأخذ صورة عبد لم يستخدم علمه هذا إلا في أوقات معينة, وعليه فقوله عن نفسه إنه لم يعرف وقت مجيئه الثاني يصوِّر لنا عمق تواضعه الفائق الذي لم يدَعْه يُظهِر خواصّه الإلهية, وقد بلغ تواضعه هذا أقصاه عندما عُلّق على الصليب، وكأنه ضعيف عاجز، مع أنه قال عن نفسه: أضع نفسي لآخذها أيضاً, ليس أحدٌ يأخذها منّي، بل أضعها أنا من ذاتي, لي سلطانٌ أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضاً (يوحنا 10: 17 و18),
انظر تعليقنا على لوقا 21: 33 و34
اعتراض على مرقس 14: 3-9
انظر تعليقنا على متى 26: 7-13
اعتراض على مرقس 14: 22 و23
انظر تعليقنا على لوقا 22: 17
اعتراض على إنكار بطرس مرقس 14: 66-72
انظر تعليقنا على متى 26: 69-75
اعتراض على مرقس 15: 16 و17
انظر تعليقنا على متى 27: 27 و28
اعتراض على مرقس 15: 23
انظر تعليقنا على متى 27: 34
قال المعترض : ورد في مرقس 15: 25 أنهم صلبوا المسيح في الساعة الثالثة، وورد في يوحنا 19: 14 أنه كان عند بيلاطس في الساعة السادسة, ويُفهم أيضاً من الأناجيل الثلاثة الأولى أن المسيح كان في الساعة السادسة على الصليب، ويُفهم من إنجيل يوحنا أنه كان في هذا الوقت في حضور بيلاطس البنطي ,
وللرد نقول بنعمة الله : (1) لم تقل الأناجيل الثلاثة الأولى ذلك، لكن جميعهم أجمعوا على أن الأرض أظلمت في الساعة السادسة,
(2) ورد في مرقس 15: 25 أنه صُلب نحو الساعة الثالثة، وفي يوحنا 19: 14 أنه كان في الساعة السادسة, وقال بعض المفسّرين إن مرقس يقصد أن الحكم بالصلب صدر في الساعة الثالثة، وتمَّ في الجلجثة، وهي خارج أورشليم, وبين المكان الذي حُوكم فيه المسيح والمكان الذي صُلب فيه مسافة طويلة يحتاج قطعها إلى ثلاث ساعات , ومما يدل على ذلك قوله إنه في الساعة السادسة أظلمت الدنيا , وهو يدل على أن الصلب تم فعلاً في الساعة السادسة, وإذ تقرر ذلك فلا منافاة بين قولي البشيرين,
(3) وقال بعض المفسرين إنه بما أن يوحنا الإنجيلي كان مقيماً في آسيا الصغرى، جرى في الحساب على الطريقة الرومانية الرسمية، فإنهم كانوا يحسبون اليوم من منتصف الليل, فالساعة السادسة التي أشار إليها هي بعد منتصف الليل (أي صباحاً) فصرف نحو ثلاث ساعات في إجراء ما يلزم للصلب، فيكون الصلب في الساعة التاسعة قبل الظهر، وهي الساعة الثالثة التي ذكرها البشير مرقس، وعليه فلا اختلاف مطلقاً,
اعتراض على مرقس 15: 26
انظر تعليقنا على متى 27: 37
اعتراض على مرقس 15: 32
انظر تعليقنا على متى 27: 44
اعتراض على مرقس 15: 34
انظر تعليقنا على متى 27: 46
اعتراضات على قصة القيامة مرقس 16: 1-11
انظر تعليقنا على متى 28: 1-15
قال المعترض : يُعلم من مرقس 16: 2 أن النساء أتيْنَ إلى القبر إذ طلعت الشمس، ومن يوحنا 20: 1 أن الظلام كان باقياً وكانت المرأة واحدة ,
وللرد نقول بنعمة الله : هاك عبارة البشير مرقس: باكراً جداً في أول الأسبوع أتيْنَ إلى القبر إذ طلعت الشمس وعبارة البشير يوحنا هي وفي أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكراً والظلام باق ,
(1) قال يوحنا إن مريم المجدلية أتت أولاً لما كان الظلام باقياً، أي في الفجر، وقال البشير مرقس أتت النساء باكراً جداً , وهنا لا يوجد تناقض لاختلاف الزمن، فمريم المجدلية أتت والظلام باق، والنساء أتيْنَ إذ طلعت الشمس,
(2) لا يوجد تناقض لاختلاف الموضوع، ففي مكان قال إن مريم المجدلية سبقت غيرها، وفي مكان آخر قال إن النساء أتين, فالتناقض يتحقق إذا قال أحد البشيرين إن مريم المجدلية أتت والظلام باق، وقال البشير الآخر: لم تأت مريم المجدلية والظلام باق، أو لو قال أحد البشيرين إن النساء أتين عند طلوع الشمس، وقال الآخر لم تأت عند طلوع الشمس, ولكن لم يحصل شيء من ذلك، فكلامهم في غاية الموافقة والمطابقة, على أنه لو فرضنا أن العبارتين تفيدان شيئاً واحداً، فيكون يوحنا اقتصر على ذكر مريم المجدلية لحديثها مع المسيح,
قال المعترض : قال جيروم إن بعض العلماء المتقدمين كانوا يشكّون في مرقس 16 ، وقال غيره إن مرقس 16: 9-20 دخيل على النصّ ,
وللرد نقول بنعمة الله : قوله إن العلماء يشكّون في الأصحاح الأخير من إنجيل مرقس هو افتراء محض, غاية الأمر أن غريغوريوس أسقف نسّا في كبدوكية قال إن إنجيل مرقس ينتهي بقوله : كنّ خائفات (مرقس 16: 8), وغضّ الطرف عن آيات 9-20 ، لأنه لم يجدها في بعض نسخ الفاتيكان, ومن المؤكد أنها كانت موجودة في نسخ كريسباخ ، ولكنها كانت مكتوبة بين قوسين, أما الأدلة المؤيدة لصحتها فهي:
(1) آيات 9-20 موجودة في النسخة الإسكندرية, وفي النسخ السريانية القديمة، وفي النسخ العربية، واللاتينية، و تناقلها أوغسطين وأمبروز ولاون أسقف روما الملقّب بالجليل القدر، كما أنها موجودة في نسخة بيزا و هي موجودة في تفاسير ثيوفيلاكتس اليونانية,
(2) استشهد إيريناوس الذي كان في القرن الثاني بمرقس 16: 19 وأصحاح 16 يحتوي على عشرين آية فقط, وهذا الدليل هو من أهم الأدلة وأقواها على صحتها,
(3) شهد هيبوليتوس من علماء أوائل القرن الثالث بتأييد هذه الآيات,
اعتراض على مرقس 16: 15
انظر تعليقنا على متى 10: 5 و6