دعوة للتفكير
تحدث القرآن عن عيسى وأمه حديثا عجيبا فريدا مثيرا متفردا ، ورد أسم عيسى خمسة وعشرين مرة بين مكة والمدينة، ورد أسم المسيح إحدى عشرة مرة كلها بالمدينة فلم يعرف بهذا الاسم في مكة ترى لماذا؟ ورد اسم مريم أربعة وثلاثين مرة بينما لم يرد أسم محمد في قرأنه إلا أربع مرات فقط ولمريم سورة في القرآن باسمها ، لم يذكر اسم أحد من النساء غيرها كما أنها فوق كل نساء العالم وصديقه ومن يقول السوء فيها كافر ، ولم يذكر القرآن عن أي نبي لفظ اصطفاك مرتين في آية واحدة غيرها ، كما أنها وابنها آية لكل الأجيال ، ولم يقل عن أحد تحدث في البطن والمهد غير عيسى، تعلم قبل أن يولد كما أنه كلمة الله وروح من ذات الله ، ولم يأت أحد بمعجزات مثله وهو الوحيد الوجيه في الدنيا والآخرة ، وهو الحق ، نعم لقد وضع القرآن المسيح فوق كل البشر والأنبياء مما يجعل الإنسان يسأل من هو المسيح ؟ ولادته العجيبة ، صعوده ورفعه حيا تاركا الأرض تحوى في باطنها كل البشر والأنبياء بينما هو حيا خالدا في السماء والكل يترقب عودته يوم القيامة ليحاسب مليارات البشر من آدم وإلى يوم الساعة . الكل سيقف أمامه وسيعرف خفايا قلوبهم ويجازي كل واحد عما فعل خيرا كان ام شرا حقا إنه السؤال الخالد من هو المسيح؟
إن الله اصطفى آدم وإبراهيم وآل عمران على العالمين (آل عمران 3: 33)
إذ قالت امرأة عمران (أم مريم؟) رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني … فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى … وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ( آل عمران3: 35-36)
مما تقدم نجد أن مريم من ذرية الأنبياء التي اختارها الله وهي نذر لله وهي في البطن ومحصنه وذريتها من الشيطان ، لكن القرآن وقع في خطأ تاريخي حيث قال أن أم مريم هي زوجة عمران أبا هارون وموسى وأكد على ذلك الخطأ بتلك الآية :
يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا (مريم19: 28)
وهنا أكد ذلك الخطأ وقال أن مريم أخت هارون ، يقول بعض المفسرين أن نسبتها لهارون لأنها من ذريته وتشريفا لها ، أي تشريف ينقص مريم التي قال فيها القرآن ما لم يقله في أحد من الأنبياء ، لكن ترى لماذا قال عن أمها امرأة عمران؟ نعم من يقرأ التوراة يجد أن هناك فارق زمني يقارب الخمسة عشر قرنا بين مريم أم المسيح عيسى وبين مريم أخت هارون أبنه عمران .
ومريم بنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه (في ماذا؟) من روحنا...( التحريم66: 12)
في هذه الآية أكد القرآن على أن مريم بنت عمران لكن الأغرب جملة أحصنت فرجها فنفخنا فيه من الذي نفخ ؟ الله بالطبع ، نفخ في ماذا؟ بالطبع في فرجها ، لكن كيف نفخ هذا متروك لخيال القارئ .
فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا ... كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقها قال يا مريم أنى لك هذا (من أين لك هذا) قالت هو من عند الله (آل عمران3: 37)
لقد تغذت مريم وترعرعت على غذاء نازل من السماء من عند الله ولم يذكر القرآن ذلك عن أي نبي .
إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين (آل عمران3: 42)
لم يرد في القرآن كله عن أي نبي كلمة اصطفاك مرتين في آية واحدة غير مريم ، كما أنها أطهر أم وفوق كل نساء العالم ، وفي تقريع اليهود الذين قالوا عن مريم الإفك اعتبر القرآن ذلك كفر :
بكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما (النساء4: 156)
لماذا كل هذه الكرامات لمريم فوق أم كل الأنبياء ونساء العالمين ومن يقول في حقها الكذب فهو كافر رغم أن الكفر كلمة لنا عليها تحفظ .
وقفينا على أثارهم بعيسى أبن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وأتيناه الإنجيل فيه هدى ونور مصدقا لما بين يديه من التوراة (المائدة5: 46)
الشطر الثاني الإنجيل مصدقا للتوراة أما في الشطر الأول فإرسال عيسى مصدقا لما جاء من نبوات عنه في التوراة ولكي يزداد الأمر وضوحا :
ومريم بنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه ( التحيم66: 12)
ومعنى صدقت بكلمات ربها وكتبه تعني أنها صدقت بالنبوات التي جاءت عنه في كتب الله قبل ولادة عيسى ، نعم كل حياة عيسى سطرتها كتب الله قبل ولادته وما يخص ولادته من عذراء لم يمسها بشر جاءت به النبوات التي صدقت بها مريم :
ولكن يعطيكم السيد نفسه آية ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل (أشعياء7: 14)
وأيضا هذا ما قاله السيد المسيح لليهود عن الآيات التي جاءت عنه وكان يذكرها لهم حتى لا يكون لهم العذر إذا رفضوه ، وكان هذا واحدا من الفروق الجوهرية بين المسيح والأنبياء الكذبة الذين جاءوا بعده فلم يستطع واحدا منهم أن يذكر لهم آية واحدة من التوراة والإنجيل لدعم نبوته وكما أن هذه النبوات لم تزل إلى الآن موجودة في كتب اليهود ورغم اختلافهم مع النصارى لم يجرؤا على حذفها أو تحريفها لآن الله أقوى من البشر فلا يستطع كل تجبر اليهود أن يزيل حرفا واحدا من كتبه.
ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب ...ثم قفينا (أتبعنا) على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وأتيناه الإنجيل(الحديد57: 26-27)
وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة...(المائدة5: 46)
ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس (البقرة2: 87)
مما تقدم نجد أن النبوة والكتب جاءت بعد نوح وإبراهيم وهى في ذريتهما وأول الأنبياء هو موسى الذي أتاه الله الكتاب وجاء باسمه وجاءت الرسل بعده وجاء المسيح عيسى باسمه ليختم وينهي عصر الأنبياء فهو المقفي الذي ليس بعده مقفي أي لامقفي عليه فليس هناك آية واحدة في القران تقول أن الله قفى بأحد بعد عيسى
إنما المسيح عيسى أبن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه (النساء171:4)
إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه أسمه المسيح ( أي اسم كلمة الله هو المسيح )(آل عمران3: 45)
هنا نرى طبيعة عيسى أنه ابن مريم رسول الله وكلمته وروح منه.
أولا : المسيح رسول الله ابن مريم نعم المسيح كان مثل كل البشر أكل وشرب ونام وجاع وتألم هذا لكونه ابن مريم أي بالجسد الإنساني الذي أخذه من مريم وشابهنا في كل شئ ما عدا الخطية وهذا واضح في الإنجيل وكان من ألقابه في الإنجيل ابن الإنسان وابن البشر :
والكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده (يوحنا14:1)
عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد (الأولى تيموثاوس16:3)
فإذا تألم المسيح لأجلنا بالجسد .... (بطرس الأولى1:4)
الذي إذ كان في صورة الله (الكلمة) ... أخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس وإذ وجد في الهيئة كإنسان (فيلبي2: 6- 8)
وكل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فليس من الله(يوحنا الأولى4: 2- 3)
والكثير من الآيات التي تقول أن السيد المسيح كان مثلنا تماما لكنه لم يخطئ .
ثانيا : كلمة الله : دعنا نناقش معنى الكلمة وماهيتها ؟ الكلمة المنطوقة نسمعها والكلمة المكتوبة نقرأها والكلمة المصورة المتجسدة نراها ونلمسها والكلمة في كل الحالات واحدة لا تنفصل عن قائلها ، كما أنها تحمل نفس طبيعة قائلها إذا كان وديعا طاهر القلب كانت كلماته مملوءة بالسلام والمحبة وإذا كان شهوانيا دمويا كانت كلماته معثرة قاتلة ، من هنا لا يمكن معرفة المتكلم إلا من خلال كلمته ،كما لنا أن نغوص قليلا في كلمة الله ، الله عندما خلق الخلق استخدم كلمته في الخلق فخلق كل شئ بالكلمة فكانت كلمة الله لها القدرة على تحويل العدم إلى شئ فعندما قال كلمته لتكن أرض تحول العدم إلى الأرض ليكن نور فتحول العدم إلى نور وهكذا خلق الله كل شئ بكلمته وكما استطاع الإنسان أن يحول كلمته إلى صورة ، فكاتب القصة يصورها في مناظر فبدلا أن نقرأها نعيشها وكذلك كلمة الله صار جسدا وهو المسيح ، وهذا ما جاء في الإنجيل :
والكلمة صار جسدا ( يوحنا 1 : 14)
عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد (الأولى تيموثاوس3: 16)
نعم كل الأنبياء أخبرونا وأسمعونا كلمة الله فسمعناها وقرأناها أما المسيح هو كلمة الله المتجسد، البعض يقول كلنا خلقنا بكلمة الله نعم لكن ليس كلنا كلمة الله بل المسيح فقط هو كلمة الله ، للتأكد من ذلك نرجع للآية نجد أن المسيح كلمة الله ألقاها وهي تعني أن الكلمة لها وجود قبل إلقائها إلى مريم والله أزلي فكلمته أزلية أزليه الله وهذا لا نستطع أن نقوله على أحد غير المسيح ولا يستطع أي كاذب أن يدعيه لنفسه إلا إذا كان يخاطب جهلاء.
لقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب(ص38: 34)
ترى ما هذا الجسد ومن أين جاء وإلى أين عاد ؟ أليس الله القادر على كل شئ قادر على أن يعطي كلمته جسدا لنرى الكلمة بعد أن سمعناها.
الرحمن على العرش استوى (طه5:20)
وترى الملائكة حافين حول العرش(الزمر75:39)
ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية(الحاقة17:69)
وبرغم كل تلك الآيات إلا أننا نقول أن الله غير محدود لآن لاهوت الله وقدرته وكلمته وروحه تخرج من نطاق المادية ومقاييسها حتى لو قلنا عنه أنه استوى على العرش أو كانت الملائكة حافين بعرشه أو الملائكة يحملون عرشه لكنه في لاهوته وقدرته غير محدود .
لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ( الكهف109:18)
لو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله( لقمان27:31)
ربما يقول قائل أن كل الكتب على الأرض ربما أصغر بحر لو كان لها مدادا ليكفي لكتابتها ، لكن المقصود من الآيات أن كلمة الله غير محدودة.
فأمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته(والقرأة الأصح و الأبلغ وكلمته وكانوا يقولون بها في كثير من القرأت) واتبعوه (الأعراف158:7)
والمتأمل هنا يجد أن محمدا يؤمن بالله وكلمته المسيح فالأيمان بالله مقرون بالأيمان بكلمته والحوار هنا ليس مع اليهود بل مع النصارى الذين يقرؤون ويثقون في التوراة والإنجيل كذلك هم يؤمنون بالله وكلمته المسيح عيسى .
ثالثا : روح منه : دعنا نناقش كلمة روح منه هل على اتصال به تعالى أم على انفصال عنه ؟ إذا كان على انفصال منه تعالى فكل شئ ينفصل منه جزء ينقص بقدر ما أخذ منه وحاشا لله أن يعتريه نقصان وإذا كان على اتصال فإن السيد المسيح(روح منه) والله شئ واحد لا انفصال وهذا ما قاله السيد المسيح :
أنا في الأب والأب في ( يوحنا10:14)
أنا والأب واحد (يوحنا30:10)
وذلك يدل على أن المسيح والله طبيعة واحدة وبذلك نفهم لماذا المسيح خلق وأحيا الموتى ويعود ليدين العالم بعد أن صعد ولم يزل حيا إلى الآن.
لكن قد يقول البعض إننا جميعا من روح الله نقول لم يقل القرآن ذلك عن أي إنسان ولا آدم لكن آدم هو نفخة من روح الله وهي تعني الخلود في النار أو الجنة .
وفي الحديث عن مريم : فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا…لأهب لك غلاما زكيا ( مريم19:19)
الراسل هنا هو الله والمرسل إليه هي مريم والمرسل إليها هو روح الله ، الذي تمثل بشرا سويا وهذا عينه ما جاء في الإنجيل:
قال لها الملاك ... الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك ...( لوقا 1: 34-35) الروح القدس هو روح الله.
لما كانت مريم أمه(المسيح) مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس (متى 1: 18) الروح القدس هو روح الله.
أخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس (رسالة فيلبي 2: 6) وهي نفسها كلمة تمثل بشرا .
وبرغم كل ذلك يقول البعض أن الذي تمثل بشرا هو جبريل وهو الذي بشر مريم نقول هل جبريل هو روح الله الذي تمثل بشرا ؟ حاشا أن يقول أحد أن جبريل هو روح الله وإذا كان للملاك أن يتمثل بشرا فلماذا الله لا يتمثل بشرا؟ ثم تكملة الآيات يدل على المعنى ؛ لأهب لك غلاما ذكيا؛ هل جبريل يستطيع أن يهب أم أن الله هو الواهب ؟ كما أن البشرى جاءت عن طريق الملائكة وليس عن طريق جبريل . :
إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه أسمه المسيح ... وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين(آل عمران45:3)
إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين(آل عمران42:3)
لكن يبقى السؤال هل لله روح أم لا ؟
فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين (الحجر29:15)
أولئك كتب الله في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه (المجادلة22:58)
هل روح الله يتجزأ على المؤمنين ؟ هل إذا أيد روح الله مؤمنا بالشام لا يستطع تأييد مؤمنا باليمن في وقت واحد ؟ بالطبع لا فروح الله غير محدود كما الله غير محدود كما كلمته غير محدود ، نعم كل حي حي بروحه والله هو الحي وله روح ومن ينكره ولا يؤمن به و ييأس منه هو كافر :
لا تيأسوا من روح الله أنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون (يوسف87:12)
يقول البعض أن كلمة روح هنا تعني رحمة لكن بأي لغة؟ لم ترد بهذا المعنى في أشعار العرب أو في كتب التاريخ ولم يستخدمها أحد بعد القران بمعنى الرحمة ولكنه هوى المفسرين وبرغم هذا فأوردنا الآيات السابقة التي تتحدث عن روح الله. ومن هنا إنكار الله كفر واليأس من رحمة الله وقدرة الله وعدل الله وكلمة الله وروح الله كفر وإذا كنت تؤمن بإله ليس له روح فأنت تؤمن بصنم لا حياة فيه حتى وإن كان اسمه الله وإن كنت تؤمن بإله ليس له كلمة فأنت تؤمن بصنم لا ينطق وإن كان اسمه الله فلقد أسمى عرب الجاهلية أصنامهم باسم الله وأسموا أبناءهم بعبد الله وعبيد الله؛ وإذا كان الله أزلي أبدي فروحه وكلمته وقدرته وعظمته وجلاله و… أزلي ابدي .
أخيرا عيسى كلمة الله ألقاها وروح منه فهو عند الله قبل إلقائه إلى مريم وقبل الحبل به وقبل ولادته لكن ما الفارق بين الله وكلمته وروحه؟ بالطبع لا فرق، لكن سيظل السؤال عالقا ماذا كان يعمل كلمة الله قبل إلقائه إلى مريم؟
المسيح عيسى أبن مريم رسول الله وكلمته وروح منه (النساء171:4)
أولئك كتب (الله) في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه(المجادلة22:58)
وهنا الله يؤيد المؤمنين بروح منه أي روح صادر من ذاته وهذا يوضح أن الله يؤيد المؤمنين بعيسى حيث هو الوحيد الذي قيل عنه روح منه وهو نفسه ما جاء في الإنجيل :
ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر (متى20:28)
ليحل المسيح بالإيمان في قلوبكم(أفسس17:3)
أستطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني(فيلبي13:4)
فأشارت إليه(المسيح) قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلوة والذكوة ما دمت حيا ... والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا (مريم19: 29-33)
وهنا السلام جاء لعيسى من ذاته وطوال فترة حياته على الأرض في ميلاده وموته وبعثه حيا ، وبالمقارنة بما جاء عن يحي في القرآن :
سلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا (مريم15:19)
ففي الحديث عن عيسى جاء في القرآن كلمة السلام معرفة فهو يعني السلام كله بشموله وكماله ، لكن عن يحى جاءت كلمة سلام نكرة وهو لا يفيد تلك الشمولية والكمال في كلمة السلام.كما أن هذه الآية قالها عيسى وهو في المهد عند ولادته ، فترى أي غيب ذلك الذي عرفه عيسى بأنه سيبعث حيا ومتى تعلم كل هذا ؟ نعم إن عيسى هو السلام الذي جاء إلى الارض، عجيب في ميلاده وفي موته وفي بعثه حيا.
الله هو الحق الملك القدوس السلام (الحشر59: 23)
فالله هو السلام وحياة عيسى من ميلاده إلى بعثه حيا كلها سلام.
فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا (مريم19 :24)
نعم كلمة سريا لم ترد إلا مرة واحدة في القرآن لتصف المسيح الفريد العجيب فهي تعني نهر وكلمة تحت تعني بطن أي أن السيد المسيح كلمها من بطنها ليبشرها بنهر الحياة في بطنها ، لكن بعض مترجمين للقرآن يقولون أن الذي ناداها هو جبريل كان موجودا تحتها ، نقول لماذا يجلس جبريل تحت مريم؟ هذا خيال المرضى لا يدخل عقول الأصحاء وعليهم بقراءة غريب القرآن للساجستاني والإتقان في علوم القرآن للسيوطي وغيرهما ليعرفوا أن كلمة تحت تعني بطن .
ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين قالت رب أنى (كيف) يكون لي ولد ولم يمسسني بشر... ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل (آل عمران3: 46-48)
إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل...(المائدة5: 110).
