دعوة للتفكير

 

دعوة للتفكير

 

   في تلك الدعوة سنحاول سويا التعرف من خلال القرآن وبعض أحاديث النبي عن ما هو الإسلام ومن هو المسلم‎‎‎‎؟  ما هو الأيمان ومن هو المؤمن؟ هل هناك فارق بين الإسلام والنفاق والإيمان؟

فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد الله أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا  (الأنعام 6 :125)

أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم (الزمر39: 22)

أفغير دين الله يبتغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها ...(آل عمران 3: 83)

من يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين (آل عمران 3 : 85)

من كل ما تقدم من الآيات لا جدال أن القرآن أكد أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي ارتضاه الله للبشرية وغيره مرفوض ولن يقبل ، ترى ما هو الإسلام الذي ارتضاه الله لعباده؟

جاء في كتاب اللؤلؤ والمرجان وهو ما اتفق عليه في الصحيحين البخاري ومسلم وهو من أصح الكتب بعد القرآن ؛ حديث ابن عمر الحديث رقم (9)

قال النبي (ص) بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقامة الصلاة وإتاء الزكاة والحج وصوم رمضان.

جاء أيضا في المرجع السابق  حديث رقم (15)

قال النبي (ص) أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولون أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فان فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله .

إذا كان الإسلام  هكذا فترى كل من ذكرهم القرآن بأنهم مسلمين فعلوا ذلك؟

المسلمون قبل الإسلام

     وأتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه ....إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين (يونس 10 : 71‎‎ ـ 72)

ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن حنيفا مسلما (آل عمران 3 : 67 )

أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت ....قالوا نعبد إلهك وإله ابائك إبراهيم وإسماعيل واسحق إلها واحدا ونحن له مسلمون ( البقرة 2 : 133)

في الحديث عن يوسف .... رب ... علمتني من تأويل الأحاديث .... توفني مسلما والحقني بالصالحين ( يوسف 12 : 101 )

قال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين (يونس 10 : 84 )

وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال أمنت انه لا إله إلا الذي أمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين (يونس 10 ‎: 90 )

ومن كلام الهدهد والرسالة التي حملها إلى ملكة سبأ قال الهدهد:

 وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ... إنه من سليمان وأنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا على وأتوني مسلمين (النمل 27 : 24-31)   

وملكة سبأ قالت :

رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين ( النمل 27 : 44 )

والذين آتيناهم الكتاب من قبله ( أي قبل القرآن يقصد النصارى ) هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به أنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين (القصص 28 : 52 - 53 )

قال الحواريون (تلاميذ المسيح ) نحن أنصار الله آمنا بالله وأشهد بانا مسلمون ( آل عمران 3 : 52 )

لكن الأغرب والأعجب تلك الآية :

وهذا كتاب أنزلناه مبارك (القرآن)... أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين (الأنعام6: 155-156)

وهنا نزلت الكتب قبل القرآن على طائفتين هما اليهود والنصارى ، ترى على أي من الطائفتين الذي أنزل على إبراهيم ونوح وإسماعيل وهود وصالح وإدريس وغيرهم. نعم بهذا أصبح كل الكتب السابقة للقرآن إما نزلت على اليهود أو النصارى .

أما في الحديث عن محمد :

قل أني أمرت أن أكون أول من أسلم ( الأنعام 6 : 14 )

لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ( الانعام6 : 163 )

قل إني أمرت أن أعبد الله .... وأمرت لآن أكون أول المسلمين ( الزمر 39 : 11 - 12 )

إذا كان  محمد أول من أسلم فكيف كان نوح وإبراهيم ويعقوب ويوسف وموسى وفرعون وسليمان وحواري عيسى والنصارى مسلمين ؟

لكن السؤال الأهم هل كل هؤلاء شهدوا بنبوة محمد وصاموا رمضان وحجوا البيت وأتوا الزكاة  ؟

لكن الأغرب والأعجب هؤلاء الجن والسحرة المسلمين

قالوا (الجن) سمعنا قرانا عجبا يهدي إلى الرشد وإنا منا المسلمين ومنا القاسطون ( الكفار ) فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا ( الجن 72 : 1-14 )         

ترى هل الجن يصومون رمضان ؟ هل بين الحجاج من الإنس حجاج من الجن ؟ هل بين المصلين المسلمين مصلين آخرين من الجن ؟ هل يدفع الجن الزكاة ولمن يدفعونها ؟

وألقى السحرة ساجدين قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون ....ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين ( الأعراف 7 : 120-126 )

ولكن قد يقول قائل :

من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون ( البقرة 2 : 112 )

كذلك المسلم من سلم الناس من يده ومن لسانه ، نقول هناك الملايين الذين أسلموا وجوههم لله ويسلم الناس من يدهم ومن لسانهم لكن لا يصومون رمضان ولا يحجون إلى مكة وينظرون لحجرها الأسود كأي حجر ولا يؤمنون بمحمد نبيا بل يعتبرونه كاذبا ويرفضون مبدأ الزكاة فهل هؤلاء مسلمون ؟

الإسلام والحنيفية

ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما ( آل عمران 3 : 67 )

ما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل ( الحج 22 : 78 )

ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن وإتبع ملة إبراهيم حنيفا ( النساء 4 : 125 )

قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا ....( الأنعام 6 : 161 )

ثم أوحينا إليك أن أتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين (النحل 16 : 123 )

هنا نجد أن محمدا هداه الله إلى ملة إبراهيم وأوحى إليه أن يتبع الحنيفية ،هل الإسلام هو الحنيفية ؟ وهنا يصبح الإسلام هو أول الديانات التي نسخت ( ألغيت ) حسب قول البعض بأن اليهودية ألغت ما قبلها والمسيحية ألغت اليهودية والإسلام ألغى المسيحية واليهودية ولطالما الإسلام هو الحنيفية فهو أول الديانات التي نسخت وألغيت .

