دعوة للتفكير

 

·     الحرية والإكراه

 

       جاء في القران الكثير من الآيات التي تثبت أن الإيمان والكفر ليس بيد الإنسان لكنه قدر مقدر من عند الله خالق خلقه منهم مؤمن ومنهم كافر ومنهم من يريد الله ويشاء له الهداية ومنهم من يريد ويشاء له الله الضلالة والكفر. كما أن هناك العديد من الآيات تعطي للإنسان حرية الإيمان أو الكفر فمن اهتدى فلنفسه ومن أساء فعليها ومن احسن أو أساء فلها ثم أن الأديان كلها لله والدعوة للإسلام بالحسنى فلا إكراه في الدين فالحرية مفتوحة على أوسع أبوابها وللفرد أن يختار ما شاء لا بين دين وآخر بل بين الإيمان أو الكفر ؛ لكن هل توقف القران عند هذا الحد؟ لا بل تخطاه بان لا دين مقبول عند الله غير الإسلام ؛ والقتل والقتال لمن يعتنق غيره أو يكفر بالله . لقد تحول الموقف من الضد إلى الضد وسنسرد تلك الآيات التي تبين كلا على حده.

الإيمان والكفر قدر من عند الله:

هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير (التغابن64: 2)

وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله (يونس10: 100)

لو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين (السجدة32: 13)

ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها (الشمس91: 6-7)

أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه(لم يسمع ولم يعقل) وجعل على بصره غشاوة(ظلمة) فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون (الجاثية45: 23)

ولو شاء ربك لأمن من في الأرض جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين(يونس10: 99)

ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ولهم عذاب عظيم (آل عمران3: 176)

أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا(النساء4: 88)

ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن انصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم (هود11: 34)

وقيضنا(سببنا) لهم قرناء (شياطين) فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس وانهم كانوا خاسرين(فصلت41: 25)

ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم عذاب عظيم(المائدة5: 41)

لو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا(الانعام6: 107)

قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين (الانعام6: 149)

ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون (الحجرات49: 7)

من كل ما تقدم وغيره من الآيات نجد أن الإنسان مسلوب الإرادة لا ذنب له في كفره وضلاله ولا خيرة له في إيمانه وهداه فالقدر قدر الله الذي خلق منذ البدء كافر ومؤمن ؛ وهو أيضا الذي خلق النفس وألهمها فجورها وتقواها فالإنسان بالفطرة لديه الفجور والتقوى؛ ولو شاء الله لهدى الناس جميعا ولو أراد الله لأمن من في الأرض جميعا ولكن حق قول الله أن يملأ جهنم من الناس والجن ولا ينفع نصح الأنبياء طالما إرادة الله إغوائهم وفتنتهم وهو الله الذي زين الإيمان في قلب الإنسان ويكره لديه الكفر والفسوق والعصيان ؛وهو الذي قيض للفاسقين شياطين ليضلوهم  ولنا أن نسأل إذا كان الإيمان والكفر قدر الله على الإنسان فما ذنبه ولماذا الثواب والعقاب ؟ ما ذنب المذنب وما فضل المؤمن ؟ لكن الأغرب من ذلك أن الكفار قالوا نفس كلام محمد :

وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شئ نحن ولا آباؤنا كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسول إلا البلاغ (النحل16: 35)

سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤناكذلك كذب الذين من قبلهم قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعوا إلا الظن وان انتم إلا تخرصون(الانعام6: 148)

ترى إلى هذا الحد التطابق بين ما قاله محمد في قرانه من ناحية وبين ما قاله المشركين من الناحية الأخرى؛ قال محمد للمشركين إنكم تخرصون إنكم تكذبون هل لنا أن نقول له كما قال لهم ؛ أليس قال هو بمثل ما قالوا !

حرية الاختيار بين الإيمان والكفر:

وقل الحق من ربك فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر  … (الكهف18 : 29)

هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره (فاطر35: 39)

فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل (يونس10: 108)

إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وان أسأتم فلها(الاسراء17: 7)

إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل (الزمر39: 41)

من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولاتزر وازرة وزر أخرى (الاسراء17: 15)

قل الله اعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه(الله) (الزمر39: 14-15)

من كل ما تقدم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ومن كفر فعليه كفره ومن اهتدى فلنفسه ومن ضل فعليها ومن احسن أو أساء فلنفسه وهكذا الإنسان حر طليق يختار كما يشاء لا بين دين وأخر لكن بين الإيمان والكفر وللإنسان الحق في أن يعبد من دون الله ما شاء .