هنا تعلم المسيح الكتاب، الحكمة،التوراة والإنجيل من الله مباشرة وليس كما يدعي البعض بأن عيسى تعلم السحر في مصر أو اليوجا في الصين، لكن السؤال ما هو الكتاب المعطوف على الحكمة والتوراة والإنجيل؟ نعم نال عيسى العلم المطلق وهذا لم ينله أحد غيره، وإذا تحدث عيسى في البطن والمهد بكل تلك الحكمة والعلم والنبوة ببعثه حيا ، ترى متى تعلم كل هذا وهو في البطن والمهد؟ نعم كل هذا أخذه من الأب كما جاء في الإنجيل:
تعجب اليهود قائلين كيف هذا يعرف الكتب وهو لم يتعلم أجابهم يسوع تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني إن شاء أحد أن يعمل مشيئته يعرف التعليم هل هو من الله أم أتكلم من نفسي من يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه أما من يطلب مجد الذي أرسله فهو صادق وليس فيه ظلم (يوحنا 7:15-18) .
لكن هل حدث ذلك مع أحد من البشر والأنبياء ؟
الله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا (النحل16: 78)
وهنا نرى كل البشر يخرجون من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئا ، بينما عيسى تكلم في البطن والمهد إذا عيسى ليس كالبشر، ترى هل هو منهم؟
إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بأذن الله (المائدة5: 110)(آل عمران3: 49)
وكلمة يخلق غير كلمة يصنع ، فعيسى يخلق أي يوجد من العدم غير الموجود أي يقول للشئ كن فيكون وينفخ في الطين نسمة الحياة أي نفخة عيسى تعطي الطين الحياة وهي نفس طريقة الله في الخلق .
خلق الإنسان من طين ... ثم سواه ونفخ فيه من روحه(السجدة32: 7-9)
تلك طريقة الله في الخلق وهي نفس طريقة عيسى في الخلق، يقول البعض بإذن الله وهذه مشكلة القرآن ،هل القرآن متناقض مع بعضه؟
إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له(الحج22: 73)
أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون(الأعراف7 :191)
هل من خالق غير الله (فاطر35: 3)
قل هل يستوي الأعمى والبصير …أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه …قل الله خالق كل شئ(الرعد13: 16)
وهنا القرآن يتحدى وينفي أن أحدا يستطيع أن يخلق غير الله كما يؤكد أن الله خالق كل شئ ،ترى الطير الذي خلقه عيسى يدخل في نطاق الكل فيكون عيسى هو الخالق فالآية لم تستثني أما إذا كان ما خلقه عيسى لا يدخل في نطاق الكل فيصبح هناك خالقين ونوعين من المخلوقات مخلوقات خلقها الله ومخلوقات خلقها عيسى. أخيرا لك تلك الآية لتفكر فيها:
افمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون (النحل16: 17)
نعم لا يتساوى من يخلق ومن لا يخلق فمن يخلق هو الخالق ومن لا يخلق هو المخلوق صالحا كان أم طالحا نبيا كان أم كاذبا أفلا تعقلون؟
وأبرئ ألاكمه (الأعمى منذ ولادته) والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله (آل عمران3: 49)
وإذ تخرج الموتى بإذني (المائدة5: 110)
لم يرد في القرآن كله أن أحدا أحيي الموتى و أخرجهم غير المسيح، وكلمة الموتى معرفة تعني شمولية قدرته على إحياء الأموات على الإطلاق فلم يقل أحيا موتى بل قال الموتى ،أما كلمة تخرج الموتى تعني قدرته على إحياء الموتى منذ مئات السنين وبالرجوع إلى قصص الأنبياء لأبن كثير ذكر من أحاديث محمد أن عيسى أخرج وأحيا أحد أبناء نوح .
الله هو الولي وهو يحي الموتى (الشوري42 :9)
ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحي الموتى وانه على كل شئ قدير (الحج22: 6)
لكن على ما يدل إحياء الموتى ؟
من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا(المائدة5: 32)
نعم عيسى لم يقتل أحدا أو حرض على القتل والقتال بل هو أحيا أنفس كثيرة فكأنما أحيا الناس جميعا .
ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها ( المنافقون63: 11)
كلمة لن تنفي الماضي والحاضر والمستقبل وهي تدل على المستحيل، لكن المسيح أخر حياة أنفس كثيرة وأطال أجالها فمن هو؟
قال من يحي العظام وهي رميم قل يحيها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم (يس36: 78-79)
عيسى أحيا الموتى ترى هل هو الذي أنشأها أول مرة؟ هل هو بكل خلق عليم؟ من هو المسيح الذي أحيا الموتى وأخرجهم وأخر آجالهم وأضاف إليهم آجالا جديدة ؟
يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب (المائدة5: 109)
عن المسيح قال القرآن أنه يعلم ما سوف يأكلون ويدخرون في المستقبل وعرف في مهده أنه سيصعد تاركا الأرض لمن جاءوا منها:
أنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم (آل عمران3: 49).
السلام علي ولدت ويوم أموت ... يوم أبعث حيا (مريم19: 33)
وعن محمد قال القرآن أنه لا يعلم الغيب ولا يعرف كيف يموت :
لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب (الانعام6: 50)( هود11: 31).
ما محمد إلا رسول...افإن مات أو قتل (آل عمران144:3)
قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله ... (النمل27: 65)
فقل إنما الغيب لله …(يونس10: 20)
عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين العباد (الزمر39: 46)
نعم عيسى يعلم الغيب وهو الذي سيدين العالم وهذا ما جاءت به كتب الحديث ومنها صحيح البخاري ، ترى من هو عيسى؟
لقد أثارت الآيات الأواخر من سورة المائدة أسئلة عديدة ؟؟؟
قال عيسى : اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وأخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين .
قال الله : إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين .
قال الله : يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله .
قال عيسى: سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم .
قال الله : هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات...رضى الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم (المائدة5: 114-119)
وهنا حديث واضح ومتصل بدون واسطة أو وحي أو جبريل أو ما شابه ومباشر بين الله وعيسى .
أولا : المائدة ، الواضح فيها نقطتان .
- أنها عيد للأولين والآخرين وهي أية ممتدة تطول السابقين واللاحقين .
- أن من يكفر بعدها يعذبه الله عذابا لا يعذبه لأحد وهنا نجد العذاب مطلق فهو عذاب يفوق عذاب من يكفر بالله أو يشرك به ... حقا إنها المعجزة الكبرى والسر الخفي إنها تفوق معجزة الخلق وإحياء الموتى فمن ينكرهما ويكفر بالله أو يشرك به له عذاب أقل ممن يكفر بعد هذه المائدة حتى أن السورة كلها سميت باسمها ، لقد كفر بعض اليهود بعيسى ولم يؤمنوا به ولم يتوعدهم الله بمثل من يكفر بعد هذه المائدة ، ترى ما هذه المائدة ؟ما هو سرها الخفي الذي يطول السابقين و اللاحقين؟ لماذا هي فرحا وعيدا؟ لماذا العذاب بعدها أقسى من عذاب الكفر والشرك؟ نعم إنها المعجزة الكبرى والسر الخفي .
ثانيا : حوار عيسى المباشر مع الله
رد عيسى على سؤال الله أأنت قلت اتخذوني وأمي إلهين ، فضلا عن أنه لا يوجد في أي من الأناجيل هذا القول إلا أن جواب عيسى لله يستدعي التوقف . ؛إن كنت قلته فقد علمته؛ أي لماذا تسأل وأنت تعرف كل شئ ، هل هذا جواب عبد على سيده ورسول على مرسله.؟
ثالثا : يوم وفاة عيسى
فلما توفيتني ... إن تعذبهم ...إن تغفر لهم قال الله هذا يوم ...رضى الله عنهم ... رضوا عنه ...ذلك الفوز العظيم .
متى قال المسيح ذلك قبل الوفاة أثناء الوفاة بعد الوفاة؟ لا أحد يعرف ذلك إلا من خلال الإنجيل. هذا يوم ترى عن أي يوم يتحدث؟ هذا اسم إشارة للقريب فهو يشير إلى أقرب يوم في الآيات وأقرب يوم لأسم الإشارة هو يوم وفاة عيسى وليس يوم نزول المائدة أو غيره فيكون هو اليوم الذي أتم الله فيه كل شئ ورضى عن البشر ومن يصدق في ذلك سينفع الصادقين صدقهم ، ومن طالع الإنجيل سيجد أن السيد المسيح أكل مع تلاميذه المائدة وبعدها توفي ومات فداء عن البشر يوم الجمعة فهذا هو اليوم الذي رضى الله فيه عن البشر بتقبله فداء المسيح للجنس البشري وعلى الصليب طلب المغفرة لصالبيه ،لو لم يكن هذا اليوم ترى عن أي يوم يتحدث القرآن؟ الحديث المتصل يدل دلالة قاطعه على أن محمدا كان يقصد يوم وفاة المسيح وليس غيره كما يدعي بعض المفسرين بالقول أن المقصود يوم القيامة رغم عدم وجود أي إشارة عن يوم القيامة .
إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك ! من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة (آل عمران55:3)
السلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا (مريم33:19)
بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما (النساء158:4)
هنا رفع الله المسيح إليه إلى مكان كرامته وعزته ، فلم يرفع المسيح إلى الجنة بل رفعه إليه فحيث يوجد الله فالمسيح هناك ، لكن لنا أن نسأل كيف ومتى رفعه؟ هل رأه الناس في رفعه حيا؟ هل مات ثم قام ثم رفعه؟ هل أقامه أحد ، هل قام بذاته وهو الذي أحيا وأخرج الموتى؟ إن من أقام الموتى وأحياهم قادر أن يقوم بذاته فهو الوحيد قاهر الموت وواهب الحياة لمن فارقتهم الحياة . أسئلة حيرى لم يجب عليها القرآن ومن أراد معرفتها عليه بكتاب الله الإنجيل ليجد ضالته ، لكن حسبنا هنا القرآن فلم يرد فيه أن أي بشر أو نبي بعث حيا بينما المسيح فقط رفعه الله إليه وكان يوم بعثه سلام بل كل السلام ، وهذا ما جاء في الإنجيل :
سلاما أترك لكم سلامي أعطيكم ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا(يوحنا14: 27)
لكن لماذا المسيح فقط حيا إلى الآن وإلى قيام الساعة ؟ على ماذا يدل رفع المسيح إلى السماء وخلوده حيا إلى الآن؟
لن نؤمن لك حتى … أو ترقى (ترتفع وتصعد) في السماء ... قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا (الاسراء17: 90-93)
لقد طلب العرب من محمد أن يصعد إلى السماء فأجابهم أنا بشر والصعود لله ، نعم سبحان ربي إن الصعود إلى السماء ليس للبشر لكنه لله.
وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفأنت ميت فهم خالدون(الأنبياء34:21) .
إنك (يا محمد) ميت وإنهم ميتون(الزمر30:39)
وهنا الحديث القرآني لمحمد أنه ميت وكل البشر ميتون وليس لأحد من البشر قبله الخلد لكن من رفع حيا من ألفي عام فهو خالد وليس من البشر .
توكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا(الفرقان58:25)
نعم المسيح عالم بذنوب العباد لأنه هو الذي سيدين العالم لكن على من تتكل ولمن تسبح على الميت أم الحي الذي لا يموت ؟.
وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلوة والذكوة ما دمت حيا(مريم31:19)
وهنا المسيح هو الوحيد المبارك أينما وجد ، ولكن في موضوع الزكاة والصلاة يبرز لنا نقطتان :
أولا : لمن يدفع المسيح الزكاة؟هل للرومان المحتلين، فهي جزية وليس زكاة ،هل يدفعها لليهود الذين لا يؤمنون به ؟
ثانيا :كلمة ما دمت حيا، هل تعني أنه سيموت؟ طالما المسيح حيا هل يدفع الآن الزكاة ولمن وما نوعها ؟ لماذا يصلى وماذا يقول؟
السلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا ذلك عيسى أبن مريم (مريم33:19)
كنت عليهم شهيدا مادمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد .... إن تغفر لهم فانت العزيز الحكيم(المائدة5: 117-118)
إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ... وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة (آل عمران55:3)
مما تقدم من الآيات نجد أن المسيح قد مات ورفع وذلك من كلمة أموت في الآية الأولى وكلمة توفيتني في الثانية ومتوفيك في الثالثة ورفع إلى الله من كلمة أبعث حيا في الأولى ورافعك في الثالثة ، أما الآية الثالثة فهي توضح أن الوفاة حدثت أولا ثم الرفع حدث بعد الوفاة ، لكن كيف ومتى توفى؟
وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق….. وقولهم أنا قتلنا المسيح عيسى أبن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم … وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه … وإن من أهل الكتاب ألا ليؤمنن به قبل موته(موت من؟) (النساء155-159)
الملاحظ في تلك الآيات أنها لم تقطع بصلب المسيح وكذلك لم تقطع بعدم صلبه فكثير من مفسري القرآن قالوا بعدم صلبه وآخرون قالوا بصلبه لكن أين الحقيقة وأيهما أقرب للعقل والمنطق والنص القرآني والتوراة والإنجيل؟ هناك الكثير من نبوات التوراة تتحدث عن صلب المسيح وحواري المسيح الذين كتبوا الأناجيل اقروا بصلب المسيح لكن ماذا عن النص القرآني؟ الملاحظ في النص أنه بدأ بالقول أن اليهود قتلوا الأنبياء بغير حق ، ثم أقر أن اليهود قالوا أنا قتلنا المسيح والحواريون الذين حضروا الصلب قالوا أن المسيح قد صلب ، لكن في القرآن لفظ شبه لهم ، الكثير من مفسري القرآن يقولون أن شبه المسيح ألقي على شخص آخر صلب بدلا من المسيح أي أن جميع المفسرين قالوا أن الصلب حدث ولكن من هو المصلوب؟
ما العبرة والغاية في إلقاء شبه المسيح على شخص آخر؟ يقولون لكي يعاقب هذا الشخص وهو يهوذا الذي خان المسيح ، تري لكي يعاقب الله هذا الشخص يضلل أتباع المسيح الذين حضروا الصلب ودونوا الأناجيل للملاين بعد المسيح؟ شئ غير منطقي وغير مقبول .هناك من يقول لكي يعتبر الناس أن عاقبة خيانة المسيح مرة ،هذه العبرة لم تصل لأحد فاليهود قالوا أنا قتلنا المسيح والحواريون كتبوا أن المسيح صلب فتلك العبرة لم تصل لأحد ، يقولون لكي ينقذ الله المسيح ألقى شبهه على آخر؛ ترى لكي ينقذ المسيح يضلل تلاميذه وأتباعه ويخدعهم ؟ غير منطقي ولا عادل ويصبح الله مضلل للبشر حاشا ، لكن القران لم يوضح من هو الإنسان شبه المسيح ؟ ما الحكمة في ذلك التزييف بوضع شخص مكان آخر ؟ لم يعرف الحواريون ولا اليهود ذلك ما فائدة العمل ؟ أين ذهب جسد المصلوب شبه المسيح ؟ الأثر التاريخي قبر من هو؟ ، لكن سيظل السؤال الحائر والأهم باق وهو وكيف مات المسيح ومتي وأين ؟كلمات من تلك التي سمعها التلاميذ عند الصلب ودونوها؟ قبر من الفارغ؟
هناك كلمات في القرآن تدل على أن صلب المسيح هو الأقرب للعقل والمنطق وتجيب على السؤال الحائر ما مصير الجسد المصلوب وكيف مات المسيح؟ كلمة ما قتلوه يقينا أي أنه لم يقتل كما كل البشر مات وإلى التراب لكن اليهود شبه لهم أنه مات ككل البشر إلى التراب ويتأكد هذا المعنى من كلمتين، الأولى (بل رفعه الله إليه) فالجملة التي بعد بل تعني الهدف من الآيات التي قبلها لآن الآية ردا على من ينكر رفع المسيح وليس ردا على من يقول بصلب المسيح وهو ما نراه في الكلمة الثانية وهي( إن الذين اختلفوا فيه) وهو الاختلاف بين اليهود الذين يقولون بالصلب وينكرون الرفع وبين المسيحيين الذين يقولون بالصلب وبرفع المسيح ومن يسأل أهل الذكر سيجد ذلك في الإنجيل :
فاجتمعوا مع الشيوخ (اليهود) وتشاوروا وأعطوا العسكر فضة كثيرة قائلين قولوا إن تلاميذه أتوا ليلا وسرقوه ونحن نيام ... فشاع هذا القول عند اليهود إلى هذا اليوم (متى 28: 11-15)(متى27: 62-66)
هنا جاءت آيات القرآن تؤيد قول النصارى برفع المسيح وترفض قول اليهود بعدم رفعه وذلك نفهمه من جملة الذين اختلفوا فيه فلم يختلف النصارى حول صلب المسيح وقيامته بل الاختلاف كان بين النصارى القائلين بصلبه ورفعه حيا وبين اليهود القائلين بصلبه وعدم رفعه .
ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس افكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون (البقرة 87:2)
والواضح هنا أن موقف اليهود من الرسل فريقا كذبوا وفريقا قتلوا ، والآية تتحدث عن موسى وعيسى فموسى مثلا للذين كذبهم اليهود وعيسى مثلا لمن قتلهم اليهود فليس من البلاغة في شئ أن يذكر موسى وعيسى كذبهما اليهود ولا يذكر أحدا من الذين قتلهم اليهود أليس كذلك؟ .
