دعوة للتفكير

 

·     أهل الكتاب والقران

 

       أهل الكتاب بالتحديد حسب القرآن هم اليهود والنصارى ، ولقد جاء في القرآن المئات من الآيات التي تتحدث عن أهل الكتاب وأنبياء أهل الكتاب وكتب أهل الكتاب جملة وتفصيلا بل أن أغلبية قصص القرآن وصفحاته جاءت لتحكي قصص وحكايات وأنبياء أهل الكتاب؛ فكلمة موسى تكررت قرابة مائة وثلاثين مرة في أكثر من بضع وعشرين سورة وغيره من أنبياء ورجالات أهل الكتاب، هناك آيات في القرآن تصف أهل الكتاب بأن لا خوف عليهم ولهم الأجر الحسن في الآخرة وإلههم وإله محمد واحد؛ ثم هناك آيات تصفهم بأنهم كفار وتصفهم بأسوأ درجات الكفر وتحرم المسلم من صداقتهم ومودتهم؛ بل تطور الأمر إلى حد طردهم من بلادهم في جزيرة العرب؛ كما أن أهل الكتاب في البلاد التي فتحها العرب أي احتلها العرب ألزموهم بدفع الجزية أذلاء في بلادهم على غرار ما فعله كل المحتلين بل حرموهم من لغاتهم وعربوهم وكأن الله لا يفهم غير العربية.

لا خوف عليهم ولهم الأجر الحسن:  

إن الذين آمنوا(المسلمين) والذين هادوا(اليهود) والنصارى والصابئين(الذين يعبدون الأجرام السماوية والنجوم) من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون (البقرة62:2)

إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون(الصحيح لغويا الصابئين) والنصارى من آمن بالله واليوم الأخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون(المائدة69:5)

نرى هنا أن اليهود والنصارى والصابئين لا خوف عليهم ولهم أجرهم عند ربهم ولا شرط؛حتى لو لم يؤمنوا بمحمد وقرانه.

في اليهود النبوة وهم أفضل العالمين:

يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وإني فضلتكم على العالمين(البقرة47:2)

يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وإني فضلتكم على العالمين (البقرة122:2)

ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين الجاثية(16:45)

وهنا الله فضل بني إسرائيل على العالمين وهم الذين أنعم الله عليهم؛ بل وقمة ما يبتغي المسلم هو أن يكون مع بني إسرائيل على الصراط المستقيم.

صلاة المسلم ليهديه الله صراط اليهود:

ولقد مننا على موسى وهارون ... وآتيناهما الكتاب المستبين وهديناهما الصراط المستقيم. سلام على موسى... (الصافات37: 114-120)

مالك يوم الدين إياك نعبد أهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين(الفاتحة1: 4-7)

الآية الثانية هي التي يصلي بها المسلم خمس مرات كل يوم يطلب الهداية إلى الصراط المستقيم الذي لموسى وهارون وصراط الذين أنعم الله عليهم وهم بني إسرائيل فالقرآن تشهد آياته أن الله أنعم على بني إسرائيل دون سواهم .

يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وإني فضلتكم على العالمين (البقرة47:2)(البقرة122:2)(البقرة40:2)

الثقة التامة في علماء بني إسرائيل:

وانه لفي زبر الأولين أولم يكن آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل (الشعراء26: 196-197)

هنا يقول محمد أن قرانه موجود في كتب الأولين وليس جديدا؛ كما انه يقول لقريش أنها آية ومعجزة لهم أن علماء بني إسرائيل يعلمونه وهنا ثقة تامة في علماء بني إسرائيل.

مودة النصارى وعلى هديهم يسير محمد:

يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلىّ ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة(آل عمران55:3)

ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا(المسلمين)الذين قالوا إنا نصارى...منهم قسيسين ورهبانا وإنهم لا يستكبرون (المائدة82:5)

أولئك الذين أتيناهم الكتاب والحكم والنبوة(اليهود) فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوم ليسوا بها بكافرين أولئك(إشارة للبعيد أي النصارى) الذين هدى الله فبهداهم اقتده(اتخذهم قدوة) (الانعام6: 89-90)

مما تقدم نجد النصارى فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة وهم أهل مودة ولا يستكبرون وهم القدوة والدليل لمحمد .

يأيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين(الصف14:61)

وهنا التطبيق العملي فمحمد يطالب أتباعه أن يكونوا مثل هذه الطائفة من بني إسرائيل التي آمنت بعيسى واصبح أنصار عيسى هم أنصار الله .

شهادة أهل الكتاب وشهادة الله:

نزل به الروح الأمين على قلبك...وأنه(القران) لفي زبر الأولين أولم يكن لهم آية أنه يعلمه علماء بني إسرائيل(الشعراء26: 193-197)

شهد الله أنه لا إله هو والملائكة وأولوا العلم(اليهود والنصارى) قائما بالقسط(آل عمران18:3)

هنا القرآن يستشهد بعلماء بني إسرائيل ويستشهد بالملائكة وأولوا العلم وهم أهل الكتاب اليهود والنصارى وليس العرب الأميين :

وليعلم الذين أتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به ...(الحج54:22)

ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق (سباء6:34)

قل للذين أوتوا الكتاب(اليهود والنصارى) والأميين(أي الجهلة وهم عرب الجاهلية) أأسلمتم ...(آل عمران20:3)

ترى هل يضع كذابين محرفين في تصنيف واحد مع الله وملائكته كما في الآية الثانية؟هل يخدع الله محمد ويحيله على كذابين ويستشهد بهم ؟

يقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم  ومن عنده علم الكتاب(الرعد43:13)

ترى من الذي عنده علم الكتاب ويستشهد به محمد مع شهادة الله؟ هل هو شخص أم أهل الكتاب ؟

افغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب.. والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين(الشاكين)(الانعام114:6)

فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك(يونس94:10)

هنا نجد أن لا أحد سمع الله والملائكة يشهدون فالشهادة الفعلية التي استوثق بها إله محمد هي شهادة أهل الكتاب وهم المرجع لمحمد عندما يشك في الوحي الذي ينزل إليه، هل كان إله محمد يجهل تحريف أهل الكتاب لكتبهم أم كان يخدعه بأن يسأل كذابين محرفين أم هي آيات مرحلية؟ لكن الأغرب والأعجب أن اله القران ألغى شهادة أهل الكتاب نهائيا حتى في ابسط الأمور

واستشهدوا شهيدين من رجالكم (من المسلمين) وان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان (البقرة2: 282)

أي عنصرية اكثر من هذا فشهادة أهل الكتاب لا تقبل في المحاكم التي تطبق الشريعة الإسلامية بناء على تعليمات محمد في قرأنه؛ قد يقول المتحمسين لتطبيق الشريعة الاسلامية؛ انظر الى الدول الإسلامية فإنها تقبل شهادة أهل الكتاب وغيرهم ؛ نقول نعم إنها تحكم بشريعة بشرية؛ فهل شريعة البشر الوضعية اكثر رقيا وتحضرا وتساوي بين البشر وهي افضل من شرائع محمد العنصرية؟

النصارى مؤمنين رغم عدم إيمانهم بمحمد:

ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا(اليهود)...ويقتلون الأنبياء بغير حق ...ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله إناء الليل...ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات..(آل عمران3: 112-114)

قال عيسى...للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فأمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا ...(الصف14:61)

وهنا بني إسرائيل طائفتين اليهود الذين ضربت عليهم الذلة وهم الذين قتلوا الأنبياء بغير حق والنصارى المؤمنين أنصار عيسى أنصار الله وهم الذين نصرهم الله .

يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله(محمد) يؤتكم كفلين(نصيبين) من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ...(الحديد28:57)

هنا الخطاب لأتباع عيسى فيخاطبهم بكلمة الذين آمنوا ويطالبهم محمد بالإيمان به ليكون لهم نصيبين فهم مؤمنين رغم عدم إيمانهم بمحمد وقرأنه ولهم نصيب من رحمة الله برغم انهم لم يؤمنوا به وبقرانه.

