دعوة للتفكير
صرح القرآن أن هناك علاقة وثيقة بين محمد وقرأنه من ناحية وبين الجن من الناحية الأخرى ،حيث أن القارئ المدقق الفاهم يجد أن الذين آمنوا بالقرآن وشهدوا بصحته وهداه إلى الحق هم الجن حيث أن تلك السور مكية وكان محمد يومها مرفوضا لا يؤمن به من الإنس إلا أهل بيته وهم يعدوا على الأصابع . لكن ما الفارق بين الجن ، إبليس ، الشيطان والعفاريت ؟
في الحديث عن موسى : الق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ( القصص 28 : 3 )
قال القها يا موسى فألقاها فإذا هي حية تسعى (طه 20 : 20 )
والجان خلقناه من قبل من نار سموم ( إبراهيم 15 : 27 )
وخلقنا الجان من مارج من نار ( الرحمن 55 : 15 )
وهنا ما يتميز به الجن أنه يهتز كالثعابين ويسعى كالحيات وخلق من نار .
قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ... ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن إيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ( الأعراف 7 : 11-20 )
إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر ... قلنا يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة فأذلهما الشيطان عنها ... وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ... (البقرة 2 : 34-36 )
.... فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ( الكهف 18 : 50 )
مما تقدم نجد أن الجن خلق من نار وإبليس خلق من نار أيضا وكان إبليس من الجن وأذل الشيطان آدم وحواء والعداوة بينهم بأمر الله ، لكن ماذا عن العفاريت ؟
في حوار سليمان والجن : قال عفريت من الجن أنا أتيك به ( عرش ملكة سبأ ) قبل أن تقوم من مقامك .... قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ( النمل 27 : 39-40 )
وهنا العفريت واحد من الجن كما إبليس وعند العفاريت علم من الكتاب ، ترى أي كتاب ذلك الذي تعرفه العفاريت ؟
إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه افتتخذونه وذريته أولياء من دون الله وهو لكم عدو بئس للظالمين بدلا ( الكهف 18: 50 )
وهنا إبليس والجن يتزاوجون ولهم ذرية .
يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم ( أصدقائهم ) من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغت آجالنا الذي أجلت (الأنعام 6 : 128)
وهنا نرى المتعة متبادلة بين الإنس والجن ، لكن لم يوضح أي نوع من المتعة وإن كانت أحاديث محمد أشارت إلى ذلك .
قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ... فالحق والحق أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم ( ص 38 : 75-85 )
ولكن حق القول مني لأملان جهنم من الجنة والناس أجمعين ( السجدة 32 : 13 ) ( الأعراف 7 : 38 )
فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا ( مريم 19 : 68 ) ( الأعراف 7 : 18 )
وهنا جهنم وبئس المصير للجن ومن تبع كلامهم ووثق فيه وكذلك الشياطين وإبليس حيث لم يذكر القرآن ولو في آية واحدة أن للجن مكان في الجنة ، من كل ما تقدم نجد أن إبليس والجن والشيطان والعفاريت شئ واحد خلقوا من النار ونهايتهم النار ولهم قاسم مشترك واحد هو إغواء البشر وإهلاك ذرية آدم .
يقسم علماء المسلمين الجن إلى الجن العلوي المؤمن بمحمد وقرأنه والجن السفلي الكافر، ترى ماذا يفيد الجن إيمانه بمحمد وقرأنه ؟ هل لهم نصيب في الجنة ؟ هل للجن العلوي أن يخطئ ويكفر ويرتد عن الإسلام ويصبح من الجن السفلي ؟ هل للجن السفلي أن يؤمن بالقرآن ومحمد ويصبح من طائفة الجن العلوي ؟ وهنا العقل في محنة بين آيات القرآن التالية :
سمعنا قرأنا عجبا ... فأمنا به ولن نشرك بربنا أحدا ( الجن 72 : 1-2 )
وإنا منا الصالحون ومنا دون ذلك .... وإنا منا المسلمون ومنا القاسطون ( الكفار )( الجن 72 : 11-14 )
في هذه الآيات الجن مسلم مؤمن غير مشرك نعم ليس كل الجن .
قل أعوذ برب الناس ... من شر الوسواس الخناس ... من شر… الجنة والناس ( الناس 114 : 1-6 )
ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ( السجدة 32 : 13 )
وهنا محمد يستعيذ من الشياطين والجن؛ وجهنم ستمتلاء من الجن والناس كما أن ليس هناك آية واحدة تقول أن هناك مكان في الجنة للجن ، هنا الحيرة ما مصير الجن العلوي الذي آمن بالقرآن وصدق محمد ؟ هل أفاده ذلك شيئا ؟
كان رجال من الإنس يتعوذون برجال (هل هناك اناث؟) من الجن فزادوهم رهقا ( الجن 72 : 6 )
يوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة اهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن وأكثرهم بهم مؤمنون ( سبا 34 :40- 41 )
وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول … (الأنعام 6 : 112 )
هنا الجن يوحون إلى الإنس كلام مزخرف جميل بليغ . لكن ترى من غير محمد وأتباع محمد يؤمنون بالجن ؟
وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون (الذاريات 51 : 56 )
يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي ( الأنعام 6 : 130 )
وهنا نرى أن للإنس كما للجن عبادات لله ولهم رسل منهم يقصون عليهم آيات الله وكتبه .
لم يطالعنا القرآن في كل سوره عن رسول أو نبي آمنت به الجن وعن كتاب وثقوا به وأمنوا وصدقوا ما جاء فيه ودعوا إلى إتباعه إلا محمد وقرأنه .