إن القارئ المدقق بفهم وروية يجد أن ظاهر النص القرآني يضع عقله في محنة ما بعدها محنة في معرفة من قال إنا قتلنا المسيح :
يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فأمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين أمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين (الصف14:61)
هنا نجد أن بني إسرائيل انقسموا طائفتين طائفة أمنت وهم النصارى وكفرت به طائفة وهم اليهود وبمقارنة ذلك بالآية التي جاءت في القرآن عن صلب المسيح :
وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله (النساء4: 156-157)
هنا يقف العقل حائرا وفي محنة بين كفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما وقولهم رسول الله وكذلك بين آمنت طائفة وكفرت طائفة فلو آمنوا أنه رسول الله فهم من الطائفة الذين آمنوا فكيف يكونوا مؤمنين ويقولون على مريم بهتانا عظيما ويقولون إنا قتلنا المسيح رسول الله ؟ ولو أنهم من الذين كفروا وقالوا على مريم بهتانا عظيما وقالوا إنا قتلنا المسيح فكيف يقولون عنه رسول الله ؟ نعم حقا إنها المحنة ؟
ولكن لا تزول المحنة و ولا يستقم المعنى إلا بقراءة الإنجيل ستجد أن اليهود قالوا عن المسيح :
من أين لهذا هذه الحكمة والقوات(المعجزات) أليس هذا ابن النجار أليست أمه تدعى مريم ...(متى13: 53-55)
ما هذه الحكمة التي أعطيت له حتى تجري على يديه قوات (معجزات) مثل هذه أليس هذا النجار ابن مريم(مرقس6: 2- 4)
نعم لم يقل أي من الأناجيل أن المسيح قال عن نفسه ابن مريم بل هذا اللقب أطلقه عليه اليهود غير المؤمنون به قالوا عنه ابن النجار ابن مريم رسول الله بشر ككل البشر نعم هذا هو إيمان الطائفة التي كفرت بالمسيح وهم أيضا الذين قالوا إنا قتلنا المسيح وقالوا عن أمه البهتان العظيم نعم كان كفرهم بأنهم لم يؤمنوا أنه كلمة الله الأزلي وروح من ذاته تعالى نعم إنهم لم يؤمنوا به ابن الله ولذلك طلبوا أن يقتلوه :
كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه لأنه لم ينقض السبت فقط بل قال أيضا أن الله أبوه معادلا نفسه بالله(يوحنا18:5)
ومن هنا القول بان المسيح ابن مريم نبي ورسول الله بشر ككل البشر،هذا هو إيمان الطائفة التي كفرت وهم اليهود أما الطائفة التي أمنت هم النصارى الذين يؤمنون بأن المسيح أبن الله (الكلمة ،اللاهوت) ابن الإنسان(الناسوت) وبذلك يستقيم المعنى ويكون اليهود هم الذين قالوا عن مريم الكذب وهم الذين قالوا إنا قتلنا المسيح رسول الله وليس المسيح ابن الله .
يثير البعض سؤالا إذا كان المسيح هو الله الظاهر في الجسد فعندما مات المسيح من كان يحكم العالم خلال الثلاثة أيام التي قضاها المسيح في القبر؟ المسيح هو ابن مريم (الناسوت ) وهو أيضا كلمة الله وروح من ذاته تعالى (اللاهوت) فالذي صلب ومات وقبر هو الناسوت المسيح ابن مريم أما اللاهوت كلمة الله وروحه لم يصلب ولم يمت ولم يقبر حاشا ليس هناك عاقل يستطيع أن يتخيل أن يصلب أو يقتل أو يقبر كلمة الله وروحه.؛ كما يتساءل البعض إذا كان المسيح أبن الله وحبيبه فلماذا تركه ليموت مصلوبا دون أن يمد له يد العون؟ كيف يترك الآب أبنه وحبيبه لمثل هذا الهوان ؟ نعم إنه كلام الشيطان الذي راود بطرس أكبر تلاميذ المسيح وأيضا كلام اللصوص والقتلة :
ابتدأ يسوع يظهر لتلاميذه أنه ينبغي أن ...يتألم ... ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم فأخذه بطرس إليه وابتدأ ينتهره قائلا حاشاك يا رب لا يكون لك هذا فالتفت وقال لبطرس أذهب عني يا شيطان أنت معثرة لي لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس (متى16: 21-23)
وكان المجتازون يجدفون عليه قائلين ...خلص نفسك إن كنت ابن الله فأنزل عن الصليب وكذلك رؤساء الكهنة (اليهود) .. فلينزل عن الصليب فنؤمن به وكذلك اللصان الذين صلبا معه يعيرانه (متى27: 39- 44)
وإذ أوحيت إلى الحواريين أن أمنوا بي وبرسولي قالوا أمنا وأشهد بأننا مسلمون(المائدة111:5)
نعم كتب الحواريون تلاميذ المسيح الأناجيل وهم أهل ثقة فيما كتبوا حيث أن القرآن يقر أن الله أوحى إليهم ، فهل يوحي الله إلى كذابين محرفين ؟
يا أيها الذين أمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله(آل عمران52:3) (الصف14:61)
هنا أنصار عيسى هم أنصار الله ،هل أنصار الله كذابين محرفين؟ حاشا أن يتخذ الله من الكذابين أنصارا له ويوحي إليهم .
عن المسور بن مخرمة قال: قال رسول الله صلعم أن الله بعثني رحمة للعالمين .. .لا تختلفوا كما أختلف الحواريون على عيسى بن مريم .. ..فشكا عيسى ذلك إلى الله تعالى فأصبحوا وكل رجل يتكلم بلسان القوم الذي وجه إليهم فقال عيسى هذا أمر قد عزم الله لكم عليه فامضوا ففعلوا فقال أصحاب رسول الله صلعم نحن يا رسول الله …
منتخب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال للشيخ العلامة علي المتقي الهندي باب مراسلاته صلى الله عليه وسلم
وهنا المسيحية لكل العالم بكل اللغات وأعطى الله تلك المعجزة للحواريين تأييدا لهم وثقة بما يقولون ويكتبون.
إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون(آل عمران59:3)
إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين (ص38: 71-72)
بمقارنة ما جاء عن آدم وعن عيسى نجد أن الله نفخ في آدم نسمة الحياة تلك النفخة نفسها كان ينفخها عيسى في الطير الذي خلق ، أما النفخة التي تحدث عنها القرآن في قصصه عن عيسى فنفخها في مريم ونفخها في فرجها :
والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا ....(الانبياء91:21)
ومريم أبنه عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا (التحريم12:66)
لكن هل حقا عيسى كآدم خلقه من تراب ؟ هل خلقه الله من تراب ثم وضعه في بطن مريم ؟ هل لنا أن نسمي عيسى آدم الثاني أبو الخليقة الجديدة ، ويكون آدم الأول أبو الخليقة القديمة وعيسى أبو الخليقة الجديدة؟ لكن هيا بنا نرى ما الفارق بين آدم الأول وأبنائه وأدم الثاني وأبنائه،كما سنرى المخلوق من التراب إلى أين والمولود كلمة الله وروح منه إلى أين؟
ولد عيسى فترى هل ولد أدم؟ خلق الله أدم من طين ونفخ فيه نسمة الحياة وكان المسيح يخلق من الطين طيرا وينفخ فيه نسمة الحياة ،هل فعل آدم ذلك؟ عاد آدم إلى أصله التراب فهل عاد المسيح إلى التراب ؟ لا بل عاد إلى أصله إلى الله عاد لأنه كلمة الله وروح منه ،هل جاء في القرآن آيات تقول أن آدم كلمة الله وروح منه؟ عيسى خلق وأقام الموتى ، هل هناك آيات تقول أن آدم فعل ذلك؟
عصى آدم ربه فغوى (طه121:20)
لقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما (طه115:20)
هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ...فلمت تغشاها حملت حملا خفيفا ...فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن أتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين فلما أتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما أتاهما فتعالى الله عما يشركون... أيشركون ما لا يخلق... (الاعراف7: 189-191)
مما تقدم نجد أن آدم نسى وغوى ولم يكن له عزما كما أنه أشرك بالله ، ترى هل هناك آيات تقول أن المسيح نسى وغوى وأشرك ؟ حاشا فعيسى هو الوحيد في القرآن الذي لم يذكر له خطيئة . غوى آدم واخطأ وبغوايته وخطيئته هبط من الجنة وصار عليه وعلينا حكم الموت حيث لا أحد يعرف كم عاش آدم قبل سقوطه ولو لم يخطئ آدم لم يجز عليه وعلينا حكم الموت حيث لم تكن هناك ولادة ولا موت فلم يعاشر آدم حواء في الجنة .
فوسوس لهما الشيطان ليبدي ما وري عنهما من سوءتهما ...(الاعراف20:7)
وهنا نرى سوءتهما عرفاها بعد وسوسة الشيطان ، فبغواية آدم وحواء وخطيئتهما كان العقاب هو الموت ، ترى من الذي يرفع العقاب والحكم ؟هل هو آدم الثاني؟ ما صفاته وخصائصه؟ ،لابد أن يكون بارا لا يخطئ ليزيل السبب وهو خطيئة آدم الأول ويكون أقوى من الموت قاهرا له ليزيل حكم الموت، وهذا ما جاء في الإنجيل .
لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع (كورونثوس الأولى 15: 22)
صار آدم الأول نفسا حية وآدم الأخير روحا محييا ... الإنسان الأول من الأرض ترابي الإنسان الثاني الرب من السماء كما هو الترابي هكذا الترابيون وكما السماوي هكذا السماويون(كورنثوس الأولى15: 45)
إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين (ص 38: 71-74)
هنا إذا كان الله أمر الملائكة أن تسجد لأدم الأول وهو من طين رغم أن السجود لله وحده كما أن الشيطان لم يكن مأمورا بالسجود إلا إذا كان من الملائكة، فالشيطان المتكبر الكذاب رفض ؛لكن هل أخطاء الشيطان عندما رفض السجود لمخلوق؟ ،ترى هل يكون غريبا أن يأمر الله الملائكة أن تسجد لأدم الثاني وهو كلمة الله وروح من ذاته تعالى ولم يغوي ولم يعصى ولم يشرك ؟،نعم المسيح أحق بالسجود من آدم الأول وكل من يرفض أن يسجد له فهو شيطان أو من الذين أغواهم الشيطان .