النصارى رحماء متسامحين:

ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم ... وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ...(الحديد27:57)

هنا نجد أن عيسى هو المقفى به على الرسل ولم يذكر في القرآن أن الله قفي على آثره بأحد كما أن الله يملأ قلوب الذين أتبعوه بالرأفة والرحمة دون أتباع أي نبي أو رسول آخر .

الذين آتيناهم الكتاب من قبله( قبل القران يقصد النصارى)...إذ يتلى عليهم ... يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السيئة(القصص54:28)

هنا النصارى متسامحين يردون على من يسئ إليهم بالحسنة فهم لا يعتدون على من اعتدى عليهم وليس يطبقون من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم أي لا يتشبهون بالخطاة والأشرار .

الذين صبروا ابتغاء وجه ربهم ... ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار... ومن صلح من أبائهم وأزواجهم وذريتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب(الرعد13: 22-23)

أهل الكتاب آمنوا ولن يؤمنوا بمحمد:

كذلك أنزلنا إليك الكتاب فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به ومن هؤلاء من يؤمن به وما يجحد بأياتنا إلا الكافرون (العنكبوت47:29)

إن الذين أوتوا العلم من قبله إذ يتلى عليهم(القران) يخرون للأذقان سجدا (الاسراء107:17)

والذين آتيناهم الكتاب من قبله (النصارى)هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به أنه الحق من ربنا أنا من قبله مسلمين أولئك يؤتون أجرهم مرتين (القصص28: 52-55)

لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك ... وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق (المائدة5: 82-83)

هنا أهل الكتاب آمنوا بالقرآن وأعينهم تفيض بالدمع ويخرون سجدا ويؤتون أجرهم مرتين، لماذا أجرهم مرتين؟ ولمن الأجر الواحد؟ لكن ترى هل ثبت كلام محمد بأن أهل الكتاب آمنوا به وبقرانه؟

قالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون(آل عمران72:3)

وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون (البقرة76:2)

هنا نرى أن أهل الكتاب راوغوا آمنوا أول النهار وكفروا آخره وآمنوا أمام المسلمين وكفروا سرا ترى لماذا؟ هل للقتال والقتل الذي جاء به قرآن المدينة؟ أم هم لم يؤمنوا أصلا في مكة حيث أن في كثير من الآيات المكية يصفهم بالمؤمنين وكان عدد أتباع محمد يعدوا على الأصابع فترى من هؤلاء الذين خروا للأذقان سجدا من أهل الكتاب كما وصفتهم آيات مكة؟

ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم (البقرة120:2)

ولئن آتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما اتبعوا قبلتك (البقرة145:2)

وهنا قطع قرآن المدينة كل أمل في إيمان أهل الكتاب بمحمد وقرأنه؛ أين أهل الكتاب من اليهود والنصارى الذين أمنوا به؟ وبعد أن فرق بين اليهود أشد عداوة وبين النصارى أقربهم مودة عاد فوحد بينهم قائلا لن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم.

المساومة والإنذار الأخير لأهل الكتاب:   

لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد (العنكبوت29: 46)

قل يأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا أشهدوا(؟) بأنا مسلمون(آل عمران64:3)

في الآية الأولى يطالب القرآن بمجادلة أهل الكتاب بالحسنى والإيمان بما أنزل إليهم وإلههم وإلهكم واحد وفي الثانية دعوة للتفاوض معهم واستمرار المساومة وعدم إملاء الشروط؛ فقط أن لا يشركوا بالله وعدم اتخاذ بعضهم أرباب ولا يشترط عليهم بأن يؤمنوا بمحمد ولا قرأنه .

يأيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما أنزلنا(القران) مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت ...(النساء47:4)

وهنا نرى لا مساومة ولا جدال بالحسنى بل هو أمر للإيمان بالقرآن وإلا يستعدوا لطمس الوجوه .