وإذا صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا أنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه ( يدي من؟ ) يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم يا قوم أجيبوا داعي الله (محمد ) وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم.. ( الأحقاف 46 : 29-31 )
قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا أنا سمعنا قرأنا عجبا يهدي إلى الرشد فأمنا به ولن نشرك بربنا أحدا ... ما اتخذ صاحبة ولا ولدا ... أنا لما سمعنا الهدي (القران) أمنا به ... وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون ( الكفار ) فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا ... ( الجن 72 : 1- 14 )
الواضح من الآيات أن الجن آمن بالإسلام وصدق بمحمد وقرأنه وأنه مطابق لما بين يديه ( ؟ ) ورفعوا الله أن يكون له صاحبة أو ولد وهي نفسها أفكار القرآن عن النصارى ؛ كما أنهم دعوا من يريد الرشد فعليه بالإسلام ترى أي كتاب ذلك الذي يؤمن به الجن والشياطين والأبالسه العفاريت ؟ أي دين وأي نبي ذلك الذي يبشرون به ؟ أي إله ذلك الذي يشرك الجن في علمه ويطلعهم على ذلك الكتاب الذي بين يديه ؟ هل الله لكي يثبت صدق نبيه وصحة دعواه أن يقبل شهادة الجن والعفاريت والأبالسة الشياطين ويردد كلامهم ؟ ترى هل من العقل أن نصدق نحن شهادة الجن والعفاريت والشياطين ونثق في كلامهم دون فحص وتمحيص ؟ كتابا من بعد موسى هل لم يسمعوا بعد عن زابور داود أو إنجيل المسيح؟ هل ننسى تهديد إبليس بأن يقعد لذرية آدم من كل اتجاه ليضلها ، والأعجب أن الله في القرآن يردد كلام الجن حيث أن سورة الجن والأحقاف هي كلام الجن وهي لا تختلف كثيرا في الأسلوب والمعنى عن كثير من آيات القرآن وسوره .
لإن اجتمع الأنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ( الإسراء 17 : 88 )
لقد جاء الجن بمثل القرآن بل جاء به نفسه حيث السور السابقة هي موجودة في القرآن ويقرأها الجميع على أنها من عند الله بينما هي في الحقيقة كلام الجن ، وإليك بعض الآيات التي تكشف عن طبيعة الجن وخداعهم :
قال قائل منهم أني كان لي قرين ( جن ) يقول إنك لمن الصادقين ( الصافات37: 51-52 )
كمثل الشيطان إذ قال للإنسان أكفر فلما كفر قال أني برئ منك أني أخاف الله رب العالمين ( الحشر 59 : 16 )
وهنا لا يخفى عليك أن الجن والشيطان يستطيع أن يقنع الإنسان أنه صادق في كل ما يعمل ولا يكتشف الإنسان ذلك ألا في النهاية عندما لا تكون هناك فرصة للتوبة والندم.
كذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الأنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فزرهم ( أطردهم) وما يفترون ( الأنعام 6 : 112 )
فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته .... ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم ... وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به ... ( الحج 22 : 52 - 54 )
وهنا نرى أن الشيطان والجن يوحيا للإنسان زخرف القول أي كلام منسق جميل يأخذك بريقه ونغمه ، كما أن الشيطان يوحي إلى محمد آيات ثم ينسخها الله (! ) ويحكم آياته والأغرب والأعجب كيفية معرفة الذين أوتوا العلم برغم كل ذلك أنه الحق ؟ أي حق !
فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنفسهم مهتدون ( الأعراف 7 : 30 )
وهنا نرى الذين يتبعون الشياطين والجن يحسبون أنفسهم مهتدون لكن عندما تتكشف لهم الحقيقة يقولون :
قال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين ( فصلت 41 : 29 )
عن ابن مسعود ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة قالوا وإياك قال وإياي إلا أن الله تعالي أعانني عليه فاسلم فلا يأمرني إلا بخير.صحيح مسلم ومسند أحمد ومنتخب كنز العمال في السنن الأقوال والأفعال للعلامة المتقي الهندي.
عن عائشة ما منكم من إلا ومعه شيطان قالوا وأنت يا رسول الله قال وأنا إلا أن الله أعانني عليه فاسلم. صحيح مسلم ومنتخب كنز العمال للعلامة المتقي الهندي.
مما تقدم وغيره كثير نجد أن محمدا كان له قرين من الشياطين والجن يأمرانه وهما مسلمين مؤمنين.
أخيرا ترى ماذا قال كتاب الله التوراة عن الجن عملا بالقول اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون :
لا تلتفتوا إلى الجان ولا تطلبوا التوابع فتتنجسوا بهم أنا الرب إلهكم (لاويين 19 : 31 )
النفس التي تلتفت إلى الجان وإلى التوابع لتزني وراءهم أجعل وجهي ضد تلك النفس وأقطعها من شعبها (لاويين 20 : 6 )
إذا كان في رجل أو امرأة جان أو تابعة فأنه يقتل بالحجارة يرجمونه دمه عليه …( لاويين 20 : 27 )
لا يوجد فيك .... من يسأل جان أو تابعة ولا من يستشر الموتى لان كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب ( تثنية 18:11-12 )
كان منسي أبن اثنتي عشرة سنة .... واستخدم جانا وتوابع وأكثر من عمل الشر في عيني الرب لإغاظته (ملوك الثاني21 :1-6) (أيام الثاني33: 6)
فمات شاول بخيانته التي خان بها الرب ... وأيضا لأجل طلبه إلى الجان للسؤال (أيام الأول 10 : 13 )
من كل ما تقدم نجد أن الكتاب المقدس يصف الجان بأنه أرواح شريرة شيطانية ونهى الله عن التعامل معها وكل من يستمع لها نجس ومكروه عند الله ويقطع هذه النفس وذريتها من شعبها.