جاء في القرآن أن المسيح عسى ابن مريم كلمة الله وروح من ذاته تعالى الذي أرسل إلى مريم ، وهنا المسيح ولد من مريم ومن روح الله وهو كلمته ، فإذا قلنا أنه كما آدم تراب لساوينا بين روح الله وكلمته وأي رجل يلد طفلا يموت كلاهما وإلى التراب حاشا أن يقول أحدا ذلك أن روح الله وكلمته إلى التراب يعود ، ترى من هو عيسى وابن من هو ومن أبوه ؟ هل يستطيع أحد أن يقول أن المسيح ابن ادم؟ هل يخطئ أحد إذا قال أن الله أبوه أي أنه ابن الله؟
يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب (الرعد39:13)
أنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم(الزخرف4:43)
ترى هل للكتاب أم لها طبيعة البشر؟هل هناك عاقل يقول أن أبو الكتاب تزوج أم الكتاب فولدت الكتاب؟ نعم كلمة أم الكتاب تعني مصدر الكتاب وأصله، ترى من هو أبو الكتاب ؟ أليس الله هو أبو الكتاب نعم الكتاب كتاب الله لأن الله أصله ومصدره،هكذا السيد المسيح،إذا كان هو كلمة الله وروح من ذاته تعالى فالله مصدره وأصله ،بهذه الميزة الفريدة لابد أن يكون المسيح ابن الله لأن الله مصدره واصله وليس ككل البشر من رجل وامرأة وليس كآدم لأن آدم خلق بكلمة الله وليس هو كلمة الله أو روح من ذاته تعالى.
لو أراد الله أن يتخذ ولدا لأصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار (الزمر4:39)
نعم اصطفى الله مريم أما لأبنه فكانت مريم تمثل البشرية ، لذلك قال المسيح عن نفسه ابن الإنسان وابن البشر وابن الله ولم يقل مطلقا أنه ابن مريم بل هذا اللقب ابن مريم أطلقه عليه اليهود ليعيروه ويعتبرونه إنسانا فقط
أليس هذا هو النجار ابن مريم وأخو يعقوب ويوسي ... أوليست أخوته هنا عندنا (مرقس3:6)
لكن ترى ما الفارق بين الله وابن الله ؟
قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين (الزخرف81:43)
نعم لا فرق بين الله وروحه وكلمته إله واحد الإيمان بهم هو الإيمان بالواحد والعبادة لهم عبادة الواحد لا فرق ولا انفصال .
قالت النصارى المسيح أبن الله ... يضهئون(يماثلون) قول الذين كفروا ... قاتلهم الله (التوبة30:9) مدنية
هنا قالت النصارى تعني أن كل النصارى تؤمن وتقول أن المسيح ابن الله منذ ظهور الإسلام وقبله وإلى اليوم كما أن الأناجيل السابقة للاسلام بمئات السنوات تقول أن المسيح ابن الله ، ترى لماذا مدح الإسلام النصارى وإيمانهم هل كان محمد لا يدري ذلك ويجهله عندما مدحهم أم كان يدري ثم انقلب عليهم؟
قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلى … وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة (آل عمران55:3)
... لتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا أنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا (المائدة82:5)
إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى وال....فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون(البقرة62:2)(المائدة69:5)
ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ... وقولوا آمنا .... وإلهنا وإلهكم واحد (العنكبوت46:29)
تلك الآيات وغيرها يمدح فيها محمد النصارى لكنه لم يثبت عند تلك الآيات
لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم(المائدة5 :72)
قالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم يضهئون(يماثلون) قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله (التوبة9 :30)
وهنا كفر محمد النصارى وأمر بقتلهم ؛ ترى هل الله كان يجهل إيمانهم عندما مدحهم في الآيات الأولى أم أنها آيات مرحلية وانتهت أم ماذا ؟
إذ قال موسى لأهله إني أنست نارا سآتيكم منها بخير ... فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين يا موسى إنه أنا الله ...(النمل27: 7-9)
هل أتاك حديث موسى إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني أنست نار العلي أتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى فلما أتاها نودي يا موسى إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى ... إنني أنا الله ... (طه20: 9-14)
فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله أنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إني أنست نار العلي آتيكم منها بخير ... فلما أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله ... (القصص28: 29-30)
من كل ما تقدم نجد أن الله تكلم من الشجرة فهل الله محدود بالشجرة أو بالبقعة المباركة التي خلع موسى نعله فيها ؟ ترى من هي الشجرة التي تكلم الله منها وإلى من ترمز وتشير ؟
لقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم …الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة … يوقد من شجرة مباركة زيتونه … يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسه نار نور… على نور ويضرب الله الأمثال ...(النور24: 34-35)
المشكاة هي المكان الذي يوضع فيه النور وهى كل كتب الله التي تحتوي كلماته التي تضئ الطريق للبشر المصباح المذكر وهو السيد المسيح كلمة الله والزجاجة هي مريم العذراء التي حوت المصباح بنوره داخلها والملاحظ أن المصباح له صفتان أنه من زجاج (ولقبه في القرآن إبن مريم) وهو الناسوت الذي أخذه من الزجاجة، وهو أيضا النور أي اللاهوت(ولقبه في القرآن كلمة الله ألقاها فهو موجود قبل أن يولد وروح من ذاته تعالى)، لذلك قال القرآن مثلا من الذين خلوا من قبلكم وقال أنزلنا آيات مبينات وجاء في القرآن ، وجعلنا أبن مريم وأمه أية ..(المؤمنون50:23) وليست هناك أم ينطبق عليها لفظ شجرة مباركة غير مريم حيث أنها من النسل المبارك نسل الأنبياء والوحيدة في القرآن التي جاء فيها ، اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين(آل عمران42:3) وهكذا تكلم الله من النار والشجرة ولم تحده النار والشجرة وأيضا نور الله كان في الزجاجة ولم تحده الزجاجة وهكذا المسيح عيسى ابن مريم كلمة الله تحدث من بطن مريم ومن الجسد ولم يحده بطنها ولا الجسد. لكن السؤال المهم لو لم ينطبق مثل الزجاجة على المسيح وأمه على من ينطبق من الذين قبل الإسلام والقرآن؛ لكن هل لهذا المثل من أثر في كتب السابقين ؟
قومي استنيري لأنه قد جاء نورك ومجد الرب اشرق عليك لأنه ها هي الظلمة تغطي الأرض والظلام الدامس الأمم أما عليك فيشرق الرب ومجده عليك يرى فتسير الأمم في نورك والملوك في ضياء إشراقك (اشعياء60: 1-3)
نعم الله القادر على كل شئ يستطيع أن يتجسد ويكلمنا كما كلم ادم وإبراهيم وموسى .
لله وجه : كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال ... ( الرحمن26:55-27)
لله أعين : وأصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا (الطور49:52)
اصنع الفلك بأعيننا و وحينا (المؤمنون27:23)
لله أيادي : يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي(ص 75:38)
أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما (يس71:36)
الله يكتب : وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ (الاعراف145:7)
الله يتكلم : وكلم الله موسى تكليما (النساء164:4)
يا موسى إني اصطفيتك على الناس بكلامي(الاعراف144:7)
الله ينسى: فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومكم هذا (الاعراف51:7)
وضرب لنا مثلا ونسى خلقه قال من يحي العظام وهى رميم(يس78:36)
الله يتحسر: يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون (يس30:36)
وإنه لحسرة على الكافرين(الحاقة50:69)
الله يحب : إن الله يحب المحسنين(البقرة195:2)
إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص(الصف4:61)
الله ينفخ : التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه (التحريم12:66)
أحصنت فرجها فنفخنا فيها (الأنبياء91:21)
الله يمكر : ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم ...(النمل27: 50)
افامنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون (الاعراف99:7(
الله يخادع : إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم (النساء142:4)
لله ساق : يوم يكشف عن ساق ويدعون للسجود فلا يستطيعون (القلم42:68)
لله عرش: يحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية(الحاقة17:69)
وترى الملائكة حافين من حول العرش (الزمر75:39)
مما تقدم نجد أن لله وجه وأعين وأيادي وساق يكشف عنه ويكتب ويتكلم ويسمع ويرى وينفخ ويحب ويكره ويمكر ويخادع ويجلس على عرش يحمله ثمانية ويحوطه ملائكة حوله وغيرها كثير ترى كيف يتخيل أي إنسان هذا الإله ؟ نعم لا نستطع أن نتخيله إلا على شبهنا ومثالنا لكن في أحسن تقويم أي له المطلق في الحب والعدل والسمع والنظر والكلام و.......
لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين (التين95: 4-5)
وعندما يقول القران أن كل من عليها فان ويبقى وجه ربك.. .. (الرحمن55: 26) هل معنى ذلك أن فقط وجهه هو الباقي وستفنى يده وساقه وأعينه وغيرها؟ بالطبع لا فهنا يطلق الجزء على الكل أي بقاء وجه الله هو بقاء ليد الله وأعين الله وساق الله وهكذا فإذا كان لله روح وكلمة فيحق لنا أن نقول أن روح الله هو الله وكلمة الله هو الله أليس كذلك؟
عن أبي هريرة عن النبي صلعم إذا ضرب أحدكم فليتجنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته.