كفر أهل الكتاب والانقلاب عليهم:

إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا ...(النساء4: 150-151)

هنا حدد الكافرين حقا هم كل من لم يؤمن بكل الرسل فيجب على أهل الكتاب الإيمان بمحمد وإلا أصبحوا كافرين حقا. نعم هذه الآية فضحت الفكر السياسي لمحمد بمقارنتها بتلك الآيات

إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون(البقرة2: 62)(المائدة5: 69)

نعم اليهود لا يؤمنوا بالمسيح ومع ذلك قال عنهم لا خوف عليهم والنصارى يعتبرون الصابئين فئة ضالة ولا يؤمنون بمعتقداتهم وكذلك الصابئة لا يؤمنوا بالمسيحية واليهودية ومع ذلك قال أن لهم أجرهم ؛نعم انه الفكر السياسي

قالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون(يماثلون) قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله (التوبة30:9)

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب(القران) ولم يجعل له عوجا ... وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ما لهم به من علم ولا لآبائهم (الكهف18: 1-5)

في هذه الآيات وحد بين اليهود والنصارى بأنهم كافرون حقا؛ والقرآن هو إنذار لهم ، كما أن كلمة النصارى تعني كل النصارى يؤمنون أن المسيح ابن الله منذ أيام محمد وقبله آمن أباؤهم؛فلماذا وصفهم بالإيمان في كثير من الآيات السابقة؟

ضربت عليهم الذلة أين ماثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق(آل عمران112:3)

ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون(الحديد27:57)

أن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدونهم عن سبيل الله(التوبة9: 34)

ولما جاءهم كتاب  …مصدقا لما معهم ... كفروا به فلعنة الله على الكافرين ... فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم(البقرة89:2)

لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون(المائدة82:5)

مما تقدم نجد أن اليهود أهل الكتاب والحكم والنبوة وأفضل العالمين والذين لا خوف عليهم وأصحاب الصراط المستقيم صاروا كفارا مشركين وهم أشد أعداء المسلمين وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله؛ كما أن الذي يؤمن بكتابه الذي فيه هدى ونور دون الإيمان بمحمد وقرأنه كافر؛ أما النصارى الذين لا خوف عليهم وهم أهل المودة ولهم أجرهم حتى لو لم يؤمنوا بمحمد وقرأنه صاروا كفارا ما لم يؤمنوا بمحمد وقرأنه،والرهبان أهل المودة الذين لا يستكبرون والذين ترهبوا ابتغاء رضوان الله صاروا لصوصا ينهبون أموال الناس بالباطل ويبعدونهم عن طريق الله وكثير منهم فاسقون.

المسلم لا يصادق الكفار واليهود والنصارى :

لا يتخذ المؤمنون(المسلمين)الكافرين أولياء من دون المؤمنين(آل عمران28:3)

يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء(أصدقاء) بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم (المائدة51:5)

يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق (الممتحنة60: 1)

وهنا القرآن يحرم على المسلم أن يصادق اليهود والنصارى ومن يصادق يهودي أو نصراني فقد ترك الإسلام إلى دين من يصادقه بينما لا يحدث ذلك إذا صادق المسلم الكفار ولكن الأعجب أنه وحد بين اليهود والنصارى وأنهم أصدقاء بعض ثم عاد وفرق بينهم في تلك الآية:

قالت اليهود ليست النصارى على شئ وقالت النصارى ليست اليهود على شئ (البقرة113:2)  

طرد أهل الكتاب من ديارهم وتخريبها وأسرهم وقتلهم واحتلال أراضيهم:

هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم...فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيادي المؤمنين(المسلمين)...ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء(الطرد) لعذبهم في الدنيا... وما قطعتم من لينة(نخل وزروع)أو تركتموها... فبإذن الله (الحشر59: 2-5)

وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم(حصونهم) وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم (الأحزاب 33: 26-27)

مما تقدم فالطرد لأهل الكتاب وتخريب بيوتهم وقطع أشجارهم وقتلهم وأسرهم على يد المسلمين المؤمنين المخربين والاستيلاء على أرضهم وديارهم وأموالهم أين التسامح مع باقي الديانات؟ كان العرب الجهلة يعيشون يهودا ونصارى وصابئين وعباد العديد من الأصنام والمجوس وغيرهم أين سماحة الإسلام؟