الأديان كلها لله:

إن الذين أمنوا والذين هادوا والصابئون(الصابئين) والنصارى من أمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون (المائدة5: 69)

إن الذين أمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من أمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا يحزنون(البقرة2: 62)

إن الذين أمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة(الحج22: 17)

من أهل الكتاب أمة يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين(آل عمران3: 113-114)

قل أمنت بما انزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا واليه المصير(الشورى42: 15)

من كل ما تقدم لا خوف على المسلمين واليهود والنصارى والصابئين كما أن المسلمين واليهود والنصارى والصابئين فئة واحدة والذين أشركوا فئة أخرى الله يفصل بينهم يوم القيامة ولا حجة عليهم فالله يجمع بينهم يوم القيامة واليه المصير؛ لا بل تخطى القران ذلك وخاطب الكافرين قائلا :

قل يا أيها الكافرون لا اعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا انتم عابدون ما اعبد لكم دينكم ولي دين(109: 1-6)

حتى مع الكافرين وعباد الأصنام ففي تلك الآية المكية كان محمد غاية في السلم حتى مع عباد الأصنام ؛ كرر مرات عديدة انه لا يعبد ما هم عابدون ولهم دينهم ومحمد له دينه ولا حجة بين محمد وبين أحد فلكل أعماله .

الدعوة للإسلام بالحسنى:  

ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن إن ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين (النحل16: 125)

فان تولوا فإنما عليك البلاغ المبين(النحل16: 82)

وما على الرسول إلا البلاغ المبين (العنكبوت29: 18)

ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه انه  لا يفلح الكافرون(المؤمنون23: 117)

وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما(الفرقان25: 63)

ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله (الاحزاب33: 48)

لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي .(البقرة2: 256)

مما تقدم نجد أن الدعوة للإسلام بالحكمة وبالحسنى وما على محمد إلا البلاغ وإلا حرف حصر يعني محمد مبلغ فقط ومهما فعل الجاهلون بمحمد وباتباعه فردهم على الجاهلين سلام ولا يكرهون أحدا على دخول الإسلام .

ادفع بالتي هي احسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي(صديق) حميم(فصلت41: 34)

وقيله يا رب أن هؤلاء قوم لا يؤمنون فاصفح عنهم وقل سلام (الزخرف43: 88-89)

ترى أي سلام في هذه الآيات المكية لكن ترى هل هذا كل ما في القران ؟

الإكراه والقتل لغير المسلم:

   لقد ورد الكثير من الآيات التي تحرض المسلم على القتال وقتل كل إنسان لا يدين بالإسلام سواء كان هذا الإنسان يهوديا أو نصرانيا أو بلا دين؛ فلا دين غير الإسلام فهو الدين الوحيد القيم والمقبول عند الله وغيره مرفوض. لكن قبل أن نستعرض تلك الآيات علينا أن نحدد في عجالة معنى الكفر والكافرين ومعنى الإسلام.

إن الذين يكفرون بالله ورسوله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا (النساء4: 150-151)

ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدقا لما معهم كفروا به فلعنة الله على الكافرين فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين وإذا قيل لهم أمنوا بما انزل الله قالوا نؤمن بما انزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم(البقرة2 :89-91)

وهنا اصبح من يؤمن بالله ورسله دون أن يؤمن بمحمد يصبح كافرا حقا وكذلك من يؤمن بالتوراة والإنجيل دون إن يؤمن بمحمد وقرانه فهو أيضا من الكافرين وعليه اللعنة وباءوا بغضب على غضب .

أقم وجهك للدين حنيفا ولا تكونن من المشركين (يونس10: 105)

قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين(الانعام6: 161)

ومن احسن دينا ممن اسلم  وجهه لله وهو محسن اتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا(النساء4: 125)

ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين(آل عمران3: 67)

وهنا الدين القيم هو دين إبراهيم الذي لم يكن يهوديا ولا نصرانيا بل كان حنيفا مسلما ؛ أما اليهود والنصارى فهم كفار مشركين.

قالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضهئون(يماثلون) قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله (التوبة9: 30)

لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم(المائدة5: 17؛ 72)

وهنا اصبح اليهود والنصارى كفار مشركين وهم والكفار الذين لا يؤمنون بوجود الله شئ واحد وسنوضح في الآيات التالية كيفية تعامل الإسلام والمسلم مع غير المسلم

إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب (آل عمران3: 19)

ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين(آل عمران3: 85)

أفغير دين الله يبتغون وله اسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها(آل عمران3: 83)

من هذه الآيات المدنية وغيرها اصبح الدين الوحيد المقبول عند الله هو الإسلام دين إبراهيم وغيره مرفوض ولن يقبل. والآن لنا تلك الآيات التي تلغي حرية الاختيار بين دين وآخر وبين الإيمان والكفر فالقتل لكل من لا يعتنق الإسلام ؛ أما الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة وبالموعظة الحسنة فتبدلت وصار القتل والسيف هو الدعوة والداعي أما اليهود والنصارى فلا مكان لهم إلا أن يعيشوا أذلة بعد أن يدفعوا الجزية وإذا ضاقت يدهم عن دفع الجزية وتمسكوا بدينهم فلا مكان لهم في الحياة أما إذا عزت عليهم الحياة فعليهم الدخول في الإسلام دون اقتناع أو تفكير فهكذا اسلم من في الشرق كرها.

قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله(محمد) ولا يدينون دين الحق(الإسلام) من الذين أوتوا الكتاب(اليهود والنصارى) حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون (أذلاء)(التوبة9: 29)

يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم (التحريم66: 9)

يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم(التوبة9: 73)

محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم (الفتح48: 29)

فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم (كثر القتل فيهم) فشدوا الوثاق(أوثقوهم)(محمد47: 4)

سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان (الانفال8: 12)

فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا وأقاموا الصلوة وأتوا الزكوة فخلوا سبيلهم(التوبة9: 5)

ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله فان تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا(النساء4: 89)

إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض(المائدة5: 33)

من كل ما تقدم فقتل الكفار وضرب الرقاب وتقطيع الأيدي والأرجل والصلب لكل من يعتنق غير الإسلام وحتى أهل الكتاب فعليهم أن يعيشوا أذلاء بعد أن يدفعوا الجزية أو يحرموا ما حرم محمد أي يدخلون الإسلام وان رفضوا هذه وتلك فالقتل القتل.

قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فان تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وان تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما(الفتح48: 16)

هنا يدعوا محمد الأعراب إلى المشاركة معه في قتال قوم أشداء فيقتلوا أو يدخلون الإسلام ؛ اين من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر؟ أين لا إكراه في الدين؟ أين دع أذاهم واصفح الصفح الجميل وقل سلام؟ أين ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة؟ أين ما على الرسول ‘لا البلاغ؟ أين اليهود والنصارى الذين لا خوف عليهم؟ أين الكافرون الذين لهم دينهم ومحمد له دينه أين الذي بينك وبينه عداوة كأنه صديق حبيب؟ أين إسلام مكة ؟ هل هناك قتل وقتال في قران مكة؟ هل آيات السلم والود والسلام كانت آيات مرحلية وانتهت؟ لماذا هذا التدرج والتنقل من الضد إلى الضد؟ كيف يوافق المسلم بين قران مكة وقران المدينة وبين إسلام مكة وإسلام المدينة؟ نعم أن أي حركة سياسية تمر بمرحلة استضعاف تهادن وتسلم وربما تغازل الكثيرين وتخطب ودهم وتسعى جاهدة لاستقطابهم لتحقيق أغراضها؛ ثم مرحلة اختبار القوة ثم مرحلة السيطرة وهى الوجه الحقيقي والصحيح تسقط فيه أقنعة مرحلة الاستضعاف وتختفي من على الأوجه مساحيقها . ترى هل الذي ينطبق على الحركات السياسية بتطبيق على الاسلام؟ هل نتعامل مع الإسلام على انه دين سماوي له نصوص قاطعة لا تتناقض ولا تتعارض بين مرحلة وأخري؟ هل يستطيع المسلم أن يوافق بين ذلك التناقض بين إسلام مكة وإسلام المدينة؟ هل يستطيع أحد أن يزيل التناقض والضد بين الآيات وبعضها؟ هل يستطيع أحد أن يقنعنا أن الإسلام شئ آخر غير انه حركة سياسة.

الصفحة الرئيسية