المسند للإمام أحمد أبن حنبل.بابمسند أبي هريرة رضي الله عنه.
عن أبي هريرة قال :قال رسول الله صلعم إذا ضرب أحدكم فليتجنب الوجه ولا تقل قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله تعالى خلق آدم على صورته.
نفس المرجع السابق.كما أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة.
نعم لقد خلق الله الإنسان على أحسن صورة ولكن الإنسان بعصيانه سقط إلى تلك الصورة من الشهوة والخطية، وهذا ما جاء في التوراة:
قال الله لنخلق الإنسان على صورتنا ومثالنا (تكوين1: 26)
هو الذي في السماء إله وفي الأرض إله (الزخرف84:43)
هو الأول والأخر والظاهر والباطن (الحديد3:57)
نعم في الباطن وفي السماء إله ندركه ولا نراه نعم في الظاهر وفي الأرض إله رأيناه عندما ظهر على الأرض ، وهذا ما جاء في الإنجيل
عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد (تيوثاوس الأولى16:3)
للأسف نكرر ذلك في حياتنا كثيرا بدون فهم عندما نطلق شعارات الحرية العدل المساواة الإخلاص وغيرها ونقول نريد هذه الكلمات أن تتجسد في الواقع ولا نفهم أو نتعامى عن قول الله بأن كلمته تجسد :
الكلمة صار جسدا وعاش بيننا ورأينا مجده كما لوحيد من الأب (يوحنا14:1)
لقد رفض القرآن الثلاثة ألهه كما لم تقل بها المسيحية ولم يذكرها أي من الأناجيل وأقر القرآن الثالوث كما جاءت به المسيحية :
إذ قال الله يا عيسى أبن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله (المائدة116:5)
كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة (المائدة73:5)
وهنا يكفر القرآن من يؤمن بثلاثة ألهه وهم الله والمسيح ومريم وهذا لم يقله أي من الأناجيل أو المسيحيين من مولد المسيح وإلى اليوم .
أما الثالوث المسيحي فقد أقره القرآن وصادق عليه :
يا أهل الكتاب(اليهود والنصارى) لا تغلوا ... إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه (النساء171:4)
وهنا تحدث القران عن الله وعن كلمته وعن روحه وهذا هو الثالوث المسيحي الله وكلمته وروحه واحد وليس ثلاثة مع الملاحظة أن الخطاب القرآني موجه لليهود والنصارى فهو يوضح ذلك لليهود الذين لم يؤمنوا بعيسى ويصادق على صحة إيمان النصارى بأن الله وكلمته وروحه واحد وليس ثلاثة.
كما أن القرآن تحدث عن المسيح بأنه كلمة الله ألقاها إلى مريم وهذا يعني أن كلمة الله موجود عنده قبل إلقائه إلى مريم وقبل الحبل به، نعم المسيح بالجسد الإنساني الذي أخذه من مريم فهو أبن مريم (الناسوت) فهو عبد الله ورسول الله يأكل ويشرب وينام ويتألم ككل البشر لكنه أيضا هو كلمة الله وروح من ذاته تعالى (اللاهوت) فخلق وأقام الموتى وعلم الغيب ويأتي ليدين العالم .
قل يا أهل الكتاب (اليهود والنصارى) تعالوا إلى كلمة سواء….إلا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله (آل عمران64:3)
في هذه الآية أكد القران على أن لا يتخذوا بعضهم أرباب بعض .
قالت اليهود عزير ابن الله (من هو؟) وقالت النصارى المسيح ابن الله … يضهئون(يماثلون) قول الذين كفروا قاتلهم الله …اتخذوا رهبانهم وأحبارهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا(التوبة31:9)
في هذه الآية (اليهود والنصارى) اتخاذهم أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم فالمسيح معطوف على الله وليس على الأحبار والرهبان أي يجب أن يتخذوا الله والمسيح ربا واحدا.
إنه (المسيح) لعلم للساعة(القيامة) فلا تمترون (تشكون) بها وأتبعون هذا صراط مستقيم (الزخرف61:43)
وفي نفس سورة الزخرف وفي مجال الحديث عن المسيح يتحدث القرآن عن الله ويقول :
وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ....وعنده علم الساعة (الزخرف43: 84-85)
الآيتان في نفس السورة والحديث عن علم الساعة والقضية بين الله والمسيح والاختلاف في التشكيل الذي جرى للقران بعد موت محمد وكل الصحابة بقرابة المائتي عام ، لكن حسبنا ما هي عليه الآن، فالآية الأولى تقول أن مجيء المسيح هو علامة يوم القيامة، ترى لماذا المسيح فقط هو الذي يعود يوم القيامة وليس غيره؟ ماذا سيفعل في عودته الثانية؟ هل ليدين العالم وتنحني له كل ركبة ويراه الجميع فهو في الأرض اله كما جاء في الإنجيل ؟ هل سيأتي ليصلي وراء محمد كما يزعم البعض؟ هل هناك آية تشير إلى عودة محمد ليصلي المسيح خلفه أم أنه محض خيال ؟ لكن ترى هل لعودة المسيح يوم القيامة علاقة بتلك الآيات :
مالك يوم الدين إياك نعبد (الفاتحة1: 1-4)
هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك… لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل (الانعام158:6)
الواضح أن الله يأتي يوم القيامة يوم لا ينفع نفس إيمانها إلا التي أمنت من قبل .
إذا دكت الأرض دكا دكا وجاء ربك والملائكة صفا صفا ....(الفجر89: 21-23)
وهنا يأتي الله والملائكة يوم القيامة والمسيح كذلك ؟ نعم سيأتي المسيح يوم القيامة ليدين العالم وذلك مثبت في كل كتب الأحاديث الموثوق فيها لدى المسلمين ومنها صحيح البخاري وسنن الترمزي وسنن أبن ماجة ومسند أبن حنبل تري من هو المسيح؟
عن أبي هريرة قال :قال صلعم لو يؤاخذني ربي وعيسى أبن مريم بما جنت هاتان يعني اصبعيه لعذبنا ولا يظلمنا شيأ.
الحلية لأبي نعيم ومنتخب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال للشيخ العلامة علي المتقي الهندي باب الخوف والرجاء.
عن أبي هريرة لو أن الله عز وجل يؤاخذني وعيس أبن مريم بذنوبنا لعذبنا ولا يظلمنا شئا.
الأفراد للدار قطني ومنتخب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال للشيخ العلامة علي المتقي الهندي باب الخوف والرجاء.
عن أبي هريرة قال صلعم والذي نفسي بيده ليوشك أن ينزل فيكم أبن مريم حكما عادلا وإماما مقسطا يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبلها أحد.
المسند للإمام أحمد أبن حنبل باب مسند أبي هريرة رضي الله عنه
مما تقدم من الأحاديث وغيرها فإن السيد المسيح هو الذي سيدين العالم بالعدل المطلق وهو الذي له السلطان أن يعذب البشر بما فيهم محمد.
أن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين (الانعام6: 57)
إن الله قد حكم بين العباد (غافر48:40)
هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضى الأمر وإلى الله ترجع الأمور(البقرة210:2)
وهنا الله سيأتي مع الملائكة على السحاب والله سيحكم بين العباد، وهذا ما قاله الإنجيل :
وحينئذ يبصرون ابن الإنسان آتيا في سحاب السماء بقوة ومجد فيرسل حينئذ ملائكته ويجمع مختاريه من الأربع الرياح من أقصاء الأرض إلى أقصاء السماء(مرقس13: 26-27)
متى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده ويجمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء ...(متى25: 31-34)
ترى من هو المسيح الذي سيقف أمامه الأنبياء ومليارات البشر من آدم وإلى قيام الساعة ليدينهم ويكون حكما عدلا مقسطا بنص كل الأحاديث الإسلامية أبشر هو؟
أن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله(البقرة2: 284)
نعم سيعرف المسيح خفايا الأنفس وإلا كيف يدين العالم؟
لكي نفهم معنى الشفاعة لابد أن نفهم هذا المثل ، كان لملك عبيد فخالفوا أوامره فطردهم من مملكته ولكي يعودوا لابد لهم من شفيع أو وسيط ، فهل ينفع أن يتشفع فيهم خاطئ مثلهم ؟ بالتأكيد لا . لابد من واحد بار لم يخطئ لكي يرضي قلب الملك ؛ ترى هل بين البشر من معصوم يرضي قلب الله فتكون له الشفاعة؟
ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها (الشمس91: 6-7)
لقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه (ق 50: 16)
ما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء ...(يوسف53:12)
وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع ... (الانعام98:6)
مما تقدم نجد أن الله خلق النفس وألهمها الفجور والتقوى(؟) وهي أمارة بالسوء والجميع خلق من نفس واحدة وهى نفس آدم فالكل مخطئ حتى الأنبياء لم يكن أحدا منهم معصوما بل الكل أخطأ وأستغفر .