القتل لأهل الكتاب أو الإسلام أو الجزية:

قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله(محمد) ولا يدينون دين الحق(الإسلام) من الذين أوتوا الكتاب (اليهود والنصارى) حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون(أذله)(التوبة29:9)

مما تقدم نجد أن اليهود والنصارى بين ثلاثة خيارات إما أن يعلنوا إسلامهم ويحرمون ما حرم محمد أو يدفعون الجزية وهم مذلولين وإلا سيقتلون ؛نعم إنه العجب أن أرواح أهل الكتاب أرخص عند محمد من بعض الدراهم القليلة فإما يدفعونها أو تحصد أرواحهم لا بل الدين عند محمد أرخص من تلك الدراهم فان دفعوا الجزية يستمروا على ما هم عليه .

أحاديث عن أهل الكتاب:

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلعم لا تبتدؤا اليهود والنصارى بالسلام فإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقها.

المسند للإمام أحمد أبن حنبل.باب مسند أبي هريرة رضي الله عنه.كما رواه مسلم من حديث أبي هريرة.

عن عمر أبن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله قضى أن عقل أهل الكتابين نصف عقل المسلمين وهم اليهود النصارى.

المسند للإمام أحمد أبن حنبل باب مسند عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما.

عن أبي عبيدة بن الجراح قال صلعم اخرجوا يهود الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب وأعلموا أن شر الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد.

المسند للإمام أحمد. أبي يعلي في مسنده. الحلية لأبي نعيم.

عن عمر قال سمعت رسول الله يقول لئن عشت وبقيت لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا يبقي فيها إلا مسلم .

أبن جرير في تهذيبه. منتخب كنز العمال.. .للعلامة الهندي.

عن عمر قال ما نصارى العرب بأهل كتاب وما تحل لنا ذبائحهم وما أنا بتاركهم حتى يسلموا أو أضرب أعناقهم.

سنن البيهقي. منتخب كنز العمال في سنن الأفعال والأقوال للشيخ العلامة الهندي.باب متفرقات الأحاديث المتعلقة بالجهاد.

عن أبي عبيدة بن الجراح قال أن أخر ما تكلم به النبي أن قال قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد لا يبقين دينان بأرض العرب.

سنن البيهقي.منتخب كنز العمال . . . للشيخ العلامة الهندي.

نساء أهل الكتاب لا رجال أهل الكتاب:

اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن ...(المائدة5:5)

لماذا أحل اليوم ولم يكن محللا بالأمس؟ لماذا حلال للمسلم الزواج من نساء أهل الكتاب وليس حلال للمسلمة الزواج من رجال أهل الكتاب؟ هل إيمان المرأة من أهل الكتاب يختلف عن إيمان الرجل من أهل الكتاب؟ بالطبع لا فالكتاب هو نفس الكتاب يؤمن به الرجل وتؤمن المرأة به أيضا. هناك أسباب واهية يقولها بعض ضعاف العقول يخدعون بها العامة وهي قد يكره الرجل من أهل الكتاب المرأة المسلمة لكي تتبع دينه أو قد يرث الأطفال دين الاب،هذه كلها أسباب مرفوضة إذا كان حلال للمسلم الزواج من المرأة من أهل الكتاب فدينها صحيح سواء اعتنقه الزوج أو الأطفال أو لم يعتنقوه ، والغرب يشهد الآن حرية لا مثيل لها؛ فلماذا لا تقولون أن للمسلمة في الغرب حق الزواج من الرجل من أهل الكتاب إذا كان لا يكرهها ؛نعم لا تستطيعون لآن الآية لا تحتمل ذلك.

ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم (البقرة221:2)

الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة   وحرام ذلك على المؤمنين(النور3:24)

لقد نكح محمد نساء غير مسلمات أسيرات وجواري مثل صفية بنت حيي يهودية بشهادة عائشة ريحانة بنت زيد يهودية من أسرى بني قريظة وجويرية بنت الحارث من أسرى بني المصطلق مارية القبطية جارية أهداها له المقوقس عندما علم من رجال محمد أن نبيهم مولع بالجميلات؛ ترى من الزاني بحكم آيات محمد؟ فالزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة. أما الإكراه في الدين فلم يسجل القرآن أن أهل الكتاب أكرهوا أحدا بل قال أنهم يحسنون لمن يسئ إليهم فالإكراه وقتل المرتد لا يوجد إلا في عقيدة مشركي العرب وفي عقيدة محمد.

وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ...(الانعام137:6)

ترى هل الدين عدد وتعداد إن أعداد البشر الذين لا يؤمنون بوجود الله ويعيشون جريا وراء شهواتهم أكثر بكثير ممن يؤمنون بوجود إله له شرائع وقوانين تنظم الحياة بين البشر وتحترم العلاقات بينهم دون تمييز أو تفرقة.

الإسلام ذو الوجهين:

نحن هنا أمام وجهين متناقضين للإسلام تجاه أهل الكتاب بأي الوجهين يعمل المسلمون اليوم ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين؟

هل أمام المنتديات الحضارية وفي البلاد المتحضرة وحالات ضعف المسلم يظهر وجه المودة لأهل الكتاب أما في البلاد الإسلامية وفي حالة سيطرة المسلم وقوته فالوجه الآخر هو الوحيد والصحيح ؟ هل هناك تفسير لهذا الانقلاب من الضد إلى الضد ومن النقيض إلى النقيص؟ هل تغير إيمان أهل الكتاب وعقيدتهم لا بين مكة والمدينة فقط بل في السورة المدنية الواحدة يقول عنهم القرآن في آياته كلاما معسولا ثم ينقلب عليهم بكلام أمر من العلقم ؟

قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون قل يأهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا(آل عمران 3: 98-99)

ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله إناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله ...أولئك من الصالحين(آل عمران3: 113-114(

وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب(آل عمران3: 199)

في الآية الأولى من سورة آل عمران يعلن كفر أهل الكتاب وأنهم يبعدون الناس عن طريق الله ويريدونها عوجا ثم في الآيتين التاليتين من نفس السورة يستثني فئة من أهل الكتاب ويعلن أنهم من الصالحين ولهم أجرهم ففي آية التكفير الأولى عممها وشمل كل أهل الكتاب ثم بعد ذلك خص فئة منهم فكيف ذلك؟

إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون (البقرة62:2)

ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم ... ما لك من الله من ولي ولا نصير (البقرة120:2)

الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون (البقرة121:2)

وهنا تأمل موقفه من أهل الكتاب في سورة البقرة الآية وسابقتها .

ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة ...(المائدة14:5)

وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم....(المائدة18:5)

يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء(توادونهم) بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين (المائدة51:5(

إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون (المائدة69:5)

لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ...(المائدة82:5)

أيوجد تناقض أعظم من هذا في السورة الواحدة؛ الآية(14) من المائدة العداوة والبغضاء بين النصارى إلى يوم القيامة،الآية(18) الله يعذب اليهود والنصارى، الآية(51) تمنع المسلم من صداقة ومودة اليهود والنصارى،الآية(69)اليهود والنصارى لا خوف عليهم ولاهم يحزنون الآية(82) اليهود أشد الناس عداوة للمسلمين والنصارى أقربهم مودة. مواقف متناقضة في السورة الواحدة والفارق بينها آيات قلائل، ترى لماذا هذا التناقض والضد؟ يقال إن السياسة لا تعرف صداقة دائمة أو خصومة دائمة بل أن الصداقة قد تفتر والعداء قد يتلاشى وذلك تبعا لتغير وتباين المصالح والأهداف، هل ينطبق ذلك على مواقف القرآن من أهل الكتاب؟ هل هناك تفسير غير ذلك يرد العقل عن حيرته بسبب هذا التناقض والضد لا بين قرآن مكة والمدينة بل في السورة المدنية الواحدة ؟ أخيرا ما موقف الإسلام من أهل الكتاب الذين لا يؤمنوا بمحمد وقرأنه بل يؤمنون انه نبي كاذب وكتابه ليس من عند الله؟

الصفحة الرئيسية