دعوة للتفكير
جاء القرآن بآيات تدعو إلى السلام وتلك الآيات يتغنى بها كثير من المسلمين وخاصة في الغرب تلك الآيات التي ربما لا تتجاوز عدد الأصابع لكنه أيضا جاء بآيات حرب وقتال وإن كانت في عددها أضعاف عدد آيات السلام .
عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما(الفرقان63:25)
أيها الذين آمنوا(المسلمون)أدخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان أنه عدو لكم مبين(البقرة208:2)
وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله انه السميع العليم(الانفال61:8)
فإن أعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا...فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا(النساء4: 90-91)
فلا تهنوا(تضعفوا) وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم(محمد47: 35)
لقد بدأت آيات السلم بآيات مكية نرى فيها سلام الخانع الضعيف فمهما فعل الجاهلون يكون رد محمد والمسلمين سلام أما آيات السلام المدنية فهي مد يد السلام بعد أن يمد الطرف الآخر يده بالسلام ثم لإسلام ولا دعوة للسلام إذا كانت كفة المسلم هي العليا
ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين(البقرة251:2)
هنا نرى من فضل الله على البشر بأن دفعهم ليقتتلوا ويقتلوا بعضهم بعضا لكي لا تفسد الأرض .
الذين آمنوا(المسلمين) يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت(الشيطان) فقاتلوا أولياء الشيطان(النساء76:4)
وهنا القتال والقتل واحد لكن الإختلاف في المسمى هذا يقتل من أجل الله وهذا يقتل من أجل الشيطان .
واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم(الانفال60:8)
يأيها النبي حرض المؤمنين(المسلمين) على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا ...والآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فان يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين ...(الانفال8: 65-66)
هنا الاستعداد الدائم للقتال والتحريض عليه والله علم أن المؤمنين بمحمد فيهم ضعفا ما بين الآية وسابقتها .
ليعلم الذين نافقوا أو قيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون(آل عمران167:3)
ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشى عليه من الموت فأولى لهم طاعة وقول معروف ...(محمد47: 20-21)
قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولى بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم الله عذابا أليما(الفتح16:48)
ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة ...فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب قل متاع الدنيا قليل...(النساء77:4)
ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الإدبار ومن يولهم يومئذ دبره(ظهره)إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير(الانفال8: 15-16)
مما تقدم نجد في الآيتين الاولتين المتخلفين عن القتال منافقين وهم أقرب للكفر من الإيمان وفي قلوبهم مرض والملاحظ أنهم لاموا الله على آيات القتال تلك بقولهم ربنا لم كتبت علينا القتال وفي الثالثة محمد يدعو الأعراب لقتال أناس أشداء يقتلونهم أو يسلمون فإذا تخلف الأعراب عن دعوة محمد لهم للقتال فعذابهم من الله اليم أما إذا شاركوا فالله سيجزيهم أجرا حسنا والآيتين الأخيرتين ليست الصلاة أو الزكاة وغيرها تدل على أن المؤمن يخشى الله بل القتال هو الدليل الأوحد على الإيمان ثم أن المسلم إذا فر من القتال وأعطى ظهره للعدو فعليه غضب الله والنار مأواه .
فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤته أجرا عظيما (النساء74:4)
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون(آل عمران169:3)
فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار(آل عمران195:3)
ومغانم(السلب والنهب بعد المعارك) كثيرة يأخذونها ... وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم...(الفتح48: 19-20)
فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم (الانفال69:8)
وهنا جزاء من يقاتل في سبيل الله أي من أجل الإسلام سواء انتصر أو انهزم أو قتل سيكفر الله عنهم سيئاتهم ولهم جنات من تحتها الأنهار وهم أحياء يرزقون أما في الدنيا فسلب ونهب وسرقات ومغانم كثيرة (ممتلكات ونساء وأولاد القتلى من الكفار) فتلك مواعيد الله للمسلمين .
إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص (الصف4:61)
لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر(الأعمى) والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه ومغفرة(النساء4: 95-96)
ما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ... لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا(الحديد57: 10) .
فرح المخلفون بمقاعدهم خلف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا(تحاربوا) في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون(التوبة9: 81-82)
مما تقدم يتضح معنى الجهاد وهو القتال وليس جهاد النفس والذي يتخلف عن دعوة محمد للقتال حتى في الحر فجهنم أشد حرا في انتظاره،كما أن هناك درجات لا يستطع المؤمن الوصول إليها إلا بالقتال والحرب فلا يتساوى المجاهدون والقاعدون كما أن هناك درجات لا يستطع أي مقاتل مسلم مؤمن بعد الفتح الوصول إليها فلا يستوي من أنفق وجاهد قبل الفتح وبعده فمن عملها قبل الفتح أولئك أعظم درجة .
فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم(كثر قتلهم) فشدوا الوثاق(أسرهم مكبلين) فأما منا(إطلاقهم) بعد وأما فداء(اخذ الفدية)(محمد 47: 4)
وهنا قتل وقطع رقاب كل من لا يؤمن بإله الإسلام أو أسرهم.
إذ يوحي ربك إلي الملائكة إني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فأضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان (أصابع اليدين والقدمين) (الانفال8: 12).
ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن(يكثر في القتل) في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم (الانفال8: 67)
ونزلت هذه الآية عندما أخذ محمد الفدية من أسري بدر رضوخا لمشورة أبي بكر وكان رأي عمر قتلهم فنزلت هذه الآية تلوم محمد وتؤيد رأي عمر بقطع رؤوس الأسرى وتلغي الأسر بالقول ما كان لنبي أن يكون له أسرى وحتى يثخن أي يكثر القتل للعدو.
قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله(محمد) ولا يدينون دين الحق(الإسلام) من الذين أوتوا الكتاب (اليهود والنصارى) حتى يعطوا الجزية عن يدهم صاغرون(أذلة)(التوبة9: 29)
وهنا الخيار أمام أهل الكتاب اليهود والنصارى أما أن يدخلوا الإسلام ويعملوا بشرائعه ويحرموا ما حرم محمد أو أن يدفعوا الجزية وهم أذلة في أوطانهم وإن رفضوا هذه أو تلك ولم يستطيعوا دفع الجزية وتمسكوا بدينهم فلا سبيل لهم غير القتل.
قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فان انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين(البقرة2: 193)
قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فان انتهوا فان الله بما يعملون بصير(الانفال8: 39)
مما تقدم نجد الأمر القرآني واضح بقتل كل من لا يؤمن بإله محمد أو يدعوا لغيره فإن لم ينتهوا فالأمر واضح بالعدوان عليهم وقتلهم.
وإن نكثوا إيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فاقتلوا أئمة الكفر أنهم لا إيمان لهم لعلهم ينتهون (التوبة9: 12)
لا مناقشة أو مجادلة فالواضح أن وسيلة القتل هي نصيب من نكث في إيمانه من بعد عهده وبعض الأئمة يتخذون هذه الآية دليل على قتل المرتد بعد عن الإسلام.
يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقى من الربوا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله...(البقرة2: 278- 279)
والواضح هنا الحرب والقتل لكل من لا يمتنع عن الربى حتى لو كان مؤمنا بالله .
إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله فان فاءت..(الحجرات49 : 9)
الطائفتان مؤمنتان متنازعتان لكن الحل القرآني هو القتل والقتال للتي بغت. لكن ترى ما هو أمر الله؟ كلا منهما تدعي أنها ترعي أمر الله والتاريخ الماضي والحاضر يشهد بتسلح كل طائفة بآيات القرآن.
إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ... إلا الذين تابوا قبل أن نقدر عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم (المائدة5: 33-34)
إذ يوحي ربك إلى الملائكة إني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فأضربوا فوق الأعناق وأضربوا منهم كل بنان ذلك بأنهم شاقوا(خالفوا)الله ورسوله (الانفال8: 12-13)
هنا نرى أن الذين يعادون ويشاقون محمد أن تقطع أطرافهم من خلاف وتقطع أصابعهم وتضرب أعناقهم ويصلبوا وينفوا من الأرض .لكن الأعجب تلك العبارة إلا الذين تابوا قبل أن تقدر عليهم ... إن الله غفور رحيم أي لا توبة لضعيف قدر عليه المسلمون ولا نعرف للمغفرة موقع بعد كل هذا ؛ ولك تلك الآيات
عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون … ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون(المؤمنون23: 92-96)
أي حرب لله أعظم من الشرك لكن القرآن يأمر نبيه أن يجازي تلك السيئة بالحسنى لا بالقتل وتقطيع الأطراف والصلب وغيره ترى ما الفارق؟ الفارق الوحيد أن هذه الآيات مكية وسابقتها مدنية .
قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على ...(التوبة9: 14-15(
وهكذا أوامر إله القرآن للمؤمن المسلم أن قتل وتعذيب المخالف في العقيدة يشفي صدره ويذهب غيظه.
هنا لنا أن نعرف أن هذا جزء من آيات القتل والقتال التي نزلت كلها بالمدينة خلال أقل من عشر سنوات وفي ثمانية وعشرين سورة بينما لم تنزل آيات القتل والقتال خلال ثلاثة عشرة سنة بمكة وبامتداد ستة وثمانين سورة وأخيرا لك تلك الآيات المكية:
وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين (الانبياء21: 107)
لا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم(حبيب)(فصلت41: 34)
لك وحدك أن تستنبط من خلال كل ما تقدم مدى الرحمة ونوعيتها.أخيرا حبيبي القارئ ما رأيك في تلك الآيات المكية هل تستطيع أن توافق بينها وبين الآيات المدنية؟ هل آيات النذير في مكة هي آيات النبي في المدينة؟ نعم لقد كان إسلام المدينة استئصاليا؛ فمنع الفتنة بالقتل ومنع الربى بالقتل والفصل بين الفئتين المؤمنتين بالقتل ودعوة الأعراب لقتل قوم ذو بأس شديد حتى يسلموا وأهل الكتاب جزاءهم القتل أن لم يسلموا أو يدفعوا الجزية أذلاء ومن لا يؤمن بوجود الله فهو كافر وله القتل والهندوس لهم القتل والبوذيين لهم القتل؛ القتل القتل ولا شئ سوى القتل فهو الحل والإسلام هو الحل!!! ….