آدم : عصى ربه فغوى(طه121:20)
هو الذي خلقكم من نفس واحدة… فلما أتاهما صالحا جعلا له شركاء ...فتعالى الله عما يشركون (الاعراف7: 189-190)
نوح : قال رب إني أعوذ بك ... وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين(هود47:11)
رب أغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي(نوح28:71)
إبراهيم : لأكيدن أصنامكم ..فجعلهم جذاذا(قطع)... قالوا أأنت فعلت هذا ..يا إبراهيم قال بل فعله كبيرهم (الأنبياء21: 57-63)
فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم فتولوا عنه... فراغ إلى آلهتهم... فراغ عليهم ضربا باليمين (الصافات37: 88-93)
فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي...فلما رأى الشمس قال هذا ربي (الانعام6: 77-78)
إن إبراهيم أقل ما يوصف به أنه كذاب وورد ذلك في حديث محمد لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كلها في ذات الله قوله إني سقيم وقوله بل فعله كبيرهم وقوله لسارة هي أختي ،كما لا يغيب عن الذهن أنه قال عن القمر والشمس هذا ربي ونظره للنجوم مخالفا عبادة قومه الذين كانوا يعبدوا الأصنام .
والأغرب والأعجب: واذكر في الكتاب إبراهيم انه كان صديقا نبيا(مريم41:19)
وجاءت كلمة صديقا على سبيل المبالغة ترى بعد هذا الكذب يجوز أن نقول أن إبراهيم صديقا أو حتى صادقا ؟ نعم لابد له من الاستغفار.
إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون (النحل105:16)
لوط : وجاء أهل المدينة(الفاسقين الأشرار) يستبشرون(يريدون فعل ألإثم مع ضيوفه) قال هؤلاء ضيفي فلا تفضحون قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين (الحجر15: 67-71)(هود11: 77-87)
وهنا لوط يعرض بناته للزنى مع قوم فاسقين وليس للزواج كما يدعي البعض فلم يأت أهل المدينة الأشرار للزواج بل جاءوا للواط هل يرضى نوح أن يزوج بناته من فجار فسقه؟ .
يوسف : وراودته التي هو في بيتها …. ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه (يوسف12 :23-24)
وهنا نرى يوسف استجاب وأصغى إلى شيطان الغواية كما أصغت تلك المرأة العاهرة وهم بها كما همت هي به قبلا أما كلمة لولا أن رأى برهان ربه فإن عتاة الإجرام والعهر والدعارة سيتوقفون أيضا ويتوبون عندما يرون برهان ربهم .
موسى :..فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان انه عدو مضل مبين قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفرنا له...فلما أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس (القصص28: 15-19)
وهنا موسى قتل وقال هذا عمل الشيطان الذي وسوس لموسى بالقتل وتبعه موسى وغفر الله له ثم كاد يعيد الكرة مرة أخرى ويقتل .
داود : وظن داود إنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب فغفرنا له ... (ص38: 24-25)
وهنا داود استغفر ربه فغفر الله له ومن يريد أن يفهم القصة فعليه بكتاب الله التوراة (صموئيل الثاني12: 1- 15) لأن سياقها في القران غاية في الغموض.
سليمان : ووهبنا لداود سليمان ...إذ عرض عليه بالعشى الصافنات(الخيل)الجياد فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ردوها على فطفق مسحا بالسوق والأعناق... ولقد فتنا سليمان ...ثم أناب...قال رب اغفر لي ... (ص38: 31-35)
وهنا سليمان أحب الخيل وتلاها بها عن ذكر الله واستغفر الله بقوله رب اغفر لي ، ولهم في تفسيرها حكايات وأحاديث غريبة عجيبة .
يونس : وذا النون إذ ذهب مغضبا فظن أن لن نقدر عليه … أني كنت من الظالمين (الانبياء21: 87)
وهنا يونس أنكر وشك في قدرة الله وظن أن الله لن يقدر عليه.
محمد : ووجدك ضالا فهدى(الضحى93: 7-8)
يأيها النبي اتق الله(الاحزاب33: 1)
يأيها النبي لما تحرم ما أحل الله تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم (التحريم1:66)
استغفر لذنبك وللمؤمنين(محمد19:47)
ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر (الفتح2:48)
وهنا يستغفر لذنوبه ما مضى منها وما سيأتي فهو أبدا لن يتوب كما أنه يحرم ما حلله الله ليرضي نسائه ومن حرم حللا كمن أحل حراما كما أنه لم يتق الله.
أين عصمة الأنبياء ؟ فالكل أخطأوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله نعم عصمة البشر والأنبياء محض خيال من آدم وإلى أخر الدنيا كل ابن آدم خاطاؤون حتى الأنبياء منهم ، لكن هل أخطأ المسيح عيسى ؟ لقد أفاض مفسرون القرآن عن معني كلمة المسيح ذلك الاسم الذي أسماه به الله قبل أن يولد؛ الكل أجمع على أنه مسح من الخطايا أي لم يخطئ ،حتى في ولادته لم يستطع أن ينخسه الشيطان كما نخس كل البشر والأنبياء واستشهدوا بكثير من الأحاديث وأكدوها بتلك الآية من القران :
وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم (آل عمران36:3)
ترى بعد كل ما تقدم من الآيات من من الرسل والأنبياء يحق له الشفاعة لكي يرضي الله ؟ المسيح بالطبع هو وحده دون سواه
لا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون(الزخرف86:43)
أجمع مفسرون القران على أن هذه الآية تنطبق على عيسى .
ذلك عيسى ابن مريم قول الحق (مريم34:19)
إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه أسمه المسيح ...وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين (آل عمران45:3)
لم تنطبق هذه الآية على أحد غير المسيح فهو مطلق الوجاهة في الدنيا لم يخطئ وفي الآخرة هو الشفيع .ترى من غير المسيح شفيع؟ لا أحد غيره، وجاء في الإنجيل :
إن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار (رسالة يوحنا الأولى1:2)
ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون (يشكون) (مريم34:19)
نعم عيسى هو الحق وقول الحق لأنه كلمة الله ولا يأتي من الله الحق إلا الحق .
ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحي الموتى(الحج6:22) .
نعم الله الحق يحي الموتى وعيسى كذلك هو الحق ويحي الموتى.
ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق (الروم8:30) (الحجر85:15)
نعم الله خلق السموات والأرض بكلمته وعيسى هو كلمة الله ،وقال السيد المسيح عن نفسه أنا هو الطريق والحق والحياة(يوحنا6:14)
ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى أبن مريم وأتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة (الحديد27:57)
الذين أتيناهم الكتاب من قبله (قبل القرآن أي النصارى)... يدرءون(يدفعون ويجازون) بالحسنة السيئة...إذا سمعوا اللغو(السب والأذى) أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم (القصص28: 52-55)
هنا كل من يتبع عيسى المسيح يضع الله في قلوبهم الرأفة والرحمة ، لماذا أتباع عيسى والمؤمنين به فقط دون غيرهم؟ كما أنهم لا يعيشون بقانون من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم (البقرة2: 194) نعم المعتدي سارق ومغتصب وقاتل … أي من قتلك أقتله ومن سرقك اسرقه وخذ ماله غنائم …إن أتباع المسيح فقط يبادلون من يسئ إليهم بالحسنة، وهذا ما جاء في الإنجيل .
إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا (كورونثوس الثانية17:5)
نعم في المسيح وبالمسيح تخلع الإنسان القديم الذي يعامل الآخرين الخطاة بنفس معاملتهم ولا يتحمل أن يسامح أو يغفر أو يرحم من أساء إليه نعم كل من يؤمن بعيسى المسيح يصير خليقة جديدة يملأ قلبه الرحمة والرأفة فيحسن لمن يسئ إليه بينما أوامر القرآن لمحمد وأتباعه :
قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخذهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ...(التوبة9: 14-15)
وهنا قلوب المؤمنين بمحمد وقرأنه فيها غيظ وغل ولا تشفى صدورهم إلا بتعذيب غير المسلمين وقتلهم تلك أوامر القرآن للمؤمنين به.
ترى من هو السيد المسيح؟ هو كلمة الله وروح من ذاته تعالى فهو موجود قبل إلقائه إلى مريم وقبل أمه وقبل البشر،ولد متعلما من الله قبل أن يولد ،تحدث في البطن والمهد ، الخالق،الحي ، المحيي القدوس الذي لم يخطئ السلام من مولده وإلى بعثه الحق الديان الشفيع … ترى ماذا بقى من صفات الله وطبيعته ؟ لا شئ المسيح هو الله الظاهر في الجسد :
الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع والذي من الأرض هو أرضي ومن الأرض يتكلم الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع(يوحنا31:3)
الكلام الذي أكلمكم به لست أتكلم من نفسي لكن الآب الحال في هو يعمل الأعمال صدقوني إني في الآب والآب في وإلا صدقوني لسبب الأعمال نفسها (يوحنا14: 10-11)
لو لم أكن قد عملت بينهم أعمالا لم يعملها أحد غيري لم تكن لهم خطية(يوحنا24:15)
هنا لم يكتف السيد المسيح بأقواله فقط بل يستشهد بأعماله أيضا أنها أعمال الله الآب ولم يعملها أحد غيره فإن لم تؤمنوا به فأنتم خطاة تموتون في خطاياكم ولا عذر لأحد يوم الحساب.