ثم جاءت تلك الآيات الأعجب :

وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة  وذلك دين القيمة ( البينة 98 : 4 -5 )

في هذه الآية المدنية نجد أهل الكتاب أمروا بالحنيفية وصارت كل الديانات حنيفية ؟

الإسلام والأيمان

الآن ندخل منطقة أكثر غرابة وهي هل هناك فارق بين الإيمان والإسلام ؟

قالت الإعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولم يدخل الإيمان في قلوبكم ( الحجرات 49 : 14 )

وهنا فارق كبير بين الإيمان والإسلام فالأعراب مسلمين ولكن غير مؤمنين رغم تلك الآيات العجيبة التي توحد بين الإيمان والإسلام .

ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا (النساء4: 94)

ما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون (الروم 30 : 53 )      

إن منا المسلمون ومنا القاسطون ( الكفار ) فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا  ( الجن 72 : 14 )

يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين أدخلوا الجنة (الزخرف 43 : 68-69 )

من كل تلك الآيات السابقة نجد أن المؤمنين والمسلمين واحد لا فرق بينهما .

وفي الحديث عن أهل الكتاب وعرب الجاهلية الأميين :

قل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فأن أسلموا فقد اهتدوا .( آل عمران 3 : 20 )

وهنا الإسلام هو الهداية . في الحديث عن النصارى يقول القرآن :

يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله وآمنوا برسوله ( محمد ) يؤتيكم كفلين من رحمته ( الحديد 57 :28 )

الواضح هنا أن القرآن يسمي النصارى مؤمنين رغم عدم إيمانهم بمحمد  وقرأنه ولهم كفل ( نصيب ) من رحمة الله ، وفي الحديث عن موسى :

لما جاء موسى  لميقاتنا وكلمه ربه .... قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين (الأعراف 7 : 143 )

من هم الأعراب ؟

 من  المهم أن نعرف من هم الأعراب حتى ينجلي لنا الفارق بين الإيمان والإسلام حيث أن الأعراب مسلمين وليسوا مؤمنين  .

الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله  (التوبة 9 : 97 )

هنا نرى الأعراب كلمة تشمل كل الأعراب فنرى أنهم غير مؤمنين بل كفار منافقين مسلمين والثلاثة شئ واحد وهو بالطبع شئ عكس الأيمان .

قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولم يدخل الإيمان في قلوبكم (الحجرات 49 : 14 )

ولكي تكتمل صورة الأعراب المسلمين المنافقين الكفار غير المؤمنين إليك تلك الآية التي ربما تريح حيرتنا :

قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتيكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما (الفتح 48 : 16 )

الواضح هنا أن محمدا يدعوا الأعراب إلى قتال أناس أشداء يقتلونهم أو يسلمون ويعدهم إذا شاركوا في هذا القتال بالأجر الحسن أما إذا لم يشتركوا مع محمد في هذا القتال ويساندوه فلهم عذاب أليم ، وبقى السؤال ترى لهذا السبب كان الأعراب مسلمين كفار منافقين غير مؤمنين ويصبح شرط القتال هو الفارق الوحيد بين الإيمان من ناحية والنفاق والكفر والإسلام من الناحية الأخرى ؟

من كل ما تقدم أصبح من الصعب بل من المستحيل معرفة ما هو الإسلام ؟هل هو الشهادة بالله الواحد ومحمد نبي ورسول وصوم رمضان وحج البيت ؟ فكل من ذكرهم القران بأنهم مسلمين قبل محمد لم يفعلوا كل ذلك ، وماذا عن الأعراب الذين آمنوا بالله والنبي الرسول وحجوا وصاموا وزكوا ولم يقاتلوا مع محمد ؟  هم مع ذلك مسلمين وكفار ومنافقين وغير مؤمنين

 

أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون (القلم 68 : 35-36 )

ولا نعرف أي إجرام أكبر من النفاق والكفر الذي وصف به الأعراب المسلمين ؟ أما النصارى فهم ليسوا مسلمين لكن مؤمنين ولهم نصيب من رحمة الله رغم عدم إيمانهم بمحمد وقرأنه ، هنا يسقط المرء في أعمق هوة عندما يحاول جاهدا معرفة ما الفارق بين الإسلام؛ الكفر ، النفاق ، الإيمان ؟

من يحل اللغز من يفك الطلسم ما هو الإيمان ومن هو المؤمن ما هو الإسلام ومن هو المسلم من هو أول من عملها وأسلم ؟

الصفحة الرئيسية